لماذا حورب الامام المقدس الشهيد صادق الصدر؟
عبد الستار ال محسن

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين

يقول احد طلبة الشهيد الصدر في كتابه "تيار في امه وامه في تيار" في احدى فصول الكتاب عندما يتعرض عن علاقة الامام الشهيد بالسلطه يذكر انه لايمكن تصديق ( الكلام السياسي) الذي قيل قبل استشهاد الامام عن العلاقه المزعومه مع السلطه ،لأن
الامام رحمة الله عليه لم يكن من انصار المنهج التقليدي الذي يرحج المهادنه على امل ان تتحاشى السلطه المساس بكيانته وجمهوره وامتيازه ورصيده ومقلديه ، الا انه لم يكن من القيادات المرجعيه التي تعجل بقتل الفكره وجمهورها قبل اوان شهادتها
والامام طلية الفتره السابقه كان يبني الحوزه ويرمم ما فات من ترميم واصلاح في البنى المنهجيه والتعليميه والفكريه وحتى النفسيه بعد الضربات السلطويه الموجعه للحوزه
وهذا الامر جعل السيد الشهيد يعطي الكثير من وقته ، ومن وقت المشروع السياسي الذي تحمّله كرديف لمهمته النابعه من ايمان عميق .بالمدرسه الثوريه والانتماء اليها
البعيدون عن اهداف الامام الصدر وفلسفة مشروع الاصلاح في الحوزه ، والتغيير في الامه وما يندرج من تفاصيل على امتداد الخط الفاصل بين المهمتين يصنّفون الاصلاح وفترته( بالمهادنه) وحماية السلطه والعلاقه معها ، تبقى مسائل الطلبه وشئوونهم وعلاقتهم بالقرار الحكومي من المسائل المعروفه التي لاتحتاج الى كثير استنتاج، بل تاريخ هذه القضيه يشير ان جميع المراجع كانت لديهم علاقات عبر مكاتبهم وحواشيهم مع السلطه لتسيير الشئون الفنيه هذه( اقامات وتمديد وماشابه ذلك)لكن لم يتهم السيد المرجع الصدر بالمداهنه عبر الصاق تهم التعاون؟، فيما المساله لم تتعد تسيير الشئوون وقضاء حاجات طلبة العلوم الدينيه في الحوزه العلميه ، الذين أثاروا هذه القضيه على درجةالقذف بعنوان( رؤية تحليليه)ابتعدوا كثيرا عن مرمى تصويب الرؤيه ، كما اعتقد لأنهم- على الاقل- لم يعطوا فرصه للأمام وهو المرجع الحريص على مصالح الحوزه والعارف بتكليفه الشرعي الخاص ، لكي يقرر في النهايه أمع السلطه أم ضدها ، ام انه يتحاشاها ولادخل له في شؤونها اسوة بالمرجعيات التقليديه في الحوزه وما اكثرها
وهنا أتسأل هل ان الذين تابعوا مشهد علاقة الامام الشهيد بالسلطه واصروا على متابعتة فصوله واستماتوا من اجل تكريس هذه التهمه وتابعوا بنفس الوقت فصول تحديه للسلطه عبر صلاة الجمعه ،والمواقف اليوميه ودعوته وزراء السلطه للتوبه واطلاق سراح السجناء واطلاق الحريات الدينيه والسياسيه والاجتماعيه في العراق
الاجابه، كلا ! ومن الطبيعي ان تكون الاجابه بالسلب، لأن هؤلاء متأكدون في داخلهم من براءة الامام بعلاقة مع السلطه ، لكنهم يقذفون مرجعيته بهذه التهمه ، لكي يضربوا التحديث والاصلاح دفاعا عن التقليدي- الساكن- المتحجر الذي لاهم له سوى الدفاع عن ممتاكات نخبة اسرية كانت على الدوام تكرس ذاتها بوصفها ( اقطاع النجف الديني) من دون رادع اخلاقي او اعتباري
هؤلاء كشفهم الشعب العراقي ، واتضحت نوايههم الخبيثه في طعن المرجعيات الدينيه المخلصه والصادقه والمتفانيه في ذات المذهب الحق مذهب اهل البيت (ع) والدليل الاكبر على كشفهم ، العمليات البطوليه النادره التي نفذتها المقاومه الاسلاميه في مدن العراق ضد مراكز النظام ومؤسساته
وشعبه الامنيه والحزبيه والسياسيه ، اضافه الى استهداف رموز النظام عبر التقاطات ميدانيه باهره ، اربكت السلطه وداهمتها في عقر دارها

ما اريد قوله هنا ، ان الامه لو كانت تدرك علاقة الصدر (وعمالته)للنظام لما تصدّت له ولرموزه وانتفضت بوجه آليته العسكريه والامنيه في المحافظات والتواحي والاقضيه جنوب العراق في مشهد سياسي ثوري عكس ارادة الامه وموقع الامام الشهيد الصدر في مدار الاراده هذه ، مثلما عكس خيار الشعب العراقي في انتقاء الرمز الذي يمثّل وجوده وعنفوانه ومشروع تطلعاته واهدافه الساميه في الخلاص ، واقامة .البديل الوطني الصالح في العراق

والحمد لله رب العالمين