بسمه تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين

وعلى ابى الفضل العباس وعلى الحوراء زينب عليهم افضل السلام

أنا قتيل العبرة

بمناسبة قدوم ذكرى استشهاد الحسين اكتب هذا الموضوع

اخوانى واخواتى

جرب أن تجلس في حجرة وتطفأ السراج. أطفأ الضوء، ثم أذكر أسماء الخمسة أصحاب الكساء واحداً، واحداً...

أبدأ بذكر أسماءهم تدرك الحقيقة التالية:

وهي حينما تقول: يا محمد... يا محمد...يا محمد... وتسترسل بذكر النبي تشعر بانشراح في صدرك، وسعادة تتدفق في داخلك.. ونفس الشيء عندما تذكر الزهراء فاطمة وتناديها باسمها: يا فاطمة... يا فاطمة... يا فاطمة... وتستمر بذكر اسمها الطاهر ، تشعر بموجة من الارتياح تجري في أعماقك.

وما يقال في النبي والزهراء، يقال ايضاً في الإمام علي وولدها الحسن الزكي، فحين تقول: يا علي... يا علي... يا علي... وتستمر في الاسترسال بذكر الإمام علي، تشعر باحساس عميق أنك في قمة السعادة، بل تشعر وكأن أمواج الانشراح، والانفراج تستولي على نفسك ومشاعرك... والإمام الحسن كذلك، فما تكاد تذكره، وتناديه حتى تلمس انفراجاً لذيذاً يدغدغ نفسك، ويشرح صدرك...

ولكن جرب- ولو لمرة واحدة- وأنت جالس في حجرتك تحت ضوء خافت.. أقول: جرب أن تذكر الحسين فتقول: يا حسين... يا حسين... يا حسين... لتجد أنك لا تستطيع أن تقول : أكثر من ثلاث أو أربع مرات وفي المرة الرابعة ما تكاد تقول: يا حسين، حتى تفيض عيونك بالدموع.. بل أكثر من ذلك، في المرة الأولى حينما تنادي يا حسين تأخذك موجة من الحزن، لا تنتهي إلا بالبكاء عليه.. يقول النبي الكريم محمد بن عبدالله(صلوات الله و سلامه عليه وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين)، يقول:

((إن لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تنطفأ إلى يوم القيامة))

ويقو ل الإمام الحسين: (( أنا قتيل العبرة ما ذكرت عند مؤمن ولا مؤمنة إلا وبكيا...))

إن في البكاء على الحسين سراً عظيماً من أسرار عظمة الإسلام، وعظمة الحق، وعظمة أهل البيت صلوات الله عليهم أجمعين فمن أدركه أي أدرك هذا السر العظيم في البكاء على الحسين فقد أدرك حقيقة الإسلام، وحقيقة الإيمان والتوحيد.

ومن هنا صار ثمن هذه الدمعة جنة عرضها السماوات والأرض، على رغم أنوف الذين لا يفقهون، ولا يعرفون حقيقة هذا البطل العظيم سيد شباب أهل الجنة الإمام أبي عبدالله الحسين...