عيد الغدير عرس الشعراء
الموضوع : عيد الغدير عرس الشعراء
المؤلف : فيصل الأشمر
المكان : العدد 160
التصنيف : لغة وأدب
كان عيد الغدير، يوم البيعة والولاية لأمير المؤمنيند، عرساً للشعراء على مر العصور، زينوا فيه قصائدهم بأنوار الولاية الإلهية لعظيم من عظماء التاريخ وفريد العصور بعد الرسول علي بن أبي طالبد.
تحدثنا كتب الأدب والتاريخ أن الشعراء تسابقوا على نظم القصيد في ذكر يوم الغدير، ولم يتأخروا في ذلك، إذ أنه وبمجرد أن أعلن الرسول الأعظما بيعته لعليد إنبرى حسان بن ثابت يستأذن الرسولا في تخليد هذا اليوم العظيم فأذن لها وكانت قصيدته التي يقول فيها:
يُناديهمُ يومَ الغديرِ نبيُّهمْ
فقال فمن مولاكمُ ونبيُّكمْ
إلهُكَ مولانا وأنتَ نبيُّنا
فقال له قم يا عليُّ فإنّني
فمن كنتُ مولاهُ فهذا وليُّهُ
هناك دعا اللّهمَّ وال وليّهُ
بخمٍّ وأسْمِعْ بالرسولِ مُناديا
فقالوا ولم يُبدوا هناك التعاميا
ولم تَلْقَ منّا في الولايةِ عاصيا
رضيتُكَ من بعدي إماماً وهاديا
فكونوا له أتباعَ صدقٍ مواليا
وكن للذي عادى عليّاً معاديا
ويقول السيد الحميري:
وبخُمٍّ إذ قال الإله بعزمه
وانصبْ أبا حسنٍ لقومك إنه
فدعاه ثم دعاهمُ فأقامه
جعل الولاية بعده لمهذَّبٍ
وله مناقبُ لا تُرام متى يُرِدْ
قم يا محمدُ في البرية فاخطُبِ
هادٍ، وما بلّغتَ إن لم تنصبِ
لهم فبين مصدقٍ ومكذبِ
ما كان يجعلها لغير مهذبِ
ساعٍ تناولَ بعضها يتذبذبِ(1)
ويقول الشاعر الكبير ابن الرومي في مديح أمير المؤمنيند ذاكراً يوم الغدير:
لكنّ حبّي للوصيّ مخيّ
فهو السراجُ المستنيرُ ومن بهِ
وإذا تركتُ له المحبّة لم أجدْ
قال النبيُّ له مقالاً لم يكنْ
من كنتُ مولاهُ فذا مولًى له
رُدّت عليهِ الشمسُ بعد غروبِها
في الصدر يسرحُ في الفؤاد تولّجا(2)
سببُ النجاةِ من العذاب لمن نجا
يومَ القيامةِ من ذنوبي مَخرجا
يوم الغديرِ لسامعيه مُمجمجا(3)
مثلي وأصبحَ بالفَخارِ متوّجا
بيضاءَ تلمعُ وقدةً(4) وتأجُّجا(5)
ويمدح الناشئ الصغير علياًد فيقول في بعض قصيده:
ذاك عليُّ الذي تفرُّدُهُ
إذ قال بين الورى وقامَ به
من كنتُ مولاه فالوصيُّ لهُ
ذاك عليُّ الذي يقولُ له
لا سيفَ إلاَّ سيفُ الوصيِ
ذاك عليُّ الذي تراجع عن
في يوم خُمٍّ بفضله اتّضحا
مُعتضداً(6) في القيام مُكتشحا(7)
مولًى بوحيٍ من الإله وحى
جبريلُ يوم النزالِ مُمتدحا
ولا فتىً سواهُ إنْ حاد فَدَحا(8)
فتحٍ سواه وسارَ فافتتحا
وهذا ابن حمادي العبدي يقول في ذكرى عيد الغدير:
يومُ الغدير لَأشرفُ الأيّامِ
يو أقامَ اللَّهُ فيه إمامَنا
قال النبيُّ بدوحِ خمٍّ رافعاً
من كنتُ مولاه فذا مولًى له
هذا وزيري في الحياة عليكمُ
يا ربّ والِ من أقرَّ له الولا
فتهافتت أيدي الرجالِ لبيعةٍ
وأجلُّها قدراً على الإسلامِ
أعني الوصيَّ إمامَ كلِّ إمامِ
كفَّ الوصيِّ يقولُ للأقوامِ
بالوحي من ذي العزّة العلاّمِ
فإذا قضيتُ فذا يقوم مقامي
وانزل بمن عاداه سوءَ حِمام(9)
فيها كمال الدين والإنعامِ
ويقول الشيخ الكفعمي في كتابه المصباح:
هنيئاً هنيئاً ليوم الغديرِ
ويومِ الكمالِ لدين الإلهِ
ويوم الفلاحِ ويومِ النجاحِ
ويومِ الإمارة للمرتضى
ويومِ الخطابةِ من جبرئيل
ويومِ السلامِ على المصطفى
ويومِ الولايةِ في عرضِها
عليُّ الوصيُّ وصيُّ النبيِّ
ويومِ الحبورِ ويوم السرورِ
وإتمام نعمة ربٍّ غفورِ
ويومِ الصلاحِ لكلِّ الأمورِ
أبي الحسنين الإمامِ الأميرِ
بتقديرِ ربٍّ عليمٍ قديرِ
وعترتهِ الأطهرين البدورِ
على كلّ خلقِ السميعِ البصيرِ
وغوثُ الولِّي وحتفُ الكفورِ
الهوامش
(1) يتذبذب: يتحرك ويضطرب.
(2) التولّج: الدخول.
(3) الممجمج: غير الواضح.
(4) الوقدة: الإتقاد.
(5) التأجج: الإلتهاب.
(6) اعتضد: استعان بفلان أو احتضَنَ.
(7) المكتشح: المحتضن.
(8) فَدَحَ الحادثُ فلاناً: أَثقلهُ ...
(9) الحِمام: الموت.
أخطاء شائعة
ء حاز الشيء = إذا أردنا أن نعبر عن امتلاك الشخص لشيء ما نقول: حازَ الشيءَ، ولا يصح أن نقول: حاز على الشيء، لأن الفعل »حاز« لا يصح أن يتعدى بحرف الجر »على«.
ء الكف = يعمد بعض الكتاب إلى إطلاق صفة التذكير على كلمة: كف )أي اليد(، فيقول: الكف الأيمن، والصحيح أن كلمة كف مؤنثة، يقول صاحب لسان العرب »والكف: اليد، أنثى«.
ء أثَّر في الشيء = يستعمل بعض الكتاب الفعل أثَّرَ متعدياً بحرف الجر »على«، فيقول: أثر على كذا، والصحيح أن نقول: أثّرَ في ذلك.
ء هو بمثابة أخي = الصحيح أن نقول هو مثل أخي أو بمنزلة أخي، أما كلمة مثابة فتعني: المنزل أو الموضع الذي يُثاب إليه أي يُرجع إليه مرة بعد أخرى.
ء فلان يحتضر = الصحيح أن نقول عن الشخص الذي أوشك على مفارقة الحياة: فلان يُحتضَر )بصيغة المجهول( وليس: يحتضِر.
ء دهست السيارة فلاناً = يستعمل بعض الكتاب الفعل دهسَ بمعنى: داسَ فيقول: دهست السيارة فلاناً، ولكن العرب لم تستعمل دهسَ بمعنى داس أو دعس، بل أنه وبمراجعة لسان العرب لا نجد كلمة دهسَ كفعل وإنما نجدها اسماً فقط.
ء وجه صبيح لا صبوح = إذا أردنا أن نصف الوجه بالإضاءة نقول: وجه صبيح ولا يصح أن نقول: وجه صبوح، لأن كلمة صبوح معناها: الخمر أو الناقة المحلوبة صباحاً.
ء اعتذر عن = تطالعنا الصحف ونشرات الأخبار يومياً بكلمة اعتذر، وغالباً ما تستعمل بوجه غير صحيح حين ترد كالتالي: اعتذر فلان عن الحضور. والأصح أن نقول: اعتذر عن عدم الحضور أي بإضافة كلمة »عدم« إلى الفعل »اعتذر«.
ء يخفاه الأمر ويخفى عليه = يستعمل بعض الكتّاب عبارة »يخفاه الأمر« بمعنى أنه غير مطلع عليه، والصحيح أن يقال: يخفى عليه الأمر، لأن الفعل أخفى لا يصح أن نُتبعه بالمفعول به.
ء الحَساء والحِساء = يطلق البعض على الطعام الرقيق المصنوع من بعض الحبوب والماء )الشوربة( اسم: الحِساء، بكسر حرف الحاء، والصحيح أن يقال: الحَساء، بالفتح.
ء الخُطة والخِطة = يستعمل البعض عبارة: الخِطة العسكرية، والصحيح أن يقول: الخُطة العسكرية، لأن معنى كلمة خِطة: الأرض التي تنزلها ولم ينزلها قبلك نازل.
نقلا عن مجله بقيه الله
الموضوع : عيد الغدير عرس الشعراء
المؤلف : فيصل الأشمر
المكان : العدد 160
التصنيف : لغة وأدب
كان عيد الغدير، يوم البيعة والولاية لأمير المؤمنيند، عرساً للشعراء على مر العصور، زينوا فيه قصائدهم بأنوار الولاية الإلهية لعظيم من عظماء التاريخ وفريد العصور بعد الرسول علي بن أبي طالبد.
تحدثنا كتب الأدب والتاريخ أن الشعراء تسابقوا على نظم القصيد في ذكر يوم الغدير، ولم يتأخروا في ذلك، إذ أنه وبمجرد أن أعلن الرسول الأعظما بيعته لعليد إنبرى حسان بن ثابت يستأذن الرسولا في تخليد هذا اليوم العظيم فأذن لها وكانت قصيدته التي يقول فيها:
يُناديهمُ يومَ الغديرِ نبيُّهمْ
فقال فمن مولاكمُ ونبيُّكمْ
إلهُكَ مولانا وأنتَ نبيُّنا
فقال له قم يا عليُّ فإنّني
فمن كنتُ مولاهُ فهذا وليُّهُ
هناك دعا اللّهمَّ وال وليّهُ
بخمٍّ وأسْمِعْ بالرسولِ مُناديا
فقالوا ولم يُبدوا هناك التعاميا
ولم تَلْقَ منّا في الولايةِ عاصيا
رضيتُكَ من بعدي إماماً وهاديا
فكونوا له أتباعَ صدقٍ مواليا
وكن للذي عادى عليّاً معاديا
ويقول السيد الحميري:
وبخُمٍّ إذ قال الإله بعزمه
وانصبْ أبا حسنٍ لقومك إنه
فدعاه ثم دعاهمُ فأقامه
جعل الولاية بعده لمهذَّبٍ
وله مناقبُ لا تُرام متى يُرِدْ
قم يا محمدُ في البرية فاخطُبِ
هادٍ، وما بلّغتَ إن لم تنصبِ
لهم فبين مصدقٍ ومكذبِ
ما كان يجعلها لغير مهذبِ
ساعٍ تناولَ بعضها يتذبذبِ(1)
ويقول الشاعر الكبير ابن الرومي في مديح أمير المؤمنيند ذاكراً يوم الغدير:
لكنّ حبّي للوصيّ مخيّ
فهو السراجُ المستنيرُ ومن بهِ
وإذا تركتُ له المحبّة لم أجدْ
قال النبيُّ له مقالاً لم يكنْ
من كنتُ مولاهُ فذا مولًى له
رُدّت عليهِ الشمسُ بعد غروبِها
في الصدر يسرحُ في الفؤاد تولّجا(2)
سببُ النجاةِ من العذاب لمن نجا
يومَ القيامةِ من ذنوبي مَخرجا
يوم الغديرِ لسامعيه مُمجمجا(3)
مثلي وأصبحَ بالفَخارِ متوّجا
بيضاءَ تلمعُ وقدةً(4) وتأجُّجا(5)
ويمدح الناشئ الصغير علياًد فيقول في بعض قصيده:
ذاك عليُّ الذي تفرُّدُهُ
إذ قال بين الورى وقامَ به
من كنتُ مولاه فالوصيُّ لهُ
ذاك عليُّ الذي يقولُ له
لا سيفَ إلاَّ سيفُ الوصيِ
ذاك عليُّ الذي تراجع عن
في يوم خُمٍّ بفضله اتّضحا
مُعتضداً(6) في القيام مُكتشحا(7)
مولًى بوحيٍ من الإله وحى
جبريلُ يوم النزالِ مُمتدحا
ولا فتىً سواهُ إنْ حاد فَدَحا(8)
فتحٍ سواه وسارَ فافتتحا
وهذا ابن حمادي العبدي يقول في ذكرى عيد الغدير:
يومُ الغدير لَأشرفُ الأيّامِ
يو أقامَ اللَّهُ فيه إمامَنا
قال النبيُّ بدوحِ خمٍّ رافعاً
من كنتُ مولاه فذا مولًى له
هذا وزيري في الحياة عليكمُ
يا ربّ والِ من أقرَّ له الولا
فتهافتت أيدي الرجالِ لبيعةٍ
وأجلُّها قدراً على الإسلامِ
أعني الوصيَّ إمامَ كلِّ إمامِ
كفَّ الوصيِّ يقولُ للأقوامِ
بالوحي من ذي العزّة العلاّمِ
فإذا قضيتُ فذا يقوم مقامي
وانزل بمن عاداه سوءَ حِمام(9)
فيها كمال الدين والإنعامِ
ويقول الشيخ الكفعمي في كتابه المصباح:
هنيئاً هنيئاً ليوم الغديرِ
ويومِ الكمالِ لدين الإلهِ
ويوم الفلاحِ ويومِ النجاحِ
ويومِ الإمارة للمرتضى
ويومِ الخطابةِ من جبرئيل
ويومِ السلامِ على المصطفى
ويومِ الولايةِ في عرضِها
عليُّ الوصيُّ وصيُّ النبيِّ
ويومِ الحبورِ ويوم السرورِ
وإتمام نعمة ربٍّ غفورِ
ويومِ الصلاحِ لكلِّ الأمورِ
أبي الحسنين الإمامِ الأميرِ
بتقديرِ ربٍّ عليمٍ قديرِ
وعترتهِ الأطهرين البدورِ
على كلّ خلقِ السميعِ البصيرِ
وغوثُ الولِّي وحتفُ الكفورِ
الهوامش
(1) يتذبذب: يتحرك ويضطرب.
(2) التولّج: الدخول.
(3) الممجمج: غير الواضح.
(4) الوقدة: الإتقاد.
(5) التأجج: الإلتهاب.
(6) اعتضد: استعان بفلان أو احتضَنَ.
(7) المكتشح: المحتضن.
(8) فَدَحَ الحادثُ فلاناً: أَثقلهُ ...
(9) الحِمام: الموت.
أخطاء شائعة
ء حاز الشيء = إذا أردنا أن نعبر عن امتلاك الشخص لشيء ما نقول: حازَ الشيءَ، ولا يصح أن نقول: حاز على الشيء، لأن الفعل »حاز« لا يصح أن يتعدى بحرف الجر »على«.
ء الكف = يعمد بعض الكتاب إلى إطلاق صفة التذكير على كلمة: كف )أي اليد(، فيقول: الكف الأيمن، والصحيح أن كلمة كف مؤنثة، يقول صاحب لسان العرب »والكف: اليد، أنثى«.
ء أثَّر في الشيء = يستعمل بعض الكتاب الفعل أثَّرَ متعدياً بحرف الجر »على«، فيقول: أثر على كذا، والصحيح أن نقول: أثّرَ في ذلك.
ء هو بمثابة أخي = الصحيح أن نقول هو مثل أخي أو بمنزلة أخي، أما كلمة مثابة فتعني: المنزل أو الموضع الذي يُثاب إليه أي يُرجع إليه مرة بعد أخرى.
ء فلان يحتضر = الصحيح أن نقول عن الشخص الذي أوشك على مفارقة الحياة: فلان يُحتضَر )بصيغة المجهول( وليس: يحتضِر.
ء دهست السيارة فلاناً = يستعمل بعض الكتاب الفعل دهسَ بمعنى: داسَ فيقول: دهست السيارة فلاناً، ولكن العرب لم تستعمل دهسَ بمعنى داس أو دعس، بل أنه وبمراجعة لسان العرب لا نجد كلمة دهسَ كفعل وإنما نجدها اسماً فقط.
ء وجه صبيح لا صبوح = إذا أردنا أن نصف الوجه بالإضاءة نقول: وجه صبيح ولا يصح أن نقول: وجه صبوح، لأن كلمة صبوح معناها: الخمر أو الناقة المحلوبة صباحاً.
ء اعتذر عن = تطالعنا الصحف ونشرات الأخبار يومياً بكلمة اعتذر، وغالباً ما تستعمل بوجه غير صحيح حين ترد كالتالي: اعتذر فلان عن الحضور. والأصح أن نقول: اعتذر عن عدم الحضور أي بإضافة كلمة »عدم« إلى الفعل »اعتذر«.
ء يخفاه الأمر ويخفى عليه = يستعمل بعض الكتّاب عبارة »يخفاه الأمر« بمعنى أنه غير مطلع عليه، والصحيح أن يقال: يخفى عليه الأمر، لأن الفعل أخفى لا يصح أن نُتبعه بالمفعول به.
ء الحَساء والحِساء = يطلق البعض على الطعام الرقيق المصنوع من بعض الحبوب والماء )الشوربة( اسم: الحِساء، بكسر حرف الحاء، والصحيح أن يقال: الحَساء، بالفتح.
ء الخُطة والخِطة = يستعمل البعض عبارة: الخِطة العسكرية، والصحيح أن يقول: الخُطة العسكرية، لأن معنى كلمة خِطة: الأرض التي تنزلها ولم ينزلها قبلك نازل.
نقلا عن مجله بقيه الله
تعليق