هل باستطاعة عراقي واحد لم يطأطئ رأسه لنظام البعث أن يقول بأن حياته في زمن حكم ذلك النظام كانت ( حياة ) تستحق هذه التسمية ؟ لا والله .. بل كان السواد الأعظم من أبناء العراق يعيشون بنصف حياة أو أقل من ذلك بكثير ، كان الجميع مهدد في أي وقت وفي أي بقعة من العراق ، ودون حاجة للأسباب ، يكفي أن يكون عراقيا لكي تطاله مكارم القائد وأزلامه من قتل وتشريد واعتقال وإذلال ورعب وما الى ذلك من هبات القيادة الملهمة .
كانت الكارثة في أن الشعب العراقي بأكمله لم يكن يملك زمام أمره أو تقرير مصيره أو حتى التكهن بشكل أو بعض ملامح هذا المصير ، فضلاً عن التعبير عن رأيه ورفع صوته بأهون الأشياء وأقلها ضررا ومساسا بالسلطة والرئيس الأوحد .. فالرصاصة التي سيعدم بها أي مسكين يفعل أو يفكر في فعل ذلك سوف يستوفى ثمنها من ذويه ، هذا إذا لم تشملهم القرارات أو لم تشتمل عليهم أقبية المعتقلات المظلمة .
كان الإنسان العراقي لا يملك الحق بالمطالبة بأبسط حقوقه التي أقرتها له التشريعات السماوية والأرضية على حد سواء ، حيث ان الأمر متروك بل منحصر فقط في رؤوس نظام البعث ( المتعفنة ) وأزلامهم الذين ماتت في نفوسهم كل المشاعر الإنسانية وتحولوا إلى وحوش لا هم لهم إلا شفط الأموال وتنفيذ الأوامر والقرارات الجائرة التي تأتيهم من الجهات العليا ، فأسهل ما يمكنهم القيام به هو إعدام العشرات والمئات من أبناء العراق الأبرياء دون أن تتحرك فيهم مشاعر رحمة أو يؤنبهم وازع من ضمير .
الجميع الآن لا يريدون تكرار ذلك ، لا يريدون وجها صداميا ممسوخا يطل عليهم مرة أخرى من شاشة التلفاز ليقول لهم
أيها الشعب العراقي العظيم ) بينما يسعى في الواقع إلى سحق هذا الشعب والتنكيل به ، لا لشيء إلا لأنه سمح له أن يعتلي كرسي حكم البلاد وسلمه زمام قيادتها .
لن يسمح العراقيون بان يحكمهم شخص مجهول الغايات والنوايا ، أو أن يترأس عليهم من لم يسمحوا له بذلك ، فقد ذهب زمن الانقلابات الليلية المشبوهة ، ستكون العين العراقية متيقظة محترسة من أي محاولة من شأنها أن تؤدي بالعراق والعراقيين إلى التهلكة .
سيتحمل العراقيون مسؤوليتهم التاريخية أمام السماء وأمام الأجيال لكي لا يستحقوا اللعنة الأبدية .
ستكون الخطوة الأولى في هذا الطريق المقدس هي خطوة الانتخابات ، التي لا يريد لها أعداء العراق أن تتم ، لكن العراقيين رغم أنوف جميع الأوغاد سيشاركون في الانتخابات من أجل أن لا يحكمهم مستبد جديد ومن أجل أن يسعوا لنيل استقلالهم عبر هذا الطريق الأبيض وان يحافظوا على وحدت بلدهم وسلامته ، ومن أجل أن يحيوا ويحيا أبناؤهم حياة آمنة مستقرة كريمة .
فالأمن لا يزال متدهورا يحث الخطى في دركات التسافل الظلماء ، حتى بعد أن انتقلت السلطة للعراقيين ( هل انتقلت حقا ؟؟ ) ولأسباب مفضوح بعضها وبعضها الآخر لا يعلمه إلا علّام الغيوب .. إلا أن ما يمكن قوله إن من يتحمل مسؤولية هذا التدهور جهات ثلاث : الأولى قوات الاحتلال ، والثانية الحكومة المؤقتة ، والثالثة دول الجوار على امتداد خارطة العراق .. فمجرد وجود قوات الاحتلال يعتبر غطاءا كافيا لعمليات المقاومة المشبوهة ، تلك التي صبت وبالها أولا وأخيرا على الشعب العراقي النازف ، بينما لم تتكلف هذه القوات إلا بحماية نفسها ، أما مبررات بقائها فهي ـ كما تزعم ـ إرساء دعائم الديمقراطية في العراق والمساهمة في إيجاد حكومة شرعية ودفع عملية الاعمار ودعمها ، فإذا أردنا إسقاط مبررات هذا الاحتلال فلا بد لنا من إجراء انتخابات ديمقراطية نزيهة وحرة بمشاركة جميع العراقيين ، تمثل الخطوة الأولى في بناء عراق ديمقراطي وكتابة دستور دائم يقرر ملامح عراق ما بعد صدام ، فضلا عن تشكيل حكومة شرعية قوية تستمد قوتها وشرعيتها من العراقيين جميعا بعد أن منحوها ثقتهم عبر صناديق الاقتراع ، ولن يكون لهذه الحكومة ـ حتماً ـ أن تتناسى أو تهمّش عملية بناء العراق وتأهيل بناه التحتية .. أما الحكومة المؤقتة التي لم تفلح في المحافظة على أمن واستقرار البلد طيلة فترة حكمها ـ منذ أن عينها المحتل وحتى هذه اللحظة ـ فإنها لن تكون بحال من الأحوال أفضل من حكومة شرعية منتخبة .. وهذا الحال يسري أيضا على دول الجوار وعلاقة العراق بها سياسيا .. فالتخلخل الحاصل حاليا في الحدود العراقية وعدم تأمينها ، واستغلال هذا الوضع من قبل بعض الدول المجاورة ـ وحتى غير المجاورة ـ لتفخيخ العراق بالشبكات والزمر الإرهابية ، ولتأجيج نارٍ طائفيةٍ أو عرقية من شأنها تحطيم العراق وتهديم أواصره الاجتماعية .. كل هذا سينتهي باستلام الحكومة الشرعية القوية زمام الحكم واتخاذها الإجراءات والتدابير العلاجية لهذا الوضع المتهرئ .
العراق كان ولا زال وسيبقى وحدة واحدة لا يمكن تفتيتها ، فهو كغيره من البلدان مكون من خليط ملون الديانات والأعراق والقوميات ولم يحدث يوما أن اختلفت فيه طائفتان حتى اشتعلت بينهما حربٌ ضروس ، أما الجوقة المزمرة في الفضائيات والإعلام والمطبلة لهذه الحرب النجومية التي ستحرق العراق بحمم براكينها الهادرة ، ما هي إلا مؤامرة دنيئة ومحاولة خبيثة ـ لن تنجح أبداً ـ لهدم المشروع التحرري العراقي ووأد أعظم تجربة سيمر بها في تاريخه الحديث ألا وهي تجربة الانتخابات التي لا بدليل لنا عنها .[/B][/align][/align]
كانت الكارثة في أن الشعب العراقي بأكمله لم يكن يملك زمام أمره أو تقرير مصيره أو حتى التكهن بشكل أو بعض ملامح هذا المصير ، فضلاً عن التعبير عن رأيه ورفع صوته بأهون الأشياء وأقلها ضررا ومساسا بالسلطة والرئيس الأوحد .. فالرصاصة التي سيعدم بها أي مسكين يفعل أو يفكر في فعل ذلك سوف يستوفى ثمنها من ذويه ، هذا إذا لم تشملهم القرارات أو لم تشتمل عليهم أقبية المعتقلات المظلمة .
كان الإنسان العراقي لا يملك الحق بالمطالبة بأبسط حقوقه التي أقرتها له التشريعات السماوية والأرضية على حد سواء ، حيث ان الأمر متروك بل منحصر فقط في رؤوس نظام البعث ( المتعفنة ) وأزلامهم الذين ماتت في نفوسهم كل المشاعر الإنسانية وتحولوا إلى وحوش لا هم لهم إلا شفط الأموال وتنفيذ الأوامر والقرارات الجائرة التي تأتيهم من الجهات العليا ، فأسهل ما يمكنهم القيام به هو إعدام العشرات والمئات من أبناء العراق الأبرياء دون أن تتحرك فيهم مشاعر رحمة أو يؤنبهم وازع من ضمير .
الجميع الآن لا يريدون تكرار ذلك ، لا يريدون وجها صداميا ممسوخا يطل عليهم مرة أخرى من شاشة التلفاز ليقول لهم

لن يسمح العراقيون بان يحكمهم شخص مجهول الغايات والنوايا ، أو أن يترأس عليهم من لم يسمحوا له بذلك ، فقد ذهب زمن الانقلابات الليلية المشبوهة ، ستكون العين العراقية متيقظة محترسة من أي محاولة من شأنها أن تؤدي بالعراق والعراقيين إلى التهلكة .
سيتحمل العراقيون مسؤوليتهم التاريخية أمام السماء وأمام الأجيال لكي لا يستحقوا اللعنة الأبدية .
ستكون الخطوة الأولى في هذا الطريق المقدس هي خطوة الانتخابات ، التي لا يريد لها أعداء العراق أن تتم ، لكن العراقيين رغم أنوف جميع الأوغاد سيشاركون في الانتخابات من أجل أن لا يحكمهم مستبد جديد ومن أجل أن يسعوا لنيل استقلالهم عبر هذا الطريق الأبيض وان يحافظوا على وحدت بلدهم وسلامته ، ومن أجل أن يحيوا ويحيا أبناؤهم حياة آمنة مستقرة كريمة .
فالأمن لا يزال متدهورا يحث الخطى في دركات التسافل الظلماء ، حتى بعد أن انتقلت السلطة للعراقيين ( هل انتقلت حقا ؟؟ ) ولأسباب مفضوح بعضها وبعضها الآخر لا يعلمه إلا علّام الغيوب .. إلا أن ما يمكن قوله إن من يتحمل مسؤولية هذا التدهور جهات ثلاث : الأولى قوات الاحتلال ، والثانية الحكومة المؤقتة ، والثالثة دول الجوار على امتداد خارطة العراق .. فمجرد وجود قوات الاحتلال يعتبر غطاءا كافيا لعمليات المقاومة المشبوهة ، تلك التي صبت وبالها أولا وأخيرا على الشعب العراقي النازف ، بينما لم تتكلف هذه القوات إلا بحماية نفسها ، أما مبررات بقائها فهي ـ كما تزعم ـ إرساء دعائم الديمقراطية في العراق والمساهمة في إيجاد حكومة شرعية ودفع عملية الاعمار ودعمها ، فإذا أردنا إسقاط مبررات هذا الاحتلال فلا بد لنا من إجراء انتخابات ديمقراطية نزيهة وحرة بمشاركة جميع العراقيين ، تمثل الخطوة الأولى في بناء عراق ديمقراطي وكتابة دستور دائم يقرر ملامح عراق ما بعد صدام ، فضلا عن تشكيل حكومة شرعية قوية تستمد قوتها وشرعيتها من العراقيين جميعا بعد أن منحوها ثقتهم عبر صناديق الاقتراع ، ولن يكون لهذه الحكومة ـ حتماً ـ أن تتناسى أو تهمّش عملية بناء العراق وتأهيل بناه التحتية .. أما الحكومة المؤقتة التي لم تفلح في المحافظة على أمن واستقرار البلد طيلة فترة حكمها ـ منذ أن عينها المحتل وحتى هذه اللحظة ـ فإنها لن تكون بحال من الأحوال أفضل من حكومة شرعية منتخبة .. وهذا الحال يسري أيضا على دول الجوار وعلاقة العراق بها سياسيا .. فالتخلخل الحاصل حاليا في الحدود العراقية وعدم تأمينها ، واستغلال هذا الوضع من قبل بعض الدول المجاورة ـ وحتى غير المجاورة ـ لتفخيخ العراق بالشبكات والزمر الإرهابية ، ولتأجيج نارٍ طائفيةٍ أو عرقية من شأنها تحطيم العراق وتهديم أواصره الاجتماعية .. كل هذا سينتهي باستلام الحكومة الشرعية القوية زمام الحكم واتخاذها الإجراءات والتدابير العلاجية لهذا الوضع المتهرئ .
العراق كان ولا زال وسيبقى وحدة واحدة لا يمكن تفتيتها ، فهو كغيره من البلدان مكون من خليط ملون الديانات والأعراق والقوميات ولم يحدث يوما أن اختلفت فيه طائفتان حتى اشتعلت بينهما حربٌ ضروس ، أما الجوقة المزمرة في الفضائيات والإعلام والمطبلة لهذه الحرب النجومية التي ستحرق العراق بحمم براكينها الهادرة ، ما هي إلا مؤامرة دنيئة ومحاولة خبيثة ـ لن تنجح أبداً ـ لهدم المشروع التحرري العراقي ووأد أعظم تجربة سيمر بها في تاريخه الحديث ألا وهي تجربة الانتخابات التي لا بدليل لنا عنها .[/B][/align][/align]