الإندبندنت: أمريكا تسعى لتكميم صوت قناة 'الجزيرة'
الثلاثاء 6 محرم 1426هـ - 15فبراير 2005 م
[SIZE=20px] كشفت صحيفة بريطانية عن اتهامات موجهة إلى الولايات المتحدة الأمريكية بالسعي إلى تكميم قناة الجزيرة الفضائية، التي تثير تغطيتها الإعلامية لغزو العراق وحرب الرئيس الأمريكي جورج بوش ضد 'الإرهاب'، غضب الأمريكيين.
ونقلت صحيفة 'الإندبندنت' الصادرة اليوم الثلاثاء عن تقارير أمريكية وخليجية أن الحكومة القطرية ـ التي تملك قناة الجزيرة منذ تأسيسها عام 1996 ـ أمرت بتسريع خطط خصخصة المحطة الفضائية، الأمر الذي يثير مخاوف موظفي الجزيرة من أن يؤدي ذلك إلى تحجيم حريتهم الصحفية.
إلا أن مسؤولين أمريكيين رفضوا الاتهامات بشأن تدخل الولايات المتحدة فيما لا يعنيها.
ولم تستبعد الصحيفة ممارسة إدارة بوش لضغوط على الحكومة القطرية، قائلة: إن مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى، بينهم نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد ينتقدون 'الجزيرة' بشدة بزعم تحيزها وبث تقارير تحرض على زيادة العداء للأمريكيين في العالم العربي.
وأوضحت أن عرض المحطة الفضائية للضحايا العراقيين المدنيين والدمار الذي أحدثته قوات الاحتلال الأمريكية في العراق، هو الذي يثير غضب واشنطن من الجزيرة، بالإضافة إلى بثها تسجيلات صوتية وشرائط فيديو لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن ومساعديه.
يشار إلى أن الحكومة العراقية المؤقتة التي نصبتها الولايات المتحدة أغلقت مكاتب الجزيرة في بغداد، بالإضافة إلى عدد آخر من الحكومات العربية.
وتشكل ملكية الحكومة القطرية للقناة أحد الأسباب التي تقف وراء توتر العلاقات الدبلوماسية بين أمريكا وقطر حليفتها التقليدية في الخليج.
وكانت صحيفة 'نيو يورك تايمز' الأمريكية قد نقلت الشهر الماضي عن أحد كبار المسؤولين القطريين قوله: نتعرض لضغط شديد، لذلك فإن الحكومة القطرية ستعجل بخطط عرض قناة الجزيرة للبيع.
واكتسبت قناة الجزيرة التي يتراوح عدد مشاهديها ما بين 30 مليون إلى 50 مليون شعبية كبيرة في العالم العربي، إلا أن هذا العدد الكبير لا ينعكس في صورة ربحية، حيث تعتمد الجزيرة على تمويل سنوي من الحكومة القطرية يبلغ 100 مليون دولار.
ورأت 'الإندبندنت' أنه إذا بدأت خصخصة قناة الجزيرة، فإنه من المحتمل أن تطرح القناة للبيع في البورصة القطرية، التي أغلب المتعاملين فيها من مواطني الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي، مما قد يسمح للمملكة السعودية، التي تعد أكبر ممول لوسائل الإعلام في المنطقة، بالحصول على الحصة الأكبر في الجزيرة، التي تتعرض لانتقادات المملكة أيضًا بسبب تغطيتها المعادية للنظام السعودي.
وأكدت أن المحاولات الأمريكية لإسكات صوت الجزيرة قد يناقض إعلان الولايات المتحدة عن الدفاع عن حرية الكلمة والرأي ونشر الديمقراطية في العالم العربي < يذكر أن الضغوط التي تتعرض لها القناة قد أثرت في مستوى تغطياتها لأحداث هامه من أهمها أحداث العراق وعمليات المقاومة العراقية التي تكاد القناة ألا تعلن إلا عن النذر اليسير منها استجابة للضغوط الأمريكية واليهودي..[/size]
تعليق