نصر الله يدعو للتحلي بالحكمة وعدم توجيه الاتهامات بجريمة الاغتيال:
المقاومة لا تريد جر البلد إلى حرب أو خيارات لا يتحملها بل تمارس الردع
أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله انه في محنة كهذه بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري، <<يجب أن يتحلّى الجميع بالصبر والتريث والهدوء والوعي والحكمة والتعقل حتّى لا نقع في أي فخ>>، وقال: البعض تقودهم تحليلاتهم في اتجاه والبعض تقودهم تحليلاتهم في اتجاه آخر، قد يكون ما حصل قبل أيام فخا كبيرا نصب للبنان وللشعب اللبناني ولسوريا ونصب للأمّة، من يستطيع أن يجزم ويقول الأمر ليس كذلك. كل الإحتمالات قائمة ومفتوحة، يجب أن نبحث ويجب أن نتروّى. في كل الأحوال الإسرائيليون يستفيدون بقوة من هذا المناخ. وشدد على دور المقاومة في حماية لبنان وقال: لا تريد المقاومة جر البلد إلى حرب إقليمية، لا تريد فرض خيارات على البلد لا يحملها البلد ولا يطيقها، تمارس مسؤوليتها بهدوء وحكمة وبانتخاب دقيق للزمان والمكان وتحمي البلد في إطار توازن ردعي، لا تمارس أي سلطة في الداخل وأي أمن في الداخل.
جاء كلام نصر الله في المجلس المركزي الذي يقيمه لمناسبة ذكرى عاشوراء الإمام الحسين وذكرى استشهاد الامين لعام السابق للحزب السيد عباس الموسوي وزوجه وطفله بغارة اسرائيلية، وذكرى استشهاد الشيخ راغب حرب، وألقى كلمة اكد فيها ان <<المواجهة بيننا وبين الصهاينة ومشروعهم قائمة، والإسرائيلي لو كانت لديه خيارات عسكرية لأقدم عليها من دون خطوة الانسحاب المذل>>.
وقال: لقد ذهب الصهاينة للعمل على خيارين: الأمني وليس بجديد والسياسي. الأمني بمحاولة النيل من قيادات المقاومة وكوادها ومعنويات المقاومة فلم يستطيعوا أن يحققوا إنجازات هامة على هذا الصعيد. والسياسي وهو الأهم السعي الصهيوني الدؤوب من أجل محاصرة المقاومة في لبنان ولاحقا المقاومة في فلسطين في كل العالم على المستوى الدولي والإقليمي وحتّى على المستوى المحلي في لبنان، وهذا هو التحدي الأخطر الذي واجهناه في السنوات القليلة الماضية ونواجهه اليوم وفي المرحلة المقبلة.
وأشار الى ان <<المسعى الصهيوني بالدرجة الأولى يهدف إلى إقناع العالم ودولها وحكوماتها والمجتمع الدولي ومؤسسات المجتمع الدولي، بأنّ المقاومة في لبنان التي يشكل حزب الله عنوانها الأبرز هي تنظيم إرهابي ومنظمة إرهابية، ويفكر الصهاينة أنه إذا وفقوا وسلم العالم لهم بذلك، فهذا سيعني حكما حربا دولية وعالمية على المقاومة تحت عنوان الحرب على الإرهاب الدولي وتجفيف مصادر التمويل وإنهاء مصادر الدعم المادي والسياسي والمعنوي وكم الأفواه، سواء كان صوتا للمقاومة أو صوتا مؤيدا لها، الضغط على الدول التي تحمي المقاومة، الضغط على إيران وسوريا، ولكن بالتحديد على الدولة اللبنانية لتصنيفها دولة داعمة للإرهاب.
وأضاف: يريد الصهاينة من اللبنانيين أنفسهم أن يحلوا لإسرائيل مشكلتها في لبنان، ويريدون محليا في فلسطين من الفلسطينيين أنفسهم أن يحلوا لإسرائيل مشكلتها في فلسطين. هذا هو الاتجاه الذي عمل له الإسرائيليون بجد بشخص رئيس وزرائهم ووزير خارجيّتهم وسخروا لها كل المنظمات اليهودية الصهيونية واللوبيات الصهيونية في العالم، وركزوا على هذه النقطة، كل جهد مالي وسياسي وإعلامي ومخابراتي ودراساتي استخدم في هذا الاتجاه.
وعاد بالذاكرة الى احداث تفجيرات 11 ايلول 2001 والاتهامات الاسرائيلية للمقاومة بالقيام بها، ومن ثم اتهام حزب الله بالتنسيق مع <<تنظيم القاعدة>> بعد اعترافه بالتفجيرات، ومن ثم الحديث عن امتدادات خارجية للحزب، لكنه أكد احترام كل الناس الشرفاء للمقاومة بفعل شهدائها وأدائها وتجربتها والتزامها الأخلاقي والوطني والسياسي، ووصولا إلى مرحلة الانتصار وأدائها الإنساني في مرحلة الانتصار وتواضعها في مرحلة الانتصار>>، وقال: نحن نفخر بهذا الاحترام الكبير ولكن لم نحاول أن نوظف هذا الاحترام في أي مكان من العالم العربي أو الإسلامي أو أي مكان آخر في العالم لنوجد امتدادات حزبية أو جسدية لتنظيم حزب الله في لبنان، علما بأنّه عام 2000 كانت هناك أرضية خصبة لنفعل ذلك في داخل فلسطين أو أي مكان من العالم العربي والإسلامي، حيث كان هناك علماء ومفكرون وأساتذة جامعات ورجال ونساء وشباب كلهم مستعدون ليكونوا امتدادا تنظيميا لحزب الله في لبنان، ولكن لم تكن هذه قناعتنا ولم تكن مسؤوليتنا.
وأضاف: نحن بكل تواضع نعرف حدودنا ومسؤولياتنا وإمكانياتنا جيدا، ولا نتعدى هذه الحدود، نحن حركة إسلامية في لبنان نهضت بمشروع المقاومة إلى جانب مقاومين آخرين، وقاتلت الاحتلال وأخذت على عاتقها مقاتلة الاحتلال ومواجهة المشروع الصهيوني في لبنان والمنطقة، وخارج هذه الحدود نحن لم نتحمل أي مسؤولية ولا نستطيع أن نتحمل أي مسؤولية لأنّ الله لا يكلف نفسا إلاّ وسعها. لذلك ليس لنا أي امتداد تنظيمي لا في فلسطين وليس هناك فصيل يتبع لحزب الله، ولا شبكات تنظيمية في فلسطين، وليس لدينا تنظيم ولا شبكات تنظيمية تتبع لنا في العراق ولا في أي مكان في العالم، فضلا عن أن يكون لنا فرع خارجي.
ورأى ان الصهاينة <<استطاعوا أن يقنعوا بعض الدول مثل كندا وأستراليا ومؤخرا هولندا، بأن حزب الله تنظيم إرهابي، وهناك عدد من الدول الأوروبية لم تقتنع حتّى الآن. وقال: مؤخرا في الأسابيع الماضية جاء الصهاينة ليعملوا على القضية الفلسطينية وأن يصوروا أنّ المشكلة الفلسطينية هي في حزب الله، وأصبحت كل المشكلة التي يسلط الإسرائيليون الأضواء عليها في إعلامهم وزياراتهم إلى العالم ويطلبون تدخلاً دولياً وأوروبياً وعربياً لدى حزب الله، لماذا، لأنّ حزب الله يريد تخريب الهدنة في فلسطين أو يضرب الهدوء أو يفشل مساعي السلم في فلسطين.
وأشار الى مسعى اسرائيل لاتهام حزب الله بمحاولة اغتيال الرئيس الفلسطيني محمود عباس(ابو مازن)، وقال: طبعا هذا كذب وافتراء وعدوان ودجل وكلام لا أساس له من الصحة، ولا يجوز أن ينطلي على أحد في فلسطين لا على أبو مازن ولا على أحد من السلطة الفلسطينية ولا على أي عاقل في العالم. وطبعا أنا أرسلت من خلال أصدقاء مشتركين أنّ هؤلاء يريدون إيقاع الفتنة بين حزب الله والفلسطينيين من خلال هذه الكلام، وأقول أكثر من ذلك: إذا أصر الإسرائيليون على توجيه هذا الإتهام فأنا أخاف على أبو مازن من الإسرائيليين أنفسهم وبالتالي عليهم أن يحذروا هناك حيث يأتي الغدر والخداع والشر.
وأضاف: الأمر الآخر أنّ حزب الله يحاول إقناع حماس والجهاد وشهداء الأقصى وبقية الفصائل أن لا تلتزم بمساعي التهدئة القائمة وهذا أمر ليس صحيحاً. وأعيد للتذكير والتأكيد: سياستنا في فلسطين أننا لسنا بديلا عن الحركات والفصائل الفلسطينية، ولسنا بديلا عن الشعب الفلسطيني ولسنا أمامهم ولسنا في عرضهم نحن وراءهم. الشعب الفلسطيني هو الذي يقاتل ويقاوم ويقرر ويضحي ولديه قيادات إسلامية ووطنية شجاعة وحكيمة وصادقة ومسؤولة، ونحن نعرفهم ونشهد لهم بذلك وهم الموجودون في الميدان، وهم المصممون على تحرير أرضهم ولهم كامل الحق. فمن حق الفصائل الفلسطينية والجهاد وحماس وشهداء الأقصى أن يتخذوا الموقف الذي يرونه مناسبا من تصعيد أو تهدئة أو إعطاء فرصة لأبي مازن أو للسلطة أو للمفاوضات أو يفرضوا بعض الشروط فهذا شأنهم، ونحن لسنا فقط على الحياد في هذه المسألة، نحن ندعمهم في ما يقررونه هم.
وأكد نصر الله ان اتهام حزب الله بالعمل في العراق ايضا إنّما هو جزء من الحملة، موضحا ان الحزب لا يتدخل في خيارات العراقيين المتفقين على إنهاء الاحتلال. وقال: هذا هو موقعنا بكل بساطة الذي نقول فيه انّ حزب الله ليس بديلا عن أحد في هذه الأمّة، ليس حزباً بديلاً عن أي حزب، ليس فقط في الأمّة حتّى في لبنان نحن لسنا بديلا عن أي حزب أو عن أي تنظيم أو عن أي جماعة ولم نطرح أنفسنا في أي يوم من الأيام على مستوى الأمة حزبا قائدا، للأمة قيادة ولكن في مكان آخر، ليس حزب الله هو الحزب القائد للأمّة حتّى نطلب منه أن يكون في كل مكان وأن يقول كل شيء وأن يتحمل مسؤولية كل مكان. نحن موجودون في الساحة اللبنانية وهذه هي أرضنا وهذا هو بلدنا نعمل في دائرته ونحمل هموم أمّتنا ونحاول أن نكون إلى جانب أمتنا بما نطيق وبما نستطيع ولكن دون أن نصبح بديلا عن أحد.
وتابع نصر الله: سيلصقون بنا كل تهمة كما فعلوا في 11 أيلول وفي كل مناسبة. لذلك علينا أن نكون حذرين ولا يجوز أن نضلل. والأهم والأخطر الداخل اللبناني، الإسرائيليون يستفيدون من مناخ الانقسام الموجود في البلد، بل المستفيد الأول من أي انقسام وفتنة وضياع للبلد هو إسرائيل وهذا لا يجوز أ يغيب عن أحد.
وتطرق الى الاوضاع بعد جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، فقال: في هذه الأيام العصيبة والصعبة التي افتقدنا فيها الرئيس الشهيد رفيق الحريري وجمعاً من المواطنين، لا شك بأنّ القلوب ملتهبة والعقول ملتهبة، وكما قلت في تلك الليلة، يجب أن نحذر، كل كلمة وكل اتهام وكل موقف وكل إثارة قد تكون لها نتائج خطيرة. في هكذا محنة يجب أن يتحلّى الجميع بالصبر والتريث والهدوء والوعي والحكمة والتعقل حتّى لا نقع في أي فخ، البعض تقودهم تحليلاتهم في اتجاه، والبعض تقودهم تحليلاتهم في اتجاه آخر، قد يكون ما حصل قبل أيام فخاً كبيراً نصب للبنان وللشعب اللبناني ولسوريا ونصب للأمّة، من يستطيع أن يجزم ويقول الأمر ليس كذلك. كل الاحتمالات قائمة ومفتوحة، يجب أن نبحث ويجب أن نتروّى. في كل الأحوال الإسرائيليون يستفيدون بقوة من هذا المناخ ولذلك هم يتحركون أوروبيا ودوليا ليقولوا انّ المقاومة أيضا حولها انقسام وهناك انقسام حول سلاحها، وهنا تأتي المسؤولية الوطنية الكبرى التي تقتضي حماية المقاومة.
وقال: لقاء عين التينة يرى في المقاومة ضمانة وطنية، وبالحد الأدنى بعض الأقطاب في لقاء البريستول يتحدثون عن حماية المقاومة، جيد. المسألة الرئيسية التي يجب أن تكون واضحة ومفهومة ماذا يعني حماية المقاومة وكيف نحمي المقاومة، هل المقصود حماية الأشخاص، أي نحن نحميك ولا نسلمك للمحاكمة ولا نسمح لأحد بقتلك ولا نرفع الغطاء عنك وتبقى في البلد وتمارس العمل السياسي. هل المقصود بحماية المقاومة أن نأتي لشباب المقاومة أو لحزب المقاومة ونحميهم بمعنى أن لا يتعرض لهم كأشخاص، أمّا المقاومة كمقاومة، تشكيلاتها ومجاهدوها وقدراتها وسلاحها وإمكاناتها، الموجودة في الجنوب والموجودة في لبنان والتي تقف في وجه العدوان هذه هي التي يجب أن تلغى وتشطب وهل هذا المقصد من حماية المقاومة.
وأضاف: بتعبير آخر المقصود بحماية المقاومة أن نلغي المقاومة ونحافظ على من كانوا مقاومين كأشخاص، أو المقصود حماية وجود المقاومة ودورها ووظيفتها. استراتيجية المقاومة في لبنان تلتقي مع استراتيجية الدولة: لا تريد جر البلد إلى حرب إقليمية، لا تريد فرض خيارات على البلد لا يحملها البلد ولا يطيقها، تمارس مسؤوليتها بهدوء وحكمة وبانتخاب دقيق للزمان والمكان وتحمي البلد في إطار توازن ردعي، لا تمارس أي سلطة في الداخل وأي أمن في الداخل.
وأكد أهمية ان يحمي الناس المقاومة لحماية الوطن، وقال: إذا كان لبنان والأمة والعزة والكرامة والحرية والأمن والاستقرار يتطلب مني أو من أي أخ من إخواني أن يقدموا دماءهم وأرواحهم شهداء فنحن جاهزون لذلك.
وتابع: ليكن موسمنا هذا موسم حماية المقاومة وحماية الوطن والمقاومة التي تحمي الوطن، لذلك في اليوم العاشر بالرغم من الظروف الأليمة التي تحيط بالبلد، قررنا في بعض الأماكن في بيروت الغربية قررنا أن يُكتفى بالمجالس هناك والإخوة والأخوات يمكنهم أن يأتوا بعد المجالس للمشاركة في الضاحية. أمّا في الضاحية الجنوبية وفي بقية المناطق كما في الأعوام الماضية سوف تنطلق مسيرات يوم العاشر كما في كل عام وسوف نخرج جميعا إلى الشوارع المحددة لنسمع صوتنا للعالم. هناك في واشطن وفي تل أبيب وفي أماكن مختلفة من العالم من يظن بأننا خائفون أو بأن تهويلهم وتهديدهم وإرهابهم قد أصاب قلوبنا ونفوسنا، في اليوم العاشر سوف نخرج كبارا وصغارا رجالا ونساء وجميعنا سوف ننزل إلى الشارع لنسمع العالم صوتنا كما في كل عام بأننا ما زلنا نحفظ الوصية بالصوت وبالحضور الميداني بالشارع وبالمظاهرة وبالبندقية والدم والمال والنفس والولد.
وختم قائلا: يجب أن نخرج يوم العاشر لنقول للعالم كله: نحن أقوى من الخوف وأقوى من الموت وأقوى من الإرهاب والتهديد والفتنة، نحن أقوى من الفتنة التي يريدون إشعالها في لبنان، هذه الفتنة سنواجهها بوعينا وصبرنا كلبنانيين جميعا بالحكمة وبالدموع وحتّى لو احتاجت إلى تضحيات دماء، هذا موعدنا يوم العاشر مع كل القيم التي كنّا أوفياء لها وسنبقى أوفياء لها.
المقاومة لا تريد جر البلد إلى حرب أو خيارات لا يتحملها بل تمارس الردع
أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله انه في محنة كهذه بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري، <<يجب أن يتحلّى الجميع بالصبر والتريث والهدوء والوعي والحكمة والتعقل حتّى لا نقع في أي فخ>>، وقال: البعض تقودهم تحليلاتهم في اتجاه والبعض تقودهم تحليلاتهم في اتجاه آخر، قد يكون ما حصل قبل أيام فخا كبيرا نصب للبنان وللشعب اللبناني ولسوريا ونصب للأمّة، من يستطيع أن يجزم ويقول الأمر ليس كذلك. كل الإحتمالات قائمة ومفتوحة، يجب أن نبحث ويجب أن نتروّى. في كل الأحوال الإسرائيليون يستفيدون بقوة من هذا المناخ. وشدد على دور المقاومة في حماية لبنان وقال: لا تريد المقاومة جر البلد إلى حرب إقليمية، لا تريد فرض خيارات على البلد لا يحملها البلد ولا يطيقها، تمارس مسؤوليتها بهدوء وحكمة وبانتخاب دقيق للزمان والمكان وتحمي البلد في إطار توازن ردعي، لا تمارس أي سلطة في الداخل وأي أمن في الداخل.
جاء كلام نصر الله في المجلس المركزي الذي يقيمه لمناسبة ذكرى عاشوراء الإمام الحسين وذكرى استشهاد الامين لعام السابق للحزب السيد عباس الموسوي وزوجه وطفله بغارة اسرائيلية، وذكرى استشهاد الشيخ راغب حرب، وألقى كلمة اكد فيها ان <<المواجهة بيننا وبين الصهاينة ومشروعهم قائمة، والإسرائيلي لو كانت لديه خيارات عسكرية لأقدم عليها من دون خطوة الانسحاب المذل>>.
وقال: لقد ذهب الصهاينة للعمل على خيارين: الأمني وليس بجديد والسياسي. الأمني بمحاولة النيل من قيادات المقاومة وكوادها ومعنويات المقاومة فلم يستطيعوا أن يحققوا إنجازات هامة على هذا الصعيد. والسياسي وهو الأهم السعي الصهيوني الدؤوب من أجل محاصرة المقاومة في لبنان ولاحقا المقاومة في فلسطين في كل العالم على المستوى الدولي والإقليمي وحتّى على المستوى المحلي في لبنان، وهذا هو التحدي الأخطر الذي واجهناه في السنوات القليلة الماضية ونواجهه اليوم وفي المرحلة المقبلة.
وأشار الى ان <<المسعى الصهيوني بالدرجة الأولى يهدف إلى إقناع العالم ودولها وحكوماتها والمجتمع الدولي ومؤسسات المجتمع الدولي، بأنّ المقاومة في لبنان التي يشكل حزب الله عنوانها الأبرز هي تنظيم إرهابي ومنظمة إرهابية، ويفكر الصهاينة أنه إذا وفقوا وسلم العالم لهم بذلك، فهذا سيعني حكما حربا دولية وعالمية على المقاومة تحت عنوان الحرب على الإرهاب الدولي وتجفيف مصادر التمويل وإنهاء مصادر الدعم المادي والسياسي والمعنوي وكم الأفواه، سواء كان صوتا للمقاومة أو صوتا مؤيدا لها، الضغط على الدول التي تحمي المقاومة، الضغط على إيران وسوريا، ولكن بالتحديد على الدولة اللبنانية لتصنيفها دولة داعمة للإرهاب.
وأضاف: يريد الصهاينة من اللبنانيين أنفسهم أن يحلوا لإسرائيل مشكلتها في لبنان، ويريدون محليا في فلسطين من الفلسطينيين أنفسهم أن يحلوا لإسرائيل مشكلتها في فلسطين. هذا هو الاتجاه الذي عمل له الإسرائيليون بجد بشخص رئيس وزرائهم ووزير خارجيّتهم وسخروا لها كل المنظمات اليهودية الصهيونية واللوبيات الصهيونية في العالم، وركزوا على هذه النقطة، كل جهد مالي وسياسي وإعلامي ومخابراتي ودراساتي استخدم في هذا الاتجاه.
وعاد بالذاكرة الى احداث تفجيرات 11 ايلول 2001 والاتهامات الاسرائيلية للمقاومة بالقيام بها، ومن ثم اتهام حزب الله بالتنسيق مع <<تنظيم القاعدة>> بعد اعترافه بالتفجيرات، ومن ثم الحديث عن امتدادات خارجية للحزب، لكنه أكد احترام كل الناس الشرفاء للمقاومة بفعل شهدائها وأدائها وتجربتها والتزامها الأخلاقي والوطني والسياسي، ووصولا إلى مرحلة الانتصار وأدائها الإنساني في مرحلة الانتصار وتواضعها في مرحلة الانتصار>>، وقال: نحن نفخر بهذا الاحترام الكبير ولكن لم نحاول أن نوظف هذا الاحترام في أي مكان من العالم العربي أو الإسلامي أو أي مكان آخر في العالم لنوجد امتدادات حزبية أو جسدية لتنظيم حزب الله في لبنان، علما بأنّه عام 2000 كانت هناك أرضية خصبة لنفعل ذلك في داخل فلسطين أو أي مكان من العالم العربي والإسلامي، حيث كان هناك علماء ومفكرون وأساتذة جامعات ورجال ونساء وشباب كلهم مستعدون ليكونوا امتدادا تنظيميا لحزب الله في لبنان، ولكن لم تكن هذه قناعتنا ولم تكن مسؤوليتنا.
وأضاف: نحن بكل تواضع نعرف حدودنا ومسؤولياتنا وإمكانياتنا جيدا، ولا نتعدى هذه الحدود، نحن حركة إسلامية في لبنان نهضت بمشروع المقاومة إلى جانب مقاومين آخرين، وقاتلت الاحتلال وأخذت على عاتقها مقاتلة الاحتلال ومواجهة المشروع الصهيوني في لبنان والمنطقة، وخارج هذه الحدود نحن لم نتحمل أي مسؤولية ولا نستطيع أن نتحمل أي مسؤولية لأنّ الله لا يكلف نفسا إلاّ وسعها. لذلك ليس لنا أي امتداد تنظيمي لا في فلسطين وليس هناك فصيل يتبع لحزب الله، ولا شبكات تنظيمية في فلسطين، وليس لدينا تنظيم ولا شبكات تنظيمية تتبع لنا في العراق ولا في أي مكان في العالم، فضلا عن أن يكون لنا فرع خارجي.
ورأى ان الصهاينة <<استطاعوا أن يقنعوا بعض الدول مثل كندا وأستراليا ومؤخرا هولندا، بأن حزب الله تنظيم إرهابي، وهناك عدد من الدول الأوروبية لم تقتنع حتّى الآن. وقال: مؤخرا في الأسابيع الماضية جاء الصهاينة ليعملوا على القضية الفلسطينية وأن يصوروا أنّ المشكلة الفلسطينية هي في حزب الله، وأصبحت كل المشكلة التي يسلط الإسرائيليون الأضواء عليها في إعلامهم وزياراتهم إلى العالم ويطلبون تدخلاً دولياً وأوروبياً وعربياً لدى حزب الله، لماذا، لأنّ حزب الله يريد تخريب الهدنة في فلسطين أو يضرب الهدوء أو يفشل مساعي السلم في فلسطين.
وأشار الى مسعى اسرائيل لاتهام حزب الله بمحاولة اغتيال الرئيس الفلسطيني محمود عباس(ابو مازن)، وقال: طبعا هذا كذب وافتراء وعدوان ودجل وكلام لا أساس له من الصحة، ولا يجوز أن ينطلي على أحد في فلسطين لا على أبو مازن ولا على أحد من السلطة الفلسطينية ولا على أي عاقل في العالم. وطبعا أنا أرسلت من خلال أصدقاء مشتركين أنّ هؤلاء يريدون إيقاع الفتنة بين حزب الله والفلسطينيين من خلال هذه الكلام، وأقول أكثر من ذلك: إذا أصر الإسرائيليون على توجيه هذا الإتهام فأنا أخاف على أبو مازن من الإسرائيليين أنفسهم وبالتالي عليهم أن يحذروا هناك حيث يأتي الغدر والخداع والشر.
وأضاف: الأمر الآخر أنّ حزب الله يحاول إقناع حماس والجهاد وشهداء الأقصى وبقية الفصائل أن لا تلتزم بمساعي التهدئة القائمة وهذا أمر ليس صحيحاً. وأعيد للتذكير والتأكيد: سياستنا في فلسطين أننا لسنا بديلا عن الحركات والفصائل الفلسطينية، ولسنا بديلا عن الشعب الفلسطيني ولسنا أمامهم ولسنا في عرضهم نحن وراءهم. الشعب الفلسطيني هو الذي يقاتل ويقاوم ويقرر ويضحي ولديه قيادات إسلامية ووطنية شجاعة وحكيمة وصادقة ومسؤولة، ونحن نعرفهم ونشهد لهم بذلك وهم الموجودون في الميدان، وهم المصممون على تحرير أرضهم ولهم كامل الحق. فمن حق الفصائل الفلسطينية والجهاد وحماس وشهداء الأقصى أن يتخذوا الموقف الذي يرونه مناسبا من تصعيد أو تهدئة أو إعطاء فرصة لأبي مازن أو للسلطة أو للمفاوضات أو يفرضوا بعض الشروط فهذا شأنهم، ونحن لسنا فقط على الحياد في هذه المسألة، نحن ندعمهم في ما يقررونه هم.
وأكد نصر الله ان اتهام حزب الله بالعمل في العراق ايضا إنّما هو جزء من الحملة، موضحا ان الحزب لا يتدخل في خيارات العراقيين المتفقين على إنهاء الاحتلال. وقال: هذا هو موقعنا بكل بساطة الذي نقول فيه انّ حزب الله ليس بديلا عن أحد في هذه الأمّة، ليس حزباً بديلاً عن أي حزب، ليس فقط في الأمّة حتّى في لبنان نحن لسنا بديلا عن أي حزب أو عن أي تنظيم أو عن أي جماعة ولم نطرح أنفسنا في أي يوم من الأيام على مستوى الأمة حزبا قائدا، للأمة قيادة ولكن في مكان آخر، ليس حزب الله هو الحزب القائد للأمّة حتّى نطلب منه أن يكون في كل مكان وأن يقول كل شيء وأن يتحمل مسؤولية كل مكان. نحن موجودون في الساحة اللبنانية وهذه هي أرضنا وهذا هو بلدنا نعمل في دائرته ونحمل هموم أمّتنا ونحاول أن نكون إلى جانب أمتنا بما نطيق وبما نستطيع ولكن دون أن نصبح بديلا عن أحد.
وتابع نصر الله: سيلصقون بنا كل تهمة كما فعلوا في 11 أيلول وفي كل مناسبة. لذلك علينا أن نكون حذرين ولا يجوز أن نضلل. والأهم والأخطر الداخل اللبناني، الإسرائيليون يستفيدون من مناخ الانقسام الموجود في البلد، بل المستفيد الأول من أي انقسام وفتنة وضياع للبلد هو إسرائيل وهذا لا يجوز أ يغيب عن أحد.
وتطرق الى الاوضاع بعد جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، فقال: في هذه الأيام العصيبة والصعبة التي افتقدنا فيها الرئيس الشهيد رفيق الحريري وجمعاً من المواطنين، لا شك بأنّ القلوب ملتهبة والعقول ملتهبة، وكما قلت في تلك الليلة، يجب أن نحذر، كل كلمة وكل اتهام وكل موقف وكل إثارة قد تكون لها نتائج خطيرة. في هكذا محنة يجب أن يتحلّى الجميع بالصبر والتريث والهدوء والوعي والحكمة والتعقل حتّى لا نقع في أي فخ، البعض تقودهم تحليلاتهم في اتجاه، والبعض تقودهم تحليلاتهم في اتجاه آخر، قد يكون ما حصل قبل أيام فخاً كبيراً نصب للبنان وللشعب اللبناني ولسوريا ونصب للأمّة، من يستطيع أن يجزم ويقول الأمر ليس كذلك. كل الاحتمالات قائمة ومفتوحة، يجب أن نبحث ويجب أن نتروّى. في كل الأحوال الإسرائيليون يستفيدون بقوة من هذا المناخ ولذلك هم يتحركون أوروبيا ودوليا ليقولوا انّ المقاومة أيضا حولها انقسام وهناك انقسام حول سلاحها، وهنا تأتي المسؤولية الوطنية الكبرى التي تقتضي حماية المقاومة.
وقال: لقاء عين التينة يرى في المقاومة ضمانة وطنية، وبالحد الأدنى بعض الأقطاب في لقاء البريستول يتحدثون عن حماية المقاومة، جيد. المسألة الرئيسية التي يجب أن تكون واضحة ومفهومة ماذا يعني حماية المقاومة وكيف نحمي المقاومة، هل المقصود حماية الأشخاص، أي نحن نحميك ولا نسلمك للمحاكمة ولا نسمح لأحد بقتلك ولا نرفع الغطاء عنك وتبقى في البلد وتمارس العمل السياسي. هل المقصود بحماية المقاومة أن نأتي لشباب المقاومة أو لحزب المقاومة ونحميهم بمعنى أن لا يتعرض لهم كأشخاص، أمّا المقاومة كمقاومة، تشكيلاتها ومجاهدوها وقدراتها وسلاحها وإمكاناتها، الموجودة في الجنوب والموجودة في لبنان والتي تقف في وجه العدوان هذه هي التي يجب أن تلغى وتشطب وهل هذا المقصد من حماية المقاومة.
وأضاف: بتعبير آخر المقصود بحماية المقاومة أن نلغي المقاومة ونحافظ على من كانوا مقاومين كأشخاص، أو المقصود حماية وجود المقاومة ودورها ووظيفتها. استراتيجية المقاومة في لبنان تلتقي مع استراتيجية الدولة: لا تريد جر البلد إلى حرب إقليمية، لا تريد فرض خيارات على البلد لا يحملها البلد ولا يطيقها، تمارس مسؤوليتها بهدوء وحكمة وبانتخاب دقيق للزمان والمكان وتحمي البلد في إطار توازن ردعي، لا تمارس أي سلطة في الداخل وأي أمن في الداخل.
وأكد أهمية ان يحمي الناس المقاومة لحماية الوطن، وقال: إذا كان لبنان والأمة والعزة والكرامة والحرية والأمن والاستقرار يتطلب مني أو من أي أخ من إخواني أن يقدموا دماءهم وأرواحهم شهداء فنحن جاهزون لذلك.
وتابع: ليكن موسمنا هذا موسم حماية المقاومة وحماية الوطن والمقاومة التي تحمي الوطن، لذلك في اليوم العاشر بالرغم من الظروف الأليمة التي تحيط بالبلد، قررنا في بعض الأماكن في بيروت الغربية قررنا أن يُكتفى بالمجالس هناك والإخوة والأخوات يمكنهم أن يأتوا بعد المجالس للمشاركة في الضاحية. أمّا في الضاحية الجنوبية وفي بقية المناطق كما في الأعوام الماضية سوف تنطلق مسيرات يوم العاشر كما في كل عام وسوف نخرج جميعا إلى الشوارع المحددة لنسمع صوتنا للعالم. هناك في واشطن وفي تل أبيب وفي أماكن مختلفة من العالم من يظن بأننا خائفون أو بأن تهويلهم وتهديدهم وإرهابهم قد أصاب قلوبنا ونفوسنا، في اليوم العاشر سوف نخرج كبارا وصغارا رجالا ونساء وجميعنا سوف ننزل إلى الشارع لنسمع العالم صوتنا كما في كل عام بأننا ما زلنا نحفظ الوصية بالصوت وبالحضور الميداني بالشارع وبالمظاهرة وبالبندقية والدم والمال والنفس والولد.
وختم قائلا: يجب أن نخرج يوم العاشر لنقول للعالم كله: نحن أقوى من الخوف وأقوى من الموت وأقوى من الإرهاب والتهديد والفتنة، نحن أقوى من الفتنة التي يريدون إشعالها في لبنان، هذه الفتنة سنواجهها بوعينا وصبرنا كلبنانيين جميعا بالحكمة وبالدموع وحتّى لو احتاجت إلى تضحيات دماء، هذا موعدنا يوم العاشر مع كل القيم التي كنّا أوفياء لها وسنبقى أوفياء لها.