إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

بيان آية الله العظمى السيد محمد صادق الحسيني الروحاني بمناسبة شهر محرم

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بيان آية الله العظمى السيد محمد صادق الحسيني الروحاني بمناسبة شهر محرم

    بيان سماحة آية الله العظمى المرجع المجاهد
    السيد محمد صادق الحسيني الروحاني "دام ظله"
    بمناسبة شهر محرم الحرام
    بسمه تعالي

    ايها المؤمنون الموالون
    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    تطل علينا في هذه الايام ذكري آلمت قلب الرسول محمد صلي الله عليه و آله , و أسالت منه الدمع , و أبكت فاطمة الزهراء عليها السلام , و أحزنت الملائك في السماء من قبل حدوثها بأكثر من خمسين عاما .
    ذكري قال عنها الامام الرضا عليه السلام :إنها يوم ( أقرح جفوننا و أسبل دموعنا و أذل عزيزنا ).
    و قال عليه السلام : ( فعلي مثل الحسين فليبك الباكون فان البكاء عليه يحط الذنوب العظام , ثم قال) ع( كان أبي) ع (إذا دخل شهر المحرم لا يري ضاحكا و كانت الكآبة تغلب عليه حتي تمضي منه عشرة أيام فإذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته و حزنه و بكائه و يقول هو اليوم الذي قتل فيه الحسين (ع) .
    إنها ذكري سيدالشهداء الامام الحسين بن علي عليهما السلام الذي ما كان لرسالة الاسلام العظيم و ثورته المتجددة ان تستمر لو لم يغذيها بثورته المباركة فاستحق ان يقول فيه النبي العظيم الذي لا ينطق عن الهوي ( حسين مني و أنا من حسين , أحب الله من أحبا حسينا ) .
    إن إحياء هذه الذكري في كل عام هو الذي أشعل نار الثورة علي كل الطغاة و المجرمين و هي التي دقت اسفينا في كل ما بناه الظلمة و الحاقدون و كانت المحرك لا سقاط الامويين و من تبعهم , و هذه الذكري التي يحييها المؤمنون عبر التاريخ بأشكال مختلفة تعبر عن انتما ئهم لهذه المدرسة هي التي أقضت مضاجع الاعداء فسعوا جاهدين الي محاربة كل شعيرة تحيي هذه الذكري في النفوس .
    ولم تكن محاربة الشعائر تقتصر علي شكل دون الاشكال الاخري فحتي زيارة قبر الحسين عليه السلام كانت تمنع و يتعرض الزوار الي القتل فما بالك بالشعائر الاخري.
    و في المقابل نري توجيها رعاه الائمة الطاهرون و مارسوه بأشكال متعددة يحث علي إحياء هذه الذكري و يعتبر ها من افضل القربات , و كل كان يمارس الدور المتاح له , ولم يقتصر حثهم علي نموذج محدد بل قال صادق أهل البيت عليه اسلام (أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا ) .
    و من هذا الامر نفهم أن كل عمل يساهم في إحياء هذه الذكري و يجعلها حية في النفوس هو أمر محبوب و مطلوب طالما كان خالصا لله بهدف الاستجابة لامر ولي الله دون أن يخالطه ما يخالف أمر الله .
    و بالتالي فان كل الاحرار الذين عشقوا و يعشقون أبا الاحرار الحسين عليه السلام لهم أن يعبروا عن تفاعلهم مع هذه الذكري بالاسلوب الذي ينسجم مع تأثر هم و نفسيتهم , فمن أراد أن يبكي أو يلبس السواد او يلطم او يطعم الطعام او يخطب و يحرك العواطف أو يؤدي عملا فنيا أو غير ذلك مما يساهم في إحياء هذه الذكري فأجره محتسب عند الله تعالي .
    انطلاقا مما ذكرنا فإننا نلاحظ في بعض البلدان اختلافا بين الموالين حول بعض الاساليب فالبعض يحاول ان يفرض فهمه و اسلوبه علي الاخرين و يمنع او يشهر بمن يمارس اللطم او التطبير أو إقامة مواكب التشبيه و ما الي غير ذلك , و هذا غير جائز سواء كان ذلك المنع او الفرض تحت عنوان متوهم للتحريم , أو كان استنادا الي عناوين ثانوية اخري من قبيل ما يقال من انه توهين للمذهب , او مدعاة للفرقة سواء بين الموالين او بين المسلمين , و علي هذا فإننا نقول :
    أولا : ليس لأحد كائنا من كان أن يفرض علي الاخرين فهما معينا إو اسلوبا معينا في كيفية إحياء هذه الذكري بذريعة تشخيص خاص له لا ينسجم مع تشخيص الاخرين , إذ علي كل مكلف أن يعمل وفق تكليفه الشرعي الذي يجعله مساهما في هذه الذكري و ليس معرقلا او مانعا لها لسبب او لاخر , فمن لا يستسيغ اسلوبا , او يستشكل من اسلوب فليس له فرض هذا الفهم علي الاخرين لان لهم تشخيصهم ايضا.
    ثانيا : إن آراء كبار فقهاء الامة و مراجعها في الفترات السابقة أفتوا صريحا بعد أن عرضت عليهم مثل هذه الاشكالات و الاختلافات و من ذلك ما أجاب به رئيس الفهاء الشيخ النائيني و صادق عليها عدد من المراجع الكبار آيات الله العظام أمثال الخوئي و الحكيم , و عبد الهادي الشيرازي محمود الشاهرودي و الحمامي و محمد حسين آل كاشف الغطاء و محمد كاظم الشيرازي و جمال الدين الكلپايكاني و المظفر و غيرهم حيث صادقوا علي فتوي النائيني قدس سره .
    ثالثا: لقد أجاب المرحوم النائيني علي عدة مسائل بما يلي :
    المسألة الاولي : خروج المواكب العزائية في عشرة عاشوراء و نحوها الي الطرق و الشوارع مما لا شبهة في جوازه و رجحانه و كونه من اظهر مصاديق ما يقام به عزاء المظلوم و ايسر الوسائل لتبليغ الدعوة الحسينية الي كل قريب و بعيد , لكن اللازم تنزيه هذه الشعائر العظيمة عما لا يليق بعبادة مثله من غناء او استعمال آلات اللهو و التدافع في التقدم و التأخر بين محلتين و نحو ذلك .
    ولو اتفق شيء من ذلك فذلك الحرام الواقع في البين هو المحرم و لا تسري حرمته الي الموكب العزائي و يكون كالنظر الي الاجنبية حال الصلاة في عدم بطلانها .
    المسألة الثانية: لا اشكال في جواز اللطم بالايدي علي الخدود والصدور حد الاحمرار و الاسوداد بل يقوي جواز الضرب بالسلاسل ايضا علي الاكتاف و الظهور الي الحد المذكور و إن أدي كل من اللطم و الضرب الي خروج دم يسير .
    و أما إخراج الدم من الناصية بالسيوف و القامات فالاقوي جواز ما كان ضرره مأمونا و كان مجرد اخراج الدم من الناصية بلا صدمة علي عظمها ولا يتعقب عادة بخروج ما يضر خروجه من الدم و نحو ذلك كما يعرفه المتدربون العارفون بكيفية الضرب .
    المسألة الثالثة : الظاهر عدم الاشكال في جواز التشبيهات و التمثيليات التي جرت عادة الشيعة الامامية باتخاذها لاقامة العزاء و البكاء و الابكاء منذ قرون و ان تضمنت لبس الرجال ملابس النساء علي الاقوي ....

    حرره الاحقر محمد حسين الغروي النائيني

    رابعا: و لكثير من مراجع التقليد فتاوي غير ما تقدم في الجواب علي المسائل السابقة و التي منها التطبير نذكر منا ما كتبه آية الله العظمي المامقاني :
    بسم الله الرحمن الرحيم
    لاتنبغي الشبهة في هذه الامور بل لو افتي فقيه متبحر بوجوبها كفاية في مثل هذه الازمنة التي صمم فيها جمع علي اطفاء نور اهل البيت لا يمكن تخطئته, و كل هذه الشعائر تسبب هداية جماعية كبيرة من غير المسلمين حتي انهم قد يشاركون المسلمين في اقامة هذه الشعائر بالمساعدات النقدية و و العينية .
    خامسا : نشير ايضا الي ما كتبه المرحوم آيه الله العظمي الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء بقوله :
    و اما الحكم الشرعي في تلك المظاهرات و المواكب فلا اشكال في ان اللطم علي الصدور و ضرب السلاسل علي الظهور و خروج الجماعات في الشوارع و الطرقات بالمشاعل و الاعلام مباحة مشروعة بل راحجة مستحبة و هي وسيلة من الوسائل الحسينية و باب من ابواب سفينة النجاة ... و اما الضرب بالسيوف و الخناجر و الادماء فهو كسوابقه مباح بمقتضي اصل الاباحة بل راحج بقصد اعلان الشعار للاحزان الحسينية .
    أخيرا: ندعوا جميع المؤمنين والموالين الي الترفع في علاقاتهم عن الصغائر و يتعاونوا جميعا إحياء هذه الشعائر كل حسب فهمه و قناعته , ولو أننا رضخنا لما يقوله الاعداء , أردنا مداراتهم في امورنا و عباداتنا سواء الواجبة او المستحبة لما سلمت شعيرة من الشعائر من حج و صلاة و حجاب و غيرها .
    وفق الله المؤمنين لما فيه مرضاته
    والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته

    قم المشرفة : في 27 ذي الحجة 1425
    محمد صادق الحسيني الروحاني

    www.imamrohani.com
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X