البكاء على الحسين (ع) سنة نبوية:
وأما الحديث الشريف " من بكى على الحسين وجبت له الجنة " ... كلنا نعلم أن رسول الله (ص) بكى على مصائب ولده الحسين (ع) قبل أن تقع ، فأخبر بها أصحابه وهو يبكي ، وقد تواترت بذلك الأخبار المروية عن طرقكم والتي نقرأها في كتب أهل السنة والجماعة .
لقد تواترت الروايات وصرحت الأخبار بأن النبي (ص) بكى على ولده الحسين (ع) في أوان ولادته وأخبر بمقتله ، وتكرر منه البكاء في خواص أصحابه تارة وفي الملأ العام الأخرى ، وحدث عن مصائب الحسين وما يلاقيه من بني أمية الطلقاء ، وإليكم بعض تلك الأخبار التي وصلت إلينا من طرق علماء السنة وأيدها أعلامهم :
1ـ روى الخوارزمي في كتابه " مقتل الحسين (ع) " بسنده عن أسماء بنت عميس خبرا طويلا ... جاء في آخره ، قالت أسماء : فلما كان بعد حول من مولد الحسن ، ولدت [أي فاطمة(ع) ] الحسين فجاءني النبي (ص) فقال : يا أسماء هاتي ابني .
فدفعته إليه في خرقة بيضاء ، فأذن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى ثم وضعه في حجره وبكى !!
قالت أسماء : فقلت فداك أبي وأمي مم بكاؤك ؟!
قال : على ابني هذا !
قلت : إنه ولد الساعة !
قال (ص) : يا أسماء ! تقتلهم الفئة الباغية ، لا أنالهم شفاعتي .
ثم قال (ص) : يا أسماء ! لا تخبري فاطمة بهذا ، فإنها قريبة عهد بولادته .
رواه الحمويني في فرائد السمطين 2/103 ، ورواه ابن عساكر في تتاريخ دمشق ، الحديثين 13 و 14 من ترجمة الإمام (ع) ، ورواه السمهودي في " جواهر العقدين " ورواه آخرون منهم لا مجال لذكرهم .
2ـ روى الحاكم النيسابوري في المستدرك 3/176 في الحديث الأول من فضائل الإمام أبي عبد الله الحسين (ع) ، روى بسنده عن أم الفضل بنت الحارث خبرا جاء في آخره :
فولدت فاطمة الحسين فكان في حجري ، فدخلت يوما على رسول الله (ص) فوضعته في حجره ، ثم حانت مني التفاتة فإذا عينا رسول الله (ص) تهريقان من الدموع .
قالت : فقلت : يا نبي الله ! بأبي أنت وأمي مالك ؟!
قال (ص) : أتاني جبرئيل فأخبرني أن أمتي ستقتل ابني هذا !!
فقلت : هذا ؟!
قال : نعم ، وأتاني بتربة من تربته حمراء !
أقول : ورواه البيهقي أيضا في كتابه دلائل النبوة 6/ 468 ط بيروت ، ورواه ابن كثير في البداية والنهاية 6/230 ، ورواه جمع آخر من أعلام السنة لا مجال لذكر أسمائهم .
3ـ روى ابن سعد في كتابه الطبقات الكبرى 8/45 الحديث رقم 81 من ترجمة الإمام الحسين عليه السلام ، عن عائشة ، قالت : بينا رسول الله (ص) راقد إذ جاء الحسين يحبو إليه فنحيته عنه ، ثم قمت لبعض أمري ، فدنا منه ، فاستيقظ (ص) وهو يبكي !
فقلت : ما يبكيك ؟!
قال (ص) إن جبرئيل أراني التربة التي يقتل عليها الحسين ، فاشتد غضب الله على من يسفك دمه ...
ورواه ابن عساكر أيضا في تاريخ دمشق في الحديث رقم 229 من ترجمة الإمام الحسين (ع) . =
ورواه أيضا ابن حجر في " الصواعق المحرقة " كما حكى عنه القندوزي في أوائل الجزء الثاني من " ينابيع المودة " .
ورواه ابن العديم في كتابه بغية الطلب في تاريخ حلب 7/78 في ترجمة الإمام الحسين (ع) .
ورواه الدار القطني في كتاب العلل 5/83 .
وحديث التربة رواه جمع كثير من أعلام السنة بألفاظ متعددة ، ويبدو أن إتيان جبرئيل بتربة كربلاء للنبي (ص) كان غير مرة ، والأشهر ما روي عن أم سلمة أم المؤمنين رضي الله عنها .
روى عمر بن خضر المعروف بـ " ملاّ" وهو من علماء القرن السادس الهجري ، في كتابه " وسيلة المتعبدين " ـ في أواسط باب معجزات النبي (ص) ـ : وعن أم سلمة قالت : سمعت بكاء النبي (ص) في بيتي فاطلعت ، فإذا الحسين بن علي رضي الله عنهما في حجره أو إلى جنبه وهو يمسح رأسه ويبكي !!
قالت : فقلت : يا رسول الله ! على مَ بكاؤك ؟!
فقال (ص) : إن جبرئيل أخبرني أن ابني هذا يقتل بأرض من العراق يقال لها كربلا .
قالت : ثم ناولني كفا من تراب أحمر وقال : إن هذه تربة الأرض التي يقتل بها ، فمتى صارت دما فاعلمي أنه قد قتل .
قالت أم سلمة : فوضعت التراب في قارورة عندي وكنت أقول : إن يوما تتحولين فيه دما ليوم عظيم .
وروى قريبا من هذا المعنى جماعة كبيرة عن أم سلمة رضي الله عنها منهم :
ابن سعد في طبقاته في حديث رقم 79 من ترجمة الإمام الحسين (ع) في الجزء الثامن والمحب الطبري في ذخائر العقبي 147 .
وأبو بكر بن أبي شيبة في كتاب الفتن من كتاب المصنف 15/14 حديث رقم 19213 .
وابن حجر في كتاب المطالب العالية 4/73 ط. دار المعرفة ـ بيروت .
والطبراني في المعجم الكبير 3/14 ط. بغداد ، ورواه بطريق آخر في صفحة 115 .
وابن عساكر في تاريخه في الحديث رقم 223 من ترجمة الإمام الحسن (ع) بمناسبة .
ورواه المزي في كتاب تهذيب الكمال 6/408 .
ورواه ابن العديم وعمر بن أحمد في كتابه تاريخ حلب 7/56 حديث رقم 88 وما بعده من ترجمة الإمام الحسين (ع) .
ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد 9/192 .
ورواه الحاكم في المستدرك 4/389 في آخر كتاب تعبير الرؤيا ، قال الحاكم ـ وأقره الذهبي ـ: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه .
وراه البيهقي في كتابه دلائل النبوة 6/468 ط. دار الفكر .
ورواه ابن كثير في كتاب البداية والنهاية 3/230 ط. دار الفكر .
ورواه جمع كثير من محدثي العامة وأعلامهم لا مجال لذكر أسماءهم .
وإن بكاء النبي (ص) على مصاب ولده الحسين (ع) قبل أن يقتل أمر ثابت مسجل في المصادر والمسانيد المعتبرة ، غير قابل للإنكار ، ولا ينكره إلا معاند جاحد أو شيطان مارد .
أعاذنا الله من الجهل والعناد . " المترجم "
(55) من البديهي أن البكاء على الحسين (ع) الذي يوجب دخوله الجنة إنما هو البكاء الذي يكون عن شعور ومعرفة بالحسين (ع) وتأييدا لأهدافه المقدسة ، ويكون رمزا وشعارا في نصرة الحق وانتصار المظلوم ، لا مطلق البكاء .
إن الباكي الممدوح عندنا والذي وعده النبي والأئمة من أهل البيت (ع) بالجنة ، هو الباكي الذي جد وجاهد ، ويسعى ويجتهد بكل قدراته وإمكاناته ، لتحقيق أهداف أبي عبد الله الحسين (ع) وتطبيقها ، لأنها ما هي إلا أهداف الله سبحانه وتعالى وغرضه من رسالة محمد (ص) وبعثة الأنبياء (ع) جميعا .
فالبكاء على الحسين (ع) الذي يوجب لصاحبه دخول الجنة ، إنما هو البكاء الذي ينبثق من قلب ممتلئ حقدا على الظالمين ، فيتحول صرخة في وجه الباطل وثورة على الظالم .
هذا النوع من البكاء ـ لا مطلق البكاء ـ يكون استمرارا لحركة الإمام أبي عبد الله السبط الشهيد (ع) واستمرارا لحركة الحوراء زينب وأهل البيت (ع) من كربلاء إلى الشام سبايا .
فكما أن هاتين الحركتين تركتا أثرا عظيما في تحريك الإحساس الديني وإيقاظ الشعور الإنساني في المجتمع الإسلامي ، بحيث أدت إلى ثورات ، وأسقطت عروش الظلم ، وقضت على الظالمين كذلك الأثر في البكاء الذي يكون استمرارا لحركة الإمام الحسين والحوراء زينب (ع) .
فالبكاء على الإمام الحسين (ع) سنة رسول الله (ص) والالتزام بسنة رسول الله (ص) يوجب دخول الجنة ، بشرطها وشروطها .
فكما إن الله تعالى وعد التائبين بالعفو والمغفرة والجنة ولكن مع شرائط ، فلا تقبل توبة كل من قال : أستغفر الله وأتوب إليه إلا أن يرد حقوق الناس إليهم ، ويقضي ما فاته من الفرائض ومن حقوق الله سبحانه ، ويندم على ما ارتكب من المعاصي ، ويعزم على أن لا يعصي .. إلى آخر الشرائط اللازمة المذكورة في الأخبار والروايات .
كذلك : من بكى على الحسين (ع) ـ مع الشرائط ـ وجبت له الجنة ، ومن الشرائط السعي لتحقيق أهداف الحسين (ع) وتطبيقها في نفسه وفي المجتمع ، وإلا فإن المؤرخين ذكروا أن سكينة بنت الحسين (ع) حينما جلست عند نعش أبيها ، تكلمت بكلمات أبكت والله كل عدو وصديق.
وقالوا : إن الحوراء زينب لما خاطبت عمر بن سعد و قالت له : يا بن سعد ! أيقتل أبا عبدالله وأنت تنظر إليه ؟!! ترقرقت دموعه وسالت على لحيته .
فهل ابن سعد والأعداء الذين بكوا يوم عاشوراء ، وجبت لهم الجنة ؟!
لا ، لأن الشرائط ما كانت متوفرة فيهم .
من البديهي أن البكاء على الحسين (ع) الذي يوجب دخوله الجنة إنما هو البكاء الذي يكون عن شعور ومعرفة بالحسين (ع) وتأييدا لأهدافه المقدسة ، ويكون رمزا وشعارا في نصرة الحق وانتصار المظلوم ، لا مطلق البكاء .
إن الباكي الممدوح عندنا والذي وعده النبي والأئمة من أهل البيت (ع) بالجنة ، هو الباكي الذي جد وجاهد ، ويسعى ويجتهد بكل قدراته وإمكاناته ، لتحقيق أهداف أبي عبد الله الحسين (ع) وتطبيقها ، لأنها ما هي إلا أهداف الله سبحانه وتعالى وغرضه من رسالة محمد (ص) وبعثة الأنبياء (ع) جميعا .
فالبكاء على الحسين (ع) الذي يوجب لصاحبه دخول الجنة ، إنما هو البكاء الذي ينبثق من قلب ممتلئ حقدا على الظالمين ، فيتحول صرخة في وجه الباطل وثورة على الظالم .
هذا النوع من البكاء ـ لا مطلق البكاء ـ يكون استمرارا لحركة الإمام أبي عبد الله السبط الشهيد (ع) واستمرارا لحركة الحوراء زينب وأهل البيت (ع) من كربلاء إلى الشام سبايا .
فكما أن هاتين الحركتين تركتا أثرا عظيما في تحريك الإحساس الديني وإيقاظ الشعور الإنساني في المجتمع الإسلامي ، بحيث أدت إلى ثورات ، وأسقطت عروش الظلم ، وقضت على الظالمين كذلك الأثر في البكاء الذي يكون استمرارا لحركة الإمام الحسين والحوراء زينب (ع) .
وأما الحديث الشريف " من بكى على الحسين وجبت له الجنة " ... كلنا نعلم أن رسول الله (ص) بكى على مصائب ولده الحسين (ع) قبل أن تقع ، فأخبر بها أصحابه وهو يبكي ، وقد تواترت بذلك الأخبار المروية عن طرقكم والتي نقرأها في كتب أهل السنة والجماعة .
لقد تواترت الروايات وصرحت الأخبار بأن النبي (ص) بكى على ولده الحسين (ع) في أوان ولادته وأخبر بمقتله ، وتكرر منه البكاء في خواص أصحابه تارة وفي الملأ العام الأخرى ، وحدث عن مصائب الحسين وما يلاقيه من بني أمية الطلقاء ، وإليكم بعض تلك الأخبار التي وصلت إلينا من طرق علماء السنة وأيدها أعلامهم :
1ـ روى الخوارزمي في كتابه " مقتل الحسين (ع) " بسنده عن أسماء بنت عميس خبرا طويلا ... جاء في آخره ، قالت أسماء : فلما كان بعد حول من مولد الحسن ، ولدت [أي فاطمة(ع) ] الحسين فجاءني النبي (ص) فقال : يا أسماء هاتي ابني .
فدفعته إليه في خرقة بيضاء ، فأذن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى ثم وضعه في حجره وبكى !!
قالت أسماء : فقلت فداك أبي وأمي مم بكاؤك ؟!
قال : على ابني هذا !
قلت : إنه ولد الساعة !
قال (ص) : يا أسماء ! تقتلهم الفئة الباغية ، لا أنالهم شفاعتي .
ثم قال (ص) : يا أسماء ! لا تخبري فاطمة بهذا ، فإنها قريبة عهد بولادته .
رواه الحمويني في فرائد السمطين 2/103 ، ورواه ابن عساكر في تتاريخ دمشق ، الحديثين 13 و 14 من ترجمة الإمام (ع) ، ورواه السمهودي في " جواهر العقدين " ورواه آخرون منهم لا مجال لذكرهم .
2ـ روى الحاكم النيسابوري في المستدرك 3/176 في الحديث الأول من فضائل الإمام أبي عبد الله الحسين (ع) ، روى بسنده عن أم الفضل بنت الحارث خبرا جاء في آخره :
فولدت فاطمة الحسين فكان في حجري ، فدخلت يوما على رسول الله (ص) فوضعته في حجره ، ثم حانت مني التفاتة فإذا عينا رسول الله (ص) تهريقان من الدموع .
قالت : فقلت : يا نبي الله ! بأبي أنت وأمي مالك ؟!
قال (ص) : أتاني جبرئيل فأخبرني أن أمتي ستقتل ابني هذا !!
فقلت : هذا ؟!
قال : نعم ، وأتاني بتربة من تربته حمراء !
أقول : ورواه البيهقي أيضا في كتابه دلائل النبوة 6/ 468 ط بيروت ، ورواه ابن كثير في البداية والنهاية 6/230 ، ورواه جمع آخر من أعلام السنة لا مجال لذكر أسمائهم .
3ـ روى ابن سعد في كتابه الطبقات الكبرى 8/45 الحديث رقم 81 من ترجمة الإمام الحسين عليه السلام ، عن عائشة ، قالت : بينا رسول الله (ص) راقد إذ جاء الحسين يحبو إليه فنحيته عنه ، ثم قمت لبعض أمري ، فدنا منه ، فاستيقظ (ص) وهو يبكي !
فقلت : ما يبكيك ؟!
قال (ص) إن جبرئيل أراني التربة التي يقتل عليها الحسين ، فاشتد غضب الله على من يسفك دمه ...
ورواه ابن عساكر أيضا في تاريخ دمشق في الحديث رقم 229 من ترجمة الإمام الحسين (ع) . =
ورواه أيضا ابن حجر في " الصواعق المحرقة " كما حكى عنه القندوزي في أوائل الجزء الثاني من " ينابيع المودة " .
ورواه ابن العديم في كتابه بغية الطلب في تاريخ حلب 7/78 في ترجمة الإمام الحسين (ع) .
ورواه الدار القطني في كتاب العلل 5/83 .
وحديث التربة رواه جمع كثير من أعلام السنة بألفاظ متعددة ، ويبدو أن إتيان جبرئيل بتربة كربلاء للنبي (ص) كان غير مرة ، والأشهر ما روي عن أم سلمة أم المؤمنين رضي الله عنها .
روى عمر بن خضر المعروف بـ " ملاّ" وهو من علماء القرن السادس الهجري ، في كتابه " وسيلة المتعبدين " ـ في أواسط باب معجزات النبي (ص) ـ : وعن أم سلمة قالت : سمعت بكاء النبي (ص) في بيتي فاطلعت ، فإذا الحسين بن علي رضي الله عنهما في حجره أو إلى جنبه وهو يمسح رأسه ويبكي !!
قالت : فقلت : يا رسول الله ! على مَ بكاؤك ؟!
فقال (ص) : إن جبرئيل أخبرني أن ابني هذا يقتل بأرض من العراق يقال لها كربلا .
قالت : ثم ناولني كفا من تراب أحمر وقال : إن هذه تربة الأرض التي يقتل بها ، فمتى صارت دما فاعلمي أنه قد قتل .
قالت أم سلمة : فوضعت التراب في قارورة عندي وكنت أقول : إن يوما تتحولين فيه دما ليوم عظيم .
وروى قريبا من هذا المعنى جماعة كبيرة عن أم سلمة رضي الله عنها منهم :
ابن سعد في طبقاته في حديث رقم 79 من ترجمة الإمام الحسين (ع) في الجزء الثامن والمحب الطبري في ذخائر العقبي 147 .
وأبو بكر بن أبي شيبة في كتاب الفتن من كتاب المصنف 15/14 حديث رقم 19213 .
وابن حجر في كتاب المطالب العالية 4/73 ط. دار المعرفة ـ بيروت .
والطبراني في المعجم الكبير 3/14 ط. بغداد ، ورواه بطريق آخر في صفحة 115 .
وابن عساكر في تاريخه في الحديث رقم 223 من ترجمة الإمام الحسن (ع) بمناسبة .
ورواه المزي في كتاب تهذيب الكمال 6/408 .
ورواه ابن العديم وعمر بن أحمد في كتابه تاريخ حلب 7/56 حديث رقم 88 وما بعده من ترجمة الإمام الحسين (ع) .
ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد 9/192 .
ورواه الحاكم في المستدرك 4/389 في آخر كتاب تعبير الرؤيا ، قال الحاكم ـ وأقره الذهبي ـ: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه .
وراه البيهقي في كتابه دلائل النبوة 6/468 ط. دار الفكر .
ورواه ابن كثير في كتاب البداية والنهاية 3/230 ط. دار الفكر .
ورواه جمع كثير من محدثي العامة وأعلامهم لا مجال لذكر أسماءهم .
وإن بكاء النبي (ص) على مصاب ولده الحسين (ع) قبل أن يقتل أمر ثابت مسجل في المصادر والمسانيد المعتبرة ، غير قابل للإنكار ، ولا ينكره إلا معاند جاحد أو شيطان مارد .
أعاذنا الله من الجهل والعناد . " المترجم "
(55) من البديهي أن البكاء على الحسين (ع) الذي يوجب دخوله الجنة إنما هو البكاء الذي يكون عن شعور ومعرفة بالحسين (ع) وتأييدا لأهدافه المقدسة ، ويكون رمزا وشعارا في نصرة الحق وانتصار المظلوم ، لا مطلق البكاء .
إن الباكي الممدوح عندنا والذي وعده النبي والأئمة من أهل البيت (ع) بالجنة ، هو الباكي الذي جد وجاهد ، ويسعى ويجتهد بكل قدراته وإمكاناته ، لتحقيق أهداف أبي عبد الله الحسين (ع) وتطبيقها ، لأنها ما هي إلا أهداف الله سبحانه وتعالى وغرضه من رسالة محمد (ص) وبعثة الأنبياء (ع) جميعا .
فالبكاء على الحسين (ع) الذي يوجب لصاحبه دخول الجنة ، إنما هو البكاء الذي ينبثق من قلب ممتلئ حقدا على الظالمين ، فيتحول صرخة في وجه الباطل وثورة على الظالم .
هذا النوع من البكاء ـ لا مطلق البكاء ـ يكون استمرارا لحركة الإمام أبي عبد الله السبط الشهيد (ع) واستمرارا لحركة الحوراء زينب وأهل البيت (ع) من كربلاء إلى الشام سبايا .
فكما أن هاتين الحركتين تركتا أثرا عظيما في تحريك الإحساس الديني وإيقاظ الشعور الإنساني في المجتمع الإسلامي ، بحيث أدت إلى ثورات ، وأسقطت عروش الظلم ، وقضت على الظالمين كذلك الأثر في البكاء الذي يكون استمرارا لحركة الإمام الحسين والحوراء زينب (ع) .
فالبكاء على الإمام الحسين (ع) سنة رسول الله (ص) والالتزام بسنة رسول الله (ص) يوجب دخول الجنة ، بشرطها وشروطها .
فكما إن الله تعالى وعد التائبين بالعفو والمغفرة والجنة ولكن مع شرائط ، فلا تقبل توبة كل من قال : أستغفر الله وأتوب إليه إلا أن يرد حقوق الناس إليهم ، ويقضي ما فاته من الفرائض ومن حقوق الله سبحانه ، ويندم على ما ارتكب من المعاصي ، ويعزم على أن لا يعصي .. إلى آخر الشرائط اللازمة المذكورة في الأخبار والروايات .
كذلك : من بكى على الحسين (ع) ـ مع الشرائط ـ وجبت له الجنة ، ومن الشرائط السعي لتحقيق أهداف الحسين (ع) وتطبيقها في نفسه وفي المجتمع ، وإلا فإن المؤرخين ذكروا أن سكينة بنت الحسين (ع) حينما جلست عند نعش أبيها ، تكلمت بكلمات أبكت والله كل عدو وصديق.
وقالوا : إن الحوراء زينب لما خاطبت عمر بن سعد و قالت له : يا بن سعد ! أيقتل أبا عبدالله وأنت تنظر إليه ؟!! ترقرقت دموعه وسالت على لحيته .
فهل ابن سعد والأعداء الذين بكوا يوم عاشوراء ، وجبت لهم الجنة ؟!
لا ، لأن الشرائط ما كانت متوفرة فيهم .
من البديهي أن البكاء على الحسين (ع) الذي يوجب دخوله الجنة إنما هو البكاء الذي يكون عن شعور ومعرفة بالحسين (ع) وتأييدا لأهدافه المقدسة ، ويكون رمزا وشعارا في نصرة الحق وانتصار المظلوم ، لا مطلق البكاء .
إن الباكي الممدوح عندنا والذي وعده النبي والأئمة من أهل البيت (ع) بالجنة ، هو الباكي الذي جد وجاهد ، ويسعى ويجتهد بكل قدراته وإمكاناته ، لتحقيق أهداف أبي عبد الله الحسين (ع) وتطبيقها ، لأنها ما هي إلا أهداف الله سبحانه وتعالى وغرضه من رسالة محمد (ص) وبعثة الأنبياء (ع) جميعا .
فالبكاء على الحسين (ع) الذي يوجب لصاحبه دخول الجنة ، إنما هو البكاء الذي ينبثق من قلب ممتلئ حقدا على الظالمين ، فيتحول صرخة في وجه الباطل وثورة على الظالم .
هذا النوع من البكاء ـ لا مطلق البكاء ـ يكون استمرارا لحركة الإمام أبي عبد الله السبط الشهيد (ع) واستمرارا لحركة الحوراء زينب وأهل البيت (ع) من كربلاء إلى الشام سبايا .
فكما أن هاتين الحركتين تركتا أثرا عظيما في تحريك الإحساس الديني وإيقاظ الشعور الإنساني في المجتمع الإسلامي ، بحيث أدت إلى ثورات ، وأسقطت عروش الظلم ، وقضت على الظالمين كذلك الأثر في البكاء الذي يكون استمرارا لحركة الإمام الحسين والحوراء زينب (ع) .
تعليق