بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد
اللهم صل على محمد و آل محمد
اللهم صل على محمد و آل محمد
اللهم صل على محمد و آل محمد
اللهم صل على محمد و آل محمد
اللهم صل على محمد و آل محمد
من ضمن ما ورد في يوم الغدير هو استحباب صوم ذاك اليوم
و لكن يبدو أن بعض السلف لم يعجبهم هذا الحديث !!
فحاولوا نقده سنداً و متناً
و من ضمنهم ابن كثير !!
ارتأيت أن أنقل لكم رداً يفند ما أورده ابن كثير من نقدٍ لهذا الحديث
و ينقسم الجواب إلى قمسين رئيسيين
جواب على نقد السند و جواب على نقد المتن
أتمنى لكم قراءة ممتعة و شيقة و مفيدة
- خلاصة عبقات الأنوار ج 8 - السيد حامد النقوي ص 281 :
مع ابن كثير في تكذيبه لهذا الحديث
وإذا وقفت على رواية نزول قوله تعالى : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) في واقعة يوم غدير خم ، وعرفت رواة هذه الرواية من أعلام السنة بأسانيدهم ، فاعلم أن الحافظ عماد الدين ابن كثير الدمشقي قال بعد أن ذكر الحديث عن أبي هريرة : ( فإنه حديث منكر جدا بل كذب ) .
ونحن ننقل هنا نص عبارته ، ثم نجيب عما ادعاه في هذا المقام بالتفصيل :
أما عبارته فهذا نصها : ( فأما الحديث الذي رواه ضمرة ابن شوذب عن مطر الوراق عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة قال : لما أخذ رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بيد علي قال : من كنت مولاه ، فعلي مولاه ، فأنزل الله عزو جل : اليوم أكملت لكم دينكم . قال أبو هريرة : وهو يوم غدير خم من صام يوم ثماني عشر من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهرا . فإنه حديث منكر جدا بل كذب ، لمخالفته ما ثبت في الصحيحين عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب إن هذه الآية نزلت في يوم الجمعة يوم عرفة ورسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) واقف بها كما قدمناه .
وكذا قوله : إن صيام يوم الثامن عشر من ذي الحجة وهو يوم غدير خم يعدل صيام ستين شهرا . لا يصح لأنه قد ثبت ما معناه في الصحيح إن صيام شهر رمضان بعشرة أشهر ، فكيف يكون صيام واحد يعدل ستين شهرا . هذا باطل . وقد قال شيخنا الحافظ أبو عبد الله الذهبي بعد إيراد هذا الحديث : هذا حديث منكر جدا رواه خيشون الخلال وأحمد بن عبد الله بن أحمد الديري وهما صدوقان عن علي بن سعيد الرملي عن ضمرة ، قال : ويروي هذا الحديث من حديث عمر بن الخطاب ، ومالك بن الحويرث ، وأنس بن مالك ، وأبي سعيد ، وغيرهم بأسانيد واهية . قال : وصدر الحديث متواتر أتيقن أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قاله . وأما : اللهم وال من والاه . فزيادة قوية الاسناد ، وأما هذا الصوم فليس بصحيح ولا والله نزلت الآية يوم عرفة قبل غدير خم بأيام . والله أعلم ) ( 1 ) .
إبطال كلام ابن كثير
وهذا الكلام في غاية البطلان ، لأنه قد اعترف بأن هذا الحديث يرويه ضمرة عن ابن شوذب عن مطر الوراق عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة ، وهؤلاء كلهم من رجال الصحاح :
فأما ( ضمرة ) فهو من رجال : الترمذي وأبي داود وابن ماجة والنسائي في صحاحهم .
وأما ( عبد الله بن شوذب ) فهو من رجال الصحاح الأربعة المذكورة .
وأما ( مطر الوراق ) فهو من رجال مسلم والصحاح الأربعة المذكورة ،
* ( هامش ) * 1 ) تاريخ ابن كثير 5 / 213 - 214 . ( * )
وابن حبان أيضا .
وأما ( شهر بن حوشب ) فهو أيضا من رجال مسلم بن الحجاج والأربعة المذكورة . وستعلم فيما بعد - إن شاء الله تعالى - أن رواية واحد من أصحاب الصحاح عن رجل دليل على كونه ثقة عادلا معتمدا صحيح الضبط عندهم ، فكيف يكذب حديث رواه أئمة أهل السنة بأسانيدهم عن رجال أخرج عنهم في الصحاح واعتمد عليهم ؟ !
وقد رأينا أن علماء أهل السنة ومصنفيهم يثنون غاية الثناء على الصحاح ويشنعون على الشيعة الإمامية طعنهم في بعض أخبارها ورواتها ، فقد قال الميرزا مخدوم الشريفي : ( ومن هفواتهم : إنكارهم كتب الأحاديث الصحاح التي تلقت الأمة بقبولها ، منها صحيحا البخاري ومسلم الذين مر ذكرهما . قال أكثر علماء الغرب أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى صحيح مسلم بن الحجاج القشيري . وقال الأكثرون من غيرهم صحيح محمد بن إسماعيل البخاري هو الأصح ، وهو الأصح . وما اتفقا عليه هو ما اتفق عليه الأمة ، وهو الذي يقول فيه المحدثون كثيرا صحيح متفق عليه ، ويعنون به اتفاقهما لاتفاق الأمة وإن لزمه ذلك ، واستدل في الأزهار لثبوت الملازمة باتفاق الأمة على تلقي ما اتفقا عليه والمتفق عليه بينهما هو الذي يرويه الصحابي المشهور بالرواية عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، ويروي عنه راويان ثقتان من أتباع التابعين مشهوران بالحفظ ، ثم يروي عن كل واحد منهم رواة ثقات من الطبقة الرابعة ، ثم يروي عن كل واحد منهم شيخ البخاري ومسلم ، والأحاديث المروية بهذه الشرائط قريبة إلى عشرة آلاف . وقد عمل بكتابيهما هذين الأئمة المجتهدون الكاملون بغير تفتيش وتفحص وتعديل وتجريح ، من غاية وثوقهم عليهما ، وبرئ جمع كثير من المرضى ونجى بيمنهما جم غفير من الغرقى ، وقد بلغ القدر المشترك مما ذكر في ميامنهما وبركاتهما حد التواتر وصارا في الإسلام رفيقي المصحف الكريم والقرآن العظيم . فهؤلاء من كثرة جهلهم وقلة حيائهم ينكرون الصحيحين المزبورين وسائر صحاحنا . . الخ ) ( 1 ) .
وقال الفضل ابن روز بهان : ( وصحاحنا ليس ككتب الشيعة التي اشتهر عند الشيعة أنها من موضوعات يهودي كان يريد تخريب بناء الإسلام ، فعملها وجعلها وديعة عند الإمام جعفر الصادق ، فلما توفي حسب الناس أنه من كلامه والله أعلم بحقيقة هذا الكلام ، ومع هذ لا ثقة لأهل السنة بالمشهورات ، بل لا بد من الاسناد الصحيح حتى يصح الرواية . وأما صحاحنا فقد اتفق العلماء أن كل ما عد من الصحاح سوى التعليقات في الصحاح الستة لو حلف رجل الطلاق أنه من قول رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أو من فعله وتقريره لم يقع الطلاق ولم يحنث ) ( 2 ) .
فنقول لابن روز بهان : وإذا كان كذلك فلماذا جعلت في كتابك حديث نزول آية : اليوم أكملت . في يوم الغدير الذي رواه رجال الصحاح من مفتريات الشيعة ؟ !
ثم نقول : إن جميع هذه التشنيعات والمطاعن التي وجهها إلى الشيعة
* ( هامش ) * 1 ) نواقض الروافض - مخطوط . 2 ) إبطال الباطل لابن روز بهان الشيرازي . ( * )
بسبب قدحهم في صحاح أهل السنة وإنكارهم لطائفة من أخبارها تنطبق على الحافظ ابن كثير الذي كذب حديث نزول آية : اليوم أكملت لكم دينكم . . في يوم الغدير ورجاله من رجال الصحاح التي قد عرفت إجماعهم على توثيق رجالها .
1 - رواة حديث أبي هريرة من رجال الصحاح وثقات قد عرفت أن رجال خبر أبي هريرة المذكور من رجال الصحاح الستة لأهل السنة فلا كلام في ثقتهم ، ونحن نذكر كلمات علماء الرجال الفطاحل في توثيق كل واحد من هؤلاء :
أما ضمرة بن ربيعة :
فقد وثقه وأثنى عليه أحمد بن حنبل وجماعة ، فقد قال الحافظ عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي : ( ضمرة بن ربيعة الفلسطيني أبو عبد الله الرملي . . روى عنه : الحكم بن موسى ، وهارون بن معروف ، ونعيم بن حماد ، وبكير بن محمد اسما بن أخي جويرية ، ومهدي بن جعفر وأبو عمير عيسى بن محمد الرمليان ، وأبو علي الحسن بن واقع ، وعلي بن سعيد كان ينزل مدينة الداخل ، ودحيم ، وسليمان ، وعبد الرحمن ، وهشام بن عمار ، وأحمد بن عبد الله بن بشير بن ذكوان ، وأيوب بن محمد الوزان ، وسليمان ابن أيوب البرني ، وعبد الله بن عبد الرحمان بن هاني ، وعيسى بن يونس ، وإدريس بن سليمان بن أبي الرباب ، وعلي بن سعيد بن بشير النسائي ، ومحمد بن الوزير الدمشقي ، وعمرو بن عثمان الحمصي ، ومحمد بن عمرو بن حبان ، وعبيد الله بن محمد الفريابي ، وهشام بن خالد الأزرق ، والحسن بن عبد العزيز الجروي ، وأبو عتبة أحمد بن الفرح ، وإسماعيل بن عباد الأرسوفي ، وسعيد ابن راشد بن موسى ، وعمرو بن عبد الله بن صفوان والد أبي زرعة ، وعبد الرحمن ابن واقد الواقدي ، وغيرهم .
قال أحمد بن حنبل : من الثقات المأمونين ، رجل صالح الحديث ، لم يذكر بالشام رجل يشبهه ، وهو أحب إلينا من بقية ، بقية كان لا يبالي عمن حدث .
وقال أبو حاتم : صالح .
وقال آدم بن أبي أياس : ما رأيت أعقل لما يخرج من رأسه من ضمرة .
وقال أبو سعيد ابن يونس : كان فقيه أهل فلسطين في زمانه ، قدم مصر وحدث بها وروى عنه من أهلها : عمر بن صالح ، وسعيد ابن عفير ، ويحيى بن أبي بكير ، وتوفي بفلسطين في رمضان سنة 202 .
وقال محمد بن سعد : كان ثقة مأمونا لم يكن هناك أفضل منه ، لا الوليد ولا غيره ، توفي سنة 202 . روى له أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة ) ( 1 ) .
وذكره الذهبي في ( الكاشف ) وأورد توثيق أحمد ومدح ابن يونس إياه ( 2 ) .
وأيضا ذكره في ( دول الإسلام ) وقال : ( وكان من العلماء المكثرين ) ( 3 ) .
وأما عبد الله بن شوذب :
ففي ( الكمال ) : ( عبد الله بن شوذب البلخي البصري ، سكن الشام ببيت المقدس ، عداده في التابعين . . روى عنه : أبو إسحاق الفزاري ، وضمرة بن ربيعة ، وعيسى بن يوسف ، وعبد الله بن المبارك وسلمة بن العيار الفزاري ، والوليد بن مزيد ، وأيوب بن سويد ، وإبراهيم بن أدهم ، وابن مسلم الحفاف الحلبي ، ومحمد بن الكثير المصيصي .
قال سفيان الثوري : كان ابن شوذب عندنا وكنا نعده من ثقات مشايخنا .
وقال الوليد بن كثير : إذا رأيت ابن شوذب ذكرت الملائكة ،
* ( هامش ) * 1 ) الكمال في أسماء الرجال - مخطوط . 2 ) الكاشف 2 / 38 . 3 ) دول الإسلام - حوادث 202 . ( * )
وسئل عنه يحيى بن معين فقال : ثقة .
وقال أحمد بن حنبل : لا أعلم به بأسا - وفي لفظ - لا أعلم إلا خيرا وهو من أهل بلخ ، نزل البصرة سمع بها الحديث وتفقه ، ثم انتقل إلى الشام فأقام بها ، وكان من الثقات .
وقال أبو حاتم : لا بأس به .
وقال ضمرة : مات سنة 156 . روى له : أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة ) ( 1 ) .
وقال الذهبي : ( وثقه جماعة ، كان إذا رأي ذكرت الملائكة ) ( 2 ) .
وقال ابن حجر : ( صدوق عابد ) ( 3 ) .
وفي ( تهذيب التهذيب ) : ( قال أبو طالب عن أحمد : ابن شوذب من أهل بلخ نزل البصرة وسمع بها الحديث وتفقه وكتب ، ثم انتقل إلى الشام فأقام بها وكان من الثقات .
وقال سفيان : كان ابن شوذب من ثقات مشايخنا .
وقال أبو زرعة الدمشقي عن أحمد : لا أعلم به بأسا .
وقال مرة : لا أعلم إلا خيرا .
وقال ابن معين وابن عمار والنسائي : ثقة .
وقال أبو حاتم : لا بأس به .
وذكره ابن حبان في الثقات .
وقال وليد بن كثير : كنت إذا نظرت إلى ابن شوذب ذكرت الملائكة . .
قلت : ونقل ابن خلفون توثيقه عن ابن نمير وغيره ووثقه العجلي أيضا .
وأما أبو محمد ابن حزم فقال : إنه مجهول ) ( 4 ) .
وأما مطر الوراق
فذكره الحافظ أبو نعيم بقوله : ( ومنهم العالم المشفاق والعامل المنفاق أبو رجاء مطر الوراق . حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال : ثنا إسحاق بن أحمد قال : ثنا عبد الرحمن بن عمر بن رسته قال : ثنا أبو داود
* ( هامش ) * 1 ) الكمال في أسماء الرجال - مخطوط . 2 ) الكاشف . 3 ) تقريب التهذيب 1 / 423 . 4 ) تهذيب التهذيب 5 / 255 - 261 . ( * )
قال : ثنا جعفر بن سليمان قال : سمعت مالك بن دينار يقول : يرحم الله مطرا كان عبد العلم . حدثنا أبو حامد بن جبلة قال : ثنا محمد بن إسحاق قال : ثنا العباس بن أبي طالب قال : ثنا الخليل بن عمر بن إبراهيم قال : سمعت عمي أبا عيسى يقول : ما رأيت مثل مطر في فقهه وزهده ) .
حدثنا أبو حامد بن جبلة قال : ثنا محمد بن إسحاق قال : ثنا علي بن مسلم قال : ثنا سيار قال : ثنا جعفر بن سليمان قال : سمعت مالك بن دينار يقول : يرحم الله مطرا إني لأرجو له الجنة ) ( 1 ) .
وأما شهر بن حوشب :
فقال الحافظ عبد الغني المقدسي بترجمته : ( شهر ابن حوشب أبو سعيد - ويقال أبو عبد الله ، ويقال أبو عبد الرحمن ويقال أبو الجعد - الأشعري الشامي الحمصي وقيل الدمشقي . . روى عنه : قتادة ، ومعاوية بن قرة ، و عبد الله بن عثمان بن خيثم ، وشمر بن عطية ، وعبد الله بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين المكي ، وعوف الأعرابي ، ويزيد بن أبي مريم السلولي ، وأبان بن صالح ، وداود بن أبي هند ، وعبد الله بن أبي زياد المكي ، وثعلبة بن مسلم الخثعمي ، وميمون بن سياه البصري ، وعبد الحميد بن بهرام ، وأشعث الحداني ، وثابت البناني ، وسماك بن حرب ، وسعيد بن عطية ، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان ، وعبد العزيز بن عبيد الله ، والحكم بن لبان ، وبديل بن ميسرة ، وعبد العزيز بن صهيب ، وحفص بن أبي حفص أبو معمر التميمي ، وأبو جعفر حماد بن جعفر البصري ، وليث بن أبي سليم ، ومستقيم بن عبد الملك ، ويزيد أبو عبد الله الشيباني ، وإبراهيم بن عبد الرحمن الشيباني ، ويزيد العمي ، والحكم بن عتبة ، وعقبة بن عبد الله الرفاعي
* ( هامش ) * 1 ) حلية الأولياء 3 / 75 - 76 . ( * )
وعلي بن زيد بن جدعان ، وحبيب بن أبي ثابت ، وأبو كعب صاحب الحرير .
وقال عمرو بن علي : ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن شهر بن حوشب وكان يحيى لا يحدث عنه .
وسمعت معاذ بن معاذ يقول : ما نصنع بحديث شهر ؟ إن شعبة ترك حديثه .
وقال أحمد بن إسماعيل الكرماني عن أحمد بن حنبل : ما أحسن حديثه ووثقه وهو شامي من أهل حمص وأظنه كنديا ، روى عن أسماء بنت يزيد أحاديث حسانا .
وقال أحمد بن عبد الله : هو تابعي ثقة .
وقال ابن أبي خيثمة عن يحيى : هو ثقة .
وقال أبو حاتم : هو أحب إلي من أبي هارون وبشر بن حرب وليس بدون أبي الزبير لا يحتج به .
وقال أبو زرعة : لا بأس به ولم يلق عمرو بن عبسة ،
وقال أبو طالب عن أحمد بن حنبل : عبد الحميد بن بهرام أحاديثه مقاربة هي حديث شهر ، كان يحفظها كأنه يقرأ سورة من القرآن وإنما هي سبعون حديثا وهي طوال ومنها حروف ينبغي أن تضبط ولكن يقطعونها .
وقال الترمذي قال أحمد بن حنبل : لا بأس بحديث عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب .
وقال محمد : شهر حسن الحديث وقوى أمره وقال : إنما يتكلم فيه ابن عون ، ثم روى عن هلال بن أبي زينب عن شهر بن حوشب ، وقال محمد ابن عبد الله بن عمار - وسئل عن شهر بن حوشب فقال - روى عنه الناس وما أعلم أحدا قال فيه غير شعبة . قلت : يكون حديثه حجة ؟ قال : لا .
وقال يعقوب بن شيبة : هو ثقة .
وقال صالح بن محمد البغدادي : شهر ابن حوشب شامي قدم العراق على حجاج بن يوسف روى عنه الناس من أهل الكوفة وأهل البصرة وأهل الشام ولم يوقف منه على كذب ، وكان رجلا ينسك إلا أنه روى أحاديث يتفرد بها لم يشركه فيها أحد مثل حديث ثابت البناني عن شهر بن حوشب.
أخرج له مسلم مقرونا بغيره ، وأخرج له الجماعة إلا البخاري ) ( 1 ) .
وقال ابن حجر : ( قال يعقوب بن شيبة قيل لابن المديني : تروي [ ترضى ] حديث شهر ؟ فقال : أنا أحدث عنه ، وكان عبد الرحمن يحدث عنه ، وأنا لا أدع حديث الرجل إلا أن يجتمعا عليه يحيى وعبد الرحمن - يعني على تركه - وقال حرب بن إسماعيل عن أحمد : ما أحسن حديثه ووثقه وأظنه قال : هو كندي وروى عن أسماء أحاديث حسانا . وقال أبو طالب عن أحمد : عبد الحميد بن بهرام أحاديثه مقاربة هي أحاديث شهر كان يحفظها كأنه يقرأ سورة من القرآن
وقال حنبل عن أحمد : ليس به بأس ، وقال عثمان الدارمي : بلغني إن أحمد كان يثني على شهر ،
وقال الترمذي قال أحمد : لا بأس بحديث عبد الحميد بن بهرام عن شهر ،
وقال الترمذي عن البخاري : شهر حسن الحديث وقوى أمره
وقال ابن أبي خيثمة ومعاوية بن صالح عن ابن معين : ثقة .
وقال عباس الدوري عن ابن معين : ثبت .
وقال العجلي : شامي تابعي ثقة .
وقال يعقوب بن شيبة : ثقة على أن بعضهم قد طعن فيه .
وقال يعقوب بن سفيان : وشهر وإن قال ابن عون تركوه فهو ثقة . .
وقال أبو جعفر الطبري : كان فقيها قارئا عالما ،
وقال أبو بكر البزار : لا نعلم أحدا ترك الرواية عنه غير شعبة . . ) ( 2 ) .
وقال الذهبي : ( . . قال أبو عيسى الترمذي قال محمد - هو البخاري - شهر حسن الحديث وقوى أمره . وقال أحمد بن عبد الله العجلي ثقة شامي ، وروى عياش عن يحيى : ثبت . وقال يعقوب بن شيبة : شهر ثقة طعن فيه بعضهم قال ابن عدي : شهر ممن لا يحتج به ولا يتدين بحديثه .
* ( هامش ) * 1 ) الكمال في أسماء الرجال - مخطوط . 2 ) تهذيب التهذيب 4 / 369 - 372 . ( * )
قلت : ذهب إلى الاحتجاج به جماعة ، وقال حرب الكرماني عن أحمد ما أحسن حديثه ووثقه وهو حمصي ، وروى حنبل عن أحمد : ليس به بأس ، وقال الفوي : شهر وإن تكلم فيه ابن عون فهو ثقة ) ( 1 ) .
وإذ قد عرفت توثيق هذه الكثرة من الأئمة لشهر بن حوشب فإنه يسقط عن الاعتبار أمام ذلك جرح بعضهم إياه . على أنه قد تقرر عندهم أن التعديل يترجح على الجرح ويجعله كأن لم يكن عند التعارض ، وممن نص على ذلك أبو المؤيد الخوارزمي ، وحكاه عن ابن الجوزي الذي قد نص على هذه القاعدة الكلية في كلام حول شهر بن حوشب الذي وقع في طريق حديث ، وإليك عبارة أبي المؤيد الخوارزمي بعينها : ( والدليل على ما ذكرنا أن التعديل متى ترجح على الجرح يجعل الجرح كأن لم يكن ، وقد ذكر ذلك إمام أئمة التحقيق ابن الجوزي في ( كتاب التحقيق في أحاديث التعليق ) في مواضع منه ، فقال في حديث المضمضة والاستنشاق الذي يرويه جابر الجعفي عن عطاء عن ابن عباس عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أنه قال : المضمضة والاستنشاق من الوضوء الذي لا يتم الوضوء إلا بهما . فإن قال الخصم - أعني الشافعي رحمه الله فإنه يراهما سنة فيهما - جابر الجعفي قد كذبه أيوب السجستاني وزائدة . قلنا : قد وثقه سفيان الثوري وشعبة وكفى بهما . وقال في حديث الأذنان من الرأس فيما يرويه سنان بن ربيعة عن شهر بن حوشب عن أبي أمامة عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أنه قال : الأذنان من الرأس فإن قال الخصم - أعني الشافعي فإنه يأخذ لهما ماءا جديدا - إن سنان بن ربيعة مضطرب الحديث وشهر بن حوشب لا يحتج بحديثه . قال ابن عدي : ليس
* ( هامش ) * 1 ) ميزان الاعتدال 2 / 284 . ( * )
بالقوي ولا يحتج بحديثه . قلنا في الجواب : أما شهر بن حوشب فقد وثقه أحمد بن حنبل ويحيى ابن معين ، وأما سنان فاضطراب حديثه لا يمنع ثقته . إلى أن قال : وهكذا فعله غيره من علماء الحديث متى ترجح التعديل جعل الجرح كأن لم يكن فالذي يروي عن بعض المحدثين توثيقه لا يعتبر فيه طعن الطاعنين . . ) ( 1 ) .
ومن هنا أيضا يثبت وثاقة شهر عند ابن الجوزي أيضا .
يتبـــع >>>
تعليق