غيرة ة ووسوسة المراهق ....كيف العلاج ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد..
أرجو من سعادتكم إفادتي بمشكلتي التالية: لديَّ ابن يبلغ من العمر 11 عامًا (الطفل الأول) متفوق في دراسته، ولكن يعاني من المشاكل التالية:
1 - حساسية مفرطة وغضب شديد، بل وضجر من أخيه حسام –10 سنوات، الثاني في الترتيب- بمجرد اقتراب الأخير بدون قصد من أدواته أو طعامه أو ملابسه، وينتهي ذلك بشجار عنيف أتدخل لفضه أحيانًا بعقاب الأول، وأحيانًا بتهدئته، وشرح معنى الأخوة، وأن أخاه يحبه ويجب أن يبادله هذا الشعور ويحبه، مع العلم أن حسام هادئ، ولا يثير المشاكل معه، ولكن تصرف أحمد بدأ يجعل أخاه عصبيًّا، مع العلم أنني لا أفضل أبدًا أحدهما على الآخر، وهما يتلقيان نفس المعاملة من ناحيتي وناحية أمهم.
2 - لدى أحمد شعور حاد بالوسوسة، وقد أخذته أمه إلى طبيب نفسي وصف له بعض العقاقير، لكن دون جدوى، وذهبت إلى شيخ، واقترح أن يقرأ عليه من شريط آيات معينة من القرآن من خلال مسجل، ويضع السماعات على أذنه يوميًّا.
3 - بدأ أحمد يتفوَّه بألفاظ وكلمات نابية لإخوته عندما لا نكون أمامه، وهذه الكلمات لا نستعملها مطلقًا. هذه التصرفات جعلتنا نفقد أعصابنا يوميًّا ولا أريد أن أؤذيه أو أضربه؛ لعلمي بخطأ هذا الأسلوب في التربية.. أفيدونا ولكم الشكر.
الحل
المستشارة : أ.د. امل المخزومي
الوالد الكريم..إن ابنك أحمد يبلغ من العمر 11 عامًا.. وهو يشعر بحاجة إلى إثبات وجوده، ويحاول جلب الانتباه إليه بكل الوسائل، ومنها التفوق الدراسي الذي ذكرته، وفي هذه النقطة يحتاج إلى التقدير منك ومن والدته؛ لأنه يعتبر تفوقه الدراسي هو هدية لكما.وقد يشعر بأنكما لم تقدِّرا له هذه الظاهرة، وبالتالي تتولد له الحساسية منكما، ولكنه يزيح ذلك بسلوكه العدواني على أخيه الأصغر منه؛ وذلك تعبيرًا عما يشعر به نحوكما.
تذكر أنك لم تفرق بينهما، وهذا ما تعتقده أنت، ولكن المهم ماذا يشعر هو تجاه معاملتك لهما؟ ربما نظرة بسيطة لأخيه تجعله يشعر بأنكما تفضلانه عليه، وهذا الغريم الذي أخذ اهتمامكما بعد أن كان منصبًّا عليه وحده يثير لديه الغيرة التي سببت له الوسواس. أما إنه لا يريد أن يأخذ أخوه شيئًا من ممتلكاته، فهذا بعينه تمرد عليكما أيضًا، والشجار وفضه من قبلك هو الآخر يثير لديه نوعًا من الحساسية تجاه أخيه.
أما إنكما لم تفضلا الواحد على الآخر، فهذا غير ممكن إطلاقًا؛ لأن حسام طفل هادئ وأحمد طفل عصبي؛ فكيف نقتنع بأن المعاملة للاثنين نفس المعاملة؟! أحمد يعاني من حالة الوسواس، وهذا ناتج عن الصراع والتفاعل الداخلي الذي يشعر به من توتر وقلق وتذمر من الوضع الذي هو عليه، والغيرة التي تعتصر صدره.أما أن تكتفي بالشيخ لعلاجه فهذا لا يؤدي إلى شيء، وقد يزيد الطين بلة.
ذكرت أنه في الآونة الأخيرة بدأ يستعمل ألفاظًا نابية، وهذا تنفيس لما يعانيه من توتر وصراع نفسي قاس، سببه ما شرحته لك منذ قليل.
ولعلاج ذلك فعليك أنت ووالدته القيام بما يأتي:
1 -بما أنه يشعر بالغيرة من أخيه -وهذا ظاهر من سلوكه- عليكما علاج هذه الظاهرة، وذلك بشراء بعض الهدايا، وما يحب من أشياء، وجعل أخوه يقدمها له بعيدًا عنكما.
2 -إشعاره بالاطمئنان، وذلك بإحاطته بالحب والحنان الذي يشعر بأنه فقده بسبب أخوه.
3 -احكيا له حكايات تتضمن الحب والتعاون بين الإخوة والأخوات وأفراد العائلة.
4 -لا تتدخلا في شأنهما عندما يلعبان معًا، حتى لو تشاجرا مع مراقبتهما من بعيد؛ فإن شعرتما بأن المشاجرة أصبحت بحالة خطرة عليهما، عليكما التدخل بهدوء وتفريقهما بدون استعمال أي تأنيب أو قسوة عليه.
5 -عندما يذهبان إلى المدرسة اطلب منه أن يدافع عن أخيه إن اعتدى عليه أحد، وقل له أن أخوه أمانة بعنقه.
6 -عليكما تقدير وتقديم التشجيع له لتفوقه المدرسي.
7 -أعطيا له مسؤولية العناية بأخيه عند ابتعادكما عنه، مع مراقبته عندما يكون مع أخيه للتأكد من أنه يحمي أخاه.
8 - أخرجاه للتنزه معهما، واتركاهما يلعبان بدون التدخل من جانبكما مع مراقبتهما من بعيد.
9 -الْعبا معهما بين حين وآخر لعبة تعتمد على التعاون.
10 -اطلبا منه أن يدرب أخاه على أداء بعض الفعاليات البسيطة عليهما.
11 - احكِ له عن تعاونك وحبك لأخيك إن كان لك أخ؛ لأن الولد يقتدي بأبيه.
12 – دعهما ينامان بغرفة واحدة، واطلب من أحمد أن يهتم بأخيه؛ لأنه هو المسؤول عنه.
14 – حاول أن تجعلهما يلعبان لعبة تعتمد على شخصين؛ لكي يشعر بحاجته لأخيه عند أداء تلك اللعبة.
15 - إن وجدتما تلك المعاملة لا تجدي نفعًا ولم تغير شيئًا، فعليكما عرضه على طبيب نفسي حالاً.
أتمنى لهما السعادة والمحبة، والصبر لكما، وستتحول هذه العلاقة إلى علاقة حب وحنان بينهما، ولا تخف إن الله معكم جميعًا.
منقوول من http://www.bafree.net/forum/viewtopic.php?t=34746
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد..
أرجو من سعادتكم إفادتي بمشكلتي التالية: لديَّ ابن يبلغ من العمر 11 عامًا (الطفل الأول) متفوق في دراسته، ولكن يعاني من المشاكل التالية:
1 - حساسية مفرطة وغضب شديد، بل وضجر من أخيه حسام –10 سنوات، الثاني في الترتيب- بمجرد اقتراب الأخير بدون قصد من أدواته أو طعامه أو ملابسه، وينتهي ذلك بشجار عنيف أتدخل لفضه أحيانًا بعقاب الأول، وأحيانًا بتهدئته، وشرح معنى الأخوة، وأن أخاه يحبه ويجب أن يبادله هذا الشعور ويحبه، مع العلم أن حسام هادئ، ولا يثير المشاكل معه، ولكن تصرف أحمد بدأ يجعل أخاه عصبيًّا، مع العلم أنني لا أفضل أبدًا أحدهما على الآخر، وهما يتلقيان نفس المعاملة من ناحيتي وناحية أمهم.
2 - لدى أحمد شعور حاد بالوسوسة، وقد أخذته أمه إلى طبيب نفسي وصف له بعض العقاقير، لكن دون جدوى، وذهبت إلى شيخ، واقترح أن يقرأ عليه من شريط آيات معينة من القرآن من خلال مسجل، ويضع السماعات على أذنه يوميًّا.
3 - بدأ أحمد يتفوَّه بألفاظ وكلمات نابية لإخوته عندما لا نكون أمامه، وهذه الكلمات لا نستعملها مطلقًا. هذه التصرفات جعلتنا نفقد أعصابنا يوميًّا ولا أريد أن أؤذيه أو أضربه؛ لعلمي بخطأ هذا الأسلوب في التربية.. أفيدونا ولكم الشكر.
الحل
المستشارة : أ.د. امل المخزومي
الوالد الكريم..إن ابنك أحمد يبلغ من العمر 11 عامًا.. وهو يشعر بحاجة إلى إثبات وجوده، ويحاول جلب الانتباه إليه بكل الوسائل، ومنها التفوق الدراسي الذي ذكرته، وفي هذه النقطة يحتاج إلى التقدير منك ومن والدته؛ لأنه يعتبر تفوقه الدراسي هو هدية لكما.وقد يشعر بأنكما لم تقدِّرا له هذه الظاهرة، وبالتالي تتولد له الحساسية منكما، ولكنه يزيح ذلك بسلوكه العدواني على أخيه الأصغر منه؛ وذلك تعبيرًا عما يشعر به نحوكما.
تذكر أنك لم تفرق بينهما، وهذا ما تعتقده أنت، ولكن المهم ماذا يشعر هو تجاه معاملتك لهما؟ ربما نظرة بسيطة لأخيه تجعله يشعر بأنكما تفضلانه عليه، وهذا الغريم الذي أخذ اهتمامكما بعد أن كان منصبًّا عليه وحده يثير لديه الغيرة التي سببت له الوسواس. أما إنه لا يريد أن يأخذ أخوه شيئًا من ممتلكاته، فهذا بعينه تمرد عليكما أيضًا، والشجار وفضه من قبلك هو الآخر يثير لديه نوعًا من الحساسية تجاه أخيه.
أما إنكما لم تفضلا الواحد على الآخر، فهذا غير ممكن إطلاقًا؛ لأن حسام طفل هادئ وأحمد طفل عصبي؛ فكيف نقتنع بأن المعاملة للاثنين نفس المعاملة؟! أحمد يعاني من حالة الوسواس، وهذا ناتج عن الصراع والتفاعل الداخلي الذي يشعر به من توتر وقلق وتذمر من الوضع الذي هو عليه، والغيرة التي تعتصر صدره.أما أن تكتفي بالشيخ لعلاجه فهذا لا يؤدي إلى شيء، وقد يزيد الطين بلة.
ذكرت أنه في الآونة الأخيرة بدأ يستعمل ألفاظًا نابية، وهذا تنفيس لما يعانيه من توتر وصراع نفسي قاس، سببه ما شرحته لك منذ قليل.
ولعلاج ذلك فعليك أنت ووالدته القيام بما يأتي:
1 -بما أنه يشعر بالغيرة من أخيه -وهذا ظاهر من سلوكه- عليكما علاج هذه الظاهرة، وذلك بشراء بعض الهدايا، وما يحب من أشياء، وجعل أخوه يقدمها له بعيدًا عنكما.
2 -إشعاره بالاطمئنان، وذلك بإحاطته بالحب والحنان الذي يشعر بأنه فقده بسبب أخوه.
3 -احكيا له حكايات تتضمن الحب والتعاون بين الإخوة والأخوات وأفراد العائلة.
4 -لا تتدخلا في شأنهما عندما يلعبان معًا، حتى لو تشاجرا مع مراقبتهما من بعيد؛ فإن شعرتما بأن المشاجرة أصبحت بحالة خطرة عليهما، عليكما التدخل بهدوء وتفريقهما بدون استعمال أي تأنيب أو قسوة عليه.
5 -عندما يذهبان إلى المدرسة اطلب منه أن يدافع عن أخيه إن اعتدى عليه أحد، وقل له أن أخوه أمانة بعنقه.
6 -عليكما تقدير وتقديم التشجيع له لتفوقه المدرسي.
7 -أعطيا له مسؤولية العناية بأخيه عند ابتعادكما عنه، مع مراقبته عندما يكون مع أخيه للتأكد من أنه يحمي أخاه.
8 - أخرجاه للتنزه معهما، واتركاهما يلعبان بدون التدخل من جانبكما مع مراقبتهما من بعيد.
9 -الْعبا معهما بين حين وآخر لعبة تعتمد على التعاون.
10 -اطلبا منه أن يدرب أخاه على أداء بعض الفعاليات البسيطة عليهما.
11 - احكِ له عن تعاونك وحبك لأخيك إن كان لك أخ؛ لأن الولد يقتدي بأبيه.
12 – دعهما ينامان بغرفة واحدة، واطلب من أحمد أن يهتم بأخيه؛ لأنه هو المسؤول عنه.
14 – حاول أن تجعلهما يلعبان لعبة تعتمد على شخصين؛ لكي يشعر بحاجته لأخيه عند أداء تلك اللعبة.
15 - إن وجدتما تلك المعاملة لا تجدي نفعًا ولم تغير شيئًا، فعليكما عرضه على طبيب نفسي حالاً.
أتمنى لهما السعادة والمحبة، والصبر لكما، وستتحول هذه العلاقة إلى علاقة حب وحنان بينهما، ولا تخف إن الله معكم جميعًا.
منقوول من http://www.bafree.net/forum/viewtopic.php?t=34746