إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

رسالة وفاء وولاء إلى الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رسالة وفاء وولاء إلى الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام

    رسالة وفاء وولاء إلى الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام
    مقال الشيخ خليفة بن حمد آل خليفة




    لقد كان استشهادك في محراب الحق درساً للأمة تعلمت فيه أن خلف مرارة الشك برد اليقين ومع زلزال المصيبة سكينة الثبات وروعة الصبر، وبعد مرارة الوداع روعة اللقاء وعقب وحشة الاغتراب الأنس بلقاء الأحباب، وعند محنة الأيام منحة الملك العلام.

    تتقلب الأزمان ويتعاقب الليل والنهار ويأتي رمضان من العام إلى العام محملاً بالذكريات التي تجدد الآمال وتشتت الآلام فرمضان حافل بالأمجاد فهو شهر القرآن والصيام والقيام وشهر الانتصارات فهو شهر بدر والفتح وأجنادين. وحينما أقلّب صفحات تاريخ رمضان أنتقل من صفحة مجد إلى صفحة عز، وبينما أطوي الصفحات إذ بصفحة تعلوها الكآبة وتنزف سطورها كالجرح الدامي فاهتزت لها أركاني وتحركت لها مشاعري وتجددت لها أحزاني. فالصفحة تذرف الدموع حارة وتبكي بحرقة إماماً عظيماً وبطلاً هماماً وعالماً جليلاً امتدت إليه يد الإثم والعدوان فنقلته من حياة الدنيا الفانية إلى حياة الشهداء الباقية. إنه الإمام الورع والعالم العامل سابق المسلمين ربيب الوحي شهيد المحراب الخطيب الذي تهتز الدنيا لكلماته الفقيه الذي تتفجر الحكمة من نفسه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرم الله وجهه. فمن محب للإمام ابن عم رسول الأنام عليه وعلى آله وأصحابه أفضل الصلاة وأتم السلام. من محب لمحمد وآل بيته وأصحابه رسالة وفاء وولاء، رسالة حب وانتماء أرفعها للإمام وأرفعها للأمير الهمام فإليك يا أمير المؤمنين ويا فقيه الأولين إليك يا أبا السبطين ويا زوج البتول إليك يا فارس الإسلام ويا من جمع معاني البطولة من أطرافها إليك أرفع الرسالة مسطرة بالحب والولاء ممزوجة بالعزة والفخار. وحين يختط قلمي كلمات في مقامك يا إمام فلعلها تعجز عن الوفاء بما لك من قدر عظيم ومكانة جليلة في قلوب المسلمين قاطبة. فلقد كنت يا أمير المؤمنين عظيماً في خلقك كاملاً في إيمانك ثابتاً في يقينك فريداً في خصالك. وكانت حياتك يا سيدي تتفجر عظمة وجلالاً رغم ما كان يتقاذفها من أمواج الأسى والهول التي لا يقوى على تحملها إلا أولو العزائم والنهى. ولقد التقت في صفحات حياتك سطور القدر بأضداده فرأيت النصر وجابهت الهزيمة واقتحمت البأساء وتحملت الضراء وجسدت البطولة مثلاً. أبا الحسنين بلغت سجاياك من العظمة العلياء وشمائلك من النبل رحاب السماء أعجزت بلسانك البيان وبسيفك البلاء تتلألأ في صفحات حياتك بطولات وتضحيات وتنداح في أروقتها رحاب ليس لها أبعاد. خلفت رسول الله صلى الله عليه وسلم على مدينته الغراء لتكون منه بمنزلة هارون من موسى وشهد لك الصادق المصدوق شهادة غيب ووحي بأنك قد ظفرت بحب الله وحب رسوله لأنك تحب الله ورسوله. كيف لا وأنت الغصن النضير في البيت الطاهر والينبوع الصافي الذي يجري بأعذب الشمائل في روضات يانعات. أمير المؤمنين نظرت في المناقب فوجدت لك فيها الحظ الأوفر وقلبت الشمائل فرأيت لك فيها النصيب الأعظم ألست يا سيدي من استحق أن يقول: محمد النبي أخي وصهري

    وحمزة سيد الشهداء عمي وجعفر الذي يمسي ويضحي يطير مع الملائكة ابن أمي وبنت محمد سكني وزوجي منوط لحمها بدمي ولحمي فأيكم له سهم كسهمي أليس هذا سهمك يا سيدي ونصيبك من بيت النبوة الطاهر؟ أما نفسك الزكية فلها عند الله خير المنزل والمقام يا من كان لسانك، قوي البرهان واضح البيان إذا تكلمت تفجرت ينابيع الحكمة من صدرك وتدفقت البلاغة على لسانك أعجزت من بعدك في البيان وأتعبته بما امتلكته من زمام الحق والعدل والإحسان. سيدي أبا الحسن لقد اجتمعت لك خلاصة الصفات في الكرم والشجاعة والإقدام فلا ينهض لك أحد في ميدان. وكانت شجاعتك يشرف بها من يصيب بها ومن يصاب ويزيدها تشريفاً أنها ازدادت بأجمل الصفات التي تزيد شجاعة الشجعان الأقوياء. بل كانت مروءتك أندر بين ذوي المروءة من شجاعتك بين الشجعان وكانت المروءة سنتك حتى مع خصومك وتعدلها في النبل والندرة سلامة صدرك من الضغائن والأحقاد. سيدي الإمام عصفت بك المحن فكنت كالجبل في ثباته مهما هاجت به الريح وتقلبت بالأمة الفتن فكنت لها درعاً سابغاً وحصناً منيعاً. خرجت من أعز وأشرف البقاع وفارقت جوار حبيبك على كره ومضض تتجاذبك مرارة الفراق وأمانة أمة كادت الفرقة أن تبيدها وقارب الخلاف أن يستأصلها. وانطلقت تؤم الوحدة وتنشد الألفة لتجمع الكلمة وتوحد الصف. خرجت والشهادة مكتوبة على جبينك وجوار الرفيق الأعلى أمل في فؤادك فكنت في ذلك مثلاً لكل داعية للحق على مر الزمان وقدوة لكل عامل في سبيل وحدة أمته في كل مكان. سيدي أبا تراب حياتك حلوها ومرها عزاء أمة وصبرك وجهادك منهل لدعاة الحق والسلام وثبات جأشك في قوته زاد المتيقن في رحلة الحياة. فأنت يا سيدي في العلم شامة وفي الفقه مرجع وفي الجهاد راية وفي الخلق أسوة وفي الزهد قدوة ولقد كان استشهادك في محراب الحق درساً للأمة تعلمت فيه أن خلف مرارة الشك برد اليقين ومع زلزال المصيبة سكينة الثبات وروعة الصبر وبعد مرارة الوداع روعة اللقاء وعقب وحشة الاغتراب الأنس بلقاء الأحباب وعند محنة الأيام منحة الملك العلام. أمير المؤمنين ستمثل ذكرى استشهادك دوماً عدة للمؤمنين وسيبقى سجل حياتك الحافل زاداً للمخلصين وستظل أقوالك وأعمالك منهاجاً للقاصدين وينبوعاً متفجراً بالحكمة للعالمين. فلك مني يا سيدي كل المحبة والولاء ولك من كل مسلم كل المودة والوفاء متضرعاً إلى المولى في علاه أن يجمعني بك في رحمته تحت لواء سيد الأنام في جنة الفردوس عند الملك القدوس السلام.

  • #2
    يعطيك العافية

    ماجورين

    تعليق


    • #3
      شكرا لمروكم الكريم

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      x

      رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

      صورة التسجيل تحديث الصورة

      اقرأ في منتديات يا حسين

      تقليص

      لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

      يعمل...
      X