إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

المسلمون في الغرب بين تناقضات الواقع وتحديات المستقبل - 3

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المسلمون في الغرب بين تناقضات الواقع وتحديات المستقبل - 3

    المسلمون في الغرب بين تناقضات الواقع وتحديات المستقبل - 3

    كتابات - التجاني بولعوالي

    ينضاف إلى ذلك ظاهرة الاغتصابات التي استشرت في الآونة الأخيرة بشكل مرهب، وتجدر الإشارة هاهنا إلى أن المقصود بالاغتصابات في هذا الصدد ليس تلك الممارسات التي نعهد في مجتمعاتنا الإسلامية أو العربية، كأن يختطف إنسان ما امرأة فيمارس عليها التحرشات الجنسية أو ما إلى ذلك. بل تلك الاغتصابات المنظمة التي تنفذ بكل برودة على أطفال وبنات في عمر الزهر، لا يدركون بعد معنى ما يمارس عليهم، أو على صبيان في سن المراهقة مقابل إغراءات مالية. فآخر ما تناقلته وسائل الإعلام المختلفة من أنباء لا يصدق عاقل من العقلاء أنها تحدث بهذه البشاعة في هذا المجتمع الديمقراطي، يتحدد في حدثين مهمين؛ أولهما فحواه أن المدير المالي لفريق ب س ف إندهوفن الهولندي قام بممارسة الجنس على صبيان تتراوح أعمارهم بين ثنتا عشر وخمسة عشر سنة مقابل مبالغ مالية، مستغلا بذلك منصبه في الفريق غير مكترث بإصابته بفيروس الإيدز الذي قد يعادي أولئك الصبيان، وأثناء المحاكمة حكم عليه القاضي بسنتين سجنا. والحدث الثاني بطله رجل هولندي عجوز في سن السبعين مارس في صمت ولزمن طويل الاغتصاب على حفيداته الثلاث اللائى لم يتجاوزن حينذاك سن الطفولة، والآن بعدما كبرن وأدركن ما كان الجد يزاوله عليهن كشفن أمره فبادرن بتقديم الشكوى إلى المحكمة.

    هذا بالإضافة إلى ظواهر عدة كالإدمان على مختلف أنواع المخدرات والمسكرات التي خلفت قطيعا من المشردين والمهمشين والمتسكعين عبر المدن الغربية، والذين تتصاعد منهم رائحة الموت البطيء، والمجتمع لا يني يعالجهم بجرعات من المخدرات. نحو ذلك من الظواهر المرضية التي تنخر الجسد الغربي في خفاء. لذلك ارتأينا منذ البداية نعت هذه الأمور بالخفية، فهي ظاهرة للعيان ولكن مفعولها وسريانها خفي، حتى يأتي الدور على هذه الحضارة المتجبرة والمتغطرسة كما أتى على مثيلاتها في الأزمنة الغابرة، وفي هذا الشأن يبدو الخطاب القرآني جلي غاية الجلاء، حيث يقول الله عز وجل في سورة الأنعام، الآية السادسة:{ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن مكناهم في الأرض ما لم نمكن لكم وأرسلنا السماء عليكم مدرارا وجعلنا الأنهار تجري من تحتهم فأهلكناهم بذنوبهم وانشأنا من بعدهم قرنا آخرين.}



    تحديات في طريق المسلمين



    ماذا أعددنا نحن المسلمين، سواء الموجودين في بلدانهم الأصلية أم المقيمين في الغرب لمواجهة مثل هذا الغزو اللاأخلاقي الفاحش لأجيالنا وبيوتنا؟ هل يعي كل المسلمون بضراوة وخطورة مثل هذا الاكتساح الشاذ الذي بدأ يصير عاديا في أعين الكثيرين، وإذا كانوا على وعي بهذا كيف يربون أبناءهم تربية صالحة تجنبهم الوقوع فريسة لهذا العنكبوت العاتي، علما بأن الغالبية العظمى من المسلمين المقيمين في الغرب شغلهم الشاغل هو جمع الثروة، مما يدفعهم إلى تشجيع أبنائهم المراهقين على العمل، فيكونوا بذلك أكثر عرضة للأخلاق المنحرفة ما دام أنهم؛ أولا لم يتلقوا التربية اللازمة، وثانيا كونهم منذ بدء إرهاصات المراهقة وهم منفتحون على عالم الشارع والموضة والاختلاط وما إلى ذلك، لا عالم المسجد والدراسة، زد إلى ذلك وفرة المال في يد المراهق ومنحه الحرية التامة دون أي رقابة أو متابعة تجعله يسقط في كل المهاوي ويقترف كل الممنوعات، والإحصائيات التي تظهر من حين إلى آخر في الإعلام الغربي خير دليل على صحة هذا الطرح، حيث نسبة مدمني المخدرات والشذوذ الجنسي والإجهاض ونحو ذلك بين أبناء المسلمين بهولندا تتصاعد بشكل ملحوظ ولافت للنظر؟

    هل مؤسساتنا الثقافية والدينية على دراية بما يخططه هذا الأخطبوط وراء الكواليس لأبناء وبنات المسلمين، وعلى علم بالتحولات التي بدأت تجرأ على طبيعة تفكير النشء الذي راح يتخلى عن الكثير من عادات آبائه ومكونات هويته الدينية والثقافية، ويمتطي على مرأى ومسمع من الأباء والمسؤولين صهوة الموضة الغربية الصارخة، فيستبدل طعم الكسكس المغربي والرغيف المصري وغير ذلك بنكهة الماكدونلز، فلا يعرف من لغة أجداده إلا العبارات الفاحشة، ولا يأخذ من دينهم إلا فرحة الأعياد وقس على ذلك، بالطبع إن معظم ممثلي ثقافتنا الإسلامية والعربية ليس همهم إلا استضافة المطربين والمسرحيين قصد إعطاء صورة مشرفة عن ثقافتهم، وتبيان أن هذه الثقافة جد غنية ليس بالصلاة والصيام فقط، ولكن كذلك بالتبرج وهز البطن والتمثيل وهلم جرا، مما يمكنهم من نيل رضا السلطات الغربية التي تغدق عليهم المنح والجوائز والمساعدات المالية، أما مسئولينا الدينيين الذين يتموقعون في المساجد فإن الكثير منهم لا يشغلهم إلا الصراع على مركز القرار في المسجد وجمع المال بكل الأساليب؟



    خلاصة عامة



    هذا غيض من فيض، أردنا من خلاله نقل صورة ولو جزئية لحالة المسلمين في الغرب، التي غدت بمعضلاتها وتجلياتها ومكوناتها إشكالية الإسلام المعاصر التي تستعصي على الحل، وهي للأسف صورة قاتمة لا تمثل الإسلام تمثيلا يليق به، لذلك ليس بمكنتها أن تواجه التحديات التي يواجهها المسلمون بالغرب وفي هذا الزمن الحساس والحرج، هذا لا يعني بشكل أو بآخر نفي أي إسهام إسلامي داخل المجتمع الغربي، بل الاستفسار حول مواطن خلل ولا فعالية هذا العطاء الإسلامي، لماذا تتراجع الأخلاق الإسلامية لدى المسلمين الأصليين في الوقت الذي يقبل الغربيون وغيرهم على الإسلام اعتناقا واطلاعا؟ لما ذا تصرف الأموال الباهظة والأوقات الطوال من أجل الدعوة الداخلية بين المسلمين؛ كل لمذهبه أو حزبه أو جماعته والآخر ينتظر مثل هذه الدعوة؟ لماذا لا ينتهج المسلمون أي استراتيجية واضحة المنطلقات والمعالم والأهداف في مشاريعهم الثقافية والاقتصادية وغيرها، يبينون من خلالها للآخر كفاءتهم العملية وقدرتهم التنظيمية؟ لماذا لا يستعمل المسلمون في أغلب الأحيان مساجدهم ومراكزهم الثقافية كواجهات متينة لتمرير وتقديم خطابهم الديني السمح والمنفتح، لا كزوايا أو أديرة للتخفي فيها عن أعين السلطات والإعلام الغربي؟ لماذا يتخلى المسلم عن الأجنبية التي ساعدته كثيرا وطويلا في الوقت الذي تعتنق فيه هي الإسلام ويستكمل هو الوضعية القانونية؟ من الضحية هنا إذن؛ أليس هو الإسلام والمسلمون الشرفاء؟



    شاعر وكاتب مغربي مقيم بهولندا

    tijanib@yahoo.com
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X