كماتم التطرق الى اسماء امير المؤمنين ع في موضوع
"
الامام علي ع واسمائه في سورة الفاتحة
" وعلمنا من هناك انه ع والائمة الاطهار قد ذكروا في القران الكريم ولكن غيبت اسمائهم حتى يحفظ القران. نتطرق في سياق الموضوع ذاته واسم جديد له ع في سورة الشمس.
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ
وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا, وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا, وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا, وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا, وَالسَّمَاء وَمَا بَنَاهَا, وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا, وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا, فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا, قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا, وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا, كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا, إِذِ انبَعَثَ أَشْقَاهَا, فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا, فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا, وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا.
صدق الله العلي العظيم
من المعروف ان للايات تفسير ظاهري وباطني، ومن هنا المعنى الظاهري للاية المباركة هو القسم بعجائب خلق الله وهذا هو بداية الطريق للايمان بخلق الله، فلولا الايمان بالشمس والقمر وغيرها مما اقسم الله به لما تحقق للقلب طريق كماله، اذن فالمعنى الظاهري فيها هو القسم ولكن لما لا نتأمل قليلا فيما خصه الله من سر والمعنى الباطني للاية.
"وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا".
فالشمس لها الدور الهام والاكبر في بناء الموجودات الحية على ظهر البسيطة، ولو قدر يوما لهذا المصباح الحياتي ان ينطفئ لساد الظلام والسكوت او بالاحرى الموت على وجه الارض.
وكذلك النبي ص فهو الشمس التي ظهرت واوضح به الدين ولولا دين محمد ص لساخت الارض ولعم الفساد الارض فلولا نبوته ص لاصبحت الحياة جاهلية قبيلة.
والضحى هو وقت هيمنة نور الشمس على الارض فبه ص اوضح الله الدين.
"وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا".
اما القمر فهو اية الليل.. التي بها يزداد الليل تألقا وجمالا وخصوصا ان كان قد اصبح بدرا كاملا، والقمر هو علي ع الذي اكمل الله تعالى بولايته الدين.
"اليوم اكملت لكم دينكم واتممتم عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا".
فلولا ولاية علي ع لما اكتمل الدين ولولا بزوغ القمر وظهور الليل لما اكتمل اليوم، ومن اراد الدخول في يوم جديد لا بد من مرور الليل عليه وكما قال ص: "انا مدينة العلم وعلي بابها فمن اراد المدينة فليأتها من بابها" فكذا لولا علم علي ع لما استطعنا الدخول الى علم النبي ص.
ولكن لم يصرح القران الكريم باسم علي بانه القمر وذلك لقوله تعالى:
" وجعلنا الليل والنهار ايتين فمحونا اية الليل وجعلنا اية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب وكل شيء فصلناه تفصيلا".
وذلك لان علي ع يبقى هو الفتنة التي اختلف بها المسلمون اما الشمس وهو النبي ص فلم يحدث جدال طويل عنه ص.
" وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا" .
التجيلة: هي الاظهار والابراز وكشف الظلمة.
والحجة بن الحسن –عج- هو الذي سيجلي الدين ويبرزه بعد ان يكون قد عم الفساد في الارض وانتشر " ويظهره على الدين كله" ويبعد الظلام بعدله ونوره " فيحق الحق ويحققه".
" وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا".
المعنى الظاهري للاية هو تغطية الليل بظلامه الكرة الارضية، اما باطنها فهو الفترة المظلمة من الحكم المسمى بالاسلامي الممتد من الامام الحسن الى الامام الحسن اي الامام الحسن المجتبى الى فترة الامام الحسن العسكري ع، ولن تذهب هذه الظلمة الا بخروج الامام الحجة بن الحسن –عج-.
ومن اسماء امير المؤمنين ع:
زكاة الله : "قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا, َقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا".
اي قد افلح من زكى النفس وطهرها ونماها، وافضل من سما بروحه هو علي ع وقد قال النبي ص :
"علي امام المتقين".
وفي حديث عن ابي عبد الله ع في قوله" قد افلح من زكاها" قال امير المؤمنين ع زكاة ربه " وقد خاب من دساها" قال هم اعدائه ( اي خسر من اخفى بيعته وولايته بالمعصية وهي نقيض الزكاة).
"لقد كان في قصصهم عبرة".
نتطرف هنا الى ناقة صالح وذبحها ووجه الشبه بينها وبين اغتيال علي ع.
" كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا, إِذِ انبَعَثَ أَشْقَاهَا, فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا, فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا ".
القعر هو الاساس والاصل وعقر الناقة اي قطع اساسها.
ويلاحظ ان قاتل الناقة شخص واحد اشارت اليه الاية باشقاها بينما نسب العقر الى كل طغاة قوم ثمود "فعقروها" وهذا يعني ان كل هؤلاء القوم كانوا مشاركين في الجريمة. وذلك لسببان:
اولا: لان مثل هذه المؤامرات يخطط لها مجموعة ثم ينفذها فرد واحد او افراد.
وثانيا: لان هذه الجريمة تمت برضا القوم فهم شركاء في الجريمة بهذا الرضا. وعن امير المؤمنين ع:
"انما عقر ناقة ثمود رجل واحد فعممهم الله بالعذاب لما عموه بالرضا، فقال سبحانه: ‘ فعقروها فاصبحموا نادمين ‘ ".
ومن المتشابهات:
الشقاء: فعاقر الناقة وقاتل علي ع كلاهما شقيان.
وقد جمع علماء الشيعة والسنة منهم الثعلبي والواحدي وابن مردويه والخطيب البغدادي والموصلي واحمد بن حنبل وغيرهم باسنادهم عن رسول الله ص انه قال لعلي:
"يا علي اشقى الاولين عاقر الناقة، واشقى الاخرين قاتلك، وفي رواية: " من يخظب هذه من هذه ( لحيته من دم رأسه)" " .
التخطيط: التخطيط لعقر الناقة قد تم من مجموعة كما كان التخطيط لقتل امير المؤمنين وهم الخوارج الذين نووا اغتيال الروؤساء الثلاثة وهم امير المؤمنين ع ومعاوية وعمرو بن العاص. فاما الامير فقتل واما معاوية فقد فقد ضرب على اليته وشفي، اما عمرو بن العاص فقد صودف ان يكون مريضا وقد اوكل الصلاة لرئيس شرطته وكان اسمه خارجة لذلك فقد قتل خارجة بدلا عن عمرو. ولما امسكوا بالرجل قال ابشرك بشيء على ان تطلق سراحي , واخبره بالمؤامرة وان صاحبيه قد قتلا في نفس الليلة اي ان الحكم سيعود اليه ، وحبسه منتظرا الخبر.
واخيرا كلا القاتلين لم يكونا يحملان عداء شخصي بل هدفهما هو اطفاء نور الله والقضاء على معجزة واية من ايات الله وكما ان العذاب تسلط على قوم ثمود بعد عقر الناقة تسلط كذلك عم على المسلمين بعد استشهاد الامير ع فعم الجور والظلم المتمثل في التسلط الاموي المتجبر الذي اذاق المسلمين سوء العذاب.
وفي الاخير نسالكم ان لا تنسونا من جزيل الدعاء، وتقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال.
اختكم زهراء
تعليق