وسط إجراءات أمنية مشددة وشعارات نارية ضد الوجود السوري
500 لبناني اعتصموا والسفارة أغلقت أبوابها: (SYRIA OUT)

كتبت وفاء قنصور:
فيما دعت السفارة اللبنانية لدى الكويت منذ يومين الجالية اللبنانية الى الحضور الى مقر السفارة لاصدار بيان وتسليمه الى السفير اللبناني جودت الحجار يتضمن موقف الجالية من الوضع الحالي في لبنان، الا ان المحتشدين فوجئوا لدى وصولهم شارع السفارات ظهر امس باغلاق كافة المداخل المؤدية الى مبنى السفارة ورغم هذا ووسط اجراءات امنية مشددة اعتصم اكثر من 500 شخص من افراد الجالية اللبنانية امام السفارة وحملوا شعارات تدعو للانسحاب السوري والفوري من لبنان مثل «سوريا برا» و«ارحلوا عنا لا نريد منكم شيئا».
وفي بداية الاعتصام وقف المحتشدون دقيقة صمت اجلالا واكبارا على روح الشهيد الرئيس رفيق الحريري ثم رددوا النشيد الوطني اللبناني ثم اصدر افراد الجالية بيانا على خلفية اغتيال الرئيس الحريري تضمن شكرهم وتقديرهم لدولة الكويت حكومة وشعبا في مساندة الشعب اللبناني على مر السنين في تخطي الصعاب الاقتصادية والسياسية مؤكدين ان الكويت هي البلد الثاني لاكثر من 40 الف لبناني عاشوا فيها آمنين وشاكرين ومخلصين.
وطالب البيان باسم الجالية اللبنانية في الكويت كما في كافة انحاء بلاد الاغتراب بمباشرة عمل لجنة التحقيق الدولية للكشف عن مرتكبي جريمة اغتيال الحريري ومعاقبتهم ومعاقبة من يقف وراءهم كما طالب البيان بالانسحاب الفوري والكامل للجيش السوري من لبنان و تفكيك الجهاز الامني المخابراتي السوري-اللبناني المهيمن على الحياة السياسية في لبنان، اضافة الى تأمين حماية الشعب اللبناني وقيادات المعارضة اللبنانية من الارهاب المنظم الذي تمارسه السلطتان اللبنانية والسورية، وتأمين شفافية ونزاهة الانتخابات النيابية كي يعبر الشعب اللبناني عن ممثليه الحقيقيين وتشكيل حكومة وفاق وطني لترميم ما خربته السلطة الحالية.
وتوجه البيان بالشكر لوسائل الاعلام لتغطيتها نشاطات انتفاضة الاستقلال في لبنان وكافة بلاد المهجر، واعلنوا تمسكهم بالاستقلال والسيادة معاهدين اللبنانيين بأنهم سيقومون بواجبهم الوطني في المهجر ساعين لتحقيق مطالب الشعب اللبناني الواحد الحر.
هذا وندد المعتصمون بموقف السفير اللبناني جودت الحجار على موقفه وتصرفه تجاه الجالية اللبنانية في اغلاقه مداخل مبنى السفارة وعدم تواجده واركان السفارة معهم في هذه اللحظات وللاجتماع معهم موحدين مسلمين ومسيحيين لتقديم احر التعازي لأسرة الشهيد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه الذين هدر دمهم على مذبح حرية لبنان.
كما هنأ المعتصمون الشعب الكويتي بعيدي الاستقلال والتحرير والذين -كما قالوا- يفتقدوه في لبنان، معربين عن املهم ان يحتفل لبنان بهذا اليوم من الوجود السوري في لبنان.
وفي نهاية الاعتصام دعا مدير امن العاصمة العميد الدكتور مصطفى الزعابي المعتصمين بمغادرة المكان، وقد استجاب المعتصمون وغادروا شارع السفارات والغضب يتملكهم من موقف السفير اللبناني وهم ينددون بشعارات تهتف«هل اصبحت سفارتنا سفارة سورية» و«عيب عليه سفيرنا يتصرف بهذه الطريقة».
وغادر افراد الجالية اللبنانية المكان ليعبر كل واحد على طريقته اما بوضع العلم اللبناني وصورة الشهيد الرئيس الحريري على سيارته، او باطلاق «زمامير» سيارتهم على شارع الخليج معبرين عن موقفهم الرافض للجريمة البشعة وللوجود السوري في لبنان.
واوضح مديرامن العاصمة العميد الدكتور مصطفى الزعابي للصحافيين انه يحق للجالية اللبنانية التجمع امام سفارتهم ولهم الحرية في ذلك. وقال ان الامور سارت بهدوء وهذا البلد بلدهم، والمعتصمون كانوا منظمين في اعتصامهم واحترموا القوانين الكويتية في عدم اثارة اي بلبلة او اعمال شغب».
اضاف «هذا الامر طبيعي لنا في الكويت بأن يعبر كل شخص عن موقفه ورأيه بأية طريقة يريد الا ان اعمال الشغب مرفوضة.. وهذا الامر كان واضحا والتزم به افراد الجالية اللبنانية الذين قرروا الاعتصام اليوم..».


==========
© 2001-2005 جريدة الوطن ، حقوق الطبع محفوظة