تويت
ما هي خصائص المساكين الطيّبة؟
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 000
أكّدت الآيات الكريمة على أنّ من ضمن أنواع النعم الإلهية في الجنّة مسألة المسكن الهاديء، موضع إستقرار النفس، الذي تحيط به الحدائق من كلّ جانب في جنّات الخلد، وسبب التأكيد هنا على المسكن لأنّه يشكّل أحد العوامل الأساسية لراحة الإنسان وهدوئه، خصوصاً إذا تميّز بالطهر والنظافة من كلّ أنواع التلوّث المادّي والمعنوي، حيث يستطيع الإنسان أن يستقرّ به
وينعم بطمأنينة الروح وراحة البال.
يقول (الراغب) في المفردات: معنى (الطيب) في الأصل هو الشيء الذي تلتذّ به الحواس الظاهرية والباطنية، وهذا المعنى جامع شامل لكلّ الشروط المناسبة لسكن ما.
والنقطة الجديرة بالملاحظة هنا أنّ القرآن الكريم يرى أنّ ثلاثة اُمور أساسية توجب السكينة والطمأنينة للإنسان وهي: 1
1- -ظلام الليل:قال تعالى : ( وجعل الليل سكناً).الانعام 96
من الأُمور المسلم بها أنّ الإِنسان يميل خلال إِنتشار النّور والضياء إِلى العمل وبذل الجهد، ويتجه الدم نحو سطح الجسم وتتهيأ العضلات للفعالية والنشاط، ولذلك لا يكون النوم في الضوء مريحاً، بل يكون أعمق وأكثر راحة كلما كان الظلام أشد، حيث يتجه الدم فيه نحو الداخل، وتدخل الخلايا عموماً في نوع من السكون والراحة، لذلك نجد في الطبيعة أنّ النوم في الليل لا يقتصر على الحيوانات فقط، بل إِنّ النباتات تنام في الليل أيضاً، وعند بزوغ خيوط الصباح الأولى تشرع بفعاليتها ونشاطها، بعكس الإِنسان في هذا العصر الآلي، فهو يبقى مستيقظاً إِلى ما بعد منتصف الليل، ثمّ يظل نائماً حتى بعد ساعات من طلوع الشمس، فيفقد بذلك نشاطه
وقد وردت روايات تشير الى أهمية الليل للانسان منها ماورد عن :
أبي جعفر (عليه السلام) قال: إذا طلبتم الحوائج فاطلبوها بالنهار فإن الله جعل الحياء في العينين، وإذا تزوجتم فتزوجوا بالليل فاني سمعت أبا الحسن الرضا (عليه السلام) يقول: إن الله جعل الليل سكنا وجعل النساء سكنا ومن السنة التزويج بالليل، وإطعام الطعام
ومن ذلك ما جاء في نهج البلاغة عن الإِمام علي(عليه السلام) أنّه قال يوصي أحد قواده «... ولا تسر أوّل الليل فإِنّ الله جعله سكناً وقدره مقاماً لا ضعنا(سفرا)، فارح فيه بدنك وروح ظهرك
فإذا وقفت حين ينتطح السحر أو حين ينفجر الفجر، فسر على بركة الله 000
وفي كتاب الكافي عن الإِمام زين العابدين علي بن الحسين(عليه السلام) أنّه كان يأمر بعدم ذبح الذبائح في الليل وقبل طلوع الفجر، وكان يقول: «إِنّ الله جعل الليل سكناً لكل شيء
فالليل ساحة جميلة يتخذها المؤمن للراحة ومشاركة أفراد الأسرة لمناقشة مايستجد
من أمور وحل مايشكل منها ، وجميل أن يقتطع المؤمن جزء من الليل في العبادة كصلاة الليل كما ورد عن الامام الصادق عليه السلام (عليه السلام) في تفسير: (إنّ الحسنات يذهبن السيئات) قال: «صلاة الليل تذهب بذنوب النهار»2- الزوجة الصالحة: قال تعالى: ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها).الروم 21
في هذه الحياة، وفي هذا العالم يحتاج كل شخص إلى شخص آخر يفرغ عنده ما في قلبه ساعة الشدّة، وفي اللحظات الخاصة جداً، ولو دققنا مليًّا في القرآن الكريم، وفي الطبيعة، لما راينا أحنّ من الزوجين بعضهما على بعض، لذا يقول القرآن المجيد بأنهما مخلوقان يسكن أحدهما للآخر ويهدأ، وأنهما لا يمكن أن يتخلى أحدهما عن الآخر، وعليه فلا بُدّ لهما من العيش بعنوان زوج( وجعل بينكم مودة ورحمة) (الروم/21).
أي جعل بينكما الألفة، وهذا الأمر ملاصق للرجل والمرأة منذ أن خلقها الله، حيث جعل المحبة والمودّة والرحمة بينهما، هذا إذا لم تحصل أي ضربة قاصمة لهذا السكن المألوف ولتلك المحبة والودّ الذي حباه الباري لنا منًّا وعطاءً جميلاً.
إن الدار التي لا يتمتع فيها الزوجان بهذه السكينة، ولا يستفيدان فيها من هذه الألفة لا تعدو أن تكون كالفرد الذي لا يغالبه النوم،
اذا مما يوجب السكينة والطمأنينة وجود زوجة صالحة اذا نظر اليها أسرته بسبب مقومات
الانسانية التي تتحلى بها واذا غاب عنها حفظته في ماله وفي نفسها 0003- البيوت السكنية00 قال تعالى: ( والله جعل لكم من بيوتكم سكناً).النحل 80
إنّ هذه النعمة المباركة من أهم النعم، فلولاها لم يمكن التمتع بغيرها.
«البيوت»: جمع بيت، مأخوذ من (البيتوتة): وهي في الأصل بمعنى التوقف ليلا، وأُطلقت كلمة (بيت) على الحجرة أو الدار لحصول الإِستفادة منهما للسكن ليلا.
ويلزمنا هنا التنويه بالملاحظة التالية: إِنّ القرآن الكريم لم يقل: إِنّ اللّه جعل بيوتكم سكناً لكم، وإِنّما ذكر كلمة (مِنْ) التبعيضية أوّلاً وقال: (من بيوتكم) وذلك لدقة كلام اللّه التامة في التعبير، حيث أنّ الدار أو الحجرة الواحدة تلحقها مرافق أُخرى كالمخزن والحمام وغيرها.
. فالنوم على حدّ قول القرآن المجيد يوجب الهدوء والسكينة، ويقول أيضاً إن الرجل والمرأة يوجبان الهدوء لبعضهما البعض،عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من سعادة المرء المسلم المسكن الواسع.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من سعادة المسلم سعة المسكن والجار الصالح والمركب الهنيء
وفي وصية النبي صلى الله عليه وآله للامام علي ـ (عليه السلام) قال: يا علي، العيش في ثلاثة: دار قوراء واسعة) وجارية حسناء وفرس قباء( ضامر البطن)
فالمسكن المريح الواسع وزوجة صالحة من مقومات السعادة للمؤمن ولعائلته ، كحديقة غناء يسرح
ويمرح فيه متى شاء وأنى شاء 000
ومن لم يجد يسأل الله تعالى من فضله أن يهيء له الأسباب وأن يعوضه دار الخلود .
انه ذو الفضل العظيم والمن الجسيم وصلى الله على محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين 000
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 000
أكّدت الآيات الكريمة على أنّ من ضمن أنواع النعم الإلهية في الجنّة مسألة المسكن الهاديء، موضع إستقرار النفس، الذي تحيط به الحدائق من كلّ جانب في جنّات الخلد، وسبب التأكيد هنا على المسكن لأنّه يشكّل أحد العوامل الأساسية لراحة الإنسان وهدوئه، خصوصاً إذا تميّز بالطهر والنظافة من كلّ أنواع التلوّث المادّي والمعنوي، حيث يستطيع الإنسان أن يستقرّ به
وينعم بطمأنينة الروح وراحة البال.
يقول (الراغب) في المفردات: معنى (الطيب) في الأصل هو الشيء الذي تلتذّ به الحواس الظاهرية والباطنية، وهذا المعنى جامع شامل لكلّ الشروط المناسبة لسكن ما.
والنقطة الجديرة بالملاحظة هنا أنّ القرآن الكريم يرى أنّ ثلاثة اُمور أساسية توجب السكينة والطمأنينة للإنسان وهي: 1
1- -ظلام الليل:قال تعالى : ( وجعل الليل سكناً).الانعام 96
من الأُمور المسلم بها أنّ الإِنسان يميل خلال إِنتشار النّور والضياء إِلى العمل وبذل الجهد، ويتجه الدم نحو سطح الجسم وتتهيأ العضلات للفعالية والنشاط، ولذلك لا يكون النوم في الضوء مريحاً، بل يكون أعمق وأكثر راحة كلما كان الظلام أشد، حيث يتجه الدم فيه نحو الداخل، وتدخل الخلايا عموماً في نوع من السكون والراحة، لذلك نجد في الطبيعة أنّ النوم في الليل لا يقتصر على الحيوانات فقط، بل إِنّ النباتات تنام في الليل أيضاً، وعند بزوغ خيوط الصباح الأولى تشرع بفعاليتها ونشاطها، بعكس الإِنسان في هذا العصر الآلي، فهو يبقى مستيقظاً إِلى ما بعد منتصف الليل، ثمّ يظل نائماً حتى بعد ساعات من طلوع الشمس، فيفقد بذلك نشاطه
وقد وردت روايات تشير الى أهمية الليل للانسان منها ماورد عن :
أبي جعفر (عليه السلام) قال: إذا طلبتم الحوائج فاطلبوها بالنهار فإن الله جعل الحياء في العينين، وإذا تزوجتم فتزوجوا بالليل فاني سمعت أبا الحسن الرضا (عليه السلام) يقول: إن الله جعل الليل سكنا وجعل النساء سكنا ومن السنة التزويج بالليل، وإطعام الطعام
ومن ذلك ما جاء في نهج البلاغة عن الإِمام علي(عليه السلام) أنّه قال يوصي أحد قواده «... ولا تسر أوّل الليل فإِنّ الله جعله سكناً وقدره مقاماً لا ضعنا(سفرا)، فارح فيه بدنك وروح ظهرك
فإذا وقفت حين ينتطح السحر أو حين ينفجر الفجر، فسر على بركة الله 000
وفي كتاب الكافي عن الإِمام زين العابدين علي بن الحسين(عليه السلام) أنّه كان يأمر بعدم ذبح الذبائح في الليل وقبل طلوع الفجر، وكان يقول: «إِنّ الله جعل الليل سكناً لكل شيء
فالليل ساحة جميلة يتخذها المؤمن للراحة ومشاركة أفراد الأسرة لمناقشة مايستجد
من أمور وحل مايشكل منها ، وجميل أن يقتطع المؤمن جزء من الليل في العبادة كصلاة الليل كما ورد عن الامام الصادق عليه السلام (عليه السلام) في تفسير: (إنّ الحسنات يذهبن السيئات) قال: «صلاة الليل تذهب بذنوب النهار»2- الزوجة الصالحة: قال تعالى: ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها).الروم 21
في هذه الحياة، وفي هذا العالم يحتاج كل شخص إلى شخص آخر يفرغ عنده ما في قلبه ساعة الشدّة، وفي اللحظات الخاصة جداً، ولو دققنا مليًّا في القرآن الكريم، وفي الطبيعة، لما راينا أحنّ من الزوجين بعضهما على بعض، لذا يقول القرآن المجيد بأنهما مخلوقان يسكن أحدهما للآخر ويهدأ، وأنهما لا يمكن أن يتخلى أحدهما عن الآخر، وعليه فلا بُدّ لهما من العيش بعنوان زوج( وجعل بينكم مودة ورحمة) (الروم/21).
أي جعل بينكما الألفة، وهذا الأمر ملاصق للرجل والمرأة منذ أن خلقها الله، حيث جعل المحبة والمودّة والرحمة بينهما، هذا إذا لم تحصل أي ضربة قاصمة لهذا السكن المألوف ولتلك المحبة والودّ الذي حباه الباري لنا منًّا وعطاءً جميلاً.
إن الدار التي لا يتمتع فيها الزوجان بهذه السكينة، ولا يستفيدان فيها من هذه الألفة لا تعدو أن تكون كالفرد الذي لا يغالبه النوم،
اذا مما يوجب السكينة والطمأنينة وجود زوجة صالحة اذا نظر اليها أسرته بسبب مقومات
الانسانية التي تتحلى بها واذا غاب عنها حفظته في ماله وفي نفسها 0003- البيوت السكنية00 قال تعالى: ( والله جعل لكم من بيوتكم سكناً).النحل 80
إنّ هذه النعمة المباركة من أهم النعم، فلولاها لم يمكن التمتع بغيرها.
«البيوت»: جمع بيت، مأخوذ من (البيتوتة): وهي في الأصل بمعنى التوقف ليلا، وأُطلقت كلمة (بيت) على الحجرة أو الدار لحصول الإِستفادة منهما للسكن ليلا.
ويلزمنا هنا التنويه بالملاحظة التالية: إِنّ القرآن الكريم لم يقل: إِنّ اللّه جعل بيوتكم سكناً لكم، وإِنّما ذكر كلمة (مِنْ) التبعيضية أوّلاً وقال: (من بيوتكم) وذلك لدقة كلام اللّه التامة في التعبير، حيث أنّ الدار أو الحجرة الواحدة تلحقها مرافق أُخرى كالمخزن والحمام وغيرها.
. فالنوم على حدّ قول القرآن المجيد يوجب الهدوء والسكينة، ويقول أيضاً إن الرجل والمرأة يوجبان الهدوء لبعضهما البعض،عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من سعادة المرء المسلم المسكن الواسع.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من سعادة المسلم سعة المسكن والجار الصالح والمركب الهنيء
وفي وصية النبي صلى الله عليه وآله للامام علي ـ (عليه السلام) قال: يا علي، العيش في ثلاثة: دار قوراء واسعة) وجارية حسناء وفرس قباء( ضامر البطن)
فالمسكن المريح الواسع وزوجة صالحة من مقومات السعادة للمؤمن ولعائلته ، كحديقة غناء يسرح
ويمرح فيه متى شاء وأنى شاء 000
ومن لم يجد يسأل الله تعالى من فضله أن يهيء له الأسباب وأن يعوضه دار الخلود .
انه ذو الفضل العظيم والمن الجسيم وصلى الله على محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين 000
تعليق