إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الحسين بن علي بن إبي طالب عليه السلام .

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحسين بن علي بن إبي طالب عليه السلام .

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمدلله رب العالمين وأفضل الصلاة والسلام على سيد المرسلين أبي القاسم محمد واله الاطهار وصحبه الاخيار.

    أسئلة وودت طرحهاللأستفاده .

    من هو الامام الحسين عليه السلام؟

    ماهي فضائله؟

    من الذي قتله وهل يجوز الترضي على قاتله أو من أمر بقتله أو من شارك بقتله؟

    ماذا يُعبر لك الامام الحسين عليه السلام؟

    ماالذي نستفيده ونستلخصه من تاريخه عليه السلام؟




    والسلام على الحسين وعلى ال الحسين عليهم الف صلاة وسلام.

  • #2
    ألاجابة عن السؤال الاول من هو الامام الحسين عليه السلام ؟
    .
    ونقول بكلمة امام لآن الرسول صلى الله عليه واله قد قال فيه((الحسن والحسين أمامان أن قاما أو قعدا*))

    جده لأمه: رسول اله (صلّى الله عليه وآله وسلّم).

    جده لأبيه: أبو طالب.

    جدته لأمه: خديجة بنت خويلد.

    جدته لأبيه: فاطمة بنت أسد.

    أبوه: علي أمير المؤمنين (عليه السلام).

    أمه: فاطمة الزهراء (عليها السلام).

    أخوه لأمه وأبيه: الإمام الحسن (عليه السلام).

    أخواته لأمه وأبيه: زينب الكبرى، أم كلثوم (عليهما السلام).

    ولادته: ولد بالمدينة في الثالث من شعبان(1) سنة أربع للهجرة، ولما ولد جيء به إلى جده رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فاستبشر به، وأذن في أذنه اليمنى، وأقام في اليسرى،وحنكه بريقه، فلما كان اليوم السابع سماه حسيناً، وعقّ عنه بكبش، وأمر أمه (عليها السلام) أن تحلق رأسه وتتصدق بوزن شعره فضة.

    صفته: كان أشبه الناس برسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، ربعة ليس بالطويل ولا بالقصير، واسع الجبين، كثّ اللحية، واسع الصدر، عظيم المنكبين، ضخم العظام، رحب الكفين والقدمين، رجل الشعر، متماسك البدن، أبيض مشرب بحمرة، نشأ في ظل جده الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فكان هو الذي يتولى تربيته ورعايته.
    كنيته: أبو عبد الله.

    ألقابه: الرشيد، الوفي، الطيب، السيد، الزكي، المبارك، التابع لمرضاة الله، الدليل على ذات الله، السبط، سيد شباب أهل الجنة.

    حياته مع أبيه: لازم أباه أمير المؤمنين (عليه السلام) وحضر مدرسته الكبرى ما يناهز ربع قرن. اشترك في حروب أبيه الثلاث: الجمل، صفين، النهروان.

    زوجاته: ليلى بنت أبي مرة بن عروة بن مسعود الثقفي، أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله التيمي، شاه زنان بنت كسرى يزدجرد ملك الفرس الرباب بنت امرئ القيس بن عدي.

    أولاده: الإمام زين العابدين، علي الأكبر، جعفر، عبد الله(2).

    بناته: سكينة، فاطمة، رقية.

    نقش خاتمه: حسبي الله.

    بوابه: أسعد الهجري.

    شاعره: يحيى بن الحكم وجماعة.

    حياته مع أخيه بعده:

    بايع لأخيه الحسن (عليه السلام) بعد مقتل أبيه أمير المؤمنين (عليه السلام) سنة 40 هـ وبلغ به الاحترام لمقام الإمامة والأخوة ما ذكر الطبرسي عن الإمام الصادق (عليه السلام): ما مشى الحسين بين يدي الحسن (عليه السلام) قط ولا بدره بمنطق إذا اجتمعا تعظيماً له(3).

    وعاش بعد أخيه الحسن (عليه السلام) عشر سنين كان فيها الإمام المفترض الطاعة ـ على رأي طائفة عظيمة من المسلمين وسبط الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وريحانته وثاني الثقلين اللذين خلفهما (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في الأمة ـ الكتاب والعترة ـ وسيد شباب أهل الجنة بإجماع المسلمين.

    خرج من المدينة بأهله وصحبه متوجهاً إلى مكة ممتنعاً عن بيعة يزيد وكان خروجه ليلة الأحد ليومين بقيا من شهر رجب سنة 60 هـ وهو يتلو قوله تعالى: فخرج منها خائفاً يترقب قال ربي نجني من القوم الظالمين.

    دخل مكة لثلاث مضين من شعبان سنة 60 هـ وهو يتلو قوله تعالى: ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربي أن يهديني سواء السبيل.

    وافته كتب أهل الكوفة ووفودهم بالبيعة والطاعة حتى اجتمع عنده اثنا عشر ألف كتاب.

    أرسل من مكة ابن عمه مسلم بن عقيل إلى الكوفة سفيراً وممثلاً.

    بلغه أن يزيد بن معاوية أرسل إليه من يغتاله ولو كان متعلقاً بأستار الكعبة.

    خرج من مكة في اليوم الثامن من شهر ذي الحجة ـ يوم التروية ـ سنة 60 هـ بعد أن خطب فيها معلناً دعوته.

    دخل العراق في طريقه إلى الكوفة ولازمه مبعوث ابن زياد ـ الحر بن يزيد الرياحي ـ حتى أورده كربلاء.

    وصل كربلاء في اليوم الثاني من المحرم سنة 61 هجرية.

    وما إن حط رحله بكربلاء حتى أخذت جيوش ابن زياد تتلاحق حتى بلغت ثلاثون ألفاً.

    استشهد هو وأهل بيته وأصحابه في اليوم العاشر من المحرم سنة 61 هـ.

    حمل رأسه الشريف إلى الكوفة في ليلة الحادي عشر من المحرم.

    حملت عائلته من كربلاء في اليوم الحادي عشر وجيء بهم إلى الكوفة سبايا، ثم حملوا منها إلى الشام.

    دفنه ابنه زين العابدين (عليه السلام) في اليوم الثالث عشر من المحرم.

    أول من زاره الصحابي الكبير جابر بن عبد الله الأنصاري في العشرين من شهر صفر سنة 61 هـ كما زاره في هذا اليوم ابنه زين العابدين (عليه السلام) مع باقي العائلة وذلك في طريقهم إلى المدينة بعد أن طيف بهم في الكوفة والشام.

    قبره في كربلاء ينافس السماء علوًا وازدهاراً، عليه قبة ذهبية ترى من عشرات الأميال، ويزدحم المسلمون من شرق الأرض وغربها لزيارته، والصلاة في حرمه، والدعاء عند رأسه الشريف.

    الهوامش

    1 ـ ويذهب بعض المؤرخين إلى أن ولادته (عليه السلام) كانت في الخامس من شعبان.

    2 ـ يذهب بعض المؤرخين أن أولاده (عليه السلام) كانوا ستة.

    3 ـ مشكاة الأنوار: 170

    تعليق


    • #3
      فضائل الحسين عليه السلام وهو الشمس المضيئة والنور الساطع
      فقلة هم أولئك الذين يتسنّمون قمم الخلود والسمو والعظمة، وقلة هم أولئك الذين ينفصلون عن آخر الزمان والمكان. ليكونوا ملكاً للحياة والإنسان.

      أولئك القلة هم عظماء الحياة، وأبطال الإنسانية، ولذلك تبقى مسيرة الحياة، ومسيرة الإنسان، مشدودة الخطى نحوهم، وما أروع الشموخ والسمو والعظمة، إذا كان شموخاً وسمواً وعظمة، صنعه إيمان بالله، وصاغته عقيدة السماء.

      من هنا كان الخلود حقيقة حية لرسالات السماء، ولرسل السماء، ورجالات المبدأ والعقيدة... وفي دنيا الإسلام، تاريخ مشرق نابض بالخلود... وفي دنيا الإسلام، قمم من رجال صنعوا العظمة في تاريخ الإنسانية، وسكبوا النور في دروب البشرية.

      وإذا كان للتاريخ أن يقف وقفة إجلال أمام أروع أمثولة للشموخ... وإذا كان للدنيا أن تكبر لأروع تضحية سجلها تاريخ الفداء... وإذا كان للإنسانية أن تنحني في خشوع أمام أروع أمثولة للبطولة... فشموخ الحسين وتضحية الحسين، وبطولة الحسين، أروع أمثلة شهدها تاريخ الشموخ والتضحيات والبطولات.

      الحسين بن علي (عليه السلام) قمة من قمم الإنسانية الشامخة، وعملاق من عمالة البطولة والفداء.

      فالفكر يتعثر وينهزم، واليراع يتلكأ ويقف أمام إنسان فذّ كبير كالإمام الحسين، وأمام وجود هائل من التألق والإشراق، كوجود الحسين... وأمام إيمان حي نابض، كإيمان الحسين... وأمام سمو شامخ عملاق كسمو الحسين... وأمام حياة زاهرة بالفيض والعطاء كحياة الحسين..

      إننا لا يمكن أن نلج آفاق العظمة عند الإمام الحسين، إلا بمقدار ما نملك من بعد في القصور، وانكشاف في الرؤية، وسمو في الروح والذات... فكلما تصاعدت هذه الأبعاد، واتسعت هذه الأطر، كلما كان الانفتاح على آفاق العظمة في حياة الإمام الحسين أكثر وضوحاً، وأبعد عمقاً... فلا يمكن أن نعيش العطاء الحي لفيوضات الحسين، ولا يمكن أن تغمرنا العبقات النديّة، والأشذاء الرويّة، لنسمات الحياة تنساب من أفق الحسين.

      ولا يمكن أن تجللنا إشراقات الطهر، تنسكب من أقباس الحسين.. إلا إذا حطمت عقولنا أسوار الانفلاق على النفس، وانفلتت من أسر الرؤى الضيقة، وتسامت أرواحنا إلى عوالم النبل والفضيلة، وتعالت على الحياة المثقلة بأوضار الفهم المادي الزائف.

      فيا من يريد فهم الحسين، ويا من يريد عطاء الحسين، ويا من يتعشق نور الحسين، ويا من يهيم بعلياء الحسين، افتحوا أمام عقولكم مسارب الانطلاق إلى دنيا الحسين، اكسحوا من حياتكم أركمة العفن والزيف، حرّروا أرواحكم من ثقل التيه في الدروب المعتمة، عند ذلك تنفتح دنيا الحسين، وعند ذلك تتجلى الرؤية، وتسمو النظرة، ويفيض العطاء، فأعظم بإنسان.. جدّه محمد سيد المرسلين، وأبوه علي بطل الإسلام الخالد، وسيد الأوصياء، وأمه الزهراء فاطمة سيدة نساء العالمين، وأخوه السبط الحسن ريحانة الرسول، نسب مشرق وضّاء، ببيت زكي طهور.

      في أفياء هذا البيت العابق بالطهر والقداسة، ولد سبط محمد (صلى الله عليه وآله)، وفي ظلاله إشراقة الطهر من مقبس الوحي، وتمازجت في نفسه روافد الفيض والإشراق، تلك هي بداية حياة السبط الحسين، أعظم بها من بداية صنعتها يد محمد وعلي وفاطمة (صلى الله عليهم أجمعين)، وأعظم به من وليد، غذاه فيض محمد (صلى الله عليه وآله) وروي نفسه إيمان علي (عليه السلام)، وصاغ روحه حنو فاطمة (عليها السلام)، وهكذا كانت بواكير العظمة تجد طريقها إلى حياة الوليد الطاهر، وهكذا ترتسم درب الخلود في حياة السبط الحسين.

      فكانت حياته (عليه السلام) زاخرة بالفيض والعطاء، وكانت حياته شعلة فرشت النور في درب الحياة، وشحنة غرست الدفق في قلب الوجود.

      كرم الحسين (عليه السلام)


      قال الخوارزمي: (قال الحسن البصري: كان الحسين بن علي سيّداً زاهداً ورعاً صالحاً ناصحاً حسن الخلق، فذهب ذات يوم مع أصحابه إلى بستانه، وكان في ذلك البستان غلام له اسمه صاف، فلما قرب من البستان رأى الغلام قاعداً يأكل خبزاً فنظر الحسين إليه وجلس عند نخلة مستتراً لا يراه وكان يرفع الرغيف فيرمي بنصفه إلى الكلب ويأكل نصفه الآخر، فتعجب الحسين من فعل الغلام، فلما فرغ من أكله قال: الحمد لله رب العالمين، اللهم اغفر لي، واغفر لسيّدي وبارك له كما باركت على أبويه برحمتك يا أرحم الراحمين، فقام الحسين وقال: يا صافي، فقام الغلام فزعاً وقال: يا سيدّي وسيد المؤمنين انّي ما رأيتك فاعف عنّي. فقال الحسين: اجعلني في حلّ يا صافي لأني دخلت بستانك بغير أذنك، فقال صافي: بفضلك يا سيدي وكرمك وبسؤددك تقول هذا؟ فقال الحسين: رأيتك ترمي بنصف الرغيف للكلب، وتأكل النصف الآخر فما معنى ذلك؟ فقال الغلام: ان هذا الكلب ينظر إليّ حين آكل فأستحي منه يا سيدي لنظره إليّ، وهذا كلبك يحرس بستانك من الأعداء فأنا عبدك وهذا كلبك، فأكلنا رزقك معاً، فبكى الحسين وقال: أنت عتيق لله وقد وهبت لك ألفي دينار بطيبة من قلبي، فقال الغلام: ان اعتقتني فأنا أريد القيام ببستانك فقال الحسين: إن الرجل إذا تكلم بكلام فينبغي أن يصدّقه بالفعل، فأنا قد قلت: دخلت بستانك بغير إذنك، فصدقت قولي، ووهبت البستان وما فيه لك غير أن أصحابي هؤلاء جاءوا لأكل الثمار والرطب فاجعلهم أضيافاً لك، واكرمهم من أجلي اكرمك الله يوم القيامة، وبارك لك في حسن خلقك وأدبك، فقال الغلام: ان وهبت لي بستانك فأنا قد سبلته لأصحابك وشيعتك، قال الحسن: فينبغي للمؤمن أن يكون كنافلة(1) رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)(2).


      • وروى بإسناده المتصّل (أن اعرابياً جاء إلى الحسين بن علي فقال له: يا بن رسول الله انّي قد ضمنت دية كاملة وعجزت عن أدائها، فقلت في نفسي: اسأل أكرم الناس وما رأيت أكرم من أهل بيت رسول الله (ص)، فقال الحسين: يا أخا العرب أسألك عن ثلاثة مسائل، فإن أجبت عن واحدة أعطيتك ثلث المال، وان أجبت عن اثنتين أعطيتك ثلثي المال، وان أجبت عن الكل اعطيتك المال كله فقال الأعرابي: يا بن رسول الله أمثلك يسأل من مثلي، وأنت من أهل العلم والشرف؟ فقال الحسين: بلى سمعت جدي رسول الله يقول: المعروف بقدر المعرفة، فقال الأعرابي: سل عما بدا لك فإن أجبت، وإلا تعلمت الجواب منك، ولا قوة إلاّ بالله، فقال الحسين أي الأعمال أفضل؟ فقال: الإيمان بالله، قال: فما النجاة من الهلكة؟ قال: الثقة بالله. قال: فما يزين الرجل؟ قال: علم معه حلم، قال: فإن أخطأه ذلك؟ قال: فمال معه مروءة قال: فإن اخطأه ذلك؟ قال: ففقر معه صبر قال فإن أخطأه ذلك؟ قال: فصاعقة تنزل من السماء فتحرقه، فضحك الحسين ورمى بصرّة إليه فيها ألف دينار، وأعطاه خاتمه وفيه قيمته مائتا درهم وقال له: يا أعرابي أعط الذهب لغرمائك واصرف الخاتم في نفقتك، فأخذ الإعرابي ذلك منه ومضى وهو يقول: الله أعلم حيث يجعل رسالته)(3).

      مناقب الحسين (عليه السلام)


      • روى ابن سعد كاتب الواقدي بإسناده عن عبد الله عن أبيه، قال: (مرّ حسين بن علي على ابن مطيع وهو ببثره قد أنبطها فنزل حسين عن راحلته فاحتمله ابن مطيع احتمالاً حتى وضعه على سريره، ثم قال: بأبي وأمي أمسك علينا نفسك فو الله لئن قتلوك ليتخذنا هؤلاء القوم عبيداً)(4).


      • وروى بإسناده عن أبي عون قال: (لما خرج حسين بن علي من المدينة يريد مكة مرّ بابن مطيع وهو يحفر بئره فقال له: أين، فداك أبي وأمي؟ قال: أردتُ مكةّ… وذكر له أنه كتب إليه شيعته بها فقال له ابن مطيع: إني فداك أبي وأمي متّعنا بنفسك ولا تسر إليهم فأبى حسين فقال له ابن مطيع: إن بئري هذه قد رشحتها وهذا اليوم أوان ما خرج إلينا في الدلو شيء من ماء فلو دعوت الله لنا فيها بالبركة. قال: هات من مائها فأتى من مائها في الدلو فشرب منه ثم مضمض ثم ردّه في البئر فأعذب وأمهى)(5).


      • قال الخوارزمي: (وكان الحسين يجالس المساكين ويقرأ (إن الله لا يحب المتكبرين) ومرّ على صبيان معهم كسرة فسألوه أن يأكل معهم فأكل ثم حملهم إلى منزله فأطعمهم وكساهم، وقال: إنهم أسخى مني لأنهم بذلوا جميع ما قدروا عليه وأنا بذلت بعض ما أقدر عليه)(6).


      • روى ابن عساكر بإسناده عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال: (مر الحسين بمساكين يأكلون في الصفة فقالوا: الغداء فنزل وقال: (إن الله لا يحبُّ المتكبرّين) فتغدّى معهم، ثم قال لهم: قد أجبتكم فأجيبوني، قالوا: نعم. فمضى بهم إلى منزله فقال للرباب: اخرجي ما كنت تدخرين)(7).

      الهوامش

      1 ـ النافلة: الذرّية من الأحفاد والأسباط.

      2 - مقتل الحسين: ج 1 ص 153.

      3 - مقتل الحسين: ج 1 ص 157.

      4 - الطبقات الكبرى: ج 5 ص 107.

      5 - المصدر: ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام الحسين من تاريخ مدينة دمشق: ص 155 رقم 201.

      6 - مقتل الحسين: ج 1 ص 155.

      7 - ترجمة الإمام الحسين (عليه السلام) من تاريخ مدينة دمشق: ص 151 رقم 196.

      تعليق


      • #4
        ((اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم))
        شكراً لك أخي المبرقع على هذا المجهود الطيب وجعله الله في ميزان حسناتك0

        تعليق


        • #5
          اللهم صل على محمد و آل محمد و عجل فرجهم

          تعليق


          • #6



            ودت نقل بعض ما جاء من ردا من كتاب لله وللحقيقة
            رد على كتاب ( لله ثم للتاريخ )
            من الجزء الأول
            لخادم أهل البيت الشيخ : علي آل محسن

            إن مذهباً يعتمد على الأكاذيب والافتراءات في الأعراض لحرب خصمه لا يمكن أن يكون حقاً وليس حَرِياً بالاتباع



            قال الإمام الحسين رضي الله عنه في دعائه على شيعته: ( اللهم إن مَتَّعْتَهم إلى حين فَفَرِّقْهم فِرَقاً ، واجعلهم طرائق قِدَداً ، ولا تُرْضِ الوُلاةَ عنهم أبداً، فإنهم دَعَوْنا لِينصرونا، ثم عَدَوا علينا فقتلونا ) الإرشاد للمفيد ص 241.


            وقد خاطبهم مرة أخرى ودعا عليهم ، فكان مما قال: ( لكنكم استسرعتم ( 1 ) إلى بيعتنا كطيرة الدباء، وتهافَتُّم كتَهَافُت الفرش ( 2 )، ثم نقضتموها، سِفَهاً ( 3 ) وبُعداً وسُحقاً لطواغيت هذه

            الأمة، وبقية الأحزاب، وَنَبَذةِ الكتاب، ثم أنتم هؤلاء تتخاذلون عنا، وتقتلوننا، ألا لعنة الله على الظالمين ) ( 4 ) الاحتجاج 2/24.


            وهذه النصوص تبين لنا مَن هم قَتَلَةُ الحُسين الحقيقيون، إنهم شيعته أهل الكوفة، أيْ: أجدادُنا، فلماذا نُحَمِّلُ أهل السنة مسؤولية مقتل الحسين رضي الله عنه ؟!


            * هامش *
            ( 1 ) في المصدر: أسرعتم.
            ( 2 ) في المصدر: الفراش.
            ( 3 ) في المصدر: سفهاً وضلة، فبعداً.
            ( 4 ) لقد حرَّف الكاتب النص، فأدرج فيه قوله: ( ثم أنتم هؤلاء تتخاذلون عنا وتقتلوننا ).
            وقوله: ( ألا لعنة الله على الظالمين ) جاء في النص بعد عدة أسطر.







            وأقول : كلمات الإمام الحسين عليه السلام المذكورة إنما قالها لأولئك القوم المجتمعين على قتله في كربلاء، وهم أخلاط من الناس استنفرهم عبيد الله بن زياد لقتل الحسين عليه السلام ، ولم

            يكونوا من الشيعة، بل ليس فيهم شيعي واحد معروف، فكيف يصح أن يقال : إن قتلة الحسين كانوا من الشيعة ؟


            ويمكن إيضاح هذه المسألة بعدة أمور:

            أولاً : أن القول بأن الشيعة قتلوا الحسين عليه السلام فيه تناقض واضح، وذلك لأن شيعة الرجل هم أنصاره وأتباعه ومحبّوه، وأما قتلته فليسوا كذلك، فكيف تجتمع فيهم المحبة والنصرة له مع حربه وقتله ؟!

            ولو سلَّمنا جدلاً بأن قتلة الحسين كانوا من الشيعة ، فإنهم لما اجتمعوا لقتاله فقد انسلخوا عن تشيعهم ، فصاروا من غيرهم ، ثم قتلوه.


            وثانياً : أن الذين خرجوا لقتال الحسين عليه السلام كانوا من أهل الكوفة، والكوفة في ذلك الوقت لم يكن يسكنها شيعي معروف بتشيعه، فإن معاوية لما ولَّى زياد بن أبيه على الكوفة

            تعقَّب الشيعة وكان بهم عارفاً، فقتلهم وهدم دورهم وحبسهم حتى لم يبق بالكوفة رجل واحد معروف بأنه من شيعة علي عليه السلام .


            قال ابن أبي الحديد المعتزلي : روى أبو الحسن علي بن محمد بن أبي سيف المدائني في كتاب الأحداث، قال: كتب معاوية نسخة واحدة إلى عُمَّاله بعد عام الجماعة: ( أن برئت الذمّة ممن روى شيئاً من فضل أبي تراب وأهل بيته ).


            فقامت الخطباء في كل كُورة وعلى كل منبر يلعنون عليًّا ويبرأون منه، ويقعون فيه وفي أهل بيته ، وكان أشد الناس بلاءاً حينئذ أهل الكوفة لكثرة ما بها من شيعة علي عليه السلام ،

            فاستعمل عليهم زياد بن سُميّة ، وضم إليه البصرة، فكان يتتبّع الشيعة وهو بهم عارف، لأنه كان منهم أيام علي عليه السلام ، فقتلهم تحت كل حَجَر ومَدَر وأخافهم ، وقطع الأيدي

            والأرجل، وسَمَل العيون وصلبهم على جذوع النخل، وطردهم وشرّدهم



            عن العراق، فلم يبق بها معروف منهم ( 1 ).

            إلى أن قال : ثم كتب إلى عمَّاله نسخة واحدة إلى جميع البلدان : انظروا من قامت عليه البيِّنة أنه يحب عليًّا وأهل بيته، فامحوه من الديوان، وأسقطوا عطاءه ورزقه.


            وشفع ذلك بنسخة أخرى : ( من اتهمتموه بموالاة هؤلاء القوم، فنكِّلوا به، واهدموا داره ). فلم يكن البلاء أشد ولا أكثر منه في العراق، ولا سيما الكوفة، حتى إن الرجل من شيعة علي عليه

            السلام ليأتيه من يثق به، فيدخل بيته، فيلقي إليه سرَّه، ويخاف من خادمه ومملوكه، ولا يحدِّثه حتى يأخذ عليه الأيمان الغليظة ليكتمنَّ عليه.


            إلى أن قال : فلم يزل الأمر كذلك حتى مات الحسن بن علي عليه السلام ، فازداد البلاء والفتنة ، فلم يبقَ أحد من هذا القبيل إلا وهو خائف على دمه، أو طريد في الأرض ( 2 ).


            وأخرج الطبراني في معجمه الكبير بسنده عن يونس بن عبيد عن الحسن قال: كان زياد يتتبع شيعة علي رضي الله عنه فيقتلهم، فبلغ ذلك الحسن بن علي رضي الله عنه فقال: اللهم تفرَّد بموته، فإن القتل كفارة ( 3 ).


            وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء :

            قال أبو الشعثاء : كان زياد أفتك من الحجاج لمن يخالف هواه.

            وقال: قال الحسن البصري : بلغ الحسن بن علي أن زياداً يتتبَّع شيعة علي بالبصرة فيقتلهم، فدعا عليه.

            وقيل: إنه جمع أهل الكوفة ليعرضهم على البراءة من أبي الحسن، فأصابه حينئذ طاعون في سنة ثلاث وخمسين ( 4 ).


            * هامش *
            ( 1 ) شرح نهج البلاغة 3/15، الطبعة المحققة 11/44.
            ( 2 ) شرح نهج البلاغة 11/45. وبمعناه في كتاب سليم بن قيس، ص 318.
            ونقله عنه الطبرسي في الاحتجاج 2/17. والمجلسي في بحار الأنوار 44/125-126.
            ( 3 ) المعجم الكبير للطبراني 3/68. مجمع الزوائد 6/266 قال الهيثمي: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
            ( 4 ) سير أعلام النبلاء 3/496.





            وقال ابن الأثير في الكامل : وكان زياد أول من شدد أمر السلطان، وأكّد الملك لمعاوية، وجرَّد سيفه، وأخذ بالظنة، وعاقب على الشبهة، وخافه الناس خوفاً شديداً حتى أمن بعضهم بعضاً( 1 ).


            وقال ابن حجر في لسان الميزان : وكان زياد قوي المعرفة ، جيد السياسة ، وافر العقل، وكان من شيعة علي، وولاَّه إمرة القدس، فلما استلحقه معاوية صار أشد الناس على آل علي وشيعته ، وهو الذي سعى في قتل حجر بن عدي ومن معه ( 2 ).


            من كل ذلك يتضح أن الكوفة لم يبق بها شيعي معروف خرج لقتال الحسين عليه السلام ، فكيف يصح ادِّعاء الكاتب بأن الشيعة هم الذين قتلوا الحسين عليه السلام ؟

            ولا يمكن أن يتوهم منصف أن من كتب للحسين عليه السلام هم شيعته، لأن من كتب للحسين لم يكونوا معروفين بتشيع، كشبث بن ربعي، وحجار بن أبجر، وعمرو ابن الحجاج وغيرهم.


            ثالثاً : أن الذين قتلوا الحسين عليه السلام رجال معروفون، وليس فيهم شخص واحد معروف بتشيعه لأهل البيت عليهم السلام .

            منهم : عمر بن سعد بن أبي وقاص، وشمر بن ذي الجوشن، وشبث بن ربعي، وحجار بن أبجر، وحرملة بن كاهل، وغيرهم. وكل هؤلاء لا يُعرفون بتشيع ولا بموالاةٍ لعلي عليه السلام.


            رابعاً : أن الحسين عليه السلام قد وصفهم في يوم عاشوراء بأنهم شيعة آل أبي سفيان، فقال عليه السلام : ويحكم يا شيعة آل أبي سفيان! إن لم يكن لكم دين، وكنتم لا تخافون المعاد، فكونوا أحراراً في دنياكم هذه، وارجعوا إلى أحسابكم إن كنتم عُرُباً كما تزعمون( 3 ).


            * هامش *
            ( 1 ) الكامل في التاريخ 3/450.
            ( 2 ) لسان الميزان 2/495.
            ( 3 ) مقتل الحسين للخوارزمي 2/38. بحار الأنوار 45/51. اللهوف في قتلى الطفوف، ص 45.






            ولم نرَ بعد التتبع في كل كلمات الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء وخُطَبه في القوم واحتجاجاته عليهم أنه وصفهم بأنهم كانوا من شيعته أو من الموالين له ولأبيه.

            كما أنّا لم نرَ في كلمات غيره عليه السلام من وصفهم بهذا الوصف.

            وهذا دليل واضح على أن هؤلاء القوم لم يكونوا من شيعة أهل البيت عليهم السلام ، ولم يكونوا من مواليهم.


            خامساً : أن القوم كانوا شديدي العداوة للحسين عليه السلام ، إذ منعوا عنه الماء وعن أهل بيته ، وقتلوه سلام الله عليه وكل أصحابه وأهل بيته، وقطعوا رؤوسهم، وداسوا أجسامهم بخيولهم، وسبوا نساءهم، ونهبوا ما على النساء من حلي... وغير ذلك.


            قال ابن الأثير في الكامل : ثم نادى عمر بن سعد في أصحابه مَن ينتدب إلى الحسين فيُوطئه فرسه، فانتدب عشرة، منهم إسحاق بن حيوة الحضرمي، وهو الذي سلب قميص الحسين، فبرص بعدُ، فأتوا فداسوا الحسين بخيولهم حتى رضّوا ظهره وصدره ( 1 ).


            وقال: وسُلِب الحسين ما كان عليه، فأخذ سراويله بحر بن كعب، وأخذ قيس بن الأشعث قطيفته ، وهي من خز، فكان يُسمَّى بعدُ ( قيس قطيفة )، وأخذ نعليه الأسود الأودي، وأخذ سيفه رجل

            من دارم، ومال الناس على الورس والحلل فانتهبوها، ونهبوا ثقله وما على النساء، حتى إن كانت المرأة لتنزع الثوب من ظهرها فيؤخذ منها( 2 ).


            وقال ابن كثير في البداية والنهاية فيما رواه عن أبي مخنف:

            وقال : وأخذ سنان وغيره سلبه، وتقاسم الناس ما كان من أمواله وحواصله، وما في خبائه حتى ما على النساء من الثياب الطاهرة.

            وقال : وجاء عمر بن سعد فقال : ألا لا يدخلن على هذه النسوة أحد، ولا يقتل


            * هامش *

            ( 1 ) الكامل لابن الأثير 4/80.
            ( 2 ) المصدر السابق 4/79.






            هذا الغلام أحد، ومن أخذ من متاعهم شيئاً فليردّه عليهم. قال : فوالله ما ردَّ أحد شيئاً ( 1 ).

            وكل هذه الأفعال لا يمكن صدورها إلا من حاقد شديد العداوة، فكيف يُتعقَّل صدورها من شيعي مُحِب؟!

            سادساً : أن بعض قتَلَة الحسين قالوا له عليه السلام : إنما نقاتلك بغضاً لأبيك ( 2 ).
            ولا يمكن تصوّر تشيع هؤلاء مع تحقق بغضهم للإمام علي بن أبي طالب عليه السلام!
            وقال بعضهم : يا حسين، يا كذاب ابن الكذاب ( 3 ).
            وقال آخر : يا حسين أبشر بالنار ( 4 ).
            وقال ثالث للحسين عليه السلام وأصحابه : إنها ـ يعني الصلاة ـ لا تُقْبَل منكم ( 5 ).

            وقالوا غير هذه من العبارات الدالة على ما في سرائرهم من الحقد والبغض لأمير المؤمنين وللحسين عليهما السلام خاصة ولأهل البيت عليه السلام عامة.


            سابعاً : أن المتأمِّرين وأصحاب القرار لم يكونوا من الشيعة، وهم يزيد بن معاوية، وعبيد الله بن زياد، وعمر بن سعد، وشمر بن ذي الجوشن، وقيس بن الأشعث بن قيس، وعمرو بن

            الحجاج الزبيدي، وعبد الله بن زهير الأزدي، وعروة بن قيس الأحمسي، وشبث بن ربعي اليربوعي، وعبد الرحمن بن أبي سبرة الجعفي، والحصين بن نمير، وحجار بن أبجر.


            وكذا كل من باشر قتل الحسين أو قتل واحداً من أهل بيته وأصحابه، كسنان

            * هامش *
            ( 1 ) البداية والنهاية 8/190.
            ( 2 ) ينابيع المودة، ص 346.
            ( 3 ) الكامل لابن الأثير 4/67.
            ( 4 ) الكامل لابن الأثير 4/66. البداية والنهاية 8/183.
            ( 5 ) البداية والنهاية 8/185.





            بن أنس النخعي، وحرملة الكاهلي، ومنقذ بن مرة العبدي، وأبي الحتوف الجعفي، ومالك بن نسر الكندي، وعبد الرحمن الجعفي، والقشعم بن نذير الجعفي، وبحر بن كعب بن تيم الله،

            وزرعة بن شريك التميمي، وصالح بن وهب المري، وخولي بن يزيد الأصبحي، وحصين بن تميم وغيرهم.


            بل لا تجد رجلاً شارك في قتل الحسين عليه السلام معروفاً بأنه من الشيعة، فراجع ما حدث في كربلاء يوم عاشوراء ليتبين لك صحة ما قلناه.


            ثامناً : أن يزيد بن معاوية حمل ( ابن مرجانة ) عبيد الله بن زياد مسؤولية قتل الحسين عليه السلام دون غيره من الناس.


            فقد أخرج ابن كثير في البداية والنهاية، والذهبي في سير أعلام النبلاء وغيرهما يونس بن حبيب قال: لما قتل عبيدُ الله الحسينَ وأهله بعث برؤوسهم إلى يزيد، فسُرَّ بقتلهم أولاً، ثم لم

            يلبث حتى ندم على قتلهم، فكان يقول: وما عليَّ لو احتملتُ الأذى، وأنزلتُ الحسين معي، وحكَّمته فيما يريد ، وإن كان عليَّ في ذلك وهن، حفظاً لرسول الله (ص) ورعاية لحقه، لعن

            الله ابن مرجانة ـ يعني عبيد الله ـ فإنه أحرجه واضطره، وقد كان سأل أن يخلي سبيله أن يرجع من حيث أقبل، أو يأتيني فيضع يده في يدي، أو يلحق بثغر من الثغور، فأبى ذلك عليه

            وقتله، فأبغضني بقتله المسلمون، وزرع لي في قلوبهم العداوة ( 1 ).




            قال الكاتب : ولهذا قال السيد محسن الأمين :
            بايَعَ الحسين من أهل العراق عشرون ألفاً، غدروا به، وخرجوا عليه، وبيعته في أعناقهم، وقتلوه) أعيان الشيعة/ القسم الأول ص 34.

            * هامش *
            ( 1 ) سير أعلام النبلاء 3/317. البداية والنهاية 8/235. الكامل في التاريخ 4/87.




            وأقول : لقد قلنا فيما تقدَّم : إن زياد بن أبيه تتبَّع شيعة علي عليه السلام تحت كل حجر ومدر، حتى لم يبقَ بالكوفة رجل معروف بأنه من الشيعة.

            فكيف يمكن مع ذلك أن يقال: إن الذين بايعوا الحسين عليه السلام ثم خرجوا لقتاله كانوا من الشيعة ؟! وأما بيعتهم للإمام الحسين عليه السلام فهي لا تدل على أنهم كانوا من شيعته، لأنه

            من الواضحات أن مبايعة رجل لا تعني التشيع له ، وإلا لزم أن يقال : ( إن كل الصحابة والتابعين الذين بايعوا أمير المؤمنين عليه السلام قد تشيَّعوا له )، وهذا أمر لا يسلِّم به القوم!!





            قال الكاتب : وقال الحسن عليه السلام أرى والله معاوية خيراً ( 1 ) لي من هؤلاء، يزعمون أنهم لي شيعة، ابتغوا قتلي، وأخذوا مالي، والله لأَنْ آخذ من معاوية ما أحقن به من دمي، وآمن

            به في أهلي خير من أن يقتلوني، فيضيع أهل بيتي، والله لو قاتلت معاوية لأخذوا بعنقي حتى يدفعوا بي إليه سلماً، والله لأَن أسالمه وأنا عزيز خير من أن يقتلني وأنا أسير) الاحتجاج 2/15.

            وأقول : أما من ناحية السند فهذه الرواية ضعيفة، لأنها مرسلة، فلا يصح الاحتجاج بها.

            وأما من ناحية الدلالة فغير خفي على من نظر فيها أن الإمام الحسن عليه السلام كان يذم رجالاً مخصوصين، ذكر عليه السلام أوصافهم في الرواية، وأخبر أنهم يزعمون أنهم من

            شيعته، ولكنهم أرادوا قتله، وانتهبوا ثقله، وأخذوا ماله، ولو قاتل عليه السلام معاوية لأخذوه ولأسلموه إليه.


            * هامش *
            ( 1 ) الصحيح كما في الاحتجاج 2/10: خير (بالرفع لا بالنصب).





            وكان عليه السلام يشير إلى رجالٍ كانوا يكاتبون معاوية في السِّر ويُظهرون له النصرة في العلانية ، مع أنهم لم يكونوا من شيعته ولا من مواليه.

            فالذم مخصوص بهؤلاء دون غيرهم من الشيعة الذين كانوا مع الإمام عليه السلام في مشاهده ومواقفه.

            وبعبارة أوضح : أن الإمام عليه السلام ذمَّ رجالاً زعموا أنهم شيعة وليسوا كذلك ، ولم يذم شيعته وأتباعه.

            ولهذا ورد في تتمة الخبر قول زيد بن وهب الجهني ـ راوي الحديث ـ: قلت : تترك يا ابن رسول الله شيعتك كالغنم ليس لها راع ؟

            فقال عليه السلام : ( وما أصنع يا أخا جهينة ؟ إني والله أعلم بأمر قد أدَّى به إليَّ ثقاته...).

            وأخبر عليه السلام بأن الأمر سيؤول إلى معاوية، وأنه سيُميت الحق والسنن، ويحيي الباطل والبِدَع ، ويُذَل في ملكه المؤمن، ويقوى في سلطانه الفاسق، ويجعل المال في أنصاره دُوَلا، ويتَّخذ عباد الله خِوَلا... الخ.


            وهذا يدل بوضوح على أن مورد الذم أفراد مخصوصين لا عموم الشيعة.

            هذا مع أن الكاتب قد بتر آخر الكلام الصادر من الإمام الحسن عليه السلام ، المشتمل على ذم معاوية ، فإنه عليه السلام قال : أوْ يمنّ عليَّ ، فيكون سُبَّة على بني هاشم [إلى] آخر الدهر، ولمعاوية لا يزال يمنّ بها وعقبه على الحي منا والميت.


            فانظر رحمك الله كيف أن الكاتب منعتْه أمويَّته من كتابة هذا الذم لمعاوية ، وإن كان نقلاً من كلام الإمام الحسن عليه السلام!! وهذا له نظائر كثيرة في هذا الكتاب، سيأتي التنبيه على بعضها.





            قال لم يكن ليزيد يد في قتل الحسين قال شيخ الإسلام ابن تيمية : إن يزيد بن معاوية لم يأمر بقتل الحسين باتفاق أهل النقل ولكن كتب إلى ابن زياد أن يمنعه عن ولاية العراق .


            نقــول إليك النصوص التالية:

            أ‌ - نقل الطبري في تاريخه أحداث سنة 60 هـ ج 4 ص 250 رسالة يزيد بن معاوية إلى الوليد بن عتبة أمير المدينة " أما بعد



            فخذ حسينا وعبد الله بن عمر وابن الزبير بالبيعة أخذا شديدا ليست فيه رخصة حتى يبايعوا والسلام" ، وروى ذلك ابن كثير في تاريخه ج8ص157 .

            ب‌ - وذكر في عهد يزيد إلى عبيد الله الأمر بقتل مسلم بن عقيل: "ثم دعا مسلم بن عمرو الباهلي وكان عنده فبعثه إلى عبيد الله بعهده إلى البصرة وكتب إليه معه أما بعد فإنه كتب إلي شيعتي من أهل الكوفة يخبرونني أن ابن عقيل بالكوفة يجمع

            الجموع لشق عصا المسلمين فسر حين تقرأ كتابي هذا حتى تأتي أهل الكوفة فتطلب ابن عقيل كطلب الخرزة حتى تثقفه فتوثقه أو تقتله أو تنفيه والسلام " ، روى ذلك ابن الجوزي في تاريخه ( المنتظم ) ج4ص142 ، وابن كثير في تاريخه ج8 ص164 .


            ت‌ - ثم روى الطبري ج4 ص 296 : " عن جعفر بن سليمان الضبعي قال : قال الحسين : والله لا يدعوني حتى يستخرجوا هذه العلقة من جوفي فإذا فعلوا سلط الله عليهم من يذلهم حتى يكونوا أذل من فرم الأمة".


            ث‌- ثم قوله لزينب بنت علي ( ع ) كما في الطبري ج4 ص 353 مؤكدا لنظرته في استحقاق الإمام ( ع ) للقتل لأنه خارجي خرج من الدين: "إنما خرج من الدين أبوك وأخوك فقالت زينب بدين الله ودين أبى ودين أخى وجدي اهتديت أنت وأبوك وجدك " .



            ج ‌- وقال في ص 354 : " وجاء كتاب بأن سرح الأسارى إلي قال فدعا عبيد الله بن زياد محفز بن ثعلبة وشمر بن ذي الجوشن فقال انطلقوا بالثقل والرأس إلى أمير المؤمنين يزيد بن معاوية قال : فخرجوا حتى قدموا على يزيد فقام محفز

            بن ثعلبة فنادى بأعلى صوته جئنا برأس أحمق الناس وألأمهم فقال يزيد ما ولدت أم محفز ألأم وأحمق ولكنه قاطع ظالم قال فلما نظر يزيد إلى رأس الحسين قال : يفلقن هاما من رجال أعزة علينا وهم كانوا أعق وأظلما


            ح ‌- ولينظر القارئ رأي الذهبي في يزيد في ( سير أعلام النبلاء ) ج4ص37: قلت : "وكان ناصبيا فظا غليظا جلفا يتناول المسكر ويفعل المنكر افتتح دولته بمقتل الحسين الشهيد واختتمها بواقعة الحرة فمقته الناس " .


            خ ‌- وقال السيوطي في ( تاريخ الخلفاء ) ص207: "فقتل وجيء برأسه في طست حتى وضع بين يدي ابن زياد لعن الله قاتله وابن زياد معه ويزيد أيضا". فما هو وجه اللعن من السيوطي ليزيد إذا لم يكن له يد في قتله ( ع ) ؟




            د ‌- وقد قال ابن كثير في تاريخه ج8 ص243 : " وقد أخطأ يزيد خطأ فاحشا في قوله لمسلم بن عقبة أن يبيح المدينة ثلاثة أيام وهذا خطأ كبير فاحش مع ما أنضم إلى ذلك من قتل خلق من الصحابة وأبنائهم وقد تقدم أنه قتل الحسين وأصحابه على يدي عبيدالله بن زياد وقد وقع في هذه الثلاثة أيام من المفاسد العظيمة في المدينة النبوية ما يحد ولا يوصف".

            ذ‌ - وقال الذهبي في تاريخ الإسلام الجزء الخاص لأحداث السنوات ( 61 - 80 ) ص 30 : " قلت ولما فعل يزيد بأهل المدينة ما فعل وقتل الحسين وأخوته وآله وشرب يزيد الخمر وارتكب أشياء منكرة بغضه الناس وخرج عليه غير واحد ولم يبارك الله في عمره "

            وسؤالنا هو : أليست هذه أقوال علماء السنة أم لا يوجد عالم سني إلا ابن تيمية ؟!


            ندم يزيد المزعوم

            قال: "ولما بلغ يزيد قتل الحسين أظهر التوجع على ذلك وظهر البكاء في داره"


            نعم ، قد بالغ يزيد في الندم حتى صار - لعنه الله - بعد هذا البكاء المزعوم ينكت الرأس الشريف بقضيب بيده ، ثم يترنم بأشعار جاهلية كما سيأتي نقلا عن تاريخ ابن كثير ، ثم ادعى أمام الجميع وبمواجهة العقيلة زينب بنت أمير المؤمنين ( ع ) أن بإمكانه أن يهدي ابنة الحسين ( ع ) جارية إلى أحد الحضور.


            فإن كان ندم فهو لما قاله السيوطي في ( تاريخ الخلفاء ) قال في ص 208 : " ولما قتل الحسين وبنو أبيه بعث ابن زياد برؤوسهم إلى يزيد فسر بقتلهم أولا ثم ندم لما مقته المسلمون على ذلك وأبغضه الناس وحق لهم أن يبغضوه " .


            فأنت ترى أيها القارئ أن ندمه سياسي للعواقب السيئة التي ترتبت على جريمته لا لأنه يرى قتل الحسين ( ع ) جريمة في نفسها .

            تعليق

            المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
            حفظ-تلقائي
            x

            رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

            صورة التسجيل تحديث الصورة

            اقرأ في منتديات يا حسين

            تقليص

            لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

            يعمل...
            X