بسم الله الرحمن الرحيم
يروي رشاد سلامة إبن الشاعر المسيحي بولس سلامة فيقول: دخلت غرفة والدي صباح ذات يوم بعد أن سمعت رنين الجرس الذي يؤذن بيقظته، فألقيت التحية ورحت كالعادة أجمع إلى ما وراء وسادته الغطاء المرفوع فوق سريره، فوقعت يدي على المخدة ( الوسادة ) فوجدتها مبللة، فسألته في الأمر وكنت قد ظننت أنه سكب الماء فوقها بالخطأ ، فأجاب لا ، ثم ظننت أنه تعرّق ،فأجاب لا .فقلت له إن الوسادة رطبة ومبللة ، فقال: إعلم يا بني أني نظمت في هذه الليلة فاجعة كربلاء ، وسطرت مصرع الإمام الحسين.
أجل لم يكن الماء سبب البلل ولا كان الحر ، بل كانت على وسادته حرق من كبده ، ودموع سكبت مع مجرى القلم ، فأدركت إلى أي حد كان بولس سلامة مندمجاً مع حال أبطاله ، والى أي مدى كان شريك آلامهم وحليف راياتهم ، وبتّ أفهم بالتمام القصيدة التي وضعها ، ومنها :
أجل لم يكن الماء سبب البلل ولا كان الحر ، بل كانت على وسادته حرق من كبده ، ودموع سكبت مع مجرى القلم ، فأدركت إلى أي حد كان بولس سلامة مندمجاً مع حال أبطاله ، والى أي مدى كان شريك آلامهم وحليف راياتهم ، وبتّ أفهم بالتمام القصيدة التي وضعها ، ومنها :
[poem font="Simplified Arabic,6,red,normal,normal" bkcolor="black" bkimage="" border="ridge,4,red" type=1 line=0 align=center use=sp num="0,black"]
بكيت حتى وسادي نشّ من حرق = وضجّ في قلمي إعوال منتحبِ
أنا المسيحي أبكاني الحسين وقد = شرقت بالدمع حتى كاد يشرق بي[/poem]
والجدير بالذكر أن الشاعر قد أطلق على هذه الليلة إسم ( الليلة الرهيبة ) ، وأنه بقي ثمانية عشر عاماً مقعداً على سرير آلامه وبجانبه كتب لم تفارقه أبداً منها: القرآن الكريم ونهج البلاغة.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
تعليق