آية الله السيستاني
دفع شيعة العراق إلى تولي السلطة السياسية للمرة الأولى
منذ الاستقلال
بغداد ـ أ.ف.ب: قاد المرجع الشيعي آية الله العظمى علي السيستاني، ابرز المرجعيات الدينية، الشيعة الى السلطة السياسية في العراق للمرة الأولى منذ الاستقلال، وللمرة الأولى في بلد عربي بعد الخلافة الفاطمية في مصر في القرن العاشر الميلادي. ودفع «السيد» كما يسميه أتباعه بعزيمة ثابتة ومن دون كلل منذ سقوط نظام صدام حسين في ابريل (نيسان) 2003، الغالبية الشيعية في العراق الى تسلم مقاليد البلاد عن طريق الانتخابات العامة التي كان من اشد المطالبين والمتحمسين لها.
وقد حقق السيستاني هدفه أمس بفوز اللائحة التي يدعمها، الائتلاف العراقي الموحد، بزعامة عبد العزيز الحكيم. ولهذه الغاية،
وقف «السيد» بقوة في وجه قوات التحالف التي سعت في البداية الى حكم العراق مباشرة او عن طريق مجلس معين، كما وقف في وجه من دعا الى تأجيل الانتخابات من السنة
وفي وجه الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر الذي أراد خوض القتال ضد الأميركيين. يبلغ «السيد» الذي يعتمر العمامة السوداء علامة المتحدرين من نسل النبي، الثالثة والسبعين وهو من مواليد مدينة مشهد المقدسة في إيران. وفي سيرته انه بدأ دراسة القرآن في الخامسة من العمر وتابع دراسته الدينية في مدينة قم الإيرانية قبل ان ينتقل الى النجف عام 1952. درس السيستاني على اكبر المرجعيات الشيعية في حينه أبو القاسم الخوئي، وبعد وفاة الخوئي عام 1992 حظي بإجماع كبير جعل منه المرجعية الأساسية وبات يلقب بآية الله العظمى. في البداية وقف «السيد» الذي يقيم على بعد خطوات من اقدس مقام شيعي، مرقد الإمام علي وسط النجف، في وجه الحاكم المدني الأميركي بول بريمر. وفي يونيو (حزيران) 2003 اصدر فتوى عارض فيها صياغة دستور للبلاد عن طريق مجلس معين من قبل الاحتلال، مشددا على ضرورة إجراء انتخابات قبل صياغة هذا الدستور.
وقال في يناير 2004 «إننا نريد انتخابات شعبية وحرة.. نريد صوتا لكل عراقي لكي يختار من يمثله في المجلس المقبل». ومع بروز ما سمي بظاهرة مقتدى الصدر الزعيم الشيعي الشاب الذي اعلن الحرب على الأميركيين، اعرب السيستاني عن معارضته لشن الحرب على قوات التحالف. وفي ذروة المعارك التي تواجه فيها أنصار مقتدى الصدر مع القوات الاميركية في النجف في أغسطس (آب) 2004 انتقل السيستاني فجأة الى لندن للعلاج وقيل يومها ان المرض قد يكون سياسيا. وقد أمضى «السيد» أسبوعين اثنين في احد مستشفيات العاصمة البريطانية ليعود في وقت كان فيه أتباع مقتدى الصدر محاصرين داخل العتبات المقدسة في النجف.
كانت عودة «السيد» تظاهرة للقوة والشعبية انطلاقا من جنوب العراق
واستطاع ان يعيد الهدوء الى النجف وإقناع الزعيم الشاب بان يسلم سلاحه قبل ان يعود للتأكيد مجددا في 28 أغسطس مع باقي المرجعيات الشيعية التي التقاها في منزله على رفضه قتال الأميركيين. ورفض «السيد» أيضا أي إرجاء للانتخابات كما طلب قسم كبير من السنة. وأعلنت المرجعية الشيعية بلسان محمد حسين الحكيم نجل آية الله العظمى محمد سعيد الحكيم «ان المرجعية ترفض اي إرجاء للانتخابات وهذا امر محسوم»، مشددا على ان المراجع الأربعة وبينهم السيستاني أكدوا ذلك.
ويعتبر السيستاني المرجعية الأبرز بين كل المرجعيات الشيعية، وهو خلافا للعديد من المرجعيات الإيرانية، لا يأخذ «بولاية الفقيه» التي أكد عليها مؤسس الجمهورية الإسلامية في إيران الإمام الخميني. ويشدد السيستاني على ان دور رجل الدين هو ان يكون مرجعا من دون ان يتدخل مباشرة في إدارة الدولة.
الشرق الأوسط
تعليق