السيستاني "طوسي" العصر وان كره الحاقدون .....
محمد البحراني
لا شك ان الذين هاجموا السيستاني وتطاولوا على مقامه الشريف كانت تنقصهم ليس الحكمة فحسب بل "الحلم" وكظم الغيض كأحد ابرز صفات العقلاء والحكماء .. والذين تعدوا على شخص السيد السيستاني بكلمات وعبارات فظة وغليظة هم في الحقيقة اعتدوا على انفسهم وظلموها لانهم لم يواجهوا السيستاني في منطقه ومنهجه القائم على السلم والعمل السلمي من اجل تخليص العراق من هجمة "التتار العرب" المتمثلة في عصابات البعث القومية والسلفية العربية التي رأت في خروج الشيعة من القمقم قد وصل الى مرحلة اللاعودة سوف يترك تأثيره ان لم يكن اليوم او الغد ففي المستقبل القريب على كل دول المنطقة ‘ فهم واجهوا السيستاني بغيضهم وحقدهم ونفثوا ما تحمله ذواتهم من قيم بائسة وخلق منحطة وصلت بهم الى مثل هذه الصفاقات الرديئة التي ليست لها علاقة بالرأي والرأي الاخر وحرية التعبير كما اراد ان يبرر ذلك لنا الدعي انور عبد الرحمن في كلمته في صحيفة السلطة الطائفية ..
نحن نعلم ان سميرة رجب "البحرانية" تمثل نموذجا قبيحا وسافلا لمدرسة البعث الشوفينية فهي عندما تستغل "منبرا" اعلاميا لتمرر عبرها اجندتها السوقية من خلال بعض المقالات والكتابات البائسة وتتهجم على رموز الشيعةكاالسيد السيستاني في وصفها اياه بـ"الجنرال السيستاني" رغم اذن ذلك لم ينقص شيئا من شخصية السيد حيث "المذمة من الناقص " كمال للمنتقص منه فان الامر يتجاوز حدود الرأي وحرية التعبير ويتجاوز حتى حدود اللياقة والادب ليصل الى المس بكرامة الانسان وحريته والتحريض على الكراهية التي يرفضها القانون وبيان حقوق الانسان ..
ولا شك ان الذين نالو وينالون من السيد السيستاني رغم انه من اكثر زعماء العالم صمتا والتزاما باالحيطة في الكلام ولم يصدر منه لحد هذه الساعة خطابا يتحدث من خلاله للناس على عكس المرحوم السيد الخميني بل ولم يلتقي في حياته بامريكي ورفض استقبال السفير الامريكي في النجف ‘ بغض النظر عن صحة هذا الموقف او خطأه رغم اننا على يقين ان الامر يتعلق بظروف معينة يحاول قدر الامكان في ظلها تجريد المغرضين والارهابيين والسلفبعثيين من اي مبرر يمكن ان يستغلوه لتحقيق ماربهم في نشر الفوضى والارتباك في الساحة ‘ يهدفون نهج السيد السيستاني واسلوب تعامله مع المشهد العراقي السياسي الذي اثبت للعالم بانه من اكثر الاساليب عقلانية وحضارية نال اعجاب العدوا قبل الصديق .. ولكن الذين في قلوبهم "مرض" والذين يرون في نهج ابن لادن والمسخ الاثول الزرقاوي وكل جماعات الارهاب والقتل نموذجا للتعامل مع الحياة والبشر وحتى الجماد والحيوان فانهم يرون ان "نهج" السيد السيستاني سوف يعريهم على حقيقتهم ويضعهم امام واقعهم البائس الممتزج بدماء الابرياء واهات اليتامى وانات الثكالى الذين ازهقت جماعات الارهاب العربية والبعثية والوهابية ارواح اباءهم او زوجاتهم او ابناء شعبهم لا لشيئ سوى انهم رفضوا منطق القتل والارهاب ورفضوا الدخول في مشاريع المزايدات والشعارات القومية العفنة .. كما ان نهج السيستاني يشكل تهديدا قائما ومستمرا لكل التوجهات الشمولية والشوفينية ويمثل تحديا جديدا لمدارس العنف والتطرف .. السيستاني يمثل رجلا من الطراز الاول في الاصلاح والديمقراطية رغم انه لم يتفوه بكلمة "الديمقراطية" في حياته ولم يتاجر بمفرداتها الا انه طبقها في تعاطيه مع المشهد العراقي ودعا اتباعه الى تطبيقها في حياتهم وممارساتهم .. فهو امتداد لنهج شيخ الطائفة ومؤسس مدرسة الاجتهاد والانفتاح نصير الدين الطوسي الذي واجه ظرفا شبيها بما يواجهه اليوم السيستاني رغم ان الطوسي كان يتفوق على السيد السيستاني في مرتبته العلمية والفقهية وكان من اعلام الشيعة البارزين في مجالات عديدة وليس اقلها السياسة وتعاطيها الحضاري والعقلاني معها ومع معطياتها في زمانه لذلك سمي بـشيخ الطائفة" و "استاذ الحكماء" لكون انه كان افضل عصره في العلوم العقلية وقد تخرج على يديه نخبة من الرياضيين والفلاسفة .. ((قال عنه ابن شاكر الكتبي :« انه فيلسوف» ؛ وقال ابن المطهَّر الحلي : « كان أفضل عصره في العلوم العقلية »؛ وسمَّاه آغا بزرك« أستاذ الحكماء والمتكلَّمين ، وأفضل الحكماء والمتكلمين ، وحجة« الفرقة الناجية » ؛ وقال عنه الحرانَّي « أفضل المتأخرين » ؛ وذهب بعضهم إلى القول : انه تجاوز أعمال سابقيه من الفلاسفة الكبار ، أمثال : الفارابي ، وابن رشد ، وابن سينا ، وقال الدكتور علي اكبر فياض : إن نصير الدين الطوسي من اكبر المشتغلين في العلوم العقلية بعد ابن سينا . وقال عنه جورج سارتون Georges Sarton: « انه أعظم علماء الإسلام – ومن أكبر رياضيهم » ؛ واعتبره بروكلمان Brocklmann: أشهر علماء القرن السابع ، وأشهر مؤلفيه على الإطلاق. وقد نقل القمي عن ابن المطهِّر قوله : « كان النصير اشرف من شاهدناه في الأخلاق ، وقد يكون للدور السياسي الكبير الذي كان يضطلع فيه بعد فتح المغول لبغداد اكبر الأثر في ترك الآثار للناس عن شخصيته الكبرى وسلوكه مع أعدائه وأصدقائه ».)) *مجلة الصفر عدد26 *
الطوسي بحكمته وسياسته حافظ على الفكر الشيعي واعطاءه الاستمراررية والمرونة في مواجهة التحديات التي كانت قائمة في ذلك الزمان ولعل اهم التحديات التي واجهها هي حملة التشكيك والتسقيط التي حمل رايتها ليومنا هذا الوهابيون والسنة المتطرفون والقوميون الشوفينيون وهي حملة مدجنة ومقصودة كانت تستهدف ولازالت التشيع والشيعة لكون انهم ابدوا الحكمة والعقلانية في كيفية التعاطي مع معطيات الاحتلال المغولي ووقوع بغداد في قبضة الحكم المغولي الذي تمكن الشيخ الطوسي بمد خيط العلاقة مع الحكام الجدد ومن خلالها استطاع ان يحافظ على الكيان الشيعي وعلى المكتبة الشيعية التي كانت عامرة بمختلف انواع العلوم الا انها لم تسلم من هجمة "تتار العرب" والتتاريين السنة الذين هجموا على مكتبة الطوسي بعد سقوط دولة البويهيين ومجيئ السلاجقة الذين تعاطفوا مع السنة وباشروا بحملة ارهابية شبيهة بما تقوم به اليوم الجماعات السلفية والبعثية ..
السيستاني هو طوسي عصره وقد يتعالى في فهمه السياسي للوضع الشيعي من "شيخ" طائفته الطوسي من جهة تراكم التجارب السابقة وخاصة تجربة اقصاء الشيعة عن الحكم لمدة 1400 سنة وقيادته "السفينة الشيعية" في بحر لجي عاتية الامواج ونجاحه في ايصال راكبيها نحو شاطئ "الحكم" وهو امر لم يتحقق لاستاذ الحكماء الشيخ الطوسي ولذلك نجد اليوم ان الحملة الشعواء التي يتعرض لها السيستاني تفوق تلك التي تعرض لها الطوسي وان انهر الدماء التي اريقت لشيعة اهل البيت وتراق في العراق على ايدي السنة السلفيين والبعث القومي الشوفيني قد طافت الركب ..
"تتار العرب" من السنة السلفية والقومجية هالهم وغاضهم وصول الشيعة الى الحكم في العراق .. وشدة حقدهم دفعتهم الى تبني راية "المقاومة" البائسة من اجل اعادة الشيعة الى القمقم .. ومن هنا ايضا نلمس بوضوح قيام تحالف بين كل القوى الارهابية السنية والقومية وبعض من "جحوش الشيعة" من اجل منع تحقيق الاصلاح الحقيقي والديمقراطية الصحيحة التي وجد العالم في نهج السيستاني وطريقة نزوعه البروغماتي وتعاطيه السلمي مع الاحداث الساخنة مثلا ونموذجا يمكن ان يطبق في اصلاح عموم االشرق الاوسط .. حيث مع غياب الفكر الوسطي المعتدل لدي السنة وانتشار التطرف والنزعة الارهابية لدي عموم الساحة السنية وتعاطف هذه الساحة في اغلبها مع النزعات العنفية وسهولة انقيادها باتجاه تبني نهج الارهاب والقتل وغياب الضوابط الاخلاقية بعكس الفكر الشيعي الذي وان وجد في بحبوحته بعض المتطرفين وهم قلة قليلة جدا الا انه فكر اثبت جدارته الاخلاقية وانضباطه في مسئلة الدماء والذمم ‘ فان الحاجة الى "السيستانية" كفكر ومنهج للديمقراطية والاصلاح امر في غاية الاهمية ..
والبحرين التي يشكل الشيعة فيها الاغلبية لم ياتي "الاصلاح السني" بشيئ جديد سوى تكريس للاستبداد المقننن واستمرار الحكم في ابقاء المعادلة الظالمة مع قليل من رتوش الديمقراطية التي لا تلامس العمق وتغير الواقع باتجاه المشاركة الشعبية في صنع القرار .. ولعل التجربة العراقية ودرسها الانتخابي الناجح هو الذي دفع ببعض الجهال والحاقدين للتهجم على السيستاني في وسائل الاعلام المحلية وصحيفة اخبار الخليج كي لا تتكرر التجربة ويستفاد من دروسها في تحقيق الديمقراطية الحقيقية في البحرين وليس على الطريقة البدوقراطية التي يريدها حكام ال خليفة للبحرين .. وحري بحكام البحرين ان يتعلموا من الدرس العراقي وديمقراطيته ما يبيض به وجوههم لا ان ان يستمروا في تزييف الحقائق وقلب الامور بما يخدم اجندتهم الطائفية والشمولية المنتنهية صلاحيتها بسقوط هبل العراق صدام التكريتي ..
محمد البحراني
لا شك ان الذين هاجموا السيستاني وتطاولوا على مقامه الشريف كانت تنقصهم ليس الحكمة فحسب بل "الحلم" وكظم الغيض كأحد ابرز صفات العقلاء والحكماء .. والذين تعدوا على شخص السيد السيستاني بكلمات وعبارات فظة وغليظة هم في الحقيقة اعتدوا على انفسهم وظلموها لانهم لم يواجهوا السيستاني في منطقه ومنهجه القائم على السلم والعمل السلمي من اجل تخليص العراق من هجمة "التتار العرب" المتمثلة في عصابات البعث القومية والسلفية العربية التي رأت في خروج الشيعة من القمقم قد وصل الى مرحلة اللاعودة سوف يترك تأثيره ان لم يكن اليوم او الغد ففي المستقبل القريب على كل دول المنطقة ‘ فهم واجهوا السيستاني بغيضهم وحقدهم ونفثوا ما تحمله ذواتهم من قيم بائسة وخلق منحطة وصلت بهم الى مثل هذه الصفاقات الرديئة التي ليست لها علاقة بالرأي والرأي الاخر وحرية التعبير كما اراد ان يبرر ذلك لنا الدعي انور عبد الرحمن في كلمته في صحيفة السلطة الطائفية ..
نحن نعلم ان سميرة رجب "البحرانية" تمثل نموذجا قبيحا وسافلا لمدرسة البعث الشوفينية فهي عندما تستغل "منبرا" اعلاميا لتمرر عبرها اجندتها السوقية من خلال بعض المقالات والكتابات البائسة وتتهجم على رموز الشيعةكاالسيد السيستاني في وصفها اياه بـ"الجنرال السيستاني" رغم اذن ذلك لم ينقص شيئا من شخصية السيد حيث "المذمة من الناقص " كمال للمنتقص منه فان الامر يتجاوز حدود الرأي وحرية التعبير ويتجاوز حتى حدود اللياقة والادب ليصل الى المس بكرامة الانسان وحريته والتحريض على الكراهية التي يرفضها القانون وبيان حقوق الانسان ..
ولا شك ان الذين نالو وينالون من السيد السيستاني رغم انه من اكثر زعماء العالم صمتا والتزاما باالحيطة في الكلام ولم يصدر منه لحد هذه الساعة خطابا يتحدث من خلاله للناس على عكس المرحوم السيد الخميني بل ولم يلتقي في حياته بامريكي ورفض استقبال السفير الامريكي في النجف ‘ بغض النظر عن صحة هذا الموقف او خطأه رغم اننا على يقين ان الامر يتعلق بظروف معينة يحاول قدر الامكان في ظلها تجريد المغرضين والارهابيين والسلفبعثيين من اي مبرر يمكن ان يستغلوه لتحقيق ماربهم في نشر الفوضى والارتباك في الساحة ‘ يهدفون نهج السيد السيستاني واسلوب تعامله مع المشهد العراقي السياسي الذي اثبت للعالم بانه من اكثر الاساليب عقلانية وحضارية نال اعجاب العدوا قبل الصديق .. ولكن الذين في قلوبهم "مرض" والذين يرون في نهج ابن لادن والمسخ الاثول الزرقاوي وكل جماعات الارهاب والقتل نموذجا للتعامل مع الحياة والبشر وحتى الجماد والحيوان فانهم يرون ان "نهج" السيد السيستاني سوف يعريهم على حقيقتهم ويضعهم امام واقعهم البائس الممتزج بدماء الابرياء واهات اليتامى وانات الثكالى الذين ازهقت جماعات الارهاب العربية والبعثية والوهابية ارواح اباءهم او زوجاتهم او ابناء شعبهم لا لشيئ سوى انهم رفضوا منطق القتل والارهاب ورفضوا الدخول في مشاريع المزايدات والشعارات القومية العفنة .. كما ان نهج السيستاني يشكل تهديدا قائما ومستمرا لكل التوجهات الشمولية والشوفينية ويمثل تحديا جديدا لمدارس العنف والتطرف .. السيستاني يمثل رجلا من الطراز الاول في الاصلاح والديمقراطية رغم انه لم يتفوه بكلمة "الديمقراطية" في حياته ولم يتاجر بمفرداتها الا انه طبقها في تعاطيه مع المشهد العراقي ودعا اتباعه الى تطبيقها في حياتهم وممارساتهم .. فهو امتداد لنهج شيخ الطائفة ومؤسس مدرسة الاجتهاد والانفتاح نصير الدين الطوسي الذي واجه ظرفا شبيها بما يواجهه اليوم السيستاني رغم ان الطوسي كان يتفوق على السيد السيستاني في مرتبته العلمية والفقهية وكان من اعلام الشيعة البارزين في مجالات عديدة وليس اقلها السياسة وتعاطيها الحضاري والعقلاني معها ومع معطياتها في زمانه لذلك سمي بـشيخ الطائفة" و "استاذ الحكماء" لكون انه كان افضل عصره في العلوم العقلية وقد تخرج على يديه نخبة من الرياضيين والفلاسفة .. ((قال عنه ابن شاكر الكتبي :« انه فيلسوف» ؛ وقال ابن المطهَّر الحلي : « كان أفضل عصره في العلوم العقلية »؛ وسمَّاه آغا بزرك« أستاذ الحكماء والمتكلَّمين ، وأفضل الحكماء والمتكلمين ، وحجة« الفرقة الناجية » ؛ وقال عنه الحرانَّي « أفضل المتأخرين » ؛ وذهب بعضهم إلى القول : انه تجاوز أعمال سابقيه من الفلاسفة الكبار ، أمثال : الفارابي ، وابن رشد ، وابن سينا ، وقال الدكتور علي اكبر فياض : إن نصير الدين الطوسي من اكبر المشتغلين في العلوم العقلية بعد ابن سينا . وقال عنه جورج سارتون Georges Sarton: « انه أعظم علماء الإسلام – ومن أكبر رياضيهم » ؛ واعتبره بروكلمان Brocklmann: أشهر علماء القرن السابع ، وأشهر مؤلفيه على الإطلاق. وقد نقل القمي عن ابن المطهِّر قوله : « كان النصير اشرف من شاهدناه في الأخلاق ، وقد يكون للدور السياسي الكبير الذي كان يضطلع فيه بعد فتح المغول لبغداد اكبر الأثر في ترك الآثار للناس عن شخصيته الكبرى وسلوكه مع أعدائه وأصدقائه ».)) *مجلة الصفر عدد26 *
الطوسي بحكمته وسياسته حافظ على الفكر الشيعي واعطاءه الاستمراررية والمرونة في مواجهة التحديات التي كانت قائمة في ذلك الزمان ولعل اهم التحديات التي واجهها هي حملة التشكيك والتسقيط التي حمل رايتها ليومنا هذا الوهابيون والسنة المتطرفون والقوميون الشوفينيون وهي حملة مدجنة ومقصودة كانت تستهدف ولازالت التشيع والشيعة لكون انهم ابدوا الحكمة والعقلانية في كيفية التعاطي مع معطيات الاحتلال المغولي ووقوع بغداد في قبضة الحكم المغولي الذي تمكن الشيخ الطوسي بمد خيط العلاقة مع الحكام الجدد ومن خلالها استطاع ان يحافظ على الكيان الشيعي وعلى المكتبة الشيعية التي كانت عامرة بمختلف انواع العلوم الا انها لم تسلم من هجمة "تتار العرب" والتتاريين السنة الذين هجموا على مكتبة الطوسي بعد سقوط دولة البويهيين ومجيئ السلاجقة الذين تعاطفوا مع السنة وباشروا بحملة ارهابية شبيهة بما تقوم به اليوم الجماعات السلفية والبعثية ..
السيستاني هو طوسي عصره وقد يتعالى في فهمه السياسي للوضع الشيعي من "شيخ" طائفته الطوسي من جهة تراكم التجارب السابقة وخاصة تجربة اقصاء الشيعة عن الحكم لمدة 1400 سنة وقيادته "السفينة الشيعية" في بحر لجي عاتية الامواج ونجاحه في ايصال راكبيها نحو شاطئ "الحكم" وهو امر لم يتحقق لاستاذ الحكماء الشيخ الطوسي ولذلك نجد اليوم ان الحملة الشعواء التي يتعرض لها السيستاني تفوق تلك التي تعرض لها الطوسي وان انهر الدماء التي اريقت لشيعة اهل البيت وتراق في العراق على ايدي السنة السلفيين والبعث القومي الشوفيني قد طافت الركب ..
"تتار العرب" من السنة السلفية والقومجية هالهم وغاضهم وصول الشيعة الى الحكم في العراق .. وشدة حقدهم دفعتهم الى تبني راية "المقاومة" البائسة من اجل اعادة الشيعة الى القمقم .. ومن هنا ايضا نلمس بوضوح قيام تحالف بين كل القوى الارهابية السنية والقومية وبعض من "جحوش الشيعة" من اجل منع تحقيق الاصلاح الحقيقي والديمقراطية الصحيحة التي وجد العالم في نهج السيستاني وطريقة نزوعه البروغماتي وتعاطيه السلمي مع الاحداث الساخنة مثلا ونموذجا يمكن ان يطبق في اصلاح عموم االشرق الاوسط .. حيث مع غياب الفكر الوسطي المعتدل لدي السنة وانتشار التطرف والنزعة الارهابية لدي عموم الساحة السنية وتعاطف هذه الساحة في اغلبها مع النزعات العنفية وسهولة انقيادها باتجاه تبني نهج الارهاب والقتل وغياب الضوابط الاخلاقية بعكس الفكر الشيعي الذي وان وجد في بحبوحته بعض المتطرفين وهم قلة قليلة جدا الا انه فكر اثبت جدارته الاخلاقية وانضباطه في مسئلة الدماء والذمم ‘ فان الحاجة الى "السيستانية" كفكر ومنهج للديمقراطية والاصلاح امر في غاية الاهمية ..
والبحرين التي يشكل الشيعة فيها الاغلبية لم ياتي "الاصلاح السني" بشيئ جديد سوى تكريس للاستبداد المقننن واستمرار الحكم في ابقاء المعادلة الظالمة مع قليل من رتوش الديمقراطية التي لا تلامس العمق وتغير الواقع باتجاه المشاركة الشعبية في صنع القرار .. ولعل التجربة العراقية ودرسها الانتخابي الناجح هو الذي دفع ببعض الجهال والحاقدين للتهجم على السيستاني في وسائل الاعلام المحلية وصحيفة اخبار الخليج كي لا تتكرر التجربة ويستفاد من دروسها في تحقيق الديمقراطية الحقيقية في البحرين وليس على الطريقة البدوقراطية التي يريدها حكام ال خليفة للبحرين .. وحري بحكام البحرين ان يتعلموا من الدرس العراقي وديمقراطيته ما يبيض به وجوههم لا ان ان يستمروا في تزييف الحقائق وقلب الامور بما يخدم اجندتهم الطائفية والشمولية المنتنهية صلاحيتها بسقوط هبل العراق صدام التكريتي ..
تعليق