إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الـذيـــن قــتـلهـــم معـا و يــة.. ( للعاملي حفظه الله )

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الـذيـــن قــتـلهـــم معـا و يــة.. ( للعاملي حفظه الله )

    بسم الله الرحمن الرحيم
    بعض ما في تاريخ معاوية هذا الشخص الذي يلعنه تاريخه
    من إفادات العلامة العاملي
    موضوع يستحقه رواد منتدى يا حسين

    العاملي :
    الذين قتلهم معاوية

    شعار معاوية: أجمل ما في الحياة إبادة المعارضين !
    شعار معاوية المعروف: (إن لله جنوداً من عسل) ! قاله عندما نجح في دسَّ السُّمَّ في العسل لمالك الأشتر حاكم مصر . كما في المستطرف ص352 ، وغيره ، ونسبه بعضهم الى صاحبه عمرو بن العاص ، كما في تاريخ بخاري:7/311 .

    لكن الشعار الأكثر تعبيراً عن منهجه هو: (لاجدَّ إلا ما أقْعَصَ عنك من تكره) ! ومعناه: لايوجد في الدنيا حظٌّ تفرح به (أو عمل جدي) مثل أن تقتل عدوك وتخمده في مكانه ، فتزيحه من طريقك ! فذلك أجمل ما في الحياة !
    ففي جمهرة الأمثال:2/376 ، و385: (لاجدَّ إلا ما أقعص عنك من تكره) ! يقول: الجد ما قتل من تعاديه فاسترحت منه . والمثل لمعاوية رضي الله عنه ! أخبرنا أبو أحمد عن الجوهري ، عن أبي زيد ، عن عبد الله بن محمد بن حكيم ، عن خالد بن سعيد ، عن أبيه قال: لما أراد معاوية أن يعقد ليزيد قال لأهل الشام: إن أمير المؤمنين قد كبر ودنا من أجله فما ترون ، وقد أردتم أن أولِّي رجلاً بعدي؟ فقالوا: عليك عبد الرحمن بن خالد ، فأضمرها ! واشتكى عبد الرحمن فأمر ابن أثال طبيباً كان له من عظماء الروم فسقاه شربة فمات ، فبلغ معاوية فقال: ما الجد إلا ما أقعص عنك من تكره . وبلغ حديثه ابن أخيه خالد بن المهاجر فورد دمشق مع مولى له يقال له نافع ، فقعد لابن أثال ، فلما طلع منصرفاً من عند معاوية شد عليه وضربه خالد ، فطلبهما معاوية فوجدهما ، فقال معاوية: قتلته لعنك الله قال: نعم قتل المأمور وبقي الآمر) ! (وفي طبعة لجمهرة الأمثال:ص627 ، والمجالسة وجواهر العلم:1/316 والأمثال للميداني:1/630، وفي طبعة ص671، وفي طبعة:2/252 ، والمستقصى في أمثال العرب للزمخشري ص334 ، وطبقات الأطباء لابن أبي أصيبعة:1/154: وفيه: (فاشتكى عبد الرحمن فسقاه الطبيب شربة عسل فيها سم فأخرقته). ثم ذكر سمَّه للأشتر رحمه الله وللإمام الحسن عليه السلام بشئ من التفصيل . والمنمق في أخبار قريش لابن حبيب:1/172، روى قصته بتفصيل وذكر أن المهاجر بن أخ خالد كان شيعياً شهد صفين مع علي عليه السلام . والتذكرة الحمدونية ص1497 ، وذكر قوله: لله جنود من عسل، عندما قتل الأشتر . والمستطرف ص 154، روى عن أبي عبيد القاسم بن سلام: سمَّهُ لعبد الرحمن بن خالد ومالك الأشتر ، والمثلين . ونحوه في تاريخ دمشق:19/189).
    وفي مجمع الأمثال:2/215: (يقال ضربه فأقعصه أي قتله مكانه . يقول: جدك الحقيقي مادفع عنك المكروه ، وهو أن تقتل عدوك دونك ! قاله معاوية حين خاف أن يميل الناس إلى عبدالرحمن بن خالد بن الوليد ، فاشتكى عبدالرحمن فسقاه الطبيب شربة عسل فيها سم فأخرقته ، فعند ذلك قال معاوية هذا القول) !
    وفي محاضرات الأدباء للراغب:1/531 وفي طبعة 472: (قال معاوية لما أتاه خبر موت أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه: لا جدَّ إلا ما أقعص عنك). انتهى .

    ثقافة القتل اليهودية والأموية !

    بدأ التعقيد في اليهود بحالات شخصية ، ثم وصل الى حالة تعقيد في مجتمعهم ! فصار أول ما يفكر فيه أحدهم في شأن خصمه: أن يقتله ! ومن هنا نشأ تفنن اليهود في القتل وسفك الدماء ، وتنويعهم لأساليب الإغتيال المباشرة وغير المباشرة ! وقد وصفهم الله تعالى بأنهم قتلة الأنبياء^والأخيار: لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلاً كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لاتَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ . (المائدة:70) سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ .(آل عمران:181) قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ .(البقرة:91).
    إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يأامُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ....(آل عمران:21) . قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلا تُشْمِتْ بِيَ الأَعْدَاءَ وَلا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ . (الأعراف:150) .
    وأسوأ أنواع القتل ما كان بسبب الحسد ، وهو الذي دفع ابن آدم الى قتل أخيه ! وهو شائع في بني إسرائيل ، ولذا ذكر الله تعالى في القرآن جريمة قابيل ، ثم قال: مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا . (المائدة:32)
    ومنه حسد إخوة يوسف له وتفكيرهم بقتله: إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ . اُقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ . (يوسف:8-9) .

    كما وبخهم الله تعالى لقتل بعضهم البعض: ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالآثْمِ وَالْعُدْوَانِ . البقرة:85
    واشتهرت قصة قتلهم لرجل ورميهم جثته أمام بيوت قبيلة أخرى واتهامهم بقتله: وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارأْتُمْ فِيهَا وَاللهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ . (البقرة:72)
    كما ذمهم القرآن لافتخارهم بقصدهم قتل المسيح عليه السلام مع الرومان: وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ (النساء:157).

    وبسبب سفكهم الدماء وجدلهم لأنبيائهم وربهم عز وجل ، شدد عليهم العقوبة: وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَاقَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَابُ الرَّحِيمُ . (البقرة:54).
    وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلا قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا . (النساء:66)

    ومن نتائج الأفراط في سفك الدماء: الجبن عن القتال ! وهي من أبرز صفات اليهود: قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَا هُنَا قَاعِدُونَ . (المائدة:24).

    ولو تأملتَ بني أمية في قريش لوجدتهم نسخةً عن اليهود من أبناء يعقوب ! فهم بنفس التفكير المادي والنفعية ، والتلذذ بقتل الخصوم ، خاصة بالسُّم !

    لذلك لاعجب إذا وجدت لهم مع اليهود علاقة أخوية ، قبل الإسلام وبعده ! بل توطدت بعد بعثة النبي صلى الله عليه وآله حتى صارت قرب وفاته تحالفاً ! ولا يتسع المجال للتدليل على هذه الحقيقة الخطيرة التي تحتاج الى دراسة لفعالية اليهود وبني أمية في محاولاتهم قتل النبي صلى الله عليه وآله ، ثم في قتل أبي بكر بالسم ، ثم قتل عمر بواسطة غلام المغيرة ! ثم في قتل علي عليه السلام بدفع الخوارج اليه ! (راجع في سم أبي بكر مع شدة حذره: الطبقات:3/198، وتاريخ دمشق:30/ 409 ، والإصابة:4/149، والرياض النضرة:2/243، ومسائل الإمام أحمدص75 ، والصواعق المحرقة:1/253، وتاريخ الخلفاء للسيوطي ص61).


    كم بلغ عدد الذين قتلهم معاوية ؟
    كان معاوية حاكم الشام لمدة عشرين سنة ، ثم تسلط على الأمة لمدة عشرية سنة! فكم كان عدد الذين قتلهم في هذه الأربعين سنة (من20-60 هجرية) ؟!

    وغرضنا هنا أن نعرض شريطاً لتبني معاوية سياسة القتل ، وأنها منهجه المفضل ، وقد أفرط فيه حتى بدون أسباب مقنعة له نفسه أحياناً ! فكان يقول إنه لايعرف لماذا قتل الصحابي القائد في الفتوحات حجر بن عدي رحمه الله وأصحابه الستة بشكل فجيع: (ما قتلت أحداً إلا وأنا أعلم فيمَ قتلته إلا حجر بن عدي)!! (فيض القدير:4/166) .

    1- بلغ عددهم في حرب صفين وحدها أكثر من سبعين ألفاً !
    منهم نحو خمسين ألفاً من جيشه ، ونحو خمس وعشرين ألفاً من جيش أمير المؤمنين× ، وفيهم أكثر من مئة من الصحابة ، منهم خمس وعشرون بدرياً .
    وقد صرح معاوية عن هدفه من قتاله بقوله: (ما قاتلتكم لتصلوا ولا لتصوموا ولا لتحجوا ولا لتزكوا ، إنكم لتفعلون ذلك ، ولكني قاتلتكم لأتأمَّر عليكم وعلى رقابكم ، وقد أعطاني الله ذلك وأنتم له كارهون ! ألا وإني كنت منَّيت الحسن وأعطيته أشياء ، وجميعها تحت قدمي لا أفي بشئ منها له) ! قال الأعمش&هل رأيتم رجلاً أقل حياء منه؟ قتل سبعين ألفاً فيهم عمار ، وخزيمة ، وحجر ، وعمرو بن الحمق ، ومحمد بن أبي بكر ، والأشتر ، وأويس ، وابن صوحان ، وابن التيهان ، وعائشة ، وأبي حسان ، ثم يقول هذا ؟!!) . (الصراط المستقيم:3/47)

    2- قَتَلَ نحو ثلاثين ألفاً في غارة بسر بن أرطاة على الحرمين واليمن !
    لعل أفظع غارات معاوية على بلاد المسلمين في عهد أمير المؤمنين×، غارة بسر بن أرطاة على المدينة ومكة واليمن ، وقد تقدم أن معاوية قال له: (سر حتى تمر بالمدينة فاطرد أهلها ، وأخِفْ من مررت به ، وانهب مال كل من أصبت له مالاً ممن لم يكن دخل في طاعتنا ، وأوهم أهل المدينة أنك تريد أنفسهم ، وأنه لابراءة لهم عندك ولا عذر ، وسر حتى تدخل مكة ولا تعرض فيها لأحد ، وأرهب الناس فيما بين مكة والمدينة ، واجعلهم شرادات ، ثم امض حتى تأتي صنعاء ، فإن لنا بها شيعة ، وقد جاءني كتابهم ! فخرج بسر ، فجعل لا يمر بحي من أحياء العرب إلا فعل ما أمره معاوية ، حتى قدم المدينة...). ( تاريخ اليعقوبي:2/ 197) .
    ومن فظائعه في هذه الغارة على اليمن أنه سبى النساء المسلمات! ففي الإستيعاب:1/161: ( ثم أرسل معاوية بسر بن أرطاة إلى اليمن فسبى نساء مسلمات ، فأقمن في السوق) !! (والإكمال للخطيب ص28 ،ونهاية الإرب ص4419) .

    وفي الغارات للثقفي ص640: أن بسراً قال لمعاوية بعد عودته من مهمته الإجرامية:
    (أحمد الله يا أمير المؤمنين أني سرت في هذا الجيش أقتل عدوك ذاهباً جائياً ، لم ينكب رجل منهم نكبة ، فقال معاوية: الله قد فعل ذلك لا أنت !! وكان الذي قتل بسر في وجهه ذلك ثلاثين ألفاً وحرق قوما بالنار ! فقال يزيد ابن مفرغ:
    تعلق من أسماء ماقد تعلقا ومثل الذي لاقى من الشوق أرقا
    إلى حيث سار المرء بسر بجيشه فقتل بسر ما استطاع وحرقا
    ثم ذكر الثقفي أن علياً×دعا على بسر بن أبي أرطاة فقال: ( اللهم إن بسراً باع دينه بدنياه وانتهك محارمك ، وكانت طاعة مخلوق فاجر آثر عنده مما عندك ! اللهم فلا تمته حتى تسلبه عقله ! اللهم العن معاوية وعمراً وبسراً ، أما يخاف هؤلاء المعاد؟! ....فاختلط بسر بعد ذلك فكان يهذي ويدعو بالسيف فاتخذ له سيف من خشب ، فإذا دعا بالسيف أعطي السيف الخشب فيضرب به حتى يغشى عليه ، فإذا أفاق طلبه فيدفع إليه فيصنع به مثل ذلك ! حتى مات لا رحمه الله) ! انتهى .

    3- قَتَلَ الألوف المؤلفة من أولياء الله ، وزعماء العرب وشخصياتهم !
    واستعمل معهم أساليب القتل العلني والسري ، المباشر وغير المباشر ، بالسيف والسم ، ووسائل أخرى ، وشملت أوامره بالقتل والتنكيل الأصناف التالية:
    الذين لايبايعونه ، أو يبايعونه ولايشهدون أنه أمير المؤمنين .
    الذين يَتَصوَّر أنهم قد يثورون عليه .
    الذين لايرضون أن يتبرؤوا من علي عليه السلام ويسبوه علناً ، حتى لو بايعوا معاوية .
    الذين ارتبطت أسماؤهم بعلي عليه السلام ارتباطاً جعلهم جزءاً منه .
    الذين بارزوا فرساناً في حرب صفين وقتلوهم ، أو كان لهم مواقف مميزة فيها .
    الذين كان يشعر تجاههم بحقد خاص ، يدفعه الى قتلهم على أي حال .
    الذين يلتفُّون حول أولاد علي عليهم السلام ولايقطعون ارتباطهم بهم .
    الذين يعترضون على ولاته ، ويعكرون خضوع الأمة له .
    الذين عارضوا أو يمكن أن يعارضوا توليته لابنه يزيد .
    الذين يروون عن النبي صلى الله عليه وآله ، أو غيره شيئاً في فضائل علي عليه السلام .
    الذين يروون شيئاً في الطعن بأبي سفيان أومعاوية أو عثمان أو أبي بكر أو عمر .

    وإذا أردنا أن نُقدِّر عدد من قتلهم من هذه الأصناف ، ونأخذ نموذجاً سمرة بن جندب في البصرة ، وزياد بن أبيه في الكوفة ، فربما وصل العدد الى مليون مسلم ! لأن سمرة قتل في البصرة في ستة أشهر فقط ثمانية آلاف أو أكثر !
    قال الطبري في تاريخه:4/176: (حدثني محمد بن سليم قال: سألت أنس بن سيرين: هل كان سمرة قتل أحداً ؟ قال وهل يحصى من قتل سمرة بن جندب؟! استخلفه زياد على البصرة وأتى الكوفة ، فجاء وقد قتل ثمانية آلاف من الناس فقال له: هل تخاف أن تكون قد قتلت أحداً بريئاً ؟ قال: لو قتلت إليهم مثلهم ما خشيت ! أو كما قال !... عن أبي سوار العدوي قال: قتل سمرة من قومي في غداة سبعة وأربعين رجلاً ، قد جمع القرآن !) . انتهى .
    وكان غياب زياد ستة أشهر ، ففي أنساب الأشراف للبلاذري ص1230: (وكان يقيم بالبصرة ستة أشهر وبالكوفة ستة أشهر ، وكان سمرة يحدث أحداثاً عظيمة من قتل الناس وظلمهم..... كنت واقفاً على رأس سمرة بن جندب فقدم إليه بضعة عشر رجلاً ، فكان يسأل الرجل منهم ما دينك؟ فيقول الإسلام ديني ، ومحمد نبيي ! فيقول: قدماه فاضربا عنقه ، فإن يك صادقاً فهو خير له !!
    أقبل سمرة من المربد فخرج رجل من بعض الأزقة فتلقى الخيل ، فحمل عليه رجل من القوم فأوجره الحربة ، ثم مضت الخيل ، ومر به سمرة وهو يتشحط في دمائه ، فقال: ما هذا ؟ فقيل: رجل أصابته أوائل خيل الأمير ، فقال: إذا سمعتم بنا قد ركبنا فاتقوا أسنتنا). انتهى . (ورواه ابن الأثير في الكامل:3/318 ، والعسكري في الأوائل170، ونهاية الإرب ص4451 ، وابن خلدون:3/10) .

    أقول: ويعلم الله كم قتل سمرة قبل أن يعزله معاوية عن ولاية البصرة ، ويصير بعد سنة نائباً لابن زياد ، فقد قال سمرة لما عزله معاوية: ( لعن الله معاوية ، والله لو أطعت الله كما أطعت معاوية لما عذبني أبداً) !! (تاريخ الطبري:4/217) .
    وسمرة هذا هو الذي شهد فيه النبي’بأنه مضارٌّ مؤذٍ ! ففي الفقيه:3/103، عن الإمام الباقر×قال: (كان لسمرة بن جندب نخلة في حائط بني فلان ، فكان إذا جاء إلى نخلته نظر إلى شئ من أهل الرجل يكرهه الرجل ، قال فذهب الرجل إلى رسول الله’فشكاه فقال يا رسول الله إن سمرة يدخل عليَّ بغير إذني ، فلو أرسلت إليه فأمرته أن يستأذن حتى تأخذ أهلي حذرها منه ! فأرسل إليه رسول الله’فدعاه فقال: يا سمرة ما شأن فلان يشكوك ويقول: يدخل بغير إذني فترى من أهله ما يكره ذلك ، يا سمرة استأذن إذا أنت دخلت ، ثم قال رسول الله’: يسرك أن يكون لك عذق في الجنة بنخلتك؟ قال: لا ، قال: لك ثلاثة ؟ قال: لا ، قال: ما أراك يا سمرة إلا مضاراً ، إذهب يا فلان فاقطعها واضرب بها وجهه).
    ورواه في الكافي:5/292 ، وفيه: (إن أردت الدخول فاستأذنْ ، فأبى ! فلما أبى ساومه حتى بلغ به من الثمن ما شاء الله ، فأبى أن يبيع ! فقال: لك بها عذق يُمَدُّ لك في الجنة ، فأبى أن يقبل ! فقال رسول الله’للأنصاري: إذهب فاقلعها وارم بها إليه ، فإنه لا ضرر ولا ضرار ). انتهى .

    وسمرة هذا هو(الصحابي)الذي اشتراه معاوية بأربع مئة ألف درهم ليكذب له على الله ورسوله ، ويطعن في علي عليه السلام: (قال أبو جعفر الإسكافي: وروي أن معاوية بذل لسمرة بن جندب مائة ألف درهم حتى يروي أن هذه الآية نزلت في علي: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ . وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ . وأن الآية الثانية نزلت في ابن ملجم وهي: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللهِ . فلم يقبل ، فبذل له مأتي ألف درهم فلم يقبل ، فبذل له ثلاثمائة ألف فلم يقبل ، فبذل أربعمائة فقبل وروى ذلك !
    وقال: إن معاوية وضع قوماً من الصحابة وقوماً من التابعين على رواية أخبار قبيحة في علي×، فاختلقوا ما أرضاه ! منهم أبو هريرة ، وعمرو بن العاص ، والمغيرة بن شعبة ، ومن التابعين عروة بن الزبير) . (شرح النهج:4/73 ، والغارات:2/840) .
    **
    أما عدد قتلى ابن زياد في الكوفة فهم أكثر من قتلى سمرة! ففي الإحتجاج:2/17: (وكتب زياد بن أبيه إليه في حق الحضرميين: إنهم على دين عليٍّ وعلى رأيه ! فكتب إليه معاوية: أقتل كل من كان على دين علي ورأيه ! فقتلهم ومثَّل بهم ! وكتب كتاباً آخر: أنظروا من قبلكم من شيعة علي واتهموه بحبه فاقتلوه. وإن لم تقم عليه البينة فاقتلوه على التهمة والظنة والشبهة ! فقتلوهم تحت كل حجر ، حتى لو كان الرجل تسقط منه كلمة ضربت عنقه ، حتى لو كان الرجل يُرمى بالزندقة والكفر كان يكرم ويعظم ولا يتعرض له بمكروه ، والرجل من الشيعة لا يأمن على نفسه في بلد من البلدان ، لا سيما الكوفة والبصرة ، حتى لو أن أحداً منهم أراد أن يلقي سراً إلى من يثق به لأتاه في بيته فيخاف خادمه ومملوكه ، فلا يحدثه إلا بعد أن يأخذ عليهم الأيمان المغلظة ليكتمنَّ عليه ، ثم لا يزداد الأمر إلا شدة ، حتى كثر وظهرت أحاديثهم الكاذبة ، ونشأ عليه الصبيان يتعلمون ذلك).

    وقال محمد بن حبيب البغدادي في المحبر ص479: (وصلب زياد بن أبيه مسلم بن زيمر ، وعبد الله بن نجى الحضرميين على أبوابهما أياماً بالكوفة ، وكانا شيعيين وذلك بأمر معاوية ! وقد عدَّهما (أي اعترض بسببهما) الحسين بن علي رضي الله عنهما على معاوية ، في كتابه إليه: ألست صاحب حجر والحضرميين اللذين كتب إليك ابن سمية إنهما على دين عليٍّ ورأيه ، فكتبت إليه: من كان على دين على ورأيه فاقتله ومَثِّل به فقتلهما ومّثََل بأمرك بهما؟ ودينُ عليٍّ وابنُ عم عليٍّ ، الذي كان يضرب عليه أباك ويضربه عليه أبوك ، أجلسك مجلسك الذي أنت فيه، ولولا ذلك كان أفضل شرفك وشرف أبيك تجشم الرحلتين اللتين بنا من الله عليك بوضعهما عنكم.... في كتاب طويل يوبخه فيه بادعائه زياداً ، وتوليته إياه العراقين).انتهى.

    هدم البيوت والتشريد والإضطهاد.. لاتقل عن القتل !
    فقد شن معاوية على أهل البيت عليهم السلام وشيعتهم حرباً سياسية واجتماعية واقتصادية وقام عماله بمطاردتهم وتشريدهم وهدم بيوتهم ، وحرمانهم من الحقوق المدنية ، لإفقارهم وتجويعهم ! وأصدر المراسيم بذلك ، وشدَّدَ على عماله في تنفيذها !
    وقد تقدمت بعض مراسيمه وأوامره .
    وفي مختصر البصائر ص14: (وكتب معاوية إلى عماله في جميع البلدان ، أن لا يجيزوا لأحد من شيعة علي عليه السلام وأهل بيته شهادة . ثم كتب إلى عماله نسخة واحدة إلى جميع الأقطار: أنظروا من قامت عليه البينة ، أنه يحب علياً وأهل بيته فامحوه من الديوان ، وأسقطوا عطائه ورزقه . وشفع ذلك بنسخة أخرى: من اتهمتموه بموالاة هؤلاء القوم ، فنكلوا به ، وأهدموا داره .
    وفي الإحتجاج:2/17: (ونادى منادي معاوية (في الحج): أن قد برئت الذمة ممن يروي حديثاً من مناقب علي وفضل أهل بيته^ ! وكان أشد الناس بلية أهل الكوفة لكثرة من بها من الشيعة ، فاستعمل زياد ابن أبيه وضم إليه العراقين الكوفة والبصرة ، فجعل يتتبع الشيعة وهو بهم عارف ، يقتلهم تحت كل حجر ومدر ، وأخافهم وقطع الأيدي والأرجل ، وصلبهم في جذوع النخل ، وسَمَلَ أعينهم ، وطرَّدهم وشرَّدهم ، حتى نفوا عن العراق فلم يبق بها أحد معروف مشهور ، فهم بين مقتول أو مصلوب أو محبوس ، أو طريد أو شريد !
    وفي الإحتجاج:2/17: ( وكتب معاوية إلى جميع عماله في جميع الأمصار: أن لا تجيزوا لأحد من شيعة علي وأهل بيته شهادة ، وانظروا قبلكم من شيعة عثمان ومحبيه ومحبي أهل بيته وأهل ولايته ، والذين يروون فضله ومناقبه ، فأدنوا مجالسهم وقربوهم وأكرموهم ، واكتبوا بمن يروي من مناقبه واسم أبيه وقبيلته .
    ففعلوا حتى كثرت الرواية في عثمان ، وافتعلوها لما كان يبعث إليهم من الصلات والخلع والقطايع ، من العرب والموالي ، وكثر ذلك في كل مصر ، وتنافسوا في الأموال والدنيا ، فليس أحد يجئ من مصر من الأمصار فيروي في عثمان منقبة أو فضيلة إلا كتب إسمه وأجيز). انتهى .

    وفي شرح النهج:11/43: (وقد روي أن أبا جعفر محمد بن علي الباقر( عليه السلام )قال لبعض أصحابه: يا فلان ما لقينا من ظلم قريش إيانا وتظاهرهم علينا؟! وما لقي شيعتنا ومحبونا من الناس ؟! إن رسول الله صلى الله عليه وآله قُبض وقد أخبر أنا أولى الناس بالناس ، فتمالأت علينا قريش حتى أخرجت الأمر عن معدنه ، واحتجت على الأنصار بحقنا وحجتنا ن ثم تداولتها قريش واحد بعد واحد ، حتى رجعت إلينا فنكثت بيعتنا ونصبت الحرب لنا ، ولم يزل صاحب الأمر في صعود كئود حتى قتل ، فبويع الحسن ابنه وعوهد ، ثم غدر به وأسلم ووثب عليه أهل العراق حتى طعن بخنجر في جنبه ، ونهبت عسكره وعولجت خلاليل أمهات أولاده ! فوادع معاوية وحقن دمه ودماء أهل بيته وهم قليل حق قليل ، ثم بايع الحسين عليه السلام من أهل العراق عشرون ألفاً ثم غدروا به وخرجوا عليه وبيعته في أعناقهم وقتلوه ! ثم لم نزل أهل البيت نُستذل ونُستضام ، ونُقصى ونُمتهن ، ونُحرم ونُقتل ونُخاف ! ولا نأمن على دمائنا ودماء أوليائنا !
    ووجد الكاذبون الجاحدون لكذبهم وجحودهم موضعاً يتقربون به إلى أوليائهم ، وقضاة السوء وعمال السوء في كل بلدة ، فحدثوهم بالأحاديث الموضوعة المكذوبة ، ورووا عنا ما لم نقله وما لم نفعله ، ليبغضونا إلى الناس !
    وكان عظم ذلك وكبره زمن معاوية بعد موت الحسن عليه السلام فقتلت شيعتنا بكل بلدة ، وقطعت الأيدي والأرجل على الظنة ، وكان من يذكر بحبنا والإنقطاع إلينا ، سجن أو نهب ماله أو هدمت داره !
    ثم لم يزل البلاء يشتد ويزداد إلى زمان عبيد الله بن زياد قاتل الحسين عليه السلام !
    ثم جاء الحجاج فقتلهم كل قتلة ، وأخذهم بكل ظنة وتهمة ، حتى إن الرجل ليقال له زنديق أو كافر ، أحب إليه من أن يقال شيعة علي عليه السلام ، وحتى صار الرجل الذي يذكر بالخير ولعله يكون ورعاً صدوقاً ، يحدث بأحاديث عظيمة عجيبة من تفضيل بعض من قد سلف من الولاة ، ولم يخلق الله تعالى شيئاً منها ، ولا كانت ولا وقعت ! وهو يحسب أنها حق ، لكثرة من قد رواها ، ممن لم يعرف بكذب ولا بقلة ورع). انتهى .
    وفي تاريخ دمشق:19/198: (كان سعيد بن سرح مولى حبيب بن عبد شمس شيعة لعلي بن أبي طالب ، فلما قدم زياد الكوفة والياً عليها أخافه وطلبه زياد فأتى الحسن بن علي ، فوثب زياد على أخيه وولده وامرأته فحبسهم ، وأخذ ماله وهدم داره ، فكتب الحسن إلى زياد: من الحسن بن علي إلى زياد ، أما بعد فإنك عمدت إلى رجل من المسلمين له ما لهم وعليه ما عليهم ، فهدمت داره وأخذت ماله وعياله فحبستهم ، فإذا أتاك كتابي هذا فابن له داره واردد عليه عياله وماله ، فإني قد أجرته فشفعني فيه .
    فكتب إليه زياد: من زياد بن أبي سفيان إلى الحسن بن فاطمة ، أما بعد فقد أتاني كتابك تبدأ فيه بنفسك قبلي وأنت طالب حاجة وأنا سلطان ، وأنت سوَقة . كتبت إليَّ في فاسق لايؤويه إلا مثله ! وشرٌّ من ذلك تولِّيه أباك وإياك ، وقد علمت أنك قد آويته إقامة منك على سوء الرأي ورضا منك بذلك ، وأيم الله لا تسبقني به ولو كان بين جلدك ولحمك ، وإن نلت بعضك غير رفيق بك ولا مرع عليك ، فإن أحب لحم إليَّ آكله للحم الذي أنت منه ! فأسلمه بجريرته إلى من هو أولى به منك ، فإن عفوت عنه لم أكن شفعتك فيه ، وإن قتلته لم أقتله إلا بحبه إياك !! فلما قرأ الحسن عليه السلام الكتاب تبسم ، وكتب إلى معاوية يذكر له حال ابن سرح وكتابه إلى زياد فيه ، وإجابة زياد إياه ، ولفَّ كتابه في كتابه وبعث به إلى معاوية .
    وكتب الحسن إلى زياد: من الحسن بن فاطمة إلى زياد بن سمية: الولد للفراش وللعاهر الحجر). انتهى .

    النوعية في قتلى معاوية أخطر من الكمية !
    مادام أحد قتلى معاوية الإمام الحسن عليه السلام ، سبط النبي صلى الله عليه وآله وحبيبه ، وسيد شباب أهل الجنة ، فكل الدنيا لاتعدله !
    وطبيعي أن يعمل معاوية بشكل حثيث لقتل الإمام أمير المؤمنين وولديه الحسن والحسين^من أول ما بايع المهاجرون والأنصار عليا عليه السلام بالخلافة !
    فمعاوية خبير بالقتل بالسم ، وحلفاؤه اليهود موجودون في المدينة والكوفة ، لكن الله تعالى لم يأذن بذلك ، ولم يتمكن معاوية من سُمِّ الإمام الحسن عليه السلام إلا في سنة خمسين هجرية ، أي بعد عشر سنوات من الصلح .

    كان معاوية يرى أن وجود الإمام الحسن والحسين‘على قيد الحياة يشكل تهديداً لخلافته ، ويشكل عقبة تمنعه من أخذ البيعة بعده لابنه يزيد ، فقد شرط على نفسه في عقد الصلح أن تكون الخلافة بعده للإمام الحسن عليه السلام ! والأمة مهما خضعت لبني أمية بسبب كفاءته ودهائه هو ، لاتعدل بابني رسول الله صلى الله عليه وآله وسيدي شباب أهل الجنة‘يزيداً أو أي شخص من بني أمية ! فلا يُؤْمَن إذن أن تحدث في الأمة حركة ضد بني أمية كما حدث في زمن عثمان ، ويهتف المسلمون باسم الحسن والحسين ، كما هتفوا باسم أبيهما من قبل !
    أما العقبة الأولى برأي معاوية: فهي من بقي من أعضاء الشورى ، الذين عيَّنهم عمر أعضاء في شورى شكلية ، ففتح شهيتهم على الخلافة ، وقد بقي منهم اثنان هما: عبد الرحمن بن عوف ، وسعد بن أبي وقاص ! ولا يقل عنهم خطراً أبناء الخلفاء السابقين ، الذين يطمحون للخلافة ، وهم: عبد الرحمن بن أبي بكر وتسانده أخته عائشة ، وعبدالله بن عمر وتسانده أخته حفصة ، وسعيد بن عثمان ، ويسانده آل العاص من بني أمية ! وعبدالله بن الزبير وتسانده أيضاً خالته عائشة . وقبل الجميع عبد الرحمن بن خالد صاحب الشعبية القوية في الشام !
    إن الواحد من هؤلاء مشكلة فعلية ومستقبلية أمام حفظ الأمبراطورية الأموية !
    فلا بد من العمل والعلاج: و(لاجدَّ إلا ما أقعص عنك من تكره)!
    قال ابن الأثير في الكامل:3/353 (ثم دخل(معاوية)على عائشة وقد بلغها أنه ذكر الحسين وأصحابه فقال: لأقتلنهم إن لم يبايعوا( أي ليزيد) ، فشكاهم إليها فوعظته) !

    1- قتْلُه الصحابي عبد الرحمن بن خالد بن الوليد !
    ما أن تسلط معاوية على الأمة حتى بدأ بالتمهيد لأخذ البيعة لابنه يزيد ، الذي هو شاب دون العشرين ، ومعروف بالتهتك وعدم الكفاءة! لكن معاوية مصرٌّ على جعله ولي عهده مهما كان الثمن ! ولم يسمع لنصيحة المقربين منه فيه ! بل كان شرساً مع من يقف أمام رغبته !
    ذكروا أنه بدأ في طرح مشروعه سنة خمس وأربعين هجرية وربما قبلها ، واتفق المؤرخون والمحدثون على أنه: ( لما أراد معاوية أن يعقد ليزيد قال لأهل الشام: إن أمير المؤمنين قد كبر ودنا من أجله فما ترون ، وقد أردتم أن أولي رجلاً بعدي؟ فقالوا: عليك عبد الرحمن بن خالد ! فأضمرها ! واشتكى عبد الرحمن فأمر ابن أثال طبيباً كان له من عظماء الروم ، فسقاه شربة فمات). انتهى .
    (الأوائل للعسكري ص132، وأنساب الأشراف ص1164، وتقدم من جمهرة الأمثال:2/376 وغيره) .
    وقال في تاريخ دمشق:16/163: (فأمر ابن أثال أن يحتال في قتله وضمن له إن هو فعل ذلك أن يضع عنه خراجه ما عاش ، وأن يوليه جباية خراج حمص! فلما قدم عبد الرحمن حمص منصرفاً من بلاد الروم دسَّ ابن أثال شربة مسمومة مع بعض مماليكه فشربها ، فمات بحمص ، فوفى معاوية بما ضمن له ، وولاه خراج حمص ووضع عنه خراجه) . انتهى .
    قال ابن حبيب في المنمق ص360: (فقال حين بلغه موته: لا جدَّ إلا من أقعص عنك من تكره ، فبلغ ابن أخيه خالد بن مهاجر بن خالد بن الوليد الخبر ، فقال لمولى له يقال له نافع وكان رومياً ، وكان من أشد الناس قلباً ، وخالد بن المهاجر يومئذ بمكة ، وكان سئ الرأي في عمه عبد الرحمن ، وذلك أن المهاجر كان مع علي كرم الله وجهه فقتل يوم صفين ، وكان خالد بن المهاجر مع بني هاشم في الشعب زمن ابن الزبير ، فقال لمولاه نافع: إنطلق معي ، فخرجا حتى أتيا دمشق ليلاً وسألا عن أبن أثال ، فقيل هو عند معاوية ، وإنما يخرج في جوف الليل ، فجلسا له حتى خرج في جماعة ، فشد خالد فانفرجوا عنه فضربه بالسيف فقتله ، وانصرفا فاستخفيا ، فلما أصبح معاوية قصوا عليه القصة فقال: هذا والله خالد بن المهاجر ! وأمر بطلبه فطلبوه حتى وجدوه هو ونافع ، فلما أدخل على معاوية قال: أقتلته لاجزاك الله من زائر خيراً ! فقال خالد: قُتل المأمور وبقي الأمر !
    فقال معاوية: والله لو كان تشهَّد مرة واحدة لقتلتك (أي لو كان مسلماً لقتلتك به) !
    فقال خالد: أما والله لو كنا على السواء ! فقال معاوية: أما والله ! لو كنا على السواء كنتُ معاوية بن أبي سفيان بن حرب بن أمية ، وكنتَ خالد بن المهاجر بن خالد بن الوليد بن المغيرة ، وكانت داري بين المأزمين ينشق عنها الوادي ، وكانت دارك بأجياد أسفلها حجر وأعلاها مدر ! وأمر بنافع فضرب مائة سوط ولم يضرب خالداً ، ثم أمر بهما فأخرجا من دمشق وقضى في ابن أثال باثني عشر ألفاً فودتها بنو مخزوم ، فأخذ معاوية منها ستة آلاف فأدخلها بيت المال). انتهى . ( وروى نحوه في الإستيعاب:2/396 ، وأسد الغابة:3/289، والأوائل للعسكري ص132، والأغاني ص3634 ، وخزانة الأدب ص457 ، والفرج بعد الشدة ص 461 , ونهاية الأرب ص4465 ، وراجع الغدير:10/233 . ورواه ابن أبي أصيبعة في طبقات الأطباء ص152، وأورد لمهاجر ست أبيات قالها في السجن مخطوءة ، وكذلك أوردها في الأغاني ص3636 ، وفي خزانة الأدب457 ، وصحيحها في أعيان الشيعة للسيد الأمين رحمه الله :6/299).
    وفي تاريخ دمشق:16/215: (وذكر الواقدي أن خالداً قتل ابن أثال بدمشق وأن معاوية ضربه مئتين أسواطاً وحبسه وأغرمه ديتين ألفي دينار ، فألقى ألفاً في بيت المال ، وأعطى ورثة ابن أثال ألفاً ، ولم يخرج خالد بن المهاجر من الحبس حتى مات معاوية). ويفهم من الأخبار الطوال ص172، أن المهاجر قتل ابن أثال في حمص كما أن عفو معاوية عنه وإطلاقه من السجن لابد أن يكون بضغط بني مخزوم !
    ~ ~
    وهكذا ، أقعص معاوية عبد الرحمن بن خالد بن الوليد ، ولم يشفع له أنه كان القائد العام لقواته في صفين ، وعرَّض نفسه لسيف علي عليه السلام وسيوف أبطال العراق ! (ودفع اللواء الأعظم إلى عبد الرحمن بن خالد بن الوليد).(الأخبار الطوال ص172).
    ولا أنه كان أول الداعين الى بيعته بالخلافة: (فلما قتل علي تداعى أهل الشام إلى بيعة معاوية ، فقال عبد الرحمن بن خالد بن الوليد: نحن المؤمنون ومعاوية أميرنا وهو أمير المؤمنين ، فبايع له أهل الشام). (أنساب الأشراف ص489) .
    ولاشفع لعبد الرحمن شيطنته يوم التحكيم في دومة الجندل لمساعدة ابن العاص!
    (قال عبد الرحمن بن خالد بن الوليد: حضرت الحكومة ، فلما كان يوم الفصل جاء عبد الله بن عباس ، فقعد إلى جانب لابن أبي موسى وقد نشر أذنيه ، حتى كاد أن ينطق بهما ، فعلمت أن الأمر لا يتم لنا ما دام هناك ، وأنه سيفسد على عمرو حيلته ، فأعملت المكيدة في أمره ، فجئت حتى قعدت عنده ، وقد شرع عمرو وأبو موسى في الكلام ، فكلمت ابن عباس كلمة استطعمته جوابها فلم يجب ، فكلمته أخرى فلم يجب ، فكلمته ثالثه ، فقال: إني لفي شغل عن حوارك الآن ، فجبهته ، وقلت: يا بني هاشم ، لا تتركون بأوكم وكبركم أبداً ! أما والله لولا مكان النبوة لكان لي ولك شأن ، قال: فحمى وغضب ، واضطرب فكره ورأيه وأسمعني كلاماً يسوء سماعه ، فأعرضت عنه ، وقمت فقعدت إلى جانب عمرو بن العاص ، فقلت: قد كفيتك التقوالة ، إني قد شغلت باله بما دار بيني وبينه ، فأحكم أنت أمرك ، قال: فذهل والله ابن عباس عن الكلام الدائر بين الرجلين ، حتى قام أبو موسى ، فخلع علياً). (شرح النهج:2/261).

    2- قَتْله الصحابي عبد الرحمن بن أبي بكر !

    قال البخاري:6/42: (كان مروان على الحجاز استعمله معاوية فخطب فجعل يذكر يزيد بن معاوية لكي يبايع له بعد أبيه ، فقال له عبد الرحمن بن أبي بكر شيئاً ! فقال: خذوه ! فدخل بيت عائشة فلم يقدروا عليه ، فقال مروان: إن هذا الذي أنزل الله فيه: وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي فقالت عائشة من وراء الحجاب: ما أنزل الله فينا شيئاً من القرآن ، إلا أن الله أنزل عذري).
    وقال ابن حجر في شرحه:8/442: ( قال بعض الشراح: وقد اختصره فأفسده ! والذي في رواية الإسماعيلي فقال عبد الرحمن: ما هي إلا هرقلية !... فقال عبد الرحمن: سنَّةُ هرقلَ وقيصر ! ولابن المنذر من هذا الوجه: أجئتم بها هرقلية تبايعون لأبنائكم؟!....قوله: فقال خذوه ، فدخل بيت عائشة فلم يقدروا: أي امتنعوا من الدخول خلفه إعظاماً لعائشة . وفي رواية أبي يعلي: فنزل مروان عن المنبر حتى أتى باب عائشة ، فجعل يكلمها وتكلمه ثم انصرف!.....في رواية أبي يعلى: فقال مروان: أسكت ألست الذي قال الله فيه ، فذكر الآية ، فقال عبد الرحمن: ألستَ ابن اللعين الذي لعنه رسول الله؟!... فقالت عائشة: كذب والله ما نزلت فيه.... ولكن رسول الله(ص)لعن أبا مروان ومروان في صلبه)! انتهى .
    وقد اختصر ابن حجر وغيره الرواية وأفسدوها أيضاً كما فعل سيدهم بخاري ! فهي حدث صارخ يكشف موقف أولاد أبي بكر من معاوية ، وموقفه منهم !
    ففي سنن النسائي:6/459 أن عائشة قالت لمروان: (فمروان فضضٌ من لعنة الله) !
    ( ويوجد لتعبير عائشة هذا في برنامج المكتبة الإسلامية 21 مصدراً) !
    وفي تاريخ ابن خياط ص160، وفي طبعة ص109: (عن الزهري عن ذكوان مولى عائشة قال: لما أجمع معاوية أن يبايع لابنه يزيد ، حج فقدم مكة في نحو من ألف رجل ، فلما دنا من المدينة خرج ابن عمر وابن الزبير وعبد الرحمن بن أبي بكر ! فلما قدم معاوية المدينة صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ، ثم ذكر ابنه يزيد فقال: من أحق بهذا الأمر منه ؟!! ثم ارتحل فقدم مكة فقضى طوافه ودخل منزله ، فبعث إلى ابن عمر...وذكر ابن خياط تهديد معاوية له وخوفه.. ثم قال: (وأرسل إلى عبد الرحمن بن أبي بكر ، فتشهد وأخذ في الكلام ، فقطع عليه كلامه فقال: إنك والله لوددت أنا وكلناك في أمر ابنك إلى الله ، وإنا والله لا نفعل ! والله لتردَّنَّ هذا الأمر شورى في المسلمين ، أو لنعيدنها عليك جذعة ! ثم وثب فقام !! فقال معاوية: اللهم اكفنيه بما شئت ، ثم قال: على رسلك أيها الرجل ، لا تُشْرِفَنَّ بأهل الشام فإني أخاف أن يسبقوني بنفسك حتى أخبرهم العشية أنك قد بايعت ! ثم كن بعد ذلك على ما بدا لك من أمرك)!! (ورواه في العواصم من القواصم ص224، وتاريخ الخلفاء للسيوطي:1/154).
    ومعنى قول معاوية: (لا تُشْرِفَنَّ بأهل الشام..الخ.) إحذر أن يراك أهل الشام الذين هم معي فيقتلوك ! وسأسكتهم عنك مساء ، وأقول لهم إنه بايع !
    وفي تاريخ الطبري:4/225: ( بايع الناس ليزيد بن معاوية غير الحسين بن علي ، وابن عمر ، وابن الزبير ، وعبد الرحمن بن أبي بكر ، وابن عباس . فلما قدم معاوية أرسل إلى الحسين بن علي فقال: يا ابن أخي قد استوثق الناس لهذا الامر غير خمسة نفر من قريش أنت تقودهم ! يا ابن أخي فما إربك إلى الخلاف؟ قال: أنا أقودهم؟! قال: نعم أنت تقودهم ؟! قال فأرسل إليهم فإن بايعوا كنت رجلاً منهم ، وإلا لم تكن عجلت على بأمر...! ثم أرسل بعده إلى ابن عمر فكلمه بكلام هو ألين من كلام صاحبه فقال: إني أرهب أن أدع أمة محمد بعدي كالضأن لا راعى لها ! وقد استوثق الناس لهذا الامر غير خمسة نفر من قريش أنت تقودهم !....
    فأرسل إلى عبد الرحمن بن أبي بكر فقال: يا ابن أبي بكر بأية يد أو رجل تقدم على معصيتي! قال: أرجو أن يكون ذلك خيراً لي ! فقال: والله لقد هممت أن أقتلك ! قال: لو فعلت لأتبعك الله به لعنة في الدنيا وأدخلك به في الآخرة النار).
    وفي تاريخ بخاري:1/129: (أن معاوية قدم المدينة حين أخبر أن ابن عمر وعبد الرحمن بن أبي بكر وعبدالله بن الزبير ، خرجوا عائذين بالكعبة من بيعة يزيد ! فلم يلبث ابن أبي بكر إلا يسيراً حتى توفي ، بعدما خرج معاوية من المدينة) !!
    وفي أسد الغابة:3/306: (وخرج إلى مكة فمات بها قبل أن تتم البيعة ليزيد ، وكان موته فجأة من نومة نامها بمكان إسمه حبشي ! على نحو عشرة أميال من مكة). انتهى ! والذي يفهم بالسياسة ويفهم الكلام المتقدم ، يعرف أنه قتله !
    - يتبع-
    ( من كتاب: جواهر التاريخ - المجلد الثاني غير مطبوع ) انتهى

    المصدر
    http://69.57.138.175/forum/showthread.php?t=402760559
    لكم تحياتي
    التعديل الأخير تم بواسطة مستفيد; الساعة 09-02-2005, 06:39 PM.

  • #2
    حجر بن عدي واصحابه

    قتل الصحابي العظيم حجر بن عدي الكندي وجماعته في مرج عذراء، في حادثة مشهورة، لأنهم أنكروا على زياد عامل معاوية على الكوفة، وامتنعوا بعد ذلك من البراءة من أمير المؤمنين (عليه السلام) .

    وقد كان لمقتلهم ضجة استنكار من المسلمين. فهذه عائشة قد أكثرت في ذلك، فقالت مرة لمعاوية لما دخل عليها: ((يا معاوية أما خشيت الله في قتل حجر وأصحابه...))(1).

    وفي رواية أخرى: ((أما والله لو علم معاوية أن عند أهل الكوفة منعة ما اجترأ على أن يأخذ حجراً وأصحابه من بينهم حتى يقتلهم بالشام، ولكن ابن آكلة الأكباد علم أنه قد ذهب الناس. أما والله إن كانوا...))(2).

    وفي كلام آخر لها مع معاوية: ((ما حملك على ما صنعت من قتل أهل عذراء حجر وأصحابه...))(3). ولها كلام أيضاً غير هذا(4).

    ولما بلغ عبد الله بن عمر قتل حجر وهو في السوق أطلق

    حبوته، وقام وقد غلب عليه النحيب(5).

    ولما بلغ الربيع بن زياد ـ عامل معاوية ـ مقتله قال: ((اللهم إن كان للربيع عندك خير فاقبضه إليك)) (6).

    وقال الحسن البصري: ((أربع خصال كن في معاوية لو لم يكن فيه منهن إلا واحدة لكانت موبقة، انتزاؤه على هذه الأمة... وقتله حجر. ويلاً له من حجر مرتين))(7).
    وفيهم ورد قول النبي (صلى الله عليه و سلم) : ((يقتل بعذراء سبعة نفر يغضب الله وأهل السماء من قتلهم...))(8).
    ___________
    (1) تاريخ الطبري ج:3 ص:232 أحداث سنة إحدى وخمسين: في مقتل حجر بن عدي.

    (2) الاستيعاب ج:4 ص:126 في ترجمة حجر بن عدي.

    (3) البيان والتعريف ج:2 ص:72. فيض القدير ج:4 ص:126.

    (4) راجع تاريخ الطبري ج:3 ص:232 أحداث سنة إحدى وخمسين: في مقتل حجر بن عدي، وتاريخ دمشق ج:12 ص:226، 229، 230 في ترجمة حجر بن عدي.

    (5) الاستيعاب ج:1 ص:330 في ترجمة حجر بن عدي، واللفظ له. تاريخ دمشق ج:12 ص:227،228،229 في ترجمة حجر بن عدي. البداية والنهاية ج:8 ص:55 في أحداث إحدى وخمسين:مقتل حجر بن عدي.

    (6) الاستيعاب ج:1 ص:330 في ترجمة حجر بن عدي، واللفظ له. تهذيب التهذيب ج : 3 ص:211 في ترجمة الربيع بين زياد. تهذيب الكمال ج:9 ص:79 في ترجمة الربيع بن زياد.

    (7) تاريخ الطبري ج:3 ص:232 أحداث سنة إحدى وخمسين: في مقتل حجر بن عدي. الاستيعاب ج:1 ص:331 في ترجمة حجر بن عدي. الكامل في التاريخ ج:3 ص:337 في أحداث سنة إحدى وخمسين: ذكر مقتل حجر بن عدي وعمرو بن الحمق وأصحابهما. ينابيع المودة ج:2 ص:27. شرح نهج البلاغة ج:2 ص:262.

    (8) أنساب الأشراف ج:5 ص:274 في أمر حجر بن عدي الكندي ومقتله، واللفظ له. تاريخ دمشق ج:12 ص:226 في ترجمة حجر بن عدي الأدبر. الجامع الصغير ج:2 ص:61

    حديث:4765. البداية والنهاية ج:6 ص:226 ما روي في إخباره عن مقتل حجر بن عدي وأصحابه، ج:8 ص:55 في أحداث سنة إحدى وخمسين: مقتل حجر بن عدي. كنز العمال ج:11 ص:126 حديث:30887، ج:13 ص:587 حديث:37509، ص:588 حديث:37510. تاريخ اليعقوبي ج:2 ص:231 في أيام معاوية بن أبي سفيان بعد وفاة الحسن (عليه السلام) . النصائح الكافية ص:83. فيض القدير ج:4 ص:126. ومثله في الإصابة ج:2 ص:38 في ترجمة حجر بن عدي.

    الله يلعنك يا معاويه يا كاتب ابليس لعنة بعدد الانس والجن من الاولين والاخرين وبعدد حبات الرمال وحبات المطر

    مشكور اخي مستفيد على الموضوع
    التعديل الأخير تم بواسطة القلم الصريح; الساعة 09-02-2005, 08:01 PM.

    تعليق


    • #3
      تسجيل حضور ومتابعة


      وننتظر المزيد منكم

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      x

      رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

      صورة التسجيل تحديث الصورة

      اقرأ في منتديات يا حسين

      تقليص

      المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
      أنشئ بواسطة مروان1400, يوم أمس, 05:42 AM
      استجابة 1
      16 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة وهج الإيمان
      بواسطة وهج الإيمان
       
      أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 19-05-2025, 09:28 PM
      ردود 0
      5 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة وهج الإيمان
      بواسطة وهج الإيمان
       
      أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 19-05-2025, 09:20 PM
      ردود 0
      7 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة وهج الإيمان
      بواسطة وهج الإيمان
       
      أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 27-10-2018, 03:13 PM
      ردود 17
      1,553 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة وهج الإيمان
      بواسطة وهج الإيمان
       
      يعمل...
      X