تويت
محطة أخيرة
ساطع نور الدين
لعله من سوء حظ لبنان او من سوء التقدير لموقعه، انه يشكل نقطة التقاطع الوحيدة ربما بين الاستعدادات الاسرائيلية لانجاح برنامج الرئيس الفلسطيني محمود عباس لوقف المقاومة المسلحة، وبين الاستعدادات الاميركية لشن حرب على ايران، مع انه ليس سوى مركز صدى، او ممر جانبي في احسن الاحوال.
لم يسقط لبنان يوما من جدول الاعمال الاسرائيلي والاميركي، لكنه كان حتى الان يحتل مرتبة متدنية على لائحة الاولويات الاقليمية، ويعتبر حالة عابرة يمكن ان تتكيف وتنتظم بسرعة شديدة في السياق العام للوقائع الجديدة، من دون ان ينفجر من الداخل او في الداخل.
لكن اسرائيل ترى ان الجبهة اللبنانية المفتوحة، ولو بتواضع وانضباط، تحتاج الى اقفال تام ونهائي يطوي صفحة الخروج الاسرائيلي السريع من لبنان، ويعمم الهدوء شبه الابدي الذي يسود حدودها مع بقية الدول العربية. وتحقيق مثل هذا الهدف كان ينتظر الفرصة المناسبة، التي يبدو انها تلوح في الافق هذه الايام.
مشروع التهدئة الذي انتخب ابو مازن من اجل انجازه والذي تشجعه اسرائيل وتتحمس له اميركا ويصفق له العالم اجمع، يمكن ان يوفر مثل هذه الفرصة التي كانت حكومة ارييل شارون تتحينها منذ ان شرعت في تضخيم دور حزب الله في دعم المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة المحاصرين بل وحتى في التورط المباشر في العمليات العسكرية الفلسطينية.. حتى صار الحزب مؤخرا احد مصادر التهديد لأي وقف لاطلاق النار في الداخل الفلسطيني.
ولن تكون اسرائيل بحاجة الى بذل جهد كبير من اجل اقناع الاميركيين او حتى الاوروبيين بان حزب الله هو خطر حقيقي على مشروع الهدوء الفلسطيني، او ربما احد اصحاب حق النقض لهذا المشروع يستطيع ان يعطله بعملية ينفذها بنفسه او بواسطة انصاره او حلفائه في الداخل الفلسطيني.
في المقابل لا تشكك اميركا في ان الحزب هو احد اذرع القوة العسكرية الايرانية التي ستستخدم حتما اذا ما تعرضت ايران لاي هجوم اميركي او اسرائيلي من اي نوع. كما لم تعد ادارة الرئيس جورج بوش تخفي ان ايران هي هدفها الاقليمي المقبل الذي لا يمكن ان يؤجل الى ما بعد العام الحالي لان القنبلة النووية الايرانية المفترضة ستكون جاهزة بحلول نهاية العام المقبل.
التحضيرات السياسية لهذه الحرب بدأت بالفعل، ويتوقع ان تبلغ ذروتها في خلال الشهرين المقبلين، حيث سيتضح حسب السيناريوهات الاميركية ما اذا كانت ايران ستستجيب للضغوط وتلتزم بالقرارات الدولية، ام انها ستصبح عرضة للهجوم العسكري.. الذي لن يستعيد الخيار العراقي، بل سيستهدف شل او تعطيل القدرات العسكرية الايرانية التقليدية منها وغير التقليدية.. وبينها حزب الله، الذي يمكن ان يكون الهدف الاول او من الاهداف الاولى، قبل استهداف طهران.
قد تكون هذه السيناريوهات الاميركية والاسرائيلية مجرد مناورات سياسية او حملات نفسية .. من يدري ؟
ساطع نور الدين
لعله من سوء حظ لبنان او من سوء التقدير لموقعه، انه يشكل نقطة التقاطع الوحيدة ربما بين الاستعدادات الاسرائيلية لانجاح برنامج الرئيس الفلسطيني محمود عباس لوقف المقاومة المسلحة، وبين الاستعدادات الاميركية لشن حرب على ايران، مع انه ليس سوى مركز صدى، او ممر جانبي في احسن الاحوال.
لم يسقط لبنان يوما من جدول الاعمال الاسرائيلي والاميركي، لكنه كان حتى الان يحتل مرتبة متدنية على لائحة الاولويات الاقليمية، ويعتبر حالة عابرة يمكن ان تتكيف وتنتظم بسرعة شديدة في السياق العام للوقائع الجديدة، من دون ان ينفجر من الداخل او في الداخل.
لكن اسرائيل ترى ان الجبهة اللبنانية المفتوحة، ولو بتواضع وانضباط، تحتاج الى اقفال تام ونهائي يطوي صفحة الخروج الاسرائيلي السريع من لبنان، ويعمم الهدوء شبه الابدي الذي يسود حدودها مع بقية الدول العربية. وتحقيق مثل هذا الهدف كان ينتظر الفرصة المناسبة، التي يبدو انها تلوح في الافق هذه الايام.
مشروع التهدئة الذي انتخب ابو مازن من اجل انجازه والذي تشجعه اسرائيل وتتحمس له اميركا ويصفق له العالم اجمع، يمكن ان يوفر مثل هذه الفرصة التي كانت حكومة ارييل شارون تتحينها منذ ان شرعت في تضخيم دور حزب الله في دعم المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة المحاصرين بل وحتى في التورط المباشر في العمليات العسكرية الفلسطينية.. حتى صار الحزب مؤخرا احد مصادر التهديد لأي وقف لاطلاق النار في الداخل الفلسطيني.
ولن تكون اسرائيل بحاجة الى بذل جهد كبير من اجل اقناع الاميركيين او حتى الاوروبيين بان حزب الله هو خطر حقيقي على مشروع الهدوء الفلسطيني، او ربما احد اصحاب حق النقض لهذا المشروع يستطيع ان يعطله بعملية ينفذها بنفسه او بواسطة انصاره او حلفائه في الداخل الفلسطيني.
في المقابل لا تشكك اميركا في ان الحزب هو احد اذرع القوة العسكرية الايرانية التي ستستخدم حتما اذا ما تعرضت ايران لاي هجوم اميركي او اسرائيلي من اي نوع. كما لم تعد ادارة الرئيس جورج بوش تخفي ان ايران هي هدفها الاقليمي المقبل الذي لا يمكن ان يؤجل الى ما بعد العام الحالي لان القنبلة النووية الايرانية المفترضة ستكون جاهزة بحلول نهاية العام المقبل.
التحضيرات السياسية لهذه الحرب بدأت بالفعل، ويتوقع ان تبلغ ذروتها في خلال الشهرين المقبلين، حيث سيتضح حسب السيناريوهات الاميركية ما اذا كانت ايران ستستجيب للضغوط وتلتزم بالقرارات الدولية، ام انها ستصبح عرضة للهجوم العسكري.. الذي لن يستعيد الخيار العراقي، بل سيستهدف شل او تعطيل القدرات العسكرية الايرانية التقليدية منها وغير التقليدية.. وبينها حزب الله، الذي يمكن ان يكون الهدف الاول او من الاهداف الاولى، قبل استهداف طهران.
قد تكون هذه السيناريوهات الاميركية والاسرائيلية مجرد مناورات سياسية او حملات نفسية .. من يدري ؟