احمد الخفاف.. لماذا يستثني تنظيم القاعدة دولة قطر من تهديداته؟!
05-02-2005
--------------------------------------------------------------------------------
أحمد الخفاف
هددت مجموعة سلفية تابعة لتنظيم القاعدة على أحد مواقع السلفيين على شبكة الإنترنت الحكومة الكويتية "بحرب عظيمة" ما لم تغادر القوات الأمريكية الكويت. وقالت المجموعة التي تطلق على نفسها "كتائب عبد العزيز المقرن" زعيم ما يسمى "تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية" الذي قتل على أيدي قوات الأمن السعودي في يونيو حزيران الماضي في الرياض, "نهددكم ونحذركم ونقول لكم انه سيسقط الكثير الكثير من الضحايا والقتلى الذين لا ذنب لهم فيما يحصل".
وقال بيان المجموعة مخاطبا "الحكومة الكويتية": "لن نتوقف عن الجهاد إلى يوم القيامة فنقولها لكم كما قالها رسولنا محمد عليه الصلاة والسلام: "أسلموا تسلموا" وإن أعرضتم فقد اخترتم الجانب الخطير الذي بإذنه تعالى سوف تكون نهاية طغيانكم، واعلموا أنها ستكون حرب عظيمة ووقعة يسقط منها كثير من الضحايا الأبرياء وأنتم المسئولون عن هؤلاء الضحايا لإعراضكم عن مطالبنا". وقالت المجموعة إن مطالبها هو إخراج "المشركين" من الكويت بما فيهم أمريكا وغيرها من الجنود المحتلين. وأمرت المجموعة الشعب الكويتي إلى مساعدة من وصفتهم بـ "المجاهدين" والابتعاد عن أماكن "الكفار". وقالت "إلى الشعب الكويتي : نأمركم بأخذ الحذر والحيطة والتكتم عن المجاهدين ومساعدتهم بشتى الوسائل، واحذروا الأماكن التي يمكن أن تدمر، وهي الأماكن التي تكون متجمعا بالجنود "الكفار".
وكانت المجموعة ذاتها قد شنت من قبل هجمات إرهابية دامية على مؤسسات مدنية ومنشآت أمنية ومجمعات سكنية في مدن مختلفة في المملكة العربية السعودية لا سيما العاصمة الرياض أوقعت عشرات القتلى والجرحى في صفوف المدنيين..
ويرى المراقبون أن توجيه المجموعات السلفية المسلحة التابعة لتنظيم القاعدة تهديداتها لكل من المملكة العربية السعودية والكويت بالذات دون الإشارة إلى دولة خليجية أخرى يتواجد على أراضيها "المشركين" بكثافة يثير بالتأكيد علامات التساؤل والاستغراب بشدة حيث تفتح الأبواب أمام تكهنات قوية من شأنها أن تشير إلى وجود صفقات بين اللاعبين الأساسيين في معادلة الوضع المتفجر في المنطقة..
ويثير المراقبون هذا التساؤل.. لماذا تستثني المنظمات الإرهابية المسلحة كتنظيم القاعدة بقيادة بن لادن دولة قطر من تهديداتها بحرب "عظيمة" كما هددت من قبل السعودية وتهدد الآن الكويت بعظائم الحروب!!.. أليس غريبا أن تهدد القاعدة كلا من السعودية والكويت بحروب "عظيمة" بحجة تواجد "المشركين" الأمريكان على أراضيهما وتتناسى عمدا "المشركين" ذاتهم في أراضي دولة قطر.. لماذا لم توجه تنظيمات القاعدة حتى الآن أي تهديد لا من قريب ولا من بعيد لدولة قطر وللمجتمع القطري بشن حرب "عظيمة" كما هددت الكويت والمجتمع الكويتي بحجة وجود "المشركين" على أراضيها.. ثم هل يختلف "المشركون" الأمريكان المتواجدون على أراضي دولة قطر عن أقرانهم "المشركين" في كل من المملكة العربية السعودية والكويت؟؟!! هل السبب في امتناع قادة تنظيم القاعدة من تهديد دولة قطر على الرغم من التواجد الكبير "للمشركين" الأمريكان على أراضي هذه الدولة يعود للدعم الإعلامي الهائل واللامحدود الذي تقدمه وسائل الإعلام القطرية وفي مقدمتها قناة الجزيرة لتنظيمات القاعدة والتشدد السلفي والأصولية الوهابية من النوع الدموي منها!!.. هل هناك صفقة وراء الكواليس بين قادة تنظيم القاعدة ودولة قطر متمثلة بوزير خارجيتها الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، وكذلك مفتي قطر الشيخ يوسف القرضاوي تفيد بأن تغض القاعدة الطرف عن التواجد الأمريكي الرهيب في دولة قطر مقابل تقديم حكومة قطر دعما إعلاميا وإعلانيا كبيرا للمجموعات السلفية المسلحة العاملة تحت إمرة تنظيم القاعدة في الخليج لا سيما في السعودية والكويت والبحرين فضلا عن العراق.. هل يمكن اعتبار إصرار وسائل الإعلام الرسمية وغير الرسمية القطرية وعلى رأسها فضائية الجزيرة على تقديم كل مجالات الدعم السياسي والإعلامي والإعلاني للتنظيمات السلفية المسلحة في بلدان الخليج والعراق وأفغانستان يدخل ضمن إطار تنفيذ تعهدات الطرف القطري للصفقة المشار إليها..
يحق لكل مراقب أن يتساءل لماذا هذا الصمت الرهيب من مشايخ السلفية الداعمة لتوجهات تنظيم القاعدة إزاء الحضور الأمريكي المدجج بمختلف صنوف الأسلحة الفتاكة وتواجد القيادة والأركان وأجهزة الاستخبارات والمعلومات ومنصات الإطلاق ومحطات الرصد والمساندة على الأراضي القطرية.. أليس هؤلاء "مشركين" وينبغي إخراجهم من جزيرة العرب.. أم أن تنظيم القاعدة لا يعتبر أراضي قطر جزءا من "جزيرة العرب"!!.. لماذا تخص تنظيمات القاعدة تهديداتها بالمملكة العربية السعودية والكويت والعراق وأفغانستان دون قطر فيما واقع الحال يقول أن "المشركين" الأمريكان متواجدون في كل هذه الدول.. بل وفي قطر يتمثل في أخطر مستوياته!!
ويتساءل متابعي الأحداث عن هوية الوسطاء الذين قد يكونوا لعبوا دورا محوريا بين تنظيم القاعدة ودولة قطر المعنية بالأمر.. ويذهب البعض إلى أنه من الممكن أن يكون هذا الوسيط هو الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني وزير الخارجية القطري الشاب الطموح الذي يسعى للعب دور مهم في صياغة قرارات الأحداث في منطقة الخليج ويحاول كسب دور ريادي لبلده في منظومة مجلس التعاون الخليجي.. ويذهب البعض الآخر أن الوسيط قد يكون أيضا الشيخ يوسف القرضاوي الذي يتبوأ مركزا مرموقا بين التنظيمات السلفية لاسيما بعد فتاواه الشهيرة بوجوب مقاتلة "المشركين" الأمريكان في العراق وليس في قطر بالطبع!.. أما ما ترشح عن رأيه فيما يتعلق "بالجهاد" في دول الخليج كالسعودية والكويت فالصمت والسكوت هو سيد الموقف لديه!! وإذا كان الشيخ القرضاوي هو فعلا اللاعب الأساسي في إبرام الصفقة بين أطرافها فعندها يكون من الممكن فهم مغزى أن يستثني الشيخ القرضاوي دولة قطر من فتاواه "الجهادية" بحيث حرّم كل أنواع "الجهاد" ضد "المشركين" الأمريكان على الأراضي القطرية!!
ولعل القرضاوي يذهب إلى عدم جواز مقاتلة "المشركين" الأمريكان على الأراضي القطرية لوجود اتفاقيات ومعاهدات حماية عسكرية بين قطر و"المشركين" الأمريكان تلزم الحكومة القطرية باحترام بنودها والالتزام بنصوصها.. ولكن هنا يبرز السؤال التالي.. هل نسي أو تناسى الشيخ القرضاوي أن المملكة العربية السعودية والكويت هما الأسبق في توقيع المعاهدات العسكرية ومواثيق الحماية مع الأمريكان.. هل نسي الشيخ القرضاوي أن السعودية والكويت وقعتا الاتفاقيات العسكرية مع الأمريكان في الستينات والسبعينات وكذلك الثمانينات في حين أن الاتفاقيات المزعومة بين دولة قطر والأمريكان وقعت مؤخرا وتحديدا في عام 2000 وأن الحضور العسكري الاستراتيجي الأمريكي الكثيف جديد في قطر ولم يكن يدر في خلد أحد من سكان قطر أن منطقة "السيلية" و"العديد" ستدخل التاريخ الاستعماري الجديد للمنطقة من أوسع أبوابه وأن بلدهم ستكون من اكبر القواعد العسكرية الأمريكية شهرة في العالم وفي منطقة الخليج والوطن العربي بالذات!!
ولنا أن نتساءل ما هو السر في الاندفاع القطري نحو بناء علاقة مميزة بينها وبين "المشركين" الأمريكان و"الصهاينة" الإسرائيليين من جهة، وبين التنظيمات السلفية المسلحة بقيادة تنظيم القاعدة من جهة أخرى.. وما هو الرابط بين طرفي المعادلة ومصلحة وسيطهما دولة قطر؟.. هل هناك دور أعطي لقطر لتمسك عصا التوازنات الإقليمية من الوسط في منطقة بات القوي يأكل الضعيف وهي بالتالي بمقدورها أن تلعب دورا أكبر من حجمها مما يجعلها أكثر استقلالية عن الجارة الكبيرة السعودية في شبة الجزيرة العربية وهو بالضبط ما كانت تصبو دوما إلى تحقيقه!!
ولابد للمراقب أن يبحث على إجابات وافية لكم كبير من التساؤلات التي أصبحت تحرج الحكومة القطرية سواء في بيئتها العربية أو في بيتها الخليجي بسبب التهور في سياساتها الخارجية والإعلامية المتناقضة لا سيما على صعيد دعم الفئات السلفية الدموية المسلحة بزعامة تنظيم القاعدة الإرهابي.. ومعاداة الأنظمة الديكتاتورية العربية إعلاميا..أو عقد أحلاف عسكرية مع "المشركين" الأمريكان.. أو استضافة سفارة الكيان الصهيوني في العاصمة الدوحة.. كل هذه التناقضات يحتم التساؤل عن حقيقة العلاقة بين مهندس دولة قطر ووزير خارجيتها حمد بن جاسم الذي يدير دفة السياسة والإعلام في بلدة بما فيها إدارته لقناة الجزيرة والمجموعات المسلحة التابعة لتنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن ومخاطر ربط الإعلام القطري الرسمي بذيول الإرهاب السلفي.. وأخيرا نتساءل ماذا تريد قطر بالضبط أن تجني من وراء كل ذلك ؟؟
05-02-2005
--------------------------------------------------------------------------------
أحمد الخفاف
هددت مجموعة سلفية تابعة لتنظيم القاعدة على أحد مواقع السلفيين على شبكة الإنترنت الحكومة الكويتية "بحرب عظيمة" ما لم تغادر القوات الأمريكية الكويت. وقالت المجموعة التي تطلق على نفسها "كتائب عبد العزيز المقرن" زعيم ما يسمى "تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية" الذي قتل على أيدي قوات الأمن السعودي في يونيو حزيران الماضي في الرياض, "نهددكم ونحذركم ونقول لكم انه سيسقط الكثير الكثير من الضحايا والقتلى الذين لا ذنب لهم فيما يحصل".
وقال بيان المجموعة مخاطبا "الحكومة الكويتية": "لن نتوقف عن الجهاد إلى يوم القيامة فنقولها لكم كما قالها رسولنا محمد عليه الصلاة والسلام: "أسلموا تسلموا" وإن أعرضتم فقد اخترتم الجانب الخطير الذي بإذنه تعالى سوف تكون نهاية طغيانكم، واعلموا أنها ستكون حرب عظيمة ووقعة يسقط منها كثير من الضحايا الأبرياء وأنتم المسئولون عن هؤلاء الضحايا لإعراضكم عن مطالبنا". وقالت المجموعة إن مطالبها هو إخراج "المشركين" من الكويت بما فيهم أمريكا وغيرها من الجنود المحتلين. وأمرت المجموعة الشعب الكويتي إلى مساعدة من وصفتهم بـ "المجاهدين" والابتعاد عن أماكن "الكفار". وقالت "إلى الشعب الكويتي : نأمركم بأخذ الحذر والحيطة والتكتم عن المجاهدين ومساعدتهم بشتى الوسائل، واحذروا الأماكن التي يمكن أن تدمر، وهي الأماكن التي تكون متجمعا بالجنود "الكفار".
وكانت المجموعة ذاتها قد شنت من قبل هجمات إرهابية دامية على مؤسسات مدنية ومنشآت أمنية ومجمعات سكنية في مدن مختلفة في المملكة العربية السعودية لا سيما العاصمة الرياض أوقعت عشرات القتلى والجرحى في صفوف المدنيين..
ويرى المراقبون أن توجيه المجموعات السلفية المسلحة التابعة لتنظيم القاعدة تهديداتها لكل من المملكة العربية السعودية والكويت بالذات دون الإشارة إلى دولة خليجية أخرى يتواجد على أراضيها "المشركين" بكثافة يثير بالتأكيد علامات التساؤل والاستغراب بشدة حيث تفتح الأبواب أمام تكهنات قوية من شأنها أن تشير إلى وجود صفقات بين اللاعبين الأساسيين في معادلة الوضع المتفجر في المنطقة..
ويثير المراقبون هذا التساؤل.. لماذا تستثني المنظمات الإرهابية المسلحة كتنظيم القاعدة بقيادة بن لادن دولة قطر من تهديداتها بحرب "عظيمة" كما هددت من قبل السعودية وتهدد الآن الكويت بعظائم الحروب!!.. أليس غريبا أن تهدد القاعدة كلا من السعودية والكويت بحروب "عظيمة" بحجة تواجد "المشركين" الأمريكان على أراضيهما وتتناسى عمدا "المشركين" ذاتهم في أراضي دولة قطر.. لماذا لم توجه تنظيمات القاعدة حتى الآن أي تهديد لا من قريب ولا من بعيد لدولة قطر وللمجتمع القطري بشن حرب "عظيمة" كما هددت الكويت والمجتمع الكويتي بحجة وجود "المشركين" على أراضيها.. ثم هل يختلف "المشركون" الأمريكان المتواجدون على أراضي دولة قطر عن أقرانهم "المشركين" في كل من المملكة العربية السعودية والكويت؟؟!! هل السبب في امتناع قادة تنظيم القاعدة من تهديد دولة قطر على الرغم من التواجد الكبير "للمشركين" الأمريكان على أراضي هذه الدولة يعود للدعم الإعلامي الهائل واللامحدود الذي تقدمه وسائل الإعلام القطرية وفي مقدمتها قناة الجزيرة لتنظيمات القاعدة والتشدد السلفي والأصولية الوهابية من النوع الدموي منها!!.. هل هناك صفقة وراء الكواليس بين قادة تنظيم القاعدة ودولة قطر متمثلة بوزير خارجيتها الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، وكذلك مفتي قطر الشيخ يوسف القرضاوي تفيد بأن تغض القاعدة الطرف عن التواجد الأمريكي الرهيب في دولة قطر مقابل تقديم حكومة قطر دعما إعلاميا وإعلانيا كبيرا للمجموعات السلفية المسلحة العاملة تحت إمرة تنظيم القاعدة في الخليج لا سيما في السعودية والكويت والبحرين فضلا عن العراق.. هل يمكن اعتبار إصرار وسائل الإعلام الرسمية وغير الرسمية القطرية وعلى رأسها فضائية الجزيرة على تقديم كل مجالات الدعم السياسي والإعلامي والإعلاني للتنظيمات السلفية المسلحة في بلدان الخليج والعراق وأفغانستان يدخل ضمن إطار تنفيذ تعهدات الطرف القطري للصفقة المشار إليها..
يحق لكل مراقب أن يتساءل لماذا هذا الصمت الرهيب من مشايخ السلفية الداعمة لتوجهات تنظيم القاعدة إزاء الحضور الأمريكي المدجج بمختلف صنوف الأسلحة الفتاكة وتواجد القيادة والأركان وأجهزة الاستخبارات والمعلومات ومنصات الإطلاق ومحطات الرصد والمساندة على الأراضي القطرية.. أليس هؤلاء "مشركين" وينبغي إخراجهم من جزيرة العرب.. أم أن تنظيم القاعدة لا يعتبر أراضي قطر جزءا من "جزيرة العرب"!!.. لماذا تخص تنظيمات القاعدة تهديداتها بالمملكة العربية السعودية والكويت والعراق وأفغانستان دون قطر فيما واقع الحال يقول أن "المشركين" الأمريكان متواجدون في كل هذه الدول.. بل وفي قطر يتمثل في أخطر مستوياته!!
ويتساءل متابعي الأحداث عن هوية الوسطاء الذين قد يكونوا لعبوا دورا محوريا بين تنظيم القاعدة ودولة قطر المعنية بالأمر.. ويذهب البعض إلى أنه من الممكن أن يكون هذا الوسيط هو الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني وزير الخارجية القطري الشاب الطموح الذي يسعى للعب دور مهم في صياغة قرارات الأحداث في منطقة الخليج ويحاول كسب دور ريادي لبلده في منظومة مجلس التعاون الخليجي.. ويذهب البعض الآخر أن الوسيط قد يكون أيضا الشيخ يوسف القرضاوي الذي يتبوأ مركزا مرموقا بين التنظيمات السلفية لاسيما بعد فتاواه الشهيرة بوجوب مقاتلة "المشركين" الأمريكان في العراق وليس في قطر بالطبع!.. أما ما ترشح عن رأيه فيما يتعلق "بالجهاد" في دول الخليج كالسعودية والكويت فالصمت والسكوت هو سيد الموقف لديه!! وإذا كان الشيخ القرضاوي هو فعلا اللاعب الأساسي في إبرام الصفقة بين أطرافها فعندها يكون من الممكن فهم مغزى أن يستثني الشيخ القرضاوي دولة قطر من فتاواه "الجهادية" بحيث حرّم كل أنواع "الجهاد" ضد "المشركين" الأمريكان على الأراضي القطرية!!
ولعل القرضاوي يذهب إلى عدم جواز مقاتلة "المشركين" الأمريكان على الأراضي القطرية لوجود اتفاقيات ومعاهدات حماية عسكرية بين قطر و"المشركين" الأمريكان تلزم الحكومة القطرية باحترام بنودها والالتزام بنصوصها.. ولكن هنا يبرز السؤال التالي.. هل نسي أو تناسى الشيخ القرضاوي أن المملكة العربية السعودية والكويت هما الأسبق في توقيع المعاهدات العسكرية ومواثيق الحماية مع الأمريكان.. هل نسي الشيخ القرضاوي أن السعودية والكويت وقعتا الاتفاقيات العسكرية مع الأمريكان في الستينات والسبعينات وكذلك الثمانينات في حين أن الاتفاقيات المزعومة بين دولة قطر والأمريكان وقعت مؤخرا وتحديدا في عام 2000 وأن الحضور العسكري الاستراتيجي الأمريكي الكثيف جديد في قطر ولم يكن يدر في خلد أحد من سكان قطر أن منطقة "السيلية" و"العديد" ستدخل التاريخ الاستعماري الجديد للمنطقة من أوسع أبوابه وأن بلدهم ستكون من اكبر القواعد العسكرية الأمريكية شهرة في العالم وفي منطقة الخليج والوطن العربي بالذات!!
ولنا أن نتساءل ما هو السر في الاندفاع القطري نحو بناء علاقة مميزة بينها وبين "المشركين" الأمريكان و"الصهاينة" الإسرائيليين من جهة، وبين التنظيمات السلفية المسلحة بقيادة تنظيم القاعدة من جهة أخرى.. وما هو الرابط بين طرفي المعادلة ومصلحة وسيطهما دولة قطر؟.. هل هناك دور أعطي لقطر لتمسك عصا التوازنات الإقليمية من الوسط في منطقة بات القوي يأكل الضعيف وهي بالتالي بمقدورها أن تلعب دورا أكبر من حجمها مما يجعلها أكثر استقلالية عن الجارة الكبيرة السعودية في شبة الجزيرة العربية وهو بالضبط ما كانت تصبو دوما إلى تحقيقه!!
ولابد للمراقب أن يبحث على إجابات وافية لكم كبير من التساؤلات التي أصبحت تحرج الحكومة القطرية سواء في بيئتها العربية أو في بيتها الخليجي بسبب التهور في سياساتها الخارجية والإعلامية المتناقضة لا سيما على صعيد دعم الفئات السلفية الدموية المسلحة بزعامة تنظيم القاعدة الإرهابي.. ومعاداة الأنظمة الديكتاتورية العربية إعلاميا..أو عقد أحلاف عسكرية مع "المشركين" الأمريكان.. أو استضافة سفارة الكيان الصهيوني في العاصمة الدوحة.. كل هذه التناقضات يحتم التساؤل عن حقيقة العلاقة بين مهندس دولة قطر ووزير خارجيتها حمد بن جاسم الذي يدير دفة السياسة والإعلام في بلدة بما فيها إدارته لقناة الجزيرة والمجموعات المسلحة التابعة لتنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن ومخاطر ربط الإعلام القطري الرسمي بذيول الإرهاب السلفي.. وأخيرا نتساءل ماذا تريد قطر بالضبط أن تجني من وراء كل ذلك ؟؟
تعليق