السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آل بيته الطيبّين الطاهرين ، واللعن الدائم والمؤبدّ على أعداءهم أعداء الأنسانية والبشرية من الآن وكلّ آن حتى قيام يوم الدين..
ندعوكم لقراءة مختصر خطبة الجمعة لسماحة الشيخ جلال الدين الصغير –دام ظله- بتاريخ 11-2-2005
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آل بيته الطيبّين الطاهرين ، واللعن الدائم والمؤبدّ على أعداءهم أعداء الأنسانية والبشرية من الآن وكلّ آن حتى قيام يوم الدين..
ندعوكم لقراءة مختصر خطبة الجمعة لسماحة الشيخ جلال الدين الصغير –دام ظله- بتاريخ 11-2-2005
بعد الحمد لله تعالى والثناء عليه والصلاة على رسوله وآله الطاهرين، توجه سماحة الشيخ الصغير بالتعزية الى جميع المؤمنين والمؤمنات بذكرى استشهاد ابو الأحرار ابي عبد الله الحسين (عليه السلام) سائلاً المولى عزوجل ان لايحرم الجميع من توفيق البر بالحسين(ع) وان يرزق الجميع كرامة الوجاهة عند الحسين(ع).
ثم اردف بالقول :
(هلّ شهر محرم ، ومع إهلالة إعتدنا ان ندخل في موسم الأحزان، في موسم ربما يحار بعضنا كيف يواسي الحسين(ع) وكيف يبرز حزنه على ابي عبد الله الحسين وتحتلف التوجهات وتتباين الأساليب وتتفاوت المواقف ولكن لو فتشنا في قلوب هؤلاء جميعاً لوجدتهم حائرون في كيفية البر بالحسين(ع) وهنا ثمة أسئلة كثيرة، حينما تجابهنا عاشوراء وتوضع أمامنا عرصات كربلاء لابد من تساؤلات، تارةً تتعلق في تحليل الأسباب التي أدت الى أن يقتل مثل الحسين، ولمّا يزل قبر جده (ص) خضراً بعد، ولماذا تضع مأساة كربلاء بكل ماحوت من أحقاد ابرزت ومن ضغائن كُشفت ومن غّلٍٍ افتضح أصحابه لابد للأنسان ان يتسائل، ماهي تلك العوامل التي أدت بأن تكافئ هذه الأمة نبيها بعد قرابة النصف قرن من وفاته (ص) بهذه الطريقة التي وجدنا فيها الحسين(ع) مبضع الأعضاء، مهشم الأشلاء سليب العدا، غريب، عطشان، بكل ماحوته صورة كربلاء ومن مأساةٍ ومن محنة جُرّت على بيت النبي(ص) وثمة تساؤلات أخرى يفترض بالأنسان المؤمن ان يسائل بها نفسه في طبيعة التكليف العملي تجاه ماجرى في كربلاء،
حينما طَرَحتُ التساؤل الأول لم أشأ ان اقف عند العوامل المباشرة التي أدت الى أن يقتل الحسين بتلك الصورة، وإنما حاولت ان استفسر عن الأسباب الحقيقية التي أدت نشوء هذه العوامل، فقد اعتدنا ان نقرأ في كتب الكتّاب عن أن تسلط الأمويين وأحقادهم كانت هي أحدى العوامل الأساسية التي أدت بأبن بنت رسول الله(ص) وأعتدنا أيضاً ان نقرأ في صفحة التحاليل أن الأمة لو لم تتهاون في نصرة الحسين(ع) فأنه لم يقتل، ولكن أحببت أن ابحث فيما هو أعمق من ذلك.. تساءلت أولاً من الذي اوصل لقطاء بني أمية وملعونيهم الى هذا المقام بحيث أنهم أجترأوا على رسول الله بكل هذه الجرأة التي رأيناها في كربلاء ؟ ماهي الأسباب التي أدت الى أن يتسلط هؤلاء وأن يتواجدوا على منابرٍ طالما تحدث عنها الرسول(ص) حينما قال بأنه رأى قردة تنزوا على منبره(ص)، والمسلمون يسمعون وقد سمّى هؤلاء القردة في مناسبات عديدة، لكننا لانريد ان يكون سُذَجاً لكي نقول ان الطاغية يزيد بن معاوية كان هو السبب الأول والأخير في قتل الحسين (ع)، من الذي اوصل شارباً للخمر ، زانياً ، فاجراً، الى ان يكون أميراً للمؤمنين ؟ وأي أمةٍ يمكن لها ان تقبل أمرةً لفاسقٍ على مؤمن ؟ وأي تشويه في العقول أودى الى أن يتسرب الأنحراف الى هذه الدرجة بالشكل الذي يحدثهم الرسول (ص) ((لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)) وهم يؤمرون العاصي والفاسق والملعون من قبل رسول الله(ص) ويجعلونه اميراً عليهم وياتمون بصلاته، اي امة هذه التي يمكن ان ترسم لنا هذه الصورة ؟؟ ولو شئنا ان نستزيد في البحث عن الأسباب لقلنا بأن الرسول (ص) ضحّى بكل الذي ضحّى به وقاتل كل القتال الذي قاتل به، قرب البعيد فاضحى (سلمان منّا اهل البيت) وأبعد القريب فأضحى (تبّت يدا أبي لهب وتب) ، عرضت عليه الدنيا فلم يقبل بها وقاتل اهل الشرك واهل البغي وأهل الكتاب وعاش حياةً في غاية الصعوبة، فيا ترى ان قتاله وجهده وعمله من اجل ان ياتي بعد خمسين عاماً من ابن بنته (ص)، وثم ليكون الوعي يسير بأتجاه التزيين المستمر حتى وجدنا ان ملعون وفاسق كأبن تيمية لكي يتحدث بأن (الحسين إنما قتل بسيف جدّه !!) بل لنجد النواصب القتلة وهم يتحدثون عن شرعة وامرة المؤمنين بيدي يزيد ابن معاوية في يومنا هذا..
هذه مؤشرات ايها الأحبة نضعها بيد من يريد يسبر الحقيقة وان يصل الى جوهر الأسباب التي أدت ان تضل الأمة فتتحول الى قاتلة لبعضها وتتحول الى مزق بين الأمم واشتات تتناثر في كل مكان بعد ان قال لها الرسول (ص) في غير موضع وفي غير مكان، مراراً وتكراراً بأنها ((لو تمسكت بقضية لن تضل بعده ابداً)) وهاهي الأمة، خمسون عاماً لم يمر على وفاة الرسول (ص) حتى وجدنا الحسين(ع) مقتولاً. والأنسان الساذج يستطيع ان يمر على هذه الأحداث مرور الكرام، ان بالنسبة لمن يتعشق الرسول ، لابد أن يسائل رسول الله، يارسول الله قرآنك قال (اليوم يئس الذين كفروا من دينكم)).
ولم يمض الى نصف قرن حتى قتل سبطك الحسين وحتى سيّرت بناتك سبايا في شوارع أمةٍ تدعي إنها مؤمنة بك !! فهذا السؤال يفترض ان يوجه بشدة لرسول الله(ص) حتى نتعرف على الحقيقة، والرسول (ص) تحدّث مراراً وتكراراً ((لن تضلّوا من بعدي أبداً)) "فما عدى مما بدى" ولما تحققت مثل هذه الصورة ؟ على الجميع ان يسألوا انفسهم، فقد يستطيع المرء ان بالمسؤولية على صنفٍ من الناس ولكنه لن يستطيع ان يكتشف الحقيقة لو أنه إكتفى بهذا المقدار، فعليه ان يكون شجاعاً في جلد هذا التأريخ وفي تعريته لكي يرى الصورة الحقيقية التي آلت ببيت رسول الله(ص) لكي يتحولوا الى سبايا يسيرون من مدينة الى أخرى ويقادون من قصر لقصر آخر كسبايا الروم والديلم.
هذا أمر أول، والأمر الأخر جرت أحداث كربلاء ولا نستطيع ان نعيد التاريخ كما لانستطيع ان نعيد صياغة الأحداث التاريخية فصفحة كربلاء ختمت وأسدل الستار على ماحصل فيها، وهنا يتسائل البعض لماذا إذن تتكرر دعواتكم في إبقاء ذاكرة كربلاء في قلب كل مؤمن وكل إنسان ؟ حتى ان بعض من الناس ربما بسذاجة وأخرى بخباثة قد يتسائل بأن الحسين ذهب الى الجنة فلماذا تبكون عليه؟ أو أن كربلاء قد أنتهت فلماذا تريدون تثيروا الشجون مرة أخرى ؟ وحينما أريد أن اعثر على جواب، سأضع أمامي لوحة كبرى أسمها طبيعة إهتمام أهل البيت(ع) بقضية الحسين بحيث أنهم لم يهتموا بقضية مثلها، تجد أن واحدهم لو دخل عليه شهر محرّم انقلبت أيامه الى أمرٍ آخر، حيث اتشح بسواد ظاهر ولكن عقله وقلبه وعينه تحدثك عن أسىً وحزن عميق على ماجرى في كربلاء ، تجدهم يستغلون كل قضية من اجل ان يذكروا الناس بكربلاء ، تارةً تجد الأمام الباقر والصادق(ع) وهو يستأجر الشعراء لكي ينعوا الحسين في مِنى، واذا ماصدح شاعر بشعرهِ من اجل الحسين جاءه امام اخر ليقول له (لاتقرأ كما يقرأ الشعراء وإنما نُح على الحسين)) حتى اذا ماناح على الحسين لم تجد بيت من بيوت آل محمد(ص) الا داعية تنادي (واحسيناه)، تجدهم يستغلون حتى الأمور البسيطة ليتذكروا عظيم ماجرى على الحسين(ع)، تارةً تدخل الى سوق القصّابين فتجد الأمام زين العابدين (ع) واقفاً هناك ينادي ((السلام عليك يابن بنت رسول الله)) فتسأل ما الذي جرى وما الأمر الذي جعل الإمام يسلّم على الحسين في سوق القصابين، وإذا بالخبر يأتيك فيقول بأن الإمام زين العابدين (ع) كان سائراً وإذا به يسمع نداء القصابة الغلام ((ياغلام هل سقيت الكبش ماء)) عند ذلك يثير الإمام قصة مقتل الحسين(ع) باسلوب ولا ابلغ حيث يقول له((أنتم معاشر القصابين لاتذبحون كباشكم حتى تسقونها ماءً) فقال له (بلى يابن رسول الله) عند ذلك يعقد هذه المقارنة عندما يقول ((السلام عليك يا ابا عبد الله لقد ذُبحت عطشاناًً عند شاطيء الفرات)).
وفي قصة أخرى يدخل عليه ثابت ابن دينار (ابو حمزة الثمالي) "رض" وكان خادماً له بابي وأمي فيجده وقد وضع الطعام أمامه وهو حائراً في بكائه وغاصاً في لوعته على الحسين(ع) فيريد أبو حمزة ان يواسيه فيقول: ((يابن رسول الله اما ان لهذا البكاء أن ينتهي، كلما قدمت لك طعاماً او شراباً ، لم تتقدم اليه الا بعبرةٍ ساخنة وإلا بغصةٍ في اعماق الجوانح، فقال له الإمام((يا أبا حمزة ان يعقوب قد فقد أبناً واحداً فابيضت عيناه من الحزن وهو كظيم وأنا رأيت كيف يقتل أبي وأخوتي وأبناء عمومتي واحداً بعد الآخر، فيقول أبو حمزة: يا بن رسول الله إن القتل لكم عادة وكرامتكم من الله الشهادة. فيقول له الإمام : يا ابا حمزة ولكن هل ان من عادتنا أن تسبى حرائرنا وأن تسيّر الحوراء زينب من مكان الى آخر ومن مدينة الى أخرى).
هذه الصورة لايختلف فيها إماماً عن إمام آخر، فالإمام الصادق(ع) حينما احرق الدوانيقي العباسي داره، جلس يبكي وهو يرى من بناته يلذن من غرفةٍ الى أخرى ونساءه يحرن كيف يتخلّصن من النار، فيقول الراوي قلت له: ((يا بن رسول الله دارك تحترق والدار تعمّر فقال له الإمام (ع): والله مابكيت لداري ولكن حينما رايت فرار بناتي من مكان الى آخر تذكرت فرار عماتي من موضع الى آخر في كربلاء))
وصولاً الى تلك الصورة التي يرسمها لنا الإمام المنتظر(عج) في زيارة الناحية وكيف يتحدث بطريقة تريد ان تثير كل الوجدان من اجل الحسين(ع) : ((سابكيك بدل الدموع دماً)) ثم انتهاءً بالأحاديث الكثيرة جداً التي رويت عن أهل البيت(ع) في فضل كل أمر يتعلق بالحسين(ع)..
زيارة الحسين ، ذكر الحسين ، الشعر الحسيني، بأي طريقة يذكر فيها الحسين او تتعلق بالحسين(ع) هناك أحاديث كثيرة وهي تحث الناس بالألتزام بالحسين(ع) ، ابتداءاً من قولهم(ع) ((أن من بكى بمقدار جناح بعوضه على الحسين وجبت له الجنة)) مروراً بقولهم (ع) ((من بكى او تباكى فله الجنة)) وصولاً الى كثرة احاديث تعظم من شأن الذكر للحسين(ع)وإنتهاءاً بقضية ربما يحار الأنسان كيف يحللها حينما يجد أن الأئمة (ع) وهم الحريصون على اعمال مبدأ التقية في شيعتهم يتوقفون في قضية الحسين(ع) فتجد أحاديث كثيرة في فضل زيارة الحسين على خوفٍ وتصوير في غاية الروعة لطبيعة المقام لكل من يتأذى من اجل الحسين(ع) وهذه بمجموعها وأن تحدثت في صورتها الأولى عن مقام أخروي ولكن قطعاً لاتتعلق في المقام الأخروي فقط وإنما تتعلق بطبيعة هدف الأئمة بعنوانهم أئمة، هم حينما تحدثوا بذلك إنما تحدثوا بناءً على مقتضيات أنهم أمناء على الوحي وأنهم معدن الرسالة ولا يتكلمون بكلام الا بمقدار أرتباطه بأهدافهم ورسالتهم، ولذلك لابد من ان نسائل هذه المدرسة الشريفة المقدسة عن طبيعة العلاقة بين إثارة الحزن على التاريخ وبين تحقيق أهدافهم الرسالية ليقولوا لك بأن أمراً ادى الى قتل الحسين ودمعة الحسين هي التي تريد ان تعيد تصحيح هذه الأمور، من قال فيهم رسول الله(ص) "ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً" وضعت دمعة وذاكرة الحسين لكي تؤسس لأرجاع الناس الى ما تسبب الضلال والى اولئك الناس الذين منعوا الرسول (ص) من أن يستمر في تحقيق مشروعه الرسالي، حيث حاولوا ان يغتالوا بل مكر الله بهم حينما اغتالوا الحسين وتصوروا بأنهم سيغتالون بالحسين الرسول الأكرم(ص) واذا بهم يُغتالون هم ويبقى الحسين متوهجاً ليبقى الرسول(ص) نوراً يتلألأ برحمته على العالمين..
لذلك حينما يقول الإمام الحسين(ع) بأنه يريد ان يؤسس للأصلاح في أمة جده تأتي ذاكرة تشحذ همم الأمم من اجل ان تقّوم الأعوجاج الذي حصل من بعد رسول الله (ص) هذا الأعوجاج الذي بسببه رأينا كل ما راينا من بعد ان وعدنا الله سبحانه وتعالى بمائدة من شانها ان تجعل العالم يأكل من فوق رأسه ومن تحت أقدامه..
وإذا بهؤلاء حينما اغتالوا الحسين(ع) وحققوا الأعوجاج الذي حصل، جاء الحسين(ع) وجاءت ذاكرت الحسين من خلال منهج أهل البيت(ع) لكي تعيد الأمور الى نصابها وبحمد الله تعالى يمكن للأنسان ان يراقب بدقة كيف أن هذه الأمة حينما حاول البغي ان يستأصل كل شيء فيها عبر هتاف(اقتلوهم ولاتبقوا لأهل هذا البيت من باقية)) كيف أن هذه الأمة بعد حركات الاستئصال التي طالت كل شيء، تسير الأيام وعزّها يسير معها وتسير الأزمنة ونورها يتلألأ اكثر رغم كل المحن فلا زال بريق أهل البيت (ع) يزداد إشعاعاً ويملأ الدنيا ضياءاً..
لذلك أيها الأحبة أئمة اهل البيت لم يتخاطبوا مع فئة من المجتمع، فقد خاطبوا الأنسانية جمعاء لذلك ادعوكم الى أن لاتحولوا قضية الحسين الى قضية شيعية فقط، فالحسين الذي ابكى الاساقفة وأبكى الكثير من غير المسلمين جدير أن يُحصر بفئة دون أخرى، وهو ملك لكل الأنسانية، نعم من حقنا ان نفخر بأننا اكثر التزاماً بالحسين وقضيته، ولكن نفس هذه القضية لاتتعلق بالشيعة فقط وإنما يجب ان نقدم لكل الناس بعنوانها محوراً أساسياً لتخليص الأنسانية من كل ظلم وجور أحاط بها ولذلك يمكن لك أن تفهم من خطاب الإمام المنتظر(عج) حينما يخاطب العالم بأجمعه بقوله ((ايها العالم أعلموا أن جدي الحسين قتل مظلوماً)) وبذلك لم يكن خطابه للشيعة فقط..
فالحسين (ع) الذي تحررت بسببه كلمات (غاندي) وهو البوذي او الوثني وتحررت معها الكثير من الكلمات التي اعلت منن شأن الحسين(ع) لدى الكثير من غير المسلمين، جدير بأن لانحصره فينا فقط، وما هو أحرى من ذلك ان لاتَدَعوا الحسين حِكراً على المؤمنين فقط فللمؤمن ان يفخر ولكن أفسحوا المجال لجميع فئات الناس لكي يردوا الى مجالسكم ولكي يردوا الى مواقع ذكر الحسين(ع) ليحيّوا ذكر الحسين بأي طريقة شاؤوا .. ولاتحكموا عواطف الناس تجاه الحسين (ع) لأنهم دعوا من قبل أهل البيت(ع) بالقول: ((الجزع كل الجزع مكروه إلا الجزع على الحسين فانه يوجب الجنة))
والحمد لله اولاً وآخراً وصلاته وسلامه على رسوله وآله أبداً..