إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

مختصر خطبة الجمعة لسماحة الشيخ جلال الدين الصغير بتاريخ2-5-2005

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مختصر خطبة الجمعة لسماحة الشيخ جلال الدين الصغير بتاريخ2-5-2005

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسولهِ الأمين وآله الطيبين الطاهرين الذين جعل الله محبتهم محبة له وجعلها عنواناً لصحيفة المؤمن وجوازاً على الصراط المستقيم.

    ندعوكم لقراءة مختصر خطبة الجمعة لسماحة الشيخ جلال الدين الصغير –دام ظله-


    بعد ان حمد الله تعالى وأثنى عليه وصلى على رسوله وآله الطاهرين، توجه سماحة الشيخ الصغير الى الحاضرين بالتهنئة بمناسبة يوم المباهلة الأغر، داعياً المولى عزوجل ان يجعل الجميع من أهل المباهلة ومن المصطفّين مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الطاهرين.
    وبعد أن سماحته الجميع ونفسه بتقوى الله والعمل بطاعته واجتناب معاصيه اردف قائلاًً "وتمر بنا ذكرى المباهلة ولابد لنا من وقفة عندها، لأن افراحنا إنما بدأت من تلك الأيام، وأن الافراح التي نعيشها هذه الأيام انما جاءت نتيجة التزامنا بأفراح ال محمد (ص) ، وان عقائدنا التي أخذناها من آل محمد(ص) هي التي صنعت مجد العراق وبالتالي يجب علينا ان نتعرف على هذه العقائد بشكل أدق وننصت الى صوت الله سبحانه وتعالى وهو يرسم لنا بنيتنا العقائدية..".
    فوجئ الناس في المدينة بأن اجراساً تقرع وأصواتاً لم تكن بالمألوفة لديهم تتناهى الى اسماعهم وكم فوجؤا يوم ان وجدوا أن اساقفة نجران وقد اقتحموا مسجد الرسول (ص) وهم يدقون بنواقيسهم ويرتلون بصلواتهم واهازيجهم، لكن التاريخ فوجئ ان هؤلاء الذين كان لديهم مثل هذا العز والقوة بحيث يقتحمون المدينة، أخذ القرآن يتحدث عن قضية أخرى هي ((دفع الجزية عن يد وهم صاغرون)) فما النقطة الفارقة بين أن يدخلوا بعز الى مسجد النبي(ص) وبين أن يقروا على انفسهم الجزية ويدفعونها عن يدٍ وهم صاغرون أذلاء، فكما هو معروف انهم دخلوا بالقوة وكانوا ذووا قدرة على المحاججة محاولين اسقاط النبوة ولكن ماهي الا سويعات بعد أن دخلوا وهم يهللون نراهم قد خرجوا وهم ناسكوا الأعناق مقرين على انفسهم دفع الجزية عن يد وهم صاغرون، وهنا تاتي قصة المباهلة التي تحتوي في مضمونها على عبرة كبيرة، إذ قيل لرسول (ص) أن نواقيسهم تقرع في المدينة فقال(ص) دعوهم، وقد جلس الرسول يحدثهم ويحاجهم ويخاصمهم فلم يجد منهم الا العناد عند ذلك قال لهم: تعالوا لنتباهل بعد أن امره الله سبحانه ان يباهلهم. والمباهلة هي ايقاع اللعنة على الكاذب من المتباهلين، وقد قبلوا المباهلة وهم يتصورون انهم قادرون على ان يقفوا امام نور محمد(ص) ولكن ما الذي حصل ؟؟ حيث وقف اساقفتهم وعاقبهم وكل من كان معهم بقوام منتصب يتحدثون عن عزتهم وقوتهم، ولكن ما أن هَلَّ هلال آل محمد(ص)عليهم حتى ابُلسوا واُخرسوا، اذ يخاطب الله سبحانه وتعالى رسوله(ص) ويقول لهم ((فمن حاجك فيه من بعد ماجائك من العلم فقل تعالوا ندع ابناءنا وابناءكم ونسائنا ونسائكم وانفسنا وانفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين)) وبذلك حينما راى الأسقف الرسول الكريم(ص) وهم يقبل وليس معه الا نفسه اي علي بن ابي طالب وفاطمة والحسن والحسين(صلوات الله عليهم)، عند ذلك قال لقومه "اياكم ان تباهلوا، فو الله اني ارى وجوها لم انكم باهلتموها لما بقي نصراني على وجه الأرض قاطبة، ولو انها دعت على الجبال لزعزعتها" ما أن وصل الرسول اليهم حتى جاءه الاسقف فقال له "يامحمد قل لنا ماهي شروطك" .
    وهنا ما الذي رآه الاسقف؟ ولماذا لم يخرج الرسول (ص) بنفسه فقط وملاعنته صادقة ؟ ولماذا لم يُخرِج امته معه ؟ حيث اكتفى بخروج هؤلاء الخمسة المطهرون، بل لماذا لم يخرج اهل بيته معه؟ بل لماذا لم يخرج بيت فاطمة (ع) معه ؟ وأكتفى من هذا البيت بالحسن والحسين فضلاً عن اربابه فاطمة وعلي(ع) ؟ وقد كانت زينب موجودة وكانت أم كلثوم كذلك، ولكنهم لم يخرجوا مع الرسول (ص) فهل أن الرسول (ص) كان في صدد قربى ؟ ام كان في صدد ابلاغ رسالة ؟ وهذا الأبلاغ لايكتمل الا من خلال هذا العقد المبارك (الأبناء والنساء والأنفس) .
    وهنا لابد من الأشارة الى السر الذي يجعل القرآن الكريم يتحدث عن علي بن ابي طالب بأنه نفس الرسول (ص) حيث أننا قد عرفنا الأبناء والنساء ويبقى علي (ع) الا في دائرة الأنفس حتى أن اشد النواصب لم يستطع أن يحرف نفس علي(ع) عن نفس الرسول(ص). والرسول هنا في صدد ابلاغ رسالة وهو في اوآخر عمره الشريف، وهنا لابد للأنسان المنصف الذي يريد ان يتبع الحق ان يتوقف عند هذه النقطة ويسأل نفسه كثيراً ويُلّح عليها، هذه قضية.
    القضية الأخرى، ان الرسول (ص) كان بأمكانه ان يخرج لوحده ويتم الملاعنة والمباهلة ويسقط القوم حتى يقولوا "انا نرى وجهاً لو أنكم باهلتموه لما بقي نصراني على وجه الأرض" ولكن لماذا كان توجيه القرآن للرسول (ص) ان يخرج معه امير المؤمنين والحسن والحسين وفاطمة (صلوات الله عليهم وسلامه)" ؟ وهنا لابد من هذا التساؤل بعيداً عن قول المنحرفين والنواصب حينما يقولون بأن الرسول (ص) اخرج فاطمة والحسن والحسين وعلي تشريفاً لهم ولا دخل لهم بدور المباهلة وقضيتها، اي ذلك كان دور تشريفاتي لاعلاقة له بأصل الموضوع ، الا ان القرآن يتحدث عن غير ذلك، يتحدث عن أمر الهي لامزاح فيه ولا هزل، فلماذا قال القرآن ((قل تعالوا ندع ابناءنا وابنائكم ونسائنا ونسائكم وانفسنا وانفسكم)).
    وتُرى هنا لو أن النصارى قالوا للرسول (ص)" بأننا لانريد ان نباهلك أنت وأنما نريد ان نباهل نساءك فقط (فاطمة (عليه السلام) ) فهل سيقول الرسول بأن فاطمة (ع) غير كفوءة لذلك ؟ ام انه سيقول أنه هلّموا ؟ ولو قال النصارى باننا لانريد المباهلة الا مع هؤلاء الأطفال (الحسن والحسين (ع)) هل سيقول الرسول بأن هؤلاء اطفال ولاتصح منهم المباهلة ؟ أم أنه (ص) سيتقدم بهم ويقول هلموا .. .
    وقد اشرنا سابقاً الى حديث الإمام الكاظم (ع) عندما سؤل "لماذا لم يأتِ سليمان (ع) بعرش بلقيس بنفسه وأنما طلب ذلك من عفارته الجن ومن اصحابه ان يأتوه بهذا العرش مع مقدرته الكبرى على القيام بهذا العمل، فلماذا يتوجه اليهم بهذا التساؤل "من يأتيني بعرشها"؟ ..
    ولماذا نجد هذا التنافس بين من يقول ((ساتيك بعرشها قبل أن تقوم من مقامك)) وبين من يقول ((سأتيك بعرشها قبل أن يرتد اليك طرفك)) ؟ فيقول الإمام الكاظم(ع): ((حتى يعلم الناس من الحجة من بعدهِ)) حيث ان الحجة بعد سليمان (ع) إنما يعلم من خلال هذا العمل، وبذلك نرى الرسول الكريم(ص) قام بحركة ايضاحية لايمكن ان تنسى، ومع ان القوم نهبوا أرث رسول الله(ص) وأخذوا مقاليد الأمور بأيديهم ولكن هل بأستطاعتهم ان يقولوا انهم كانوا في المباهلة وأنهم باهلوا اساقفة نجران وامثالهم بها الجواب : لايمكن لهم ذلك على الأطلاق،
    على اية حال هنا لابد من أن ندرك ان ثمة منظومة عقائدية يريد الله سبحانه وتعالى من خلال هذه الأحداث والمواقف ان يبينها للناس ويبقيها حجة عليهم ليهلك من هلك عن بينّه ويحيا من حيا عن بينه، وعندما يصاف موقف الرسول مع موقف امير المؤمنين لابد لنا من ان نصل الى هذه النفس ماذا تعني ؟ هذه النفس قيل عنها (( وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل)) اذن هذه النفس في عدل الرسالة ولذلك حينما تاتي هذه القضية بعد حادثة الغدير وحديث بيعة رسول الله لأمير المؤمنين وحديث ((فما بلغت رسالته)) نعلم ماذا تعني كلمة الأبلاغ الرسالة ولماذا انقضت في فترة ولماذا أتمت في فترة أخرى يوم أن قيل لأمير المؤمنين ((قم يا علي فالقوم سيأتوك بخٍ بخٍ لك ياعلي اصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة،
    على اية حال هذه الآية تذكرنا بطبيعة الأبلاغ الرسالي وأنه لايوجد فرق الا في هذه القضية ((الا انه لانبي بعدي)) اما بقية القضايا متساوية تماماً غير ان الرسول (ص) هو خاتم الأنبياء والمرسلين ولانبي من بعده، فهذه البنية العقائدية ارادت ان تعرفنا بمقام اهل البيت(ع) وهنا لابد من التحذير لأن اعداء اهل البيت(ع) لايمكن لهم يجلسوا ويقولوا ان انصار اهل البيت قد حققوا نصراً ولافائدة مع معاداتهم، بالعكس فسوف تهجم على انصار اهل البيت(ع) افكاراً ويروج لها في محاولة لأنزال مقام اهل البيت(ع) من المقام الذي رفعه الله سبحانه وتعالى الى المقام الذي يتصورهُ البشر عنهم، وقد تاتي هذه الهجمة من اسماء شيعية او من اسماء اخرى، ولكن مايجب علينا ان نلتزم به هو ان نبقي اهل البيت(ع) حيثما وضعهم الله سبحانه وتعالى في ذلك الموضع، فمسألة الأبناء والنساء مسألة تصويرية ليس إلا ، فالكل منهم (ع) هو نفس رسول الله (ص) ولكن في تلك الحادثة كان ثمة ابناء وكان ثمة نساء وإلا لو كان الأثنى عشر(ع)كلهم يتجاورون لخرجوا معه(ص) ونفس هذا الحديث يسري أيضاً على حديث الكساء ويوم غد هو اليوم الذي صادف مناسبة حديث الكساء وفي مسجد براثا قد وضع برنامج للأحتفاء.
    إذن من يريد الهدى فعليه ان ينظر الى مقام اهل البيت(ع) وان يتبع هداهم ليكون من الناجين والفائزين.
    والحد لله اولاً وآخرا وصلاته وسلامه على رسوله وآله ابداً ..
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X