إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

ردو علي بدون سباب ولا اهانات ولا طرد

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ردو علي بدون سباب ولا اهانات ولا طرد

    سلسلة التعريف بالشيعة(1) منهج التلقي ومصادر الدين والتشريع عند الشيعة


    --------------------------------------------------------------------------------

    مقدمة هامة

    --------------------------------------------------------------------------------

    لكل دين أو مذهب طريقة أو منهج في معرفة التدين بذلك الدين أو التمذهب بذلك المذهب وتحديد الصواب من الخطأ وتحديد الحق من الباطل وتحديد المقبول من المرفوض حسب اعتبار المذهب أو الدين.

    والمنهج أو الطريقة في التلقي تحتاج إلى تحديد الآتي:

    ما هو مصدر التشريع أو التدين أو معرفة الدين؟

    ما هي الطريقة لفهم هذا المصدر؟

    ما هي الطريقة في حسم الخلاف في قضايا الدين وفهم الدين؟

    بمعنى آخر يحتاج الدارس لأي دين أو مذهب أن يتعرف على طريقة المتبعين لذلك الدين في هذه القضايا الثلاث.

    والشيعة الإثنا عشرية لها منهج محدد نوعا ما -بغض النظر عن الحكم عليه- في هذه القضايا الثلاث. ومن الضروري بمكان أن لا ينظر الدارس للطريقة الشيعية بعين سنية، بمعنى أن لا يفترض ان مفهوم الكتاب والسنة هو نفس المقصود عند أهل السنة وأن لا يعتقد أن الخلاف هو فقط في تصحيح الأحاديث وتعديل الرجال وطريقة فهم النصوص. يجب أن يُعلم أن المنهج الشيعي مختلف اختلافات جذرية في طريقة التلقي والتعامل مع مصادر التشريع في المنهج السني.

    في المداخلات القادمة بإذن الله نعرض للخطوط العريضة لمنهج الشيعة في التلقي ونعرف بكتبهم الرئيسية من ناحية وقت تأليفها وطريقة تأليفها ونسخها وانتشارها وحجيتها عندهم ونتحدث عن حجية القرآن نفسه وكيف تتم حجيته عندهم كما نعرض لنظام الرواية والرجال عندهم وطريقتهم في التصحيح والتضعيف للحديث ومتى بدأ علم خدمة الحديث عندهم كما نتحدث بإّذن الله عن طريقة فهم النصوص الواردة في تلك الكتب وتحديد الخلاف فيها ودور العلماء مقارنة بأهل السنه

    الأركان الرئيسية في منهج التلقي عند الشيعة


    --------------------------------------------------------------------------------


    أولا: لا يعتبر الدين ما نسب للرسول صلى الله عليه وسلم فقط بل يؤخذ الدين من كل الأئمة الإثني عشر بمن فيهم الإمام الغائب الثاني عشر والذي يتم الاتصال به والأخذ عنه بطريقة معينة حددها الشيعة. وقول وعمل الأئمة كلهم نص شرعي بذاته مستقل عن كونه نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم.

    ثانيا: تشكل الأحاديث المنسوبة للنبي صلى الله عليه وسلم في كتب الشيعة نسبة لا تزيد عن خمسة بالمئة من مجموع ما في كتب الشيعة من الحديث لأن معظم الأحاديث تنسب لجفعر الصادق وعدد كبير ينسب لمحمد الباقر والأحاديث الأخرى تنسب للأئمة الآخرين بمن فيهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه والقليل مما يسمى حديثا لديهم ينسب للرسول صلى الله عليه وسلم.

    ثالثا: لو تركنا الخلاف عند الشيعة حول التحريف (الذي يقول به كثير منهم وينكره آخرون) فإن القرآن عند الشيعة (باتفاق عندهم) لا يمكن فهمه ولا تفسيره إلا بقيم والقيم هو الإمام. وبهذا يكون القرآن محدود الحجية بذاته بل يصبح مصدرا ثانويا بعد الحديث الذي فيه الروايات التي تفسر القرآن.

    رابعا: يتم نقل الحديث (عن الأئمة) بروايات منسوبة لأسانيد يزعم أنها تصل للأئمة وذلك نقلا عن طريق أصحاب الأئمة. وجمعت الروايات في كتب الشيعة الثمانية مع وجود روايات مستقله لبعض الكتب الأخرى في التفسير والتاريخ وغيرها منسوبة مباشرة للأئمة.

    خامسا: لا يوجد عند الشيعة كتب اشترطت الصحة مثل ما هو عند السنة لكن عندهم ما قد يكون أعظم بزعمهم من اشتراط الصحة وهو عرض أحد الكتب على المهدي الغائب وهو كتاب الكافي الذي يزعم مؤلفه أنه عرضه على المهدي وهو في غيبته فقال عنه "كاف لشيعتنا". وحسب تقديرهم لعظمة المهدي تكون هذه تزكية أعظم من تصحيح أهل السنة للبخاري ومسلم الذي يعتبر التصحيح فيه اجتهاد بشر وليس تزكية إمام معصوم كما هي عندهم.

    سادسا: بينما بدأ التدوين عند أهل السنة في وقت مبكر وظهرت معظم كتب الحديث ومدارس الفقه السني في القرون الأول والثاني والثالث ولم يكتب بعد ذلك إلا القليل فقد تأخرت كتب الشيعة في الظهور ومع ذلك فقد نقلت كلها (زعما) بالرواية والأسانيد مباشرة نقلا عن الأئمة الإثني عشر وحتى بحار الأنوار الذي كتب بعد إحدى عشر قرنا نقل بالرواية.

    سابعا: بينما يستطيع أي شخص من أهل السنة تعلم الدين حيث لا احتكار للعلم الشرعي لا يمكن أن يعرف الدين عند الشيعة من خلال القراءة والدراسة بل لا بد من اتباع مجتهد معين يشرح الدين (انظر الفقرة التالية).

    ثامنا: لا يمكن لأي شخص أن يدخل في منظومة العلماء مهما بلغ من العلم الشرعي إلا بشروط خاصة غير العلم الشرعي ولا بد أن يحصل على تعميد من الحوزات أو المؤسسات الدينية حتى يصبح الشخص مجتهدا يستطيع أن يفتي ويعلم الدين ويفسر القرآن والحديث.

    حجية القرآن وأنه لا يفهم ولا يفسر إلا بكتب الشيعة


    --------------------------------------------------------------------------------


    هذا الموضوع ليس حديثا عن تحريف القرآن فهذا له مبحثه وسنتطرق إليه بالتفصيل وإنما هو بحث في حجية وتفسير وفهم القرآن بصفته مصدر أساسي للدين والتشريع. ورغم الخلاف على قضية التحريف عند الشيعة ألا إنه لا يوجد خلاف على قضية حاجة القرآن لقيم عند كل الشيعة وهو مبثوث في كل كتبهم. وربط القرآن بكتب الشيعة قضية حتمية لأنه بدون هذه الحيلة يستحيل تركيب أوليات المذهب الشيعي التي لا يوجد لها ذكر في القرآن فكان لا بد من أحد حيلتين إما زعم التحريف أو زعم أن للقرآن معاني لا يعرفها إلا الأئمة ومن ثم ينسب للأئمة ما يحلوا للشيعة من روايات تعضد تفسير القرآن بما يدعم عقائدهم ومنهجهم.

    ولذلك فأخطر قضية في حجية القرآن هي تعليق فهمه كله وتفسيره كله بكتب الشيعة وذلك من خلال الزعم أن القرآن ليس بحجة إلا بقيم وأن القيم هو الإمام وأن فهم القرآن لا يتم إلا بالإمام. وبما أن النقل عن الإئمة ليس موجودا إلا في كتبهم فيكون فهم القرآن وحجيته وتفسيره والعمل به مرتبطا ارتباطا كاملا بكتبهم بغض النظر عن كون التفسير مقبول في اللغة أو المنطق أو منسجم مع بقية تفسير القرآن والحديث أو متفق مع روايات التاريخ وهو ما سنتطرق له في المداخلة التالية.

    المهم في هذا المبحث أن القرآن الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه والذي نزل بلسان عربي مبين وفيه آيات بينات وجاء تبيانا لكل شيء ربط ربطا كاملا في معانيه العظيمة بتفسير كتب الشيعة فاختفت بذلك كل معانيه التي لم ترد في كتب الشيعة.

    وهذه القائمة من كتب الشيعة نماذج فقط للمثل وليست للاستقصاء في اعتبار القرآن ليس بحجة إلا بقيم من الأئمة:

    "القرآن ليس بحجة إلا بقيم وإن عليا كان قيم القرآن" أصول الكافي 1/188 رجال الكشي 420 علل الشرائع 192 المحاسن 168 وسائل الشيعة 18/141 وغيرها.

    وعن علي قال "ذلك القرآن فاستنطقوه فلن ينطق لكم.... أخبركم عنه" أصول الكافي 1/61

    "القرآن جزء من تسعة أجزاء أجزاء وعلمه عند علي" أحوال الرجال 38

    عن أبي عبد الله "إن الناس يكفيهم القرآن لو وجدوا له مفسرا وإن رسول الله صلى الله عليه وآله فسره لرجل واحد وفسر للأمة شأن ذلك الرجل وهو علي بن أبي طالب" أصول الكافي 1/25 وسائل الشيعة 18/131

    "وعلي تفسيركتاب الله" البحار 37/209 الاحتجاج 31-33 البروجردي 30/20

    "وعلي يتفرد بتفسير كتاب الله" أصول الكافي 1/25 وسائل الشيعة 18/131 بحار الأنوار 7/302 و19/23 بشارة المصطفى 16 أمالي الصدوق 40

    "والقرآن لا يفسره إلا رجل واحد هو علي" أصول الكافي 1/250

    " والأئمة هم القرآن نفسه" وأقوال مثل هذه في الكافي 1/194 و1/419 تفسير العياشي 2/120 تفسير البرهان 2/180 تفسير نور الثقلين 2/296 تفسير القمي 1/310 و2/333 البحار 36/80-85 البرهان للبحراني 4/242 .

    "فإذا احتاجوا القرآن فالاهتداء بنا وإلينا" تفسير فرات 91 وسائل الشيعة 18/149

    "إنما يعرف القرآن من خوطب به" الكافي شرح المازنداني 12/415 وسائل الشيعة 18/136 تفسير الصافي 1/21 البرهان 1/18 البحار 24/237

    "باب عدم جواز استنباط الأحكام النظرية من ظواهر القرآن إلا بعد معرفة تفسيرها من كلام الأئمة فيه ثمانون حديثا" وسائل الشيعة 18/129

    "باب إنه لا يعرف تفسير القرآن إلا الأئمة" الفصول المهمة للحر العاملي 173

    "المقدمة الثانية في نُبَذ مما جاء في أن علم القرآن كله إنما هو عند أهل البيت" تفسير الصافي 1/19

    "الفصل الخامس في بيان ما يدل على أن علم تأويل القرآن بل كله عند أهل البيت والأخبار في هذا الباب أكثر من أن تحصى" مقدمة البرهان 15

    "إعلم أن علم القرآن مخزون عند أهل البيت وهو مما قضت به ضرورة المذهب" تفسير السراط المستقيم 3/4

    عن جعفر قال "إني لأعلم ما في السموات وأعلم ما في الأرضين وأعلم ما في الجنة وأعلم ما في النار وأعلم ما كان وما يكون ثم مكث هنيئة فرأى أن ذلك كبر على من سمعه فقال: علمت ذلك من كتاب الله يقول فيه تبيان كل شي" البحار 26/111. لاحظ أن القرآن ليس فيه "فيه تبيان كل شيء" بل الآية الصحيحة {تبيانا لكل شيء} النحل 89 وهذه من فضائح الذي اختلق الرواية على جعفر الصادق الذي ما كان ليخطئ بها كما نسب له ذلك.

    قول الإمام مثل قول الله وللإمام حق النسخ والتقييد والخصيص للقرآن


    --------------------------------------------------------------------------------

    تكملة لفهم دور القرآن التشريعي عند الشيعة وحجيته وحدود دوره كمصدر في معرفة الدين نبين قوة ونفوذ كلام الأئمة في تحديد معاني القرآن وأحكام القرآن من خلال ما ينقل عنهم زعما في كتب الشيعة. وبعد تأمل ما يكتب في كتب التفسير والحديث والكتب الأخرى عن الشيعة يمكن الخروج بنتيجة أن كلام الأئمة مثل كلام الله وأن الأئمة لهم الحق في نسخ كلام الله وتخصيصه وتقييده.

    وهذه كذلك نماذج للتمثيل وليست للحصر في إثبات هذه الافكار عند الشيعة:

    "إن حديث كل واحد من الأئمة الطاهرين قول الله عز وجل ولا اختلاف في أقوالهم كما لا اختلاف في قول الله تعالى" شرح الكافي للمازنداني 2/272

    "يجوز لمن سمع حديثا عن أبي عبد الله أن يرويه عن أبيه أو جده أو أحد أجداده بل يجوز أن يقول قال الله تعالى" شرح الكافي 2/272

    "إن حكمة التدريج اقتضت بيان جملة من الأحكام وكتمان جملة ولكنه -سلام الله عليه - أودعها عند أوصيائه كل وصي يعهد بها إلى الآخر لينشرها في الوقت المناسب لها حسب الحكمة من عامّ مخصص أو مطلق أو مقيدأو مجمل مبين إلى أمثال ذلك، فقد يذكر النبي عامّـا ويذكر مخصصه بعد برهة من حياته وقد لا يذكره أصلا ويودعه عند وصيه إلى وقته" أصل الشيعة محمد حسين آل كاشف الغطاء 77

    "باب التفويض إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وإلى الأئمة عليهم السلام في أمر الدين" أصول الكافي 1/265

    عن أبي عبد الله "إن الله عز وجل فوض إلى نبيه فقال {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهو} فما فوض إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقد فوضه إلينا" أصول الكافي 1/266

    عن أبي عبد الله "لا والله ما فوض الله إلى أحد من خلقه إلا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وإلى الأئمة قال عز وجل {إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بما أراك الله } وهي جارية في الأوصياء" أصول الكافي 1/268

    فهذه النقولات تعتبر كلام الأئمة مثل كلام الله وكذلك تعطي الأئمة حق النسخ والتخصيص والتقييد على كلام الله.

    وإذا عدنا للمداخلة السابقة ورأينا أن كلام الله لا يفهم إلا بشرح الآئمة وجمعنا تلك المعلومة مع هذه يكون كلام الأئمة في الحصيلة النهائية أهم وأقوى من كلام الله من الناحية العملية. وما دام كلام الأئمة ليس موجودا إلا في كتبهم يكون ما هو مبثوث في كتبهم نقلا عن الأئمة أقوى من كتاب الله.

    هذا استنتاج أزعم أنه منطقي وأرجو أن لا يكابر الشيعة في رفضه.

  • #2
    القواعد الأساسية في تأويل وتفسير القرآن عند الشيعة - القاعدة الأولى


    --------------------------------------------------------------------------------

    سوى ما ذكرناه من أن قول الأئمة حكم على القرآن وليس العكس يخضع تفسير القرآن عند الشيعة لقواعد أساسية ومبادئ عامة يندرج تحتها تفسير كل آية تقريبا من القرآن. من هذه القواعد:

    القاعدة الأولى: أن للقرآن معاني باطنة تخالف المعاني الظاهرة. والمعنى الباطن هو المعنى الذي لا يشبه الظاهر ولا يمكن الصرف إليه بقرينة بل يعرفه ناس ملهمون هم الأئمة كما يزعمون بخاصية العلم اللدني من الله. وهذه القاعدة لا تخص آيات معينة بل هي عامة للقرآن كله ولم تستنتج استنتاجا من كثرة الروايات بذلك بل رويت فيها نفسها أصلا روايات كثيرة كقاعدة في فهم القرآن.

    في أصول الكافي عن موسى الكاظم "إن القرآن له ظهر وبطن فجميع ما حرم الله في القرآن هو الظاهر والباطن من ذلك أئمة الجور، وجميع ما أحل الله تعالي في الكتاب هو الظاهر والباطن من ذلك أئمة العدل" أصول الكافي 1/274 وتفسيرالعياشي 2/16 والغيبة 83

    وفي كتاب البحار للمجلس باب بعنوان "باب أن للقرآن ظهرا وبطنا" ذكر فيه 84 رواية قال في مقدمتها "قد مضى كثير من تلك الأخبار في أبواب كتاب الإمامة ونورد هنا مختصرا من بعضها" والروايات الأربع والثمانين هي المختصرة فقط البحار 92/78-106

    وفي تفسير البرهان باب "في أن القرآن له ظهر وبطن" البرهان 1/19
    وفي مقدمة تفسير البرهان خمسة فصول حول الموضوع كلها منسوبة للأئمة. مرآة الأنوار 4/19

    وانظر كذلك تفسير القمي 1/14 وتفسير العياشي 1/11 وتفسير الصافي 1/29.

    لكن المعنى الباطن قد يكون عميقا إلى درجة أن بطنا واحدا لا يكفي فيصبح سبعة أبطن أو حتى سبعين بطنا!!!!

    "إن للقرآن ظهرا وبطنا وببطنه بطن إلى سبعة أبطن" الصافي 1/31

    "إن للقرآن بطنا وللبطن بطنا وللظهر ظهرا يا جابر وليس شيء أبعد من عقول الرجال من تفسير القرآن" العياشي 1/11 المحاسن 300 البرهان 1/20 الصافي 1/29 البحار 92/95 الوسائل 18/142

    وتحمس بعضهم وصار أكثر كرما فجعلها سبعين بطنا " لكل آية من كلام الله ظهر وبطن بل لكل واحدة منها كما يظهر من الأخبار المستفيضة سبعة بطون وسبعون بطنا" مرآة الأنوار 3

    "وقد دلت أحاديث متكاثرة تكاد تكون متواترة على أن بطونها وتأويلها بل كثير من تنزيلها وتفسيرها والمدح والإكرام بل كلها فيهم وفي أوليائهم نزلت وأن جل فقرات التوبيخ والتشنيع والتهديد والتفظيع بل جملتها في مخالفيهم وأعدائهم. إن الله جعل جملة بطن القرآن في دعوة الإمامة والولاية كما جعل جل ظهره في دعوة التوحيد والنبوة والرسالة" مرآة الأنوار 3

    الخلاصة أن التفسير الباطني الذي تتهم به الفرق الباطنية موجود وبكثرة في كتب التفسير الشيعة بل يعتبر مبدأ للتفسير. وإدعاء التفسيرالباطني دون قرينة ولا علاقة باللغة أقوى من التحريف لأن التحريف ربما يغير آية أو آيتين بشكل مكشوف يبقي الشك لكن التأويل الباطني واعتباره قاعدة يعطي حرية في التصرف بكل معاني القرآن وصرفها عن مقصودها وهذا عين الإلحاد والزندقة.

    القواعد الأساسية في تأويل وتفسير القرآن عند الشيعة - القاعدة الثانية


    --------------------------------------------------------------------------------

    القاعدة الثانية أن جل ما في القرآن نزل في الأئمة وفي أعدائهم.

    القرآن حسب كتب الشيعة المعتبرة ليس كتاب عقيدة وتربية وأحكام وفرائض وأمور أخرى بل جله نزل في الأئمة وفي أعدائهم.

    ففي عنوان المقدمة الثانية لتفسير الصافي يقول"جل القرآن إنما نزل فيهم -الأئمة- وفي أعدائهم" الصافي 1/24

    وفي كتاب اللوامع القرآنية للبحراني فقد ذكر "علي" في القرآن حسب زعمه 1154 مرة طبعا حسب فهمه لبطون القرآن وإلا فلم نر إسم علي في القرآن يذكر ولا مرة واحدة.

    "ولنا كرائم القرآن" العياشي 1/9 وفرات 1 وبحارالأنوار 24؟305 وكنز الفوائد 2 واللوامع النورانية 7 والصافي 1/24


    ويقول الكاشاني "وقد رأيت منها كتابا -في تأويل القرآن بهم وبأوليائهم- كاد يقرب من عشرين ألف بيت وقد روي في الكافي وفي تفسير العياشي والقمي وأبي محمد الزكي أخبارا كثيرة من هذا القبيل" الكاشاني تفسير الصافي 1/24

    "إن الأصل في تنزيل القرآن إنما هو الإرشاد إلى ولاية النبي الأئمة بحيث لا خير خبر فيه إلا وهو فيهم وفي أتباعهم وعارفيهم ولا سوء ذكر فيه إلا وهو صادق على أعدائهم ومخالفيهم" مرآة ا لأنوار 4 واللوامع النورانية 548

    "باب في أن كل ما في القرآن من آيات التحليل والتحريم فالمراد بها ظاهرها والمراد بباطنها أئمة العدل والجور" الفصول المهمة 256

    وفي الكافي "باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الواية" والحقيقة لم تكن نكت ولا نتف بل كانت إحدى وتسعين رواية تضمنت نماذج كثيرة من هذا التأويل. الكافي 1/206،207،214

    ومن عناوين كتاب البحار في الأجزاء المخصصة للتفسير:

    "باب تأويل المؤمنين والإيمان والمسلمين والإسلام بهم وبولايتهم عليهم السلام والكفار والمشركين والكفر والشرك والجبت والطاغوت واللات والعزى والأصنام بأعدائهم ومخالفيهم" مئة رواية تحت هذا الباب البحار 32/ 354-390

    "باب أنهم عليهم السلام الأبرار والمتقون والسابقون والمقربون وشيعتهم أصحاب اليمن وأعداؤهم الفجار والأشرار وأصحاب الشمال" عشرين رواية تحت هذا الباب البحار 24/1-9

    "باب أنهم عليهم السلام وولايتهم العدل والمعروف والإحسان والقسط واليمزان وترك ولايتهم وأعدائهم الكفر والفسوق والعصيان والفحشاء والمنكر والبغي" أربعة عشر روايةتحت هذا الباب... البحار 24/187-191

    "باب أنهم الصلاة والزكاة والحج والصيام وسائر الطاعات وأعداؤهم الفواحش والمعاصي " سبعة عشر رواية تحت هذا الباب البحار 24/286-304

    باب أنهم عليهم السلام آيات الله وبيناته وكتابه 20 رواية
    باب أنهم السبع المثاني 10 روايات
    باب أنهم عليهم السلام الصافون والمسبحون وصاحب المقام المعلوم وحملة عرش الرحمن وأنهم السفرة الكرام البررة 11 رواية
    باب أنهم كلمات الله 25 رواية
    باب أنهم حرمات الله 6 روايات
    باب أنهم الذكر وأهل الذكر 65 رواية
    باب أنهم أنوار الله 42 رواية
    باب أنهم خير أمة وخير أئمة أخرجت للناس 24 رواية
    بان أنهم المظلومون 37 رواية
    باب أنهم المستضعفون 13 رواية
    باب أنهم أهل الأعراف 20 رواية
    باب أنهم الوالدين والولد والأرحام وذوي القربى 23 رواية
    باب أنهم الماء المعين والبئر المعطلة والقصر المشيد والسحاب والمطر والظل والفواكه وسائر المنافع 21 رواية
    باب أنهم جنب الله وروحه ويد الله 36 رواية
    باب أنهم حزب الله وكعبته وقبلته و الإثارة من علم الأوصياء سبع روايات
    باب أنهم اللؤلؤ والمرجان 7 روايات
    باب أنهم الناس 3 روايات
    باب نادر في تأويل النحل بهم سبع روايات
    باب في تأويل الأيام والشهور بالأئمة أربع روايات
    متعب جدا أن أضح الصفحات لكن إن طلب أحد فأنا مستعد.

    وعلى كل حال فالأئمة حسب هذه النقولات ملائكة وكتب سماوية وأنوار إلهية وصفات الله وأسمائه وهم مع ذلك مستضعفون مظلومون. ويتغير الأئمة من آلهة ألى ناس إلى جمادات إلى أمور معنوية إلى ما ساح به خيال المختلقين.

    ومن الأمئلة في التأويل التي لا شك في كفر القائل بها قولهم في تأويل الإله في قوله تعالى"لا تتخذوا إلهين إثنين" لا تتخذو إمامين ، العياشي 2/261 البرهان 2/373 نور الثقلين 3/60

    وفسروا الله بهم والطاغوت بأعدائهم وهذا من الكفر المحض ففي تفسير قوله تعالى {إن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت} يقولون "هي ولا يتنا والبراءة من أعدائنا:" العياشي 2/261 البرهان 2/373 نور الثقلين 3/60 والصافي 3/134

    وفسروا قول الله تعالى {وأن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحدا} لا تتخدوا من غيرهم إماما. البرهان 4/393

    والخليفة عمر هو المقصود بقوله تعالي "وكان الكافر على ربه ظهيرا" القمي 2/115 وأما الظهير فهو علي وبذلك يكون هوالرب. أما الكاشاني فصرح بأن ربه هنا تعني علي وليس فقط الظهير. الصافي 4/20 والبرهان 3/172 ونور الثقلين 3/172 ومرآة الأنوار 59

    وفي تفسير "وأشرقت الأرض بنور ربها" فإن المقصود بالرب هوعلي. القمي 2/253 البرهان 4/87 والصافي 4/331

    وقالوا "الأخبار مستفيضة بأن تأويل وجه الله بالأئمة" مرآة الأنوار 324

    عن أبي عبد الله "نحن والله الأسماء الحسنى " العياشي 2/42 والصافي 2/254 والبرهان 2/51

    "وقد ورد تأويل الرسول بالإمام والرسل بالأئمة" مرآة الأنوار 163

    و{لكل أمة رسول} يعني الائمة. مرآة الأنوار 164 والعياشي 2/123 والبرهان 2/186 والصافي 2/405 وبحار الأنوار 24/306

    والملائكة تعني الآئمة سواء سموا بأسمائهم أو بلفظ الملائكة. مرآة الأنوار 303

    وهم القرآن قال الصادق كما يزعمون في تفسير "ذلك الكتاب لا ريب فيه" يعني علي لا شك فيه. القمي 301 والعياشي 1/26 البرهان 1/53 الصافي 1/91

    و{كلمة الفصل} هو الإمام و{لا تبديل لكلمات الله} لا تغيير للإمامة {ما نفذت كلمات الله} هم الأئمة الذين لا تدرك فضائلهم. والصراط المستقيم هو علي والمشمس هي علي وضحاها هوالقائم و{أقيموا وجوهكم عند كل مسجد} يعني الأئمة و{خذوا زينتكم عند كل مسجد} تعني الأئمة. {وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون} يعني ولاية علي. والتوبة في القرآن هي ترك ولاية أبي بكر وعمر. مرة أخرى من أراد الصفحات فهي موجودة لدي لكن نقلها هنا متعب جدا. وأؤكد أن هذه نماذج فقط ولو مضينا ننقل من تفسيراتهم من هذا القبيل لما كفت ذاكرة هذا الموقع.

    وفي تفسير الأعداء فعمر بن الخطاب رضي الله عنه هو الشيطان في قوله تعالى "وقال الشيطان لما قضي الأمر" عند العياشي 2/223 وعند الكاشاني تفسير الصافي 3/84 وفي البرهان للبحراني 2/309 وعند مرآة العقول 4/ 416

    يعني باختصار وأنت مغمض فسر على كيفك أي عبارة وركبها على أهل البيت وبالغ في الخيال ثم بالغ ثم بالغ دون خوف من كفر أو شرك أو ضلال أو أدب مع الصحابة أو الرسول صلى الله عليه وسلم أو مع آله الطيبين الطاهرين أو حتى مع الله سبحانه بالغ كما تريد تجد تفسيرك قد سبقك إليه كتب الشيعة في التفسير والعياذ بالله.

    ولا تستغرب فقد أول الشيعة بسبب هذا الخيال في الاختلاق حتى الذباب والبعوض بالأئمة. مرآة الأنوار 150

    فخلاصة الكلام في هذه القاعدة الثانية أن معظم أو كل القرآن نزل في الأئمة وفي أعدائهم وإلا فالقرآن ليس للتربية ولا للعقيدة ولا للجهاد ولا للسياسة ولا لأمر آخر.

    القواعد الأساسية في تأويل وتفسير القرآن عند الشيعة - القاعدة الثالثة


    --------------------------------------------------------------------------------

    القاعدة الثالثة وهي التي تكمل خطورة القاعدتين الماضيتين وتجعل التأويل أخطر من التحريف هي اعتبار أن ما جاء عن الأئمة في تلك الكتب مسلما به غير قابل للنقاش ولا الاجتهاد رغم غرابته واستفظاعه والرفض الفطري له.

    قالوا نقلا عن الأئمة "إن حديثنا تشمئز منه القلوب فمن عرف فزيدوهم ومن أنكر فذروهم" البحار/192 يعني من قبل به من الشيعة فزيدوهم من هذا الحديث المنكر ومن رفضه فاتركوه.

    "وعن سفيان بن السمط قال قلت لأبي عبد الله جعلت فداك إن رجلا يأتينا من قبلكم يعرف بالكذب يحدث بالحديث فنستبشعه فقال أبو عبد الله يقول لك إني قلت لليل إنه نهار أو للنهار إنه ليل. قال فإن قال لك هذا إني قلته فلا تكذب به فأنك إنما تكذبني" البحار 2/211 واللوامع النورانية549

    وجاء من مثل هذه الروايات التي تأمر الشيعة بالتسليم وعدم النقاش لأي كلام قد يبدوا بشعا مستغربا مستنكرا خمس روايات عند الكافي تحت باب "إن حديثهم صعب مستعب" الكافي اصول الكافي 1/401 . وفي البحار 116 رواية منسوبة لآل البيت تحت باب إسمه " فيما جاء إن حديثهم عليهم السلام صعب مستصعبوأن كلامهم ذو وجوه كثيرة وفضيلة التدبر في أخبارهم عليهم السلام والتسليم لهم والنهي عن رد أخبارهم" البحار 2/182

    بدون هذا التسليم لا يمكن بحال قبول هذه الروايات المخالفة للعقل والمنطق والذوق والمليئة بالتناقض الجذري والمكشوف.

    وبهذه النقطة تكتمل حلقات إحكام التخلص من مشكلة القرآن وتحويله من الكتاب الأعظم عند المسلمين ومرجع وحجة بذاته إلى كتاب معدوم الحجية إلا بتفسير كتب الشيعة التي تتسلح بروايات منسوبة لآل البيت في تفسير القرآن وتلزم الشيعة بها وتمنعهم من التفكير فيها والتساؤل عن صحتها.

    تعليق


    • #3
      بعد أن أنهينا الحديث عن حجية القرآن نستأنف الكلام عن المصادر الأخرى للتشريع عندهم وهي أحاديثهم التي يسمونها بـ"السنة"!!

      وفي هذه القضية عدة مباحث لترتيب فهم منهج التلقي أو منهج تعلم الدين عندهم.

      المبحث الأول حول تعريف السنة أي تحديد المقصود بالسنة عندهم أو المقصود بالأحاديث التي لها حجة عندهم. ومن البديهي الإشارة أن مفهومها مختلف كليا عن أهل السنة.

      المبحث الثاني في التعريف بكتبهم التي روت هذه الأحاديث وتأريخ تدوينها وطريقة جمع مادتها وصحة هذه الكتب عندهم.

      المبحث الثالث في علم الحديث ومصطلحه وعلم الرجال عندهم ودوره الحقيقي في الحكم على مراجعهم في الحديث.

      المبحث الرابع في التعليق على هذا العلم عند الشيعة ومقارنته بنفس العلم عند أهل السنة ومناقشتة مدى تماسكه لأن تقوم به أي حجة.

      حول أحاديث الشيعة.. تعريف الحديث أو السنة عند الشيعة


      --------------------------------------------------------------------------------

      يعرف الحديث أو "السنة" عند الشيعة بأنه:

      "كل ما يصدر عن المعصوم من قول أو فعل أو تقرير" محمد تقي الحكيم أصول الفقه المقارن 122.

      ولنفس المؤلف في كتاب آخر "وألحق الشيعة الإمامية كل ما يصدر عن ائمتهم الإثنا عشر من قول أو فعل أو تقرير بالسنة الشريفة" سنة أهل البيت 9

      والمعصوم هنا يعني من اعتقدوا عصمته وهو كل الأئمة الإثني عشر جميعا بمن فيهم الغائب. ومسألة العصمة متصلة اتصالا وثيقا بمصدرية العلم من الأئمة وعلاقتها بالتعريف علاقة عضوية لا تنفصل عنه. وفي هذا يقول عبد الله فياض:
      إن الاعتقاد بعصمة الأئمة جعل الأحاديث التي تصدر عنهم صحيحة دون أن يشترطوا إيصال سندها إلى النبي صلى الله عليه وسلم" تاريخ الإمامية 140

      ولذلك فالحديث عند الشيعة ليس فقط ما ينسب للنبي صلى الله عليه وسلم بصفته خاتم النبوة والوحيد المبلغ عن الله وأتم تبليغ الرسالة بل إن كل قول وعمل وتقرير الأئمة الإثني عشر دين وشرع يجب اتباعه، وحجيته مثل حجية ما يصدر عن النبي صلى الله عليه وسلم.



      والمسألة هذه ليست مسألة نظرية لمجرد الترف الفكري في التعريف بل إنها عملية جدا في مصادر التشريع عندهم ولو أجريت عملية إحصاء لمعرفة كم في كتبهم مما هو منسوب للنبي صلى الله عليه وسلم من الأحاديث وكم منسوب للأئمة لما تجاوز ما ينسب للنبي صلى الله عليه وسلم خمسة بالمئة من مجموع ما لديهم من أحاديث. إذن فهذه القضية هامة جدا خاصة أنها غائبة عن كثير ممن لا يعرف الشيعة بل غائبة عن كثير من الشعية أنفسهم.

      حول أحاديث الشيعة.. قول الأئمة ليس رواية عن الرسول بل حجة بذاته


      --------------------------------------------------------------------------------

      -


      قد يقول قائل إن العصمة هنا لا يقصد بها أنهم مصدر العلم بذاتهم ولكنها دليل على استحالة خطأهم في نقل العلم عن النبي صلى الله عليه وسلم.

      وهذه شبهة يرددها بعض الشيعة إما مستغلين جهل من لا يعرف أو يكونون جهلة أنفسهم. والحقيقة أن المنهج الشيعي يؤكد أن قول وفعل وتقرير الإمام حجة بذاته ومستقل عن كونه منسوبا أو رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم.

      ومصادر الشيعة تؤكد استقلالية الأئمة إما بعلم خاص فيهم من الرسول صلى الله عليه وسلم لم يبلغه للناس وكتمه وخصهم به أو ما صدر عنهم هم دون حاجة للنبي صلى الله عليه وسلم وليس ما ورثوه من الرسول صلى الله عليه وسلم بل جائهم إلهاما ووحيا.

      والباحث في هذا الجانب يجد عجائب لا تصدق

      أولا - قول الأئمة مثل قول الله عز وجل:


      --------------------------------------------------------------------------------

      "إن حديث كل واحد من الأئمة الظاهرين قول الله عز وجل ولا اختلاف في أقوالهم كما لا اختلاف في قول الله عز وجل" الكافي شرح المازنداني 2/272

      "يجوز من سمع حديثا عن أبي عبد الله أن يرويه عن أبيه أو عن أحد من أجداده بل يجوز أن يقول قال الله تعالى" الكافي شرح المازنداني 2/272

      وفي حديث طويل منسوب لجعفر الصادق يسلسل فيه نسبة حديثه إلى الله عز وجل. الكافي 1/53 ووسائل الشيعة 18/58

      "قولهم قول الله وأمرهم أمر الله وطاعتهم طاعة الله وإنهم لم ينطقوا إلا عن الله تعالى وعن وحيه" الاعتقادات/ابن بابويه 106

      والحقيقة أن قول الأئمة أعظم من قول الله عز وجل حسب ما مر علينا لأنه صار هو الحكم على القرآن وليس القرآن حكم عليه ولا يمكن بحال فهم القرآن حتى لو كان بالغ الوضوح إلا بتفسير وتأويل الأئمة.

      ثانيا: الأئمية يلهمون العلم ويوحى إليهم وحيا مباشرا وتسددهم الملائكة في التشريع


      --------------------------------------------------------------------------------

      وربما ينكر بعض الشيعة الوحي للأئمة لكن مردنا واحتكامنا في صحة نسبة هذه المقولة للشيعة هي كتبهم وليس مزاعم أفرادهم.

      ففي الإلهام يقول الكافي "فأما النكت في القلوب فإلهام" اصول الكافي 1/264

      وفي الوحي يقول الكافي "وأما النقر في الأسماع فأمر الملك" اصول الكافي 1/264

      وفي عدة روايات للكافي يقول" الإمام هو الذي يسمع الكلام ولا يرى الشخص" اصول الكافي 1/176

      وفي الكافي وغيره "يعطى السكينة والوقار حتى يعلم أنه كلام الملك" الكافي 1/271 والبحار 26/68 وبصائر الدرجات 93

      وشرحها المازنداني بقوله "وهو نقر في الأسماع بتحديث الملك" المازنداني 6/44

      وفي البحار 15 رواية تحت باب "أنهم محدثون مفهمون" البحار 26/73

      وهناك تفصيل أكثر لطريقة الوحي ونوع الملك العظيم الذي لم يأت لمحمد ولا للأنبياء اقرأ قولهم مما نسبوه للأئمة:

      "إن منا لمن ينكت في أذنه وإن منا لمن يؤتى في منامه وإن منا لمن يسمع صوت السلسلة على الطشت وإن منا لمن يأتيه أعظم من جبرائيل وميكائيل" البحار 26/358 وبصائر الدرجات 63 وانظر كذلك في البحار روايات كثيرة بهذا المعنى البحار 26/53

      وفي تفسير قوله تعالى "أوحينا إليك روحا من أمرنا" نسبو للأئمة قولهم:

      خلق من خلق الله عز وجل أعظم من جبرائيل وميكائيل كان مع رسول الله صلى الله عليه وآله يخبره ويسدده وهو مع الأئمة من بعده" أصول الكافي 1/273 وفيها ست روايات.

      ويتفننون في تفسير معنى روح القدس بقولهم:

      "وفإذا قبض النبي صلى الله عليه وآله انتقل روح القدس إلى الإمام وبه عرفوا ما تحت العرش إلى ما تحت الثرى" و "وروح القدس لا يغفل ولا يلهو ولا يزهو" أصول الكافي 1/272 وهي باب كامل في الكافي فيه ست روايات وباب في البحار فيه 74 رواية بنفس المعنى البحار 25/47

      هذه الرواية تؤكد أن أحد مصادر العلم عند الائمة هو الإلهام الوحي بطرق متعددة وهومن ضمن ما يسمونه بالعلم الحادث مقارنة بما سنتطرق له من العلم الموروث من النبي صلى الله عليه وسلم.

      ثالثا الأئمة يأخذون العلم من الله بلا واسطة


      --------------------------------------------------------------------------------

      بالطبع هذا قول عظيم وخطير لكنه والله مما هو موجود في كتبهم ومثبت وإليك النقولات:

      قال أبو عبد الله كما يزعمون "إذا كان ليلة الجمعة وافى رسول الله صلى الله عليه وآله العرش ووافى الأئمة عليهم السلام معه ووافينا معهم فلا ترد أرواحنا إلى أبداننا إلا بعلم مستفاد ولولا ذلك لأنفدنا" أصول اكافي 1/254 والبحار 26/88 وبصائر الدرجات 36

      وفي الكافي باب كامل لهذه الروايات "باب في أن الأئمة عليهم السلام يزدادون يوم الجمعة" اصول الكافي 1/253 فيه ثلاث رويات.

      وفي البحار باب بروايات مشابهة بعنوان "باب أنهم يزدادون وأرواحهم تعرج إلى السماء" فيه 37 رواية 26/86

      وبالغ صاحب البحار فجعل عليا يناجي الله وأن جبريل يملي عليه وذكر ذلك في 19 رواية. البحار 39/151

      وفي البحار أن تحف الله وهداياه لعلي في 17 رواية. البحار 39/118

      وفي البحار "إن الله يرفع للإمام عمودا ينظر به إلى أعمال العباد" فيه 16 رواية. البحار 26/132

      رابعا: الأئمة يعلمون بمشيئتهم، أي متى ما شاءوا يعلمون!!!


      --------------------------------------------------------------------------------

      وهذا من أغرب الأقوال التي تكاد تجعل الأئمة مستغنين حتى عن الله ولا محتاجين للذهاب تحت العرش والتعلم هناك !!

      والحديث عن تعلم الأئمة بمشيئتهم لم يكن حديثا عابرا بخطأ في شرح أو هامش أو تعليق بل هي روايات متعددة في باب كتب بهذا المعنى تحت عنوان:

      "باب أن الأئمة عليهم السلام إذا شاءوا أن يعلموا علموا" فيه ثلاث روايات. أصول الكافي 1/258

      فهذه المجموعة التي ذكرناها إذن هي العلم الحادث كما يسميه الشيعة(انظر الكافي 1/264) التي يتحصل للإمام مباشرة دون ان يكون وراثة من النبي صلى الله عليه وسلم.

      وتضمن هذا العلم كما ذكرنا الإلهام أو الوحي من قبل الملك او الاتصال بالله سبحانه والسماع منه مباشرة أو بإرادة الأئمة المباشرة بأن يقررون أن يتعلموا شيئا جديدا فيتعلمون بمشيئتهم. وهذا العلم من أفضل علومهم كما قال شارح الكافي. المازنداني 6/44 وورد تفضيله في الكافي 1/264 والبحار 26/59 وبصائر الدرجات 92.

      بعد هذا العلم الحادث نتناول العلم الموروث من النبي صلى الله عليه وسلم والانبياء قبله وله أسماء وأقسام كثيرة وفيه مفاجآت لا تقل عن ما مر معنا من مفاجآت.

      تعليق


      • #4
        القسم الثاني من علم الأئمة: العلم الموروث من النبي والأنبياء قبله شفاهة


        --------------------------------------------------------------------------------


        يزعم الشيعة أن الأئمة لديهم كل علم الأنبياء والأوصياء الذين من قبل بل إنهم ولاة أمر الله وخزنة علمه. ففي الكافي عدة أبواب بهذا المعنى:

        "باب إن الأئمة ولاة أمر الله وخزنة علمه" ست روايات أصول الكافي 1/192

        "باب أن الأئمة ورثوا علم النبي وجميع الأنبياء والأوصياء الذين من قبلهم" سبع روايات اصول الكافي 1/223

        "باب أن الأئمة يعلمون جميع العلوم التي خرجت إلى الملائكة والأنبياء والرسل" أربع روايات. أصول الكافي 1/255

        "باب أن الله عز وجل لم يعلم نبيه علما إلا أمره أن يعلمه أمير المؤمنين وأنه شريكه في العلم" ثلاث روايات. أصول الكافي 1/263

        أما في البحار فعلي بن أبي طالب أعلم من بقية الأنبياء فيما عدا النبي صلى الله عليه وسلم:

        "باب أنه -علي- صلوات الله عليه كان شريك النبي صلى الله عليه وآله في العلم دون النبوة وأنه علم كما علم صلى الله عليه وآله وأنه أعلم من سائر الأنبياء" 12 رواية. البحار 40/208

        ولذلك فعلي عنده علم كل الأنبياء والملائكة "باب أن عندهم جميع علوم الملائكة والأنبياء " 63 رواية البحار 26/159

        وزعموا أن عليا قال:" ايها الناس إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أسر إلي ألف حديث في كل حديث ألف باب لكل باب ألف مفتاح" 82 رواية بهذا المعنى في البحار 40/127 وللموضوع ذكر عند بن بابويه في الخصال 2/174 وانظر في نفس المعنى بصائر الدرجات 89

        لكن جعفر الصادق كما يزعمون يعتبر هذا العلم ليس له قيمة عند علم الأئمة الحقيقي ففي رواية قيل له "هذا والله هو العلم، قال إنه لعلم وليس بذاك" الكافي 1/238 والبحار 40/130 الخصال 2/176

        وتزعم الشيعة أن عليا استمر يتلقى العلم عن النبي صلى الله عليه وسلم حتى بعد موته ففي البحار باب كامل بعنوان "باب ما علمه الرسول صلى الله عليه وآله عند وفاته وبعده" البحار 40/213 جاء في إحداها " فإذا فرغت من غسلي فأدرجني في أكفاني ثم ضع فاك على فمي قال ففعلت وأنبأني بماهو كائن إلى يوم القيامة" ورويات كثيرة مثلها وكذلك في بصائر الدرجات 80.

        ومن الضروري جدا التنبيه إلى أن هذا العلم لم يكن من العلم ألذي بلغه الرسول صلى لله عليه للأمة بل هو مما خص به الأئمة يخرج منهم في أوقات مختلفة وهذا المعنى مخالف بشكل قطعي لما هو متفق عليه إجماعا أن النبي صلى الله عليه وسلم أتم الرسالة وأكمل الله الدين على يديه وأدى الأمانة وختم النبوة بل مقتضى هذا الكلام أن النبي صلى الله عليه وسلم كاتم للعلم مانع للناس من تعلمه وتاركه للأئمة فقط. وهذه المسألة التي لا شك تخرج صاحبهامن الملة لم تثبت استنتاجا بالروايات بل نصوا عليها بشكل صريح بمعناها المحدد. وإليك بعض النقولات في ذلك:

        "الأحكام في الإسلام قسمان قسم أعلنه النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة وقسم كتمه وأودعه أوصياءه كل وصي يخرج منه ما يحتاجه الناس في وقته ثم يعهد به إلى من بعده" أصل الشيعة آل كاشف الغطاء 77و 146

        "والسنة لم يكمل بها التشريع لأن كثيرا من الحوادث المستجدة لم تكن على عهده صلى الله عليه وسلم احتاج أن يدخر علمها عند أوصيائه ليؤدوها عنه في أوقاتها" مصابيح الأصول لبحر العلوم 4

        "إن النبي صلى الله عليه وسلم ضاقت عليه الفرصة ولم يسعه المجال لتعليم جميع أحكام الدين" تعليقات النجفي على أحقاق الحق 2/288

        فهذه النقولات فيها تصريح مباشر بأن النبي صلى الله عليه وسلم -حاشاه- قد كتم الرسالة ولم يؤد الأمانة ولم يبلغ ما أرسل به من ربه وليست معان ضمنية تستنتج من النقولات أعلاه. وهذا لا شك في كونه كفر صريح لكننا لا نناقش هنا حكمه إنما نناقش منهجية الشيعة في مصادر التشريع والعلوم التي يعتمدون عليها.

        ماذا بقي؟ بقي أن كل هذا العلم الذي أشرنا إليه كان العلم الشفوي وليس العلم المكتوب المنقول بالكتب والذي يسمونه بالمزبور. فما هو هذا العلم المزبور ؟

        القسم الثالث من علم الأئمة: العلم الموروث من النبي والأنبياء قبله مكتوبا


        --------------------------------------------------------------------------------


        سوى ما ذكرناه من العلم الذي اجتمع لدى الأئمة شفاهة أو إملاء من النبي صلى الله عليه وسلم كان هناك الكتب الموروثة بأسماء وأشكال مختلفة لا يحدها خيال.

        "باب في أن لديهم كتب الانبياء عليهم السلام يقرءونها على اختلاف لغاتها" 27 رواية . البحار 26/180

        "باب ما عند الأئمة من آيات الأنبياء عليهم السلام" اصول الكافي 1/231

        "باب جهات علومهم وما عندهم من الكتب" 149 رواية. البحار 26/18

        "باب أن في أن عندهم كتبا فيها أسماء الملوك الذين يملكون في الأرض" 7 روايات. البحار 26/155

        "باب عندهم كتاب فيه أسماء أهل الجنة وأسماء شيعتهم وأعدائهم" 40 رواية. البحار 26/117

        أما الكتب التي اختصوا فيها ولم تكن من كتب الأنبياء فكثير ومنها ما أفرد له الكافي كتابا بعنوان "باب فيه ذكر الصحيفة والجفر والجامعة ومصحف فاطمة" أصول الكافي 1/238

        ومنها الجفر الأبيض وفيه "زبور داود وتوراة موسى وإنجيل عيسى وصحف إبراهيم والحلال والحرام ومصحف فاطمة وفيه ما يحتاج الناس حتى أن فيه الجلدة ونصف الجلدة وثلث الجلدة وربع الجلدة وإرش الخدش" البحار 26/37 وبصائر الدرجات 41

        ومنها وصية الحسن والحسين "وفيها ما يحتاج الناس منذ كانت الدنيا إلى أن تفنى" أصول الكافي 1/304 والبحار 26/54 وبصائر الدرجات 54

        ومنها صحيفة "العبيطة" التي فيها سب لبعض قبائل العرب. بحار الأنوار 26/37 والبصائر 41

        وهناك "كتاب علي" الذي وصفوه بأنه "مثل فخذ الرجل مطوي" البحار 26/51 وبصائر الدرجات 45

        والأخبار في هذا الجانب كثيرة جدا يصعب نقلها ولسنا بحاجة إليه لكن فيها مبالغات وخيالات عجيبة كل رواية تعظم الكتاب أو الصحيفة أكثر من غيرها وتعظم فضلها ونظرة الأئمة لها وما فيها من علم. لكن الغريب أنهم يصرحون بأن بعض هذه الكتب مفضل على القرآن. فعن الصحيفة التي جاء ذكرها أعلاه ينسبون لأئمتهم قولهم"لو ولينا الناس لحكمنا بما أنزل الله لم نعد ما في هذه الصحيفة" البحار 26/22 وبصائر الدرجات 39

        ومن أراد أن يعرف ما جاء في كتبهم عن هذه الصحائف والكتب السرية فلا يحتاج أن يقرأ ولا يبحث. كل ما يحتاج هو أن يتخيل ويبالغ بقدر ما يستطيع ولن يجد المبالغات التي خطرت في باله أعظم مما جاء في كتب الشيعة حول هذا الموضوع.

        تصور أن في ذؤابة سيف علي صحيفة فيها الأحرف التي يفتح كل حرف ألف باب ولم يخرج منها حسب ما جاء في البحار وبصائر الدرجات والاختصاص إلا حرفان فقط فكيف لو خرجت آلاف الأحرف؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

        الرواية عن الأئمة ..... طريقتها وقواعدها


        --------------------------------------------------------------------------------

        كتب الشيعة تنسب ما فيها من أحاديث عن الأئمة إما بإسناد أو بدون إسناد. وسواء كان الحديث مسندا أو غير مسند فالرواية تنسب لأحد الأئمة بمن فيهم الإمام الغائب. وقضية الروايةالتي تعتمد عليها كتب الشيعة تحتاج لتحليل عميق وطويل لكن نشير هنا إلى أمور أساسية في قضية الرواية وطريقة وصول الأحاديث لكتب الحديث الثمانية أو غيرها من كتب الشيعة.

        أولا: مرويات الصحابة مرفوضة لديهم إلا قليلا جدا ممن زكتهم كتبهم. يقول محمد حسين كاشف الغطاء "أما ما يرويه مثل أبي هريرة وسمرة بن جندب وعمرو بن العاص ونظائرهم فليس لهم عند الإمامية مقدار بعوضة" أصل الشيعة 79. وبهذا فإن كل كتب السنة تقريبا ومروياتهم وعلى رأسها صحيح البخاري ومسلم ليس لها عند الشيعة مقدار بعوضة من قيمة.

        ثانيا: لا تقبل رواية إلا من يؤمن بالإمامة على طريقتهم حتى لو كان من آل البيت وترد رواية غيرهم مثل زيد بن علي بن الحسين (راجع الاستبصار 1/66) بل إن الكافي يكفر من خرج مطالبا بالحكم من آل البيت من غير الإثني عشر وبهذا تسقط روايتهم (أصول الكافي 1/372)

        ثالثا: كثير من الأحاديث التي وردت في الكتب الثمانية وغيرها من كتب التفسير والعلوم الأخرى ليس فيها أي إسناد بل تنسب مباشرة للصادق أو الباقر أو غيرهما من أئمة الشيعة ومع ذلك تعتبر حجة فقط لمجرد وجودها في تلك الكتب.

        رابعا: الأحاديث المسندة بأسانيد لم يناقش الشيعة حال سندها من حيث الانقطاع أو عدالة الرواة أو مسائل الشذوذ والعلة وغيرها بل تساق كما هي بما فيها من مسائل خطيرة وكفر صريح. وليس في التراث الشيعي علم حديث حقيقي ولا علم رجال تقاس به تلك الكتب بل إن علم الرجال والحديث لم يظهرا أصلا إلا في المئة الثامنة أو بعدها وليس له أصول متفق عليها بل كان محاولات غير منظمة ولا مرتبة لتقليد أهل السنة مبعثها الخجل من تهافت الروايات التي عندهم. وبالمناسبة فإن محاولات التصحيح والتمحيص في كتبهم أقرت كثيرا من أحاديث الكفر والخرافة الموجودة عندهم.

        خامسا: إن كان هناك أحاديث مسندة فكثير منها يعتمد على رواة من أشر خلق الله كما أشارت روايات شيعية إلى ذلك كثيرا ومن أشهر الرواة الذين قدحت فيهم كتب الشيعة ونسبت لجعفر الصادق لعنهم وسبهم هم رواة اتكأ عليهم الكافي وغيره في نسبة الاحاديث للصادق والباقر في عدد هائل من الأحاديث. أما عدالة الرواة عند أهل السنة وفي كتب رجال أهل السنة فيكفيك أن يقال في كتب الرجال أنه رافضي حتى يعرف الجميع أنه كذاب لأن استحسان الكلام وتحويله إلى حديث عندهم ليس ذنبا. لكن كثير من رواة كتبهم مجهولون لكتب الرجال عند أهل السنة وهم حقيقة شخصيات قد تكون وهمية فعلا اختلقت في السند حتى تعطيه شيئا من المصداقية.

        سادسا: الرواية بالسند المزعوم لم تنته عند الشيعة إلى الآن بل استمرت مع تأليف الكتب المتأخرة التي ظهرت بعد المئة الحادية عشرة. فإن كانت الرواية بالاسناد العالي القريب من الأئمة مليئة بالكذب فكيف بهذا الإسناد الذي ينسب الحديث للائمة بعد ثمانية أو تسعة قرون؟ وبإمكان أي شخص الآن أن يحذو حذو المجلسي مثلا الذي وضع كتابه في المئة الحادية عشرة ويؤلف كتابا ضخما وينسب فيه روايات للأئمة ونضمن له أن أحاديثه ستكون من ضمن الحديث المعمول به عند الشيعة.

        سابعا: المنهج الشيعي في الرواية يقبل الرواية عن الإمام الثاني عشر المزعوم منذ ولادته إلى الآن. والرواية عن الغائب تعتبر عندهم عالية السند لأن الإمام الغائب هو أقرب الأئمة لنا بزعمهم مما يعطيها قوة على الروايات الأخرى. وأما كيف روى الرواة عن الإمام الثاني عشر فهذه قصة طويلة تجسدت فيها الخرافة والنصب والاحتيال نترك تفاصيلها عندما نتحدث عن المهدي ونكتفي هنا بالقول ان الرواية عن المهدي أو الغائب أو القائم أو الثاني عشر كلها تسميات لشخصية واحدة تحصل عن طريق رقاع خاصة ترسل كجواب منه على أسئلة ترده من الناس عن طريق الأبواب الذين هم الواسطة بينه وبين الناس. كما حصلت الرواية بشكل مباشر من قبل بعض من كتب كتب الشيعة وبعض علمائها ولايزال علماء الشيعة يزعمون أنهم يوافونه في الحج لحد الآن.

        هذه إذن الطرق التي تتم بها توصيل الحديث من الإمام أو الرسول صلى الله عليه وسلم إلى صاحب الكتاب في التراث الشيعي.

        تعليق


        • #5
          كتب الحديث عند الشيعة


          --------------------------------------------------------------------------------

          مسألة هامة جدا لا بد من إدراكها وهي إن حقيقة المذهب الشيعي تستقر في كتب المذهب المرجعية وهي الكتب الثمانية. وقد يقول بعض الشيعة إن بعض ما في هذه الكتب غير صحيح لكن لا يستطيع أي شيعي أن ينكر مرجعيتها في الجملة. السبب أنها مصدر المذهب ومصدر التعريف بعقائد وافكار ومنهج وفقه المذهب، ولذلك فالمنكر لها منكر للمذهب بالضرورة. وهذه مسألة هامة لفهم التشيع والمذهب الشيعي، وهي في نظري أهم من تناول المذهب الشيعي من جهة العقائد أو المواقف التاريخية و المذهبية والفقهية مباشرة.

          وكمثال على ما أقول مستفيدا مما مضى في شرح الفكرة فإن القرآن (حاشاه) نفسه عالة على هذه الكتب التي تفسر القرآن بمعاني وردت فيها منسوبة للأئمة ليس لها إي علاقة بظاهر القرآن، ومع ذلك فتفسير تلك الكتب هو المعنى الملزم للشخص الشيعي ولا يجوز له أن يأخذ بظاهر القرآن بدلا منها.

          ورغم أهمية تاريخ التدوين عند الشيعة فإنها لا تزال مسألة غامضة ويصعب ربطها بتاريخ التشيع نفسه دون تحقيق عميق بسبب كثرة الكذب والاختلاق والنسبة لمجاهيل في مدونات المذهب. لكن معرفة تاريخ التدوين على كل حال مهمة لأنها تفسر كمية التناقض و الاضطراب في المدونات الشيعية.

          وباختصار فإن عمدة المذهب الشيعي على ثمانية كتب منها الأربعة القديمة والأربعة المتأخرة .

          فالاربعة القديمة هي

          - الكافي لمحمد بن يعقوب الكليني توفي 329هـ
          - "من لا يحضره الفقيه" للصدوق محمد بن بابويه القمي توفي 381هـ
          - تهذيب الأحكام لشيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي توفي 360 هـ
          - الاستبصار للطوسي أيضا.

          والأربعة المتأخرة هي

          - الوافي لمحمد بن مرتضى الكاشاني توفي 1091 هـ
          - بحار الأنوار الجامعة لددر أخبار الأئمة الأطهار لمحمد بن باقر المجلسي توفي 1111هـ
          - وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة لمحمد بن الحسن الحر العاملي توفي 1104
          - مستدرك الوسائل لحسين النوري الطبرسي توفي 1320

          وهناك كتاب هام عند الشيعة لا يذكر بين الثمانية مع إنه بكامله موجود في إحداها وهو أقدم منها جميعا وهو كتاب: "بصائر الدرجات في علوم آل محمد وما خصهم الله به" لمحمد بن حسن الصفار القمي توفي 290 هـ. وهذا الكتاب غاية في الغلو في آل البيت وتكفير الصحابة والطعن في كتاب الله سبحانه والجزم بتحريفه. ولسبب أو لآخر لا يذكر الكتاب بين الكتب العمدة لكنه على كل حال منقول بالكامل وبالحذافير في كتاب البحار للمجلسي.

          في المداخلة التالية نعرض لكتاب مزعوم يحاول الشيعة أن يسابقوا به أهل السنة في أقدمية التأليف لأن كتبهم كلها متأخرة. بعدها نتناول الكتب الثمانية بالتحليل والتعليق ومن ثم نتناول بإذن الله علم الحديث والرجال والتخريج عند الشيعة.

          كتاب سليم بن قيس المزعوم


          --------------------------------------------------------------------------------

          نظرا لغياب المدونات الشيعية القديمة (من خلال ما ترى من تواريخ الوفيات) يحاول الشيعية التعويض عن ذلك من خلال اختلاق كتاب منسوب لشخص مجهول أسموه سليم بن قيس الهلالي من أصحاب الإمام علي كما يزعمون.

          تقول أسطورة هذا الكتاب إن سليم بن قيس كان من أصحاب الإمام علي وإنه هرب من الحجاج ولجأ إلى أبان بن أبي عياش ومات عنده. وعندما حضرته الوفاة أعطاه ذلك الكتاب. ويقر الشيعة بأن الكتاب لم يروه عن سليم المزعوم هذا غير أبان بن أبي عياش (الفهرست لابن النديم219، روضات الجنات للخوانساري 4/67، رجال الحلي83، جامع الرواة الأردبيلي1/347، البرهان للبروجردي104). والآن لنرى من هو سليم بن قيس ومن هو أبان بن أبي عياش:

          سليم بن قيس شخصية مختلقة لم يرد لها ذكر في كتب التاريخ ولا الرجال ولا الرواة. وقد استقصى أحد الباحثين هذه الكتب مثل الطبري وبن كثير وشذرات الذهب وطبقات بن سعد ولسان الميزان والتاريخ الكبير والصغير وتهذيب الكمال وغيرها من كتب التاريخ والرجال فلم يجد له أي ذكر على الإطلاق. أما مصادر الشيعة ففي رجال الحلي ص 83 يقول "إن سليما لا يعرف ولا ذكر في خبر". والسؤال الذي يثار إنه كيف يكون شخص مهم يؤلف أول كتاب بهذا الحجم والأهمية لا يرد له ذكر مطلقا في كتب التاريخ والرجال مع إن كتب الرجال سمت كل أبناء الطوائف الأخرى؟

          أما أبان بن أبي عياش فاسمه فيروز بن اسماعيل الذي توفي 138 هـ. وأبان هذا مجروح عند أهل السنة فما بين من اعتبره متروك الحديث مثل الإمام أحمد وبين من اتهمه بالكذب مثل شعبة. ومتهم كذلك عند كتاب الرجال من الشيعة بالوضع بل متهم بأنه وضع الكتاب كاملا. انظر رجال الحلي 206 والرجال لابن داود 413. وحدد الشعراني في تعليقه على شرح المازنداني للكافي تاريخ وضعه بأنه آخر الدولة الأموية 2/373 .

          فإن كان مؤلف الكتاب مجهولا والذي روى عنه كذاب فعليك الحساب.

          لكن الكتاب حتى بدون النظر في سنده ساقط متنا لأن فيه ثغرات يستحيل أن يكون معها كتابا صحيحا.

          الثغرة الأولى التي امتلأ منها الكتاب هي الغلو في علي أشد من غلو بعض المحدثين فهو يخاطب عليا بـ (يا أول يا آخر يا ظاهر يا باطن يا من هو بكل شيئ عليم) وأن الشمس خاطبت عليا بذلك وسمعها أبو بكر وعمر ووالمهاجرون والأنصار فصعقوا ثم أفاقول بعد ساعات. كتاب سليم 83 . والكتاب ملئ بمثل هذا الغلو الكفري الصريح.

          الثغرة الثانية وجود بعض الروايات التي تكشف الكذب بشكل صريح والتي أشار إليها حتى علماء الرجال عند الشيعة. فالكتاب يقول "إن محمد بن أبي بكر وعظ أباه عند الموت لأنه غصب الإمامة من علي" قالوا كيف يعظ أبه وعمره حين مات أبوه ثلاث سنوات والسنة والشيعة متفقون أنه ولد في حجة الوداع؟ روضات الجنات للخوانساري 4/67 ورجال الحلي 83.

          الثغرة الثالثة وهي القاتلة عند الشيعة الإثناعشرية ما ورد فيه من أن الإئمة ثلاثة عشر وليسوا إثني عشر. وهذا ما أدى إلى جزم بعض علماء الشيعة بأن الكتاب "موضوع لا مرية فيه" رجال الحلي 83 والرجال لابن داود 413.

          غير أنه (وكدليل على انعدام المنطق عند الشيعة و تلذذهم بالاختلاق والكذب) يصر الأكثر من الشيعة على اعتماد هذا الكتاب وينسبون لآل البيت تزكية له.

          يقول النعماني "وليس بين الشيعة خلاف في أن كتاب سليم بن قيس أصل من أكبر كتب الأصول وأقدمها .... وهو من الأصول التي ترجع الشيعة لها وتعول عليها" الغيبة 61 وفي وسائل الشيعة كلام قريب 20/210

          وقال المجلسي "هو أصل من أصول الشيعة وأقدم كتاب صنف في الإسلام" ثم أورد أربع روايات (بهتانا) بأن علي بن الحسين قال بعد أن قرئ عليه الكتاب "صدق سليم" البحار 1/156

          وقد خرّج عليه واعتمد على روايته الكافي في الأصول والصدوق في من لايحضره الفقيه والطبرسي في الاحتجاج والمفيد في الاختصاص وفرات في التفسير وغيرهم.

          بل بعضهم زعم أن الصادق (حاشاه) قال " من لم يكن عنده من شيعتنا ومحبينا كتاب سليم بن قيس فلم يكن عنده من أمرنا شيئ ولا يعلم من أسبابنا شيئا وهو سر من أسرار آل محمد" هامش وسائل الشيعة 20/42 والذريعة للطهراني 2/152

          واضطرب الأمر على بعضهم فسعى للترقيع بين من قال إنه موضوع ومن قال إنه أصل من أصول الشيعة فقال " إنه موضوع لغرض صحيح" الشعراني تعليق على شرح الكافي 2/373 . ورقع آخر بقوله "والوجه عندي الحكم بتعديل المشار إليه والتوقف في الفاسد من كتابه" الحلي 83 ووسائل الشيعة 20/210. سبحان الله حتى الكلام الفاسد يتوقف فيه ولا يعلن استنكاره!!

          ويعتبر هذا الكتاب وطريقة نسخه من نماذج كذب الشيعة حتى في الكتابة وليس في الرواية الشفوية فقط حيث قيل أن النسخ المتأخرة في الكتاب ليس فيها ما جاء مما قرأه الأولون وذكروه ووثقوه في كتبهم. يقول العاملي "والذي وصل إلينا من نسخه ليس فيها شيئ فاسد ولا شيئ مما استدل به على الوضع" الوسائل 20/210 . وحدد الخوانساري أحد التحريفات في النسخ بقوله "إن ما وصل إلينا من نسخ الكتاب هو أن عبد الله بن عمر وعظ أباه عند الموت" روضات الجنات 4/69. سبحان الله التحريف واضح وتغير محمد بن أبي بكر بعبد الله بن عمر انقلاب كامل لأن شخصية عبد الله بن عمر ليست مما يمكن أن ينسب لها مواقف شبيهة بمواقف محمد بن أبي بكر.

          وسنرى في تعليقنا على الكافي أن هناك خلاف كبير بين الكافي الموجود الآن والكافي الحقيقي بسبب التزوير في النسخ.

          تعليق


          • #6
            الكتب الاربعه الاولى


            --------------------------------------------------------------------------------

            سبق أن أشرنا إلى أن كتب الحديث عند الشيعة ثمانية منها الأربعة القديمة والاربعة المـتأخرة. ونختار الآن تعليقنا على الكافي والكتب الأربعة. وقبل الحديث عن الكاتب ننقل نموذجين عن ما كتب عن أهمية وصحة هذه الكتب الأربعة:

            قال الفيض الكاشاني المتوفي سنة 1091 هـ: "ان مدار الأحكام الشرعية اليوم على هذه الأصول الأربعة ، وهي المشهود عليها بالصحة من مؤلفيها" الوافي : 1/11.

            وقال أغا بزرك الطهراني: "الكتب الأربعة والمجاميع الحديثية التي عليها استنباط الأحكام الشرعية حتى اليوم" الذريعة 2/14.

            وجاء عن هذه الكتب كلام كثير لكن نكتفي بهذين النقلين.

            الكافي



            اول هذه المصادر وأصحها عندهم الكافي، لمحمد بن يعقوب الكليني، جاء في الذريعة : 17 / 245، النوري/ و مستدرك الوسائل : 3 / 432، ومقدمة الكافي للحر العاملي ووسائل الشيعة 20 / 71 ، ان هذا الكتاب أصح الكتب الأربعة المعتمدة عندهم، وانه كتبه في فترة الغيبة الصغرى التي بواسطتها يجد طريقاً إلى إثبات منقولاته من خلال التحقق منها عن طريق المهدي والأبواب.

            وبلغت احاديث الكافي كما يقول العاملي 16099 حديثاً، أعيان الشيعة1 / 280 . وشرح الكافي عدد من شيوخهم ومن شروحه مرآة العقول للمجلسي، وقد أعتنى المجلسي بالحكم على احاديث الكافي من ناحية الصحة والضعف وصحح روايات تحريف القران. ومن شروحه كذلك شرح المازندارني للكافي المسمى شرح جامع، وكذلك الشافي شرح أصول الكافي.

            والمجلدان الأول والثاني من الكافي تسمى الكافي في الاصول وهي أصول الكافي وتتعلق بمسائل التوحيد والعدل والإمامة وأكثر ما فيها يدور حول عقائدهم وآرائهم في الإمامة والأئمة الاثنى عشر والنص عليهم وصفاتهم وأحوالهم وزيارة القبور والحديث عن اعدائهم ،وعلى رأسهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ونلحظ أن كل شيء تقريبا يدور في الفلك الإمامة والأئمة وقضايا العقيدة. أما المجلدات الباقية فهي في الفقه وهو ما يسمى (فروع الكافي). وبذلك يختلف الكافي عن الكتب الثلاثة الأولى والتي خصصت للفقه فقط. ويعتقد أن كثيرا مما في الكافي منقول من كتاب بصائر الدرجات دون العزو له وهذا الكتاب كما أشرنا سابقا من أشد الكتب غلوا في آل البيت والطعن في القرآن والصحابة رضي الله عنهم.

            ومثل كثير من كتب الشيعة هناك كلام كثير عن تزوير ضخم حصل في نسخ هذا الكتاب ففي حين يقول حسين بن حيدر الكركي العاملي (المتوفي سنة 1076 هـ): إن كتاب الكافي خمسون كتابا بالأسانيد التي فيه لكل حديث متصل بالأئمة. روضات الجنات 6/ 114، بينما نرى شيخهم الطوسي (المتوفى سنة 360 هـ) يقول: "كتاب الكافي مشتمل على ثلاثين كتابا اخبرنا بجميع رواياته الشيخ" الفهرست 161. فهل زيد على الكافي للكليني فيما بين القرن الخامس والحادي عشر عشرون كتابا ، مع أن كل كتاب يضم عشرات الأبواب ، وكل يشمل مجموعة من الاحاديث. واختلفوا هل كتاب الروضة- وهو أحد كتب الكافي التي تضم مجموعة من الابواب وكل باب يتضمن عددا كبيرا من الاحاديث- هل هو من تأليف الكليني أم مزيد فيما بعد على كتابة الكافي، روضات الجنات 6/ 118- 176. فكأن أمر الزيادة شيء طبيعي ووارد في كل حال.

            ومن العجائب أن كتاب الكافي لم يشر إله أحد من أهل السنة حتىكبار العلماء المحققين المهتمين بالشعية من أمثال بن جزم وبن تيمية والذهبي، ولم يكن معروفا سوى في مدونات عند الشيعة إلى أن بعث من جديد في الحكم الصفوي ربما بعد التزوير والتحريف. مما يعني أن الكتاب كان يتداول سرا وبنسخ نادرة تسمح بالتزوير بسهولة ولا يستبعد حتى أن تكون اختلقت ونسبت للأولين.

            قارن بين هذا وبين البخاري ومسلم اللذين نقلا بالتواتر حفظا ونسخا منذ أن كتبا. فالنووي مثلا يروي صحيح مسلم في شرحه عن ست طرق مستقلة تماما حفظا غير النسخ المكتوبة، وبن حجر يروي البخاري حفظا بالاسناد بطرق أكثر مستقلة غير النسخ المكتوبة كذلك. أما كتب الشيعة كالكافي فليس فيها حفظ ولا وسيلة في التأكد من النسخ بل ولا حتى تأكيد أنها كانت موجودة على مدى قرون من السنين.

            بقية الكتب الأربعة الأولى



            ثانيا: من لا يحضره الفقيه لمحمد بن بابوية القمي المتوفي سنة 381 المشهور بالصدوق (يسمونه الصدوق رغم انه كذب أكبر كذبة بزعمه لقاء المهدي) واشتمل الكتاب على 176 بابا اولها باب الطهارة وآخرها باب النوادر ، وبلغت أحاديثه (9044) وقد ذكر في مقدمة كتابه أنه ألفه بحدف الأسانيد لئلا تكثر طرقه وانه استخرجه من كتب مشهورة عندهم وعليها المعول، ولم يورد فيه إلا ما يؤمن بصحته. أنظر في التعريف بهذا الكتاب الخوانساري / روضات الجنات6 / 230- 237 وأعيان الشيعة : 1 / 280 ، مقدمة من لا يحضرة الفقيه.

            ثالثا تهذيب الأحكام لشيخ الطائفة أبي جعفر بن الحسن الطوسي المتوفي سنة 360 هـ انظر في التعريف به : النوري الطبرسي / مستدرك الوسائل : 3 / 719 ، الذريعة : 4/ 504 مقدمة تهذيب الأحكام . وقد ألفه لمعالجة التناقض والاختلاف الواقع في رواياتهم ولكنه بدلا من ذلك أدى إلى زيادة الخلاف والاختلاف ، وبلغت أبوابه 393 بابا . بل إن الطوسي قال بإنه "جمع في كتابه تهذيب الأحكام جميع ما يتعلق بالفقه من احاديث أصحابهم وكتبهم وأصولهم لم يتخلف عن ذلك إلا نادر قليل وشاذ يسير" الاستبصار 1 /2. ومثلما قيل عن الكافي في تزوير النسخ أو حتى الاختلاق يقال عن التهذيب، فحين يقول كثير إن كتاب تهذيب الأحكام للطوسي بلغت احاديثه (13950) حديثاً كما ذكر ذلك أغا بزرك الطهراني في الذريعة، الذريعة : 4/ 504، ومحسن العاملي في أعيان الشعية، أعيان الشيعة 1/ 288، وغيرهما من شيوخهم المعاصرين فان الشيخ الطوسي نفسه صرح في كتابه عدة الأصول بأن أحاديث التهذيب واخباره تزيد على (5000) ومعني ذلك أنها لا تصل إلا إلى (6000) في أقصى الأحوال، أنظر الإمام الصادق ص 458، فهل زيد عليها أكثر من الضعف في العصور المختلفة أم أن هذه الكتب وضعت فيما بعد في أيام الدولة الصفوية ،ونسبت لشيوخهم الأوائل؟ ؟!

            رابعا: الاستبصار للطوسي أيضا واعتبروه كتابا مستقلا مع إنه اختصار للكتاب السابق كما صرح بذلك الطوسي في مقدمة الاستبصار. الاستبصار 1/ 2-3 . وكما يبدو واضحاً لمن شاء المقارنة بين الكتابين كل ذلك بهدف زعم كثرة الكتب غيرة من أهل السنة.

            وفي الجملة فإن فكرة الفقه والتبويب في هذه الكتب تقليد لأهل السنة لأن الشيعة لم يكن عندهم فقه مستقل إلا بعد تأليف هذه الكتب، بل إنهم يعترفون أن جمهور الشيعة كانوا قديما يقلدون السنة في المسائل الفقهية بسبب غياب النص الذي يعملون به. وقد أقر الشيعة بأنه لم يبلغهم علم الحلال والحرام ومناسك الحج إلا عن طريق ابي جعفر وأقروا بأن الشيعة قبل ذلك كانوا يتعبدون فيما جاء عن صحابة رسول- صلى الله عليه وسلم، "كانت الشيعة قبل أن يكون أبو جعفر وهم لا يعرفون مناسك حجهم وحلالهم وحرامهم حتى كان أبو جعفر ففتح لهم وبين لهم مناسك حجهم وحلالهم وحرامهم، حتى صار الناس يحتاجون إليهم من بعد ما كانوا يحتاجون الى الناس" أصول الكافي 2/20، تفسير العياشي 1/ 252- 253، البرهان 1/ 386، رجال الكشي 425.

            لكن بعد أن أصبحوا متفردين بالتأليف استرسلوا بالكذب والتأليف والاختلاق في قضايا الفقه مثلما كانوا يكذبون في قضايا العقيدة فصارت لهم تفردات غريبة عن عامة الفرق الإسلامية حتى في الفقه ومسائل منكرة لا تخطر على البال. وقد نقل ابن عقيل الفقيه الحنبلي بعض هذه المسائل وهو يتعجب منها. كما سجلها ابن الجوزي في المنتظم ( المنتظم 8 / 120 ) من خط ابن عقيل. وأشار بن الجوزي إليها في كتابه الموضوعات بقوله "ولقد وضعت الرافضة كتابا في الفقه وسموه مذهب الإمامية ، وذكروا فيه ما يخرق إجماع المسلمين مما ليس عليه دليل أصلاً" الموضوعات 1/ 338. لكن الشيعة أنفسهم كانوا مهتمين بهذا التفرد عن باقي الفرق الإسلامية فقد جمع جزءاً منها شيخهم المرتضى في كتاب سماه الانتصار طبع عدة طبعات ويسمى مسائل الانفرادات في الفقه،( لؤلؤ البحرين ص 320. )

            الكتب الأربعة المتأخرة


            --------------------------------------------------------------------------------

            1) الوافي

            (، لشيخهم محمد بن مرتضى المعروف بملا محسن الفيض الكاشاني المتوفى سنة 1091 هـ ويقع في 3 مجلدات كبار ، وطبع في إيران ، وبلغت أبوابه 273 بابا، وعدوه أصلاً مستقلاً، مع انه عبارة عن جمع لأحاديث الكتب الأربعة المتقدمة ( الكافي والتهذيب والاستبصار، ومن لا يحضره الفقيه ) فكيف يعد أصلاً خامساً، ومستقلاً وهو تكرار لأحاديث الكتب الأربعة؟ مرة أخرى غيرة من أهل السنة ومحاولة تكثير عدد كتبهم.

            وقال محمد بحر العلوم- من المعاصرين- بأنه يحتوي على نحو خمسين الف حديث.( لؤلؤ البحرين "الهامش" ص 122 ) بينما يذكر محسن الأمين بأن مجموع ما في الكتب الأربعة (44244) حديثا (أعيان الشيعة : 1 / 280 ) وهذه نفس المشكلة في تزوير النسخ في كتبهم وتأليف مزيد من الأحاديث وزعم نسبتها للكتب القديمة أو للأئمة.


            2_ بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار

            لمحمد باقر المجلسي ( المتوفي سنة 1110 او 1111 هـ)، قالوا بأنه أجمع كتاب في الحديث، جمعه مؤلفه من الكتب المعتمدة عندهم. جمع فيه مؤلفه رواياتهم عن الأئمة من كتبهم الأربعة التي عليها المدار في جميع الأعصار- كما يقولون- وزاد عليها روايات أخذها من كتب الأصحاب المعتبرة تزيد على 70 كتابا، كما ذكر صاحب الذريعة. لكن المجلسي نفسه يقول "اجتمع عندنا بحمد الله سوى الكتب الربعة نحو مائتي كتاب ، ولقد جمعتها في بحار الانوار" اعتقادات المجلسي ص 24، مصطفي الشيبي / الفكر الشيعي ص 61.

            وتجد ان بحار الأنوار وضعه مؤلفه في خمس وعشرين مجلدا ولما كبر
            المجلد الخامس والعشرين جعل شطراً منه في مجلد آخر فصار المجموع (
            26) مجلداً، أنظر الذريعة 3 / 27، فقام المعاصرون وزادوا فيه كتباً ليست من وضع المؤلف كجنة المأوى للنوري الطبرسي وهداية الأخبار للمسترحمي ومجلدات في الإجازات ليبلغوا به في طبعة جديدة مائة وعشرة مجلدات تبدأ من الصفر، حيث إن المجلد الأول يحمل رقم صفر. وموضوع البحار تتعلق بمسائل التوحيد والعدل والإمامة، وأكثر ما فيها يدور حول عقائدهم وآرائهم في الإمامة والأئمة الاثنى عشر والنص عليهم ، وصفاتهم ، وأحوالهم ، وزيارة القبور، والحديث عن اعدائهم ، وعلى رأسهم صحابة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ونلحظ أن كل شيء –في الغالب- يدور في الفلك الإمامة والأئمة


            3- وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة

            تأليف شيخهم محمد بن الحسن الحر العاملي المتوفي سنة 1104 هـ. وذكر العاملي بأنه توفر عنده اكثر من ثمانين كتابا عدا الكتب الأربعة وقد جمع ذلك في وسائل الشيعة انظر الوسائل ج1، المقدمة، والذريعة 4 / 352 – 353. ولكن ذكر الشيرازي في مقدمة الوسائل بأنها تزيد على 180 ولا نسبة بين القولين إلا احتمال التزوير والكذب.

            وقد ذكر الحر العاملي أسماء الكتب التي نقل عنها فبلغت أكثر من ثمانين كتابا ، وأشار إلى انه رجع الى كتب غيرها كثيرة الا انه أخذ منها بواسطة من نقل عنها ( طبع ثلاثة مجلدات عدة مرات، ثم طبع أخيرا بتصحيح وتعليق بعض شيوخهم في عشرين مجلدا ) ( الشيرازي مقدمة الوسائل ، أعيان الشيعة 1 / 292- 293، الذريعة 4 / 352-353، الحر العاملي وسائل الشيعة 1 /4-8 و ج 20/ 36-49 ).


            4- مستدرك الوسائل،

            لحسين النوري الطبرسي المتوفى سنة 1320هـ. قال أغا بزوك الطهراني "اصبح كتاب المستدرك كسائر المجاميع الحديثه المتأخره في أنه يجب على المجتهدين الفحول أن يطلعوا عليها ويرجعوا إليها في أستباط الأحكام، وقد أذعن بذلك جل علمائنا المعاصرين " الذريعة 2 / 110-111 ، ثم استشهد ببعض أقوال شيوخهم المعاصرين باعتماد المستدرك من مصادرهم الأساسية، الذريعة 2/ 111.

            ولكن يبدو أن البعض لم يوافق على ذلك فنجد صاحب أحسن الوديعة ينتقد بشدة هذا الكتاب ويقول بانه "نقل منه عن الكتب الضعيفة الغير معتبرة ... والأصول الغير ثابته صحة نسختها حيث إنها وجدت مختلفة النسخ أشد الاختلاف "، ثم قال بان أخباره مقصورة على ما في البحار، وزعها على الأبواب المناسبة للوسائل، كما قابلته حرفا بحرف (محمد مهدي الكاظمي / أحسن الوديعة ص 74 ). وقد جمع فيه ثلاثة وعشرين ألف حديث عن لأئمة (الذريعة 21/ 7) لم تعرف من قبل فهي متأخرة عن عصور الأئمة بمئات السنين .

            فإذا كان هؤلاء قد جمعوا تلك الأحاديث عن طريق السند والرواية فكيف يثق عاقل برواية لم تسجل طيلة أحد عشر قرناً او ثلاثة عشر قرناً !! وإذا كانت مدونة في كتب فلم يعثر على هذه الكتب إلا القرون المتأخرة.

            أما المؤلف الطبرسي نفسه فيقول أنه عثر على كتب لم تدون من قبل رغم انه من المعاصرين، يقول أغا بزرك الطهراني " والدافع لتأليفه عثور المؤلف على بعض الكتب المهمة التي لم تسجل في جوامع الشيعة من قبل" الذريعة 21/ 7 وجعلوا هذه الأحاديث المكتشفة والتى جمعها مستدرك الوسائل مما لا يستغى عنه قال الخراساني كما ينقل صاحب الذريعة بان الحجة عندهم في قول شيوخهم – هكذا-. وقد تستمر مسيرة الاكتشافات للكتب والروايات.

            وكما ذكرنا سابقا فالوسائل ومستدرك الوسائل كتب في الفقه بينما البحار في العقائد أو ما يسمونا الأصول. وأما الوافي فهو جمع للكتب الأربعة.

            تعليق


            • #7
              التوقيعات والرقاع


              --------------------------------------------------------------------------------



              نؤجل الحديث قليلا عن الرجال إلى أن نغطي حكاية التوقيعات والرقاع.

              لا يمكن استكمال الحديث عن الرواية في التراث الشيعي إلا بالحديث عن الرقاع. والرقاع هي الأحاديث المنسوبة للمهدي الغائب والتي يزعمون أنه يرسلها برقاع مكتوبة موقعة من قبله لهم على أسئلة يرسلونها له.

              كان موت الحسن العسكري سنة 260 هـ دون أن يكون له ولد ظاهر كما تعترف كتب الشيعة ورطة فيما يخص استمرار نص المعصوم الذي كان يفترض أن يبقى حجة على الناس بوجود إمام مستمر متصل بالناس وبذلك يكون النص المقدس عمليا توقف سنة (260 هـ).

              ودون الدخول في تفاصيل قضية المهدي يزعم الشيعة أنه رغم ظاهرية عدم ولادته فإنه ولد بشكل معجز واختفى خوف القتل مع أن أباه وأجداده لم يقتلوا فلماذا يخاف القتل؟. المهم أن القضية التي تهمنا الآن هي كيف يستمر النص المقدس المزعوم؟

              الحل خرج في "النيابة"، أي النيابة عن الإمام الغائب في إيصال رسائله للناس حيث يزعمون أن المهدي يكلف ناسا معينين بالاتصال نيابة عنه مع الناس بطرق مختلفة. وفعلا ظهر عدة أشخاص كل يزعم أنه نائب المهدي في السبعين سنة الأولى بعد موت العسكري. ونظرا لأن القضية كلها اختلاق فقد كان النواب يلعن بعضهم الآخر وكل يزعم أنه هو المتصل بالمهدي وأن الآخر كذاب وكل يؤكد ذلك برسالة مزعومة موقعة من المهدي!! ولسبب أو لآخر استقر في أذهان الإثني عشرية أربعة فقط من هؤلاء والذين كانوا يرددون أنه سيعود في وقت محدد هو كذا سنة. لكن بعد أن انقضت المدة زعموا أن الله بدا له وأجل الرجعة. وسوف نناقش قضية المهدي والغيبة في موضوع آخر بإذن الله.

              المهم أن هؤلاء النواب يخرجون أوراقا من الطفل المزعوم يزعمون أنها نص مقدس وإجابات على استفتاءات الشيعة أو توجيهات وأوامر لهم بتسليم الخمس للنائب ولعن وشتم النائب ا لآخر.

              وكما قال أحد الباحثين: "ويبدو أنه في ظل التحزب والتعصب يفقد العقل وظيفته، ويصاب الفكر بالشلل والتعطل.. فقد جعل المفترون لهذا الطفل المزعوم وظيفة (المشرع) أي منصب الأنبياء والرسل، مع انه مكانه-لو وجد – في حضانة وليه" أصول الشيعة الإثناعشرية.

              وكانت بداية النقل الشرعي عن هذا الرضيع منذ ولادته، واستمع لابن بابوبة الملقب عندهم بالصدوق يروي عمن سموها (نسيما) وزعموا أنها خادمة الرضيع هذا الرضيع، أنها قالت " قال لي صاحب الزمان وقد دخلت عليه بعد مولده بليلة فعطست عنده فقال لي: رحمك الله، قالت نسيم ففرحت بذلك، فقال لي – عليه السلام – : ألا أبشرك في العطاس؟ قلت: بلى يا مولاي، قال: هو أمان من الموت ثلاثة أيام." إكمال الدين ص 406 –407 – 416 . فهذا النص لا يقبله إلا المعتوه ومع ذلك يعتبره الصدوق من سنة المعصومين والتي هي كقول الله ورسوله .

              وقد تولى بث هذه الأخبار مجموعة من هؤلاء الأفاكين الذين يدعون الصلة بهذا المنتظر وينقلون عنه الرقاع أو التوقيعات. وقد اهتم شيوخ الشيعة بهذه التوقيعات ودونوها في كتبهم الأساسية، على انها من الوحي الذي لا ياتيه الباطل (!) كما فعل الكليني في أصول الكافي. أصول الكافي 1/ 517 (باب مولد الصاحب)، وابن بابوية في إكمال الدين، إكمال الدين ص 450 وما بعدها (الباب التاسع والأربعون ذكر التوقيات الواردة عن القائم)، والطوسي في الغيبة، الغيبة ص 172 وما بعدها، والطبرسي في الاحتجاج، الاحتجاج 2 / 277 وما بعدها، والمجلسي في البحار، بحار الأنوار 53/ 150-246 ( باب ما خرج من توقيعاته).

              وقد جمع شيخ الشيعة عبدالله بن جعفر الحميري الأخبار المروية عن هذا المنتظر في كتاب سماه (قرب الإسناد)، طبع في المطبعة الإسلامية بطهران. وذكر صاحب الذريعة كتابين لهم في هذا باسم (التوقيعات الخارجية من الناحية المقدسة)، أغا بزرك الطهراني/ الذريعة إلى تصانيف الشيعة 4/ 500-501.

              وتحكي هذه ( التوقيعات ) رأي الإمام المزعوم في كثير من أمور الدين والحياة، وتصور قدرته على الغيب المجهول وتحقيقه لأماني شيعته وشفائه لأمراضهم، وحله لمشاكلهم وإجابته لأسئلتهم واستلامه لما يقدمونه من أموال.

              والمتامل للفتاوى المنسوبة إليه في أمور الدين يري في الكثير منها الجهل في ابسط مسائل الشريعة ، مما يدل على ان واضع هذه (التوقيعات) هو من المتآمرين الجهله الذين لا يحسنون الوضع، أو ان الله سبحانه شاء كشفهم وفضحهم على رؤوس الخلائق .. فجاءت محاولتهم في الكذب كمحاوله مسيلمه في محاكات القران .


              نماذج من هذه التوقيعات أو الرقاع



              " وكتب اليه صلوات الله اليه عليه أيضا في سنة ثمان وثلاثمائة كتاباً سأله فيه عن مسائل ... سأل عن الأبرص والمجذوم وصاحب الفالج هل يجوز شهادتهم ؟ فأجاب عليه السلام: إن كان مابهم حادث جازت شهادتهم، وإن كانت ولادة لم تجز"، * بحار الأنوار 53 / 164. فهل للبرص ونحوه اثر في قبول الشهادة وردها، وهل للتفريق بين ما هو أصلي وحادث وجه معقول.. وهل تستحق مثل هذه الفتاوى مناقشة .. وكيف ينسب مثل ذلك لأهل البيت، بل وللإسلام؟

              "وسئل هل يجوز ان يسبّح الرجل بطين القبر وهل فيه فضل؟ فأجاب عليه السلام يسبح به فما من شىء من التسبيح افضل منه، ومن فضله ان الرجل ينسى التسبيح ويدير السبحه فيكتب له التسبيح"، بحار الأنوار 53/ 165. فهل نحن دين توحيد أو دين أوثان؟وهل يكتب التسبيح با لعبث بالمسبحه؟

              و يفتي لمن سأله هل يجوز ان يسجد على القبر أم لا ؟ فيقول: " والذي عليه العمل أن يضع خده الايمن على القبر ، وأما الصلاة فإنها خلف ويجعل قبره أمامه (بحار الانور : 53 / 165). " تصريح بعبادة القبور.

              وبخصوص مهر المرأة وجه له سؤال: اختلف اصحابنا في مهر المراة فقل بعضهم: اذا دخل بها سقط المهر، ولا شىء له وقال بعضهم هو لازم في الدنيا والآخرة فكيف ذلك ؟ وما الذي يجب فيه؟ فأجاب عليه السلام: "ان كان عليه بالمهر كتاب فيه دين ، فهو لازم في الدنيا والاخرة، وان كان عليه كتاب فيه ذكر الصدقات سقط اذا دخل بها، وان لم يكن عليه كتاب فأذا دخل سقط باقي الصداق" ( بحر الانوار : 53/169 ) فهل هذا الجواب يخرج من فم عالم، بل من جاهل يملك ذرة من عقل.. وهل هذا المبدأ من دين الاسلام .. فكيف يقرر مثل هذا المبدأ الذي يبيح أخذ مال الغير اذا لم يكتب .

              ومن أراد التوسع في هذه الامثلة فليرجع لبحار الانوار 53، واكمال الدين لابن بابويه، والغيبة للطوسي وغيره.


              حجية الرقاع عند الشيعة



              يعتقد الشيعة أن إن الرقاع التي أتت من المهدي أقوى حجة من أي رواية شفوية لأنها أتت مباشرة من صاحب الزمان أو القائم أو الغائب أيا كان اسمه كما أكد ذلك الصدوق والحر العاملي ولم يخالفهم أحد. ولئن كانت المسألة خرافة مضحكة بالنسبة لأهل السنة فإن هذه الحجية عليها عدة إشكالات حتى باعتبار الفكر الشيعي نفسه.

              أولا يصر الشيعة أنهم يأخذون دينهم من المعصوم مباشرة ويبررون الاعتماد على الأئمة الآخرين بذلك. لنرى مدى مطابقة الرقاع التي فضلت على الرواية عن الباقر والصادق لهذا المنهج:

              - كل الرواية تنسب لشخص متفق على أنه لم يولد حسب الرواية التاريخية الطبيعية وأن قصة ولادته حصلت خلاف ما رأى الناس.

              - الرواية في نهاية المطاف تنسب لطفل رضيع خاصة في السنين الأولى للغيبة وحتى بعد السنين الأولى لا يعرف إن كان الطفل في غيبته يكبر أو لا يكبر.

              - الذين نقلوا الرواية عن المهدي المزعوم شخص واحد هو النائب في كل مرحلة وعندنا أصبحوا أكثر من شخص صار الواحد يلعن الآخر برقاع منسوبة للمهدي. فإن كان هذا النائب بإجماع الشيعة شخص غير معصوم فكيف تؤسس الفرقة دينها على نقل شخص واحد غير معصوم مع إن قلب الخلاف منهجيا مع أهل السنة هو الحاجة للمعصوم؟

              ثانيا تناقضت الروايات الشيعية -كما هي حالتها في كل أركان دينهم- بخصوص إمكانية الاتصال بالغائب بعد الغيبة الصغرى. فمن جهة خرج آخر توقيع كما يزعمون من الإمام لآخر النواب يودع الناس معلنا بداية الغيبة الكبرى ومكذبا من سيزعم بعد ذلك أنه رأى المهدي. ومن جهة أخرى يزعم الكثير أنهم رأوا المهدي في الغيبة الكبرى وتؤكد كتب الرجال عندهم أن رؤيته أعظم تزكية يمكن أن يزكى بها إنسان.

              بخصوص الزعم الأول جاء في كتبهم الرسالة الأخيرة إلى النائب رقم 4 ابي الحسن السمري: "خرج التوقيع الى ابي الحسن السمري اسمع أعظم الله اجر اخوانك فيك، فانك ميت ما بينك وبين ستة ايام ،فأجمع أمرك و لاتوص الى احد يقوم مقامك بعد وفاتك، فقد وقعت الغيبة التامة، فلا ظهور إلا بعد إذن الله تعالى ذكره ... وسيأتي من شيعتي من يدعي المشاهدة ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصحية فهو كذاب مفتر" ابن بابوية/ إكمال الدين: 2/ 193، الطوسي/الغيبة: ص 257 . وهذا هذا يعني أن النص المعصوم – عندهم – قد انقطع بالغيبة الكبرى سنة (329 هـ)

              في المقابل يزعم شيخهم ابن المطهر الملقب بالعلامة اللقاء بالمهدي وانه نسخ له كتابا في ليلة واحدة. بحارالأنوار : 51/ 361 . ويفسر شيخهم النوري الطبرسي نص الكافي الذي يقول: "لا بد لصاحب هذا الأمر منه غيبته من عزلة وما بثلاثين من وحشة" بأنه: "في كل عصر يوجد ثلاثون مؤمنا ولياًُ يتشرفون بلقائه". النوري الطبرسي/ جنة المأوى : 53/320 (المطبوع مع بحار الأنوار.

              بل قالوا: "إن بعض المجتهدين يتمكن من لقاء الغائب ويأخذ منه بعض الأحكام الشرعية وقد لا يستطيع أن يعلن عن هذا اللقاء لأمر الإمام له بالكتمان فهو حينئذ يدعي حصول الإجماع على هذا الحكم ، وإن لم يوجد إجماع في الحقيقة" جنة المأوى 53/ 320-321.(ضمن بحار الأنوار).

              وبهذا يفسرون دعا وى بعض شيوخهم الإجماع على مسائل لم يقل بها سوى هؤلاء الشيوخ، ويفسرون تحقق الإجماع بقول فئة يوجد فيها عالم مجهول النسب غير معروف وانه بقوله يحصل الإجماع مهما خالف من خالف على اعتبار أن هذا المجهول قد (لاحظ قد) يكون الإمام.

              وقرر شيوخهم بان هذا المنتظر الذي لم يوجد " كان يجتمع بجملة من اهل العلم والتقوى الذين كانوا يستحقون المقابلة كالعلامة السيد مهدي بحر العلوم النجفي فيما اشتهر عنه ، والشيخ ميثم البحراني فيما ينقل عنه ..." محمد صالح/ حصائل الفكر: ص 123.

              وقد الف بعض شيوخهم مصنفات في حكايات وأحداث من اجتمع بهذا المنتظر، كما فعل المجلسي في البحار، ثم جاء بعده النوري الطبرسي فكتب في ذلك كتابا سماه (جنة المأوى فيمن فاز بلقاء الحجة ومعجزاته في الغيبة الكبرى ) . وقد أورد فيه تسعاً وخمسين حكاية، وذكر من كان بعد المجلسي ممن ادعى بالمنتظر . أنظر : إغا بزرك / الذريعة : 5/ 159.

              وهكذا صار بإمكان كل دجال أن يحتال على هؤلاء، ويتظاهر بأنه المنتظر ويدس في دينهم ما يبعدهم عن الحق ما داموا فتحوا هذا الباب على انفسهم وماداموا يعتبرون ذلك من السنة، وبإمكان كل شيخ زنديق أن يزعم اللقاء بالمنتظر ليحظى بالتعظيم، وليغير من دينهم ماشاء له إلحاده، ولا سيما أن هؤلاء يزعمون أن هذا المنتظر يتصور بصور مختلفة، ويظهر باشكال وأردية متنوعة. وقد أشرنا في قضية توثيق الرجال إلى أن من يزعم الصلة بهذا المنتظر أو يزعم أنه قد ارسل له برسالة يحظى بثقتهم وتزكيتهم كما في تراجم رجالهم. أنظر رجال الحلي ص 100 (ترجمة علي بن الجهم) ووسائل الشيعة 20 / 332 ترجمة محمد بن عبدالله بن جعفر الحميري، وكذلك ترجمة علي بن الحسين بن بابوية في المصدر السابق 20/ 262 .

              ولمراجعة القصه كاملة انظر: تاريخ الغيبة الكبرى للصدر: ص 40

              تعليق


              • #8
                علم الحديث عند الشيعه


                --------------------------------------------------------------------------------

                تطور علم الحديث عند الشيعة هل علاقة بتفرق الشيعة ا لإثناعشرية إلى إخباريين وأصوليين. الأخباريون يرون أن كل الأحاديث التي لديهم صحيحة ولا تحتاج لتمحيص بل يعتقدون فيها التواتر. أما الأصوليون والذين نشأوا في عهد متأخر فيرون ضرورة النظر في السند للحكم على الرواية. ونعرض الآن لمنهج الأصوليين ثم نعود للاخباريين ثم نتحدث عن حقيقة هذا العلم وإن كان نفع فعلا في فرز الضعيف من الصحيح.

                ومن المهم ان نشير إلى أننا لا نريد هنا أن نبسط مصطلح الحديث نفسه بل نستعرض المنهجية التي استخدمها الشيعة في تطبيق هذا العلم.

                نشأ الأصوليون على الأرجح بعد أن انحرج الشيعة من مواجهة أهل السنة لهم بعلم الحديث الممحصص المدروس الناضج المتماسك. ولكن حتى هذه الحركة من قبل الشعية لم تزد في البداية على محاولة التعليق على الرجال ولم يكن هناك تأليف في مصطلح وعلوم الحديث عند الشيعة حتى ظهر زين الدين العاملي الملقب عندهم بالشهيد الثاني (قتل سنة965هـ)،انظر القمي/ الكنى والألقاب: 2/344. وهذا ما تعترف به كتب الشيعة نفسها، قال الحائري "ومن المعلومات التي لا يشك فيها أحد أنه لم يصنف في دراية الحديث من علمائنا قبل الشهيد الثاني وأنما هو من علوم العامه" مقتبس الأثر 3 / 73. وقال الحر العاملي في ترجمة شيخهم المذكور وهو أول من صنف من الإمامية في دراية الحديث "لكنه نقل الاصطلاحات من كتب العامة كما ذكره ولده وغيره" أمل الآمل 1/ 86. ويرى صاحب التحفة أن سبب تأليفهم في ذلك هو ما لاحظوه في رواياتهم من تناقض وتهافت، وأنهم "قد أستعانوا في وضع هذه الاصول بما كتبه اهل السنة" التحفة الاثنا عشرية ص 105. وبهذا تكون الكتابة المستقلة في المصطلح وعلم الحديث قد تأخرت إلى قبيل مرور ألف سنة على الهجرة ومرور سبعمائة سنة على آخر إمام لهم.

                و الشيعة لم ينشئوا العلم من ذاتهم بل حاولوا تقليد أهل السنة في معرفة الضعيف والصحيح قبل التفرد في المصطلح وحتى هذا كان متأخرا، وربما يكون أول من بدأه المطهر الحلي في نهاية المئة السابعة وبداية الثامنة. وجاء اهتمام الحلي بالمصطلح على الأرجح كرد فعل على حملة شيخ الإسلام ابن تيمية عليهم في منهاج السنة حينما شنع على الشيعة قصورهم في معرفة علم الرجال، وقلة خبرتهم في ذلك كما انبرى يكشف استدلالات الشيعة من كتب السنة ويبين جهلهم وكذبهم في هذا الباب حيث يستدلون بالضعف والموضوع، وينقلون من المصادر غير المعتمدة. فلربما تنبه الشيعة إلى ضعف هذا الجانب عندهم فاتجهوا إلى تمحيص أحاديثهم، او إنهم رأوا أن تقليدهم لأهل السنة في هذا الباب فيه مجال للتخلص من إلزامات أهل السنة ونقدهم لما جاء في كتب الشيعة من كفر وضلال فما أن يقول لهم السني لقد جاء في كتابكم الكافي مثلا كذا وكذا من الكفر حتى يجد الشيعي الجواب حاضراً وميسوراً، حينما يحكم على الحديث بالوضع وفي التقية متسع...؟

                ويؤكد هذا الكلام الحر العاملي من ان الاصطلاح الجديد -وهو تقسيم الحديث عندهم إلى صحيح وغيره- والذي وضعه ابن المطهر هو محاولة لتقليد أهل السنة حيث قال " والاصطلاح الجديد موافق لاعتقاد العامة واصطلاحهم، بل هو مأخوذ من كتبهم كما هو ظاهر بالتتبع" وسائل الشيعة: 20/ 100. وهذا يفيد تأخير الشيعة في الاهتمام بهذه القضية، وإن الدافع لذلك ليس هو الوصول على صحة الحديث بقدر ما هو توقي نقد المذهب من قبل الخصوم والدفاع عنه.

                و التوافق الزمني بين رد شيخ الإسلام ووضعهم لهذا الاصطلاح قد ينبيء عن تأثرهم بنقد شيخ الإسلام لهم، حيث اعترفوا بـ "أن هذا الاصطلاح وهو تقسيم الحديث عندهم إلى صحيح وموثق وضعيف " مستحدث في زمن العلامة" وسائل الشيعة: 20/ 102، وأنظر: الكاشاني/ الوافي / المقدمة الثانية. والعلامة اذا اطلق في كتب الشيعة يقصد به ابن المطهر الحلي الذي رد عليه شيخ الإسلام. بل هناك ما يؤكد الموضوع اكثر، وهو ان ابن المطهر الحلي هذا هو- كما يقول صاحب الوافي: "أنه اول من اصطلح على ذلك وسلك هذا المسلك" الوافي- المقدمه الثانية: من 1/11.

                وقد اعترف الحر العاملي بان سبب وضع الشيعة لهذا الاصطلاح واتجاههم للعناية بالسند هو النقد الموجه لهم من اهل السنة فقال: "والفائده في ذكره -اي السند-... دفع تعيير العامه الشيعة بأن احاديثهم غير معنعنه بل منقوله من اصول قدمائهم" وسائل الشيعة: من 20/ 100. وكأن هذا النص الخطير يفيد- أيضا- ان الاسناد عندهم غير موجود، وان روايتهم كانت بلا زمام ولا خطام حتى شنع الناس عليهم بذلك فاتجهوا حينئذ لذكر الاسناد.

                فهل يعني هذا أن الاسانيد التي نراها في روايتهم صنعت صناعة فيما بعد وركبت على نصوص أخذت من اصل قدمائهم، ووضعت هذه الاسانيد لتوقي نقد أهل السنة؟ هذا ما سنعلق عليه في المداخلة القادمة. وهي قصة لم يتم الانتباه لها الا من خلال ربط بعض الأمور.
                قضية المصطلح ودراسة الإسناد أوجدت مشاكل كثيرة عند الشيعة وكشفت فضائح لا يعلم عنها كثير من الناس إلا من تابع ودرس هذه القضية. ولإدراك هذه الفضائح نعطي فكرة بسيطة عن قاعدتهم في تصحيح الروايات كما يزعمون ثم نرى مدى تطبيقها على الواقع:

                الصحيح عندهم: ما اتصل سنده إلى المعصوم بنقل الإمامي العدل عن مثله في جميع
                الطبقات.

                والحسن : ما اتصل سنده كذلك بإمامي ممدوح من غير نص على عدالته مع تحقيق ذلك في جميع مراتبه او في بعضها مع كون الباقي من رجال الصحيح.

                والموثق : ما دخل في طريقه من نص الأصحاب على توثيقه مع فساد عقيدته.

                والضعيف: ما لا يجتمع فيه شروط احد الثلاثة المتقدمة بأن يشمل طريقة على مجروح أو مجهول الحال أو مأدون ذلك.

                والمرسل : مارواه عن المعصوم من لم يدركه.

                ( زين الدين العاملي/ الدراية: ص 19، 21، 23، 24، 47) وانظر: الممقاني مقياس الهداية ص : 33- 35) بهاء الدين العاملي/ الوجيزة: ص 5.

                ويلحظ أن المعصوم- كما أشرنا من قبل- ليس هو الرسول- صلى الله عليه وسلم-فحسب، بل أئمتهم لهم هذه الصفة التي يختص بها الرسل.

                كما أنهم يشترط امامية الراوي في الحكم بصحة الحديث او حسنه وما سوى الإمامي فلا يقبل خبره : "لاتقبل رواية الكافر وإن علم من دينه التحرز عن الكذب" وكذلك المخالف لا يقبل روايته ايضا لا ندراجه تحت اسم الفاسق. (ابن المطهر/ تهذيب الموصول: ص 77- 7. وهم يجرون حكم الكفر أو الفسق على سائر المسلمين من غير طائفتهم، قال الممقاني: "والأخبار في فسقهم بل كفرهم -يعني المخالفين- لا تحصى كثرة" (تنقيح المقال: 3/ 207).

                لكن تطبيق هذه الشروط كارثة عظمى عليهم لانه كان لا بد لهم من التناقض وهذا ما حدا بالاخباريين أن يرفضوها جملة وتفصيلا لأنها تؤدي بالضرورة إلى التناقض وانظر إلى هذا النص الدقيق في وصف هذا الإشكال لأحد الإخباريين يوسف البحراني المتوفي 1186هـ حيث قال : "والواجب إما الأخذ بهذه الأخبار، كما هو عليه متقدمو علمائنا الأبرار، أو تحصيل دين غير هذا الدين، وشريعة أخرى غير هذه الشريعة لنقصانها وعدم تمامها، لعدم الدليل على جملة من أحكامها، ولا أراهم يلتزمون شيئأ من الأمرين، مع أنه لا ثالث لهما في البين، وهذا بحمد الله ظاهر لكل ناظر، غير متعسف ولا مكابر" لؤلؤ البحرين: ص 47.

                فهذا نص مهم يكشف حقيقة أخبارهم في ضوء علم الجرح والتعديل الخاص بهم، وأنهم لو استخدموه بدقة لسقطت معظم رواياتهم.. وليس لهم إلا الأخذ برواياتهم بدون تفتيش ، كما فعل قدماؤهم وقبولها بأكاذيبها وأساطيرها، او البحث عن مذهب سوى مذهب الشيعة، لان مذهبهم ناقص لا يفي بمتطلبات الحياة. والحقيقة أن هذا النص من قبل البحراني صحيح فلو طبق منهج الجرح والتعديل بطريقة أمينة وليس بالطريقة التي سنناقشها بعد قليل لانتهى المذهب بالكامل.

                الحقيقة أنه بتتبع المذهب الشيعي بعناية وتحليلة منهجيا يتبين أن حكاية الإسناد كلها بدليلين:

                الأول أن هناك ما يشير إلى ان الكتب الأولى لم يكن فيها إسناد أصلا وأضيفت اليها الأسانيد لصقا.

                الثاني أن هناك تناقض فاحش في قضية التعامل مع الإسناد والصحة والضعف من ناحية العمل بالرواية.

                هل يوجد في كتب الشيعة إسناد أصلا؟


                --------------------------------------------------------------------------------

                أول هذه الأدلة على غياب الإسناد زعم وجود شخص اسمه سليم الهلالي مع أنه شخصية وهمية لم تذكر في التاريخ والسير وقد ناقشنا هذه القضية ويهمنا هنا أن الشيعة يعترفون بأن الكتاب موضوع ويعتبرون الوضع عملا مشروعا: "والحق أن الكتاب موضوع لغرض صحيح نظير كتاب الحسنية، وطرائف بن طاووس، والرحلة المدرسية" أبوالحسن الشعراني/ تعليقات علمية(على شرح الكافي للمازندراني): 2/ 373-374.

                ويؤيد هذا الكلام صاحب الحور العين حين يقدم شهادة مهمة لأحد علماء الشيعة الزيدية في هذا الشأن حيث نقل عن السيد ابو طالب قوله في كتابه الدعامة "إن كثيراً من أسانيد الاثنى عشرية مبنية على أسام لا مسمى لها من الرجال، قال : وقد عرفت من رواتهم المكثرين من كان يستحل وضع الأسانيد للأخبار المنقطعة إذا وقعت أليه. وحكى عن بعضهم: أنه كان يجمع روايات بزرجمهر، وينسبها للأئمة بأسانيد يضعها، فقيل له في ذلك، فقال: الحق الحكمة بأهلها" الحور العين: ص 153. أبو طالب يحي بن الحسين بن هارون الحسني توفي سنة424هـ . أنظر: معجم المؤلفين: 13/192-193.

                وقد ذكروا أن من رجالهم حيدر بن محمد نعيم السمرقندي (شخص مجهول) قالوا بأنه: "روى جميع مصنفات الشيعة واصولهم وروى ألف كتاب من كتب الشيعة" وسائل الشيعة: 20/ 185. ولو كان هذا واقعاً لانتشر ذكره في كتب الرجال والتاريخ ولكن لا يوجد له أي ذكر أو إشارة..

                ومما يؤيد أنه لا سند لهم في الحقيقة النص التالي الذي جاء في الكافي: "ان مشايخنا رووا عن ابي جعفر وأبي عبدالله- عليها السلام- وكانت التقية شديدة فكتموا كتبهم ولم ترو عنهم، فلما ماتوا صارت الكتب إلينا. ولما سألوا إمامهم عن ذلك قال: حدثوا بها فإنها حق" أصول الكافي، كتاب فضل العلم، باب رواية الكتب والحديث: 1/ 53. فهذا اعتراف خطير بانقطاع أسانيدهم.

                ولذلك جاء علم الجرح والتعديل عندهم مليئاً بالتناقضات والاختلافات حتى قال شيخهم الفيض الكاشاني: "في الجرح والتعديل وشرايطهما اختلافات وتناقضات واشتباهات لا تكاد ترتفع بما تطمئن إليه النفوس كما لا يخفى على الخبير بها" الوافي، المقدمة الثانية: 1/11- 12.

                وهذه الاعترافات الخطيرة من الكاشاني، والحر العاملي لم تظهر إلا في ظل الخلاف الذي دار ويدور بين الإخباريين والأصوليين.. والذي- كما نلاحظ ارتفعت فيه التقية لاسيما وأن في الشيعة كما قال الكافي خصلتان: "النزق وقلة الكتمان". النزق نزقا من باب تعب خف وطاش.المصباح المنير: ص 734.، أصول الكافي : 2/ 221- 222.

                وإذا أخذنا هذا الاعتراف، ووضعناه مع إقرارهم الذي جاء في أخبارهم بأنهم "كانوا لا يعرفون مناسك الحج والحلال حتي جاء أبو جعفر" أصول الكافي : 2/ 20. وأنه في عهد أبي جعفر وأبنه كثر الكذابون على الأئمة تكاملت الصورة في أن معظم رواياتهم مكذوبة ولو طبق علم الجرح والتعديل لا نكشف امرها بذلك وظلوا كما كانوا قبل أبي جعفر لا يعرفون الكثير من أمور دينهم، إلا عن طريق كتب المسلمين.


                حقيقة منهج دراسة الإسناد



                يزعم ألشيعة في التعريفات أعلاه أنهم يشترطون في الحكم بالصحة اتصال السند فأين اتصال السند هنا ومن قديم كان شيوخهم لا يعلمون بمقياس الصحة والضعف التي وضعوها بانفسهم؟

                قال الحر العاملي عن شيخهم الطوسي إنه (يقول : هذا ضعيف، لأن رواية فلان ضعيف، ثم نراه يعمل براوية ذلك الراوى بعينه، بل برواية من هو أضعف منه في مواضع لا تحصى. وكثيراً ما يضعف الحديث بأنه مرسل ثم يستدل بالحديث المرسل، بل كثيرا ما يعمل بالمراسيل وبرواية الضعفاء، ويرد المسند ورواية الثقات" وسائل الشيعة: 20/ 111.

                ويؤلف محمد بن علي الأردبيلي الغروي الحائري. والمتوفى سنة (1101هـ) كتابه جامع الرواة ويدعي دعوى في غاية الغرابة، حيث زعم- وهو في القرن الحادي عشر- أنه بتأليفة لكتابه المذكور تتغير أحكامه في اثني عشر ألف حديث عن الأئمة في العصور الأولى، تتغير من القول بضعفها او إرسالها او جهالتها الى القول بصحتها حيث قال: "بسبب نسختي هذه يمكن أن يصير قريب من اثني عشر الف حديث او اكثر من الأخبار التي كانت بحسب المشهور بين علمائنا- راضوان الله عليهم- مجهولة او ضعيفة او مرسلة معلومة الحال وصحيحة لعناية الله تعالى، وتوجه- كذا – سيدنا محمد وآله الطاهرين" الأردبيلي/ مقدمة جامع الرواة.

                ويستدل بهذا القول صاحب فصل الخطاب على انه لا مانع من أن تصبح احاديث التحريف ضعيفة عند قدمائهم لعدم علمهم بطريق صحتها فتتحول عندهم الى صحيحة! فصل الخطاب: ص 35.

                ونجد المجلسي في كتابة مرآة العقول يضعف جملة من أحاديث الكافي مع انه يقول: "فإننا لا نحتاج الى سند لهذه الأصول الاربعة، واذا اوردنا سنداً فليس إلا للتيمن والتبرك والاقتداء بسنة السلف" رسالة لزوم نقد رجال من لا يحضره الفقيه، عن ابي زهرة/ الإمام الصادق: ص470- 471.

                وزعم الذين راجعوا الكافي أن عدد الضعيف من روايات الكافي (9485) حديثا، والصحيح (5072)، والحسن( 144 )، والموثق (17، القوى (302). انظر :الذريعة: 17/ 245-246،النوري/ مستدرك الوسائل: الفائده الرابعة. ومع ذلك يقول هاشم معروف من المعاصرين "ان اتصاف هذا المقدار من مرويات الكافي بالضعف لا يعني عدم جواز الاعتماد عليها في أمور الدين، ذلك لأن وصف الرواية بالضعف من حيث سندها، لا يمنع من قوتها من ناحية ثانية كوجودها في احد الأصول الأربعمائة، او بعض الكتب المعتبرة.. او لكونها معمولاً بها والاعتماد عليها تصبح كغيرها من الروايات الصحيحة، وربما تترجع عليها في مقام التعارض" هاشم معروف / دراسات في الحديث والمحدثين: 137.

                ولهذا قال شيخهم الشعراني بأن "اسانيد الكافي وإن كان أكثرها ضعيفا فإن مضامينها صحيحة" الشعراني/ تعاليق علمية( على شرح الكافي للمازندراني): 2/123.

                فما فائدة دراسة الإسناد إن كانت المضامين صحيحة؟


                نموذج من منهجهم في زعم احترام الإسناد




                أعيد هنا ما كتبته في مداخلة سابقة بخصوص نهج البلاغة لأن اتفاق الشيعة على القطع بصحته أصوليين وأخباريين نموذج صارخ على أن قضية الإسناد عندهم قضية علاقات عامة.

                لا يكاد الشيعة يختلفون في أن كتاب نهج البلاغة مقطوع بصحته وأن إنكاره من إنكار الدين.

                قال كاشف الغطا " إن الشيعة على كثرة فرقهم واختلافها متفقون متسالون على رواية الشريف ودرايته ووثاقته.. حتى كاد أن يكون إنكار نسبته إليه رضي الله عنه عندهم من إنكار الضروريات وجحد البديهيات اللهم إلا شاذاً منهم. وأن جميع ما فيه من الخطب والكتب والوصايا والحكم والآداب حاله كحال مايروى عن النبي- صلى الله عليه وسلم" الهادي كاشف الغطا/ مدرك نهج البلاغة ص 190- 191.

                مع أن كتاب النهج مطعون في سنده ومتنه، فقد جمع بعد أمير المؤمنين علي رضي الله عنه بثلاثة قرون ونصف بلا سند، وقد نسبت الشيعة تأليف نهج البلاغة إلى الشريف الرضي محمد بن الحسين بن موسى الرضى أبو الحسن الذي قال عنه الذهبي رافضي جلد (ميزان الاعتدال: 3/523). بمعنى أنه حتى لو أسند فهو غير مقبول عند المحدثين فكيف إذا لم يسند كما فعل في النهج.

                لكن المتهم الحقيقي في عملية الوضع عند المحدثين هو اخوه علي بن الحسين العلوى الشريف المرتضى المتكلم الرافضي المعتزلي المتوفى سنة 436هـ . ميزان الاعتدال 3/ 123. قال شيخ الإسلام ابن تيمية "وأهل العلم يعلمون أن أكثر خطب هذا الكتاب مفتراة على علي، ولهذا لا يوجد غالبها في كتاب متقدم ولا لها إسناد معروف" ابن تيمية / منهاج السنة 4/ 24،

                فالقضية هنا ليست نقاش سند النهج هل هو صحيح أو غير صحيح لأنه لا يوجد سند للكتاب حتى عند الشيعة ولا يزعم الشيعة أن النهج مسند أصلا حتى يناقش السند.

                ما هو الاستنتاج؟

                الاستنتاج البسيط المباشر بدون جهد ولا تفكيرهو أن كتاب النهج مكذوب على علي رضي الله عنه.

                لكن أهم من هذا الاستنتاج المباشرالبسيط الاستنتاج الأعمق وهو أن الشيعة عندهم كامل الاستعداد أن يعتبروا كتابا غير مسند كتابا متواترا مقطوعا بمحتواه وأن إنكاره من إنكار ضروريات الدين.

                تكفي هذه المعلومة لمعرفة قيمة الرواية عند الشيعة ومنهج التثبت من الدين والنص الشرعي.

                ايعقل ان هاذا ما تدينون به يا {{{شيعه}}}؟

                تعليق


                • #9
                  رد بسيط على كل ما اتيت به من فص ولصق

                  هل ربك شاب امرد؟



                  كما نعلم ان اليهود يعبدون هذا الرب

                  تعليق


                  • #10
                    ليش ما عندك اسلوب تكتب من نفسك ؟؟

                    ليش القص و اللزق ؟؟؟

                    اطرح ما لديك حبه حبه و لا تكن كالهمجيين الله يشفيك ..

                    تعليق


                    • #11
                      طارت الطيور بأرزاقها((قول مشهور عن سي قحطه)) من أبطال مسلسل درب الزلق

                      تعليق


                      • #12
                        اذا كنت نفس العضو الوهابي الذي تعرض تفاهاتك في منتدى الشبكة العمانية..فأعتقد انك انسان حاقد والظاهر انك تبحث عن منتديات اخرى تبث فيها افكارك.. لان هناك القموك الكثير والمدافعين عن اهل البيت في كل مكان والحمدالله

                        تعليق


                        • #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة MWALEY12
                          رد بسيط على كل ما اتيت به من فص ولصق

                          هل ربك شاب امرد؟


                          كما نعلم ان اليهود يعبدون هذا الرب
                          قص ولصق وقص ولصق
                          ما عندكم يا نواصب غير القص واللصق
                          ولكن قل لنا يا ناصبي : هل رب الصحيحين يمد ساقه اليمني ام اليسري
                          وكيف ينزل الي السماء الاولي ويترك الستة الباقيات بلا رب ؟؟؟!!
                          و حين يضحك هل يبتسم ام يقهقه ..؟؟؟!!!


                          اهذا ما تدينون به يا نواصب ...اللهم لا

                          شماته
                          التعديل الأخير تم بواسطة نورعلي; الساعة 01-02-2005, 02:01 AM.

                          تعليق


                          • #14
                            جمعت بين الحماقة وسوء الأدب والجهل بقواعد اللغة .. فكيف تتوقع أن يعاملك الناس يا هالك ؟

                            تعليق


                            • #15
                              شــااااااااااااااااطر

                              يالله الحين بعد ما قصوا عليك مشايخ الإرهاب

                              روح اشرب الحليبة ......... و نام

                              و لا تنسى تحط تحت راسك
                              صحيح البخاري ........






                              اما صحيح

                              قالت الاعراب امنا

                              تعليق

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 21-02-2015, 05:21 PM
                              ردود 119
                              18,094 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة وهج الإيمان
                              بواسطة وهج الإيمان
                               
                              أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 23-05-2024, 02:34 PM
                              استجابة 1
                              100 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة وهج الإيمان
                              بواسطة وهج الإيمان
                               
                              أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 23-05-2024, 02:27 PM
                              استجابة 1
                              72 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة وهج الإيمان
                              بواسطة وهج الإيمان
                               
                              أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 04-10-2023, 10:03 AM
                              ردود 2
                              156 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة وهج الإيمان
                              بواسطة وهج الإيمان
                               
                              أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 29-06-2022, 06:45 AM
                              استجابة 1
                              109 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة وهج الإيمان
                              بواسطة وهج الإيمان
                               
                              يعمل...
                              X