إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

ما هو؟؟؟؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ما هو؟؟؟؟

    ما هو حديث الدار ؟؟؟الذي ورد عن الرسول
    ارجوة ممن يعرف ان ذكره لنا واتمنى ان يذكر مصادر السنة قبل مصادر شيعة الرسول الاطهر اذا امكن


    ولكم الاجر والثواب

  • #2
    - منهج في الإنتماء المذهبي - صائب عبد الحميد ص 79


    6 - حديث الدار - أو قصة الانذار - بعد أن نزل قوله تعالى : ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) ( 1 ) دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بني عبد المطلب ، وبعد أن أطعمهم وسقاهم - في قصة يذكر تفصيلها أهل التواريخ - توجه إليهم قائلا :

    " يا بني عبد المطلب ، والله ما أعلم شابا في العرب جاء قومه بأفضل مما قد جئتكم به ، إني جئتكم بخير الدنيا والآخرة ، وقد أمرني الله تعالى أن أدعوكم إليه ، فأيكم يؤازرني على هذا الأمر ، على أن يكون أخي ، ووصيي ، وخليفتي فيكم ؟ " .

    قال علي عليه السلام - والرواية عنه - فأحجم القوم عنها جميعا ، وقلت - وأنا لأحدثهم سنا - : أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه . فأخذ برقبتي ، ثم قال : " إن هذا أخي ، ووصيي ، وخليفتي فيكم ، فاسمعوا له وأطيعوا " . قال : فقام القوم يضحكون ، ويقولون لأبي طالب : قد أ مرك أن تسمع لابنك وتطيع ( 2 ) .


    * ( هامش ) *
    ( 1 ) الشعراء : 214 .
    ( 2 ) تاريخ الطبري 2 : 217 ، الكامل في التاريخ 2 : 62 - 64 ، السيرة الحلبية 1 : 461 ، معالم التنزيل للبغوي 4 : 278 ،
    شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 13 : 210 ، الترجمة من تاريخ ابن عساكر 1 : 100 / 137 و 138 و 139 ،
    شواهد التنزيل 1 : 372 - 373 / 514 و 420 / 580 ، كنز العمال 13 : 131 / 36469 ،
    والمنتخب من كنز العمال بهامش مسند أحمد 5 : 41 - 42 .
    وهو أيضا في حديث ابن عباس في ذكر الخصال العشر وقد تقدم ذكر مصادره في الحديث السابق . ( * )




    - منهج في الإنتماء المذهبي - صائب عبد الحميد ص 80


    وسوف أنقل لك هنا ما كتبه ابن كثير ( 1 ) ليصرف هذا النص الشريف عن مغزاه ، لترى وكيف يتأولون ! فقد ذكر القصة بتفاصيلها - بقصد تكذيبها - إلى أن قال : فقال صلى الله عليه وآله وسلم : " أيكم يؤازرني على هذا الأمر ، على أن يكون

    أخي وكذا وكذا ؟ " . قال علي - عليه السلام - : فأحجم القوم جميعا ، وقلت وإني لأحدثهم سنا ، وأرمصهم عينا ، وأعظمهم بطنا ، وأحمشهم ساقا ، : أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه . فأخذ برقبتي ، فقال : " إن هذا أخي ، وكذا وكذا ،

    فاسمعوا له وأطيعوا " ! ثم قال : ذكروا به عبد الغفار بن القاسم أبو مريم ، وهو كذاب شيعي ، اتهمه علي بن المديني بوضع الحديث ، وضعفه الباقون . ثم يضيف - في الصحفة ذاتها - قائلا : ولكن روى ابن أبي حاتم في تفسيره عن أبيه ، عن

    الحسين بن عيسى بن ميسرة الحارثي ، عن عبد الله بن عبد القدوس ، عن الأعمش ، عن المنهال بن عمرو ، وعن عبد الله بن الحارث ، قال : قال علي : لما نزلت هذه الآية : ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) ( 2 ) قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله

    وسلم : " اصنع لي شاة بصاع من طعام ، وإناء لبن ، وادع لي بني هاشم " . فدعوتهم وإنهم يومئذ لأربعون غير رجل ، أو أربعون ورجل - فذكر القصة إلى قوله - فبدرهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الكلام ، فقال : " أيكم يقضي عني

    ديني ، ويكون خليفتي في أهلي ؟ " . فسكتوا ، وسكت العباس خشية أن يحيط ذلك بماله ، وسكت أنا لسن


    * ( هامش ) *
    ( 1 ) في كتاب البداية والنهاية 3 : 38 - 39 . ( 2 ) الشعراء : 214 . ( * )




    - منهج في الإنتماء المذهبي - صائب عبد الحميد ص 81


    العباس . ثم قالها مرة أخرى ، فسكت العباس فلما رأيت ذلك قلت : أنا ، يا رسول الله . قال : " أنت ؟ ! " . قال : وإني يومئذ لأسوأهم هيئة ، وإني لأعمش العينين ، ضخم البطن ، خمش الساقين .

    ثم قال صاحب المصدر : وروى الإمام أحمد في مسنده من حديث عباد ابن عبد الله الأسدي ، وربيعة بن ناجذ عن علي نحو ما تقدم ، أو كالشاهد عليه . ثم قال : ومعنى قوله في هذا الحديث : " من يقضي عني ديني ، ويكون خليفتي في أهلي " يعني

    إذا مات ، وكأنه صلى الله عليه وآله وسلم خشي إذا قام بإبلاغ الرسالة إلى مشركي العرب أن يقتلوه ، فاستوثق من يقوم
    بعده بما يصلح أهله ، ويقضي عنه ، وقد أمنه الله من ذلك في قوله تعالى : ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك - إلى قوله - والله يعصمك من الناس ) ( 1 ) انتهى .


    فلنتناول هذا الكلام من جميع وجوهه لنعرف أين محله :

    1 - فأما عبد الغفار بن القاسم أبو مريم الذي طعن عليه ، فقد وصفه ابن حجر العسقلاني ، فقال : كان ذا اعتناء بالعلم وبالرجال - قال - وقال شعبة : لم أر أحفظ منه ، وقال ابن عدي : سمعت ابن عقدة يثني على أبي مريم ويطريه وتجاوز

    الحد في مدحه حتى قال : لو ظهر على أبي مريم ما اجتمع الناس إلى شعبة . أما تضعيفهم له فإنما جاء من وصفه بالتشيع ، قال ابن حجر - في ترجمته ذاتها - : قال البخاري : عبد الغفار بن القاسم ليس بالقوي عندهم . حدثنا أحمد بن صالح حدثنا محمد بن مرزوق ، حدثنا الحسين بن الحسن الفزاري ،


    * ( هامش ) *
    ( 1 ) المائدة : 67 . ( * )




    - منهج في الإنتماء المذهبي - صائب عبد الحميد ص 82


    عن عبد الغفار بن القاسم ، عن عدي بن ثابت ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال حدثني بريدة : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " علي مولى من كنت مولاه " ! ! ( 1 ) - فمن هنا جاء طعنهم عليه ( 2 ) .


    2 - وأما قوله : إن الحديث فيه عبد الغفار بن القاسم ، فقد ورد الحديث من طرق أخرى ليس فيها عبد الغفار ، كما في : تاريخ ابن عساكر : قال : أخبرنا أبو البركات عمر بن إبراهيم الزيدي العلوي بالكوفة ، أنبأنا أبو الفرج محمد بن أحمد علان

    الشاهد ، أنبأ محمد بن جعفر بن محمد ابن الحسين ، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن القاسم بن زكريا المحاربي ، أنبأنا عباد بن يعقوب ، أنبأنا عبد الله بن عبد القدوس ، عن الأعمش ، عن المنهال ابن عمرو ، عن عباد بن عبد الله - هو الأسدي الذي

    احتج بروايته - عن علي بن أبي طالب . وفيه ، قال : " أيكم يقضي ديني ، ويكون خليفتي ووصيي من بعدي ؟ " فسكت العباس - الحديث - فقلت : أنا يا رسول الله . فقال : " أنت يا علي ، أنت يا علي " ( 3 ) .

    وكما في تاريخ الطبري : حدثنا زكريا بن يحيى الضرير ، قال : حدثنا عفان بن مسلم ، قال : حدثنا


    * ( هامش ) *
    ( 1 ) أنظر ترجمته في لسان الميزان 4 : 42 / 123 .
    ( 2 ) وليس هذا حظه وحده ، بل هو حظ كثير ممن هم مثله وسوف نتناول هذا الموضوع في فصل لاحق معززا بالشواهد والأدلة .
    ( 3 ) ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق 1 : 99 / 137 . ( * )




    - منهج في الإنتماء المذهبي - صائب عبد الحميد ص 83


    أبو عوانة ، عن عثمان بن المغيرة ، عن أبي صادق ، عن ربيعة بن ناجذ : أن رجلا قال لعلي عليه السلام : يا أمير المؤمنين ، بم ورثت ابن عمك دون عمك ؟ فقال علي : هاؤم - ثلاث مرات ، حتى اشرأب الناس ونشروا آذانهم ، ثم قال - جمع

    رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - أو دعا رسول الله - بني عبد المطلب - الحديث - ثم قال رسول الله : " فأيكم يبايعني على أن يكون أخي وصاحبي ووارثي " فقمت إليه وكنت أصغرهم فقال : " اجلس " . ثم قال ثلاث مرات ، كل ذلك أقوم إليه فيقول لي : " اجلس " حتى كان في الثالثة ، فضرب بيده على يدي - قال - فبذلك ورثت ابن عمي دون عمي ( 1 ) .


    وكما في رواية الحاكم : حدثني ابن فنجويه ، حدثنا موسى بن محمد بن علي بن عبد الله ، حدثنا الحسن بن علي بن شبيب المعمري ، قال حدثنا عباد بن يعقوب ، عن علي بن هاشم ، عن صباح بن يحيى المزني ، عن زكريا بن ميسرة عن أبي إسحاق ، عن البراء ، قال : لما نزلت ( وانذر عشيرتك الأقربين ) . . . الحديث ( 2 ) .

    فهل خفي هذا كله ، وغيره عنه ؟ كلا طبعا ، إلا أنه لم يجد منفذا إليها ، إلا ما صنعه بعضهم على أبي مريم ، فتناوله وطعن فيه ، وأوهم القارئ أن هذه الرواية محصورة في هذا الطريق ! 3 - ثم أين تأويله الذي اتكأ عليه ، من قوله تعالى : ( وانذر عشيرتك


    * ( هامش ) *
    ( 1 ) تاريخ الطبري 2 : 219 ، ورواه بهذا الإسناد : النسائي في الخصائص : 18 ، وأحمد في المسند 1 : 159 وغيرهم أيضا .
    ( 2 ) شواهد التنزيل 1 : 420 / 580 . ( * )




    - منهج في الإنتماء المذهبي - صائب عبد الحميد ص 84


    الأقربين ) ؟ فهل كان أمر الله تعالى له بإنذار عشيرته أن يقضوا عنه دينه ، ويحفظوا له عياله ؟ !

    وهل يستدعي أمر كهذا كل ما فعله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من دعوة أربعين رجلا ثلاث مرات ، وإبلاغهم ، أما كان يكفيه أن يستدعي من يثق به منهم ويطمئن إليه فيوصيه بعياله ، وقضاء دينه ؟

    ثم متى نزل قوله تعالى : ( والله يعصمك من الناس ) أليس في سورة المائدة ، في آخر ما نزل من القرآن ، بينما كانت آية الانذار من أول ما نزل في العهد المكي ؟ !

    أهكذا يدرس كلام الله المجيد ، أم هي الأهواء تفعل بأهلها ما تريد ! ! وإلا فماذا ينكرون من هذا ، ليذهبوا إلى الصناعة والتأويل ؟

    أينكرون قوله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي : " أنت أخي " ؟

    فهل آخى رسول الله بين نفسه وبين أحد من الناس غير علي ؟

    وهل قالها لأحد سواه : " أنت أخي في الدنيا والآخرة " ؟

    تلك حقيقة لم تخف على أحد من المسلمين في عصر من العصور .

    أم أنكروا قوله صلى الله عليه وآله وسلم : " أنت خليفتي " ؟ فمن أنكرها ، أو قيدها هنا ، فهو لا يستطيع شيئا من ذلك في نصوص كثيرة أخرى ، تقدم بعضها ، وسيأتي بعض آخر . ومع هذا ، فإن تقييدها هنا بخلافته في أهله ، أمر غريب لا

    يرتجى حتى من البسطاء الذين يدركون جميعا أن دعوة النبي إنما ابتدأت في مكة التي تسكنها بطون قريش ، وأن الأقربين إلى النبي من بين بطون قريش ، والناس أجمعين هم بنو هاشم ، وقد أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هذا النص القرآني أن ينذرهم جهارا ، ويبلغهم دعوته ، فهم أولى بنصرته ، وهو واضح .


    - منهج في الإنتماء المذهبي - صائب عبد الحميد ص 85


    أم أنهم استنكروا قوله : " ووصيي " ؟

    فإن لهذا الأمر من الشهرة ما لا يمكن لأحد إنكاره ، أو تضعيف شأنه .

    فلقد كان لقب ( الوصي ) واحدا من أشهر ألقاب الإمام علي في صدر الإسلام ، ولشهرته فقد ثبت حتى في معاجم اللغة العربية ، في تعريف كلمة : ( وصي ) .

    ففي لسان العرب ( 1 ) : وقيل لعلي عليه السلام وصي ، ثم استشهد بقول كثير : وصي النبي المصطفى وابن عمه * وفكاك أغلال وقاضي مغارم

    وفي تاج العروس ( 2 ) : والوصي كغني : لقب علي رضي الله عنه . كما انتشر هذا اللقب لعلي عليه السلام في شعر المسلمين الأوائل من جيل الصحابة والتابعين ، وقد أفرد ابن أبي الحديد لذلك فصلا ، بعنوان : ما ورد في وصاية علي من

    الشعر . ( 3 ) قال فيه : ومما رويناه من الشعر المقول في صدر الإسلام ، المتضمن كونه عليه السلام وصي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

    - قول عبد الله بن أبي سفيان بن الحرث بن عبد المطلب :

    ومنا علي ذاك صاحب خيبر * وصاحب بدر يوم سالت كتائبه


    * ( هامش ) *
    ( 1 ) للعلامة ابن منظور ، مادة - وصي - 15 : 394 .
    ( 2 ) لمحمد مرتضى الزبيدي ، مادة - وصي - أيضا 10 : 392 .
    ( 3 ) شرح نهج البلاغة 1 : 143 . ( * )




    - منهج في الإنتماء المذهبي - صائب عبد الحميد ص 86


    وصي النبي المصطفى وابن عمه * فمن ذا يدانيه ومن ذا يقاربه !


    - وقال عبد الرحمن بن الحنبل ( 1 ) :

    لعمري لقد بايعتم ذا حفيظة * على الدين معروف العفاف موفقا
    عليا وصي المصطفى وابن عمه * وأول من صلى ، أخا الدين والتقى



    - وقال أبو الهيثم بن التيهان - وكان بدريا - وذكر أبياتا منها :

    قل للزبير ، وقل لطلحة : إننا * نحن الذين شعارنا الأنصار
    إن الوصي إمامنا وولينا * برح الخفاء وباحت الأسرار



    - وقال رجل من الأزد يوم الجمل :

    هذا علي وهو الوصي * آخاه يوم النجوة النبي
    وقال هذا بعدي الولي * وعاه واع ونسي الشقي


    * ( هامش ) *
    ( 1 ) صحابي استشهد بصفين رضوان الله عليه ، وفي المصدر " عبد الرحمن بن جعيل " والصحيح ما أثبتناه عن أسد الغابة 3 : 288 ، والإصابة 4 : 155 . ( * )




    - منهج في الإنتماء المذهبي - صائب عبد الحميد ص 87


    - وخرج يوم الجمل من بني ضبة ، شاب معلم من عسكر عائشة ، وهو يقول :

    نحن بنو ضبة أعداء علي * ذاك الذي يعرف قدما بالوصي
    وفارس الخيل على عهد النبي * ما أنا عن فضل علي بالعمي
    والفضل ما شهدت به الأعداء .


    - وقال زياد بن لبيد الأنصاري يوم الجمل ، وكان من أصحاب علي عليه السلام :

    كيف ترى الأنصار في يوم الكلب * إنا أناس لا نبالي من عطب
    ولا نبالي بالوصي من غضب * وإنما الأنصار جد لا لعب
    هذا علي وابن عبد المطلب * ننصره اليوم على من قد كذب
    * من يكسب البغي فبئسما اكتسب


    - منهج في الإنتماء المذهبي - صائب عبد الحميد ص 88


    - وقال حجر بن عدي الكندي ، وهو صحابي جليل :

    يا ربنا سلم لنا عليا * سلم لنا المبارك المضيا
    المؤمن الموحد التقيا * لا خطل الرأي ولا غويا
    بل هاديا موفقا مهديا * واحفظه ربي واحفظ النبيا
    فيه فقد كان له وليا * ثم ارتضاه بعده وصيا


    - وقال خزيمة بن ثابت - ذو الشهادتين - وكان بدريا ( في أبيات منها ) :

    فادعها تستجب ، فليس من الخز * رج والأوس - يا علي - جبان
    يا وصي النبي قد أجلت الحر * ب الأعادي وسارت الأضعان


    - وقال خزيمة أيضا في يوم الجمل :

    أعائش خلي عن علي وعيبه * بما فيه إنما أنت والده


    - منهج في الإنتماء المذهبي - صائب عبد الحميد ص 89


    وصي رسول الله من دون أهله * وأنت على ما كان من ذاك شاهده
    وحسبك منه بعض ما تعلمينه * ويكفيك لو لم تعلمي غير واحده


    - وقال زحر بن قيس الجعفي يوم الجمل أيضا :

    أضربكم حتى تقروا لعلي * خير قريش كلها بعد النبي
    من زانه الله وسماه الوصي * إن الولي حافظا ظهر الولي


    - كما الغوي تابع أمر الغوي فهذه عشر وثائق تاريخية في جيل الصحابة ، من بين أربع وعشرين وثيقة ذكرها في هذا الفصل ، ثم قال : والأشعار التي تتضمن هذه اللفظة كثيرة جدا ، ولكنا ذكرنا منها هاهنا بعض ما قيل في هذين الحزبين - أراد :

    الجمل وصفين - ، فأما ما عداهما ، فإنه يجل عن الحصر ، ويعظم عن الإحصاء والعد ، ولو لا خوف الملالة والإضجار ، لذكرنا من ذلك ما يملأ أوراقا كثيرة . انتهى .

    ولقد أتى بهذه الأشعار في معرض حديثه عن خطبة أمير المؤمنين عليه السلام ، التي فيها : " لا يقاس بآل محمد صلى الله وآله من هذه الأمة أحد ، ولا يسوي بهم من جرت نعمتهم عليه أبدا ،


    - منهج في الإنتماء المذهبي - صائب عبد الحميد ص 90


    هم أساس الدين ، وعماد اليقين ، إليهم يفئ الغالي ، وبهم يلحق التالي ، ولهم خصائص حق الولاية ، وفيهم الوصية والوراثة . . " . إذن - بعد هذا كله - هل يرتاب طالب حق منصف ! أم سيغني التأويل ، وصناعة الرواية من الحق شيئا ؟


    إقرأ معي - أخيرا - حديث رسول الله صلى عليه وآله وسلم الذي يرويه الإمام أحمد بإسناده عن أنس بن مالك ، قال : قلنا لسلمان : سل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن وصيه ، فقال له سلمان : يا رسول الله ، من وصيك ؟ قال : " يا سلمان ، من كان وصي موسى ؟ " . قال : يوشع بن نون . قال : " فإن وصيي ، ووارثي ، يقضي ديني ، وينجز موعودي علي بن أبي طالب " ( 1 ) .


    وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : " لكل نبي وصي ووارث ، وإن عليا وصيي ووارثي " ( 2 ) . وقوله مخاطبا ابنته الزهراء : " ووصيي خير الأوصياء ، وهو بعلك " ( 3 ) . فهذه نصوص ثلاثة صريحة ، يشهد بعضها لبعض ، بأن عليا عليه السلام هو وصي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، غير ما تقدم .


    * ( هامش ) *
    ( 1 ) فضائل الصحابة 2 : 615 / 1052 ، وأخرجه أيضا : الهيثمي في مجمع الزوائد 9 : 113 ،
    المحب الطبري في الرياض النضرة 3 : 138 ، وذخائر العقبى : 71 ،
    ( 2 ) ترجمة الإمام علي من تاريخ ابن عساكر 3 : 5 / 1030 و 1031 ، الرياض النضرة 3 : 138 ،
    ذخائر العقبى : 71 ، المناقب للخوارزمي : 42 ، الفردوس 3 : 382 / 5047 ، المناقب لابن المغازلي : 201 / 238 ،
    كفاية الطالب : 260 ، وسيلة المتعبدين ج 5 - ق 2 : 162 .
    ( 3 ) مجمع الزوائد 8 : 253 و 9 : 165 ، ذخائر العقبى : 136 ، المناقب للخوارزمي : 63 ، ابن المغازلي : 101 / 144 ،
    كفاية الطالب : 296 ، منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد 5 : 31 . ( * )
    التعديل الأخير تم بواسطة خادم محمد وآل محمد; الساعة 17-02-2005, 11:44 AM.

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

    صورة التسجيل تحديث الصورة

    اقرأ في منتديات يا حسين

    تقليص

    لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

    يعمل...
    X