إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

لماذا قعد علي (ع) ولم يطالبي بحقه والأسباب

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لماذا قعد علي (ع) ولم يطالبي بحقه والأسباب

    لماذا قعد علي عليه السلام ولم يطالب بحقه ؟

    إن عليا (ع) كان متفانيا في الله سبحانه ، فلا يريد شيئا لنفسه و لا يطلب المصالح الشخصية ، بل أثبت في حياته وسلوكه أنه (ع) كان وراء المصالح العامة ، وكان يبتغي مرضات الله تعالى بالحفاظ على الدين ، وإبقاء شريعة سيد المرسلين ، و لا يخفى أن الإسلام في ذلك الوقت كان بعد جديدا ولم ينفذ في قلوب كثير من معتنقيه ، فكانوا مسلمين بألسنتهم ولما يدخل الإيمان في قلوبهم ، لذا كان الإمام علي (ع) يخشى من حرب تقع بين المسلمين إذا جرد السيف لمطالبة حقه بالخلافة التي كانت له لا لغيره ، أو مطالبة فدك لفاطمة الزهراء (ع) أو مطالبة إرثها من أبيها رسول الله (ص) ، الذي منعها أبو بكر بحجة الحديث الذي افتراه على النبي (ص) : " نحن معاشر الأنبياء لا نورث " !

    فسكت علي (ع) وسكن لكي لا تقع حرب داخلية ، لأنه كان يرى في المطالبة بحقه في تلك الظروف الزمنية زوال الدين وإفناء الإسلام لو وقعت حرب بين المسلمين . وقد كان أكثرهم ينتظرون الفرصة حتى يرتدوا إلى الكفر .

    لذلك جاء في روايات أهل البيت والعترة الطاهرة (ع) أن فاطمة الزهراء سلام الله عليها لما رجعت من المسجد بعدما خطبت خطبتها العظيمة وألقت الحجج على خصومها ، خاطبت أبا الحسن (ع) وهو جالس في البيت فقالت : يا بن أبي طالب ... اشتملت شملة الجنين ، و قعدت حجرة الظنين ، نقضت قادمة الأجدل، وخانك ريش الأعزل! هذا ابن أبي قحافة يبتزّني نحلة أبي و بلغة ابني، لقد أجهر في خصامي، و ألفيته الألدّ في كلامي ... الخ .

    فأجابها علي (ع) : نهنهي عن نفسك يا ابنة الصفوة ، و بقية النبوّة، فما ونيت عن ديني، و لا أخطأت مقدوري ، فإن كنت تريدين البُلْغةَ، فرزقك مضمون، و كفيلك مأمون، و ما أعدّ لك أفضل ممّا قطع عنك .

    قالوا : فبينما علي (ع) يكلمها ويهدؤها وإذا بصوت المؤذن ارتفع ، فقال لها علي (ع) : يا بنت رسول الله ! إذا تحبين أن يبقى هذا الصوت مرتفعا ويخلد ذكر أبيك رسول الله (ص) فاحتسبي الله واصبري .

    فقالت : حسبي الله . وأمسكت .

    فضحى علي (ع) بحقه وحق زوجته فاطمة وسكت عن المغتصبين ، حفظا للدين وشريعة سيد المرسلين من الضياع والانهيار .

    أسباب قعود علي (ع)

    نقل ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة : ج1 / 307 ، ط. إحياء الكتب العربية عن المدائني عن عبدالله بن جنادة ، ونقله غير ابن أبي الحديد أيضا ، أنه (ع) خطب في أول إمارته وخلافته بالمدينة المنورة :

    فحمد الله وأثنى عليه ، و ذكر النبي وصلى عليه ثم قال : أما بعد ، فإنه لما قبض الله نبيه (ص) ، قلنا : نحن أهله و ورثته و عترته و أولياؤه دون الناس ، لا ينازعنا سلطانه أحد ، و لا يطمع في حقنا طامع ، إذ انبرى لنا قومنا فغصبونا سلطان نبينا ، فصارت الإمرة لغيرنا و صرنا سوقة ، يطمع فينا الضعيف ، و يتعزز علينا الذليل ، فبكت الأعين منا لذلك ، و خشنت الصدور و جزعت النفوس ، و ايمُ الله لو لا مخافة الفرقة بين المسلمين ، و أن يعود الكفر و يبور الدين ، لكنا على غير ما كنا لهم عليه ... الخ .

    ونقل ابن أبي الحديد أيضا بعد هذه الخطبة في صفحة 308 تحت عنوان : خطبته عند مسيره للبصرة ، قال : و روى الكلبي أنه لما أراد علي (ع) المسير إلى البصرة ، قام فخطب الناس ، فقال بعد أن حمد الله و صلى على رسوله (ص) : إن الله لما قبض نبيه استأثرت علينا قريش بالأمر و دفعتنا عن حق نحن أحق به من الناس كافة ، فرأيت أن الصبر على ذلك أفضل من تفريق كلمة المسلمين و سفك دمائهم ، و الدين يمخض مخض الوطب يفسده أدنى وهن ، و يعكسه أقل خلف ... الخ .

    ولعلي (ع) في نهج البلاغة كتاب إلى أهل مصر ، بعثه مع مالك الأشتر رحمه الله تعالى ، جاء فيه :

    أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ بَعَثَ مُحَمَّداً (ص) نَذِيراً لِلْعَالَمِينَ وَ مُهَيْمِناً عَلَى الْمُرْسَلِينَ ، فَلَمَّا مَضَى (ص) ، تَنَازَعَ الْمُسْلِمُونَ الْأَمْرَ مِنْ بَعْدِهِ ، فَوَاللَّهِ مَا كَانَ يُلْقَى فِي رُوعِي وَ لا يَخْطُرُ بِبَالِي أَنَّ الْعَرَبَ تُزْعِجُ هَذَا الْأَمْرَ مِنْ بَعْدِهِ (ص) عَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ ، وَ لا أَنَّهُمْ مُنَحُّوهُ عَنِّي مِنْ بَعْدِهِ (ص) ، فَمَا رَاعَنِي إِلا انْثِيَالُ النَّاسِ عَلَى فُلانٍ يُبَايِعُونَهُ ، فَأَمْسَكْتُ بِيَدِي حَتَّى رَأَيْتُ رَاجِعَةَ النَّاسِ قَدْ رَجَعَتْ عَنِ الْإِسْلامِ ، يَدْعُونَ إِلَى مَحْقِ دَيْنِ مُحَمَّدٍ (ص) ، فَخَشِيتُ إِنْ لَمْ أَنْصُرِ الإسْلامَ وَ أَهْلَهُ أَنْ أَرَى فِيهِ ثَلْماً أَوْ هَدْماً ، تَكُونُ الْمُصِيبَةُ بِهِ عَلَيَّ أَعْظَمَ مِنْ فَوْتِ وِلايَتِكُمُ الَّتِي إِنَّمَا هِيَ مَتَاعُ أَيَّامٍ قَلائِلَ يَزُولُ مِنْهَا مَا كَانَ ، كَمَا يَزُولُ السَّرَابُ وَ كَمَا يَتَقَشَّعُ السَّحَابُ ، فَنَهَضْتُ فِي تِلْكَ الْأَحْدَاثِ حَتَّى زَاحَ الْبَاطِلُ وَ زَهَقَ وَ اطْمَأَنَّ الدِّينُ وَ تَنَهْنَهَ .

    ونقل ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ج 6 / 94 ، ط. إحياء الكتب العربي تحت عنوان : خطبة الامام علي (ع) بعد مقتل محمد بن أبي بكر ، قال : و روى إبراهيم ـ صاحب كتاب الغارات ـ عن رجاله عن عبد الرحمن بن جندب عن أبيه قال : خطب الامام علي (ع) بعد فتح مصر و قتل محمد بن أبي بكر . فنقل خطبة بليغة ذكر فيها وقائع أليمة وقعت بعد وفاة النبي (ص) ، وذكر بعض ما كتبه لأهل مصر الذي نقلته لكم قبل هذا ، وأشار في خطبته إلى الشورى التي أمر بها عمر بن الخطاب ، وخرج بالنتيجة قائلا :

    فصرفوا الولاية إلى عثمان و أخرجوني منها ... ثم قالوا : هلم فبايع و إلا جاهدناك ، فبايعت مستكرها و صبرت محتسبا ، فقال قائلهم : يا ابن أبي طالب ، إنك على هذا الأمر لحريص ، فقلت : أنتم أحرص مني و أبعد أينا أحرص ؟ أنا الذي طلبت ميراثي و حقي الذي جعلني الله و رسوله أولى به ، أم أنتم إذ تضربون وجهي دونه و تحولون بيني و بينه ! فبهتوا ، و الله لا يهدي القوم الظالمين .

    فيحصل من هذه الكلمات والجملات أنه (ع) قعد عن حقه وسكت ، رعاية لما هو أهم ، إذ أنه كان يعلم بأن المنافقين وأعداء الدين يترصدون ويتربصون ليوقعوا بالمسلمين ويقضوا على الدين ، وإذا كان الإمام علي (ع) يقوم بمطالبة حقه ويجرد الصمصام ، لاغتنم المنافقون واليهود والنصارى الفرصة وقضوا على الإسلام . لذلك صبر وتحمل وسكت على حقه وتنازل .

    بعدما احتج عليهم وأثبت حقه في الأشهر الست التي ما بايع فيها كما في كتب أعلام أهل السنة والجماعة، فكان (ع) يتكلم مع رؤوس المهاجرين والأنصار ويستدل على حقوقه المغصوبة بالآيات البينات والسنن الواضحات والأمور الظاهرات ، فبعد ما بين لهم الحق وأتم عليهم الحجج بايع مكرها لا طائعا فصبر على أمر من العلقم وأحر من الجمر ، كما أشار إلى حاله في الخطبة الشقشقية المروية في نهج البلاغة وهي معروفة قال (ع) :

    أَمَا وَ اللَّهِ لَقَدْ تَقَمَّصَهَا ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ وَ إِنَّهُ لَيَعْلَمُ أَنْ مَحَلِّي مِنْهَا مَحَلُّ الْقُطْبِ مِنَ الرَّحَى يَنْحَدِرُ عَنِّي السَّيْلُ وَلا يَرْقَى إِلَيَّ الطَّيْرُ فَسَدَلْتُ دُونَهَا ثَوْباً وَ طَوَيْتُ عَنْهَا كَشْحاً وَ طَفِقْتُ أَرْتَئِي بَيْنَ أَنْ أَصُولَ بِيَدٍ جَذَّاءَ أَوْ أَصْبِرَ عَلَى طَخْيَةٍ عَمْيَاءَ يَهْرَمُ فِيهَا الْكَبِيرُ وَ يَشِيبُ فِيهَا الصَّغِيرُ وَ يَكْدَحُ فِيهَا مُؤْمِنٌ حَتَّى يَلْقَى رَبَّهُ فَرَأَيْتُ أَنَّ الصَّبْرَ عَلَى هَاتَا أَحْجَى فَصَبَرْتُ وَ فِي الْعَيْنِ قَذًى وَ فِي الْحَلْقِ شَجًا أَرَى تُرَاثِي نَهْباً حتى إذا مضى الأول لسبيله فأدلى بها إلى عمر من بعده ... الخ .

    فهذي هي أسباب قعوده .
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X