[poem font="Traditional Arabic,6,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]أحرم الحجاج عن لذاتهم بعض الشهور =
وانا المحرم عن لذاته كل الدهور[/poem]
للشيخ حسن الدمستاني البحراني "قدس سره"
[poem font="Traditional Arabic,6,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أحرم الحجاج عن لذاتهم بعض الشهور =
وانا المحرم عن لذاته كل الدهور
كيف لا احرم دأباً ناحراً هدي السرور=
وانا في مشعر الحزن على رزء الحسين
حق للشارب من زمزم حب المصطفى =
ان يرى حق بنيه حرماً معتكفا
ويواسيهم والا حاد عن باب الصفا =
وهو من اكبر حوبٍ عند رب الحرمين
فمن الواجب عيناً لبس سربال الاسى =
واتخاذ النوح ورداً كل صبح ومسا
واشتعال القلب احزاناً تذيب الانفسا =
وقليل تتلف الارواح في رزء الحسين
لست انساه طريداً عن جوار المصطفى =
لائذاً بالقبة النوراء يشكوا اسفا
قائلاً ياجد رسم الصبر من قلبي عفى =
ببلاء انقض الظهر وأوهى المنكبين
صبت الدنيا علينا حاصباً من شرها =
لم نذق فيها هنيئاً بلغةً من بُرها
ها أنا مطرود رجس هائم في بَرها =
تاركاً بالرغم مني دار سكنى الوالدين
ضمني عندك يا جداه في هذا الضريح =
علني ياجد من بلوى زماني استريح
ضاق بي ياجد من فرط الاسى كل فسيح =
فعسى طود الاسى يندك بين الدكتين
جد صفو العيش من بعدك بالاكدار شيب =
وأشاب الهم رأسي قبل اُبان المشيب
فعلا من داخل القبر بكاء ونحيب =
ونداء بافتجاع يا حبيبي ياحسين
انت ياريحانة القلب حقيق بالبلاء =
انما الدنيا اعدت لبلاء النبلاء
لكن الماضي قليل في الذي قد أقبلا =
فاتخذ ذرعين من صبر وحسم سابغين
ستذوق الموت ظلماً ظامياً في كربلا =
وستبقى في ثراها عافراً منجدلا
وكأني بلئيم الاصل شمراً قد علا =
صدرك الطاهر بالسيف يحز الودجين
وكأني بالأيامى من بناتي تستغيث =
سغباً تستعطف القوم وقد عزّ المغيث
قد برى اجسامهن الضرب والسير الحثيث =
بينها السجاد في الاصفاد مغلول اليدين
فبكى قرة عين المصطفى والمرتضى=
رحمةً للآل لا سخطاً لمحتوم القضا
بل هو القطب الذي لم يخطو عن سمت الرضا =
مقتدى الأمة والي شرقها والمغربين
حين نبأ آله الغر بما قال النبي =
اظلم الافق عليهم بقتام الكرب
فكأن لم يستبينوا مشرقاً من مغرب =
غشيتهم ظلمات الحزن من اجل الحسين
وسرى بالأهل والصحب بملحوب الطريق =
يقطع البيدا مجداً قاصد البيت العتيق
فأتته كتب الكوفة بالعهد الوثيق =
نحن انصارك فاقدم سترى قرة عين
بينما السبط باهليه مجداً في المسير=
فاذا الهاتف ينعاهم ويدعوا ويشير
ان قدام مطاياهم مناياهم تسير=
ساعة اذ وقف المهر الذي تحت الحسين
فعلا صهوة ثان فأبى ان يرحلا =
فدعى في صحبه يا قوم ما هذي الفلا
قيل هذي كربلاءٌ قال كربٌ وبلا =
خيموا ان بهذي الارض ملقى العسكرين
ها هنا تُنتزع الارواح من اجسادها =
بظبى تعتاض بالاجساد عن اغمادها
وبهذي تُحمل الامجاد في اصفادها =
في وثاق الطلقاء الادعياء الوالدين
وبهذي تيأم الزوجات من ازواجها=
وبهذي تشرب الابطال من اوداجها
وتهاوى انجم الابرار عن ابراجها =
غائبات في ثرى البوغاء محجوبات بين
وأطلتهم جنود كالجراد المنتشر=
مع شمر وابن سعد كل كذاب اشر
فاصطلى الجمعان نار الحرب في يوم عسر =
واستدارت في رحى الهيجاء انصار الحسين
يحسبون البيض اذ تلبس فيض القلل=
بيض انس يتمايلن بحمر الحلل
فيذوقون المنايا كمذاق العسل =
شاهدوا الجنة كشفاً ورأوها رأي عين
بأبي انجم سعد في هبوط وصعود =
طلعت في فلك المجد وغابت في اللحود
سعدت بالذبح والذابح من بعض السعود =
كيف لا تسعد في حال اقتران بالحسين
بأبي أقمار تُمٍ خسفت بين الصفاح =
وشموساً من رؤوس في بروج من رماح
ونفوساً منعت ان ترد الماء المباح =
جرعت كأسي اُوام وحمام قاتلين
عندها ظل حسين مفرداً بين الجموع =
ينظر الآل فيذري من اماقيه الدموع
فانتظى للذب عنهم مرهف الحد لموع =
غرمه يغريه للضرب نمار الصفحتين
فاتحاً من مجلس التوديع للأحباب باب =
فاحتسو من ذلك التوديع للأوصاب صاب
موصي الاخت التي كانت لها الآداب دأب =
زينب الطهر بأمر وبنهي نافذين
أخت يازينب أوصيك وصايا فاسمعي =
انني في هذه الأرض ملاقٍ مصرعي
فاصبري فالصبر من خيم كرام المترع=
كل حي سينحيه عن الأحياء حين
في جليل الخطب يا أخت اصبري الصبر الجميل =
ان خير الصبر ما كان على الخطب الجليل
واتركي اللطم على الخد واعلان العويل =
ثم لا اكره ان يسقي دمع العين ورد الوجنتين
اجمعي شمل اليتامى بعد فقدي وانظمي =
اطعمي من جاع منهم ثم أروي من ظمي
واذكري اني في حفظهم طٌل دمي =
ليتني بينهم كالانف بين الحاجبين
أخت آتيني بطفلي أره قبل الفراق=
فأتت بالطفل لا يهدأ والدمع مراق
يتلوى ظمأ والقلب منه في احتراق =
غائر العينين طاو البطن ذاو الشفتين
فبكى لما رآه يتلظى بالأوام =
بدموع هاميات تخجل السحب السجام
ونحا القوم وفي كفيه ذياك الغلام=
وهما من ظمإ قلباهما كالجمرتين
فدعا في القوم يا لله للخطب الفظيع =
نبئوني أأنا المذنب ام هذا الرضيع
لاحظوه فعليه شبه الهادي الشفيع =
لا يكن شافعكم خصماً لكم في النشأتين
عجلوا نحوي بماء اسقه هذا الغلام =
فحشاه من أوام في اضطرام وكُلام
فاكتفى القوم عن القول بتكليم السهام =
وإذا بالطفل قد خر صريعاً لليدين
فالتقى مما هما من منحر الطفل دما =
ورماه صاعداً يشكوا الى رب السما
وينادي يا حكيم انت خير الحكما =
فجع القوم بهذا الطفل قلب الوالدين
وأغار السبط للجلي بمأمون العثار=
اذ اثار الضمر العثير بالركض فثار
يحسب الحرب عروساً ولها الروس نثار=
ذكر القوم ببدر وبأحد وحنين
بطل فرد من الجمع على الابطال طال=
أسد يفترس الاسد على الآجال جال
ماله غير اله العرش في الاهوال وال =
ماسطى في فرقة الا تولت فرقتين
ماله في حومة الهيجاء في الكر شبيه=
غير مولانا علي والفتى سر أبيه
غير ان القوم بالكثرة كانوا متعبيه =
وهو ظام شفتاه اضحتا ناشفتين
علة الايجاد بالنفس على الامجاد جاد =
ما ونى قط ولا عن عصبة الالحاد حاد
كم له فيهم سنان خارق الاكباد باد =
وحسام يخسف العين ويبري الاخذ عين
دأبه الذب الى ان شب في القلب الأوام =
وحكى جثمانه القنفذ من رشق السهام
وتوالى الضرب والطعن على الليث الهمام =
وعراه من نزيف الدم ضعف الساعدين
فتدنى الغادر الباغي سنان بالسنان =
طاعنا صدر امامي فهوى واهي الجنان
اشرقت تبكي عليه اسفاً حور الجنان =
وبكى الكرسي والعرش عليه آسفين
ما دروا اذ خر عن ظهر الجواد الرامح=
أ حسين خر ام برج السماك السابح
ام هو البدر وقد حل بسعد الذابح =
ام هو الشمس وأين الشمس من نور الحسين
اي عينين بقان الدمع لا تنهرقان=
وحبيب المصطفى بالترب مخضوباً بقان
دمه والطين في منحره مختلطان =
وله قدر تعالى فوق هام الشرطين
لهف نفسي اذ نحا اهل الفساطيط الحصان =
ذاهلاً منفجعاً يصهل مذعور الجنان
مائل السرج عثور الخطو في فضل العنان =
خاضب المفرق والخدين من نحر الحسين
ايها المهر توقف لا تحم حول الخيام =
واترك الاعوال كي لا يسمع الآل الكرام
كيف تستقبلهم تعثر في فضل اللجام =
وهم ينتظرون الآن اقبال الحسين
مرق المهر وجيعاً عالياً منه العويل =
ويخبر النسوان ان السبط في البوغا جديل
ودم المنحر جار خاضب الجسم يسيل =
نابعاً من ثغرة النحر كما تنبع عين
خرجت مذ سمعت زينب اعوال الجواد =
تحسب السبط اتاها بالذي يهوى الفؤاد
ما درت ان اخاها عافراً في بطن واد =
ودم الاوداج منه خاضباً للمنكبين
مذ وعت ما لاح من حال الجواد الصاهل =
صرخت مازقة الجيب بلب ذاهل
وبدت من داخل الخيمات آل الفاضل =
محرقات بسواد الحزن من فقد الحسين
وغدت كلٌ من الدهشة تهوي وتقوم =
انجم تهوي ولكن ما تهاوت لرجوم
وحقيق بعد كسف الشمس ان تبدوا النجوم =
يتسابقن الى موضع ما خر الحسين
وإذا بالشمر جاث فوق صدر الطاهر =
يهبر الاوداج منه بالحسام الباتر
فتساقطن عليه بفؤاد طائر =
بافتجاع قائلات خل ياشمر حسين
رأس من تقطع ياشمر بهذا الصارم =
ليس من تفري وريديه بكبش جاثم
ان ذا سبط النبي القرشي الهاشمي =
ابواه خير الله فذا ابن الخيرتين
ارفع الصارم عن نحر الامام الواهب =
عصمة الراهب في الدهر وملفى الهارب
كيف تفري نحر سبط المصطفى بالقاضب =
وهو دأباً يكثر التقبيل في نحر الحسين
كان يؤذيه بكاه وهو في المهد رضيع =
بابنه قدماً فداه وهو ذو الشأن الرفيع
ليته الآن يراه وهو في الترب صريع=
يتلظى بظماه حافصاً بالقدمين
كم به من مَلك في الملأ الاعلى عتيق =
وبيمناه يسار لدم العسر يريق
وعلى الناس له عهداً من الله وثيق =
انه الحجة في الارض ومولى الملوين
ما افاد الوعظ والتحذير في الرجز الرجيم =
وانحنى يفري وريدي ذلك النحر الكريم
وبرى الرأس وعلاه على رمح قويم =
زاهراً يشرق نوراً كاسفاً للقمرين
شمس أفق الدين اضحت في كسوف بالسيوف =
وتوارت عن عيون الناس في ارض الطفوف
فأصاب الشمس والبدر كسوف وخسوف =
لكن الافق مضيء بسنا راس الحسين
ذبح الشمر حسينا ليتني كنت وقاه =
وغدا الاملاك تبكيه خصوصاً عتقاه
ما درى الملعون شمرٌ أي صدر قد رقاه =
صدر من داس فخاراً فوق فرق الفرقدين
فتك العصفور بالصقر فيا للعجب =
ذبح الشمر حسيناً غيرة الله اغضبي
حيدرٌ آجرك الله بعالي الرتب =
ادرك الاعداء فيه ثأر بدر وحنين
أعين لم تجر في أيام عاشورا بما =
كُحلت وحياً اماقيها بأميال العما
لأصبن اذا ما أعوز الدمع دما =
لأجودن بدمع العين جود الاجودين
عجباً ممن رسا في قلبه حب الامام =
كيف عاشوا يوم عاشورا وما ذاقوا الحِمام
بل ارى نوحهم يقصر عن نوح الحَمام =
أ سواءٌ فقد فرخين وفقدان الحسين
كيف لا يبكي بشجو لابن بنت المصطفى =
انه كان سراجاً للبرايا وانطفا
حق لو في فيض دمع العين انساني طفا =
واغتدى الجاري من العين عقيق لا لجين
أ يزيدٌ فوق فرش من حرير في سرير =
ثمل نشوان من خمر له الساقي يدير
وحسين في صخور وسعير من هجير =
ساغباً ضمآن يسقى من نجيع الودجين
حطم الحزن فؤادي لحطيم بالصفا =
ولهيف القلب صاد وذبيح من قفا
ولعار في وهاد فوقه السافي سفا =
صدره والظهر منه اصبحا منخسفين
ولرأس ناضر الوجه برأس الذابل =
ولقاني فيض نحر غاسل للعاسل
ولعان هالك الناصر واهي الكاهل =
وبنات المصطفى لهفي على عجف سرين
بينما زينب قرحى الجفن ولهاء ثكول =
تذرف الدمع وفي احشائها الحزن يجول
تندب الندب بقلب واجف وهي تقول =
قد أصابتني بنور العين حسادي بعين
واذبيحا من قفاه بالحسام الباتر =
واصريعا بعراه ما له من ساتر
واكسيرا صلواه بصليب الحافر =
وارضيضا قدماه والقرى والمنكبين
واخطيباه جمالي وجمال المنبر =
واقتيلاه ولكن ذنبه لم يُخبر
واطريحاه ثلاثا بالعرا لم يُقبر =
واشهيداه ومن للمصطفى قرة عين
يا أخي قد كنت تاجا للمعالي والرؤوس =
مقريا للضيف والسيف نفيسا ونفوس
كيف اضحى جسمك السامي له الخيل تدوس=
بعدما دست على اوج السهى بالقدمين
يا أخي يا تاج عزي لاحظ البيض الحداد =
بقيت بعدك شعثاً في كِلال وحداد
قطنت اجفانها فالقلب كالقالب صاد =
اشبه الاشياء بالقرآن بين الدفتين
حزب حرب اين انتم من سجايا هاشم =
اذ عفو عنكم وقد كنتم حصيد الصارم
ان في هذا لسر بين للفاهم =
ان آثار القبيلين عصير العنصرين
جدنا عاملكم في الفتح بالصفح الجميل =
مالكم صيرتمونا بين عان وجديل
وعلى جيل قفوتم اثرهم لعن الجليل =
وعذاب مستطيل لن يزولا خالدين
سادتي حزني كحبي لكم باق مقيم =
هبة من عند ربي وهو ذو الفضل العظيم
قد صفا الحب بقلبي فاجعلوا ذنبي حطيم =
واكشفوا في الحشر كربي واشفعوا للوالدين
حسن ما حسن منه سوى حفظ الوداد =
وولاء في براء وصفاء الاعتقاد
وهو كاف في اماني من مخاويف المعاد =
انما الخوف لمن لم يعتقد فضل الحسين
والتحيات الوحيات وتسليم السلام =
لسراة الخلق في الدنيا وفي دار السلام
ذائبات ابد الآباد ما تم كلام =
او محا الله ظلاما بضياء النيرين
[/poem]
وانا المحرم عن لذاته كل الدهور[/poem]
للشيخ حسن الدمستاني البحراني "قدس سره"
[poem font="Traditional Arabic,6,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أحرم الحجاج عن لذاتهم بعض الشهور =
وانا المحرم عن لذاته كل الدهور
كيف لا احرم دأباً ناحراً هدي السرور=
وانا في مشعر الحزن على رزء الحسين
حق للشارب من زمزم حب المصطفى =
ان يرى حق بنيه حرماً معتكفا
ويواسيهم والا حاد عن باب الصفا =
وهو من اكبر حوبٍ عند رب الحرمين
فمن الواجب عيناً لبس سربال الاسى =
واتخاذ النوح ورداً كل صبح ومسا
واشتعال القلب احزاناً تذيب الانفسا =
وقليل تتلف الارواح في رزء الحسين
لست انساه طريداً عن جوار المصطفى =
لائذاً بالقبة النوراء يشكوا اسفا
قائلاً ياجد رسم الصبر من قلبي عفى =
ببلاء انقض الظهر وأوهى المنكبين
صبت الدنيا علينا حاصباً من شرها =
لم نذق فيها هنيئاً بلغةً من بُرها
ها أنا مطرود رجس هائم في بَرها =
تاركاً بالرغم مني دار سكنى الوالدين
ضمني عندك يا جداه في هذا الضريح =
علني ياجد من بلوى زماني استريح
ضاق بي ياجد من فرط الاسى كل فسيح =
فعسى طود الاسى يندك بين الدكتين
جد صفو العيش من بعدك بالاكدار شيب =
وأشاب الهم رأسي قبل اُبان المشيب
فعلا من داخل القبر بكاء ونحيب =
ونداء بافتجاع يا حبيبي ياحسين
انت ياريحانة القلب حقيق بالبلاء =
انما الدنيا اعدت لبلاء النبلاء
لكن الماضي قليل في الذي قد أقبلا =
فاتخذ ذرعين من صبر وحسم سابغين
ستذوق الموت ظلماً ظامياً في كربلا =
وستبقى في ثراها عافراً منجدلا
وكأني بلئيم الاصل شمراً قد علا =
صدرك الطاهر بالسيف يحز الودجين
وكأني بالأيامى من بناتي تستغيث =
سغباً تستعطف القوم وقد عزّ المغيث
قد برى اجسامهن الضرب والسير الحثيث =
بينها السجاد في الاصفاد مغلول اليدين
فبكى قرة عين المصطفى والمرتضى=
رحمةً للآل لا سخطاً لمحتوم القضا
بل هو القطب الذي لم يخطو عن سمت الرضا =
مقتدى الأمة والي شرقها والمغربين
حين نبأ آله الغر بما قال النبي =
اظلم الافق عليهم بقتام الكرب
فكأن لم يستبينوا مشرقاً من مغرب =
غشيتهم ظلمات الحزن من اجل الحسين
وسرى بالأهل والصحب بملحوب الطريق =
يقطع البيدا مجداً قاصد البيت العتيق
فأتته كتب الكوفة بالعهد الوثيق =
نحن انصارك فاقدم سترى قرة عين
بينما السبط باهليه مجداً في المسير=
فاذا الهاتف ينعاهم ويدعوا ويشير
ان قدام مطاياهم مناياهم تسير=
ساعة اذ وقف المهر الذي تحت الحسين
فعلا صهوة ثان فأبى ان يرحلا =
فدعى في صحبه يا قوم ما هذي الفلا
قيل هذي كربلاءٌ قال كربٌ وبلا =
خيموا ان بهذي الارض ملقى العسكرين
ها هنا تُنتزع الارواح من اجسادها =
بظبى تعتاض بالاجساد عن اغمادها
وبهذي تُحمل الامجاد في اصفادها =
في وثاق الطلقاء الادعياء الوالدين
وبهذي تيأم الزوجات من ازواجها=
وبهذي تشرب الابطال من اوداجها
وتهاوى انجم الابرار عن ابراجها =
غائبات في ثرى البوغاء محجوبات بين
وأطلتهم جنود كالجراد المنتشر=
مع شمر وابن سعد كل كذاب اشر
فاصطلى الجمعان نار الحرب في يوم عسر =
واستدارت في رحى الهيجاء انصار الحسين
يحسبون البيض اذ تلبس فيض القلل=
بيض انس يتمايلن بحمر الحلل
فيذوقون المنايا كمذاق العسل =
شاهدوا الجنة كشفاً ورأوها رأي عين
بأبي انجم سعد في هبوط وصعود =
طلعت في فلك المجد وغابت في اللحود
سعدت بالذبح والذابح من بعض السعود =
كيف لا تسعد في حال اقتران بالحسين
بأبي أقمار تُمٍ خسفت بين الصفاح =
وشموساً من رؤوس في بروج من رماح
ونفوساً منعت ان ترد الماء المباح =
جرعت كأسي اُوام وحمام قاتلين
عندها ظل حسين مفرداً بين الجموع =
ينظر الآل فيذري من اماقيه الدموع
فانتظى للذب عنهم مرهف الحد لموع =
غرمه يغريه للضرب نمار الصفحتين
فاتحاً من مجلس التوديع للأحباب باب =
فاحتسو من ذلك التوديع للأوصاب صاب
موصي الاخت التي كانت لها الآداب دأب =
زينب الطهر بأمر وبنهي نافذين
أخت يازينب أوصيك وصايا فاسمعي =
انني في هذه الأرض ملاقٍ مصرعي
فاصبري فالصبر من خيم كرام المترع=
كل حي سينحيه عن الأحياء حين
في جليل الخطب يا أخت اصبري الصبر الجميل =
ان خير الصبر ما كان على الخطب الجليل
واتركي اللطم على الخد واعلان العويل =
ثم لا اكره ان يسقي دمع العين ورد الوجنتين
اجمعي شمل اليتامى بعد فقدي وانظمي =
اطعمي من جاع منهم ثم أروي من ظمي
واذكري اني في حفظهم طٌل دمي =
ليتني بينهم كالانف بين الحاجبين
أخت آتيني بطفلي أره قبل الفراق=
فأتت بالطفل لا يهدأ والدمع مراق
يتلوى ظمأ والقلب منه في احتراق =
غائر العينين طاو البطن ذاو الشفتين
فبكى لما رآه يتلظى بالأوام =
بدموع هاميات تخجل السحب السجام
ونحا القوم وفي كفيه ذياك الغلام=
وهما من ظمإ قلباهما كالجمرتين
فدعا في القوم يا لله للخطب الفظيع =
نبئوني أأنا المذنب ام هذا الرضيع
لاحظوه فعليه شبه الهادي الشفيع =
لا يكن شافعكم خصماً لكم في النشأتين
عجلوا نحوي بماء اسقه هذا الغلام =
فحشاه من أوام في اضطرام وكُلام
فاكتفى القوم عن القول بتكليم السهام =
وإذا بالطفل قد خر صريعاً لليدين
فالتقى مما هما من منحر الطفل دما =
ورماه صاعداً يشكوا الى رب السما
وينادي يا حكيم انت خير الحكما =
فجع القوم بهذا الطفل قلب الوالدين
وأغار السبط للجلي بمأمون العثار=
اذ اثار الضمر العثير بالركض فثار
يحسب الحرب عروساً ولها الروس نثار=
ذكر القوم ببدر وبأحد وحنين
بطل فرد من الجمع على الابطال طال=
أسد يفترس الاسد على الآجال جال
ماله غير اله العرش في الاهوال وال =
ماسطى في فرقة الا تولت فرقتين
ماله في حومة الهيجاء في الكر شبيه=
غير مولانا علي والفتى سر أبيه
غير ان القوم بالكثرة كانوا متعبيه =
وهو ظام شفتاه اضحتا ناشفتين
علة الايجاد بالنفس على الامجاد جاد =
ما ونى قط ولا عن عصبة الالحاد حاد
كم له فيهم سنان خارق الاكباد باد =
وحسام يخسف العين ويبري الاخذ عين
دأبه الذب الى ان شب في القلب الأوام =
وحكى جثمانه القنفذ من رشق السهام
وتوالى الضرب والطعن على الليث الهمام =
وعراه من نزيف الدم ضعف الساعدين
فتدنى الغادر الباغي سنان بالسنان =
طاعنا صدر امامي فهوى واهي الجنان
اشرقت تبكي عليه اسفاً حور الجنان =
وبكى الكرسي والعرش عليه آسفين
ما دروا اذ خر عن ظهر الجواد الرامح=
أ حسين خر ام برج السماك السابح
ام هو البدر وقد حل بسعد الذابح =
ام هو الشمس وأين الشمس من نور الحسين
اي عينين بقان الدمع لا تنهرقان=
وحبيب المصطفى بالترب مخضوباً بقان
دمه والطين في منحره مختلطان =
وله قدر تعالى فوق هام الشرطين
لهف نفسي اذ نحا اهل الفساطيط الحصان =
ذاهلاً منفجعاً يصهل مذعور الجنان
مائل السرج عثور الخطو في فضل العنان =
خاضب المفرق والخدين من نحر الحسين
ايها المهر توقف لا تحم حول الخيام =
واترك الاعوال كي لا يسمع الآل الكرام
كيف تستقبلهم تعثر في فضل اللجام =
وهم ينتظرون الآن اقبال الحسين
مرق المهر وجيعاً عالياً منه العويل =
ويخبر النسوان ان السبط في البوغا جديل
ودم المنحر جار خاضب الجسم يسيل =
نابعاً من ثغرة النحر كما تنبع عين
خرجت مذ سمعت زينب اعوال الجواد =
تحسب السبط اتاها بالذي يهوى الفؤاد
ما درت ان اخاها عافراً في بطن واد =
ودم الاوداج منه خاضباً للمنكبين
مذ وعت ما لاح من حال الجواد الصاهل =
صرخت مازقة الجيب بلب ذاهل
وبدت من داخل الخيمات آل الفاضل =
محرقات بسواد الحزن من فقد الحسين
وغدت كلٌ من الدهشة تهوي وتقوم =
انجم تهوي ولكن ما تهاوت لرجوم
وحقيق بعد كسف الشمس ان تبدوا النجوم =
يتسابقن الى موضع ما خر الحسين
وإذا بالشمر جاث فوق صدر الطاهر =
يهبر الاوداج منه بالحسام الباتر
فتساقطن عليه بفؤاد طائر =
بافتجاع قائلات خل ياشمر حسين
رأس من تقطع ياشمر بهذا الصارم =
ليس من تفري وريديه بكبش جاثم
ان ذا سبط النبي القرشي الهاشمي =
ابواه خير الله فذا ابن الخيرتين
ارفع الصارم عن نحر الامام الواهب =
عصمة الراهب في الدهر وملفى الهارب
كيف تفري نحر سبط المصطفى بالقاضب =
وهو دأباً يكثر التقبيل في نحر الحسين
كان يؤذيه بكاه وهو في المهد رضيع =
بابنه قدماً فداه وهو ذو الشأن الرفيع
ليته الآن يراه وهو في الترب صريع=
يتلظى بظماه حافصاً بالقدمين
كم به من مَلك في الملأ الاعلى عتيق =
وبيمناه يسار لدم العسر يريق
وعلى الناس له عهداً من الله وثيق =
انه الحجة في الارض ومولى الملوين
ما افاد الوعظ والتحذير في الرجز الرجيم =
وانحنى يفري وريدي ذلك النحر الكريم
وبرى الرأس وعلاه على رمح قويم =
زاهراً يشرق نوراً كاسفاً للقمرين
شمس أفق الدين اضحت في كسوف بالسيوف =
وتوارت عن عيون الناس في ارض الطفوف
فأصاب الشمس والبدر كسوف وخسوف =
لكن الافق مضيء بسنا راس الحسين
ذبح الشمر حسينا ليتني كنت وقاه =
وغدا الاملاك تبكيه خصوصاً عتقاه
ما درى الملعون شمرٌ أي صدر قد رقاه =
صدر من داس فخاراً فوق فرق الفرقدين
فتك العصفور بالصقر فيا للعجب =
ذبح الشمر حسيناً غيرة الله اغضبي
حيدرٌ آجرك الله بعالي الرتب =
ادرك الاعداء فيه ثأر بدر وحنين
أعين لم تجر في أيام عاشورا بما =
كُحلت وحياً اماقيها بأميال العما
لأصبن اذا ما أعوز الدمع دما =
لأجودن بدمع العين جود الاجودين
عجباً ممن رسا في قلبه حب الامام =
كيف عاشوا يوم عاشورا وما ذاقوا الحِمام
بل ارى نوحهم يقصر عن نوح الحَمام =
أ سواءٌ فقد فرخين وفقدان الحسين
كيف لا يبكي بشجو لابن بنت المصطفى =
انه كان سراجاً للبرايا وانطفا
حق لو في فيض دمع العين انساني طفا =
واغتدى الجاري من العين عقيق لا لجين
أ يزيدٌ فوق فرش من حرير في سرير =
ثمل نشوان من خمر له الساقي يدير
وحسين في صخور وسعير من هجير =
ساغباً ضمآن يسقى من نجيع الودجين
حطم الحزن فؤادي لحطيم بالصفا =
ولهيف القلب صاد وذبيح من قفا
ولعار في وهاد فوقه السافي سفا =
صدره والظهر منه اصبحا منخسفين
ولرأس ناضر الوجه برأس الذابل =
ولقاني فيض نحر غاسل للعاسل
ولعان هالك الناصر واهي الكاهل =
وبنات المصطفى لهفي على عجف سرين
بينما زينب قرحى الجفن ولهاء ثكول =
تذرف الدمع وفي احشائها الحزن يجول
تندب الندب بقلب واجف وهي تقول =
قد أصابتني بنور العين حسادي بعين
واذبيحا من قفاه بالحسام الباتر =
واصريعا بعراه ما له من ساتر
واكسيرا صلواه بصليب الحافر =
وارضيضا قدماه والقرى والمنكبين
واخطيباه جمالي وجمال المنبر =
واقتيلاه ولكن ذنبه لم يُخبر
واطريحاه ثلاثا بالعرا لم يُقبر =
واشهيداه ومن للمصطفى قرة عين
يا أخي قد كنت تاجا للمعالي والرؤوس =
مقريا للضيف والسيف نفيسا ونفوس
كيف اضحى جسمك السامي له الخيل تدوس=
بعدما دست على اوج السهى بالقدمين
يا أخي يا تاج عزي لاحظ البيض الحداد =
بقيت بعدك شعثاً في كِلال وحداد
قطنت اجفانها فالقلب كالقالب صاد =
اشبه الاشياء بالقرآن بين الدفتين
حزب حرب اين انتم من سجايا هاشم =
اذ عفو عنكم وقد كنتم حصيد الصارم
ان في هذا لسر بين للفاهم =
ان آثار القبيلين عصير العنصرين
جدنا عاملكم في الفتح بالصفح الجميل =
مالكم صيرتمونا بين عان وجديل
وعلى جيل قفوتم اثرهم لعن الجليل =
وعذاب مستطيل لن يزولا خالدين
سادتي حزني كحبي لكم باق مقيم =
هبة من عند ربي وهو ذو الفضل العظيم
قد صفا الحب بقلبي فاجعلوا ذنبي حطيم =
واكشفوا في الحشر كربي واشفعوا للوالدين
حسن ما حسن منه سوى حفظ الوداد =
وولاء في براء وصفاء الاعتقاد
وهو كاف في اماني من مخاويف المعاد =
انما الخوف لمن لم يعتقد فضل الحسين
والتحيات الوحيات وتسليم السلام =
لسراة الخلق في الدنيا وفي دار السلام
ذائبات ابد الآباد ما تم كلام =
او محا الله ظلاما بضياء النيرين
[/poem]
تعليق