بقلم: د. عبدالله فرج الله
إخوان أون لاين - 06/02/2005
صحب رجل عيسى-عليه السلام- فقال: أكون معك وأصحبك، فانطلقا، فانتهيا إلى شط نهر، فجلسا يتغديان، ومعهما ثلاثة أرغفة، فأكلا رغيفين، وبقي رغيف ثالث، فقام عيسى- عليه السلام- إلى النهر فشرب، ثم رجع، فلم يجد الرغيف، فقال للرجل: مَن أخذ الرغيفَ؟ فقال: لا أدري.
فانطلقا، فرأى عيسى- عليه السلام- ظبية ومعها خشفان لها، فدعا أحدهما فأتاه، فذبحه فاشتوى منه، فأكلا، ثم قال للخشف: قُمْ بإذن الله، فقام وذهب، فقال للرجل: أسألك بالذي أراك هذه الآية مَن أخذ الرغيفَ؟ فقال: لا أدري.
ثم انتهيا إلى وادي ماء فأخذ عيسى- عليه السلام- بيد الرجل، فمشيا على الماء، فلما جاوزا، قال له: أسألك بالذي أراك هذه الآية، مَن أخذ الرغيف؟ فقال: لا أدري.
فانتهيا إلى مفازة فجلسا، فأخذ عيسى -عليه السلام- يجمع التراب، ثم قال: كن ذهبًا بإذن الله تعالى، فصار ذهبًا، فقسمه ثلاثة أثلاث، ثم قال: ثلث لي، وثلث لك، وثلث لمَن أخذ الرغيف.
فقال الرجل عندها: أنا الذي أخذ الرغيف.
فقال له عيسى- عليه السلام-: كله لك، وفارقه.
ولقي الرجل بعد أن فارقه عيسى- عليه السلام- رجلان طمِعا بماله، فهمَّا بأخذ المال وقتله، فصاح بهم أن يجعل المال بينهم أثلاثًا، فقبلا ذلك، وقبل القسمة، أرسلوا أحدهم ليحضر لهم من القرية طعامًا، لشدة ما هم فيه من الجوع.
فقال الذي بُعِثَ للطعام- وقد تحرك الطمع في نفسه-: لأي شيء أقاسم هؤلاء هذا المال؟ أضع لهم في الطعام سُمًا فأقتلهما، وآخذ المال وحدي.
وتحدث الرجلان بحديث الطمع نفسه: لأي شيء نجعل لهذا ثلث المال؟ فبيتا نية قتله.
فلما رجع إليهما قتلاه، ثم تناول الطعام فأكلاه، فماتا، فبقي ذلك المال في المفازة والثلاثة عنده صرعى.
فمرَّ بهم عيسى- عليه السلام- وهم على تلك الحال، فقال لأصحابه: هذه الدنيا فاحذروها..
نعم، أيها الأحباب، هذه هي الدنيا، تقتل مَن أحبها، وتتعب مَن طَمِعَ فيها، ويشقى مَن سعى في سبيلها، ويضل مَن طلبها، ويحزن مَن فقدها، ويخسر مَن تاجر فيها.
شديدة الغدر والخيانة، لا تدوم على حالٍ، ولا ترضى بوصالٍ، تعشق تعذيب أحبابها، وتتلذذ بسماع آهاتهم، ورؤية دمائهم تسيل في سبيلها، تبتهج باقتتال طلابها عليها..
فهذه هي الدنيا، فهل نحذرها؟!!.
إخوان أون لاين - 06/02/2005
صحب رجل عيسى-عليه السلام- فقال: أكون معك وأصحبك، فانطلقا، فانتهيا إلى شط نهر، فجلسا يتغديان، ومعهما ثلاثة أرغفة، فأكلا رغيفين، وبقي رغيف ثالث، فقام عيسى- عليه السلام- إلى النهر فشرب، ثم رجع، فلم يجد الرغيف، فقال للرجل: مَن أخذ الرغيفَ؟ فقال: لا أدري.
فانطلقا، فرأى عيسى- عليه السلام- ظبية ومعها خشفان لها، فدعا أحدهما فأتاه، فذبحه فاشتوى منه، فأكلا، ثم قال للخشف: قُمْ بإذن الله، فقام وذهب، فقال للرجل: أسألك بالذي أراك هذه الآية مَن أخذ الرغيفَ؟ فقال: لا أدري.
ثم انتهيا إلى وادي ماء فأخذ عيسى- عليه السلام- بيد الرجل، فمشيا على الماء، فلما جاوزا، قال له: أسألك بالذي أراك هذه الآية، مَن أخذ الرغيف؟ فقال: لا أدري.
فانتهيا إلى مفازة فجلسا، فأخذ عيسى -عليه السلام- يجمع التراب، ثم قال: كن ذهبًا بإذن الله تعالى، فصار ذهبًا، فقسمه ثلاثة أثلاث، ثم قال: ثلث لي، وثلث لك، وثلث لمَن أخذ الرغيف.
فقال الرجل عندها: أنا الذي أخذ الرغيف.
فقال له عيسى- عليه السلام-: كله لك، وفارقه.
ولقي الرجل بعد أن فارقه عيسى- عليه السلام- رجلان طمِعا بماله، فهمَّا بأخذ المال وقتله، فصاح بهم أن يجعل المال بينهم أثلاثًا، فقبلا ذلك، وقبل القسمة، أرسلوا أحدهم ليحضر لهم من القرية طعامًا، لشدة ما هم فيه من الجوع.
فقال الذي بُعِثَ للطعام- وقد تحرك الطمع في نفسه-: لأي شيء أقاسم هؤلاء هذا المال؟ أضع لهم في الطعام سُمًا فأقتلهما، وآخذ المال وحدي.
وتحدث الرجلان بحديث الطمع نفسه: لأي شيء نجعل لهذا ثلث المال؟ فبيتا نية قتله.
فلما رجع إليهما قتلاه، ثم تناول الطعام فأكلاه، فماتا، فبقي ذلك المال في المفازة والثلاثة عنده صرعى.
فمرَّ بهم عيسى- عليه السلام- وهم على تلك الحال، فقال لأصحابه: هذه الدنيا فاحذروها..
نعم، أيها الأحباب، هذه هي الدنيا، تقتل مَن أحبها، وتتعب مَن طَمِعَ فيها، ويشقى مَن سعى في سبيلها، ويضل مَن طلبها، ويحزن مَن فقدها، ويخسر مَن تاجر فيها.
شديدة الغدر والخيانة، لا تدوم على حالٍ، ولا ترضى بوصالٍ، تعشق تعذيب أحبابها، وتتلذذ بسماع آهاتهم، ورؤية دمائهم تسيل في سبيلها، تبتهج باقتتال طلابها عليها..
فهذه هي الدنيا، فهل نحذرها؟!!.