حسن الأشموري
أصبح في شبه المؤكد -حتى وإن شارك السنة في الانتخابات العراقية- أن يكون صانعو القرار في العراق هم من الشيعة الذين يقولون إن نسبتهم السكانية فوق الستين بالمائة في هذا البلد الذي يتقاسم مع إيران مرجعية الشيعة العليا في العالم وإليهما معا تهفو نفوس الشيعة وإن تباعدت بهم الأقطار.
ومع اقتراب هذا الواقع الجديد يظهر في أقطار الخليج العربي عدم وضوح رؤية لما يمكن أن تلعبه هذه القيادات الشيعية العراقية من دور ديني وسياسي مع شيعة المنطقة في الكويت والبحرين والسعودية والإمارات وقطر.
وحسب مراقبين في المنطقة يبدو أن هذه الدول لم تتمكن من وضع إستراتيجية فاعلة لمواجهة حكومة شيعية قد تكون متطرفة في بغداد.
ويبدو أن أقل ما تنتظره الدول الخليجية في هذا المقام هو قيام حكومة ليبرالية بعيدة عن سيطرة المرجعية وذلك مشكوك فيه، لأن بعض السياسيين العراقيين الذين حسبوا ليبراليين استجاروا بمرجعية السيستاني بحثا عن التزكية للفوز بالانتخابات.
وما تنتظره دول الخليج أيضا هو ألا تقوم الحكومة القادمة في العراق بفرض واقع خفي يتمثل في تحريض شيعة الكويت والبحرين والسعودية والإمارات وقطر سياسيا، معيدة إلى الأذهان فكرة تصدير الثورة الإسلامية التي رسم خطوطها الراحل آية الله الخميني.
وفي الخليج العربي بدوله ذوات الكثافة السكانية القليلة يوجد أكثر من مليوني مواطن شيعي يكادون يشكلون عائلة واحدة لاشتغالهم في التجارة والسيطرة الملحوظة على حركة السوق، وقد بدأ هؤلاء منذ وقت مبكر في التطلع للبحث عن دور مستقبلي في ترتيبات الدول التي يتواجدون فيها.
ولأن الدول الخليجية لم تفلح في الحصول على وعود مؤكدة من الولايات المتحدة الأميركية بعدم السماح لشيعة العراق -في حالة مآل الحكم إليهم- بعدم التحريض السياسي للأقليات الشيعية التي تقطن بلدانهم فإن مناخا سلبيا يخيم على دول الخليج.
وهو ما حذر منه الملك الأردني عبد الله الثاني الذي ذهب أبعد من العراق عندما قال في ديسمبر/كانون الأول المنصرم إن طهران تسعى إلى إقامة "هلال شيعي" في المنطقة.
ويرى الدكتور والمحلل السياسي محمد المسفر في قراءته للانتخابات العراقية أن هذه الأنظمة "لن تكون في حالة أمن مستقر إذا أفرزت الانتخابات العراقية قيادة شيعية".
ويرى الدكتور المسفر أن جانبا كبيرا من شيعة المنطقة لن يقبلوا بأن يكونوا تابعين بعد أن يروا سيطرة الشيعة في العراق وامتدادها الآخر في إيران.
أما عضو مجلس الشورى السعودي محمد آل زلفه فقد حذر من أن وصول حكومة شيعية متطرفة تتبع النموذج الثوري الإيراني "سيغير الكثير في المنطقة وليس فقط في السعودية".
ولكنه قال أيضا إن وصول حكومة شيعية إلى السلطة في العراق يفترض ألا يؤثر على علاقة السعودية مع الأقلية الشيعية ما دامت هذه الحكومة المفترضة معتدلة.
وفي الكويت قال سامي النصف المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء الكويتي "نحن نؤمن بالديمقراطية وليأت من يأتي عن طريق الانتخابات".
وذهب المرجع الشيعي في الكويت السيد محمد باقر المهري إلى القول إن على دول الجوار أن تقبل اختيار الشعب العراقي.
وفي البحرين يقول ناشطون سياسيون ونقابيون إن شيعة البحرين بشكل خاص وشيعة الخليج بشكل عام يتمنون أن تدعم الحكومة القادمة في العراق نفوذهم داخل بلدانهم.
وقال عادل العباسي وهو ناشط سياسي بحريني إنه إذا فاز الشيعة بالسلطة في العراق فإنه "سيكون أمرا جيدا للشيعة البحرينيين أيضا وسيعطيهم ثقة في السعي من أجل الحصول على حقوقهم". وأضاف أن الشيعة تعرضوا للتهميش لفترة طويلة في المنطقة والآن حان الوقت لإثبات أنهم قادرون على الحكم.
__________
الجزيرة نت
أصبح في شبه المؤكد -حتى وإن شارك السنة في الانتخابات العراقية- أن يكون صانعو القرار في العراق هم من الشيعة الذين يقولون إن نسبتهم السكانية فوق الستين بالمائة في هذا البلد الذي يتقاسم مع إيران مرجعية الشيعة العليا في العالم وإليهما معا تهفو نفوس الشيعة وإن تباعدت بهم الأقطار.
ومع اقتراب هذا الواقع الجديد يظهر في أقطار الخليج العربي عدم وضوح رؤية لما يمكن أن تلعبه هذه القيادات الشيعية العراقية من دور ديني وسياسي مع شيعة المنطقة في الكويت والبحرين والسعودية والإمارات وقطر.
وحسب مراقبين في المنطقة يبدو أن هذه الدول لم تتمكن من وضع إستراتيجية فاعلة لمواجهة حكومة شيعية قد تكون متطرفة في بغداد.
ويبدو أن أقل ما تنتظره الدول الخليجية في هذا المقام هو قيام حكومة ليبرالية بعيدة عن سيطرة المرجعية وذلك مشكوك فيه، لأن بعض السياسيين العراقيين الذين حسبوا ليبراليين استجاروا بمرجعية السيستاني بحثا عن التزكية للفوز بالانتخابات.
وما تنتظره دول الخليج أيضا هو ألا تقوم الحكومة القادمة في العراق بفرض واقع خفي يتمثل في تحريض شيعة الكويت والبحرين والسعودية والإمارات وقطر سياسيا، معيدة إلى الأذهان فكرة تصدير الثورة الإسلامية التي رسم خطوطها الراحل آية الله الخميني.
وفي الخليج العربي بدوله ذوات الكثافة السكانية القليلة يوجد أكثر من مليوني مواطن شيعي يكادون يشكلون عائلة واحدة لاشتغالهم في التجارة والسيطرة الملحوظة على حركة السوق، وقد بدأ هؤلاء منذ وقت مبكر في التطلع للبحث عن دور مستقبلي في ترتيبات الدول التي يتواجدون فيها.
ولأن الدول الخليجية لم تفلح في الحصول على وعود مؤكدة من الولايات المتحدة الأميركية بعدم السماح لشيعة العراق -في حالة مآل الحكم إليهم- بعدم التحريض السياسي للأقليات الشيعية التي تقطن بلدانهم فإن مناخا سلبيا يخيم على دول الخليج.
وهو ما حذر منه الملك الأردني عبد الله الثاني الذي ذهب أبعد من العراق عندما قال في ديسمبر/كانون الأول المنصرم إن طهران تسعى إلى إقامة "هلال شيعي" في المنطقة.
ويرى الدكتور والمحلل السياسي محمد المسفر في قراءته للانتخابات العراقية أن هذه الأنظمة "لن تكون في حالة أمن مستقر إذا أفرزت الانتخابات العراقية قيادة شيعية".
ويرى الدكتور المسفر أن جانبا كبيرا من شيعة المنطقة لن يقبلوا بأن يكونوا تابعين بعد أن يروا سيطرة الشيعة في العراق وامتدادها الآخر في إيران.
أما عضو مجلس الشورى السعودي محمد آل زلفه فقد حذر من أن وصول حكومة شيعية متطرفة تتبع النموذج الثوري الإيراني "سيغير الكثير في المنطقة وليس فقط في السعودية".
ولكنه قال أيضا إن وصول حكومة شيعية إلى السلطة في العراق يفترض ألا يؤثر على علاقة السعودية مع الأقلية الشيعية ما دامت هذه الحكومة المفترضة معتدلة.
وفي الكويت قال سامي النصف المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء الكويتي "نحن نؤمن بالديمقراطية وليأت من يأتي عن طريق الانتخابات".
وذهب المرجع الشيعي في الكويت السيد محمد باقر المهري إلى القول إن على دول الجوار أن تقبل اختيار الشعب العراقي.
وفي البحرين يقول ناشطون سياسيون ونقابيون إن شيعة البحرين بشكل خاص وشيعة الخليج بشكل عام يتمنون أن تدعم الحكومة القادمة في العراق نفوذهم داخل بلدانهم.
وقال عادل العباسي وهو ناشط سياسي بحريني إنه إذا فاز الشيعة بالسلطة في العراق فإنه "سيكون أمرا جيدا للشيعة البحرينيين أيضا وسيعطيهم ثقة في السعي من أجل الحصول على حقوقهم". وأضاف أن الشيعة تعرضوا للتهميش لفترة طويلة في المنطقة والآن حان الوقت لإثبات أنهم قادرون على الحكم.
__________
الجزيرة نت