إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

[] الجــواب على ( ابن كثير ) في تضعيفه حديث الصوم يوم الغدير []

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [] الجــواب على ( ابن كثير ) في تضعيفه حديث الصوم يوم الغدير []


    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صل على محمد و آل محمد
    اللهم صل على محمد و آل محمد
    اللهم صل على محمد و آل محمد

    من ضمن ما ورد في يوم الغدير هو استحباب صوم ذاك اليوم
    و لكن يبدو أن بعض السلف لم يعجبهم هذا الحديث !!
    فحاولوا نقده سنداً و متناً
    و من ضمنهم ابن كثير !!

    ارتأيت أن أنقل لكم رداً يفند ما أورده ابن كثير من نقدٍ لهذا الحديث
    و ينقسم الجواب إلى قمسين رئيسيين
    جواب على نقد السند و جواب على نقد المتن

    أتمنى لكم قراءة ممتعة و شيقة و مفيدة



    - خلاصة عبقات الأنوار ج 8 - السيد حامد النقوي ص 281 :

    مع ابن كثير في تكذيبه لهذا الحديث

    وإذا وقفت على رواية نزول قوله تعالى : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) في واقعة يوم غدير خم ، وعرفت رواة هذه الرواية من أعلام السنة بأسانيدهم ، فاعلم أن الحافظ عماد الدين ابن كثير الدمشقي قال بعد أن ذكر الحديث عن أبي هريرة : ( فإنه حديث منكر جدا بل كذب ) .
    ونحن ننقل هنا نص عبارته ، ثم نجيب عما ادعاه في هذا المقام بالتفصيل :

    أما عبارته فهذا نصها : ( فأما الحديث الذي رواه ضمرة ابن شوذب عن مطر الوراق عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة قال : لما أخذ رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بيد علي قال : من كنت مولاه ، فعلي مولاه ، فأنزل الله عزو جل : اليوم أكملت لكم دينكم . قال أبو هريرة : وهو يوم غدير خم من صام يوم ثماني عشر من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهرا . فإنه حديث منكر جدا بل كذب ، لمخالفته ما ثبت في الصحيحين عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب إن هذه الآية نزلت في يوم الجمعة يوم عرفة ورسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) واقف بها كما قدمناه .
    وكذا قوله : إن صيام يوم الثامن عشر من ذي الحجة وهو يوم غدير خم يعدل صيام ستين شهرا . لا يصح لأنه قد ثبت ما معناه في الصحيح إن صيام شهر رمضان بعشرة أشهر ، فكيف يكون صيام واحد يعدل ستين شهرا . هذا باطل . وقد قال شيخنا الحافظ أبو عبد الله الذهبي بعد إيراد هذا الحديث : هذا حديث منكر جدا رواه خيشون الخلال وأحمد بن عبد الله بن أحمد الديري وهما صدوقان عن علي بن سعيد الرملي عن ضمرة ، قال : ويروي هذا الحديث من حديث عمر بن الخطاب ، ومالك بن الحويرث ، وأنس بن مالك ، وأبي سعيد ، وغيرهم بأسانيد واهية . قال : وصدر الحديث متواتر أتيقن أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قاله . وأما : اللهم وال من والاه . فزيادة قوية الاسناد ، وأما هذا الصوم فليس بصحيح ولا والله نزلت الآية يوم عرفة قبل غدير خم بأيام . والله أعلم
    ) ( 1 ) .


    إبطال كلام ابن كثير

    وهذا الكلام في غاية البطلان ، لأنه قد اعترف بأن هذا الحديث يرويه ضمرة عن ابن شوذب عن مطر الوراق عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة ، وهؤلاء كلهم من رجال الصحاح :
    فأما ( ضمرة ) فهو من رجال : الترمذي وأبي داود وابن ماجة والنسائي في صحاحهم .
    وأما ( عبد الله بن شوذب ) فهو من رجال الصحاح الأربعة المذكورة .
    وأما ( مطر الوراق ) فهو من رجال مسلم والصحاح الأربعة المذكورة ،

    * ( هامش ) * 1 ) تاريخ ابن كثير 5 / 213 - 214 . ( * )

    وابن حبان أيضا .
    وأما ( شهر بن حوشب ) فهو أيضا من رجال مسلم بن الحجاج والأربعة المذكورة . وستعلم فيما بعد - إن شاء الله تعالى - أن رواية واحد من أصحاب الصحاح عن رجل دليل على كونه ثقة عادلا معتمدا صحيح الضبط عندهم ، فكيف يكذب حديث رواه أئمة أهل السنة بأسانيدهم عن رجال أخرج عنهم في الصحاح واعتمد عليهم ؟ !
    وقد رأينا أن علماء أهل السنة ومصنفيهم يثنون غاية الثناء على الصحاح ويشنعون على الشيعة الإمامية طعنهم في بعض أخبارها ورواتها ، فقد قال الميرزا مخدوم الشريفي : ( ومن هفواتهم : إنكارهم كتب الأحاديث الصحاح التي تلقت الأمة بقبولها ، منها صحيحا البخاري ومسلم الذين مر ذكرهما . قال أكثر علماء الغرب أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى صحيح مسلم بن الحجاج القشيري . وقال الأكثرون من غيرهم صحيح محمد بن إسماعيل البخاري هو الأصح ، وهو الأصح . وما اتفقا عليه هو ما اتفق عليه الأمة ، وهو الذي يقول فيه المحدثون كثيرا صحيح متفق عليه ، ويعنون به اتفاقهما لاتفاق الأمة وإن لزمه ذلك ، واستدل في الأزهار لثبوت الملازمة باتفاق الأمة على تلقي ما اتفقا عليه والمتفق عليه بينهما هو الذي يرويه الصحابي المشهور بالرواية عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، ويروي عنه راويان ثقتان من أتباع التابعين مشهوران بالحفظ ، ثم يروي عن كل واحد منهم رواة ثقات من الطبقة الرابعة ، ثم يروي عن كل واحد منهم شيخ البخاري ومسلم ، والأحاديث المروية بهذه الشرائط قريبة إلى عشرة آلاف . وقد عمل بكتابيهما هذين الأئمة المجتهدون الكاملون بغير تفتيش وتفحص وتعديل وتجريح ، من غاية وثوقهم عليهما ، وبرئ جمع كثير من المرضى ونجى بيمنهما جم غفير من الغرقى ، وقد بلغ القدر المشترك مما ذكر في ميامنهما وبركاتهما حد التواتر وصارا في الإسلام رفيقي المصحف الكريم والقرآن العظيم . فهؤلاء من كثرة جهلهم وقلة حيائهم ينكرون الصحيحين المزبورين وسائر صحاحنا . . الخ ) ( 1 ) .

    وقال الفضل ابن روز بهان : ( وصحاحنا ليس ككتب الشيعة التي اشتهر عند الشيعة أنها من موضوعات يهودي كان يريد تخريب بناء الإسلام ، فعملها وجعلها وديعة عند الإمام جعفر الصادق ، فلما توفي حسب الناس أنه من كلامه والله أعلم بحقيقة هذا الكلام ، ومع هذ لا ثقة لأهل السنة بالمشهورات ، بل لا بد من الاسناد الصحيح حتى يصح الرواية . وأما صحاحنا فقد اتفق العلماء أن كل ما عد من الصحاح سوى التعليقات في الصحاح الستة لو حلف رجل الطلاق أنه من قول رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أو من فعله وتقريره لم يقع الطلاق ولم يحنث ) ( 2 ) .
    فنقول لابن روز بهان : وإذا كان كذلك فلماذا جعلت في كتابك حديث نزول آية : اليوم أكملت . في يوم الغدير الذي رواه رجال الصحاح من مفتريات الشيعة ؟ !
    ثم نقول : إن جميع هذه التشنيعات والمطاعن التي وجهها إلى الشيعة

    * ( هامش ) * 1 ) نواقض الروافض - مخطوط . 2 ) إبطال الباطل لابن روز بهان الشيرازي . ( * )

    بسبب قدحهم في صحاح أهل السنة وإنكارهم لطائفة من أخبارها تنطبق على الحافظ ابن كثير الذي كذب حديث نزول آية : اليوم أكملت لكم دينكم . . في يوم الغدير ورجاله من رجال الصحاح التي قد عرفت إجماعهم على توثيق رجالها .

    1 - رواة حديث أبي هريرة من رجال الصحاح وثقات قد عرفت أن رجال خبر أبي هريرة المذكور من رجال الصحاح الستة لأهل السنة فلا كلام في ثقتهم ، ونحن نذكر كلمات علماء الرجال الفطاحل في توثيق كل واحد من هؤلاء :

    أما ضمرة بن ربيعة :
    فقد وثقه وأثنى عليه أحمد بن حنبل وجماعة ، فقد قال الحافظ عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي : ( ضمرة بن ربيعة الفلسطيني أبو عبد الله الرملي . . روى عنه : الحكم بن موسى ، وهارون بن معروف ، ونعيم بن حماد ، وبكير بن محمد اسما بن أخي جويرية ، ومهدي بن جعفر وأبو عمير عيسى بن محمد الرمليان ، وأبو علي الحسن بن واقع ، وعلي بن سعيد كان ينزل مدينة الداخل ، ودحيم ، وسليمان ، وعبد الرحمن ، وهشام بن عمار ، وأحمد بن عبد الله بن بشير بن ذكوان ، وأيوب بن محمد الوزان ، وسليمان ابن أيوب البرني ، وعبد الله بن عبد الرحمان بن هاني ، وعيسى بن يونس ، وإدريس بن سليمان بن أبي الرباب ، وعلي بن سعيد بن بشير النسائي ، ومحمد بن الوزير الدمشقي ، وعمرو بن عثمان الحمصي ، ومحمد بن عمرو بن حبان ، وعبيد الله بن محمد الفريابي ، وهشام بن خالد الأزرق ، والحسن بن عبد العزيز الجروي ، وأبو عتبة أحمد بن الفرح ، وإسماعيل بن عباد الأرسوفي ، وسعيد ابن راشد بن موسى ، وعمرو بن عبد الله بن صفوان والد أبي زرعة ، وعبد الرحمن ابن واقد الواقدي ، وغيرهم .
    قال أحمد بن حنبل : من الثقات المأمونين ، رجل صالح الحديث ، لم يذكر بالشام رجل يشبهه ، وهو أحب إلينا من بقية ، بقية كان لا يبالي عمن حدث .
    وقال أبو حاتم : صالح .
    وقال آدم بن أبي أياس : ما رأيت أعقل لما يخرج من رأسه من ضمرة .
    وقال أبو سعيد ابن يونس : كان فقيه أهل فلسطين في زمانه ، قدم مصر وحدث بها وروى عنه من أهلها : عمر بن صالح ، وسعيد ابن عفير ، ويحيى بن أبي بكير ، وتوفي بفلسطين في رمضان سنة 202 .
    وقال محمد بن سعد : كان ثقة مأمونا لم يكن هناك أفضل منه ، لا الوليد ولا غيره ، توفي سنة 202 . روى له أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة ) ( 1 ) .

    وذكره الذهبي في ( الكاشف ) وأورد توثيق أحمد ومدح ابن يونس إياه ( 2 ) .
    وأيضا ذكره في ( دول الإسلام ) وقال : ( وكان من العلماء المكثرين ) ( 3 ) .

    وأما عبد الله بن شوذب :
    ففي ( الكمال ) : ( عبد الله بن شوذب البلخي البصري ، سكن الشام ببيت المقدس ، عداده في التابعين . . روى عنه : أبو إسحاق الفزاري ، وضمرة بن ربيعة ، وعيسى بن يوسف ، وعبد الله بن المبارك وسلمة بن العيار الفزاري ، والوليد بن مزيد ، وأيوب بن سويد ، وإبراهيم بن أدهم ، وابن مسلم الحفاف الحلبي ، ومحمد بن الكثير المصيصي .
    قال سفيان الثوري : كان ابن شوذب عندنا وكنا نعده من ثقات مشايخنا .
    وقال الوليد بن كثير : إذا رأيت ابن شوذب ذكرت الملائكة ،

    * ( هامش ) * 1 ) الكمال في أسماء الرجال - مخطوط . 2 ) الكاشف 2 / 38 . 3 ) دول الإسلام - حوادث 202 . ( * )

    وسئل عنه يحيى بن معين فقال : ثقة .
    وقال أحمد بن حنبل : لا أعلم به بأسا - وفي لفظ - لا أعلم إلا خيرا وهو من أهل بلخ ، نزل البصرة سمع بها الحديث وتفقه ، ثم انتقل إلى الشام فأقام بها ، وكان من الثقات .
    وقال أبو حاتم : لا بأس به .
    وقال ضمرة : مات سنة 156 . روى له : أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة ) ( 1 ) .
    وقال الذهبي : ( وثقه جماعة ، كان إذا رأي ذكرت الملائكة ) ( 2 ) .
    وقال ابن حجر : ( صدوق عابد ) ( 3 ) .
    وفي ( تهذيب التهذيب ) : ( قال أبو طالب عن أحمد : ابن شوذب من أهل بلخ نزل البصرة وسمع بها الحديث وتفقه وكتب ، ثم انتقل إلى الشام فأقام بها وكان من الثقات .
    وقال سفيان : كان ابن شوذب من ثقات مشايخنا .
    وقال أبو زرعة الدمشقي عن أحمد : لا أعلم به بأسا .
    وقال مرة : لا أعلم إلا خيرا .
    وقال ابن معين وابن عمار والنسائي : ثقة .
    وقال أبو حاتم : لا بأس به .
    وذكره ابن حبان في الثقات .
    وقال وليد بن كثير : كنت إذا نظرت إلى ابن شوذب ذكرت الملائكة . .
    قلت : ونقل ابن خلفون توثيقه عن ابن نمير وغيره ووثقه العجلي أيضا .
    وأما أبو محمد ابن حزم فقال : إنه مجهول ) ( 4 ) .

    وأما مطر الوراق
    فذكره الحافظ أبو نعيم بقوله : ( ومنهم العالم المشفاق والعامل المنفاق أبو رجاء مطر الوراق . حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال : ثنا إسحاق بن أحمد قال : ثنا عبد الرحمن بن عمر بن رسته قال : ثنا أبو داود

    * ( هامش ) * 1 ) الكمال في أسماء الرجال - مخطوط . 2 ) الكاشف . 3 ) تقريب التهذيب 1 / 423 . 4 ) تهذيب التهذيب 5 / 255 - 261 . ( * )

    قال : ثنا جعفر بن سليمان قال : سمعت مالك بن دينار يقول : يرحم الله مطرا كان عبد العلم . حدثنا أبو حامد بن جبلة قال : ثنا محمد بن إسحاق قال : ثنا العباس بن أبي طالب قال : ثنا الخليل بن عمر بن إبراهيم قال : سمعت عمي أبا عيسى يقول : ما رأيت مثل مطر في فقهه وزهده ) .
    حدثنا أبو حامد بن جبلة قال : ثنا محمد بن إسحاق قال : ثنا علي بن مسلم قال : ثنا سيار قال : ثنا جعفر بن سليمان قال : سمعت مالك بن دينار يقول : يرحم الله مطرا إني لأرجو له الجنة ) ( 1 ) .

    وأما شهر بن حوشب :
    فقال الحافظ عبد الغني المقدسي بترجمته : ( شهر ابن حوشب أبو سعيد - ويقال أبو عبد الله ، ويقال أبو عبد الرحمن ويقال أبو الجعد - الأشعري الشامي الحمصي وقيل الدمشقي . . روى عنه : قتادة ، ومعاوية بن قرة ، و عبد الله بن عثمان بن خيثم ، وشمر بن عطية ، وعبد الله بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين المكي ، وعوف الأعرابي ، ويزيد بن أبي مريم السلولي ، وأبان بن صالح ، وداود بن أبي هند ، وعبد الله بن أبي زياد المكي ، وثعلبة بن مسلم الخثعمي ، وميمون بن سياه البصري ، وعبد الحميد بن بهرام ، وأشعث الحداني ، وثابت البناني ، وسماك بن حرب ، وسعيد بن عطية ، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان ، وعبد العزيز بن عبيد الله ، والحكم بن لبان ، وبديل بن ميسرة ، وعبد العزيز بن صهيب ، وحفص بن أبي حفص أبو معمر التميمي ، وأبو جعفر حماد بن جعفر البصري ، وليث بن أبي سليم ، ومستقيم بن عبد الملك ، ويزيد أبو عبد الله الشيباني ، وإبراهيم بن عبد الرحمن الشيباني ، ويزيد العمي ، والحكم بن عتبة ، وعقبة بن عبد الله الرفاعي

    * ( هامش ) * 1 ) حلية الأولياء 3 / 75 - 76 . ( * )

    وعلي بن زيد بن جدعان ، وحبيب بن أبي ثابت ، وأبو كعب صاحب الحرير .
    وقال عمرو بن علي : ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن شهر بن حوشب وكان يحيى لا يحدث عنه .
    وسمعت معاذ بن معاذ يقول : ما نصنع بحديث شهر ؟ إن شعبة ترك حديثه .
    وقال أحمد بن إسماعيل الكرماني عن أحمد بن حنبل : ما أحسن حديثه ووثقه وهو شامي من أهل حمص وأظنه كنديا ، روى عن أسماء بنت يزيد أحاديث حسانا .
    وقال أحمد بن عبد الله : هو تابعي ثقة .
    وقال ابن أبي خيثمة عن يحيى : هو ثقة .
    وقال أبو حاتم : هو أحب إلي من أبي هارون وبشر بن حرب وليس بدون أبي الزبير لا يحتج به .
    وقال أبو زرعة : لا بأس به ولم يلق عمرو بن عبسة ،
    وقال أبو طالب عن أحمد بن حنبل : عبد الحميد بن بهرام أحاديثه مقاربة هي حديث شهر ، كان يحفظها كأنه يقرأ سورة من القرآن وإنما هي سبعون حديثا وهي طوال ومنها حروف ينبغي أن تضبط ولكن يقطعونها .
    وقال الترمذي قال أحمد بن حنبل : لا بأس بحديث عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب .
    وقال محمد : شهر حسن الحديث وقوى أمره وقال : إنما يتكلم فيه ابن عون ، ثم روى عن هلال بن أبي زينب عن شهر بن حوشب ، وقال محمد ابن عبد الله بن عمار - وسئل عن شهر بن حوشب فقال - روى عنه الناس وما أعلم أحدا قال فيه غير شعبة . قلت : يكون حديثه حجة ؟ قال : لا .
    وقال يعقوب بن شيبة : هو ثقة .
    وقال صالح بن محمد البغدادي : شهر ابن حوشب شامي قدم العراق على حجاج بن يوسف روى عنه الناس من أهل الكوفة وأهل البصرة وأهل الشام ولم يوقف منه على كذب ، وكان رجلا ينسك إلا أنه روى أحاديث يتفرد بها لم يشركه فيها أحد مثل حديث ثابت البناني عن شهر بن حوشب.
    أخرج له مسلم مقرونا بغيره ، وأخرج له الجماعة إلا البخاري ) ( 1 ) .
    وقال ابن حجر : ( قال يعقوب بن شيبة قيل لابن المديني : تروي [ ترضى ] حديث شهر ؟ فقال : أنا أحدث عنه ، وكان عبد الرحمن يحدث عنه ، وأنا لا أدع حديث الرجل إلا أن يجتمعا عليه يحيى وعبد الرحمن - يعني على تركه - وقال حرب بن إسماعيل عن أحمد : ما أحسن حديثه ووثقه وأظنه قال : هو كندي وروى عن أسماء أحاديث حسانا . وقال أبو طالب عن أحمد : عبد الحميد بن بهرام أحاديثه مقاربة هي أحاديث شهر كان يحفظها كأنه يقرأ سورة من القرآن
    وقال حنبل عن أحمد : ليس به بأس ، وقال عثمان الدارمي : بلغني إن أحمد كان يثني على شهر ،
    وقال الترمذي قال أحمد : لا بأس بحديث عبد الحميد بن بهرام عن شهر ،
    وقال الترمذي عن البخاري : شهر حسن الحديث وقوى أمره
    وقال ابن أبي خيثمة ومعاوية بن صالح عن ابن معين : ثقة .
    وقال عباس الدوري عن ابن معين : ثبت .
    وقال العجلي : شامي تابعي ثقة .
    وقال يعقوب بن شيبة : ثقة على أن بعضهم قد طعن فيه .
    وقال يعقوب بن سفيان : وشهر وإن قال ابن عون تركوه فهو ثقة . .
    وقال أبو جعفر الطبري : كان فقيها قارئا عالما ،
    وقال أبو بكر البزار : لا نعلم أحدا ترك الرواية عنه غير شعبة . . ) ( 2 ) .
    وقال الذهبي : ( . . قال أبو عيسى الترمذي قال محمد - هو البخاري - شهر حسن الحديث وقوى أمره . وقال أحمد بن عبد الله العجلي ثقة شامي ، وروى عياش عن يحيى : ثبت . وقال يعقوب بن شيبة : شهر ثقة طعن فيه بعضهم قال ابن عدي : شهر ممن لا يحتج به ولا يتدين بحديثه .

    * ( هامش ) * 1 ) الكمال في أسماء الرجال - مخطوط . 2 ) تهذيب التهذيب 4 / 369 - 372 . ( * )

    قلت : ذهب إلى الاحتجاج به جماعة ، وقال حرب الكرماني عن أحمد ما أحسن حديثه ووثقه وهو حمصي ، وروى حنبل عن أحمد : ليس به بأس ، وقال الفوي : شهر وإن تكلم فيه ابن عون فهو ثقة ) ( 1 ) .

    وإذ قد عرفت توثيق هذه الكثرة من الأئمة لشهر بن حوشب فإنه يسقط عن الاعتبار أمام ذلك جرح بعضهم إياه . على أنه قد تقرر عندهم أن التعديل يترجح على الجرح ويجعله كأن لم يكن عند التعارض ، وممن نص على ذلك أبو المؤيد الخوارزمي ، وحكاه عن ابن الجوزي الذي قد نص على هذه القاعدة الكلية في كلام حول شهر بن حوشب الذي وقع في طريق حديث ، وإليك عبارة أبي المؤيد الخوارزمي بعينها : ( والدليل على ما ذكرنا أن التعديل متى ترجح على الجرح يجعل الجرح كأن لم يكن ، وقد ذكر ذلك إمام أئمة التحقيق ابن الجوزي في ( كتاب التحقيق في أحاديث التعليق ) في مواضع منه ، فقال في حديث المضمضة والاستنشاق الذي يرويه جابر الجعفي عن عطاء عن ابن عباس عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أنه قال : المضمضة والاستنشاق من الوضوء الذي لا يتم الوضوء إلا بهما . فإن قال الخصم - أعني الشافعي رحمه الله فإنه يراهما سنة فيهما - جابر الجعفي قد كذبه أيوب السجستاني وزائدة . قلنا : قد وثقه سفيان الثوري وشعبة وكفى بهما . وقال في حديث الأذنان من الرأس فيما يرويه سنان بن ربيعة عن شهر بن حوشب عن أبي أمامة عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أنه قال : الأذنان من الرأس فإن قال الخصم - أعني الشافعي فإنه يأخذ لهما ماءا جديدا - إن سنان بن ربيعة مضطرب الحديث وشهر بن حوشب لا يحتج بحديثه . قال ابن عدي : ليس

    * ( هامش ) * 1 ) ميزان الاعتدال 2 / 284 . ( * )

    بالقوي ولا يحتج بحديثه . قلنا في الجواب : أما شهر بن حوشب فقد وثقه أحمد بن حنبل ويحيى ابن معين ، وأما سنان فاضطراب حديثه لا يمنع ثقته . إلى أن قال : وهكذا فعله غيره من علماء الحديث متى ترجح التعديل جعل الجرح كأن لم يكن فالذي يروي عن بعض المحدثين توثيقه لا يعتبر فيه طعن الطاعنين . .
    ) ( 1 ) .

    ومن هنا أيضا يثبت وثاقة شهر عند ابن الجوزي أيضا .


    يتبـــع >>>


  • #2

    بطلان ما ذكره ابن كثير حول صيام يوم الغدير

    وأما قول ابن كثير - بالنسبة إلى ثواب صوم يوم غدير خم الوارد في رواية أبي هريرة - : ( وكذا قوله إن صيام يوم الثامن عشر من ذي الحجة وهو يوم غدير خم يعدل ستين شهر لا يصح ، لأنه قد ثبت ما معناه في الصحيح أن صيام شهر رمضان بعشرة أشهر ، فكيف يكون صيام يوم واحد يعدل ستين شهرا ؟ هذا باطل )
    فلا يخفى بطلانه على من له أدنى خبرة بالأخبار ، إذ قد ورد له نظائر كثيرة ، نذكر هنا بعضها :

    1 - فضل صوم السابع والعشرين من رجب
    قال نور الدين الحلبي في ذكر مبعث النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ( وقيل : كان ذلك ليلة أو يوم السابع والعشرين من رجب . فقد أورد الحافظ الدمياطي في سيرته عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال : من صام يوم سبع وعشرين من رجب كتب الله له صيام ستين شهرا وهو اليوم الذي نزل فيه

    * ( هامش ) * 1 ) جامع مسانيد أبي حنيفة 1 / 39 . ( * )

    جبرئيل على النبي ( صلى الله عليه وسلم ) بالرسالة ، وأول يوم هبط فيه جبرئيل . هذا كلامه
    ) ( 1 ) .

    والعجب من الحلبي كيف يذكر الاعتراض على حديث أبي هريرة في صوم يوم الغدير بمثل ما ذكر ابن كثير ، وهو يروي مثله عن أبي هريرة في صوم يوم المبعث ؟ نعم قد أمر في آخر كلامه بالتأمل ، وهذا نص كلامه : ( وما جاء من صام يوم ثماني عشرة من ذي الحجة كتب الله له صيام ستين شهرا ،
    قال بعضهم قال الحافظ الذهبي : هذا حديث منكر جدا أي بل كذب ، فقد ثبت في الصحيح ما معناه أن صيام شهر رمضان بعشرة أشهر ، فكيف يكون صيام يوم واحد يعدل ستين شهرا . هذا باطل . هذا كلامه فليتأمل
    ) ( 2 ) .
    ترجمة الحافظ الدمياطي
    والحافظ الدمياطي راوي حديث أبي هريرة في فضل صوم يوم المبعث ترجم له الحافظ الذهبي بقوله : ( الدمياطي شيخنا الإمام العلامة ، الحافظ الحجة الفقيه النسابة ، شيخ المحدثين ، شرف الدين أبو محمد عبد المؤمن ابن خلف بن أبي الحسن اليوني الدمياطي الشافعي صاحب التصانيف . مولده في آخر سنة 613 ، تفقه بدمياط وبرع ، ثم طلب الحديث . . وكتب العالي والنازل وجمع فأوعى ، وسكن دمشق فأكثر بها من ابن مسلمة وغيره ، ومعجم شيوخه يبلغون ألفا وثلاثمائة إنسان . وكان حاذقا حافظا متقنا ، جيد العربية عزيز اللغة ، واسع الفقه ، رأسا في علم النسب ، دينا كيسا متواضعا

    * ( هامش ) * 1 ) إنسان العيون في سيرة الأمين والمأمون 1 / 384 . 2 ) نفس المصدر 3 / 337 . ( * )

    نسابا ، محببا إلى الطلبة ، مليح الصورة نقي النية كبير القدر . . وسمعت أبا الحجاج الحافظ - وما رأيت أحدا أحفظ منه لهذا الشأن - يقول : ما رأيت أحفظ من الدمياطي . . فتوفي في ذي القعدة سنة 705 . وكانت جنازته مشهودة . ومن علومه القراآت السبع ، تلا بها على الكمال العباسي الضرير ) ( 1 ) .

    وهذا الحديث الذي رواه الدمياطي في فضيلة صيام السابع والعشرين من رجب قد رواه جماعة من أكابر أهل السنة ، قال الشيخ عبد القادر الجيلاني : ( فصل في فضيلة صيام السابع والعشرين من رجب . أخبرنا الشيخ أبو البركات هبة الله السقطي قال : أخبرنا الشيخ الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال : أخبرنا عبد الله بن محمد بن علي بن بشر قال : أخبرنا علي بن عمر الحافظ [ قال ] أخبرنا أبو نصر حبشون بن موسى الخلال قال : أخبرنا علي ابن سعيد الرملي قال : أخبرنا ضمرة بن ربيعة القرشي عن ابن مرزوق عن مطر الوراق عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أنه قال : من صام يوم السابع والعشرين من رجب كتب الله له صيام ستين شهرا ، وهو أول يوم نزل فيه جبرئيل عليه السلام على النبي ( صلى الله عليه وسلم ) بالرسالة ) ( 2 ) .

    وفي ( نزهة المجالس ) : ( عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : من صام يوم السابع والعشرين من رجب كتب الله له ثواب ستين شهرا ) ( 3 ) .
    بل لقد رووا أن من صام هذا اليوم كان كمن صام مائة سنة ، فقد قال الشيخ عبد القادر الجيلاني ، ( أخبرنا هبة الله بإسناده عن أبي مسلم [ سلمة ] عن أبي

    * ( هامش ) * 1 ) تذكرة الحفاظ 4 / 1477 . 2 ) غنية الطالبين 501 - 502 . 3 ) نزهة المجالس 1 / 154 . ( * )

    هريرة وسلمان الفارسي رضي الله عنهما قالا قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : إن في رجب يوما وليلة من صام ذلك اليوم وقام تلك الليلة كان له من الأجر كمن صام مائة سنة وقامها ، وهي لثلاث بقين من رجب ، وهو اليوم الذي بعث فيه نبينا ( صلى الله عليه وسلم )
    ) ( 1 ) .
    وفي ( نزهة المجالس ) أيضا : ( وعن أبي هريرة وسلمان الفارسي رضي الله عنهما قالا قال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : إن في رجب يوما وليلة من صام ذلك اليوم وقام تلك الليلة كان له من الأجر كمن صام مائة عام وقامها ، وهي لثلاث بقين من رجب . حكاه الشيخ عبد القادر الكيلاني في الغنية ) ( 2 ) .
    وقال علي بن يحيى البخاري الزندوبستي : ( قال سلمان الفارسي قال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) في رجب ليلة ويوم من قام تلك الليلة وصام ذلك اليوم كان كمن صام مائة سنة وهو لثلاث بقين من رجب فيه بعث الله تعالى محمدا ) ( 3 ) .

    2 - فضل صوم أيام شهر رجب
    وفي ( غنية الطالبين ) حول فضل صيام واحد ويومين وثلاثة أيام من شهر رجب ما نصه : ( فمن ذلك ما أخبرنا به الشيخ الإمام هبة الله بن المبارك السقطي رحمه الله عن الحسن بن أحمد بن عبد الله المقري بإسناده عن هارون بن عنترة عن أبيه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : إن شهر رجب شهر عظيم ، من صام منه يوما كتب الله تعالى له صوم

    * ( هامش ) * 1 ) غنية الطالبين 502 - 503 . 2 ) نزهة المجالس 1 / 154 . 3 ) روضة العلماء للزندوبستي - مخطوط . ( * )

    ألف سنة ، ومن صام منه يومين كتب الله صوم ألفي سنة ، ومن صام منه ثلاثة أيام كتب الله تعالى له صوم ثلاثة آلاف سنة
    ) ( 1 ) .

    وفي رواية طويلة له ذكر لصوم كل يوم من أيام رجب ثوابا وفضيلة إلى أن قال : ( ومن صام عشرة أيام فبخ بخ بخ ، له مثل ذلك وعشرة أضعاف ، وهو ممن يبدل الله سيئاته حسنات ، ويكون من المقربين القوامين لله بالقسط ، وكان كمن عبد الله ألف عام قائما صائما صابرا محتسبا ، ومن صام عشرين يوما كان له مثل ذلك وعشرين ضعفا ، وهو ممن يزاحم إبراهيم خليل الله في قبته ويشفع في مثل ربيعة ومضر من أهل الخطايا والذنوب ، ومن صام ثلاثين كان له مثل ذلك وثلاثين ضعفا . . ) ( 2 ) .

    وفي ( روضة العلماء ) : ( حدثنا الإمام أبو بكر الاسماعيلي بإسناد له عن سعيد بن جبير عن أبيه أن رسول الله " ص " قال : إن رجبا شهر عظيم يضاعف الله فيه الحسنات ، فمن صام منه ثلاثة كان كصيام سنة . . ) ( 3 ) .

    وفي ( نزهة المجالس ) : ( قال علي رضي الله عنه : صوم ثالث عشر رجب كصيام ثلاثة آلاف سنة ، وصوم رابع عشر رجب كصيام عشرة آلاف سنة ، وصوم عشرين كصيام مائة ألف عام . وسيأتي نظيره في الأيام البيض . وعن النبي " ص " : فضل رجب على سائر الشهور كفضل القرآن على سائر الكلام . وعنه " ص " من صام يوما من رجب فكأنه صام أربعين سنة ) ( 4 ) .

    * ( هامش ) * 1 ) غنية الطالبين 483 . 2 ) المصدر 486 . 3 ) روضة العلماء - مخطوط . 4 ) نزهة المجالس 1 / 152 . ( * )

    وفيه ( وعن ابن مسعود عنه ( صلى الله عليه وسلم ) : من صام ثلاثة أيام من رجب وقام ليلها فله من الأجر كمن صام ثلاثة آلاف سنة وقام ليلها ، يغفر الله له بكل يوم سبعين كبيرة ، ويقتضي له سبعين حاجة عند النزع ، وسبعين حاجة في قبره ، وسبعين حاجة عند تطاير الصحف ، وسبعين حاجة عند الميزان ، وسبعين حاجة عند الصراط ) ( 1 ) .

    وفيه : ( عن سلمان الفارسي عن النبي " ص " : من صام يوما من رجب فكأنما صام ألف سنة وكأنما أعتق ألف رقبة ) ( 2 ) .

    3 - فضل صوم يوم عرفة
    وفي ( روضة العلماء ) في فضل صوم يوم عرفة : ( وحدثنا أيضا محمد بن نعيم بإسناد له عن أبي قتادة عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قال : من صام يوم عرفة فهو مثل صيام سنتين ) ( 3 ) .

    وفيه ( حدثنا الحاكم أبو نصر الحربي بإسناد له عن أبي سلمة رضي الله عنه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله " ص " قال : من صام يوم عرفة كتب الله تعالى له بعدد من صام ذلك اليوم وبعدد من لم يصمه من المسلمين عمر الدنيا كلها عشر مرات ثوابا ، ويشيعه من قبره يوم القيامة سبعون ألف ملك إلى الموقف وعند نصب الميزان ، ومن الموقف إلى الصراط ، ومن الصراط إلى الجنة ، يهونون عليه أهوال يوم القيامة والنزع ، ويبشرونه في كل خطوة - يخطوها

    * ( هامش ) * 1 ) نزهة المجالس 1 / 152 . 2 ) المصدر 1 / 153 . 3 ) روضة العلماء ونزهة الفضلاء لعلي بن يحيى الزونديستي المتوفى سنة 382 - مخطوط . ( * )

    مركبه بشارة جديدة ، وقيل له : تمن على الله ما شئت . صلى الله على محمد وآله أجمعين
    ) ( 1 ) .
    وقال أبو الليث نصر بن محمد السمرقندي : ( حدثنا أبي رحمه الله بإسناده عن عطاء عن عائشة رضي الله عنها قالت : إن شابا كان صاحب سماع . أي كان مشهورا بين الناس بالخير والشجاعة ، وكان إذا أهل هلال ذي الحجة أصبح قائما ، فارتفع الحديث إلى النبي " ص " قال : فأرسل إليه ودعاه فقال : ما يحملك على صيام هذه الأيام ؟ قال : بأبي أنت وأمي يا رسول الله أصوم أيام المشاعر وأيام الحج عسى الله أن يشركني في دعائهم . قال : فإن لك بكل يوم تصومه عدل مائة رقبة ومائة بدنة ومائة فرس يحمل عليها في سبيل الله ، فإذا كان يوم التروية فلك فيها عدل ألف رقبة وألف بدنة وألف فرس يحمل عليها في سبيل الله ، فإذا كان يوم عرفة فلك فيه عدل ألفي رقبة وألفي بدنة وألفي فرس يحمل في سبيل الله ، وهو يعدل صيام السنتين سنة قبلها وسنة بعدها . وفي رواية أخرى أنه قال : صيام عرفة يعدل سنتين ويعدل صوم عاشورا بصوم سنة ) ( 2 ) .

    4 - فضل صوم ثلاثة أيام من كل شهر
    وفي ( غنية الطالبين ) : ( عن عبد الملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن جده قال سمعت علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول : أتيت رسول الله " ص " ذات يوم عند انتصاف النهار وهو في الحجرة ، فسلمت عليه فرد السلام . ثم قال : يا علي هذا جبرئيل يقرئك السلام فقلت : عليك و ( عليه السلام ) يا رسول الله . ثم

    * ( هامش ) * 1 ) روضة العلماء للزندويستي - مخطوط . 2 ) تنبيه الغافلين - مخطوط . ( * )

    قال " ص " أدن مني . فدنوت منه . فقال : يا علي يقول لك جبرئيل : صم من كل شهر ثلاثة أيام يكتب لك بأول يوم ثواب عشرة آلاف سنة وباليوم الثاني ثواب ثلاثين ألف سنة وباليوم الثالث مائة ألف سنة فقلت : يا رسول الله هذا الثواب لي خاصة أم للناس عامة ؟ فقال ( صلى الله عليه وسلم ) : يا علي يعطيك الله هذا الثواب ولمن يعمل بعملك بعدك . .
    ) ( 1 ) .

    5 - فضل صوم عاشوراء وكل يوم من محرم
    وحول فضل صوم يوم عاشوراء وكل يوم من أيام شهر محرم الحرام قال الشيخ عبد القادر الكيلاني : ( مجلس في ذكر فضائل يوم عاشورا قال الله عز وجل : إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق الله السماوات والأرض منها أربعة حرم . وقد تقدم ذكر ذلك وأن منها المحرم ، فهذا الشهر من الأشهر المحرمة عند الله عز وجل وفيه يوم عاشورا الذي عظم الله أجر من أطاعه فيه . من ذلك ما أخبرنا به أبو نصر عن والده بإسناده عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : من صام يوما من المحرم فله بكل يوم ثلاثون يوما . ومن ذلك ما روى عن ميمون بن مهران عن ابن عباس رضي الله عنهما أيضا قال قال رسول الله " ص " : من صام عاشورا من المحرم أعطي ثواب عشرة آلاف ملك . من صام يوم عاشورا من المحرم أعطي ثواب عشرة آلاف حاج ومعتمر وثواب عشرة آلاف شهيد ) ( 2 ) .

    * ( هامش ) * 1 ) غنية الطالبين 738 . 2 ) المصدر 673 . ( * )

    وقال : ( وفي لفظ آخر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : ومن صام يوم عاشورا كتب له عبادة ستين سنة بصيامها وقيامها . . ) ( 1 ) .

    وقال الصفوري : ( وفي رواية الطبراني : من صام يوما من المحرم كان له بكل يوم ثلاثون يوما ) ( 2 ) .
    وقال أيضا : ( مكتوب في التوراة : من صام يوم عاشورا فكأنما صام الدهر كله ) ( 3 ) .


    دحض المعارضة بحديث الصحيحين

    وأما قول ابن كثير : ( فإنه حديث منكر جدا بل كذب لمخالفته ما ثبت في الصحيحين عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أن هذه الآية نزلت في يوم الجمعة يوم عرفة ورسول الله " ص " واقف بها كما قدمناه ) .

    فالجواب عنه - بعد تسليم صحة حديث الصحيحين سندا وبعد غض النظر عن عدم صلاحيته للمعارضة مع حديث أبي هريرة المذكور لكونه متفقا عليه دونه - إنه يحتمل أن تكون هذه الآية نازلة مرتين ، والجمع بين الحديثين بهكذا احتمال كثير شائع بين العلماء كما لا يخفى على من يتتبع كتب الحديث والتفسير وشروح الحديث ، وسيجئ إن شاء الله تعالى بيان ذلك في الوجه السادس . ولقد صرح سبط ابن الجوزي بهذا الاحتمال في خصوص هذه الآية الكريمة

    * ( هامش ) * 1 ) غنية الطالبين 675 . 2 ) نزهة المجالس 1 / 173 . 3 ) المصدر 1 / 174 . ( * )

    وبذلك أجاب عن دعوى ضعف حديث نزولها في يوم غدير خم ، فقد قال ما نصه : ( فإن قيل : فهذه الرواية التي فيها قول عمر رضي الله عنه : أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة ضعيفة . فالجواب إن هذه الرواية صحيحة ، وإنما الضعيف حديث رواه أبو بكر أحمد بن ثابت الخطيب عن عبد الله بن علي بن محمد بن بشر عن علي بن عمر الدارقطني ، عن أبي نصر حبشون بن موسى بن أيوب الخلال رفعه إلى أبي هريرة وقال في آخره : لما قال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : من كنت مولاه فعلي مولاه نزل قوله تعالى : اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي . الآية . قالوا : وقد انفرد بهذا الحديث حبشون ، ونحن نقول : نحن ما استدللنا بحديث حبشون بل بالحديث الذي رواه أحمد في الفضائل عن البراء بن عازب وإسناده صحيح ، ورواية حبشون مضطربة ، لأنه قد ثبت في الصحيحين أن قوله تعالى : اليوم أكملت لكم دينكم . الآية ، نزلت عشية عرفة في حجة الوداع على أن الأزهري قد روى عن حبشون ولم يضعفه ، فإن رواية حبشون احتملت إن الآية نزلت مرتين . . ) ( 1 ) .

    صوم يوم غدير كصيام ستين شهرا
    هذا ولقد روى جماعة آخرون حديث فضل صوم يوم غدير خم عن أبي هريرة ، فقد روى السيد علي الهمداني : ( عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : من صام يوم الثامن عشر من ذي الحجة كان له كصيام ستين شهرا ، وهو اليوم الذي أخذ فيه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بيد علي في غدير خم . فقال عليه الصلاة والسلام : من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من
    * ( هامش ) * 1 ) تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي : 29 - 30 . ( * )

    عاداه واخذل من خذله .
    وعن الإمام الباقر عن آبائه ( عليهم السلام ) مثل ذلك ، بل يروى عن كثير من الصحابة في أماكن مختلفة هذا الخبر انتهى
    ) ( 1 ) .

    وقال الخطيب الخوارزمي : ( وبهذا الاسناد عن أحمد بن الحسين هذا . قال الحاكم أبو عبد الله الحافظ قال : حدثني أبو يعلى الزبير بن عبد الله الثوري قال : حدثنا أبو جعفر أحمد بن عبد الله البزاز قال : حدثنا علي بن سعيد الرملي قال : حدثنا ضمرة عن ابن شوذب عن مطر الوراق عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة قال : من صام اليوم الثماني عشر من ذي الحجة كتب له صيام ستين سنة ، وهو يوم غدير خم لما أخذ رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بيد علي فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره . فقال له عمر بن الخطاب : بخ بخ لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مسلم ومسلمة ) ( 2 ) .

    وقال الحموئي : ( أخبرنا الشيخ الإمام عماد الدين عبد الحافظ بن بدران بقراءتي عليه بمدينة نابلس في مسجده قلت له : أخبرك القاضي أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الأنصاري الحرستاني إجازة فأقر به ، قال أنبأنا أبو عبد الله محمد بن الفضل العرادي اجازة قال : أنبأنا شيخ السنة أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي الحافظ قال : أنبأنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ قال : حدثني أبو يعلى الزبير بن عبد الله الثوري حدثنا أبو جعفر أحمد بن عبد الله البزاز حدثنا علي بن سعيد الرملي حدثنا ضمرة عن ابن شوذب عن مطر الوراق

    * ( هامش ) * 1 ) المودة في القربى للسيد علي الهمداني ، أنظر ينابيع المودة : 249 . 2 ) مناقب علي بن أبي طالب 79 . ( * )

    عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة قال : من صام يوم الثماني عشر من شهر ذي الحجة كتب له صيام ستين سنة ، وهو يوم غدير خم لما أخذ النبي ( صلى الله عليه وسلم ) يد علي فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره . فقال له عمر بن الخطاب : بخ بخ لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مسلم ) ( 1 ) .

    * ( هامش ) * 1 ) فرائد السمطين 1 / 77 . ( * )

    انتهى.




    و أنصح أخواني المؤمنين بالاطلاع على ذاك السفر العظيم
    ( خلاصة عبقات الأنوار للسيد حامد القنوي )


    الحــــزب ،،،

    تعليق


    • #3
      الصحيح ما قاله ابن حجر عن شهر أنه صدوق كثير الإرسال والأوهام، وطعن فيه جماعة من الحفاظ ووثقه آخرون، وروى له البخاري في الأدب ومسلم مقرونا، طبعا أنت لم تقصر ذكرت الذين وثقوه ! فسأذكر أنا الذين ضعفوه أو طعنوا فيه حتى تتضح الصورة للقاريء:

      الحافظ الساجي، قال: "فيه ضعف ، و ليس بالحافظ ، و كان شعبة يشهد عليه أنه رافق رجل من أهل الشام فخانه ."

      ابن حبان: "كان ممن يروى عن الثقات المعضلات ، و عن الأثبات المقلوبات ."

      وقال الحاكم أبو أحمد: "ليس بالقوى عندهم "

      ابن عدي، كما نقلته عنه.

      البيهقي قال عنه: "ضعيف."

      وابن حزم قال: "ساقط"

      وقال عنه صالح بن محمد البغدادي: "روى أحاديث لم يشركها فيها أحد.."

      وقال أبو حاتم: "لا يحتج به"

      وقال النسائي: "ليس بالقوي"

      وقال موسى بن هارون: "ضعيف"

      قال الجوزجاني: "أحاديثه لا تشبه أحاديث الناس"

      قال ابن عون: "إن شهرا نزكوه"

      أما مطر الوراق فهو صدوق كثير الخطأ ضعفه بعضهم وروى له البخاري تعليقا وغيره.

      وأما ضمرة فهو صدوق يهم قليلا كما قال ابن حجر، قال عنه الساجي صدوق يهم له مناكير وأنكر الإمام أحمد بعض أحاديثه ووثقه جماعة، فالظاهر أنه صدوق يهم قليلا.

      هذا ما أعرفه، وسؤالي لك الآن هل الحديث صحيح؟ أو حسن؟

      تعليق


      • #4

        أشكر مرورك عزيزي أبو حفص القطيفي

        و الحقيقة أن أخونا المؤمن ( مرآة التواريخ ) كفانا مؤونة البحث في هذا الموضوع ، و لذا ننقل ما خلص إليه للفائدة العامة

        نص مقال ( مرآة التواريخ ) يرد على المدعو ( النسر )/

        بسم الله الرحمن الرحيم

        توثيق شهر بن حوشب بما لا يمكن لأحد أن ينقضه والحمد لله

        كنت قلت للزميل فلينة عصره : انه لو استطاع أن يرد ما أتيت به فيما يخص شهر بن حوشب لاستطاع ، ولكنه أتى بما يظن أنه دليل على رسوخه في هذا الفن ، والحال أنه كما أخبرت: هيهات!
        ولا أريد التطويل في هذا الموضوع. فشهر بن حوشب وثقه واعتمد عليه جهابذة هذا الفن الشريف (كما يسميه النسر) عندهم ، ولا أدري أي شرف لهذا الفن بعد محاولته إسقاط توثيقهم بعبثية ملتوية لا تمر إلا على قليلي العقول من أمثاله.
        فهذا ابن معين إمام هذا الفن وميزانه عندهم ، الذي يقول فيه ابن عدي (الذي استشهد برأيه النسر في خصوص شهر) : كل رجل لا يعرفه ابن معين فهو مجهول. فكيف إذا قال عنه ابن معين : ثقة ثبت.!؟

        وقال ابن عدي أيضاً " وبه تستبرأ أحوال الضعفاء (مقدمة الكامل لابن عدي 1/134)

        وقال أيضاً فيما نقله عنه الذهبي في (الميزان 2/576) : ابن معين به تستبرأ أحوال الرجال. انتهى

        بل يقول ابن رجب (وهو ممن استشهد بهم النسر) : ابن معين الإمام المطلق في الجرح والتعديل ، وإلى قوله في ذلك يرجع الناس ، وعلى كلامه يعوّلون... وكان يوسع القول في الجرح ولا يحابي أحداً ، بل يصدع به في وجه صاحبه. انتهى . (شرح علل الترمذي 1/218).

        وهذا ابن حنبل الذي يقول عنه ابن تيمية في منهاجه وغيره : انه لا يخرج في مسنده عن الكذابين.! ومنزلة ابن حنبل عند السلفييين لا حاجة لي لأن أوضحها.!
        وأبو زرعة الرازي ، والبخاري صاحب الصحيح ، وابن المديني ، وابن مهدي ، والفسوي ، والترمذي ، والعجلي وغيرهم ممن سردناهم.
        فإذا كان كل هؤلاء لا يؤخذ برأيهم ولا يعتمد قولهم ، فتعتمدون قول من إذاً ؟؟!!

        فالنسر محاولة منه للخروج من هذا الركن الذي خنقناه فيه ، أخذ يتلاعب بترجمة شهر بن حوشب ليأخذ منها ما يريد ويدع ما لا يريد.
        فتراه يقلب الكلام ، كما فعله مع ابن المديني ، فقلب روايته عن شهر إلى خلافها ، فأضاف من عنده علامة استفهام (؟) مع ثلاث علامات تعجب(!!!) ، بما يفيد الإنكار منه على سائله.! (عيب يا نسر).
        وأخذ يقتطع ويركب المقاطع من عندياته ليخرج منها ما يفيد الجرح لشهر بن حوشب. إضافة إلى محاولته تكثير النقولات عمّن هم ينقولون القول ، وليس هو من كلامهم ، وكذا تكراره الممل لنفس الجمل ولنفس قائليها بين مرتين إلى ثلاث وربما اربع مرات إرادة منه في تكثير الجرح في شهر كما يلي :
        كلمة ابن عون : إن شهراً نزكوه (بالنون والزاي) كررها تقريباً (6) مرات.
        وجملة : كان يحي بن سعيد القطان لم يحدث عن شهر كررها (3) مرات
        وقول النسائي عن شهر: ليس بالقوي . كررها (3) مرات
        وكلام ابن حبان عن شهر : كان يروي عن الثقات المعضلات . كررها (2) مرة. وكم عجبتُ هنا من فطنة الفلينة إذ أنه ينقل كلمة ابن حبان المشار إليها عن كتاب ابن الجوزي الذي نقلها عن ابن حبان ، ثم يرجع ليكرر كلام ابن حبان من كتاب ابن حبان نفسه ، وهذا مسلك غريب!!. (وين إذنك يا حبش؟! قال :...!!) ميخالف محاولته التكثير تعمي!
        وكلمة الجوزجاني الناصبي الشهير : نقلها عنه ثم أعاد نقلها عن الدولابي عنه . يعني (2) مرة.
        وتضعيف موسى بن هارون لشهر ، كرره (2) مرة ، عن تهذيب الكمال وعن تاريخ دمشق.

        هذي (6) نقولات فقط (يعني 6 جُمَل) ، وبعد تكرارها (بغية تكثيرها) أصبحت (18) جملة.تصور!! (على مين تلعبها يا فلينة عصرك؟)

        والحال أن جرح شهر بن حوشب عائد إلى وااااااااااحد فقط ، وهو شعبة بن الحجاج. كما ذكر ذلك غير واحد.

        قال الحسين بن إدريس قال : أنا محمد بن عبدالله بن عمار وسألته عن شهر بن حوشب فقال : روى الناس عنه ، وما أعلم أحداً قال فيه غير شعبة ، قلت : يكون حديثه حجة؟ قال : لا . انتهى (تاريخ دمشق 23/225 ، تهذيب الكمال 12/585).
        وقال البزار في مسنده ج: 8 ص: 408 : وشهر بن حوشب قد تكلم فيه شعبة ، ولا نعلم أحدا ترك الرواية عنه ، وقد حدث شعبة عن رجل عنه. انتهى.

        بل حتى ابن عون ، فجرحه لشهر بن حوشب عائد إلى قول شعبة فيه ، قال حماد بن مسعدة : قلت لابن عون : مالكَ لا تُحدث عن فلان ؟ قال حوثرة (الراوي) : يعني شهر بن حوشب ، فقال : إن أبا بسطام كان ينزله – يعني شعبة. (تاريخ دمشق 23/232).

        وفي رواية أخرى عن معاذ بن معاذ يقول : سألتُ ابن عون عن حديث هلال بن أبي زينب عن شهر عن أبى هريرة ...فذكر حديثاً .. فقال : ما يصنع شهر (بشهر) ، إن شعبة قد نَزَكَ شهراً. ( تهذيب الكمال 12/582 ، تاريخ دمشق 23/232).

        وفي رواية عن الفسوي في تاريخه (2/97-98) قال : حدثني محمد بن عبدالرحيم قال سمعت علياً يقول : حدث ابن عون حديث هلال بن أبي زينب عن شهر عن أبي هريرة : ذكر الشهداء عند النبي صلى الله عليه وسلم . فسارّه شعبة فلم يذكره تبن عون. (تاريخ دمشق 23/234)

        وفي رواية رواها العقيلي في كتابه (الضعفاء 2/191) : سُئل ابن عون عن حديث هلال بن أبي زينب عن شهر بن حوشب فقال ابن عون : إن شعبة قد تكلم في شهر بن حوشب. (تاريخ دمشق 23/234).

        ونفيد أن شعبة يُعدّ في المتعنتين :
        قال الذهبي في المغني في الضعفاء ج: 2 ص: 792 : أبو الضحاك عن أبي هريرة وعنه شعبة ، لا يعرف ، لكن شعبة متعنت.

        أقول : يعني الذهبي ، كيف يكون غير معروف وهذا شعبة المتعنت يروي عنه؟!.
        والدليل على قولنا ما قاله الذهبي تفسه في ترجمة أبي الضحاك المذكور في ميزانه 4/540 قال : حدث عنه شعبة . لا يعرف ، لكن شيوخ شعبة جياد.

        والذهبي بهذا يرد على أبي حاتم حيث قال في ترجمة أبي الضحاك : أبو الضحاك هذا لا أعلم روى عنه غير شعبة. (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 9/395).

        تهذيب الكمال ج: 13 ص: 503
        عن أبي سليمان قرة بن سليمان الجهضمي قال لي مالك : شعبتكم تشدد في الرجال ، وقد روى عن عاصم بن عبيد الله.!.انتهى.

        على أن جَرح شعبة بن الحجاج لشهر بن حوشب لَمْ يَعْتبر به مَنْ وثقه ، فلا يبقى محل لقولك يا سيد نسر أن الجارح يقدم على المُعدِّل هنا (على أن هذه القاعدة ليست مضطردة) لأن الذين وثقوا شهر بن حوشب قد علموا سبب الجرح ، ومع ذلك لم يعتبروا به ، وحملوه محامل حسنة وسنأتيك بما يعضد كلامنا.

        قال الذهبي في كلامه على أقسام من يتكلم في الرجال : قسم منهم متعنت في الجرح ، متثبت في التعديل ، يغمز الراوي بالغلطتين والثلاث ، ويلين بذلك حديثه ، فهذا إذا وثق شخصاً فعضَّ على قوله بناجذيك ، وتمسك بتوثيقه ، وإذا ضعف رجلاً فانظر هل وافقه غيره على تضعيفه! ، فإن وافقه ، ولم يوثق ذاك أحد من الحذَّاق فهو ضعيف ، وإن وثقه أحد فهذا الذي قالوا فيه : لا يُقبل تجريحه إلا مُفسَّراً ، يعني لا يكفي أن يقول فيه ابن معين مثلاً : هو ضعيف ، ولم يوضِّح سبب ضعفه ، وغيره قد وثَّقه ، فمثل هذا يُتَوقَّف في تصحيح حديثه ، وهو إلى الحُسْنَ أقرَب. وابن معين وأبو حاتم والجوزجاني : متعنِّتون. انتهى (ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل ص172).

        ونحن نتتبع ما ذكره في نقولاته لنكشف لكم التدليس والتقطيع والحذف والقلب فيما ينقل ، ولقد أشرتُ إلى ذلك قبل ردي هذا ، وتنبه الأخ العزيز عمار إلى قضية قلبه (أي النسر) توثيق شهر بن حوشب إلى جرح.!

        هذا وإن كان جرح شهر يعود فقط إلى شعبة بن الحجاج إلا اننا نذكر بعض من تكلموا فيه :

        قول الجوزجاني : حديثه لا يشبه الناس ( هو من الجرح المبهم الغير مفسر وموضح)
        وكذا قوله : وحديثه دال عليه فلا ينبغي أن يغتر به وبروايته (هو أيضاً من الجرح المبهم)

        ومن جهة أخرى : فالجوزجاني أصلاً مجروح (بالنصب) فكيف يجرح غيره؟؟!!
        قال ابن حبان : ومن المحال أن يُجرَح العدلُ بكلام المجروح. (نقله ابن حجر في هدي الساري 2/153)

        أقول : وحتى لم لم يقله أحد ، لا ابن حبان ولا ابن علان ، فالجوزجاني ناصبي شهير بذلك يتجاهر بنصبه أمام الملأ ، وبنظره عابرة على ترجمته تجد ما ذكرناه لك. فهو ممن أعمى الله بصيرتهم على علم ، ألم يصله قوله صلى الله عليه وآله وسلم الله عليه وآله : لا يحبك إلا مؤمن ، ولا يبغضك إلا منافق.؟. فكيف مثل هذا يُقبل جرحه ، وهو معدود من المنافقين المجاهرين بالعداء لأمير المؤمنين (ع).!

        إضافة إلى أن الجوزجاني من الموصوفين بالتعنت أيضاً ، خصوصاً فيمن نُسبَ إلى التشيع.
        قال فيه الذهبي : وهو ممن يبالغ في الجرح. انتهى (ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل ص193 رقم "282")

        أما ترك يحي بن سعيد لشهر بن حوشب.
        أقول : تشدد يحي بن سعيد معروف(وإن أنكره النسر عن جهل)
        قال الذهبي في ميزانه 1/397 بترجمة سفيان بن عيينة : يحي بن سعيد القطان متعنت في الرجال.
        وقال في ترجمة سيف بن سليمان المكي : حدث يحي القطان – مع تعنته – عن سيف. (1/437)

        وقال ابن حجر في هدي الساري في ترجمة (عثمان بن عمر بن فارس) 2/147 : نقل البخاري عن علي بن المديني أن يحي بن سعيد احتج به. ويحي بن سعيد شديد التعنت في الرجال ، لا سيما من كان من أقرانه.انتهى.

        وقال الذهبي : وكان هو ( أي عبدالرحمن بن مهدي ) ويحي القطان المذكور قد انتدبا لنقد الرجال ، وناهيك بهما جلالة ونبلاً وعلماً وفضلاً ، فمن جرحاه لا يكاد – والله – يندمل جُرْحُه ، ومن وثقاه فهو الحجة المقبول ، ومن اختلفا فيه اجتُهِدَ في أمره ، ونزل عن درجة الصحيح إلى الحسن ، وقد وثقا خلقاً كثيراً وضعفا آخرين. انتهى . (ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل ص180 رقم "96")

        وذكر الذهبي عنته في مواطن عديدة من الميزان منها :
        في ترجمة سفيان بن عيينة : (يحي متعنت جداً في الرجال.) انتهى (الميزان 2/171)

        وفي ترجمة عبدالرحمن بن عبدالله بن دينار المدني : (صالح الحديث وقد وثق ، وحدث عن يحي بن سعيد مع تعنته في الرجال. ) انتهى (2/572)

        وفي ترجمة معاوية بن صالح الحضرمي الحمصي : (وثقه أحمد ، وابو زرعة ، وغيرهما ، وكان يحي القطان يتعنت ولا يرضاه. ) انتهى (الميزان 4/135)

        وفي ترجمة موسى بن نافع أبي شهاب القطان الحناط الكبير : (...فأما أبوشهاب الحناط الصغير فهو عبدربه بن نافع ، متفق على ثقته إلا ما كان من تعنت القطان ) انتهى (الميزان 4/225)

        وقال في سير النبلاء 9/558 : يحي بن سعيد كثير التعنت في الرجال. انتهى.

        وفي ترجمة حرب بن شداد من (سير أعلام النبلاء ج: 7 ص: 194) قال : وثقة أحمد بن حنبل وغيره .
        وقال الفلاس : كان يحيى بن سعيد لا يحدث عنه.
        قلت : هذا من تعنت يحيى في الرجال . وله اجتهاده فلقد كان حجة في نقد الرواة. انتهى

        وفي ترجمة يحي بن سعيد من سير النبلاء 9/183 قال : كان يحي بن سعيد متعنتاً في نقد الرجال ، فإذا رأيته قد وثق شيخاً فاعتمد عليه ، أما إذا ليَّن أحداً فتأن في أمره حتى ترى قول غيره فيه ، فقد ليَّن مثل إسرائيل ، وهمام ، وجماعة احتج بهم الشيخان . انتهى.

        وقال الذهبي في الرواة الثقات المتكلم فيهم بما لا يوجب ردهم ج: 1 ص: 79 : حبيب بن المعلم حجة تعنت يحيى بن سعيد فكان لا يحدث عنه ، حديثه في الكتب كلها وحسين المعلم أثبت منه. انتهى

        وقال الزيلعي في (نصب الراية 2/439) : فإن يحي شرطه شديد في الرجال. انتهى.

        بل وإليك الحكاية التالية التي تدل دلالة واضحة على شدة تعنت يحي بن سعيد حتى عند شعبة بن الحجاج ، نقلها ابن أبي حاتم في مقدمة كتابه الجرح والتعديل (ص232) بسنده إلى ابن مهدي قال : اختلفوا يوماً عند شعبة فقالوا : اجعل بيننا وبينك حكماً . فقال : قد رضيت بالأحول – يعني يحي بن سعيد القطان – فما برحنا حتى جاء يحي ، فتحاكموا إليه فقضى على شعبة ، فقال له شعبة : ومن يطيق نقدك ؟. أو من له بمثل نقدك يا أحول ؟.
        قال أبو محمد – (أي ابن أبي حاتم) - : هذه غاية المنزلة ، إذ اختاره شعبة من بين أهل العلم ، وقد بلغ من دالته بنفسه ، وصلابته في دينه أنه قضى على شعبة. انتهى.

        بل وهذه شهادة علي بن المديني على تشدد يحي بن سعيد ، فقد قال: إذا اجتمع يحي بن سعيد وعبدالرحمن بن مهدي على ترك رجل لم أحدِّث عنه ، فإذا اختلفا أخذتُ بقول عبدالرحمن لأنه أقصدهما ، وكأن في يحي تشدّد. انتهى. (تهذيب التهذيب لابن حجر 6/280)

        أقول : ومعلوم أن ابن مهدي ويحي بن سعيد اختلفا في شهر بن حوشب ، ونقل هذا الاختلاف ابن المديني نفسه ، وأشار إلى المقولة التي نقلناها هنا ، ولكن فلينة العصور بتر وشوّه وقلب الحقيقة ، ولكن هيهات أن ينفق تدليسه على أحد .

        وهذا قول النسر :
        (وقال علي بن المديني لما سئل هل يرضى بحديث شهر فقال : أنا أحدث عنه ؟!!! ...) انتهى.

        ثم جعل ابن المديني من الجارحين لشهر بن حوشب. في لمحة بصر!!!!!

        فيا أمة محمد أهذا يريد الحق بعمله هذا؟؟!!!

        وهل هو كما قال في صدر رده التالي :
        قال النسر : (إعلم هداك الله أن علم الجرح والتعديل علم شريف كريم الأصل ، وله ضوابط يغفل عنها كثير من العلماء نهيا عن طلبة العلم والعامة ، وذلك لأن هذا العلم يعتمد على الخبرة في فهم وتمحيص ودراسة المرويات والرواة ، فعزيز على صغار طلبة العلم أو بعض العامة أن يهتدوا إلى حيثيات هذا العلم بمجرد النقر بالفأرة على إضبارة ( بحث ) ولو أنهم رجعوا إلى أقوال بحور هذا العلم لما وقعوا في هذا التناقض والتضاد في الأقوال .

        ونتيجة لما سبق يجب أن يبذل طالب العلم والباحث جهده في تحري الحق والعدل والإنصاف حتى لا يقع في محذور شرعي ، لايطلب هذا العلم ليماري به السفهاء ، ويتشدق به في منتديات الشبكة ، بل يطلبه لينال الأجر والمثوبة من الله .)انتهى.

        تحرف أقوال علماء قومك لماذا ؟؟!!!
        لتماري بذلك السفهاء ؟؟
        ثم أي سفهاء تعني ؟؟
        هل تعني بهم سفهاء قومك الذين خدعوا بك وبأمثالك..!!؟؟؟
        هل المقدمة الإنشائية هي السبيل إلى ظهور الحق وكشف العلم ؟؟!!
        لماذا اللجوء إلى التدليس ؟؟!!
        لماذا اللجوء إلى قلب الحقائق ؟؟!!
        وتقول أنك ممن يستدرك على علماء قومك في الجرح والتعديل!!
        أفبهذا العمل الشنيع تستدرك !!؟؟
        بتر وتدليس وتلفيق.!!!
        أهل هذا هو الاستدراك ؟؟؟
        بالتدليس والتزوير ؟؟!!!
        ألا تخافون المعاد ؟؟!!!
        تحاولون إبطال فضائل أمير المؤمنين (ع) بالدس والتدليس والتلفيق والتناقض !
        كل هذا لمن ؟؟
        ولأي شيء ؟!!
        بغضاً لأمير المؤمنين (ع)؟!!
        أم حباً ؟!!!

        ألا تخشى العرض والسؤال ؟!!


        أما قول النسائي في شهر: ليس بالقوي. فلا يؤخذ به لسببين:
        الأول :لأن النسائي من المتشددين أيضاً .
        قال ابن حجر في تهذيب التهذيب 2/147 في ترجمة (الحارث بن عبدالله الهمداني ): حديث الهمداني في السنن الأربعة ، والنسائي مع تعنته في الرجال فقد احتج به وقوِّى أمره. انتهى.

        وقال ذلك ايضاً في ترجمة (أحمد بن عيسى التستري) من هدي الساري 2/113 قال : ...وقد احتج به النسائي مع تعنته. انتهى .

        وقال ابن حجر ايضاُ في ترجمة (الحسن بن الصباح البزار : تعنت فيه النسائي. انتهى (هدي الساري ص461 )

        وقال في نفس الصفحة (461) : حبيب المعلم : متفق على توثيقه ، لكن تعنت فيه النسائي. انتهى.

        بل قرنه ابن حجر في تشدده إلى جانب ابي حاتم فقال في كتابه (بذل الماعون في فضل الطاعون) 2/162 : يكفي في تقويته (أي أبي بلج يحي الكوفي) توثيق النسائي وأبي حاتم مع تشدُّدهما. انتهى.

        وأشار الذهبي قبله إلى تعنت النسائي ، فقد قال في ترجمة عبدالله بن وهب المصري من سير النبلاء 9/228 : وعبدالله حجة مطلقاً ، وحديثه كثير في الصحاح ، وفي دواوين الإسلام ، وحسبك بالنسائي وتعنته في النقد ، حيث يقول : وابن وهب ثقة ، ما أعلمه روى عن الثقات حديثاً منكراً. انتهى.

        وقال في (المغني في الضعفاء )في ترجمة مالك بن دينار : النسائي قد وثقه ، وهو لا يوثق أحداً إلا بعد الجهد. انتهى. (2/538).

        واشار الذهبي إلى تعنت النسائي في عدة مواطن من كتبه مثل الميزان 1/266 ، وتذكرة الحفاظ 2/420 .

        الثاني :
        جرح النسائي لشهر عائد إلى أمرين هما :
        1-جرح شعبة له
        2-ترك يحي القطان له .
        كما صرح هو بنفسه في كتابه (عمل اليوم والليلة ) ج: 1 ص: 195 حديث رقم (126) :
        قال أبو عبد الرحمن – يعني النسائي - : ....شهر بن حوشب ضعيف . سئل ابن عون عن حديث شهر فقال : إن شهرا نزكوه ، وكان شعبة سيء الرأي فيه ، وتركه يحيى القطان.انتهى.

        والرد على هذين تجده خلال هذا الرد.!
        أما جرح ابن عون لشهر فهو عائد لشعبة كما قلت ، ومع ذلك فقد رد هذا الجرح البخاري كما نقله تلميذه الترمذي في سننه كما نقلناه.

        أما قول ابن حبان : يروي عن الثقات المعضلات.!
        فاقول : آآآه من ابن حبان وما أدراك ما ابن حبان!!!!
        هذا الذي يذكر الرجل في كتابه (المجروحين) ثم يعود فيضعه في كتابه الآخر : (الثقات) ، وقد جمعت منهم عدداً غير يسير سهل الله لإخراجه.
        ثم هو يذكر الراوي في ثقاته ويقول : لا أدري من هو ، ولا ابن من؟؟!!
        وهو معدود من المتساهلين في الرجال ، ومن المتعنتين أيضاً. (كيف هذا لا أدري . ربما النسر يدري)

        قال الذهبي في ميزانه (2/185) في ترجمة عثمان بن عبدالرحمن الطرائفي : وأما ابن حبان فإنه تقعقع كعادته فقال فيه : يروي عن الضعفاء اشياء ويدلسها عن الثقات ..إلخ.

        وقال في ترجمة محمد بن الفضل السدوسي (عارم) في (ميزانه 3/121) بعد ذكر توثيقه عن الدارقطني : ....فاين هذا القول من قول ابن حبان الخَسَّاف المتهوِّر في عارم؟!...إلخ. انتهى.

        وقال في ترجمة أفلح بن سعيد المدني : ابن حبان ربما قصّبَ الثقة حتى كأنه لا يدري ما يخرج من رأسه. (الميزان 1/274).

        وكلمة الذهبي ذكرها أيضاً ابن حجر في (القول المسدد في الذب عن مسند أحمد) ص33 مع تغيير كلمة (قصب) بـ (جرح) قال : ابن حبان ربما جَرَّح الثقة! حتى كأنه لا يدري ما يخرج من رأسه!!.

        وقال الذهبي في ترجمة سعيد بن عبدالرحمن الجمحي : وثقه ابن معين وغيره ....وأما ابن حبان فإنه خسَّاف قصَّاب ، فقال : روى عن الثقات أشياء موضوعة. انتهى (الميزان 2/148).

        وقال الذهبي في ترجمة العلاء بن زهير الأزدي : وثقه يحي بن معين ، وقال ابن حبان : كان ممن يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات ، فبطل الاحتجاج به فيما لم يوافق الثقات. قلت – القائل الذهبي - : العبرة بتوثيق يحي . انتهى (الميزان 3/101).


        = = = = = = = = = = =
        أما قول ابن حزم : ساقط.
        فلا أدري من أين أتى ابن حزم بهذه الكلمة؟!!
        ولكن ابن حزم لا أظنك تجهل كلام قومك فيه وفي لسانه!
        فعليك بمراجعة كتاب الرفع والتكميل من 293 – 305 (الحاشية) للشيخ عبدالفتاح أبي غدة فلقد نقل فيها نقولات تستحق المراجعة. ولولا ضيق الوقت لنقلنا لك نقولات في ابن حزم من رجال قومك حتى تعلم من هو ابن حزم!
        وكما أذكرك أن ابن حزم هذا الذي تستشهد بجرحه لشهر بن حوشب ، كان عليك أيضا أن تأخذ بقوله في كل من : الترمذي ، وأبى القاسم البغوي ، وإسماعيل بن محمد الصفار ، وأبى العباس الأصم ، وابن ماجة ، وغيرهم الكثير ، فلقد قال عنهم : "مجهول".
        وليحيا العلم يا ابن حزم.!!!

        = = = = = = = = = = =
        أما ابن الجوزي.!
        فغير خفي عن الجميع حال ابن الجوزي عند الكثير في خصوص أحكامه على بعض الأحاديث ، خصوصاً في كتابه الموضوعات.

        قال السخاوي في (فتح المغيث 1/237) وهو يتحدث عن ابن الجوزي وكتابه الموضوعات : ربما أدرجَ فيها (أي في الموضوعات) الحسن والصحيح مما هو في أحد الصحيحين فضلاً عن غيرهما...إلخ). انتهى

        وقال الذهبي قبله في (الميزان 1/16) بترجمة أبان بن يزيد العطار البصري : حافظ صدوق إمام... قال : بل هو ثقة حجة... وقد أورده أيضا العلامة أبو الفرج بن الجوزي في "الضعفاء" ، ولم يذكر فيه أقوال من وثقه ، وهذا من عيوب كتابه ، يسرد الجرح ، ويسكت عن التوثيق. انتهى.

        أقول : تعال معي قليلاً لأعطيك هذا المثال عن ابن الجوزي.
        أن ابن الجوزي جرح شهر بن حوشب تبعاً لجرح شعبة له .
        كما أنه ذكر نفس حديث صيام يوم غدير خم في كتابه "العلل المتناهية" 2/226 حديث رقم (356) ورد الحديث بقوله التالي :
        ((وهذا حديث لا يجوز الاحتجاج به ، ومن فوقه إلى أبي هريرة ضعفاء . ونزول الآية كان يوم عرفة بلا شك وذكر ذلك في الصحيحين .)).انتهى كلام ابن الجوزي.

        ولكن نفس ابن الجوزي هذا الذي ضعف شهر بن حوشب في كتابيه السابقين عاد ليوثق نفس شهر بن حوشب في كتاب آخر له عندما احتاج إلى توثيقه ، وربما لا تصدق فتعال معي :

        قال في كتابه (التحقيق في أحاديث الخلاف) ج: 1 ص: 151
        138 أخبرنا ابن الحصين قال أنبأنا ابن المذهب قال : أنبأنا أحمد بن جعفر ، حدثنا عبد الله بن أحمد قال : حدثني أبي ، حدثنا يحيى بن إسحاق ، حدثنا حماد بن زيد ، عن سنان بن ربيعة ، عن شهر بن حوشب ، عن أبي أمامة : أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : الأذنان من الرأس .اه
        فإذا قال الخصم : في هذا الحديث سنان وشهر.!. فأما سنان فقال أبو حاتم الرازي : هو مضطرب الحديث . وأما شهر فقال ابن عدي : ليس بالقوي ولا يحتج بحديثه . وقال الدارقطني : قال سليمان بن حرب ، عن حماد بن زيد إن قوله : الأذنان من الرأس من قول أبي أمامة تزوجها وهو الصواب.
        فالجواب : أما شهر فقد وثقه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين .
        وأما سنان ، فإنما قال فيه يحيى : ليس بالقوي . والاضطراب في الحديث لا يمنع الثقة .
        وجواب قول من قال : هو قول أبي أمامة : أن نقول الراوي قد يرفع الشيء وقد يفتي به. انتهى كلام ابن الجوزي.

        أقول : أرأيتَ كيف يتم التلاعب بالجرح والتعديل ، فتلاحظ أن ابن الجوزي حينما احتاج إلى توثيق شهر وثقه. بينما هناك ضعفه مطلقاً فقال : من فوق أبى هريرة ضعفاء ، ولم يحكي فيه خلافاً حتى.!


        = = = = = = = = = = =
        ثم نأتي لبعض النقاط المهمة :
        هل مجرد الكلام في الرجل يسقط حديثه ؟؟
        قال الزيلعي في نصب الراية 1/341 وما بعدها : مجرد الكلام في الرجل لا يسقط حديثه ، ولو اعتبرنا ذلك لذهب معظم السنة ، إذ لم يسلم من كلام الناس إلا من عصمه الله ، بل خرج في الصحيح لخلق ممن تكلم فيهم ، ومنهم جعفر بن سليمان الضبعي...إلخ في كلام طويل. انتهى


        = = = = = = = = == =
        ماذا يعني قولهم عن الراوي : ثبت.؟!

        قال ابن حجر في هدي الساري : 2/153 ترجمة عمر بن نافع مولى ابن عمر : قال ابن سعد : كان ثبتاً قليل الحديث ولا يحتجون بحديثه. قلت – القائل ابن حجر - : وهو كلام متهافت ، كيف لا يحتجون به وهو ثبت؟. انتهى.

        أقول : فكيف إذا قائل هذه اللفظة ابن معين : ثقة ثبت! ، وهو من هو عندهم في الجرح والتعديل.!

        = = = = = ==
        قول أبي حاتم الرازي عن الراوي: ليس بحجة. هل يؤخذ به على إطلاقه أم يُنَازَع فيه؟!
        قال الذهبي في سير أعلام النبلاء ج: 13 ص: 260 في ترجمة أبي حاتم :
        "إذا وثق أبو حاتم رجلا فتمسك بقوله ، فإنه لا يوثق الا رجلا صحيح الحديث ، وإذا لين رجلا أو قال فيه : لا يحتج به ، فتوقف حتى ترى ما قال غيره فيه ، فإن وثقه احد ، فلا تبن على تجريح أبي حاتم ، فانه متعنت في الرجال ، قد قال في طائفة من رجال الصحاح : ليس بحجة ، ليس بقوي ، أو نحو ذلك.انتهى

        وقال ابن تيمية في مجموع الفتاوى 24/350 : وأما قول أبي حاتم – في أبي صالح باذام - : يكتب حديث ولا يحتج به ، فأبو حاتم يقول مثل هذا في كثير من رجال الصحيحين ، وذلك أن شرطه في التعديل صعب ، والحجة في اصطلاحه ليس هو (الحجة) في اصطلاح جمهور أهل العلم.انتهى.

        وفي سير أعلام النبلاء ج: 4 ص: 481 في ترجمة بشير بن نهيك قال : حديثه في الكتب الستة ، شذ أبو حاتم فقال : لا يحتج به.انتهى.

        وفي سير أعلام النبلاء ج: 7 ص: 408 في ترجمة شيبان بن عبدالرحمن النحوي قال : قلت : قول أبي حاتم فيه : لا يحتج به ، ليس بجيد.انتهى.

        وفي سير أعلام النبلاء ج: 8 ص: 295 في ترجمة عباد بن عباد قال : تعنت أبو حاتم كعادته وقال : لا يحتج به. وقال ابن سعيد : لم يكن بالقوي في الحديث.
        قلت : قد احتج أرباب الصحاح به ، وقال فيه يحيى بن معين : ثقة ، وقال : هو أوثق و أكثر من عباد ابن العوام.انتهى.

        وفي سير أعلام النبلاء ج: 8 ص: 513 في ترجمة عمر بن علي بن عطاء أبو حفص الثقفي المقدمي قال: وثقه ابن سعد وغيره ، وقال ابن معين : ما به بأس ، وقال أبو حاتم : لا يحتج به ، وقال محمد بن سعد : ثقة كان يدلس تدليسا شديدا ، يقول : سمعت ، وحدثنا ، ثم يسكت ساعة ، ثم يقول : هشام بن عروة ، سليمان الأعمش.
        قلت : قد احتمل أهل الصحاح تدليسه ورضوا به!. انتهى.

        وفي سير أعلام النبلاء ج: 9 ص: 324 في ترجمة القاسم بن مالك قال : وثقه أحمد العجلي ، وأخرجا حديثه في الصحيحين . وقال أبو حاتم : لا يحتج به ، وقال زكريا الساجي : ضعيف .
        قلت : لا وجه لتضعيفه ، بل ما هو في إتقان غندر . انتهى

        وفي سير أعلام النبلاء ج: 12 ص: 23 في ترجمة أبي همام الوليد بن شجاع بن الوليد قال : قال يحيى بن معين لا بأس به ، وقال أبو كريب : ما أخرج إلي الشيوخ كتابا إلا وفيه فرغ أبو همام فرغ أبو همام وقال محمد بن زكريا الغلابي : سمعت يحيى بن معين يقول عند أبي همام مئة ألف حديث عن الثقات. وقال النسائي : لا بأس به ، وقال أحمد بن حنبل : اكتبوا عنه ، وقال سريج بن يونس : ما فعل ابن أبي بدر؟! كانوا يضعفونه!. ، وقال صالح جزرة : تكلموا في أبي همام ، وقال أبو حاتم : لا يحتج به.
        قلت : قد احتج به مسلم ، وهو على سعة علمه قل أن تجد له حديثا منكرا ، وهذه صفة من هو ثقة.انتهى.


        وفي سير أعلام النبلاء ج: 6 ص: 191 في ترجمة خالد الحذاء قال : وثقه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وجماعة ، وحديثه في الصحاح . قال أبو حاتم الرازي : يكتب حديثه ولا يحتج به ، وقال عباد بن عباد : أراد شعبة أن يضع من خالد الحذاء ، فأتيته أنا وحماد بن زيد فقلت له : مالك أجننت !؟ أنت أعلم قال : وتهددناه ، فأمسك ، وقال يحيى بن ادم : قلت لحماد بن زيد ما لخالد الحذاء في حديثه قال : قدم علينا قدمة من الشام فكأنا أنكرنا حفظه ، وقال عبد الله بن أحمد حدثني أبي قال : قيل لإسماعيل بن علية في هذا الحديث ، فقال : كان خالد يرويه فلم يكن يلتفت إليه . ضعف ابن علية أمره يعني الحذاء .
        قال يحيى بن ادم : حدثنا عبد الله بن نافع القرشي أبو شهاب قال : قال لي شعبة : عليك بحجاج بن ارطأة ومحمد بن إسحاق فإنهما حافظان ، واكتم علي عند البصريين في خالد الحذاء وهشام يعني ابن حسان .
        قلت : هذا الاجتهاد من شعبة مردود لا يلتفت إليه ، بل خالد وهشام محتج بهما في الصحيحين ، هما أوثق بكثير من حجاج وابن إسحاق ، بل ضعف هذين ظاهر ولم يتركا. انتهى.

        أقول : لاحظ هنا بأن الذهبي ردّ قول أبي حاتم وكذا قول شعبة جملة.!فانتبه لذلك جيداً.

        وقال الذهبي في الرواة الثقات المتكلم فيهم بما لا يوجب ردهم ج: 1 ص: 41 : أبو ثورالكلبي ابراهيم بن خالد الفقيه احد المجتهدين وثقة الناس تعنت ابو حاتم كعوائده وقال ليس محله محل المتسعين في الحديث كان يتكلم بالرأي فيخطئ ويصيب قلت هذا غلو من أبي حاتم غفر الله له. انتهى.

        ======================
        وهنا بعض العبارات المبهمة في الجرح لا تدل على الجرح ، وهي كلها غير مفسرة ضعها في حسبانك:
        يتكلمون فيه.
        لم يكن بالقوي
        كان متهماً بسرقة الحديث
        التضعيف دون ذكر السبب
        ما كان بأهل أن أحدث عنه
        ليس بذاك
        يخالف في حديثه
        يستضعف

        الرفع والتكميل ص266 – 268

        = = = = = = = ==
        وهنا حكم آخر لابن حجر على حديث من طريق شهر بن حوشب :قال في فتح الباري - ابن حجر ج 8 ص 85 : وذكر أبو سعيد في شرف المصطفى والبيهقي في الدلائل من طريق شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم أن اليهود قالوا يا أبا القاسم إن كنت صادقا فالحق بالشام فأنها أرض المحشر وأرض الانبياء فغزا تبوك لا يريد إلا الشام فلما بلغ تبوك أنزل الله تعالى الآيات من سورة بني إسرائيل وإن كادوا ليستفزونك من الارض ليخرجوك منها الآية انتهى وإسناده حسن مع كونه مرسلا . انتهى.
        .................................................. ..........

        أقول : وإليك بعض التدليسات نمر بها للتندر:
        قال النسر وهو ينقل بعض ما قيل في شهر عن كتاب تهذيب الكمال للمزي ج12/583 :

        قال النسر : ((وقال علي بن المديني لما سئل هل يرضى بحديث شهر فقال : أنا أحدث عنه ؟!!! ))

        أقول : تكلمنا عن هذا التدليس الشنيع من النسر فيما سبق فراجعه.

        وقال النسر :
        ((وقد سئل محمد بن عبد الله بن عمار عن حجية حديث شهر فقال : لا . أي : لا يحتج به))


        أقول : بتر النسر كلام محمد بن عبدالله بن عمار بتراً قبيحاً ، فأخذ منه فقط ما يعتقد أنه يفيده. فتراه فقط أخذ من قوله : (لا يحتج به)
        وهذا قول ابن عمار أنقله كاملاً :
        قال الحسين بن إدريس قال : أنا محمد بن عبدالله بن عمار وسألته عن شهر بن حوشب فقال : روى الناس عنه ، وما أعلم أحداً قال فيه غير شعبة ، قلت : يكون حديثه حجة؟ قال : لا . انتهى (تاريخ دمشق 23/225 ، تهذيب الكمال 12/585).

        أقول : أرأيتم قبح بتره؟!!

        وقال النسر :
        (وقال أبو حاتم : ولا يحتج به)


        أقول : كم أعجب من هذا الرجل! عنده كتاب ابن أبي حاتم (مصدر كلام أبي حاتم) فلا ينقل عنه كلامه ، وإنما يذهب بعيييييييد إلى كتاب ناقل من المصدر الذي بين يديه وهو متأخر عنه بمئات السنين! فما عشت أراك الدهر عجباً.
        تلاحظون الرجل هنا أيضاً بتر كلام أبى حاتم فأخذ منه ما يريد (لا يحتج به) وترك الباقي.

        وهذا كلام أبى حاتم كاملاً في شهر من كتاب (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج: 4 ص: 382 ) قال : سمعت أبى يقول : شهر بن حوشب أحب إليَّ من أبى هارون العبدي ومن بشر بن حرب ، وليس بدون أبى الزبير ، لا يحتج بحديثه. انتهى.
        وهذا ما نقله المزي أيضاً في تهذيب الكمال 12/585 نفس مصدر النسر الذي بتره.

        أقول : لا تعليق..!!

        وقال النسر :
        (وقال صالح بن محمد البغدادي : أنه روى أحاديث يتفرد بها لم يشركه فيها أحد)

        أقول : نفس الأمر حدث فالبتر اصاب هذه الجملة.

        وهذا كامل قول صالح بن محمد في شهر :
        قال المزي في تهذيب الكمال ج: 12 ص: 585 : وقال صالح بن محمد البغدادي : شهر بن حوشب شامي قدم العراق على الحجاج بن يوسف ، روى عنه الناس من أهل البصرة وأهل الكوفة وأهل الشام ، ولم يوقف منه على كذب ، وكان رجلا يتنسك ، إلا انه روى أحاديث يتفرد بها لم يشركه فيها أحد. انتهى.

        اقول : ايضاً لا تعليق..!!

        = = = = = = = = = = = = = = = = = = = = =

        وإليك مزيداً ممن وثق شهر بن حوشب :

        1-الضياء المقدسي فقد أخرج له في المختارة ، والمختارة من المصنفات التي التزم مصنفه إخراج الصحيح عنده ، كما اشار غير واحد ، وهذا حديثه فيها :
        الأحاديث المختارة للضياء المقدسي ج: 8 ص: 324
        391 أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد أن فاطمة أخبرتهم أبنا محمد أبنا سليمان بن أحمد الطبراني ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل ثنا محمد بن بكار حدثني عبدالحميد بن بهرام ثنا شهر بن حوشب عن عبدالرحمن بن غنم قال قال أبو الدرداء وعبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا أن الشيطان قد أيس أن يعبد في جزيرة العرب وأما الشهوة الخفية فقد عرفناها هي شهوات الدنيا من نسائها وشهواتها.

        2-الهيثمي في مجمع الزوائد في أكثر من موضع :
        مجمع الزوائد ج: 2 ص: 130 قال : ....وفي طرقها كلها شهر بن حوشب ، وفيه كلام وهو ثقة إن شاء الله.

        مجمع الزوائد ج: 3 ص: 125
        .....رجاله رجال الصحيح غير شهر بن حوشب وهو ثقة وفيه كلام.

        مجمع الزوائد ج: 4 ص: 217
        .....رواه الطبراني وفيه : شهر بن حوشب ، وحديثه حسن وبقية رجاله ثقات.

        مجمع الزوائد ج: 4 ص: 271
        ....رواه أحمد وأبو يعلي والطبراني وفيه: شهر بن حوشب ، وهو ثقة وفيه كلام ، وبقية رجاله ثقات.

        مجمع الزوائد ج: 10 ص: 108
        ......رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير شهر بن حوشب ، وحديثه حسن.

        3-أبو بكر البوصيري في مصباح الزجاجة
        مصباح الزجاجة ج: 1 ص: 13
        25 حدثنا أحمد بن الأزهر حدثنا محمد بن يوسف حدثنا عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة. هذا إسناد حسن رواه الدارقطني في سننه من هذا الوجه ورواه الشيخان من حديث عمر بن الخطاب رضي تعالى عنه

        مصباح الزجاجة ج: 2 ص: 31
        17 باب ما جاء في القراءة على الجنازة
        538 حدثنا عمرو بن أبي عاصم النبيل و إبراهيم بن المستمر قالا حدثنا أبو عاصم حدثنا حماد بن جعفر العبدي حدثني شهر بن حوشب حدثتني أم شريك قالت أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نقرأ على الجنازة بفاتحة الكتاب. هذا إسناد حسن شهر والراوي عنه مختلف فيهما رواه أبو يعلى الموصلي في مسنده من طريق حماد بن جعفر به.

        4-الحافظ المنذري
        ففي القول المسدد ج: 1 ص: 77
        قال أحمد حدثنا داود بن مهران الدباغ ثنا داود يعني العطار عن ابن خثيم عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم : من شرب الخمر لم يرض عنه أربعين ليلة فإن مات مات كافرا وإن تاب تاب الله عليه وإن عاد كان حقا على الله أن يسقيه من طينة الخبال قيل يا رسول الله وما طينة الخبال قال صديد أهل النار. قال الحافظ المنذري سنده حسن.انتهى

        5-ابو عمرو بن الصلاح
        قال في كتابه (صيانة صحيح مسلم ) ج: 1 ص: 124 :
        (ذكر مسلم بإسناده عن أبي عون قوله في شهر بن حوشب : إن شهرا نزكوه .
        فقوله : "نزكوه" أوله نون ، ثم زاي مفتوحتان ، أي : طعنوا فيه ، مأخوذ من النيزك ، بنون مفتوحة بعدها ياء مثناة من تحت ساكنة ثم زاي مفتوحة وهو الرمح القصير.
        ورواه كثير من رواة مسلم : تركوه ، بالتاء والراء وهو تصحيف . وتفسير مسلم له ينفيه . وشهر قد وثقه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وغيرهما ، والذي ذكره فيه ابن أبي خيثمة : أنه ثقة . حكاه عن يحيى بن معين ، وَاقْتَصَرَ عليه ، والقلب إلى هذا أميل وإن ذكره جماعة في كتبهم في الضعفاء . وقد ذكره أبو نعيم الحافظ فيمن ذكرهم في حلية الأولياء .
        وما ذُكِرَ في جرحه من أخذه خريطة من بيت المال على جهة الخيانة له محمل يدرأ عنه القدح المسقط .
        وقول ابن حبان : إنه سرق عيبة من عديله في مقبول والله أعلم. انتهى

        6-أبو نعيم الأصفهاني .
        حيث ذكره في كتابيه الحلية ، وذكر أخبار أصفهان ، وجعل ابن الصلاح من ذلك توثيقاً من أبي نعيم لشهر بن حوشب.

        7-النووي شارح صحيح مسلم
        شرح مسلم - النووي ج 1 ص 92 قال :
        قوله : (سئل ابن عون عن حديث لشهر وهو قائم على أسكفة الباب فقال أن شهرا نزكوه ) قال يقول : أخذته ألسنة الناس تكلموا فيه .
        أما ابن عون فهو الامام الجليل المجمع على جلالته وورعه عبد الله بن عون بن ارطبان أبو عون البصرى كان يسمى سيد القراء أى العلماء وأحواله ومناقبه أكثر من أن تحصر وقوله أسكفة الباب هى العتبة السفلى التى توطأ وهى بضم الهمزة والكاف وتشديد الفاء.
        وقوله : (نزكوه ) هو بالنون والزى المفتوحتين معناه : طعنوا فيه ، وتكلموا بجرحه ، فكأنه يقول طعنوه بالنيزك ، بفتح النون واسكان المثناة من تحت وفتح الزى ، وهو رمح قصير . وهذا الذى ذكرته هو الرواية الصحيحة المشهورة ، وكذا ذكرها من أهل الأدب واللغة والغريب الهروى فى غريبه . وحكى القاضى عياض عن كثيرين من رواة مسلم أنهم رووه تركوه بالتاء والراء وضعفه القاضى . وقال : الصحيح بالنون والزى . قال : وهو الأشبه بسياق الكلام.
        وقال غير القاضي : رواية التاء تصحيف ، وتفسير مسلم يردها. ويدل عليها أيضا أن شهرا ليس متروك . بل وثقه كثيرون من كبار أئمة السلف أو أكثرهم .
        فممن وثقه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وآخرون .
        وقال أحمد بن حنبل ما أحسن حديثه ووثقه .
        وقال أحمد بن عبد الله العجلى : هو تابعى ثقة .
        وقال ابن أبى خيثمة عن يحيى بن معين : هو ثقة . ولم يذكر ابن أبى خيثمة غير هذا
        وقال أبو زرعة : لا بأس به .
        وقال الترمذى : قال محمد يعنى البخارى : شهر حسن الحديث ، وقوى أمره . وقال انما تكلم فيه ابن عون ثم روى عن هلال بن أبى زينب عن شهر .
        وقال يعقوب بن شيبة : شهر ثقة.
        وقال صالح بن محمد : شهر روى عنه الناس من أهل الكوفة وأهل البصرة وأهل الشام ، ولم يوقف منه على كذب ، وكان رجلا ينسك ، أى يتعبد ، الا أنه روى أحاديث لم يشركه فيها أحد.
        فهذا كلام هؤلاء الأئمة فى الثناء عليه .
        وأما ما ذكر من جرحه أنه أخذ خريطة من بيت المال! فقد حمله العلماء المحققون على محمل صحيح .
        وقول أبى حاتم بن حبان : أنه سرق من رفيقه فى الحج غير مقبول عند المحققين بل أنكروه والله أعلم .
        وهو شهر بن حوشب بفتح الحاء المهملة والشين المعجمة أبو سعيد ويقال أبو عبد الله وأبو عبد الرحمن وأبو الجعد الاشعرى الشامى الحمصى وقيل الدمشقى.
        وقوله أخذته ألسنة الناس جمع لسان على لغة من جعل اللسان مذكرا وأما من جعله مؤنثا فجمعه ألسن بضم السين قاله ابن قتيبة والله أعلم

        8-ابن دقيق العيد
        تعرف قوله في حديث شهر بن حوشب وأن حديثه عنده (حسن) بما سأنقله لك من كتاب نصب الراية للزيلعي الآتي.

        9-الزيلعي
        قال في كتابه "نصب الراية" ج 1 ص 70 في كلامه على أحد الأحاديث بما نصه :
        (قال ابن دقيق العيد في الامام : وهذا الحديث معلول بوجهين ، أحدهما : الكلام في شهر بن حوشب ، والثاني الشك في رفعه . ولكن شهر وثقه أحمد ويحيى والعجلي ويعقوب بن شيبة ، وسنان بن ربيعة اخرج له البخاري ، وهو وان كان قد لين فقال ابن عدي : أرجو انه لا بأس به . وقال بن معين : ليس بالقوي . فالحديث عندنا حسن والله اعلم انتهى كلامه .
        وقال ابن القطان في كتاب "الوهم والإيهام" : شهر بن حوشب ضعفه قوم ووثقه آخرون م وممن وثقه ابن حنبل وابن معين ، وقال أبو زرعة : لا بأس به . وقال أبو حاتم : ليس هو بدون أبي الزبير . وغير هؤلاء يضعفه . قال : ولا أعرف لمضعفه حجة ، وأما ما ذكروه عنه من تزييه بزي الجند ، وسماعه الغناء بالآلات وأخذه الخريطة من المغنم فهو إما انه لا يصح عنه ، وإما انه خارج على مخرج لا يضره .
        وخبر الخريطة إنما هو لقول شاعر كذب عليه!! حكى ان شهر بن حوشب كان على بيت المال فأخذ خريطة فيها دراهم فقال فيه الشاعر :
        لقد باع شهر دينه بخريطة.....فمن يأمن القراء بعدك يا شهر . انتهى كلامه .
        قلت – القائل الزيلعي - : وقد صحح الترمذي في كتابه حديث شهر بن حوشب عن أم سلمة : ان النبي صلى الله عليه وسلم لف على الحسن والحسين وعلي وفاطمة كساءا وقال : هؤلاء أهل بيتي . ثم قال : هذا حديث حسن صحيح انتهى كلام الزيلعي بعينه.

        أقول : أضفه إلى ما نقلناه سابقاً من توثيق جهابذة هذا الفن لتعرف مكانة شهر بن حوشب
        وهم الآتي :

        ابن معين قال: ثقة ، ثبت
        الامام أحمد قال : ما أحسن حديثه ووثقه
        العجلي قال : ثقة
        ابن شاهين اعتمد توثيقه في كتابه الثقات عن ابن معين
        أبو زرعة قال : لا باس به
        البخاري (صاحب الصحيح) حَسَّنَ حديثه وقوّى أمره
        يعقول بن شيبة قال : ثقة
        الفسوي قال : ثقة
        صالح بن محمد جزرة قال : لم يوقف منه على كذب
        الترمذي حَسَّنَ حديثه (حسن لذاته) ، وربما صحح له. (بل المتعين أنه صحح له بقوله حديث حسن صحيح غريب)
        ابن المديني لم يتركه
        عبدالرحمن بن مهدي يحدث عنه ولم يتركه
        عثمان الدارمي نقل ثناء أحمد عليه
        الطبري قال : كان فقيهاً قارئاً عالماً
        البزار قال : لا نعلمُ أحداً ترك الرواية عنه غير شعبة
        أبو الحسن بن القطان الفاسي قال : لم اسمع لمضعِّفه حجة.

        إضافة إلى توثيقه من قبل الذهبي (وأن العمل على توثيق الرجل عنده كما أشرنا إليه في ميزانه)
        وتحسين ابن حجر لحديثه

        أقول : لقد نقضنا ما جاء به النسر يظن أن فيه بعض علم ، والحمدلله رب العالمين.

        النتيجة النهائية : هل تُردّ أقوال كلللل هؤلاء مقابل قول شعبة بن الحجاج ، الذي هو المشهور بجرح شهر بن حوشب ، أو على الأقل هو أصل الطعن فيه ؟‍!

        قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً) (النساء:174)

        وقال تعالى : ( قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ) (الأنعام:104)

        وقال تعالى : ( قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ) (يونس:108)


        مرآة التواريخ


        انتهى.


        نقله الحزب ،،،

        تعليق


        • #5
          الإمامان ابن حجر والذهبي من أصحاب الاستقراء التام أي تتبعوا أقوال العلماء في الراوة ورواياتهم ثم حكموا عليهم، قال ابن حجر عن شهر صدوق كثير الأوهام والإرسال، وقال عنه الذهبي الرجل غير مدفوع عن صدق أو علم والاحتجاج به مترجح، أي صدوق يحتج به، فهو إذا لا يصل إلى مرتبة الثقة الثقة الثبت كما يصورها لنا مرآة التورايخ.
          ثانيا، مطر الوراق صدوق كثير الخطأ روى له البخاري تعليقا ومسلم في المتابعات فقط.
          ثالثا، ضمرة صدوق يهم قليلا أنكر الإمام أحمد بعض أحاديثه وكذلك الترمذي وقال عنه الساجي صدوق يهم، عنده مناكير وقال عنه أبو حاتم صالح ووثقه النسائي وابن معين وأحمد.

          النتيجة، رجال الإسناد:

          1-ثقة.
          2-صدوق له أوهام، ولنقل صدوق فقط (شهر بن حوشب).
          3-صدوق كثير الخطأ (مطر الرواق).
          4-صدوق يهم قليلا (ضمرة بن ربيعة).

          كيف يكون صحيحا؟ أو حتى حسن ؟
          وهل له طريق آخر يعضده ؟
          فالذي أعرفه أن بعض رجال الإسناد لا يحتمل تفردهم، والله أعلم.
          التعديل الأخير تم بواسطة ابو حفص القطيفي; الساعة 09-02-2005, 01:32 AM.

          تعليق


          • #6
            قال مرآة التواريخ محاولا أن يبطل قول ابن كثير:

            "بطلان ما ذكره ابن كثير حول صيام يوم الغدير

            وأما قول ابن كثير - بالنسبة إلى ثواب صوم يوم غدير خم الوارد في رواية أبي هريرة - : ( وكذا قوله إن صيام يوم الثامن عشر من ذي الحجة وهو يوم غدير خم يعدل ستين شهر لا يصح ، لأنه قد ثبت ما معناه في الصحيح أن صيام شهر رمضان بعشرة أشهر ، فكيف يكون صيام يوم واحد يعدل ستين شهرا ؟ هذا باطل )
            فلا يخفى بطلانه على من له أدنى خبرة بالأخبار ، إذ قد ورد له نظائر كثيرة "

            أقول هل هذه النظائر صحيحة أو حسنة يحتج بها؟ فإن كانت ضعيفة واهية فلا عبرة بها ! فالصحيح الثابت أن صيام رمضان بعشرة أشهر وهو الشهر الكريم الذي نزل فيه القرآن وذكره الله بخير في كتابه، فكيف يكون صيام يوم واحد أفضل منه ؟ هذا يعارض الحديث الصحيح فلا عبرة بالنظائر هذه إذا كانت واهية ضعيفة كما قلت.
            التعديل الأخير تم بواسطة ابو حفص القطيفي; الساعة 09-02-2005, 02:02 AM.

            تعليق

            المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
            حفظ-تلقائي
            x

            رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

            صورة التسجيل تحديث الصورة

            اقرأ في منتديات يا حسين

            تقليص

            لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

            يعمل...
            X