عجز عمر في حل المعضلات وخضوعه لعلي( عليه السلام )
نقل جمع من أعلام أهل السنة والجماعه وكبار علمائهم منهم العلامة نور الدين المالكي في كتابه الفصول المهمة / 18 في القسم الثالث من الفصل الأول / ونسب الكلام المرموز إلى رجل مجهول . ولكن العلامة الكنجي الشافعي روى بإسناده في كتاب كفاية الطالب / الباب السابع والخمسون عن حذيفة بن اليمان أنه لقي عمر بن الخطاب فقال له عمر : كيف أصبحت يا ابن اليمان ؟ فقال : كيف تريدني أصبح ؟! أصبحت والله أكره الحق ، وأحب الفتنة ، وأشهد بما لم أره ، وأحفظ غير المخلوق ، وأصلي على غير وضوء ، ولي في الأرض ما ليس لله في السماء . فغضب عمر لقوله وانصرف من فوره وقد أعجله أمر وعزم على أذى حذيفة لقوله ذلك .
فبينا هو في الطريق إذ مر بعلي بن أبي طالب ، فرأى الغضب في وجهه ، فقال : ما أغضبك ياعمر ؟!
فقال : لقيت حذيفة بن اليمان فسألته كيف أصبحت ؟ فقال : أصبحت أكره الحق ، فقال (ع) : صدق يكره الموت وهو حق .
فقال : يقول : وأحب الفتنة ، قال (ع) : صدق ، يحب المال والولد ، وقد قال الله تعالى
أنما أموالكم وأولادكم فتنة)(1) . فقال : يا علي يقول : وأشهد بما لم أره . فقال (ع) صدق ، يشهد الله بالوحدانية والموت والبعث والقيامة والجنة والنار والصراط ولم ير ذلك كله . فقال : يا علي وقد قال : إنني أحفظ غير المخلوق قال (ع) : صدق ، يحفظ كتاب الله تعالى القرآن وهو غير مخلوق ، قال : ويقول : أصلي على غير وضوء . فقال(ع): صدق ، يصلي على ابن عمي رسول الله (ص)على غير وضوء ، وهي جائزة.
فقال : يا أبا الحسن قد قال : أكبر من ذلك ، فقال (ع) : وما هو ؟
قال : قال إن لي في الأرض ما ليس لله في السماء . قال (ع) : صدق ، له زوجة ، وتعالى الله عن الزوجة والولد .
فقال عمر : كاد يهلك ابن الخطاب لولا علي بن أبي طالب .
ثم قال العلامة الكنجي : هذا ثابت عند أهل النقل ذكره غير واحد من أهل السير .
وقد روى العلماء أخبارا كثيرة وقضايا عسيرة من هذا القبيل كانت تحدث في خلافة الشيخين أبي بكر وعمر ، فكانا يعجزان عن حلها وفهمها فكانا يرجعان بها إلى الإمام علي (ع) فيعطيهم الجواب، لا سيما المسائل التي كان يطرحها علماء اليهود والنصارى والماديون ، فكانت معضلات علمية ومشكلات كلامية لم يتمكن أحد من الصحابة ردها والإجابة عليها بالصواب إلا سيد الوصيين وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) ، ولقد روى أكثر أعلام أهل السنة والجماعة وكبار علمائهم في كتبهم بعض تلك القضايا منهم : البخاري ومسلم في الصحيحين ، والنيسابوري في التفسير ، وابن المغازلي في المناقب ، ومحمد بن طلحة العدوي في الباب الرابع من كتابه مطالب السئول ،والحميدي في الجمع بين الصحيحين ، وأحمد بن حنبل في المسند ، وابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة : ص 18 وابن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب / 337 ، طبع حيدر آباد ، وفي الإصابة ج2 / 509 ، طبع مصر، والقاضي روزبهان في إبطال الباطل ، والمحب الطبري في الرياض النضرة : ج2 / 194 ، وابن الأثير الجزري المتوفي سنة 360 هجرية في أسد الغابة : ج4 / 22 ، وابن قتيبة المتوفي سنة 276 هجرية في كتابه تأويل مختلف الحديث : 201 ـ 202 طبع مصر ، وابن عبدالبر القرطبي في الإستيعاب ج2/ 474 و ج3 / 39 ، وابن كثير في تاريخه ج7 / 359 ، والسيوطي في تاريخ الخلفاء : 66 ، والسيد مؤمن الشبلنجي في نور الأبصار : ص 73 ، والعلامة السمهودي في جواهر العقدين ، والحاج أحمد أفندي في هداية المرتاب / 146 و 152 ، والشيخ محمد الصبان في إسعاف الراغبين : ص 152 ، وسبط ابن الجوزي في تذكرة الحواس في الباب السادس ، وابن أبي الحديد في مقدمة شرح نهج البلاغة ، والمولى علي القوشجي في شرح التجريد : ص 407 ، والخوارزمي في المناقب / 48 و 60 ، وابن حجر في الصواعق المحرقة : ص 107 طبع المطبعة الميمنية بمصر ، والعلامة ابن قيم الجوزية في كتاب الطرق الحكمية / 47 و 53 ، تجد في هذه المصادر قضايا عسيرة ومشاكل كثيرة راجع فيها الشيخان أيام خلافتهما ،عليا (ع) وهو حكم فيها ، وخاصة عمر بن الخطاب ، فقد كان يقول عبارته المشهورة بعد كل معضلة حلها الإمام علي (ع) : أعوذ بالله من معضلة ليس فيها أبو الحسن ، ويقول في بعضها الآخر : لولا علي لهلك عمر . وقوله : كاد يهلك ابن الخطاب لولا علي بن أبي طالب .
ولقد تحصل من هذه الأخبار أنهم كانوا يحتاجون إلى الإمام علي (ع) لحل القضايا والحكم فيها ، وكانوا يحتاجون إلى رأيه وقضائه في فصل النزاع والتخاصم ، وبحكم العقل ونظر العقلاء فإن الأعلم مقدم على غيره وهو أحق أن يتبع ، وقال الله سبحانه : ( أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون)(2) ؟
وقال عز وجل : (هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون)(3).
فهل كان من الحق والإنصاف أن يتقدموا على الأعلم والأفضل والأحق وأن يؤخروا من قدمه الله تعالى وفضله على غيره ؟!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهوامـــــــــــــــــــــــــــــــــــــش:
(1) سورة الأنفال ، الآية 28.
(2) سورة يونس ، الآية 35.
(3) سورة الزمر ، الآية 9.
نقل جمع من أعلام أهل السنة والجماعه وكبار علمائهم منهم العلامة نور الدين المالكي في كتابه الفصول المهمة / 18 في القسم الثالث من الفصل الأول / ونسب الكلام المرموز إلى رجل مجهول . ولكن العلامة الكنجي الشافعي روى بإسناده في كتاب كفاية الطالب / الباب السابع والخمسون عن حذيفة بن اليمان أنه لقي عمر بن الخطاب فقال له عمر : كيف أصبحت يا ابن اليمان ؟ فقال : كيف تريدني أصبح ؟! أصبحت والله أكره الحق ، وأحب الفتنة ، وأشهد بما لم أره ، وأحفظ غير المخلوق ، وأصلي على غير وضوء ، ولي في الأرض ما ليس لله في السماء . فغضب عمر لقوله وانصرف من فوره وقد أعجله أمر وعزم على أذى حذيفة لقوله ذلك .
فبينا هو في الطريق إذ مر بعلي بن أبي طالب ، فرأى الغضب في وجهه ، فقال : ما أغضبك ياعمر ؟!
فقال : لقيت حذيفة بن اليمان فسألته كيف أصبحت ؟ فقال : أصبحت أكره الحق ، فقال (ع) : صدق يكره الموت وهو حق .
فقال : يقول : وأحب الفتنة ، قال (ع) : صدق ، يحب المال والولد ، وقد قال الله تعالى

فقال : يا أبا الحسن قد قال : أكبر من ذلك ، فقال (ع) : وما هو ؟
قال : قال إن لي في الأرض ما ليس لله في السماء . قال (ع) : صدق ، له زوجة ، وتعالى الله عن الزوجة والولد .
فقال عمر : كاد يهلك ابن الخطاب لولا علي بن أبي طالب .
ثم قال العلامة الكنجي : هذا ثابت عند أهل النقل ذكره غير واحد من أهل السير .
وقد روى العلماء أخبارا كثيرة وقضايا عسيرة من هذا القبيل كانت تحدث في خلافة الشيخين أبي بكر وعمر ، فكانا يعجزان عن حلها وفهمها فكانا يرجعان بها إلى الإمام علي (ع) فيعطيهم الجواب، لا سيما المسائل التي كان يطرحها علماء اليهود والنصارى والماديون ، فكانت معضلات علمية ومشكلات كلامية لم يتمكن أحد من الصحابة ردها والإجابة عليها بالصواب إلا سيد الوصيين وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) ، ولقد روى أكثر أعلام أهل السنة والجماعة وكبار علمائهم في كتبهم بعض تلك القضايا منهم : البخاري ومسلم في الصحيحين ، والنيسابوري في التفسير ، وابن المغازلي في المناقب ، ومحمد بن طلحة العدوي في الباب الرابع من كتابه مطالب السئول ،والحميدي في الجمع بين الصحيحين ، وأحمد بن حنبل في المسند ، وابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة : ص 18 وابن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب / 337 ، طبع حيدر آباد ، وفي الإصابة ج2 / 509 ، طبع مصر، والقاضي روزبهان في إبطال الباطل ، والمحب الطبري في الرياض النضرة : ج2 / 194 ، وابن الأثير الجزري المتوفي سنة 360 هجرية في أسد الغابة : ج4 / 22 ، وابن قتيبة المتوفي سنة 276 هجرية في كتابه تأويل مختلف الحديث : 201 ـ 202 طبع مصر ، وابن عبدالبر القرطبي في الإستيعاب ج2/ 474 و ج3 / 39 ، وابن كثير في تاريخه ج7 / 359 ، والسيوطي في تاريخ الخلفاء : 66 ، والسيد مؤمن الشبلنجي في نور الأبصار : ص 73 ، والعلامة السمهودي في جواهر العقدين ، والحاج أحمد أفندي في هداية المرتاب / 146 و 152 ، والشيخ محمد الصبان في إسعاف الراغبين : ص 152 ، وسبط ابن الجوزي في تذكرة الحواس في الباب السادس ، وابن أبي الحديد في مقدمة شرح نهج البلاغة ، والمولى علي القوشجي في شرح التجريد : ص 407 ، والخوارزمي في المناقب / 48 و 60 ، وابن حجر في الصواعق المحرقة : ص 107 طبع المطبعة الميمنية بمصر ، والعلامة ابن قيم الجوزية في كتاب الطرق الحكمية / 47 و 53 ، تجد في هذه المصادر قضايا عسيرة ومشاكل كثيرة راجع فيها الشيخان أيام خلافتهما ،عليا (ع) وهو حكم فيها ، وخاصة عمر بن الخطاب ، فقد كان يقول عبارته المشهورة بعد كل معضلة حلها الإمام علي (ع) : أعوذ بالله من معضلة ليس فيها أبو الحسن ، ويقول في بعضها الآخر : لولا علي لهلك عمر . وقوله : كاد يهلك ابن الخطاب لولا علي بن أبي طالب .
ولقد تحصل من هذه الأخبار أنهم كانوا يحتاجون إلى الإمام علي (ع) لحل القضايا والحكم فيها ، وكانوا يحتاجون إلى رأيه وقضائه في فصل النزاع والتخاصم ، وبحكم العقل ونظر العقلاء فإن الأعلم مقدم على غيره وهو أحق أن يتبع ، وقال الله سبحانه : ( أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون)(2) ؟
وقال عز وجل : (هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون)(3).
فهل كان من الحق والإنصاف أن يتقدموا على الأعلم والأفضل والأحق وأن يؤخروا من قدمه الله تعالى وفضله على غيره ؟!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهوامـــــــــــــــــــــــــــــــــــــش:
(1) سورة الأنفال ، الآية 28.
(2) سورة يونس ، الآية 35.
(3) سورة الزمر ، الآية 9.
تعليق