قرابين المشاريع الأميركية: الجنرال شاه مسعود، آية الله باقر الحكيم ، الرئيس الحريري !!
بقلم: سمير عبيد
يلمس الراصد والمتابع للأحداث، والمحلل للمشاريع الأميركية الجديدة نحو المنطقة إن لكل مشروع جديد قربانه، ولكل دولة قربانها الذي تقدمه من خيرة أبنائها من اجل بسط المشروع الأميركي الجديد.
فلقد كان قربان أفغانستان وقُبيل بسط المشروع الأميركي بأفغانستان بقترة قصيرة هو الزعيم الأقوى والأوفر حظا بقيادة أفغانستان، والذي يجتمع عليه جميع شرائح الشعب الأفغاني، وهو الرجل والزعيم القوي نفسيا وروحيا ووطنيا وعسكريا وتكتيكيا المرحوم الشهيد ( أحمد شاه مسعود)، والذي كان يسمى ب ( أسد بانشير) وبانشير هو الوادي الجميل الذي كانت تعسكر به مقرات قوات الجنرال مسعود، والذي استعصى على جميع القوى الوصول إليه.
وهكذا جعلوا السياسي العراقي الذي عول عليه الشعب العراقي المرحوم آية الله السيد محمد باقر الحكيم قربانا للمشروع الأميركي في العراق، وكان الرجل بمثابة الموحد للعراقيين سنة وشيعة ومسيحيين وطوائف أخرى، وكرد وعرب وتركمان!.
ولم يكتف أصحاب المشاريع الأميركية بذلك، فجاء هؤلاء إلى لبنان هذه المرة كي يكون الرئيس المرحوم رفيق الحريري قربانا إلى المشروع الأميركي في لبنان، وهو الرجل الموحد للشعب اللبناني بجميع أطيافه المذهبية والسياسية والدينية.
فأي قدر هذا الذي تكون قرابينه من الوطنيين الجيدين، ومن الذين يريدون توحيد بلدانهم؟
قربان المشروع الأميركي في أفغانستان!!!!!!!!
لقد كان الجنرال أحمد شاه مسعود براغماتيا وعسكريا منضبطا، وكانت له علاقات ممتازة مع الأوربيين، وخصوصا الجانب الفرنسي، ولقد دُعي من قبل الدول الأوربية لجولة سياسية تباحثية وإعلامية جال من خلالها بعض الدول الأوربية، وألقى خطابا في البرلمان الأوربي، والتقى مع كبار السياسيين الأوربيين ونال إعجابهم، وذلك قبل الحرب على أفغانستان بفترة قصيرة، وكان بمثابة مرشح الأوربيين، ولقد أوضح لهم في حينها أنه لن يختلف مع الأميركان حول عملية التدخل ضد نظام طالبان، وقال إني أختلف معهم لأني أطالب بمعرفة الفترة الزمنية التي ستبقى بها القوات الأميركية في أفغانستان، ومعرفة دور العناصر الوطنية في العملية السياسية، مع توضيح رفضه للاحتلال، ويبدو ما طرحه لم يعجب واشنطن، وخصوصا وهي لها مرشحها الذي كان يقيم في ( لوس أنجليس) ويدير مطعما هناك وهو ( حميد قرضاي) والذي كان معدا قبيل الحرب، خصوصا وهو الذي تربطه علاقة خاصة جدا بسفير الولايات المتحدة الحالي في أفغانستان، وهو بمثابة الحاكم الفعلي هناك السيد ( خليل زلماي زاده/ أفغاني يحمل الجنسية الأميركية) والذي كان يشغل سفير الرئيس بوش لدى المعارضة العراقية في الخارج.
ولقد قُتل الجنرال أحمد شاه مسعود القوي، والموحد للبلاد، والمحبوب من جميع الطوائف، والذي كان يمتلك ( الكاريزما) القيادية كونه عسكريا ووطنيا، نعم..تم اغتياله بحيلة وفد تلفزيوني أراد اللقاء معه فتم تفخيخ أحدى الكاميرات لتنفجر في جسده ويستشهد، ويتحول إلى جنازة تاريخية في أفغانستان بكى عليها الخصوم قبل الأصدقاء، وتوحد وراءها الشعب الأفغاني وضاع التحقيق والمتهمون!!.
وتم بسط الأمور كلها إلى مرشح واشنطن ( حميد قرضاي) ليكون على رأس السلطة حاكما محاطا بالأسلاك والدبابات الأميركية، ولازال مستمرا تحت نتائج مسرحية الانتخابات التي قررتها وأدارتها الولايات المتحدة في أفغانستان.
قربان المشروع الأميركي في العراق!!
عاد السياسي العراقي المرحوم آية الله السيد محمد باقر الحكيم إلى العراق بعد نفي دام (23) عاما في إيران، وتحديدا بعد سقوط النظام في العراق، ففوجىء به العراقيون عندما خطب بهم في البصرة والناصرية والنجف الأشرف ليستقر بالأخيرة كونه قدم عرضا لشخصه ولسياساته المستقبلية التي كانت تبشر بالخير، والتي اختلفت جدا عن الطروحات الذي كان يخاطب بها الناس عندما كان مقيما في طهران، أي تحول إلى اللسان العراقي الفصيح، والرؤى العراقية الوطنية الواضحة، وتغليبه الوسطية على جميع الخطوط والرؤى الأخرى، وكان يردد على قوة اللحمة بين السنة والشيعة، ونال إعجاب الطرفين، وحتى مواقفه من الاحتلال كانت تتسم بالتصعيد والنقد والتهديد، وكان موقفه من الفيدرالية الرجوع للشعب العراقي في استفتاء عام حول الموضوع، مما جعله رمزا لمعظم فئات الشعب العراقي، خصوصا عندما أخذ الجانب الديني والاجتماعي، وفضل الإشراف السياسي فقط متنازلا عن الملفات السياسية إلى أخيه السيد عبد العزيز الحكيم، ولكن على يبدو لم يعجب طرحه ونواياه قوات الاحتلال، وبعض القوى العربية و الإقليمية التي لا تريد الاستقرار للعراق، فتمت تصفيته ليكون قربانا للمشروع الأميركي الجديد، وذلك في شهر آب عام 2003 في عملية إجرامية حيث تم تفخيخ السيارات التي كانت تنتظره في باب الصحن العلوي الشريف في النجف الأشرف، وتحديدا بعد الانتهاء من أداء صلاة الجمعة ليقتل هو وثمانين شخصا من المصلين الأبرياء، لتتحول جنازته إلى وحدة الكلمة العراقية، ووحدة اللحمة العراقية حيث حتى في مدينة تكريت السنية و مسقط الرئيس العراقي السابق صدام حسين كانت المآتم على روح الشهيد.
ولقد تحولت العملية السياسية في العراق، وبعد استشهاده مباشرة إلى عملية إنبطاحية وتبعية إلى المحتل الذي تمثله الولايات المتحدة، والى بعض الدوائر العربية و الإقليمية التي تدخلت في الشؤون العراقية بشكل سافر، أما مسألة التحقيق في عملية الاغتيال فبقيت سرا ولازالت في خبر كان!.
قربان المشروع الأميركي في لبنان!!
اطلعنا على الحب المفاجىء والشوق العارم من الولايات المتحدة وفرنسا وبشكل ملفت للنظر إلى لبنان، واطلعنا على بنود قرار مجلس الأمن المرقم ( 1559) والذي في جوفه بنودا عبارة عن طلبات إسرائيلية بحته، وعندما تقرأها تسمع صدى خطابات وطلبات بيريز وشارون وشالوم، وكان بمثابة إطلاق النار على اتفاق الطائف، و من خلال الإحساس الذي ينتاب كل مختص وحريص عند الإطلاع على بنود هذا القرار يشعر برائحة التقسيم، والفتنة الحزبية والاجتماعية، وخلق القوى الجديدة وبؤر التوتر في لبنان، مع العلم نحن نشدد على سوريا والقيادة السورية إن تعجل بالتفاهم مع القوى اللبنانية حول عملية الوجود السوري في لبنان، وكنا ولا زلنا نقول إن كل تقاعس، وكل تأخير في التفاهم سيكون ثقلا وربما شرارة تحرق السوريين واللبنانيين والمنطقة معا، خصوصا وهناك دولا كبرى تفتح أفواهها كالحيتان كي تتدخل في لبنان وتخنق سوريا.
نعتقد لم يكن الرئيس المرحوم ( رفيق الحريري) طائفيا، بل جسد الرجل روح التسامح من خلال انتمائه لحركة القوميين العرب، وكذلك جسد ذلك من خلال علاقاته المتميزة مع حزب الله وأمينه العام السيد حسن نصر، وكذلك مع الأطراف المسيحية والدرزية وغيرها، و كان الجسر القوي بين جميع الأطراف السياسية، وبين الحكومة والمعارضة، وكان السيف المجرّب بالإنجازات والقيادة الناجحة من خلال فاعليته في إنضاج اتفاق الطائف، ومن خلال قيادته السياسية والحكومية، والتي خلت من الدم والصدام طيلة فترة قيادته للعملية السياسية، والتي استطاع من خلالها تمتين علاقات لبنان الدولية ومع مختلف البلدان العالمية والعربية والإقليمية، واستطاع أخراج لبنان من قمقم الإرهاب والنظرة الدولية التي يشوبها الشك من قبل دول العالم، ليجعل لبنان والمواطن اللبناني في موقع الاطمئنان والاحترام.
ونستطيع القول إنه الشخص القوي في لبنان من الناحية السياسية والاجتماعية والاقتصادية، لهذا أحبه الشعب اللبناني، وأحب هو شعبه، ناهيك عن المشاريع العمرانية ومشاريع الخير والتنمية التي قام بها وفي جميع المستويات، وكان من الرافضين إلى عملية توطين الفلسطينيين في لبنان، ومن الرافضين إلى عمليات نزع أسلحة المليشيات وفي مقدمتها حزب الله وبالطريقة التي تريدها الولايات المتحدة، ومن الرافضين إلى شق الصف اللبناني وزرع الخلاف السياسي مع سوريا، وكان ميال للتفاهم وصولا لجميع طلبات الشعب اللبناني، وكان يدعم المقاومة في الجنوب اللبناني، لهذه الأسباب يبدو قرروا التخلص من المرحوم رفيق الحريري، وبطريقة خسيسة وجبانة عندما فجروا موكبه في 14/2/2005 كي يتهموا الأطراف التي هم يريدون اتهامها سلفا، ومن ثم تجيير مقتل الحريري نحو تسريع المشروع الأميركي في لبنان.
لذا ليس اعتباطا أن يؤكد الرئيس الأميركي في خطابه إلى الأوربيين في بروكسل على الوضع اللبناني، والديموقراطية الموعودة في لبنان ولعدة مرات حيث قال ( إن لبنان هو البلد الرابع الذي سيدخل الديموقراطية والحرية الجديدة بعد أفغانستان والعراق والسلطة الفلسطينية).
ولكننا لا ندري عن أي ديموقراطية يتكلم الرئيس( بوش) وهناك الذبح والقتل المستمر وانتهاكات حقوق الإنسان المستمرة في أفغانستان والعراق والأراضي الفلسطينية، لذا نعتقد إن الشعب اللبناني ليس بحاجة إلى ديموقراطية وحرية الرئيس بوش، وما عند اللبنانيين من حرية و ديموقراطية تفوق ديموقراطية بوش، والتي فرضها بالاباتشي والهامفي وبتفتيت الدول كما هو حاصل في العراق وأفغانستان.
نناشد الشعب اللبناني أن ينقذ نفسه من ورطة الرئيس بوش، وأن لا ينزلق في المخطط الأميركي الذي كان قربانه المرحوم الرئيس ( رفيق الحريري)!.
ونبقى نكرر السؤال الذي يخرج مصحوبا بالخوف:
من سيكون قربان المشروع الأميركي في سوريا ، والسعودية، والأمارات ، ومصر وغيرها من الدول العربية ، ومن سيكون قربان ديموقراطية وحرية الرئيس بوش في الدول العربية المتبقية؟
اللهم احفظ الأمة العربية والإسلامية من المشاريع الأميركية والصهيونية.. واللهم أعطي الحكمة والعقل إلى الحكام العرب الذين جثموا على صدور الشعوب العربية منذ عقود وعقود، بأن يرحلوا بكرامتهم أو يفتحوا شباك الحرية والإصلاح والديموقراطية، وبعيدا عن تدخل واشنطن عسى ينالوا رحمة الله وشعوبهم!.
كاتب وسياسي عراقي
22.2.2005
samiroff@hotmail.com
بقلم: سمير عبيد
يلمس الراصد والمتابع للأحداث، والمحلل للمشاريع الأميركية الجديدة نحو المنطقة إن لكل مشروع جديد قربانه، ولكل دولة قربانها الذي تقدمه من خيرة أبنائها من اجل بسط المشروع الأميركي الجديد.
فلقد كان قربان أفغانستان وقُبيل بسط المشروع الأميركي بأفغانستان بقترة قصيرة هو الزعيم الأقوى والأوفر حظا بقيادة أفغانستان، والذي يجتمع عليه جميع شرائح الشعب الأفغاني، وهو الرجل والزعيم القوي نفسيا وروحيا ووطنيا وعسكريا وتكتيكيا المرحوم الشهيد ( أحمد شاه مسعود)، والذي كان يسمى ب ( أسد بانشير) وبانشير هو الوادي الجميل الذي كانت تعسكر به مقرات قوات الجنرال مسعود، والذي استعصى على جميع القوى الوصول إليه.
وهكذا جعلوا السياسي العراقي الذي عول عليه الشعب العراقي المرحوم آية الله السيد محمد باقر الحكيم قربانا للمشروع الأميركي في العراق، وكان الرجل بمثابة الموحد للعراقيين سنة وشيعة ومسيحيين وطوائف أخرى، وكرد وعرب وتركمان!.
ولم يكتف أصحاب المشاريع الأميركية بذلك، فجاء هؤلاء إلى لبنان هذه المرة كي يكون الرئيس المرحوم رفيق الحريري قربانا إلى المشروع الأميركي في لبنان، وهو الرجل الموحد للشعب اللبناني بجميع أطيافه المذهبية والسياسية والدينية.
فأي قدر هذا الذي تكون قرابينه من الوطنيين الجيدين، ومن الذين يريدون توحيد بلدانهم؟
قربان المشروع الأميركي في أفغانستان!!!!!!!!
لقد كان الجنرال أحمد شاه مسعود براغماتيا وعسكريا منضبطا، وكانت له علاقات ممتازة مع الأوربيين، وخصوصا الجانب الفرنسي، ولقد دُعي من قبل الدول الأوربية لجولة سياسية تباحثية وإعلامية جال من خلالها بعض الدول الأوربية، وألقى خطابا في البرلمان الأوربي، والتقى مع كبار السياسيين الأوربيين ونال إعجابهم، وذلك قبل الحرب على أفغانستان بفترة قصيرة، وكان بمثابة مرشح الأوربيين، ولقد أوضح لهم في حينها أنه لن يختلف مع الأميركان حول عملية التدخل ضد نظام طالبان، وقال إني أختلف معهم لأني أطالب بمعرفة الفترة الزمنية التي ستبقى بها القوات الأميركية في أفغانستان، ومعرفة دور العناصر الوطنية في العملية السياسية، مع توضيح رفضه للاحتلال، ويبدو ما طرحه لم يعجب واشنطن، وخصوصا وهي لها مرشحها الذي كان يقيم في ( لوس أنجليس) ويدير مطعما هناك وهو ( حميد قرضاي) والذي كان معدا قبيل الحرب، خصوصا وهو الذي تربطه علاقة خاصة جدا بسفير الولايات المتحدة الحالي في أفغانستان، وهو بمثابة الحاكم الفعلي هناك السيد ( خليل زلماي زاده/ أفغاني يحمل الجنسية الأميركية) والذي كان يشغل سفير الرئيس بوش لدى المعارضة العراقية في الخارج.
ولقد قُتل الجنرال أحمد شاه مسعود القوي، والموحد للبلاد، والمحبوب من جميع الطوائف، والذي كان يمتلك ( الكاريزما) القيادية كونه عسكريا ووطنيا، نعم..تم اغتياله بحيلة وفد تلفزيوني أراد اللقاء معه فتم تفخيخ أحدى الكاميرات لتنفجر في جسده ويستشهد، ويتحول إلى جنازة تاريخية في أفغانستان بكى عليها الخصوم قبل الأصدقاء، وتوحد وراءها الشعب الأفغاني وضاع التحقيق والمتهمون!!.
وتم بسط الأمور كلها إلى مرشح واشنطن ( حميد قرضاي) ليكون على رأس السلطة حاكما محاطا بالأسلاك والدبابات الأميركية، ولازال مستمرا تحت نتائج مسرحية الانتخابات التي قررتها وأدارتها الولايات المتحدة في أفغانستان.
قربان المشروع الأميركي في العراق!!
عاد السياسي العراقي المرحوم آية الله السيد محمد باقر الحكيم إلى العراق بعد نفي دام (23) عاما في إيران، وتحديدا بعد سقوط النظام في العراق، ففوجىء به العراقيون عندما خطب بهم في البصرة والناصرية والنجف الأشرف ليستقر بالأخيرة كونه قدم عرضا لشخصه ولسياساته المستقبلية التي كانت تبشر بالخير، والتي اختلفت جدا عن الطروحات الذي كان يخاطب بها الناس عندما كان مقيما في طهران، أي تحول إلى اللسان العراقي الفصيح، والرؤى العراقية الوطنية الواضحة، وتغليبه الوسطية على جميع الخطوط والرؤى الأخرى، وكان يردد على قوة اللحمة بين السنة والشيعة، ونال إعجاب الطرفين، وحتى مواقفه من الاحتلال كانت تتسم بالتصعيد والنقد والتهديد، وكان موقفه من الفيدرالية الرجوع للشعب العراقي في استفتاء عام حول الموضوع، مما جعله رمزا لمعظم فئات الشعب العراقي، خصوصا عندما أخذ الجانب الديني والاجتماعي، وفضل الإشراف السياسي فقط متنازلا عن الملفات السياسية إلى أخيه السيد عبد العزيز الحكيم، ولكن على يبدو لم يعجب طرحه ونواياه قوات الاحتلال، وبعض القوى العربية و الإقليمية التي لا تريد الاستقرار للعراق، فتمت تصفيته ليكون قربانا للمشروع الأميركي الجديد، وذلك في شهر آب عام 2003 في عملية إجرامية حيث تم تفخيخ السيارات التي كانت تنتظره في باب الصحن العلوي الشريف في النجف الأشرف، وتحديدا بعد الانتهاء من أداء صلاة الجمعة ليقتل هو وثمانين شخصا من المصلين الأبرياء، لتتحول جنازته إلى وحدة الكلمة العراقية، ووحدة اللحمة العراقية حيث حتى في مدينة تكريت السنية و مسقط الرئيس العراقي السابق صدام حسين كانت المآتم على روح الشهيد.
ولقد تحولت العملية السياسية في العراق، وبعد استشهاده مباشرة إلى عملية إنبطاحية وتبعية إلى المحتل الذي تمثله الولايات المتحدة، والى بعض الدوائر العربية و الإقليمية التي تدخلت في الشؤون العراقية بشكل سافر، أما مسألة التحقيق في عملية الاغتيال فبقيت سرا ولازالت في خبر كان!.
قربان المشروع الأميركي في لبنان!!
اطلعنا على الحب المفاجىء والشوق العارم من الولايات المتحدة وفرنسا وبشكل ملفت للنظر إلى لبنان، واطلعنا على بنود قرار مجلس الأمن المرقم ( 1559) والذي في جوفه بنودا عبارة عن طلبات إسرائيلية بحته، وعندما تقرأها تسمع صدى خطابات وطلبات بيريز وشارون وشالوم، وكان بمثابة إطلاق النار على اتفاق الطائف، و من خلال الإحساس الذي ينتاب كل مختص وحريص عند الإطلاع على بنود هذا القرار يشعر برائحة التقسيم، والفتنة الحزبية والاجتماعية، وخلق القوى الجديدة وبؤر التوتر في لبنان، مع العلم نحن نشدد على سوريا والقيادة السورية إن تعجل بالتفاهم مع القوى اللبنانية حول عملية الوجود السوري في لبنان، وكنا ولا زلنا نقول إن كل تقاعس، وكل تأخير في التفاهم سيكون ثقلا وربما شرارة تحرق السوريين واللبنانيين والمنطقة معا، خصوصا وهناك دولا كبرى تفتح أفواهها كالحيتان كي تتدخل في لبنان وتخنق سوريا.
نعتقد لم يكن الرئيس المرحوم ( رفيق الحريري) طائفيا، بل جسد الرجل روح التسامح من خلال انتمائه لحركة القوميين العرب، وكذلك جسد ذلك من خلال علاقاته المتميزة مع حزب الله وأمينه العام السيد حسن نصر، وكذلك مع الأطراف المسيحية والدرزية وغيرها، و كان الجسر القوي بين جميع الأطراف السياسية، وبين الحكومة والمعارضة، وكان السيف المجرّب بالإنجازات والقيادة الناجحة من خلال فاعليته في إنضاج اتفاق الطائف، ومن خلال قيادته السياسية والحكومية، والتي خلت من الدم والصدام طيلة فترة قيادته للعملية السياسية، والتي استطاع من خلالها تمتين علاقات لبنان الدولية ومع مختلف البلدان العالمية والعربية والإقليمية، واستطاع أخراج لبنان من قمقم الإرهاب والنظرة الدولية التي يشوبها الشك من قبل دول العالم، ليجعل لبنان والمواطن اللبناني في موقع الاطمئنان والاحترام.
ونستطيع القول إنه الشخص القوي في لبنان من الناحية السياسية والاجتماعية والاقتصادية، لهذا أحبه الشعب اللبناني، وأحب هو شعبه، ناهيك عن المشاريع العمرانية ومشاريع الخير والتنمية التي قام بها وفي جميع المستويات، وكان من الرافضين إلى عملية توطين الفلسطينيين في لبنان، ومن الرافضين إلى عمليات نزع أسلحة المليشيات وفي مقدمتها حزب الله وبالطريقة التي تريدها الولايات المتحدة، ومن الرافضين إلى شق الصف اللبناني وزرع الخلاف السياسي مع سوريا، وكان ميال للتفاهم وصولا لجميع طلبات الشعب اللبناني، وكان يدعم المقاومة في الجنوب اللبناني، لهذه الأسباب يبدو قرروا التخلص من المرحوم رفيق الحريري، وبطريقة خسيسة وجبانة عندما فجروا موكبه في 14/2/2005 كي يتهموا الأطراف التي هم يريدون اتهامها سلفا، ومن ثم تجيير مقتل الحريري نحو تسريع المشروع الأميركي في لبنان.
لذا ليس اعتباطا أن يؤكد الرئيس الأميركي في خطابه إلى الأوربيين في بروكسل على الوضع اللبناني، والديموقراطية الموعودة في لبنان ولعدة مرات حيث قال ( إن لبنان هو البلد الرابع الذي سيدخل الديموقراطية والحرية الجديدة بعد أفغانستان والعراق والسلطة الفلسطينية).
ولكننا لا ندري عن أي ديموقراطية يتكلم الرئيس( بوش) وهناك الذبح والقتل المستمر وانتهاكات حقوق الإنسان المستمرة في أفغانستان والعراق والأراضي الفلسطينية، لذا نعتقد إن الشعب اللبناني ليس بحاجة إلى ديموقراطية وحرية الرئيس بوش، وما عند اللبنانيين من حرية و ديموقراطية تفوق ديموقراطية بوش، والتي فرضها بالاباتشي والهامفي وبتفتيت الدول كما هو حاصل في العراق وأفغانستان.
نناشد الشعب اللبناني أن ينقذ نفسه من ورطة الرئيس بوش، وأن لا ينزلق في المخطط الأميركي الذي كان قربانه المرحوم الرئيس ( رفيق الحريري)!.
ونبقى نكرر السؤال الذي يخرج مصحوبا بالخوف:
من سيكون قربان المشروع الأميركي في سوريا ، والسعودية، والأمارات ، ومصر وغيرها من الدول العربية ، ومن سيكون قربان ديموقراطية وحرية الرئيس بوش في الدول العربية المتبقية؟
اللهم احفظ الأمة العربية والإسلامية من المشاريع الأميركية والصهيونية.. واللهم أعطي الحكمة والعقل إلى الحكام العرب الذين جثموا على صدور الشعوب العربية منذ عقود وعقود، بأن يرحلوا بكرامتهم أو يفتحوا شباك الحرية والإصلاح والديموقراطية، وبعيدا عن تدخل واشنطن عسى ينالوا رحمة الله وشعوبهم!.
كاتب وسياسي عراقي
22.2.2005
samiroff@hotmail.com
تعليق