في البداية أوضح لك بأن ما قلته هو رأيك الخاص الذي خالفك فيه علماء مذهبك وهذا مثال بسيط على ذلك أتمنى منك تأمله
قال أبو عمر قال صلى الله عليه وسلم ما تركت شيئا مما أمركم الله به إلا وقد أمرتكم به ولا تركت شيئا مما نهاكم الله عنه إلا وقد نهيتكم عن رواه المطلب بن حنطب وغيره عنه صلى الله عليه وسلم وقال الله تبارك وتعالى وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى وقال فوربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليماوقال وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم الآية والبيان منه صلى الله عليه وسلم على ضربين بيان المجمل في الكتاب العزيز كالصلوات الخمس في مواقيتها وسجودها وركوعها وسائر أحكامها وكبيانه للزكاة وحدها ووقتها وما الذي تؤخذ منه الأموال وبيانه لمناسك الحج قال صلى الله عليه وسلم إذ حج بالناس خذوا عني مناسككم لأن القرآن إنما ورد بجملة فرض الصلاة والزكاة والحج دون تفصيل والحديث مفصل وهو زيادة على حكم الكتاب كتحريم نكاح المرأة على عمتها وخالتها وكتحريم الحمر الأهلية وكل ذي ناب من السباع إلى أشياء بطول ذكرها قد لخصتها في موضع آخر وقد أمر الله جل وعز بطاعته واتباعه أمرا مطلقا مجملا لم يقيد بشيء كما أمرنا بأتباع كتاب الله ولم يقل وافق كتاب الله كما قال بعض أهل الزيغ .
جامع بيان العلم وفضله ج 2 ص 190 لابن عبد البر
وقال عبد الرحمن بن مهدي: " الزنادقة والخوارج وضعوا ذلك الحديث، يعني ما روي عنه (ص) أنه قال: ما أتاكم عني فاعرضوه على كتاب الله، فإن وافق كتاب الله فانا قلته، وإن خالف كتاب الله فلم أقله. وإنما أنا موافق كتاب الله، وبه هداني الله. وهذه الألفاظ لا تصح عنه (ص) عند أهل العلم بصحيح النقل من سقيمه. وقد عارض هذا الحديث قوم من أهل العلم وقالوا: نحن نعرض هذا الحديث على كتاب الله: قبل كل شيء، ونعتمد على ذلك؛ فلما عرضناه على كتاب الله، وجدناه مخالفا لكتاب الله؛ لأنا لم نجد في كتاب الله: ألا يُقبل من حديث رسول الله إلا ما وافق كتاب الله، بل وجدنا كتاب الله يطلق التأسي به، والأمر بطاعته. وكذا المخالفة عن أمره جملة على كل حال " .
تعليق