بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليما كثيرا
"وَلَمَّا دَخَلُواْ مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُم مَّا كَانَ يُغْنِي عَنْهُم مِّنَ اللّهِ مِن شَيْءٍ إِلاَّ حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِّمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ" يوسف 68
ركز المفسرون في الحاجة التي في نفس يعقوب قضاها على الحسد في الاغلب وهو رأي جميل ومهم ولابأس بان يكون له تاثير كبير في الموضوع ولكن نحن ناخذ على الحسد كحاجة مهمة في نفس النبي يعقوب(ع) بالنقاط التالية:
1. لقد دخلوا اخوة يوسف كما امرهم ابوهم من عدة ابواب ولو سلمنا ان ابوهم خاف عليهم من الحسد فهل خاف عليهم عندما دخلوا وهم في حالة يرثى لها وبدون بضاعة ولم يخاف عليهم عندما خرجوا محملين بالبضاعة "فَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ" يوسف 70
فكان الاولى ان يخاف عليهم عند خروجهم كذلك فقد خرجوا من باب واحد ومحملين بالبضائع
2. ان الناس في تلك الفترة وفي فترات بعدها كثيرة كانوا يحبون الانجاب ويتزوجون اكثر من امرأة لذلك الغرض فهذا العدد من الابناء طبيعي عندهم والحسد في الغالب ياتي من فقدان الشيء فيحسد البشر لعدم امتلاكه الشيء الذي يحسد الناس عليه
3. نحن اذا احد من الناس قال لنا بان هناك رجل يحسد كل من مر على قارعة الطريق فتحذر منه فنحن لانبالي ونقول هذا لايؤثر ونقرأ المعوذتين ونمر ولانعير لهكذا رجل اي اهمية فنحن البشر العاديين هكذا فكيف بنبي الم يكن عنده تعويذة معينة ممكن ان يعلمها لهم ويقرؤها ويمرون
مع هذه الاشياء نحتاج ان نعرف حاجة اخرى اضافة الى الحسد وهي حاجة مهمة لذلك كانت خافية عنا ولم يصرح بها القرآن وقد قصد النبي(ع) فيها مقصدا كبيرا اراد ان يوصله الى ابنائه ويعطيهم درسا مهما منه
وهذه الحاجة هي مدار بحثي المتواضع ، كما نعلم اخواني الاعزاء بان ايات القران الكريم لها اكثر من مغزى وتنطوي على اكثر من معنى وهنا يكمن اعجاز القران الكريم ولاباس بان يكون الخوف من الحسد هو مفهوم ظاهر الاية الكريمة ولو تبحرنا في الباطن لوجدنا معاني اعمق من ذلك واحدة منها وهي مدار هذا البحث هي ان يعقوب (ع) اراد ان يعلم ابنائه درس مهم قد يعيدهم الى رشدهم وهو ان اخوة يوسف كانوا سوية دائما ولم يتفرقوا حتى في مكيدتهم لاخوهم يوسف فقد اتفقوا عليها جميعا ، فامر يعقوب (ع) بان يدخلوا من ابواب متفرقة لكي يحس كل منهم بالوحدة والغربة والافتراق عن الباقين ويحس كل واحد منهم بالم الوحدة ويتذوق مرارتها ويتبادر الى ذهنه اخوه يوسف (ع) حينما تركه وحيدا في غيابت الجب ويشعر كل منهم بان مصيبة اخوه كانت اعظم واكبر وهنا يدق ناقوس الاخوة لكل واحد منهم فيتعاطف مع اخيه يوسف (ع) وهنا يكونوا مهيئين للمرحلة القادمة وهي معرفتهم ليوسف (ع) وانه مازال حيا لكي يستقبلوا هذه المرحلة بكل ترحيب ونسيان للحقد والحسد القديم وهذا يرجع وحدتهم ويضموا يوسف(ع) الى خانتهم ولايتركوه بعد اليوم بل يتخذوه قائدا لهم وهذا نستطيع الاستدلال به من خطاب يوسف (ع) اليهم بعد ان رآهم ((اعلمتم مافعلتم بيوسف واخوه بعد اذ كنتم جاهلون)) هذا العلم جاء من هذا الدرس الذي استخدمه يعقوب (ع) لان تتمة الخطاب اليهم ((بعد اذ كنتم جاهلون....)) فقد كانوا سابقا يجهلون ما فعلوا باخيهم نتيجة الكره له ولم يكن لهم احساس بمعانات اخوهم ولكن من خلال هذا الدرس علموا بعد الجهل واحسوا فتعاطفوا والنتيجة ان بعضهم لم يرجع الى ابوه لفقدانه اخوهم وقد اعطوا المواثيق لابيهم ومن اين يلتزموا بالمواثيق وقد القوا اخوهم في الجب رغم توصية ابوهم به وقد تحدثت عن هذا الموقف الاية 80 من السورة المباركة اذ قال عز من قائل((فَلَمَّا اسْتَيْأَسُواْ مِنْهُ خَلَصُواْ نَجِيًّا قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُواْ أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُم مَّوْثِقًا مِّنَ اللّهِ وَمِن قَبْلُ مَا فَرَّطتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الأَرْضَ حَتَّىَ يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ)) وهذا يدل على حكمة كبيرة ليعقوب(ع) فقد كان يعرف بان يوسف حي وانه قد ظم اخيه اليه ((يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ)) هذا واستغفر الله لي ولكم والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله وسلم والسلام عليكم ورحمة الله.
المهندس رسول الخفاجي
وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليما كثيرا
"وَلَمَّا دَخَلُواْ مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُم مَّا كَانَ يُغْنِي عَنْهُم مِّنَ اللّهِ مِن شَيْءٍ إِلاَّ حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِّمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ" يوسف 68
ركز المفسرون في الحاجة التي في نفس يعقوب قضاها على الحسد في الاغلب وهو رأي جميل ومهم ولابأس بان يكون له تاثير كبير في الموضوع ولكن نحن ناخذ على الحسد كحاجة مهمة في نفس النبي يعقوب(ع) بالنقاط التالية:
1. لقد دخلوا اخوة يوسف كما امرهم ابوهم من عدة ابواب ولو سلمنا ان ابوهم خاف عليهم من الحسد فهل خاف عليهم عندما دخلوا وهم في حالة يرثى لها وبدون بضاعة ولم يخاف عليهم عندما خرجوا محملين بالبضاعة "فَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ" يوسف 70
فكان الاولى ان يخاف عليهم عند خروجهم كذلك فقد خرجوا من باب واحد ومحملين بالبضائع
2. ان الناس في تلك الفترة وفي فترات بعدها كثيرة كانوا يحبون الانجاب ويتزوجون اكثر من امرأة لذلك الغرض فهذا العدد من الابناء طبيعي عندهم والحسد في الغالب ياتي من فقدان الشيء فيحسد البشر لعدم امتلاكه الشيء الذي يحسد الناس عليه
3. نحن اذا احد من الناس قال لنا بان هناك رجل يحسد كل من مر على قارعة الطريق فتحذر منه فنحن لانبالي ونقول هذا لايؤثر ونقرأ المعوذتين ونمر ولانعير لهكذا رجل اي اهمية فنحن البشر العاديين هكذا فكيف بنبي الم يكن عنده تعويذة معينة ممكن ان يعلمها لهم ويقرؤها ويمرون
مع هذه الاشياء نحتاج ان نعرف حاجة اخرى اضافة الى الحسد وهي حاجة مهمة لذلك كانت خافية عنا ولم يصرح بها القرآن وقد قصد النبي(ع) فيها مقصدا كبيرا اراد ان يوصله الى ابنائه ويعطيهم درسا مهما منه
وهذه الحاجة هي مدار بحثي المتواضع ، كما نعلم اخواني الاعزاء بان ايات القران الكريم لها اكثر من مغزى وتنطوي على اكثر من معنى وهنا يكمن اعجاز القران الكريم ولاباس بان يكون الخوف من الحسد هو مفهوم ظاهر الاية الكريمة ولو تبحرنا في الباطن لوجدنا معاني اعمق من ذلك واحدة منها وهي مدار هذا البحث هي ان يعقوب (ع) اراد ان يعلم ابنائه درس مهم قد يعيدهم الى رشدهم وهو ان اخوة يوسف كانوا سوية دائما ولم يتفرقوا حتى في مكيدتهم لاخوهم يوسف فقد اتفقوا عليها جميعا ، فامر يعقوب (ع) بان يدخلوا من ابواب متفرقة لكي يحس كل منهم بالوحدة والغربة والافتراق عن الباقين ويحس كل واحد منهم بالم الوحدة ويتذوق مرارتها ويتبادر الى ذهنه اخوه يوسف (ع) حينما تركه وحيدا في غيابت الجب ويشعر كل منهم بان مصيبة اخوه كانت اعظم واكبر وهنا يدق ناقوس الاخوة لكل واحد منهم فيتعاطف مع اخيه يوسف (ع) وهنا يكونوا مهيئين للمرحلة القادمة وهي معرفتهم ليوسف (ع) وانه مازال حيا لكي يستقبلوا هذه المرحلة بكل ترحيب ونسيان للحقد والحسد القديم وهذا يرجع وحدتهم ويضموا يوسف(ع) الى خانتهم ولايتركوه بعد اليوم بل يتخذوه قائدا لهم وهذا نستطيع الاستدلال به من خطاب يوسف (ع) اليهم بعد ان رآهم ((اعلمتم مافعلتم بيوسف واخوه بعد اذ كنتم جاهلون)) هذا العلم جاء من هذا الدرس الذي استخدمه يعقوب (ع) لان تتمة الخطاب اليهم ((بعد اذ كنتم جاهلون....)) فقد كانوا سابقا يجهلون ما فعلوا باخيهم نتيجة الكره له ولم يكن لهم احساس بمعانات اخوهم ولكن من خلال هذا الدرس علموا بعد الجهل واحسوا فتعاطفوا والنتيجة ان بعضهم لم يرجع الى ابوه لفقدانه اخوهم وقد اعطوا المواثيق لابيهم ومن اين يلتزموا بالمواثيق وقد القوا اخوهم في الجب رغم توصية ابوهم به وقد تحدثت عن هذا الموقف الاية 80 من السورة المباركة اذ قال عز من قائل((فَلَمَّا اسْتَيْأَسُواْ مِنْهُ خَلَصُواْ نَجِيًّا قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُواْ أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُم مَّوْثِقًا مِّنَ اللّهِ وَمِن قَبْلُ مَا فَرَّطتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الأَرْضَ حَتَّىَ يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ)) وهذا يدل على حكمة كبيرة ليعقوب(ع) فقد كان يعرف بان يوسف حي وانه قد ظم اخيه اليه ((يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ)) هذا واستغفر الله لي ولكم والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله وسلم والسلام عليكم ورحمة الله.
المهندس رسول الخفاجي
تعليق