إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

السيد مقتدى الصدر بالميزان

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • السيد مقتدى الصدر بالميزان

    مقتدى الصدر في الميزان



    السيد مقتدى الصدر لم يأت من فراغ ولم يؤسس جيشه وحالته الميدانية فجأة. بل كان لهذا الاسم والعنوان والوجود معنى وإشارة ودوافع. ولولا الفراغات الهائلة التي تزدحم بها الساحة العراقية سياسية واجتماعية واقتصادية وأن البلد واقع تحت الاحتلال لكان من الصعب ظهور جيش بخطاب ناري وثوري كجيش المهدي وقيادته التي لا تؤمن إلا بالتصعيد ولا تعرف إلا المواجهات.

    لم يعرف السيد مقتدى الصدر قبل سقوط النظام الفاشي في بغداد إلا بكونه آخر أبناء الإمام الشهيد السيد محمد صادق الصدر الذي لم تطله رصاصات الاغتيال 1999 لأنه ببساطة لم يكن موجوداً مع أبيه المرجع وأخويه لحظة قيام النظام بالتعرض لسيارة المرجع وأبنائه مصطفى ومؤمّل.

    يتحدث أنصاره والمتأثرون بخطه وشخصيته الدينية الشابة عن ذكاء علمي نادر وقدرة عقلية في استيعاب الدروس المعرفية والفلسفية والأصولية العالية ويحيطونه ـ مثلما التقينا بنفر منهم خارج العراق ـ بهالة نورانية وسور من الأساطير التي تشعرك أن الرجل ليس قائد تنظيم عسكري يقاتل الأميركان بشجاعة كبيرة وحماسة أكبر وروحية استشهادية مفرطة في الفداء والبسالة بل يعد حسب رأيهم جزءً من حركة الخلاص الكوني ولعل اللوحات التي رسمها المتأثرون به والآيات القرآنية الكريمة التي زينت بها الجداريات في مقدمة شوارع مدينة الصدر (الثورة سابقاً) توحي بموقع الرجل في أعماق أنصاره والمحيطين به والمدافعين عن نهجه الثوري.

    إن مقتدى الصدر لم يأت من فراغ لأن العراق الذي استولت عليه القوات الأمريكية في 9/4/2003 كنز من المعارف الحضارية والأزمات والأثقال والكوارث الإنسانية فلا معرفة من فراغ ولا كارثة سياسية أو إنسانية كالكوارث التي عاشها الشعب العراقي وتعرّض لها جاءت من الفراغ أيضاً على أن الصدر خرج من هذا الركام الهائل من الأزمات والمحن وهو ابن الحالة العراقية بكل ما فيها من آلام ومعاناة وأفراح وأتراح وصعود ونزول ولذلك كان الرجل ابن هذا البلد الغارق بالألم الأبدي في الالتحام مع الدم ومغاور القيامة وحبال المشانق والتآمر الدائم من الداخل والخارج على وحدته الأسطورية وسيادته المميزة وموقعه الكوني وثرواته المدهشة وشعبه الخلاق وتراثه الإسلامي ـ العربي المتنوع.

    ولذلك لا يمكن عدُّ ما قام به مقتدى الصدر بالغريب أو المستنكر وإذا كان غريباً هذا الذي جاء به الصدر عند قطاعات سياسية وشعبية غير قليلة في المجتمع العراقي فهو ما بينه وبين نفسه وما بينه وبين جماهيره ومؤيديه وأنصاره يعتقد أن مشروعه حالة وطنية حقيقة بل الحالة الوطنية الوحيدة من بين جميع الحالات. وإذا كان الرجل فيما يذهب إليه معتدلاً أم متطرفاً إلا انه أظهر في المواجهات والتصريحات وأساليب ومناسبات سياسية ودينية وعبادية عديدة تمسكه بهذا النهج وارتباطه العميق بمدرسته الثورية بغض النظر عن اختلافنا من اتفاقنا معه.

    مقتدى الصدر يتحدث الذين التقوه عن ثقافته السياسية المتواضعة وشدة ذكائه الشخصي وقدرته على التضحية وتقديم النفس من أجل الشعب العراقي وكأنه نذر نفسه بعد شهادة والده المرجع لذات الأهداف التي اختطّها والده المرجع قبل استشهاده في إشارة إلى أن هذه العائلة إنما تكمل مشوارها خدمة لهذا الشعب بالتناوب على قاعدة كل حسب قدرته وكل حسب زمانه ومكانه.

    ويقول هؤلاء أن الرجل يشكو قلة أهل الخبرة والتجربة السياسية والأصالة الشخصية في خطه وتياره وجيشه ويقولها بصراحة متناهية ووضوح تام بأنه ليس لديه مستشارون من أهل الخبرة وكل ما لديه أعوان يستعين بهم على نوائب الدهر وطوارئ الأيام لكنه من ناحية ثانية يدافع عن مجمل آرائه وطروحاته التي قدمها للساحة العراقية فأحدثت قلقاً وصخباً وضجيجاً إعلامياً وسياسياً وخلقت حالات استنفار أمني وتأهب عسكري غير مرة قبل المواجهات الأخيرة في النجف الأشرف.

    ومثل ذلك ما حدث في أثناء دعوته لتشكيل حكومة بديلة عن حكومة مجلس الحكم الانتقالي حيث أحدثت تلك الخطوة اهتزازاً حقيقياً في الوسط العراقي وأربكت عدداً من الحالات والمناهج التي عدت ثابتة فلا حكومة في بطن حكومة ولا سلطة في النجف وأخرى في بغداد. إن تلك الحالات قللت من شأن السيد مقتدى الصدر في الوسط السياسي العام لكنها لاقت قبولاً مع استهجان مبطن غير معلن من الأوساط الناقمة على الحكومة العراقية الثانية برئاسة الدكتور إياد علاوي كما أن هذا الوسط لم يؤيد حكومة الصدر لأنها تحظى بتأييد قطاع واسع من الناس بل لأنها كما يتصورون كفيلة بإرباك الأجواء السياسية في العراق لصالح الفئات والاتجاهات التي تريد إعادة الأوضاع في العراق إلى المربع الأول ـ أي إلى ما قبل سقوط النظام.

    إن السيد مقتدى الصدر لم يعمل في الساحة العراقية بالتناغم والتنسيق والتشاور مع القوى والمجموعات السياسية العراقية في الداخل وهي مجموعات وأحزاب عريقة ولديها تاريخ كفاحي طويل ودام ضد النظام البائد بل دخل بخصومة شديدة معها من خلال مجموعة من التصريحات غير الموفقة صدرت عنه وعن وكلاء ومحسوبين عليه ما كان يفترض أن يطلقها في مناخ سياسي ملبد وغير معروف الاتجاه في وقت كان الكل ينتظر بفارغ الصبر فشل التجربة العراقية الجديدة وإغراق البلاد في حمامات دم طائفية وقومية بين العرب والعرب الشيعة والسنة والأكراد والتركمان وسائر الفئات.

    فلم يكن من المناسب مثلاً أن يتهم السيد الصدر المجاهدين العراقيين الذين قاتلوا طاغوت النظام البائد ثماني سنوات متواصلة في الحرب العراقية ـ الإيرانية بالعمالة وأن الأحزاب الإسلامية التي قاتلت النظام وقدمت عشرات الآلاف من الضحايا والقرابين هم أناس وافدون وعملاء القوى الكبرى في العالم ولا حصة لهم في العراق القادم. أو أنهم متواطئون ولا علاقة لهم بخدمة الشعب العراقي وأن عليهم أن يسلموا لقيادته وأمرته. وهناك حالات جرت في زمن مجلس الحكم الانتقالي معيبة وتدل على قيام السيد الصدر بممارسة فوقية غير مبررة ضد أعضاء في المجلس فالمعلومات تقول أن السيد الصدر كان يتصل بأحد أعضاء مجلس الحكم ويأمره بأن يأخذ أوامره والنواهي الشرعية والسياسية من مكتب ولي الأمر!!. في إشارة إلى مكتبه.

    هذا التقاطع الذي أشرنا إلى عينات نادرة منه أحدث فجوة واضحة بين الصدر والمجموعات السياسية الإسلامية التي انقسمت بدورها على مقتدى الصدر انقسامها على أبيه حين كان على عرش المرجعية الدينية ـ انقسام ساحةٍ منقسمة أساساً يقودها رموز وقيادات ونخب وثقافات متباينة متباعدة البرامج والرؤى والتصورات ـ انقسام يؤيد الصدر ويعتبر (ثورته) و(جيشه) و(حضوره السياسي) و(صعوده المدوي) فرصة حقيقية نادرة وتاريخية لاختفاء أحزاب مناوئة لمشروع مرجعية الصدر الثاني كما هي فرصة للصعود السياسي بعد تحطيم هذه المجموعات التي دخلت ضد الصدر واتهمته بالعمالة للنظام وأنه مرشده ودليله وعينه على شيعة العراق وأن النظام أراد الإفادة من شيعة العراق بتنصيب مرجع عربي نجفي سيداً للحوزة والمرجعية قبالة (الزحف) الإيراني على قيادة المرجعية بعد تراجع دور النجف على حساب تقدم وحضور قم إيران.

    طبعاً من غير الممكن ولا الطبيعي أو المنطقي أن يتناسى النجل مقتدى الصدر الدور الذي مارسته القوى الإسلامية المتطرفة في القول والفعل ضد والده والجلبة التي أحدثتها في الساحة العراقية والانعكاسات السلبية التي تركتها حول دور أبيه المرجع في تلك الساحة خصوصاً خارج العراق. ولذلك تحين السيد الصدر أول فرصة تاريخية أيضاً وهي فرصة سقوط النظام على أيدي القوات الأمريكية والبريطانية لمهاجمة هذه المجموعات ومحاولة عزلها وتطويق نفوذها السياسي والشعبي في الساحة العراقية. لذلك يعتقد خبراء أن السيد الصدر (الثالث) إنما أنشأ جيش المهدي لأجل تطويق البعد الشعبي لدى الأحزاب الإسلامية التي كان لديه موقف منها ومن وجودها، والتطويق هدفه العزل والتصدي للمستقبل السياسي لها وإفهامها أنها لا مكان لها في ساحة المسؤول عنها المرجع محمد صادق الصدر ولا غيره في مرحلة وزمان ومكان لم يكن فيه من يتصدى لحملات الطمس والتشويه والإبادة وانتشار إخطبوط الوهابية باستثناء الصدر الثاني.

    إن السيد مقتدى الصدر كان محملاً بهذا الإرث التاريخي الثقيل وكان الأسى يُجلّل عينيه وهو ينظر لجثث أبيه وأخوته مسجاة من دون وداع شعبي يليق بهم وهم الذين نذروا أنفسهم للعراق وشعبه ثم ينظر ثانية فلا يجد غير أحزاب عريقة في القدم والنشأة والممارسة السياسية تنسى تاريخ أبيه معها وتوسعه طعناً وتشويهاً واستهدافاً قاسياً لنواياه في تعبئة الناس وإعادتها إلى الدين والطريقة المثلى في التعبد (صلاة الجمعة) وفوق هذا وذاك ورغم الشهادة المدوية في الشارع الاتهام الجارح بالعمل من أجل زيادة بطانة النظام وأنه مرجع السلطة وفقيهها!!.

    اشهد.. لو كان أحد غير مقتدى الصدر يواجه هذا السيل الجارف والجارح من الكلمات والأباطيل والاتهامات لأبيه وعائلته وشهادة أخويه وإحساسه أن لهم فضل ـ وهذا مؤكد ـ على الشعب العراقي ولمستقبل الظاهرة الدينية ـ الشيعية لم يتصرف بأقل مما قام به مقتدى الصدر مع تلك الأحزاب السياسية.

    لكن خطأ السيد مقتدى الصدر أنه تعامل مع الظاهرة الحزبية السياسية العراقية كونها ظاهرة واحدة وبقي على مسافات من بعضها ولم يتحدث لنا أحد أو قرأنا شيئاً عن توافقات سياسية حدثت بين (الحوزة الناطقة) التي يقودها السيد مقتدى الصدر والآخرين من أحزاب ومجموعات وحركات سياسية.

    هذا الأمر يعتبر من بين الأخطاء القاتلة التي وقع بها مقتدى الصدر. فلو كان ميزّ بين الأحزاب ذات المواقف الواضحة في شكوكها إزاء والده المرجع من الأحزاب الإسلامية المعتدلة التي تعتبر الصدر الثاني أحد مؤسسي الحالة الإسلامية التعبديّة ـ السياسية ـ النهضوية في تاريخ العراق السياسي الحديث لكان خلق إرباكاً في المواقف بين المجموعات السياسية لن يسفر في النهاية إلاّ عن تحقيق 50% على الأقل من أصوات هذه الأحزاب إن لم نقل كلها لصالح تاريخ الصدر وحركته الراهنة. أما وقد حدث ما حدث فمن الصعب اعتبار مقتدى الصدر شريكاً حقيقياً يمكن الاعتماد عليه أو الثقة بجماعته ووكلائه وممثليه في أية صيغة سياسية سواء كانت ثنائية حزبية أو لها علاقة بانتخابات برلمانية رسمية!! وكل ما يحدث حالياً من مشاركات واجتماعات وتحالفات بمناسبة الحديث عن الانتخابات البرلمانية لانتخاب (270) عضواً للبرلمان العراقي الجديد (المجلس الوطني) فهو عمل لزيادة عدد الداخلين في هذا التحالف أو ذاك لتكثير الأصوات أو شرائها والاعتماد على قاعدة الصدر الجماهيرية وهي (من القواعد الواسعة في البلاد) والإفادة منها في يوم الاقتراع وإلا فإن الأحزاب السياسية لديها قلق شديد من أية صيغة لها علاقة بجيش المهدي وقيادته لأن من شأن تلك الصيغة توريط الطرف المتحالف بمشاكل لا طائل تحتها مع قوى واتجاهات وأجهزة لا يعلم بها إلا الله سبحانه والراسخون في معرفة التحالفات!!.

    إن مقتدى الصدر لم يكن يتوقع في يوم أن تُسند (فجأة) قيادة تيار أبيه (التيار الصدري) إليه فيجد نفسه مرغماً على قبول شروط وأفكار وتصورات ومواقف ربما لا يكون مؤمناً بها إيمانه بالمواقف التي تصدر عن قناعاته الشخصية هو!!..

    أنني اعتقد أن جزء من المواقف التي دافع عنها السيد الصدر من على منبر صلاة الجمعة أو في اللقاءات والاجتماعات المنفردة مع قادة الأحزاب السياسية ومجموعات الوساطة أو مع الاتجاهات المعارضة للسلطة في الفلوجة والرمادي وسامراء هي مواقف إملائية وليست قناعات سياسية (راكزة) مضافاً إلى أن عدداً من المعارك التي خاضها الصدر ودعى جمهوره إلى إشعال مثلها في مناطقهم (ربما) كانت معارك (آخرين) لكن الرجل استحسنها (فقهياً) وعلى مستوى الحماسة الشخصية لكنها ارتدّت (سياسياً) عليه فكانت وبالاً ونقمة وعلة العلل ولو أعاد التاريخ نفسه وراجع السيد مقتدى الصدر بعض التصريحات والبالونات والخطابات النارية لكان تحفظ على العديد منها، لكن التاريخ للأسف الشديد لن يعود إلى الوراء باستثناء المواقف المستعادة تعود إلى الخلف بهدف أن تتحول حسرات في أرواح مطلقيها وقادتها!!..

    من جهةٍ أخرى لم يكن السيد مقتدى الصدر بالشاب الذي تغريه مباهج السلطة ومفاتن المواقع وبهارج التوزير وهو طبع في آل الصدر وليس (تمثيلاً) على أحد. لقد عرضت مناصب وفرشت الأرض من تحت الشهيد محمد باقر الصدر في أوائل ظهوره القيادي كمرجع فرفض في نهاية السبعينات لكنه سقط شهيد رفضه لها ومقتدى الصدر ربما لم يأخذ من محمد باقر الصدر ألا سيماء الملامح ورفض المباهج وهي فضيلة تحسب له وليست سيئة عليه!!..

    هذا الشاب الممتلئ بالحماسة كان لديه مشروع وقناعات أهمها أن ترفع عمامة شيعية سوداء اتكاء على تاريخ من الرفض للحاكم المستبد ونهر من الدم المقدس لواء تحدي السياسة الأمريكية في عقر دارها الجديدة (بغداد) في مقابل هوس البعض وإفادتهم من الديمقراطية بمصطلح المقاومة وبينهم وبينها بعد المشرق عن المغرب.

    لقد هال مقتدى الصدر هذا الشعور وكبر عليه أن يكون في آخر قائمة الذين لا موقف لهم من (المقاومة ) و(الاحتلال) و(الحرية) والدفاع عن المحرومين وهم القاعدة الشعبيّة التي يعتمد عليها في الحركة السياسية والسيادية في كافة المحافظات. من هنا كان موقفه من الاحتلال وبالطريقة التي شهدها العالم ولولا خوف البعض من الحرمان الأبدي والمباشر من ممارسة العمل السياسي والدخول في اللعبة السياسية والبعد عن السلطة من قبل من يمسك بعصا الحالة في العراق لكانت غالبية القوى السياسية في العراق ولا أقول كلها مع مقتدى الصدر. لكن قناعة هذه المجموعات السياسية بالعمل السلمي واستخدام كافة أساليب الممارسة المدنية لخروج القوات الأمريكية من البلاد هي التي أجلت هذا الاعتراف. ولعل بعضهم يتحدث بنبرة واضحة في المجالس أن مقتدى الصدر قاتل بالنيابة عن شرف المدافعين عن سيادة العراق ولم يعط هذا الشرف لمقاتلين جاءوا من خارج الحدود لمقاتلة الأمريكان لأهداف لا صلة لها بكفاح الشعب العراقي من أجل الحرية والديمقراطية.

    مشكلة مقتدى الصدر أنه يفكر لوحده ولا يشرك أحداً من القوى السياسية الفاعلة التي يثق بها بهذا التفكير وحين يقرر شيئاً معيناً يتعلق بالسيادة أو بالاحتلال أو بكتابة الدستور أو بقانون إدارة الدولة العراقية أو باستيعاب ملايين العاطلين عن العمل من المحرومين من قاعدة أبيه في صلاة الجمعة وفي النهوض من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية فهو يريد موقفاً من الجميع وعندما يقف الجميع يتفرجون على ما يجري لأنهم أساساً ليسوا جزءاً من تفكيره التفت إليهم وعدهم بكلمات لا تليق بتاريخهم وكفاحهم وحضورهم وتضحياتهم الجسيمة.

    والسؤال الذي يطرح نفسه

    كيف يمكن بناء علاقات وثيقة بين مقتدى الصدر والمجموعات السياسية (الوافدة) ما دام الرجل يعتقد في قرارة نفسه أنها مجموعات غير فاعلة وغارقة إلى أذنيها في أوحَال العمالة للولايات المتحدة الأمريكية وأن الجو السياسي في البلاد غير صحي وأن لا وجود لمعارضة إسلامية ووطنية حقيقية في العراق للتواجد الأمريكي ـ البريطاني؟.

    ليس من الهين أو السهل بناء جسر من الثقة بين هذه الأطراف جميعاً ولو كان السيد مقتدى الصدر يحترم هذه الأطراف الحزبية ويوقر وجودها ويعطيها المساحة والاهتمام اللذين يذكران لكان قبل في وقت سابق سيل الوساطات التي تقدمت بها. أن مقتدى الصدر (ربما) لم يرغب بربط حركته وإنهاء مواجهاته مع القوات الأمريكية والقبول بشروط معينة لإنهاء هذه المواجهات بإعطاء هذا الشرف لتنظيم حزبي أو سياسي أو شخصي بعينه. لقد أراد أن يكون قراره بحجم مواجهاته وأن الشخصية التي ستكون طرفه في معالجة الحرب المستمرة مع القوات الأمريكية رجلاً بحجم المعركة ـ معركة الاستقلال والحرية وأن يكون هذا الرجل تجسيداً حقيقياً لآمال ورغبات ونوازع الشعب العراقي في تحقيق هذه الشروط.. وهكذا كان الإمام السيستاني هو التجسيد لا باختيار السيد مقتدى الصدر أو غيره بل لأن الظروف التاريخية في البلاد شاءت أن يكون الإمام راعي المشكلة والبديل الموضوعي القادر على حلها.

    حين بدأ الإمام مشوار فرض التسوية على الأطراف جميعها كان الآخرون من أطراف الأزمة يرحلون إلى ضفاف بلا أسلحة بل يحملون معهم قرار إيقاف القتال كون الرجل الذي يتوسط دائرة المواجهات يفهم شيئاً واحداً ويضع كل الاعتبارات جانباً إذا توقفت المصالح على ضفافه هو الشعب العراقي وأمنه واستقراره وهكذا كانت وثيقة النجف.

    الملاحظة الأساسية التي يجب أن يتم إيلائها الاهتمام في النظر للسيد مقتدى الصدر هي أن الرجل وتياره لم يكونا ينظران لكافة مظاهر الحركية الإسلامية العراقية أحزاباً وتنظيمات بما هي أدوار لحضور الإسلام والشريعة الإسلامية وأهداف ثقافة تسعى لتكريس حضور الإسلام في الأمة وتقاتل من أجل الشعب العراقي وحقوقه الاجتماعية والسياسية وحرياته وأمنه واستقراره ولون بديله الديمقراطي المرتبط بتاريخ هذا الشعب وتراثه العربي ـ الإسلامي بل كونها تنظيمات فيها الكثير من الالتباس لجهة أفكارها وميولها السياسية وتلك النظرة لها أسباب تاريخية في تركيبة الرجل وتياره فعلى الرغم من أن مقتدى الصدر عاش في كنف والده المفكر والعالم المنتمي لعائلة الصدر لكن مقتدى تربى في أجواء عائلة لا علاقة لها بالعمل الحزبي هذا إذا لم تكن لديها في الوقت نفسه ملاحظات وإشكالات فقهية وشخصية على تجربة العمل الحزبي في العراق لذلك كان مقتدى الصدر في نشوءه الشخصي وفي تربيته السياسية بعيداً عن كل شيء له علاقة بالأحزاب الحركية الإسلامية المعاصرة.

    الإمام السيستاني الذي كان يراقب مشهد العمل الحزبي بتأمل الفقهاء الكبار وأناتهم كان يدرك أن التقاطع سلبياً مع تلك الظاهرة يعني الابتعاد واختيار النأي سبيلاً في مواجهة حالات سياسية إسلامية لها جمهورها وقاعدتها البشرية لذلك فضل أن يكون بيته مقراً وحاضنة لكل الفئات السياسية التي تتوّزع الحركية الإسلامية عليها وهكذا شهدت وتشهد النجف بوجود الإمام السيستاني على الدوام لقاءات (قمة) بين الإمام وعدد من القيادات الرأسية في تركيبة الأحزاب الإسلامية وفي هذه اللقاءات يتم مناقشة ومعالجة وإثارة كافة أوجه الأمراض والأزمات والمشكلات التي يعيشها العراقيون بعد سقوط صدام. ورغم أن الإمام السيستاني يمتلك في موقعه الديني والقيادي والسياسي والروحي قيمومة على هامش واسع من سياق الحركة السياسية لكن الإمام يكتفي دائماً إلى الإشارة والتأكيد على الاهتمام بالقضايا المفصلية والرئيسية في الأمة.

    خبير استراتيجي عربي مراقب يصف الإمام السيستاني بالشخصية المحورية ويشبهه في مضمون حركته وممارسة مسؤولياته السياسية والروحية بزعيم الموارنة المسيحيين في لبنان المطران مار بطرس نصر الله صفير وعلاقته بالتيارات والأحزاب السياسية وحضوره في مجمل سياق الحركة الوطنية اللبنانية ويقول هذا الخبير العربي المراقب للمؤلف في مقابلة معه (أن السيد السيستاني رجل قيادي يمارس مسؤلياته القيادية بوعي سياسي شديد ـ لا يتدخل في التفاصيل الصغيرة التي تشغله وتشتت تركيزه لكنه يلح في التدخل بالقضايا الاستراتيجية. وهو بهذا عالم دين استراتيجي وأنا أشبهه بالزعيم الماروني صفير لشدة الشبه بين الدورين فالرجلان يمارسان دوراً واحداً في البيئة السياسية والاجتماعية اللتين يعيشان فيهما ـ أن السيد السيستاني يشتغل في السياسة كاشتغاله في الفقه وهي مهمة ليست سهلة في ظرف كظرف العراق ومتغير دولي كالذي يعصف بأوضاعنا العربية خصوصاً بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر في الولايات المتحدة الأمريكية( )

    وفي العودة إلى الصدر يذكر أن عدداً من وكلائه والمتحدثين باسمه كانوا قبل سقوط النظام لا يعبأون بوجود أحزاب إسلامية عراقية ولا يقيمون وزناً للأسف الشديد للمرجعيات الدينية التي كان لها مكاتب في عدد من العواصم العربية وشخصياً شهدت (مظاهرة) غير لائقة قام بها مجموعة من (طلاب الحوزة الناطقة) أمام مكتب آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم حين غادر الحكيم بغداد إلى سوريا متوجهاً إلى العلاج في لندن. وفي تلك التظاهرة تم رفع شعارات مؤسفة لم تعبر عن وعي أو التزام بتقاليد أو احترام للرجل مهما كان له خلاف مع أي من الأوضاع والأشخاص والمراجع الآخرين إذ ليس بهذه السلوكيات يتم (النيل) من هذا المرجع أو ذاك وليس بمثل تلك التصرفات يمكن الاعتراض على سلوك هذا المرجع أو ذاك. يومها وفي تلك التظاهرة أدرك كل الذين شهدوها أن مشهد العراق سيكون شاهداً على أحداث مؤسفة ستخفف (ثقل) الطائفة الشيعية وتنال من (موقع) المرجعية الدينية في حياة الشعب العراقي وأمام أنظار أبناء ومسؤولي العواصم العربية التي تتواجد لها فيها مكاتب وممثليات وأدركوا أن المعركة القادمة لن تقل شراسة عن معركة نظام صدام البائد ضدنا حين كان هو في السلطة!!.

    ملاحظة أخرى مهمة يجب ذكرها في السياق هي أن الإمام السيستاني الذي لم تسجل له أية مساهمة في قيادة أو توجيه حركيات حزبية وسياسية إسلامية عراقية وجد نفسه وسط تجاذبات خلاف قديم بين وجود يفلسف الأشياء والدين والقيادة على أساس ناطق وصامت ووجود لديه علاقات دولية عميقة وكبيرة وجوهرية ويسعى كلا الطرفين في الحقيقة إلى الهيمنة على النجف كمعقل أخير للأكثرية الشيعية التي بدت بعد سقوط النظام في مهب رياح أحزاب تريد استيعابها واعتماد قرارها الديني وجاذبيتها الروحية في قيادة الشعب العراقي. من المعلوم أن الذي يسيطر على النجف ومرجعياتها الدينية يستطيع (ضم) العراق كله ذلك أن الأكثرية العددية الشيعية تدين بالولاء الديني ومعتقدها السياسي لإمامة القيادة النجفية.

    فماذا يفعل فقيه يقف على هرم القيادة الزمنية والروحية للمرجعية أمام خلاف (ربما) سيمتد لهيب نيرانه إلى الحوزات العلمية وما تبقى من كيان للعلم والمعرفة وتراث أهل البيت ثم في النجف (وربما) هي بداية سيئة لسحب البساط من تحت أقدام المرجعية الدينية القائدة والشاهدة في خضم صراع لا ينتهي على مناطق النفوذ في الوسط الشيعي وعلى من يقود الساحة خارج النجف من النجف؟.

    إن أحد أهم عناصر القوة في شخصية الإمام السيستاني أنه يتحدث مع كل مفردات المشهد الحزبي والسياسي العراقي من أحزاب وقوى وحركات سياسية من دون أن يكون السيستاني جزءً من هذا الإطار أو ذاك لا على مستوى الإرشاد الروحي أو الزعامة السياسية وإلا لو كان كبقية المراجع وبعضهم يمتلك علاقات سابقة مع أحزاب إسلامية رابط تنظيمي لتدخل بعضهم لحل خلافات حادة نشبت قبل المعارك الأخيرة بين المجلس الأعلى مثلاً وأفراد من جيش المهدي في النجف لكن هؤلاء المراجع وقسم منهم في إيران فضلوا عدم النزول في التفاصيل المتعلقة بالخلاف بين الطرفين بسبب علاقات سابقة بين جيش المهدي وبينهم أو بينهم وبين قيادة المجلس الأعلى حين كان المجلس يتخذ طهران مقراً له أيام الصراع ضد النظام البائد.

    إن هذه الميزة تعتبر رسالة يوجهها المرجع الأعلى السيد السيستاني لكل العلماء الأفاضل الذين يفكرون بتبوأ موقع ومقام المرجعية الدينية هي أن يكونوا آباء للحالات الإسلامية وليسوا جزء من سياقها التنظيمي لكي يحفظوا للإسلام حدوده وللفقيه دوره وحدوده وللحركية الإسلامية هامشها في العمل وفي يقين عديدين من أهل الخبرة والدراية بشؤون العمل الإسلامي. إن وجود السيد السيستاني على رأس المرجعية الدينية مع كامل استقلاله عن الانتماء لحزب أو إشراف فوقي على حالة حزبية رغم وجود عدد هائل من الأحزاب الإسلامية التي ترجع إليه في شتى المسائل تشكل حالة تحصين للساحة الإسلامية العراقية فلا تحصين من دون وجود قيادة دينية مستقلة في قرارها غير تابعة لتنظيم أو فقيه سياسي يقودها ويوجه مواقفها كما كان يحدث في سابق المعارضة الإسلامية العراقية ولا يمكن أن يستقيم الوضع الشيعي في العراق بجميع أبعاده الحركية والعشائرية وتجمعاته الأهلية والمدنية إلا بوجود قيادة مرجعية واعية ومتصدية وجريئة وقادرة في لحظات التحدي ومداهمة الأخطار أن تقول رأيها الذي تكمن فيه مصالح الإسلام وليست مصلحة حزب أو تنظيم أو شخص.

    إن الإمام السيستاني حين دخل الأزمة وهو على فراش المعالجة وسرير العملية القلبية الجراحية، لم يدخلها بدوافع سياسية وحزبية أو مرجعية فردية أو بقصد تعبئة الجمهور العراقي ضد تيار أم شخص بعينه بل هدف من وراء ذلك كله الإحاطة بالأزمة وتطويق أثارها التي إن امتدت في الوسط الشيعي فسيعود هذا الوسط ثلاثة وثمانين عاماً أكثرية مقهورة بيد نظام طائفي ـ استبدادي قهري.

    وحين دخل الأزمة ومارس وظيفته الشرعية ـ الوطنية الإسلامية لم يدخلها لكي يشطب على تاريخ أحد بل لكي يؤصل تاريخ كل العاملين الإسلاميين من الذين قاتلوا من أجل أن يكون العراق وطن كل الفئات والأديان والقوميات والأثنيات المختلفة. فما دام الرجل يشعر ـ وهذا حقه الشرعي ومنطلق وظيفته الربانية وموقعه القيادي في الأمة ـ أنه المسؤول عن مصير هذا الشعب ويمثل التجسيد النبيل لفكرة الخلاص وغاية الحرية وفلسفة البديل الاجتماعي السياسي الأفضل للأمة فأنه سيبقى خارج سرب كل التحالفات لكنه يلعب دور الجوهري والناظم والمتابع والمحدد للثوابت أما التفاصيل واقتراح الآليات فهو وظيفة المجموعات الإجرائية وموقف الإمام واضح في هذا المجال حين منع على رجال الدين استلام مهام رسمية في الدولة وأن يقتصر دورهم على الإرشاد والتوجيه والإسهام في بناء الدولة العادلة ـ دولة المساواة والسلام الأهلي.

  • #2
    انا اسال الله ان يوحد كلمة مراجعنا وعلمائنا الكرام في هذا الظرف الراهن والعصيب الذي يمر به وطننا الحبيب .. واسال الله ان يجمعهم تحت راية مولانا صاحب العصر والزمان الامام الحجة عليه السلام ليملآ الارض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا وباسرع وقت لان بعد ماكو صبر ...


    تحياتي اخي الفاضل

    تعليق


    • #3
      [quote][b
      ]عاش عاش عاش الصدر والدين دومة منتصر
      [/quote
      ][/B]

      تعليق


      • #4
        عاش عاش عاش الصدر والدين دومة منتصر

        اللهم انصر السيد مقتدى الصدر على المحتلين واعوانهم وعملائهم واعنه على ذلك وارحم شهداء جيش الامام المهدي وارزقهم شفاعة محمد وأل محمد

        تعليق


        • #5
          بسمه تعالى
          انت وضعت السيد مقتدى الصدر في ميزان معاييره ليست صحيحه بالاضافه الى قياسه من حيث جانب شخصي واجتماعي ضيق ان المقياس الصحيح للسيد مقتدى الصدر يجب ان يكون من منظور المصلحه الاسلاميه العليا والاهداف الساميه للدين الاسلامي و قراءة حركته من حيث هدفها الاعلى والسلبيات او الايجابيات التى تمخضت عنها في سياق تحقيق هذا الهدف
          اما تقيم حركته من ناحية ماديه او دنيويه بحته فهو تقيم لايكون الا سلبيا لان حركته تسير باتجاه غير الاتجاه الذي يسيير عليه الكثير فيقيمون تلك الحركه وفق هذفهم لاهدف الحركه نفسه ومن هنا يحكمون على كونه لايسير بالاتجاه الصحيح ويرون بعيدا عنهم وهذا اكيد جدا لانه لايسير باتجاه هدفهم لان هدفه غير هدفهم وهذا ما اكدته انت فعلا عندما قلت(ولولا خوف البعض من الحرمان الأبدي والمباشر من ممارسة العمل السياسي والدخول في اللعبة السياسية والبعد عن السلطة من قبل من يمسك بعصا الحالة في العراق لكانت غالبية القوى السياسية في العراق ولا أقول كلها مع مقتدى الصدر. )
          وهذا دليلا كافيا على ان حب التسلط والزعامه الدنيويه هو الذي جعلهم يختلفون مع السيد مقتدى الصدر في الطريق لا ان مقتدى الصدر هو الذي ابتعد عنهم وخرج عن سربهم بل العكس هو الصحيح وهذا نابع من كون اهداف السيد مقتدى الصدر اعلى من كونها كرسي وزعامه فعند دراسة اعماله فعاله يجب ان تقاس بالنسبه لهدفه الاسمى لابالنسبه الا تحقيق الزعامه الدنيويه فعند وضع اهدافه لا اهداف غيره في الميزان عندئذ يمكن تقيمه وتقيم خطه فلايمكن وضع اهداف غيره في ميزان ويقيم مقتدى الصدر وفقا لها اكيد ان النتيجه ستكون سلبيه بمقدار اختلافه مع تلك الاهداف
          هذا بالاضافه الى ان التقيم لايكون وفق تصورات شخصيه بل يجب ان يكون من خلال اشياء موثقة وثابته ويمكن تحليل مواقفه وفق قرائن اطمئنانيه لاوفق فهم خاص قد لايكون مطابقا للواقع فيكون التقيم بدوره بعيدا عن الواقع ايضا
          التعديل الأخير تم بواسطة كريم علي; الساعة 13-02-2005, 02:25 PM.

          تعليق


          • #6
            المشاركة الأصلية بواسطة كريم علي
            بسمه تعالى
            انت وضعت السيد مقتدى الصدر في ميزان معاييره ليست صحيحه بالاضافه الى قياسه من حيث جانب شخصي واجتماعي ضيق ان المقياس الصحيح للسيد مقتدى الصدر يجب ان يكون من منظور المصلحه الاسلاميه العليا والاهداف الساميه للدين الاسلامي و قراءة حركته من حيث هدفها الاعلى والسلبيات او الايجابيات التى تمخضت عنها في سياق تحقيق هذا الهدف
            اما تقيم حركته من ناحية ماديه او دنيويه بحته فهو تقيم لايكون الا سلبيا لان حركته تسير باتجاه غير الاتجاه الذي يسيير عليه الكثير فيقيمون تلك الحركه وفق هذفهم لاهدف الحركه نفسه ومن هنا يحكمون على كونه لايسير بالاتجاه الصحيح ويرون بعيدا عنهم وهذا اكيد جدا لانه لايسير باتجاه هدفهم لان هدفه غير هدفهم وهذا ما اكدته انت فعلا عندما قلت(ولولا خوف البعض من الحرمان الأبدي والمباشر من ممارسة العمل السياسي والدخول في اللعبة السياسية والبعد عن السلطة من قبل من يمسك بعصا الحالة في العراق لكانت غالبية القوى السياسية في العراق ولا أقول كلها مع مقتدى الصدر. )
            وهذا دليلا كافيا على ان حب التسلط والزعامه الدنيويه هو الذي جعلهم يختلفون مع السيد مقتدى الصدر في الطريق لا ان مقتدى الصدر هو الذي ابتعد عنهم وخرج عن سربهم بل العكس هو الصحيح وهذا نابع من كون اهداف السيد مقتدى الصدر اعلى من كونه كرسي وزعامه فعند دراسة اعماله فعاله يجب ان تقاس بالنسبه لهدفه الاسمى لابالنسبه الا تحقيق الزعامه الدنيويه فعند وضع اهدافه لا اهداف غيره في الميزان عندئذ يمكن تقيمه وتقيم خطه فلايمكن وضع اهداف غيره في ميزان ويقيم مقتدى الصدر وفقا لها اكيد ان النتيجه ستكون سلبيه بمقدار اختلافه مع تلك الاهداف
            هذا بالاضافه الى ان التقيم لايكون وفق تصورات شخصيه بل يجب ان يكون من خلال اشياء موثقة وثابته ويمكن تحليل مواقفه وفق قرائن اطمئنانيه لاوفق فهم خاص قد لايكون مطابقا للواقع فيكون التقيم بدوره بعيدا عن الواقع ايضا









            مقتدى باقلام عراقية :
            بقلم : الاستاذ ابو جعفر المحمداوي
            طالب حوزوي وخريج علوم سياسية جامعة بغداد

            ان من العجيب ان يتهم المجاهدون الاحرار الذين تشهد لهم مواقفهم البطولية وتدل عليهم تضحياتهم الغاليةوالنفيسة في سبيل المبداء وكرامة الوطن ونصرة الاسلام بالانحراف والعمالةونعتبرهم من اعوان النظام الصدامي البائد.

            انني اكتب هذه الكلمات بحق السيد مقتدى وانا خجلا من نفسي فالسيد مقتدى الصدر هو اشهر من ان يعرفه احدا مثلي او ينبري للدفاع عنه فهو انسان فوق التهم والشبهات.
            ويكفيه تزكية وفخرا انه كان من الثقات الذين يعتمد عليهم سماحة السيد الصدر الثاني قدس سره في المهام الصعبة والتي تحتاج الى رجال اولي عزم وبئس شديد فهو كان اضافة الى توليه امور مكتب السيد الصدر اول رئيس تحرير لجريدة الهدى الاسلامية وهي اول جريدة تصدرها الحوزة العملية الناطقة بل هي اول مجلة تصدرها الحوزة العلمية في النجف الاشرف في عهد النظام البعثي الدكتاتوري.
            فقد قام وبتوجيه من ابيه وادرة محنكة منه من تحويل هذه الجريدة الى مجلة وجعلها في متناول ايدي الجميع وكان التعرض الى صدار هذه المجلة يحتاج الى التصدي لكثير من المخاطر لكونها لاتصدر بصورة رسمية وتعارض توجهات النظام ولكن بفعل قوة قلب السيد مقتدى الصدر استطاعة هذه المجلة الاستمرار وعقبتها مجلات اخر ولا يخفى على اللبيب ماذا يعني اصدار مجلة غير رسمية في عهد المجرم صدام...اذا ان الكثير من ابناء العراق في المهجر رغم تنفسهم الهوء الحرية يخاف من نشر أي موضوع واذا كسر حاجز الخوف فانه يضطر الى تغير اسمه فما بالك بمن ينشر ويؤلف بشكل علني وصريح داخل النظام العفلقي لبيائد .....
            وبعد فترة قام السيد الصدر بانشاء جامعة الصدر الدينية والتي اسسها على غرار الجامعات الاكاديمية الحديثة وكانت مهمتها انشاء جيل جديد من المجتهدين يحملون العلوم الاكاديمية اضافة الى العلوم الحوزية وذلك من اجل رفع مستوى التفكير والوعي لدى القيادات المستقبلية وكان وراء هذه الجامعة مشروعا كبيرا له ابعاده الاجتماعية والسياسية والدينية المهمه في كيان الحوزة ولمجتمع العراقي 0
            ولم يكن السيد الصدر ان يعطي ادارتها الا لمن تتوفر فيه شروط النباغة والاعلمية والتميز فالذلك اختار السيد الصدر ابنه البار السيد مقتدى الصدر ليكون اول عميد لهذه الجامعة التي حملة اسم الشهيد والمفكر الاسلامي الكبير السيد محمد باقر الصدر.
            والسيد مقتدى معروف بانبوغه ومكانته العلمية فهو طالب بحث خارج وعلى مستوى كبير من الفضل وهو اضافة الى ذلك كله ذو خلق كبير مما جعل الناس تتمسك به بعد وفاة ابيه نظرا للصفات التي يحمها والورع والتقوى والصفات الحميدة التي يتحلى بها.
            ويكفي ان انقل لكم هذه الحادث التي اخبرني بها سماحة اية الله الشيخ محمدعلي اليعقوبي وهو من ابرز تلامذة السيد الصدر الثاني قال : عندما استشهد السيد الصدر مع ابنيه جاءني السيد مقتدى وهويطلب مني ان عطيه الاذن بان يصرف بعض الاموال لاقامة مجلس الفاتحة على روح والده وا خويه
            سبحان الله ان الفرق كبير بين من يرجع بالتصرف بالاموال الى العلماء وياخذ اذنا منهم وبين من ينهب الاموال ويعتبرها ارثا له ؟؟؟؟؟؟؟؟
            ناهيك عن ذاك كله انه لم يقف مكتوف الايدي بعد استشهاد والده واخوته بل استمر بادارة شؤن الحوزة العلمية ورعاية الطلبة وتقديم المساعدات للناس والتنسيق مع المكاتب الاخرى خارج العراق .
            واضافة الى ذلك دوره الفاعل في قيادة وتوجيه الحركات السرية التي كانت تتصدى للنظام العفلقي البائد واعوانه.
            وكان السيد مقتدى الصدر اثناء الازمة العراقية بين النظام العفلقي وامريكا ينسق مع اتباع السيد الصدر في الداخل والخارج من اجل انقاذ العراق من الطغيان ومواجهة الازمات التي ستحدث في حالة نشوب الحرب على العراق وبالفعل فالقد ضربة حركة السيد الصدر وتحت قيادة ابنها البار مقتدى الصدر اروع الامثلة في قيادة وتوجيه الجماهير بعد سقوط النظام فقد اخذ السيد مقتدى الصدر على عاتقه الحفاظ على الامن وصيانة انفس الناس والممتلكات العامة ومما حدى به الى ذلك عزوف المراجع في النجف الاشرف الى التصدي لهذه الامور الحساسه والمهمه.
            فقد ارسل طلبت الحوزة العملية الى المدن العراقية وقاموا بادارة شؤون تلك المناطق والمدن وارجاع الممتلكات العامة وحماية الانفس والمستشفيات من اعمال السرقة وغيرها من الامر وكانت استجابة الجماهير ايجابية وفاعلة مماعكس عن عمق حركة السيد الصدر قدس سره بين الناس ومدى سيطرتها على الاوضاع داخل العراق كما عكسة بروز القيادات الشبابية الجديدة وما تتمتع به من خبرة ودراية بالشان العراقي نتيجة للضروف الصعبة وتجاربة الخطرة التي رفدة تلك القيادات الشابة بكل عوامل النجاح .
            كما عمل على ارجاع صلاة الجمعة الى سابق عهدها وهو بذلك كله كان موكلان من سماحة اية الله العظمى السيد كاظم الحائري مد ظله فالسيد الصدر هو ابن المرجعية البار الذي لايمكن باي شكل من الاشكال ان يخرج عن تعاليمها واطرها.
            كما اسس شرطة الحوزة العلمية واخذ يعمل على دفع الرواتب للشرطة في سبيل حماية الانفس والنظام ورفع الحوزة العلمية وجعلها تواكب الحدث اولا باول.
            ولنتسيق بين اخواننا اهل السنة في سبيل مواجهة الاحتلال وتوحيد الصفوف وكذلك تعبئة الجماهير الشيعية فكريا ومعنويا بكل ادوات المواجحه مع الامريكان.
            وغيرها من الاعمال المهمه والحساسة والتي يطول بنا المقام باشرحها وتبيانها ومما حدى بي الى كتابة هذا المقال هولمحاولات الفاشلة التي تشنها الحوزة الصامتة ورموزه من اجل اجهاض الشارع العراقي الذي لفظهم ولم يعد يقدسهم تقديسا يصل احيانا الى حد الافراط .
            وهذه المحاولة تقوم على تشويه سمعة المجاهد السيد مقتدى الصدر والتشهير به رغم تزكيته من قبل المرجعية المتمثلة باسماحة السيد الحائري مد ظله وايظا تزكيته من قبل الشارع العراقي الذي وجد بالسيد الصدر خير معين وناصر له في الازمات التي عاشها معهم اولا باول.
            كما شهروا وتهموا ابوه من قبل ووصف الشارع العراقي الذي يلتف حول قيادته المجاهدة بانهم لصوص وقطاع طرق وهذا امرا جد خطير.
            ونحن ننذرهم من مغبةهذا العمل الشان الذي يخدش مشاعر ابناء العراق ابناء الصدر ويسيء الى تاريخهم الجهادي و ذا لم ينتهوا عما يقولون فسوف تحاسبهم الجماهير ويكون مصيرهم نفس مصير الطغاة والمتفرعنين فالشعب العراقي قد وعى ولم يعد يميل الى تقبيل الايدي انه الان يمجد الحرية ويمجد العلماء العاملين ويقولها بكل وضوح الامجال للصامتين والمتخاذلين والعملاء في عراق المستقبل .
            اللهم اني قد بلغت اللهم فاشهد.
            =====================
            توضيح السيد مقتدى الصدر هوالابن الثالث للسيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره من مواليد 1973 وهو متزوج احدى بنات الشهيد السعيدمحمد باقر الصدر وهو طالب بحث خارج يحضر عند الشيخ محمد اسحاق فياض
            http://www.alsader.com/muqtada%20stor.htm


            الايديلوجية الصدرية :

            سياستنا


            تختلف سياستنا سياسة الحوزة الناطقة عن سياسة أهل الدنيا إختلافاً جذرياً وتختلف سياستنا عن سياسة كل الأحزاب والحركات الدينية التي قطعت شوطاً كبيراً في البعد عن المشروع الحقيقي ، سياستنا تعمل بين الإنسان وخالقه وتأتي من أجل تحرير الإنسان وخدمة الغايات الإلهية ، لذلك علينا جميعاً أن نفهم إننا في طريقٍ آخر نسير ولسنا مثل الآخرين ، فلقد كان المنبر قائدنا وكانت الصلاة حزبنا وكان الدعاء سلاحنا وكانت صرخات كلا كلا للباطل هي برنامجنا السياسي المعلن بوجه الطاغية ثم بوجه الإستكبار وسوف يبقى معلناً بوجه كل باطل بأي صورة تلبس .. سياستنا أيها الأخوة تبدأ بالتحرير ليس التحرير المادي بل التحرير المعنوي والروحي والفكري
            فسياستنا هي تحرير المجتمع من التصديق بالأمر الواقع الذي يفرضه المستكبرون ، وسياستنا هي تحرير الوعي المؤمن من التبعية للجهات المتسترة بالدين والتي تروج لمفاهيم مادية ودنيوية ، وسياستنا هي تحرير الولاية من إحتكار الرجال غير المستحقين لها وإعادتها الى صاحبها الشرعي وهو الإمام القادم (عج) ، وسياستنا هي تحرير الإنسان من الإنبهار بالإنجازات المادية للحضارات الأخرى ، وسياستنا هي تحرير المنبر من السجن الطويل الذي سجن فيه بذرائع شتى وإطلاق صوته مدوياً بالحق ، وسياستنا هي جعل الناطقية صفة عبادية إجتماعية ثابتة يتصف بها المؤمنون فيقولون الحق دائماً ويدعون الى الله دائماً ولا يدهنون ..ء
            وسياستنا هي سياسة تحطيم الأصنام المعنوية والإجتماعية ، وسياسة إعلان الحق واضحاً وصريحاً ، وسياسة الولاء لأولياء الله وليس للسلاطين ووعاظهم ، وسياستنا هي سياسة سحب الشرعية من كل من لا يستحقها ومن كل مدعٍ بها ، وسياستنا هي سياسة الدفاع عن التأويل الحق للدين ضد كل التأويلات الباطلة التي تصدر سواء من المتحجرين الظلاميين أو من المتعولمين المتميعين ، وسياستنا هي سياسة الرجوع الى الله والإفتقار إليه وطلب مدده وإستنزال بركاته ، وسياستنا هي أن تكون العزة في المجتمع مستحصلة من الإعتصام بالله وليس من الإعتصام بأصحاب القوة أو أصحاب النفوذ أو أصحاب الأموال أو أصحاب الدبابات ، وسياستنا هي سياسة طلب الله في كل شئ وتسخير حياتنا لرضاه وعدم التهاون في أي قضية قد تغضبه سبحانه في سلوكنا الشخصي وفي عقائدنا الفكرية وفي مشاعرنا القلبية وسياستنا هي سياسة الدفاع عن ما يريده الله سبحانه ونصرة مطالبه سبحانه ونشر قيم الإيمان بين أهل الأرض ، وسياستنا هي تعظيم الله وجعل الوقار له في الأرض وإعلاء كلمته ،وسياستنا هي سياسة نشر الأخلاق في المجتمع وخصوصاً الأخلاق والأدب مع الله سبحانه فلا نكون متكبرين ولا نمشي في الأرض مختالين ، وسياستنا هي سياسة الشهادة لله والدفاع عن دينه وعن مقدساته وعن الحق ولو كلفنا ذلك أن يهجرنا الناس جميعاً .. فسياستنا ليست كسياسة أهل الدنيا التي تنشغل بالأموال وبالعلاقات السياسية وبالمناصب وبالتنافسات الإنتخابية ثم لا تقدم شيئاً فهي سرابٌ بسراب يحسبه الضمآن ماء ، وكل شعبنا ضمآن ، فعلينا أن نحميه ونحمي أنفسنا من السراب ..ء
            هذه هي مفاهيمنا السياسية ومشاريعنا السياسية تعلمناها من طريقة محمد الصدر رضوان الله عليه السياسية العبادية ، ونحن ندعو كل الذين ينتسبون الى آل محمد بأن يتوقفوا لحظة لمراجعة أنفسهم وللخروج من دوامات السياسة المادية الدنيوية التي تسحبهم بعيداً عن سياسة الإصلاح وسياسة الهداية وسياسة عرض المشروع الإلهي .. كما ندعو كل المسلمين الى إعادة تصحيح مناهجهم السياسية قبل أن تستدرجهم السياسة الدنيوية


            http://www.alsader.com/%D3%ED%C7%D3%CA%E4%C7.htm



            الاطروحات الصدرية :

            مرجعية القيادة قبل مرجعية التقليد


            إن أزمة التشيع تكمن في عدم قدرته الى الآن للوصول الى تعريف صحيح للمرجعية ورغم أن نهضات تعريف المرجعية كانت تقوم بين فترة وأخرى وكان آخرها نهضة المولى المقدس محمد الصدر إلا إن الوعي الشيعي العام مازال مشوشاً وغير قادر على تحديد تعريفه للمرجعية فنحن بين مرجعيتين ، بين مرجعية التقليد ومرجعية القيادة ، والأمة تعاني من عدم معرفة صلاحيات كل مرجعية وعدم معرفة صيغة التنسيق بين هذين النوعين من المرجعية ، ولقد كان السيد الشهيد محمد الصدر يريد وحدة مرجعية التقليد والقيادة بحيث يكون المرجع الفقهي هو نفسه القائد الإصلاحي والإجتماعي لكن مع عدم تمكن مراجع التقليد من ذلك وعدم سعيهم لذلك بات من الواقعي جداً أن نبحث عن مرجعية القيادة لأنها هي فعلاً ما نحتاجه لقيادة حركتنا الإجتماعية والإصلاحية وصحوتنا الإسلامية وتكاملنا الفكري والروحي ومعركتنا ضد الباطل بكل أشكاله ، من هنا جاء القرار الشعبي الصدري في الإلتفاف حول مرجعية القيادة وعدم إشتراط الإجتهاد لهذه المرجعية لأنها ليست مرجعية تقليد ، وصار العهد واجباً مع مرجعية القيادة والموت تحت لوائها شرعياً تابعاً للعهد المقطوع معها ، وصار من الواجب أن نقول :ء


            أولاً .. إن أي تقاطع بين مرجعية التقليد ومرجعية القيادة يجب أن يحسم لصالح مرجعية القيادة حتى لو كانت مرجعية التقليد أعلم ، لأن مسؤولية الأمة ومصيرها على عاتق مرجعية القيادة


            ثانياً .. إن مرجعية التقليد هي مرجعية تنشأ عبر الدراسة المطولة وهي مرجعية طبيعية علمية أما مرجعية القيادة فهي هبة من الله يهبها لمن يشاء من الأمم ويجعلها فيمن يشاء من عباده الصالحين


            ثالثاً .. إن الولاية لمرجعية القيادة هي الولاية لإمامنا المهدي (عج ) لأنها أي مرجعية القيادة هي التي توفر لنا سبل الخدمة لإمامنا ووسائل إعلان الطاعة له سلام الله عليه


            رابعاً .. يمكن لأتباع عدة مراجع تقليد أن يتوحدوا جميعهم تحت لواء مرجعية قيادة واحدة وهذا لا يتعارض بل يؤدي الى المصلحة الحقيقية لوحدة القواعد الشعبية


            خامساً .. إن الأوامر التي تصدرها مرجعية القيادة أوامر عامة لها صفة شرعية واجبة على عموم الأمة بل وعلى جميع الفقهاء فيها وذلك لأنها تكفلت بواجب حماية الأمة وإصلاحها


            سادساً .. نفهم أن الإتباع هو أعلى من التقليد وأننا ندعوا كل الشيعة بأن لا يتوقفوا عند تكليف التقليد ويصعدوا الى مستوى الإتباع ، بمعنى الطاعة للمرجعية القائدة للمشروع الإصلاحي


            سابعاً .. إن وجود عدة مراجع تقليد في بلد واحد أمرٌ طبيعي ، لكن لابد من مرجعية قيادة واحدة في كل بلد لأن تمزق مرجعية القيادة يؤدي الى تمزق الأمة وتشتت رأيها وهوانها بوجه عدوها


            إن هذا الوعي هو الوعي الذي أراده الشهيد السعيد محمد باقر الصدرمن الأمة وهو الوعي الذي أراده الخميني الثائر وهو الوعي الذي جاهد من أجله المولى المقدس محمد الصدر ، وهو الوعي الذي يعبر عنه التيار الصدري اليوم في وقفته المباركة خلف مرجعية القيادة وعهده الصادق مع هذه المرجعية دون أن يصطدم بمرجعية التقليد .. بل إن هذا التيار الناهض يدعو كل أعضاء مرجعية التقليد من الفقهاء بأن يساندوا مرجعية القيادة ويتضامنوا معها ويؤيدوها ويقوموا بحمايتها وبدعوة مقلديهم للتكاتف معها وطبعاً هذا لن يحدث الى يوم القيامة لكن لابأس من قول الحق معذرة لله وحجة عليهم



            http://www.alsader.com/%E3%D1%CC%DA%...D%C7%CF%E5.htm


            الحركة الصدرية وجيش المهدي ؟؟؟ :


            الإمام المهدي (عج) شعار نهضتنا

            بســـــــم الله الرحمـــــــن الرحيــــــــــم
            وبه نستعيــــــــــن
            والحمدلله رب العالمـــــــين والصلاة والســــــــلام على النبي وآله الطاهريـــــــــن



            يتسائل كثيرون لماذا هذا التركيز على الإمام المهدي (عج) من قبل التيار الصدري ولابد من إيضاح ذلك كي تدفع الشبهات وتستوضح العقيدة وتفهم الغايات :

            أولاً .. إننا نعتبر أن الإمام المهدي قضية حقيقية واقعية واجب الدفاع عنه وليس فكرة دينية تراثية نعمل لإثباتها فقط .

            ثانياً .. إن حملنا لإسم الإمام فيه دلالة على يقيننا بأننا نعيش في نهاية زمن الغيبة وبالتالي فنحن مقبلون إن شاء الله على قيادته (عج) .

            ثالثاً .. إن حمل إسم الإمام سلام الله عليه هو إعلان إفتقار للمدد الإلهي ودعاء من الله سبحانه بأن يبارك لنا في خطانا ويوفقنا للحصول على تسديدات الإمام سلام الله عليه .

            رابعاً .. إن الإنتماء القلبي للإمام هو تكليف شرعي على المؤمنين المعتقدين به ولذا فنحن نسعى لتقوية هذا الإنتماء القلبي له سلام الله عليه دائماً .

            خامساً .. إن إقرارنا بإمامة الإمام المهدي (عج) هو إسلوب للكفر بالطاغوت وبكل إمامة باطلة تريد أن تفرض نفسها على واقع العالم .

            سادساً .. إن إعلان إنتمائنا للإمام (عج) هو تثبيت لإنتمائنا لحركة الإمام ونهضته وثورته الكبرى وبالتالي فنحن كوادر ثورته قبل ظهوره وبعد ظهوره إن شاء الله .

            سابعاً .. إن الإنتماء للإمام سلام الله عليه هو إقرار ضمني منا بأن مستوى الصراع بات أعلى من قدرة كل القيادات الدينية والسياسية على إدارته ولا يستطيع غيره سلام الله عليه .

            ثامناً .. إن إعلان إنتمائنا للإمام عجل الله فرجه الشريف هو رفض للأساليب السياسية المتسترة بالدين التي تحاول تسريب المنطق العلماني للمؤمنين .

            تاسعاً .. إن إنتمائنا للإمام هو أسلوبنا في الإصرار على البحث عن رجال الإيمان الذين نشعر بأنهم مسددين منه سلام الله عليه والذين يرشدوننا الى مسالك الحق والفضيلة .

            عاشراً .. إن الإنتماء للإمام سلام الله عليه هو الإنتماء لحركته الفكرية والروحية الإنقلابية على كل التقاليد السلبية الموروثة ، وبالتالي هو إنتماء لحركة التمهيد والتهيئ لإستقباله عجل الله فرجه .

            الحادي عشر .. إنه إعلان لسعة خيمة جهادنا لتشمل كل المؤمنين الأحرار من كل الملل والأديان لأن الإمام للعالم كله وإن جهادنا للبشرية كلها .

            الثاني عشر .. إنه أسلوبنا في إعطاء العهد وتجديده للقيادة المعينة من السماء وفي إعلان
            الولاية للخيار الإلهية وليس للخيارات البشرية المتسترة بالديمقراطية .

            الثالث عشر .. إنه تعبير عن كوننا لا نخاف في الله لومة لائم لأننا نهيئ أنفسنا لقبول الحق من إمام الحق فكيف نبقى في ساحة مجاملات الناس .

            الرابع عشر .. إنه إعلان لعدم رضانا عن الإسلوب المرجعي الموجود وطلبنا من الله بأن يستبدلنا بإسلوب مرجعي يشبه مرجعية رسول الله محمد (ص) يرضاه سبحانه لنا ويجعل فيه العزة والثواب .

            والحمدللـــــــــه رب العالمــــــين

            http://www.alsader.com/%C7%E1%C7%E3%...6%CA%E4%C7.htm





            تحياتي

            تعليق


            • #7
              ظهور جيش بخطاب ناري وثوري كجيش المهدي وقيادته التي لا تؤمن إلا بالتصعيد ولا تعرف إلا المواجهات
              ان القيادة اللتي لا تؤمن الا بالتصعيد ولا تعرف الا المواجهات هي قيادة حمقاء رعناء تدمر نفسها اولا

              تعليق


              • #8
                المشاركة الأصلية بواسطة راجي الرحمه
                ظهور جيش بخطاب ناري وثوري كجيش المهدي وقيادته التي لا تؤمن إلا بالتصعيد ولا تعرف إلا المواجهات
                ان القيادة اللتي لا تؤمن الا بالتصعيد ولا تعرف الا المواجهات هي قيادة حمقاء رعناء تدمر نفسها اولا
                هنيئا لك علاوي والياور والشعلان وكاكا مسعود وكاكا جلال
                والداوود والشهواني


                وارجو ان تتعلم منهم الذكاء والوقار والسكينة والتعقل
                والقيادة الحكيمة والمسالمة



                ((الشيعي يموت ولا ياكل بدينه )) حكمة الموضوع

                تعليق


                • #9
                  اتقي الله يا راجي الرحمة واي رحمة تسعفك وانت في اكثر المواضيع التي مشارك بها تنكل وتسب وتنتقص من العلماء والقادة والمذهب كما يريد الغرب الكافر واسلافهالمندسين داخل الدين والقيادات المشبوهة. ماهكذا تورد الابل وحشرك الله مع من تحب بحق فاجعة كربلاء
                  التعديل الأخير تم بواسطة المقتدى الصدري; الساعة 16-02-2005, 06:40 PM.

                  تعليق


                  • #10
                    بسم الله الرحمن الحيم وبه نستعين..وكانكم تصفون محجوبا!!سبحان الله!!وفق اي موازين قيمتم السيد مقتدى الصدر؟؟وفق ميزان العاطفة او الحماسة او ماذا؟؟ام وفق تقييم الكاتب الفلاني والقناة الفلانية؟؟هل تعلمون ان اي عمل بدون تقليد يعد باطلا مهما كان؟؟؟هل تستطيعون ان تعرفونا من يقلد السيد مقتدى؟؟وطبعا لايجوز ان يقلد والده لانه لايجوز البقاء على تقليد الميت!!اما السيد الحائري فقد تواترت الفتاوى من سماحته في الغاء وكالة السيد مقتدى وتكذيب بعض البيانات الصادرة عن مكتب مقتدى باسم الحائري!!اما الشيخ اليعقوبي فقد امتلات لوحات الاعلانات التابعة لمقتدى اضافة الة توزيعها من المكتب نفسه في التعريض بالشيخ وتوجيه شتى التهم لسماحته !!ودليل كل هذا اضافة الى الادلة الموثقة الموجودة عدم وقوف اي من المراجع الى جانبه في كل تصرفاته بل توجيه النصح له بالتعقل والاستماع للمرجعية الرشيدة!!ثم الاتقول يااخي ان السيد الشهيد فضله على نوابغ الحوزة؟؟!!فلم هو الان بدون مستشارين ذوي خبرة كما ذكرت اعلاه؟؟!!فاين هؤلاء النوابغ عنه؟؟؟!!ثم بم يختلف منهج مرجعيتنا وحوزتنا حتى صار هناك خط جديد اسمه الحوزة الناطقة؟؟واين كان نطق مقتدى عندما استشهد ابوه؟؟وكفاكم هذا الطعن بكل هذه المرجعيات عندما تقولون ان حوزتنا الناطقة تختلف عن سياسة اهل الدنيا!!تعرضون بباقي مراجع التقليد ايدهم الله!!اليس مقتدى من امر بقتل السيد مجيد الخوئي والتمثيل بجثته بتلك الصورة البشعة؟؟اليس هو من حاصر منزل السيد السيستاني وطلب منه مغادرة العراق خلال48 ساعة لولا تهافت الالاف من المؤمنين لحماية منزل السيد؟؟؟هل تستطيع ان تخبرني لماذا ليس له اتباع من اهل النجف بل هو في عداء معهم؟؟؟اليس هو صاحب شعار عذرا عذرا ياعلي مقتدى هو الولي؟؟وشعار:من رخصتج يلبتول مقتدى هوة الرسول؟؟؟؟اليس هو صاحب بدعة( واهلك عدوه وانصر ولده مقتدى مقتدى مقتدى) !!بعد الصلوات؟؟؟؟ولنعد الى الحوزة الناطقة والصامتة بزعمكم!!!ايهما كان افضل واجلب للمنفعة للعراق وشيعة اهل البيت؟حكمة السيد السيستاني ام تصرفات مقتدى التي كانت الذريعة لطواغيت العصر امريكا وتابعها علاوي والشعلان لهتك حرمة النجف؟؟؟!!!لم لم يتاسى بموقف الحسين ع عندما حل احرامه يوم التروية وخرج من مكة لئلا تهتك حرمتها بسببه؟؟؟؟ثم ان مكتب الشيخ اسحق الفياض موجود لمن اراد ان يتاكد هل حقا ان مقتدى قد تتلمذ او تلقى المقدمات على يد الشيخ فضلا عن الدرس الخارج!!!وحتى باقي علمائنا الاعلام فهو لم يدرس عند احدعلى الاطلاق!!!واذهب انت بنفسك او من اراد واختاروا بعض الاسئلة البسيطة المتفرقة من الرسالة العملية لوالده وانظروا ان كان قادرا على الاجابة!!!!فهل انتم متاكدون انكم تتحدثون عن مقتدى الصدر نفسه ابن الشهيد الصدر الثاني الموجود الان في النجف؟؟؟؟وان اردتم المزيد زدت لكم !!!

                    تعليق


                    • #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة husaini4ever
                      بسم الله الرحمن الحيم وبه نستعين..وكانكم تصفون محجوبا!!سبحان الله!!وفق اي موازين قيمتم السيد مقتدى الصدر؟؟وفق ميزان العاطفة او الحماسة او ماذا؟؟ام وفق تقييم الكاتب الفلاني والقناة الفلانية؟؟هل تعلمون ان اي عمل بدون تقليد يعد باطلا مهما كان؟؟؟هل تستطيعون ان تعرفونا من يقلد السيد مقتدى؟؟وطبعا لايجوز ان يقلد والده لانه لايجوز البقاء على تقليد الميت!!اما السيد الحائري فقد تواترت الفتاوى من سماحته في الغاء وكالة السيد مقتدى وتكذيب بعض البيانات الصادرة عن مكتب مقتدى باسم الحائري!!اما الشيخ اليعقوبي فقد امتلات لوحات الاعلانات التابعة لمقتدى اضافة الة توزيعها من المكتب نفسه في التعريض بالشيخ وتوجيه شتى التهم لسماحته !!ودليل كل هذا اضافة الى الادلة الموثقة الموجودة عدم وقوف اي من المراجع الى جانبه في كل تصرفاته بل توجيه النصح له بالتعقل والاستماع للمرجعية الرشيدة!!ثم الاتقول يااخي ان السيد الشهيد فضله على نوابغ الحوزة؟؟!!فلم هو الان بدون مستشارين ذوي خبرة كما ذكرت اعلاه؟؟!!فاين هؤلاء النوابغ عنه؟؟؟!!ثم بم يختلف منهج مرجعيتنا وحوزتنا حتى صار هناك خط جديد اسمه الحوزة الناطقة؟؟واين كان نطق مقتدى عندما استشهد ابوه؟؟وكفاكم هذا الطعن بكل هذه المرجعيات عندما تقولون ان حوزتنا الناطقة تختلف عن سياسة اهل الدنيا!!تعرضون بباقي مراجع التقليد ايدهم الله!!اليس مقتدى من امر بقتل السيد مجيد الخوئي والتمثيل بجثته بتلك الصورة البشعة؟؟اليس هو من حاصر منزل السيد السيستاني وطلب منه مغادرة العراق خلال48 ساعة لولا تهافت الالاف من المؤمنين لحماية منزل السيد؟؟؟هل تستطيع ان تخبرني لماذا ليس له اتباع من اهل النجف بل هو في عداء معهم؟؟؟اليس هو صاحب شعار عذرا عذرا ياعلي مقتدى هو الولي؟؟وشعار:من رخصتج يلبتول مقتدى هوة الرسول؟؟؟؟اليس هو صاحب بدعة( واهلك عدوه وانصر ولده مقتدى مقتدى مقتدى) !!بعد الصلوات؟؟؟؟ولنعد الى الحوزة الناطقة والصامتة بزعمكم!!!ايهما كان افضل واجلب للمنفعة للعراق وشيعة اهل البيت؟حكمة السيد السيستاني ام تصرفات مقتدى التي كانت الذريعة لطواغيت العصر امريكا وتابعها علاوي والشعلان لهتك حرمة النجف؟؟؟!!!لم لم يتاسى بموقف الحسين ع عندما حل احرامه يوم التروية وخرج من مكة لئلا تهتك حرمتها بسببه؟؟؟؟ثم ان مكتب الشيخ اسحق الفياض موجود لمن اراد ان يتاكد هل حقا ان مقتدى قد تتلمذ او تلقى المقدمات على يد الشيخ فضلا عن الدرس الخارج!!!وحتى باقي علمائنا الاعلام فهو لم يدرس عند احدعلى الاطلاق!!!واذهب انت بنفسك او من اراد واختاروا بعض الاسئلة البسيطة المتفرقة من الرسالة العملية لوالده وانظروا ان كان قادرا على الاجابة!!!!فهل انتم متاكدون انكم تتحدثون عن مقتدى الصدر نفسه ابن الشهيد الصدر الثاني الموجود الان في النجف؟؟؟؟وان اردتم المزيد زدت لكم !!!
                      احسنت جزاك الله عن النجف واهلها كل خير

                      تعليق


                      • #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة husaini4ever
                        بسم الله الرحمن الحيم وبه نستعين..وكانكم تصفون محجوبا!!سبحان الله!!وفق اي موازين قيمتم السيد مقتدى الصدر؟؟وفق ميزان العاطفة او الحماسة او ماذا؟؟ام وفق تقييم الكاتب الفلاني والقناة الفلانية؟؟هل تعلمون ان اي عمل بدون تقليد يعد باطلا مهما كان؟؟؟هل تستطيعون ان تعرفونا من يقلد السيد مقتدى؟؟وطبعا لايجوز ان يقلد والده لانه لايجوز البقاء على تقليد الميت!!اما السيد الحائري فقد تواترت الفتاوى من سماحته في الغاء وكالة السيد مقتدى وتكذيب بعض البيانات الصادرة عن مكتب مقتدى باسم الحائري!!اما الشيخ اليعقوبي فقد امتلات لوحات الاعلانات التابعة لمقتدى اضافة الة توزيعها من المكتب نفسه في التعريض بالشيخ وتوجيه شتى التهم لسماحته !!ودليل كل هذا اضافة الى الادلة الموثقة الموجودة عدم وقوف اي من المراجع الى جانبه في كل تصرفاته بل توجيه النصح له بالتعقل والاستماع للمرجعية الرشيدة!!ثم الاتقول يااخي ان السيد الشهيد فضله على نوابغ الحوزة؟؟!!فلم هو الان بدون مستشارين ذوي خبرة كما ذكرت اعلاه؟؟!!فاين هؤلاء النوابغ عنه؟؟؟!!ثم بم يختلف منهج مرجعيتنا وحوزتنا حتى صار هناك خط جديد اسمه الحوزة الناطقة؟؟واين كان نطق مقتدى عندما استشهد ابوه؟؟وكفاكم هذا الطعن بكل هذه المرجعيات عندما تقولون ان حوزتنا الناطقة تختلف عن سياسة اهل الدنيا!!تعرضون بباقي مراجع التقليد ايدهم الله!!اليس مقتدى من امر بقتل السيد مجيد الخوئي والتمثيل بجثته بتلك الصورة البشعة؟؟اليس هو من حاصر منزل السيد السيستاني وطلب منه مغادرة العراق خلال48 ساعة لولا تهافت الالاف من المؤمنين لحماية منزل السيد؟؟؟هل تستطيع ان تخبرني لماذا ليس له اتباع من اهل النجف بل هو في عداء معهم؟؟؟اليس هو صاحب شعار عذرا عذرا ياعلي مقتدى هو الولي؟؟وشعار:من رخصتج يلبتول مقتدى هوة الرسول؟؟؟؟اليس هو صاحب بدعة( واهلك عدوه وانصر ولده مقتدى مقتدى مقتدى) !!بعد الصلوات؟؟؟؟ولنعد الى الحوزة الناطقة والصامتة بزعمكم!!!ايهما كان افضل واجلب للمنفعة للعراق وشيعة اهل البيت؟حكمة السيد السيستاني ام تصرفات مقتدى التي كانت الذريعة لطواغيت العصر امريكا وتابعها علاوي والشعلان لهتك حرمة النجف؟؟؟!!!لم لم يتاسى بموقف الحسين ع عندما حل احرامه يوم التروية وخرج من مكة لئلا تهتك حرمتها بسببه؟؟؟؟ثم ان مكتب الشيخ اسحق الفياض موجود لمن اراد ان يتاكد هل حقا ان مقتدى قد تتلمذ او تلقى المقدمات على يد الشيخ فضلا عن الدرس الخارج!!!وحتى باقي علمائنا الاعلام فهو لم يدرس عند احدعلى الاطلاق!!!واذهب انت بنفسك او من اراد واختاروا بعض الاسئلة البسيطة المتفرقة من الرسالة العملية لوالده وانظروا ان كان قادرا على الاجابة!!!!فهل انتم متاكدون انكم تتحدثون عن مقتدى الصدر نفسه ابن الشهيد الصدر الثاني الموجود الان في النجف؟؟؟؟وان اردتم المزيد زدت لكم !!!
                        ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ
                        بسمه تعالى
                        الاخ العزيز
                        ان كنت تريد ان تكتب في المنتدى لغرض المشاركه فقط فيستحسن ن تكتب ادعية او كلام مدح في اهل البيت وماشاكل ذلك
                        وان كنت تريد تدافع عن قضيه معينه فيجب عليك ان تستخدم اسلوب اهل البيت في الدفاع عن قضاياهم ان كنت لهم تابع
                        وان تكون ملما في الموضوع من جميع الجوانب الفقهيه والعقائديه
                        وان تناقش بالدليل العلمي والاخلاقي لكي يترتب اثر على نقاشك وهو فائدة المجتمع ان كنت اليها تسعى
                        وموضوعك اعلاه فيه اخطاء فقهيه واخلاقية وعقائديه قد تكون غير ملتفت اليها اذا اردت فاني مستعد لبيانها بالدليل الفقهي المطابق لفتاوى العلماء( السيد السيستاني والحائري والصدر والفياض) والدليل العقائدي الموافق لعقيدتنا والدليل الاخلاقي المكتسب من اخلاق اهل البيت والله من وراء القصد

                        تعليق


                        • #13
                          اخي الكريم..اخطاء فقهية وعقائدية واخلاقية !!!!انقذني باسرع وقت جزاك الله كل خير...!!!!! لكن في البدء هل فعل هذا ام لم يفعله سماحة السيد مقتدى هو ومايسمى بجيش الامام؟؟؟؟؟!!!!اعط الادلة الشرعية التي تبيح وتجوز تلك التصرفات والابتداعات ثم اوضح لي اخطائي الفقهية والعقائدية والا خلاقية!!!(ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولا)(ومايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد) وعظم الله لكم الاجر وجعلنا الله ممن يحسنون انتظار الفرج ومن الطالبين بثار الامام الحسين بين يدي اما العصر والزمان روحي وارواح العالمين لتراب مقدمه الفدا...ونسالكم الدعاء.

                          تعليق


                          • #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة المقتدى الصدري
                            اتقي الله يا راجي الرحمة واي رحمة تسعفك وانت في اكثر المواضيع التي مشارك بها تنكل وتسب وتنتقص من العلماء والقادة والمذهب كما يريد الغرب الكافر واسلافهالمندسين داخل الدين والقيادات المشبوهة. ماهكذا تورد الابل وحشرك الله مع من تحب بحق فاجعة كربلاء
                            عجيب؟
                            من من العلماءانتقصت منه وأنا خادم لمقامهم الشريف ؟
                            ان كنت تقصد مقتدى فمقتدى ليس بعالم انما هو مكلف مثله كمثل الآخرين بل هو اقل من بعضهم من الناحية العلمية اليس هو من تلكأ في قراءة الآية المباركة(كتب عليكم القتال وهو كره لكم)لأنه لا يحفظها في حديثه لقناة العربية الفضائية.
                            وأن كنت تعتبر مقتدى قائدا فقد صدقت فهو قائد للحمقى والجهال قليلي الأدب بل هو وجماعته اخرجوا للوجود ولأول مرة نموذج رجل الدين قليل العلم والأدب وهم كذلك اول من استهان بالدماء والأموال والمقدسات من المحسوبين على المذهب ولا انسى ما حييت قبة مسلم بن عقيل (ع) وقد احدث فوقها بعض افراد جيش الظلام واعني انه قضى حاجته في الدرب المجاور لسطح القبة الشريفة.
                            اما المذهب فما لي غير آل أحمد شيعة
                            وما لي غير مذهب الحق مذهب

                            وان كنت تعتبر مقتدى هو المذهب فأنا اعتقد انه لا يوجد ما يجمع الاثنان واسأل الله ان يحشرك مع مقتدى وفي زمرته ويشركك في جرائمه كلها

                            تعليق


                            • #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة المقتدى الصدري
                              مقتدى الصدر في الميزان



                              السيد مقتدى الصدر لم يأت من فراغ ولم يؤسس جيشه وحالته الميدانية فجأة. بل كان لهذا الاسم والعنوان والوجود معنى وإشارة ودوافع. ولولا الفراغات الهائلة التي تزدحم بها الساحة العراقية سياسية واجتماعية واقتصادية وأن البلد واقع تحت الاحتلال لكان من الصعب ظهور جيش بخطاب ناري وثوري كجيش المهدي وقيادته التي لا تؤمن إلا بالتصعيد ولا تعرف إلا المواجهات.

                              لم يعرف السيد مقتدى الصدر قبل سقوط النظام الفاشي في بغداد إلا بكونه آخر أبناء الإمام الشهيد السيد محمد صادق الصدر الذي لم تطله رصاصات الاغتيال 1999 لأنه ببساطة لم يكن موجوداً مع أبيه المرجع وأخويه لحظة قيام النظام بالتعرض لسيارة المرجع وأبنائه مصطفى ومؤمّل.

                              يتحدث أنصاره والمتأثرون بخطه وشخصيته الدينية الشابة عن ذكاء علمي نادر وقدرة عقلية في استيعاب الدروس المعرفية والفلسفية والأصولية العالية ويحيطونه ـ مثلما التقينا بنفر منهم خارج العراق ـ بهالة نورانية وسور من الأساطير التي تشعرك أن الرجل ليس قائد تنظيم عسكري يقاتل الأميركان بشجاعة كبيرة وحماسة أكبر وروحية استشهادية مفرطة في الفداء والبسالة بل يعد حسب رأيهم جزءً من حركة الخلاص الكوني ولعل اللوحات التي رسمها المتأثرون به والآيات القرآنية الكريمة التي زينت بها الجداريات في مقدمة شوارع مدينة الصدر (الثورة سابقاً) توحي بموقع الرجل في أعماق أنصاره والمحيطين به والمدافعين عن نهجه الثوري.

                              إن مقتدى الصدر لم يأت من فراغ لأن العراق الذي استولت عليه القوات الأمريكية في 9/4/2003 كنز من المعارف الحضارية والأزمات والأثقال والكوارث الإنسانية فلا معرفة من فراغ ولا كارثة سياسية أو إنسانية كالكوارث التي عاشها الشعب العراقي وتعرّض لها جاءت من الفراغ أيضاً على أن الصدر خرج من هذا الركام الهائل من الأزمات والمحن وهو ابن الحالة العراقية بكل ما فيها من آلام ومعاناة وأفراح وأتراح وصعود ونزول ولذلك كان الرجل ابن هذا البلد الغارق بالألم الأبدي في الالتحام مع الدم ومغاور القيامة وحبال المشانق والتآمر الدائم من الداخل والخارج على وحدته الأسطورية وسيادته المميزة وموقعه الكوني وثرواته المدهشة وشعبه الخلاق وتراثه الإسلامي ـ العربي المتنوع.

                              ولذلك لا يمكن عدُّ ما قام به مقتدى الصدر بالغريب أو المستنكر وإذا كان غريباً هذا الذي جاء به الصدر عند قطاعات سياسية وشعبية غير قليلة في المجتمع العراقي فهو ما بينه وبين نفسه وما بينه وبين جماهيره ومؤيديه وأنصاره يعتقد أن مشروعه حالة وطنية حقيقة بل الحالة الوطنية الوحيدة من بين جميع الحالات. وإذا كان الرجل فيما يذهب إليه معتدلاً أم متطرفاً إلا انه أظهر في المواجهات والتصريحات وأساليب ومناسبات سياسية ودينية وعبادية عديدة تمسكه بهذا النهج وارتباطه العميق بمدرسته الثورية بغض النظر عن اختلافنا من اتفاقنا معه.

                              مقتدى الصدر يتحدث الذين التقوه عن ثقافته السياسية المتواضعة وشدة ذكائه الشخصي وقدرته على التضحية وتقديم النفس من أجل الشعب العراقي وكأنه نذر نفسه بعد شهادة والده المرجع لذات الأهداف التي اختطّها والده المرجع قبل استشهاده في إشارة إلى أن هذه العائلة إنما تكمل مشوارها خدمة لهذا الشعب بالتناوب على قاعدة كل حسب قدرته وكل حسب زمانه ومكانه.

                              ويقول هؤلاء أن الرجل يشكو قلة أهل الخبرة والتجربة السياسية والأصالة الشخصية في خطه وتياره وجيشه ويقولها بصراحة متناهية ووضوح تام بأنه ليس لديه مستشارون من أهل الخبرة وكل ما لديه أعوان يستعين بهم على نوائب الدهر وطوارئ الأيام لكنه من ناحية ثانية يدافع عن مجمل آرائه وطروحاته التي قدمها للساحة العراقية فأحدثت قلقاً وصخباً وضجيجاً إعلامياً وسياسياً وخلقت حالات استنفار أمني وتأهب عسكري غير مرة قبل المواجهات الأخيرة في النجف الأشرف.

                              ومثل ذلك ما حدث في أثناء دعوته لتشكيل حكومة بديلة عن حكومة مجلس الحكم الانتقالي حيث أحدثت تلك الخطوة اهتزازاً حقيقياً في الوسط العراقي وأربكت عدداً من الحالات والمناهج التي عدت ثابتة فلا حكومة في بطن حكومة ولا سلطة في النجف وأخرى في بغداد. إن تلك الحالات قللت من شأن السيد مقتدى الصدر في الوسط السياسي العام لكنها لاقت قبولاً مع استهجان مبطن غير معلن من الأوساط الناقمة على الحكومة العراقية الثانية برئاسة الدكتور إياد علاوي كما أن هذا الوسط لم يؤيد حكومة الصدر لأنها تحظى بتأييد قطاع واسع من الناس بل لأنها كما يتصورون كفيلة بإرباك الأجواء السياسية في العراق لصالح الفئات والاتجاهات التي تريد إعادة الأوضاع في العراق إلى المربع الأول ـ أي إلى ما قبل سقوط النظام.

                              إن السيد مقتدى الصدر لم يعمل في الساحة العراقية بالتناغم والتنسيق والتشاور مع القوى والمجموعات السياسية العراقية في الداخل وهي مجموعات وأحزاب عريقة ولديها تاريخ كفاحي طويل ودام ضد النظام البائد بل دخل بخصومة شديدة معها من خلال مجموعة من التصريحات غير الموفقة صدرت عنه وعن وكلاء ومحسوبين عليه ما كان يفترض أن يطلقها في مناخ سياسي ملبد وغير معروف الاتجاه في وقت كان الكل ينتظر بفارغ الصبر فشل التجربة العراقية الجديدة وإغراق البلاد في حمامات دم طائفية وقومية بين العرب والعرب الشيعة والسنة والأكراد والتركمان وسائر الفئات.

                              فلم يكن من المناسب مثلاً أن يتهم السيد الصدر المجاهدين العراقيين الذين قاتلوا طاغوت النظام البائد ثماني سنوات متواصلة في الحرب العراقية ـ الإيرانية بالعمالة وأن الأحزاب الإسلامية التي قاتلت النظام وقدمت عشرات الآلاف من الضحايا والقرابين هم أناس وافدون وعملاء القوى الكبرى في العالم ولا حصة لهم في العراق القادم. أو أنهم متواطئون ولا علاقة لهم بخدمة الشعب العراقي وأن عليهم أن يسلموا لقيادته وأمرته. وهناك حالات جرت في زمن مجلس الحكم الانتقالي معيبة وتدل على قيام السيد الصدر بممارسة فوقية غير مبررة ضد أعضاء في المجلس فالمعلومات تقول أن السيد الصدر كان يتصل بأحد أعضاء مجلس الحكم ويأمره بأن يأخذ أوامره والنواهي الشرعية والسياسية من مكتب ولي الأمر!!. في إشارة إلى مكتبه.

                              هذا التقاطع الذي أشرنا إلى عينات نادرة منه أحدث فجوة واضحة بين الصدر والمجموعات السياسية الإسلامية التي انقسمت بدورها على مقتدى الصدر انقسامها على أبيه حين كان على عرش المرجعية الدينية ـ انقسام ساحةٍ منقسمة أساساً يقودها رموز وقيادات ونخب وثقافات متباينة متباعدة البرامج والرؤى والتصورات ـ انقسام يؤيد الصدر ويعتبر (ثورته) و(جيشه) و(حضوره السياسي) و(صعوده المدوي) فرصة حقيقية نادرة وتاريخية لاختفاء أحزاب مناوئة لمشروع مرجعية الصدر الثاني كما هي فرصة للصعود السياسي بعد تحطيم هذه المجموعات التي دخلت ضد الصدر واتهمته بالعمالة للنظام وأنه مرشده ودليله وعينه على شيعة العراق وأن النظام أراد الإفادة من شيعة العراق بتنصيب مرجع عربي نجفي سيداً للحوزة والمرجعية قبالة (الزحف) الإيراني على قيادة المرجعية بعد تراجع دور النجف على حساب تقدم وحضور قم إيران.

                              طبعاً من غير الممكن ولا الطبيعي أو المنطقي أن يتناسى النجل مقتدى الصدر الدور الذي مارسته القوى الإسلامية المتطرفة في القول والفعل ضد والده والجلبة التي أحدثتها في الساحة العراقية والانعكاسات السلبية التي تركتها حول دور أبيه المرجع في تلك الساحة خصوصاً خارج العراق. ولذلك تحين السيد الصدر أول فرصة تاريخية أيضاً وهي فرصة سقوط النظام على أيدي القوات الأمريكية والبريطانية لمهاجمة هذه المجموعات ومحاولة عزلها وتطويق نفوذها السياسي والشعبي في الساحة العراقية. لذلك يعتقد خبراء أن السيد الصدر (الثالث) إنما أنشأ جيش المهدي لأجل تطويق البعد الشعبي لدى الأحزاب الإسلامية التي كان لديه موقف منها ومن وجودها، والتطويق هدفه العزل والتصدي للمستقبل السياسي لها وإفهامها أنها لا مكان لها في ساحة المسؤول عنها المرجع محمد صادق الصدر ولا غيره في مرحلة وزمان ومكان لم يكن فيه من يتصدى لحملات الطمس والتشويه والإبادة وانتشار إخطبوط الوهابية باستثناء الصدر الثاني.

                              إن السيد مقتدى الصدر كان محملاً بهذا الإرث التاريخي الثقيل وكان الأسى يُجلّل عينيه وهو ينظر لجثث أبيه وأخوته مسجاة من دون وداع شعبي يليق بهم وهم الذين نذروا أنفسهم للعراق وشعبه ثم ينظر ثانية فلا يجد غير أحزاب عريقة في القدم والنشأة والممارسة السياسية تنسى تاريخ أبيه معها وتوسعه طعناً وتشويهاً واستهدافاً قاسياً لنواياه في تعبئة الناس وإعادتها إلى الدين والطريقة المثلى في التعبد (صلاة الجمعة) وفوق هذا وذاك ورغم الشهادة المدوية في الشارع الاتهام الجارح بالعمل من أجل زيادة بطانة النظام وأنه مرجع السلطة وفقيهها!!.

                              اشهد.. لو كان أحد غير مقتدى الصدر يواجه هذا السيل الجارف والجارح من الكلمات والأباطيل والاتهامات لأبيه وعائلته وشهادة أخويه وإحساسه أن لهم فضل ـ وهذا مؤكد ـ على الشعب العراقي ولمستقبل الظاهرة الدينية ـ الشيعية لم يتصرف بأقل مما قام به مقتدى الصدر مع تلك الأحزاب السياسية.

                              لكن خطأ السيد مقتدى الصدر أنه تعامل مع الظاهرة الحزبية السياسية العراقية كونها ظاهرة واحدة وبقي على مسافات من بعضها ولم يتحدث لنا أحد أو قرأنا شيئاً عن توافقات سياسية حدثت بين (الحوزة الناطقة) التي يقودها السيد مقتدى الصدر والآخرين من أحزاب ومجموعات وحركات سياسية.

                              هذا الأمر يعتبر من بين الأخطاء القاتلة التي وقع بها مقتدى الصدر. فلو كان ميزّ بين الأحزاب ذات المواقف الواضحة في شكوكها إزاء والده المرجع من الأحزاب الإسلامية المعتدلة التي تعتبر الصدر الثاني أحد مؤسسي الحالة الإسلامية التعبديّة ـ السياسية ـ النهضوية في تاريخ العراق السياسي الحديث لكان خلق إرباكاً في المواقف بين المجموعات السياسية لن يسفر في النهاية إلاّ عن تحقيق 50% على الأقل من أصوات هذه الأحزاب إن لم نقل كلها لصالح تاريخ الصدر وحركته الراهنة. أما وقد حدث ما حدث فمن الصعب اعتبار مقتدى الصدر شريكاً حقيقياً يمكن الاعتماد عليه أو الثقة بجماعته ووكلائه وممثليه في أية صيغة سياسية سواء كانت ثنائية حزبية أو لها علاقة بانتخابات برلمانية رسمية!! وكل ما يحدث حالياً من مشاركات واجتماعات وتحالفات بمناسبة الحديث عن الانتخابات البرلمانية لانتخاب (270) عضواً للبرلمان العراقي الجديد (المجلس الوطني) فهو عمل لزيادة عدد الداخلين في هذا التحالف أو ذاك لتكثير الأصوات أو شرائها والاعتماد على قاعدة الصدر الجماهيرية وهي (من القواعد الواسعة في البلاد) والإفادة منها في يوم الاقتراع وإلا فإن الأحزاب السياسية لديها قلق شديد من أية صيغة لها علاقة بجيش المهدي وقيادته لأن من شأن تلك الصيغة توريط الطرف المتحالف بمشاكل لا طائل تحتها مع قوى واتجاهات وأجهزة لا يعلم بها إلا الله سبحانه والراسخون في معرفة التحالفات!!.

                              إن مقتدى الصدر لم يكن يتوقع في يوم أن تُسند (فجأة) قيادة تيار أبيه (التيار الصدري) إليه فيجد نفسه مرغماً على قبول شروط وأفكار وتصورات ومواقف ربما لا يكون مؤمناً بها إيمانه بالمواقف التي تصدر عن قناعاته الشخصية هو!!..

                              أنني اعتقد أن جزء من المواقف التي دافع عنها السيد الصدر من على منبر صلاة الجمعة أو في اللقاءات والاجتماعات المنفردة مع قادة الأحزاب السياسية ومجموعات الوساطة أو مع الاتجاهات المعارضة للسلطة في الفلوجة والرمادي وسامراء هي مواقف إملائية وليست قناعات سياسية (راكزة) مضافاً إلى أن عدداً من المعارك التي خاضها الصدر ودعى جمهوره إلى إشعال مثلها في مناطقهم (ربما) كانت معارك (آخرين) لكن الرجل استحسنها (فقهياً) وعلى مستوى الحماسة الشخصية لكنها ارتدّت (سياسياً) عليه فكانت وبالاً ونقمة وعلة العلل ولو أعاد التاريخ نفسه وراجع السيد مقتدى الصدر بعض التصريحات والبالونات والخطابات النارية لكان تحفظ على العديد منها، لكن التاريخ للأسف الشديد لن يعود إلى الوراء باستثناء المواقف المستعادة تعود إلى الخلف بهدف أن تتحول حسرات في أرواح مطلقيها وقادتها!!..

                              من جهةٍ أخرى لم يكن السيد مقتدى الصدر بالشاب الذي تغريه مباهج السلطة ومفاتن المواقع وبهارج التوزير وهو طبع في آل الصدر وليس (تمثيلاً) على أحد. لقد عرضت مناصب وفرشت الأرض من تحت الشهيد محمد باقر الصدر في أوائل ظهوره القيادي كمرجع فرفض في نهاية السبعينات لكنه سقط شهيد رفضه لها ومقتدى الصدر ربما لم يأخذ من محمد باقر الصدر ألا سيماء الملامح ورفض المباهج وهي فضيلة تحسب له وليست سيئة عليه!!..

                              هذا الشاب الممتلئ بالحماسة كان لديه مشروع وقناعات أهمها أن ترفع عمامة شيعية سوداء اتكاء على تاريخ من الرفض للحاكم المستبد ونهر من الدم المقدس لواء تحدي السياسة الأمريكية في عقر دارها الجديدة (بغداد) في مقابل هوس البعض وإفادتهم من الديمقراطية بمصطلح المقاومة وبينهم وبينها بعد المشرق عن المغرب.

                              لقد هال مقتدى الصدر هذا الشعور وكبر عليه أن يكون في آخر قائمة الذين لا موقف لهم من (المقاومة ) و(الاحتلال) و(الحرية) والدفاع عن المحرومين وهم القاعدة الشعبيّة التي يعتمد عليها في الحركة السياسية والسيادية في كافة المحافظات. من هنا كان موقفه من الاحتلال وبالطريقة التي شهدها العالم ولولا خوف البعض من الحرمان الأبدي والمباشر من ممارسة العمل السياسي والدخول في اللعبة السياسية والبعد عن السلطة من قبل من يمسك بعصا الحالة في العراق لكانت غالبية القوى السياسية في العراق ولا أقول كلها مع مقتدى الصدر. لكن قناعة هذه المجموعات السياسية بالعمل السلمي واستخدام كافة أساليب الممارسة المدنية لخروج القوات الأمريكية من البلاد هي التي أجلت هذا الاعتراف. ولعل بعضهم يتحدث بنبرة واضحة في المجالس أن مقتدى الصدر قاتل بالنيابة عن شرف المدافعين عن سيادة العراق ولم يعط هذا الشرف لمقاتلين جاءوا من خارج الحدود لمقاتلة الأمريكان لأهداف لا صلة لها بكفاح الشعب العراقي من أجل الحرية والديمقراطية.

                              مشكلة مقتدى الصدر أنه يفكر لوحده ولا يشرك أحداً من القوى السياسية الفاعلة التي يثق بها بهذا التفكير وحين يقرر شيئاً معيناً يتعلق بالسيادة أو بالاحتلال أو بكتابة الدستور أو بقانون إدارة الدولة العراقية أو باستيعاب ملايين العاطلين عن العمل من المحرومين من قاعدة أبيه في صلاة الجمعة وفي النهوض من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية فهو يريد موقفاً من الجميع وعندما يقف الجميع يتفرجون على ما يجري لأنهم أساساً ليسوا جزءاً من تفكيره التفت إليهم وعدهم بكلمات لا تليق بتاريخهم وكفاحهم وحضورهم وتضحياتهم الجسيمة.

                              والسؤال الذي يطرح نفسه

                              كيف يمكن بناء علاقات وثيقة بين مقتدى الصدر والمجموعات السياسية (الوافدة) ما دام الرجل يعتقد في قرارة نفسه أنها مجموعات غير فاعلة وغارقة إلى أذنيها في أوحَال العمالة للولايات المتحدة الأمريكية وأن الجو السياسي في البلاد غير صحي وأن لا وجود لمعارضة إسلامية ووطنية حقيقية في العراق للتواجد الأمريكي ـ البريطاني؟.

                              ليس من الهين أو السهل بناء جسر من الثقة بين هذه الأطراف جميعاً ولو كان السيد مقتدى الصدر يحترم هذه الأطراف الحزبية ويوقر وجودها ويعطيها المساحة والاهتمام اللذين يذكران لكان قبل في وقت سابق سيل الوساطات التي تقدمت بها. أن مقتدى الصدر (ربما) لم يرغب بربط حركته وإنهاء مواجهاته مع القوات الأمريكية والقبول بشروط معينة لإنهاء هذه المواجهات بإعطاء هذا الشرف لتنظيم حزبي أو سياسي أو شخصي بعينه. لقد أراد أن يكون قراره بحجم مواجهاته وأن الشخصية التي ستكون طرفه في معالجة الحرب المستمرة مع القوات الأمريكية رجلاً بحجم المعركة ـ معركة الاستقلال والحرية وأن يكون هذا الرجل تجسيداً حقيقياً لآمال ورغبات ونوازع الشعب العراقي في تحقيق هذه الشروط.. وهكذا كان الإمام السيستاني هو التجسيد لا باختيار السيد مقتدى الصدر أو غيره بل لأن الظروف التاريخية في البلاد شاءت أن يكون الإمام راعي المشكلة والبديل الموضوعي القادر على حلها.

                              حين بدأ الإمام مشوار فرض التسوية على الأطراف جميعها كان الآخرون من أطراف الأزمة يرحلون إلى ضفاف بلا أسلحة بل يحملون معهم قرار إيقاف القتال كون الرجل الذي يتوسط دائرة المواجهات يفهم شيئاً واحداً ويضع كل الاعتبارات جانباً إذا توقفت المصالح على ضفافه هو الشعب العراقي وأمنه واستقراره وهكذا كانت وثيقة النجف.

                              الملاحظة الأساسية التي يجب أن يتم إيلائها الاهتمام في النظر للسيد مقتدى الصدر هي أن الرجل وتياره لم يكونا ينظران لكافة مظاهر الحركية الإسلامية العراقية أحزاباً وتنظيمات بما هي أدوار لحضور الإسلام والشريعة الإسلامية وأهداف ثقافة تسعى لتكريس حضور الإسلام في الأمة وتقاتل من أجل الشعب العراقي وحقوقه الاجتماعية والسياسية وحرياته وأمنه واستقراره ولون بديله الديمقراطي المرتبط بتاريخ هذا الشعب وتراثه العربي ـ الإسلامي بل كونها تنظيمات فيها الكثير من الالتباس لجهة أفكارها وميولها السياسية وتلك النظرة لها أسباب تاريخية في تركيبة الرجل وتياره فعلى الرغم من أن مقتدى الصدر عاش في كنف والده المفكر والعالم المنتمي لعائلة الصدر لكن مقتدى تربى في أجواء عائلة لا علاقة لها بالعمل الحزبي هذا إذا لم تكن لديها في الوقت نفسه ملاحظات وإشكالات فقهية وشخصية على تجربة العمل الحزبي في العراق لذلك كان مقتدى الصدر في نشوءه الشخصي وفي تربيته السياسية بعيداً عن كل شيء له علاقة بالأحزاب الحركية الإسلامية المعاصرة.

                              الإمام السيستاني الذي كان يراقب مشهد العمل الحزبي بتأمل الفقهاء الكبار وأناتهم كان يدرك أن التقاطع سلبياً مع تلك الظاهرة يعني الابتعاد واختيار النأي سبيلاً في مواجهة حالات سياسية إسلامية لها جمهورها وقاعدتها البشرية لذلك فضل أن يكون بيته مقراً وحاضنة لكل الفئات السياسية التي تتوّزع الحركية الإسلامية عليها وهكذا شهدت وتشهد النجف بوجود الإمام السيستاني على الدوام لقاءات (قمة) بين الإمام وعدد من القيادات الرأسية في تركيبة الأحزاب الإسلامية وفي هذه اللقاءات يتم مناقشة ومعالجة وإثارة كافة أوجه الأمراض والأزمات والمشكلات التي يعيشها العراقيون بعد سقوط صدام. ورغم أن الإمام السيستاني يمتلك في موقعه الديني والقيادي والسياسي والروحي قيمومة على هامش واسع من سياق الحركة السياسية لكن الإمام يكتفي دائماً إلى الإشارة والتأكيد على الاهتمام بالقضايا المفصلية والرئيسية في الأمة.

                              خبير استراتيجي عربي مراقب يصف الإمام السيستاني بالشخصية المحورية ويشبهه في مضمون حركته وممارسة مسؤولياته السياسية والروحية بزعيم الموارنة المسيحيين في لبنان المطران مار بطرس نصر الله صفير وعلاقته بالتيارات والأحزاب السياسية وحضوره في مجمل سياق الحركة الوطنية اللبنانية ويقول هذا الخبير العربي المراقب للمؤلف في مقابلة معه (أن السيد السيستاني رجل قيادي يمارس مسؤلياته القيادية بوعي سياسي شديد ـ لا يتدخل في التفاصيل الصغيرة التي تشغله وتشتت تركيزه لكنه يلح في التدخل بالقضايا الاستراتيجية. وهو بهذا عالم دين استراتيجي وأنا أشبهه بالزعيم الماروني صفير لشدة الشبه بين الدورين فالرجلان يمارسان دوراً واحداً في البيئة السياسية والاجتماعية اللتين يعيشان فيهما ـ أن السيد السيستاني يشتغل في السياسة كاشتغاله في الفقه وهي مهمة ليست سهلة في ظرف كظرف العراق ومتغير دولي كالذي يعصف بأوضاعنا العربية خصوصاً بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر في الولايات المتحدة الأمريكية( )

                              وفي العودة إلى الصدر يذكر أن عدداً من وكلائه والمتحدثين باسمه كانوا قبل سقوط النظام لا يعبأون بوجود أحزاب إسلامية عراقية ولا يقيمون وزناً للأسف الشديد للمرجعيات الدينية التي كان لها مكاتب في عدد من العواصم العربية وشخصياً شهدت (مظاهرة) غير لائقة قام بها مجموعة من (طلاب الحوزة الناطقة) أمام مكتب آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم حين غادر الحكيم بغداد إلى سوريا متوجهاً إلى العلاج في لندن. وفي تلك التظاهرة تم رفع شعارات مؤسفة لم تعبر عن وعي أو التزام بتقاليد أو احترام للرجل مهما كان له خلاف مع أي من الأوضاع والأشخاص والمراجع الآخرين إذ ليس بهذه السلوكيات يتم (النيل) من هذا المرجع أو ذاك وليس بمثل تلك التصرفات يمكن الاعتراض على سلوك هذا المرجع أو ذاك. يومها وفي تلك التظاهرة أدرك كل الذين شهدوها أن مشهد العراق سيكون شاهداً على أحداث مؤسفة ستخفف (ثقل) الطائفة الشيعية وتنال من (موقع) المرجعية الدينية في حياة الشعب العراقي وأمام أنظار أبناء ومسؤولي العواصم العربية التي تتواجد لها فيها مكاتب وممثليات وأدركوا أن المعركة القادمة لن تقل شراسة عن معركة نظام صدام البائد ضدنا حين كان هو في السلطة!!.

                              ملاحظة أخرى مهمة يجب ذكرها في السياق هي أن الإمام السيستاني الذي لم تسجل له أية مساهمة في قيادة أو توجيه حركيات حزبية وسياسية إسلامية عراقية وجد نفسه وسط تجاذبات خلاف قديم بين وجود يفلسف الأشياء والدين والقيادة على أساس ناطق وصامت ووجود لديه علاقات دولية عميقة وكبيرة وجوهرية ويسعى كلا الطرفين في الحقيقة إلى الهيمنة على النجف كمعقل أخير للأكثرية الشيعية التي بدت بعد سقوط النظام في مهب رياح أحزاب تريد استيعابها واعتماد قرارها الديني وجاذبيتها الروحية في قيادة الشعب العراقي. من المعلوم أن الذي يسيطر على النجف ومرجعياتها الدينية يستطيع (ضم) العراق كله ذلك أن الأكثرية العددية الشيعية تدين بالولاء الديني ومعتقدها السياسي لإمامة القيادة النجفية.

                              فماذا يفعل فقيه يقف على هرم القيادة الزمنية والروحية للمرجعية أمام خلاف (ربما) سيمتد لهيب نيرانه إلى الحوزات العلمية وما تبقى من كيان للعلم والمعرفة وتراث أهل البيت ثم في النجف (وربما) هي بداية سيئة لسحب البساط من تحت أقدام المرجعية الدينية القائدة والشاهدة في خضم صراع لا ينتهي على مناطق النفوذ في الوسط الشيعي وعلى من يقود الساحة خارج النجف من النجف؟.

                              إن أحد أهم عناصر القوة في شخصية الإمام السيستاني أنه يتحدث مع كل مفردات المشهد الحزبي والسياسي العراقي من أحزاب وقوى وحركات سياسية من دون أن يكون السيستاني جزءً من هذا الإطار أو ذاك لا على مستوى الإرشاد الروحي أو الزعامة السياسية وإلا لو كان كبقية المراجع وبعضهم يمتلك علاقات سابقة مع أحزاب إسلامية رابط تنظيمي لتدخل بعضهم لحل خلافات حادة نشبت قبل المعارك الأخيرة بين المجلس الأعلى مثلاً وأفراد من جيش المهدي في النجف لكن هؤلاء المراجع وقسم منهم في إيران فضلوا عدم النزول في التفاصيل المتعلقة بالخلاف بين الطرفين بسبب علاقات سابقة بين جيش المهدي وبينهم أو بينهم وبين قيادة المجلس الأعلى حين كان المجلس يتخذ طهران مقراً له أيام الصراع ضد النظام البائد.

                              إن هذه الميزة تعتبر رسالة يوجهها المرجع الأعلى السيد السيستاني لكل العلماء الأفاضل الذين يفكرون بتبوأ موقع ومقام المرجعية الدينية هي أن يكونوا آباء للحالات الإسلامية وليسوا جزء من سياقها التنظيمي لكي يحفظوا للإسلام حدوده وللفقيه دوره وحدوده وللحركية الإسلامية هامشها في العمل وفي يقين عديدين من أهل الخبرة والدراية بشؤون العمل الإسلامي. إن وجود السيد السيستاني على رأس المرجعية الدينية مع كامل استقلاله عن الانتماء لحزب أو إشراف فوقي على حالة حزبية رغم وجود عدد هائل من الأحزاب الإسلامية التي ترجع إليه في شتى المسائل تشكل حالة تحصين للساحة الإسلامية العراقية فلا تحصين من دون وجود قيادة دينية مستقلة في قرارها غير تابعة لتنظيم أو فقيه سياسي يقودها ويوجه مواقفها كما كان يحدث في سابق المعارضة الإسلامية العراقية ولا يمكن أن يستقيم الوضع الشيعي في العراق بجميع أبعاده الحركية والعشائرية وتجمعاته الأهلية والمدنية إلا بوجود قيادة مرجعية واعية ومتصدية وجريئة وقادرة في لحظات التحدي ومداهمة الأخطار أن تقول رأيها الذي تكمن فيه مصالح الإسلام وليست مصلحة حزب أو تنظيم أو شخص.

                              إن الإمام السيستاني حين دخل الأزمة وهو على فراش المعالجة وسرير العملية القلبية الجراحية، لم يدخلها بدوافع سياسية وحزبية أو مرجعية فردية أو بقصد تعبئة الجمهور العراقي ضد تيار أم شخص بعينه بل هدف من وراء ذلك كله الإحاطة بالأزمة وتطويق أثارها التي إن امتدت في الوسط الشيعي فسيعود هذا الوسط ثلاثة وثمانين عاماً أكثرية مقهورة بيد نظام طائفي ـ استبدادي قهري.

                              وحين دخل الأزمة ومارس وظيفته الشرعية ـ الوطنية الإسلامية لم يدخلها لكي يشطب على تاريخ أحد بل لكي يؤصل تاريخ كل العاملين الإسلاميين من الذين قاتلوا من أجل أن يكون العراق وطن كل الفئات والأديان والقوميات والأثنيات المختلفة. فما دام الرجل يشعر ـ وهذا حقه الشرعي ومنطلق وظيفته الربانية وموقعه القيادي في الأمة ـ أنه المسؤول عن مصير هذا الشعب ويمثل التجسيد النبيل لفكرة الخلاص وغاية الحرية وفلسفة البديل الاجتماعي السياسي الأفضل للأمة فأنه سيبقى خارج سرب كل التحالفات لكنه يلعب دور الجوهري والناظم والمتابع والمحدد للثوابت أما التفاصيل واقتراح الآليات فهو وظيفة المجموعات الإجرائية وموقف الإمام واضح في هذا المجال حين منع على رجال الدين استلام مهام رسمية في الدولة وأن يقتصر دورهم على الإرشاد والتوجيه والإسهام في بناء الدولة العادلة ـ دولة المساواة والسلام الأهلي.
                              عظم الله اجرك اخي الصدري على مصاب ابا عبدلله الحسين(ع)
                              ونشكرك جزيل الشكر على كتاباتك القيمة بحق ال الصدر

                              تعليق

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                              يعمل...
                              X