السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
روي أن لقمان الحكيم قال لولده في وصيته: لا تعلق قلبك برضا الناس و مدحهم و ذمهم فإن ذلك لا يحصل و لو بالغ الإنسان في تحصيله بغاية قدرته. فقال ولده ما معناه أحب أن أرى لذلك مثالا أو فعالا أو مقالا. فقال له: أخرج أنا و أنت، فخرجا و معهما بهيمة فركبه لقمان و ترك ولده يمشي وراءه فاجتازوا على قوم فقالوا: هذا شيخ قاسي القلب قليل الرحمة يركب هو الدابة و هو أقوى من هذا الصبي و يترك هذا الصبي يمشي وراءه و إن هذا بئس التدبير.
فقال لولده: سمعت قولهم و إنكارهم لركوبي و مشيك. فقال: نعم. فقال: اركب أنت يا ولدي حتى أمشي أنا. فركب ولده و مشى لقمان فاجتازوا على جماعة أخرى فقالوا: هذا بئس الوالد و هذا بئس الولد أما أبوه فإنه ما أدب هذا الصبي حتى يركب الدابة و يترك والده يمشي وراءه و الوالد أحق بالاحترام و الركوب و أما الولد فإنه عق والده بهذه الحال فكلاهما أساءا في الفعال.
فقال لقمان لولده: سمعت. فقال: نعم. فقال: نركب معا الدابة. فركبا معا فاجتازا على جماعة فقالوا: ما في قلب هذين الراكبين رحمة و لا عندهم من الله خير يركبان معا الدابة يقطعان ظهرها و يحملانها ما لا تطيق لو كان قد ركب واحد و مشى واحد كان أصلح و أجود.
فقال: سمعت. فقال: نعم. فقال: هات حتى نترك الدابة تمشي خالية من ركوبنا. فساقا الدابة بين أيديهما و هما يمشيان فاجتازا على جماعة فقالوا: هذا عجيب من هذين الشخصين يتركان دابة فارغة تمشي بغير راكب و يمشيان و ذموهما على ذلك كما ذموهما على كل ما كان.
فقال لولده: ترى في تحصيل رضاهم حيلة لمحتال؟ فلا تلتفت إليهم و اشتغل برضا الله جل جلاله ففيه شغل شاغل و سعادة و إقبال في الدنيا و يوم الحساب و السؤال.
فقال لولده: سمعت قولهم و إنكارهم لركوبي و مشيك. فقال: نعم. فقال: اركب أنت يا ولدي حتى أمشي أنا. فركب ولده و مشى لقمان فاجتازوا على جماعة أخرى فقالوا: هذا بئس الوالد و هذا بئس الولد أما أبوه فإنه ما أدب هذا الصبي حتى يركب الدابة و يترك والده يمشي وراءه و الوالد أحق بالاحترام و الركوب و أما الولد فإنه عق والده بهذه الحال فكلاهما أساءا في الفعال.
فقال لقمان لولده: سمعت. فقال: نعم. فقال: نركب معا الدابة. فركبا معا فاجتازا على جماعة فقالوا: ما في قلب هذين الراكبين رحمة و لا عندهم من الله خير يركبان معا الدابة يقطعان ظهرها و يحملانها ما لا تطيق لو كان قد ركب واحد و مشى واحد كان أصلح و أجود.
فقال: سمعت. فقال: نعم. فقال: هات حتى نترك الدابة تمشي خالية من ركوبنا. فساقا الدابة بين أيديهما و هما يمشيان فاجتازا على جماعة فقالوا: هذا عجيب من هذين الشخصين يتركان دابة فارغة تمشي بغير راكب و يمشيان و ذموهما على ذلك كما ذموهما على كل ما كان.
فقال لولده: ترى في تحصيل رضاهم حيلة لمحتال؟ فلا تلتفت إليهم و اشتغل برضا الله جل جلاله ففيه شغل شاغل و سعادة و إقبال في الدنيا و يوم الحساب و السؤال.
[poem font="Simplified Arabic,6,orange,normal,normal" bkcolor="darkblue" bkimage="" border="double,4,orange" type=1 line=0 align=center use=sp num="0,black"]
وما من أحد من ألسن الناس سالماً= ولو أنه ذاك النبي المطهر
فلو كان مقداماً يقولون أهوج = وإن كان مفضالاً يقولون مبذر
وإن كان سكّيتاً يقولون أبكم = وإن كان منطيقاً يقولون مهذر
وإن كان صوّاماً وبالليل قائماً = يقولون زرّاق يرائي ويمكر
فلا تكترث بالناس في المدح والثنا = ولا تخش غير الله فالله أكبر [/poem]
تعليق