تويت
صدحت بيومك سيدي الأقلام
وتوهّجت من نورك الأيام
وتعطرت بشذاك آمال الورى
وتنفست بأريجك الأنغام
وتفتحت كل الزهور بشاشة
وتضوّعت فواحة أنســــام
وتغنـّجت ببهاءها هذي الربى
يهتزّ منها منكـــــــبٌ وقوام
وحكى الزمان مفاخراعن وصفها
قد كلـّت البلـــــــغاء والاعلا م
وتداعت الشعراء يملأ عطفها
شوقٌ هيامٌ لهفــــة ٌ وغرام
وتفجّرت خلجاتها بلواعـــج
من بحر فضلك هزّها الأ لهام
*******
لله درّك كم ملكت مقالـــــدا
هذي القلوب فنالها إكرام
وحباك ربي بالفضائل كلها
فكأنما هي من لدنك ترام
ودنا إليك المجد يسعى صاغرا
ومضى وفي جنباته إعظام
فالمجد أنت سمُوّه وبهاؤه
تمضي فيمضي للعلى يعتام
شرف الرجولة أن يقال بأنها
ماشانها دنـــــــــسٌ ولا آثام
أو مس فيها روحها ميلُ الهوى
أو قادها يوما عمىً وقتام
جُعلت بناديهِ المناقبُ أنجماً
ويداه في دنيا المحول غمام
هو نعمة الباري وباذخ فضله
سُبحانه مَن شـــــأنه الأنعام
فعليّ يبقى في الحياة مشاعلاً
كالشمس ليس تسوؤها الأوهام
*******
أنت الذي هو للمآثر قمـــــة
والى المعاني الساميات سنام
فعليُّ توأمه الشجاعة والأبا
وهو الذي عند الوغى ضرغام
لاينجلي الكرب الشديد بغيره
وله بذي الهول الفظيع حسام
يسطو الى لُبِّ القلوب ببأسه
فتطيحُ من هلعٍ له الأجسام
فتراه يضرب في الرقاب كأنما
حان القضاء وتشهد الأرقام
ويحلُّ بالميدان ذعرٌ ووحشة
يرتاع منها الفارس الهجام
فهْوَ الهزبرالأنزع البطل الذي
ما مسه عســـــفٌ ولاإهظام
سمِحٌ سخيٌّ عبقريٌّ لوذعيـ
يٌ هاشـــميٌّ فارس وهمام
*******
هذا أمير المؤمنين بفضله
زهت القرون وغنـّت الأعوام
وتفاخرت بعلائه وبمجده
أرض الحجاز وكوفة وشآم
وتلمّست فيه الشهامة والندى
زمر العداء وحاسدٌ لوّام
يبغون منه عدالة وهوّ الذي
رفلت بسالف عدله الأيام
أقضاهمُ وأجلهم علما وما
فوق البسيطة مثله علام
ساس الرعية بالتقى ومحجةٍ
يُجلى بها من ذي العماء ظلام
قد وحّد الله العظيم وقلبه
قد فاض بالأيمان وهْو غلام
ما قال قولا قد يخالف أحمدٍ
بجهالةٍ من أمره فيلام
فحلال أحمد حلّه بتمامه
وحرامه حتى النشور حرام
هو رفعة الأسلام وهو عماده
وهْو الكميّ الأنزع المقدام
لولاه ما بانت لدين محمدٍ
ســـــمة ولابانت له أحكام
ولساد في البلدان شرّ جهالةٍ
ولسادت الأنصاب والأزلام
*******
وعظيم مكرمة حباك بفضله
شــرفا به دون الأنام مقام
فلقد دُعيتَ مُشرفا هام الزما
نِ قداسة وسما بك الأسلام
قد خصّك الوحي المقدس آية
جللا بها ســــنن الحياة تقام
ومشرّع الأسلام يهتف عاليا
بغدير خمٍّ والحجيج زحام
ويقيم في تلك القفار منصّة
وهجيررمضاءالغديرضرام
يدعوهمُ يامسـلمون تنبهوا
هذا عليٌّ قائدٌ وإمــــام
ووليّكم فامضوابطاعة أمره
هو للشريعة عصمة وتمام
وليبلغن عني الذي هو حاضر
أمري وذاك أمانة وذ مام
مَن لم يكن متعهداً في نصره
وعن الهداية راغب ذمام
فالله في يوم القيامة خصمه
وكذاك كل الأنبياء خصام
ومحبه طول الزمان مهنأٌ
وسعادة في حشره وسلام
لايعتريه الروع يوم حسابه
فالمرتضى منجىً له وعصام
أبدا ولانارٌ تقارب جســـمه
أو تبتليه بحرّها آلام
ياربّ إنّي ناصرٌ لمواله
وعلى الخصوم مهند صمصام
أسقيهمُ كأس المنون وإنهم
أولى لهم دون الحياة حمام
أولى لهم أن يفطموا بقوائمٍ
فالسيف إن وجب الفطام فطام
*******
وتزلّفت دنيا الملوك بحُسنها
من ناظريك وثغرها بسّــــام
تبغيك منها أن تكون عشيقها
وتقيم إذ يحلو لديها مُقام
وتذوب فيها والها متولِّها
وتهيم عشـــقا والغرام هيام
فأدرت كِشحا بالمهانة نحوها
فيك العفاف ســجيّة ومرام
يادنيا غري مَن ترينَ ومتّعي
إلا أنا فمصيرك الأرغام
لاتحسبي أنـّي كمن أغريتِ إذ
آوى لك الأمراء والحكام
فأنا على علم اليقين بأنـّني
لم تثنني الآمال والأحلام
أمضي على دين النبي فدينه
هو للحياة شريعة ونظام
ما راقني ثوبٌ لها متزخرف
يوما ولامسّ الحشـــا إيلام
أوغال قلبي مطمع في ناظريـ
كِ وشفني هَوَسٌ لها وسقام
قد كنتِ عندي يا لعوب ذليلة
أبَدا وقلبي عازفٌ ذمّام
وأقولها ملأ الوجود مردد
بطلاقها وطلاقها إبرام
*******
كيف الوصول الى علاك وسرّه
وهو الذي حارت به الأفهام
البحر أنت وموجه متلاطم
ولقد يتيه بموجــــــك العوّام
إنـّي لذاك بحيرةٍ ومفازةٍ
إذ لا تفيك مقالة وكلام
لو أنّ لي بحرا تمده أبحرٌ
وكذاك سيل المفردات رهام
ماكنت موفيك الحقيقة كلها
أو كان لي يوما بذاك ختام
تبقى ويبقى الشعر فيك مكبّلا
من يا ترى لقيوده هــــدّام
لم يوفك الشعراء عُشر عُشَيّر
لو أكثروك ملاحما وأقاموا
وتسفهت أ حلامهم من خيبة
وا ضيعتا لو ضاعت الأحلام
رحماك إني عاجز يا سيدي
عن وصْف ذات زانها العلام
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على
محمد وآله الطاهرين
تعليق