السلام عليكم
( بعد ان ذكر علي الشيخ الكتب الاربعه المهمه لدى المسيحيين يذكر السفر الخامس وهو سفر اعمال الرسل ( عنوان السفر الخامس منا سفار العهد الجديد ) , ويوضح مختصرا حول هذا السفر بان تسميته هذه ترجع الى القرن الثاني الميلادي , وان هذا الاسم لا يدل على ان السفر يذكر كل اعمال الرسل , بل القصد من السفر هو اضهار كيفيه تاسيس الكنيسه المسيحيه وانتشار المسيحيه بين اليهود , كما يذكر ابرز شخصيات هذا السفر فيقول ابرز شخصيه في القسم الاول من السفر هي شخصيه بطرس الرسول رئيس الكنيسه , واما الشخصيه البارزه في القسم الثاني من السفر هي شخصيه بولس , ويوضح علي الشيخ ان هذا السفر يذكر شخصيات واعمال غيرهما من الرسل في مناسبات عده .
كما يذكر مولف هذا السفر بقوله (( والسفر معنون باسم رجل يدعى ثاوفيليس , وهو نفسه الذي قد اهداه الانجيل , ويعتقد ان مولف هذا السفر هو نفسه لوقا الانجيلي )), ويذكر زمان كتابته حيث كانت بين سنه 64ــ 70 ميلاديه , باللغه اليونانيه التي كتب بها انجيل لوقا .
وبعد الانتهاء من شرح موضوع اعمال الرسل يستطرق علي الشيخ الجزء الثالث من العهد الجديد وهو الرسائل موضحا تقسيماتها واصحاب الرسائل مع ذكر مختصرا عن حيات كل منهم , واكتب لكم ما كتبه علي الشيخ في موضوع الرسائل ).
الرسائل:
وتتالف الرسائل من قسمين رئيسيين : اولهما رسائل بولس وثانيهما الرسائل العامه .
رسائل بولس :
نرى من الضروريه قبكل شئ التعريف بشخصيه بولس فنذكر نبذه مختصره عن حياته :
ان المعلومات المتوفره عن شخصيه بولس موزعه بين سفر اعمال الرسل ورسائله , ولد بولس في طرسوس من قيلقييه في السنه العاشره للميلاد تقريبا , وكان ابوه يهوديا من سبط بنيامين , وكسائر صبيان اليهود تعلم حرفه صنع الخيام للاكتساب منها وبدا تحصيله في طرسوس التي كانت مركزا علميا اذ كانت للفلسفه الرواقيه التي ضهر تاثيرها في كثير من تعبيرات بولس عن المبادء المسيحيه .
وسافر بولس الى اورشليم ــ القدس ــ وعمره 20 او 22 سنه حينما شرع المسيح برسالته , وبولس له اسمان الاول عبري وهو شاؤل ومعناه ( المطلوب ) وهو المذكور في اعمال الرسل حتى الفصل الثالث عشر , والاسم الاخر بولس ومعناه (الصغير) وهو المذكور في فصول سفر اعمال الرسل وفي كل الرسائل .
وحضر في اورشليم عند احد اكبار علماء الشريعه اليهوديه واسمه (جملاييل) وكانت له ثقافه يونانيه ــ رومانيه اضافه الى الثقافه اليهوديه , وكان يعرف اللغه الاراميه واليونانيه والعبريه , وكان حارا حاذقا شديد الانفعال , واكن من طبعه انه لا ينقاد الى الاتفاق مع الذين يخالفونه على ان الله قهر عنفه الطبيعي وحده خلقه .
والنقطه المهمه والمتيقنه منها في حياه بولس هي انه تبوّأ مكانه عند علماء اليهود , وعند ضهور الدعوه المسيحيه شن حربا شعواء ضد المسيحيين , فقد كان يضطهدهم كثيرا وكان من الذين ساقوا التهم الى اول شهيد في المسيحيه (استفانوس) , فكان شخصيا متعصب لليهوديه وكان له النصيب الاوفر في ملاحقه اتباع المسيح (ع) وقطع دابرهم , ولم يكتف ملاحقتهم في ارشليم بل لاحقهم خارجها ايضا .
فالتمس من عظيم الاحبار في اورشليم رسائل الى مجامع دمشق حتى يسوق الى اورشليم كل من كان على هذه المله , وفي طريقه الى دمشق وحسب سفر اعمال الرسل : تراءى له يسوع المسيح (ع) وقال له (( شاول لمائا تضطهدني)) فانقلب حاله ثم دخل دمشق وبعد ثلاثه ايام جاءه حننا وعمده , فتحول بولس من مضطهد الى مناصر للمسيحيه , وبعدها اختار المسيح (ع) ليبشر بالعقيده المسيحيه للوثنيين .
فبدأ تبشيره الى جميع الامم في اسيا واوربا فذهب الى بلاد العرب وفلسطين وسوريا ولبنان وتركيا ويونان وقبرص وروميه وربما ايضا اسبانيه , وكانت خاتمه حياته ان استشهد في روما سنه 67م.
وفي الحقيقه نستطيع القول ان بولس هذا صار الرجل الاول في المسيحيه بعد يسوع المسيح (ع) اذ انه ارتفعه صيته وشرته حتى على الرسل الاثنى عشر , وترجع اغلب عقائد المسيحيه اليه وسنشير الى ذلك لاحقا ان شاء الله تعالى .
ولم يكتب بولس اكثر هذه الرسائل بل املاها على غيره وكثيرا ما كان يخرج عن موضوعه لسبب عروض كلمه او امر تذكره او كان يخشاه .
واما رسائله فهي :
1ــ رسالته الى اهل اروميه : كتبها الى المسيحيين القانطين في روميه , ويحتمل انه كتبت شتاء سنه 58م .
2ــ رسالته الى اهل تسالونيكي الاولى : ويحتمل انها كتبت بين 52 ــ 53 ميلاديه وكتبها في كورنثوس .
3ــ رسالته الى اهل تسالونيكي الثانيه : وهي كتبت بعد الرساله الاولى بعد مده قصيره .
4ــ رسالته الى اهل غلاطيه : وكتبت في افسس سنه 54 ــ 57م .
5ــ رسالته الى اهل كورنثوس الاولى : يرجح انها كتبت في سنه 57 ــ 58م. , في افسس ومكدونيه .
6ــ رسالته الى اهل كورنثوس الثانيه : وكتبت بعد الاولى بفتره قليله .
7ــ رسالته الى اهل كولوسي وافسس و فيلبي و فليمون : وكتبت سنه 61ــ63م في روميه .
8ــ رسالته الى اهل فيلبي : وكتبت سنه 63م او بعد ذلك بقليل .
9ــ رسالته الى اهل كولوسي : وكبتب على ما اضن سنه 63م.
10ــ رسالته الى اهل فيلمون : كتبت بين 63م ــ 64م.
11ــ رسالته الى تيطس : وهو رفيقه وكتبت سنه 64ــ67 ميلاديه .
12ــ رسالته الى تيموثاوس الاولى : كتبت بين سنه 63ــ66ميلاديه من مقدونيه .
13ــ رسالته الى ثيموثاوس ألثانيه : وكتبت سنه 67 م من روميه .
هذه باختصار الرسائل ألمنسوبه إلى بولس , وحسب كتابتها فهي مكتوبة على وجه التقريب قبل الأناجيل الاربعه , باللغة اليونانية الدارجة في عصره , ولقد أصبحت هذه الرسائل من أهم مراجع الديانة المسيحية لمعرفه عقيدتها , وهذا ما جعل كثيرا من الآباء القديسين والعلماء قديما وحديثا يكتبون عنها ويعلقون عليها , وأضافه إلى هذا فان هناك العديد من الرسائل الأخرى لبولس ولكنها فقدت ولم تصل إلينا .
الرسالة إلى العبرانية:
وهذا السفر يعتبر غامضا من جهه تاليفه اذ لا يوجد بين علماء الكتاب المقدس اجماع او اتفاق على كاتب الرساله , ومنذ عهد اباء الكنيسه الاولى والجدال يدور حول اسم الكاتب لهذا السفر , فقد فقد اعتبرتها الكنيسه الشرقيه من وضع بولس , مع ان فيها ماده واسلوبا يختلف عن باقي كتابات بولس .
وفي العصر الحاضر اجمع العلماء على انها ليست من تاليف بولس .
واعتقد ( كليمنت الاسكندري ) ان لوقا ترجمها عن النسخه الاصليه التي كتبها بولس بالعبرانيه .
اما الكنيسه الغربيه فقد شككت في انها من وضع بولس , وقال طرطوليان انها من وضع القديس برنابا , وذكر ( اوريجينس ) المصري (القرن الثالث ) ان كاتبها هو (ابلس) الذي جاء اسمه في سفر اعمال الرسل (18ــ24) .
وبالرغم من كل هذا بقي الاختلاف في مؤلف هذا السفر الى يومنا هذا , ولكن الكنيسه اعترفه بها ووادرجتها ضمن الاسفار الملهما وكذلك تاريخ كتابتها فهو الاخر مجهول ويعتقد انها كتبت في ايطاليا لانه قد ذكر ذلك في السفر نفسه اذ ورد فيه: ((يسلم عليكم الذين في ايطاليا )) .
( وبعد ان اكمل علي الشيخ كتابته حول رسائل بولس انتقل الى شرح الرسائل العامه والتي تتكون من رساله يعقوب , رسالتا بطرس , رسائل يوحنا الرسول , ورساله يهوذا.
ويشرح علي الشيخ كل منها بصوره مناسبه للذكر , ويبدا البحث حول رساله يعقوب حيث كتب)
رساله يعقوب :
وهي منسوبه للقديس يعقوب الذي لعب دورا كبيرا في كنيسه اورشليم اذ اصبح اول اساقفتها بعد رحيل بطرس الى انطاكيا , ويحتمل انها كتبت بين 50-ـ 60 ميلاديه , وهي تحتوي على حكم ونصائح وتعليمات للسلوك المسيحي , وهي لا تشبه الرسائل في العهد الحديث بل هي اشبه بنسق الانبياء في العهد القديم .
وليس في الرساله اشاره الى الآم يسوع وقيامته ( بعد صلبه ودفنه ) , ولم تبدا بتحيات وتنبيه ببركات رسوليه كبقيه الرسائل , وقد اعترض على هذا السفر لوثر اذ يقول انها تناقض تعليم بولس عن التبرير بالايمان والمحبه للمخلص يسوع (ع) . فان يعقوب يؤكد على الايمان والعمل معا (( مالمنفعه يا اخوتي ان قال احد ان له ايمانا ولكن ليس له اعمال هل يقدر الايمان ان يخلصه , ان الايمان بدون الاعمال ميت )) .
رسالتا بطرس:
ان كاتب هاتين الرسالتين هو بطرس الرسول ويتضح ذلك من مقدمتهما .
وكان هذا الرسول يسما سمعان وابوه يونا , وقد سماه المسيح(ع) بعد متابعته اياه ببطرس أي (صخر) وكما اختاره رئيسا للكنيسه , كانت مهنته صيد السمك وكان مقيما في كفر ناحوم , ويرجح انه كان احد تلاميذ يوحنا المعمدان (النبي يحيى عليه السلام ) , وقد جاء به الى المسيح (ع) اخوه اندراوس الذي كان من المقربين ليوحنا المعمدان .
وصار بطرس بسبب حماسته ونشاطه وغيرته الاول من بين التلاميذ الاثنى عشر منذ البدايه , حيث كان اسمه يذكر دائمه في المقدمه عند ذكر اسماء الرسل , وكما اوصى المسيح (ع) فقد قاد بطرس بعد رفع المسيح (ع) التلاميذ والمؤمنين الى سد الفراغ في عدد الرسل بانتخاب بديل ليهوذا , ولكنه بعد فتره بدا يختفي متخذا له مكانا متواضعا بعد ان ترك اورشليم وراح يواصل رحلاته التبليغيه مع زوجته من مكان الى اخر .
وللاسف فان الكتاب المقدس لا يخبرنا عن اتعاب واقوال هذ الرسول الا قليلا في اعمال الرسل وهذين السفرين المنسوبين اليه , واما بخصوص خاتمه حياته فلا تعرف بالضبط ويقال انه سجن وصلب غير انه لا يستطيع احد تاكيد اين ومتى كان ذلك , ويرجح انه ذهب الى اروميه واستشهد فيها سنه 64 او 67 ميلاديه .
واما الرسالتان فهما :
الرساله الاولى :
وقد كتب على الارجح في روميه بين عامي 63ــ67 تقريبا , وتتضمن هذه الرساله بعض المسائل الاخلاقيه والسلوكيه وتثبيت الايمان .
الرساله الثانيه:
اما الرساله الثانيه فيقول كاتبها عن نفسه انه (( سمعان بطرس عبد يسوع المسيح ورسوله )) .
الا ان العلماء غير متفقين من جهة كاتبها ومن جهة تاريخ كاتبها فيقولون ان اسلوب الرساله ليس بالاسلوب البسيط وهي تخالف الرساله الاولى , وقد بدا النقاد منذ عصر (جيروم) ياخذون اختلاف الاسلوب دليلا على اختلاف الكاتب اضافه الى ان الكنيسه الاولى لم تكن متثبته ومتحققه بشان كاتب هذه الرساله , ولم تدخل الرساله ضمن مجموع اسفار العهد الجديد في الكنيسه السريانيه الا في القرن السادس الميلادي , والرساله تتضمن بعض الارشادات ايضا .
( وينتقل علي الشيخ لشرح رسائل يوحنا الرسول ( وهي ثلاث رسائل ) , ويذكر ان هذه الرسائل مع رساله يعقوب ورسالتي بطرس ورسالت يهوذا تسمى بالرسائل العامه (الجامعه) لانها لم توجه الى جماعه مفرده من المسيحيين , بل الى الكنيسه المسيحيه جمعاء , ويوضح ان رسالتي يوحنا الثانيه والثالثه موجهتان الى افراد ولكنهما اعتبرتا من الرسائل الجامعه ايضا لارتباطهما بالرساله الاولى , وينقل علي الشيخ ملاحضه مهمه وهي ان الكتب لم يذكر اسمه فس هذه الرسائل سوى في الرساله الثانيه والثالثه ويسمي اسمه ( الشيخ ) ,
وقد اعتقد البعض بانه (يوحنا الشيخ) الذي عاش في افسس حوالي نهايه القرن الاول, وعلى هذا الاعتقاد اخذ البعض على انه يوحنا الرسول لان البعض يعتقدون ان يوحنا الشيخ هو نفسه يوحنا الرسول , ولهذا نسبت هذه الرسائل له.
ويشرع علي الشيخ بذكر الرسائل مع شرح عليها او لها, وسانقل لكم هذا )
الرساله الاولى :
وهي اطول الثلاث , وهي خاليه من التحيه والبركه التي تفتتح وتختم بهه الرسائل , وفيها تشابه بينها وبين الانجيل الرابع الا ان فيها تباينا اساسيا عنه , ولذا اختلف في نسبتها الى يوحنا الرسول .
ويعتقد انها كتبت بين سنه 90 ــ100 ميلاديه , والرساله مقاله او عضه اكثر منها رساله , ويبدو انها كتبت دحضا لبعض الاراء الخاطئه التي روجها بعض الكذبه داخل الكنيسه .
الرساله الثانيه :
وهي الرساله التي بعثها الشيخ الى السيده المختاره واولادها , واختلف في تفسير هذه السيده فالبعض ذهب الى ان كاتبها يقصد بها كنيسه من الكنائس واتباعها , والبعض الاخر قال انه كتبها الى سيده تدعى (كيريه) أي السيده المختاره , وهذه الرساله قصيره اذ تحتوي على اقل من ثلاثمائه كلمه باللغه الاصيله اليونانيه ويعتقد انها والرساله الثالثه كتبتا بين سنه 96 و 110 ميلاديه .
الرساله الثالثه :
يعتقد ان كاتب هذه الرساله ارسلها الى (غاليس الكوارنتي) المذكور في الرساله الاولى لبولس الى كورنثوس , والظاهر انه كان عضوا غنيا في كنيسه كورنثوس , ويحتمل ان المراد غيره وتتضمن الرساله مدحا لغايس على تقواه ومعرفته للغرباء ويعده بقرب زيارته له .
( وبعد الانتهاء من رسائل يوحنا يشير علي الشيخ لرساله يهوذا بصوره مختصره جدا , ويوضح اولا من هو يهوذا وينفي كونه انه يهوذا الاسخريوطي الخائن (الذي خان المسيح(ع) حسب اعتقاد المسيحيين) وانما هو يهوذا اخو يعقوب ,فقد ذكر كاتب هذه الرساله انه اخو يعقوب صاحب المقام السامي في كنيسه اورشليم , ولا يعرف عنه الا الشئ اليسير , ولا يدعي الكاتب انه من الرسل ,ويشير علي الشيخ الى زمان كتابتها وسببه فيقول : ويقال انه كتبها بعد استشهاد اخيه يعقوب أي في العقد السابع من القرن الاول , والمقصود منها تحذير المؤمنين من المعلمين المضلّين الذين ظهروا في الكنيسه الاولى .
وينتقل علي الشيخ لشرح السفر الاخير من العهد الجديد وهو ( رؤيه يوحنا ) , واكتب لكم ما دونه )
رؤيه يوحنا:
وهي السفر الاخير من العهد الجديد , وبعد نقاش وجدال طويلين انتهى الامر بالتفكير في الشرق والغرب الى الاعتراف بانه سفر كتب بالهام الروح القدس واعتبر جزء من العهد الجديد .
وقد كتب السفر في جزيره بطمس احدى احدى جزر بحر اليونان في سنه 95م تقريبا , والسفر بعد المقدمه والتحيه ينقسم الى سبعه اقسام رئيسيه تعقبها الخاتمه , وكل قسم من هذه الاقسام يشمل رؤيا مستقله او سلسله رؤى , والرؤيا ملأى بالرموز وهي مكتوبه الى الكنائس السبع التي في اسيا .
هذه هي الاسفار التي يشتمل عليها العهد الجديد , ويظهر انها كتبت خلال نصف قرن تقريبا ما بين 55ــ100 ميلاديه , فهي لم ترى النور دفعه واحده , ومما يلفت النظر فان المسيحيين يعتقدون ان المسيح (ع) لم يكتب شيئا ولم يامر احد من تلاميذه بتدوين اقواله واعماله , ولكن طلب منهم ان يشهدوا ويبشروا بما راوا وسمعوا فكانت نقطه الانطلاق للرسل هي البشاره والشهاده للمسيح (ع) .
ومن هنا بذا التقليد المسيحي وهو التذكير المشترك بهذه الحوادث من جيل الى جيل . (( ولهذا فالتقليد الشفوي يعتبر الينبوع الذي نهل منه الرسل وتلاميذ الرسل ليدونوا اسفارالعهد الجديد , على ان هذا التدوين للتقليد الشفوي لم يتم باراده الرسل ايضا فمرقس مثلا حسب اوزابيوس قد دفعه الى التدوين المستمعون لبطرس الرسول الذي وجد نفسه امام الامر الواقع , فبطرس حسب اكليمنضوس لم يتدخل لا راضيا ولا رافضا )) .
(وينهي علي الشيخ كلامه حول العهد الجديد , ويبدا بفصل اراه مفيد جدا لنا ولكل مسلم وهو بحث يتطرق الى مواضيع مهمه في المسيحيه , مثل الكتب المنحوله في الكنيسه أي الكتب التي لم تقر الكنيسه بكونها موحات بالهام اللهي , وهذه الكتب بالحقيقه هي ربما الملهمه لا غيرها حيث فيها ما يدل على رسولنا الكريم ايضا , وساذكر لكم هذا لاحقه ان شاء الله , ويبحث علي الشيخ بعقائد المسيحيه من قصص لعيسى(ع) وما حصل له وما يوجد من اختلافات بنفس الكتب الاربعه المسيحيه (لوقا,مرقس,يوحنا,متي) . وينقل علي الشيخ قول للدكتور موريس بوكاي (( ان قراءه كامله للاناجيل يمكنها ان تشوش المسيحيين بصوره هائله )) , واقوال اخرى واعتقد ان الايام القامه سيكون موضوع هبه السما مفيده لكل مسلم ان شاء الله تعالى )
نسئل من الله التوفيق .........
( وكل الكلام ليس بكلامي وانما تاليف علي الشيخ وانا احاول ان انقله لكم باختصار لانه كتاب كبير لا يمكنني كتابته كله واسئلكم الدعاء)
( بعد ان ذكر علي الشيخ الكتب الاربعه المهمه لدى المسيحيين يذكر السفر الخامس وهو سفر اعمال الرسل ( عنوان السفر الخامس منا سفار العهد الجديد ) , ويوضح مختصرا حول هذا السفر بان تسميته هذه ترجع الى القرن الثاني الميلادي , وان هذا الاسم لا يدل على ان السفر يذكر كل اعمال الرسل , بل القصد من السفر هو اضهار كيفيه تاسيس الكنيسه المسيحيه وانتشار المسيحيه بين اليهود , كما يذكر ابرز شخصيات هذا السفر فيقول ابرز شخصيه في القسم الاول من السفر هي شخصيه بطرس الرسول رئيس الكنيسه , واما الشخصيه البارزه في القسم الثاني من السفر هي شخصيه بولس , ويوضح علي الشيخ ان هذا السفر يذكر شخصيات واعمال غيرهما من الرسل في مناسبات عده .
كما يذكر مولف هذا السفر بقوله (( والسفر معنون باسم رجل يدعى ثاوفيليس , وهو نفسه الذي قد اهداه الانجيل , ويعتقد ان مولف هذا السفر هو نفسه لوقا الانجيلي )), ويذكر زمان كتابته حيث كانت بين سنه 64ــ 70 ميلاديه , باللغه اليونانيه التي كتب بها انجيل لوقا .
وبعد الانتهاء من شرح موضوع اعمال الرسل يستطرق علي الشيخ الجزء الثالث من العهد الجديد وهو الرسائل موضحا تقسيماتها واصحاب الرسائل مع ذكر مختصرا عن حيات كل منهم , واكتب لكم ما كتبه علي الشيخ في موضوع الرسائل ).
الرسائل:
وتتالف الرسائل من قسمين رئيسيين : اولهما رسائل بولس وثانيهما الرسائل العامه .
رسائل بولس :
نرى من الضروريه قبكل شئ التعريف بشخصيه بولس فنذكر نبذه مختصره عن حياته :
ان المعلومات المتوفره عن شخصيه بولس موزعه بين سفر اعمال الرسل ورسائله , ولد بولس في طرسوس من قيلقييه في السنه العاشره للميلاد تقريبا , وكان ابوه يهوديا من سبط بنيامين , وكسائر صبيان اليهود تعلم حرفه صنع الخيام للاكتساب منها وبدا تحصيله في طرسوس التي كانت مركزا علميا اذ كانت للفلسفه الرواقيه التي ضهر تاثيرها في كثير من تعبيرات بولس عن المبادء المسيحيه .
وسافر بولس الى اورشليم ــ القدس ــ وعمره 20 او 22 سنه حينما شرع المسيح برسالته , وبولس له اسمان الاول عبري وهو شاؤل ومعناه ( المطلوب ) وهو المذكور في اعمال الرسل حتى الفصل الثالث عشر , والاسم الاخر بولس ومعناه (الصغير) وهو المذكور في فصول سفر اعمال الرسل وفي كل الرسائل .
وحضر في اورشليم عند احد اكبار علماء الشريعه اليهوديه واسمه (جملاييل) وكانت له ثقافه يونانيه ــ رومانيه اضافه الى الثقافه اليهوديه , وكان يعرف اللغه الاراميه واليونانيه والعبريه , وكان حارا حاذقا شديد الانفعال , واكن من طبعه انه لا ينقاد الى الاتفاق مع الذين يخالفونه على ان الله قهر عنفه الطبيعي وحده خلقه .
والنقطه المهمه والمتيقنه منها في حياه بولس هي انه تبوّأ مكانه عند علماء اليهود , وعند ضهور الدعوه المسيحيه شن حربا شعواء ضد المسيحيين , فقد كان يضطهدهم كثيرا وكان من الذين ساقوا التهم الى اول شهيد في المسيحيه (استفانوس) , فكان شخصيا متعصب لليهوديه وكان له النصيب الاوفر في ملاحقه اتباع المسيح (ع) وقطع دابرهم , ولم يكتف ملاحقتهم في ارشليم بل لاحقهم خارجها ايضا .
فالتمس من عظيم الاحبار في اورشليم رسائل الى مجامع دمشق حتى يسوق الى اورشليم كل من كان على هذه المله , وفي طريقه الى دمشق وحسب سفر اعمال الرسل : تراءى له يسوع المسيح (ع) وقال له (( شاول لمائا تضطهدني)) فانقلب حاله ثم دخل دمشق وبعد ثلاثه ايام جاءه حننا وعمده , فتحول بولس من مضطهد الى مناصر للمسيحيه , وبعدها اختار المسيح (ع) ليبشر بالعقيده المسيحيه للوثنيين .
فبدأ تبشيره الى جميع الامم في اسيا واوربا فذهب الى بلاد العرب وفلسطين وسوريا ولبنان وتركيا ويونان وقبرص وروميه وربما ايضا اسبانيه , وكانت خاتمه حياته ان استشهد في روما سنه 67م.
وفي الحقيقه نستطيع القول ان بولس هذا صار الرجل الاول في المسيحيه بعد يسوع المسيح (ع) اذ انه ارتفعه صيته وشرته حتى على الرسل الاثنى عشر , وترجع اغلب عقائد المسيحيه اليه وسنشير الى ذلك لاحقا ان شاء الله تعالى .
ولم يكتب بولس اكثر هذه الرسائل بل املاها على غيره وكثيرا ما كان يخرج عن موضوعه لسبب عروض كلمه او امر تذكره او كان يخشاه .
واما رسائله فهي :
1ــ رسالته الى اهل اروميه : كتبها الى المسيحيين القانطين في روميه , ويحتمل انه كتبت شتاء سنه 58م .
2ــ رسالته الى اهل تسالونيكي الاولى : ويحتمل انها كتبت بين 52 ــ 53 ميلاديه وكتبها في كورنثوس .
3ــ رسالته الى اهل تسالونيكي الثانيه : وهي كتبت بعد الرساله الاولى بعد مده قصيره .
4ــ رسالته الى اهل غلاطيه : وكتبت في افسس سنه 54 ــ 57م .
5ــ رسالته الى اهل كورنثوس الاولى : يرجح انها كتبت في سنه 57 ــ 58م. , في افسس ومكدونيه .
6ــ رسالته الى اهل كورنثوس الثانيه : وكتبت بعد الاولى بفتره قليله .
7ــ رسالته الى اهل كولوسي وافسس و فيلبي و فليمون : وكتبت سنه 61ــ63م في روميه .
8ــ رسالته الى اهل فيلبي : وكتبت سنه 63م او بعد ذلك بقليل .
9ــ رسالته الى اهل كولوسي : وكبتب على ما اضن سنه 63م.
10ــ رسالته الى اهل فيلمون : كتبت بين 63م ــ 64م.
11ــ رسالته الى تيطس : وهو رفيقه وكتبت سنه 64ــ67 ميلاديه .
12ــ رسالته الى تيموثاوس الاولى : كتبت بين سنه 63ــ66ميلاديه من مقدونيه .
13ــ رسالته الى ثيموثاوس ألثانيه : وكتبت سنه 67 م من روميه .
هذه باختصار الرسائل ألمنسوبه إلى بولس , وحسب كتابتها فهي مكتوبة على وجه التقريب قبل الأناجيل الاربعه , باللغة اليونانية الدارجة في عصره , ولقد أصبحت هذه الرسائل من أهم مراجع الديانة المسيحية لمعرفه عقيدتها , وهذا ما جعل كثيرا من الآباء القديسين والعلماء قديما وحديثا يكتبون عنها ويعلقون عليها , وأضافه إلى هذا فان هناك العديد من الرسائل الأخرى لبولس ولكنها فقدت ولم تصل إلينا .
الرسالة إلى العبرانية:
وهذا السفر يعتبر غامضا من جهه تاليفه اذ لا يوجد بين علماء الكتاب المقدس اجماع او اتفاق على كاتب الرساله , ومنذ عهد اباء الكنيسه الاولى والجدال يدور حول اسم الكاتب لهذا السفر , فقد فقد اعتبرتها الكنيسه الشرقيه من وضع بولس , مع ان فيها ماده واسلوبا يختلف عن باقي كتابات بولس .
وفي العصر الحاضر اجمع العلماء على انها ليست من تاليف بولس .
واعتقد ( كليمنت الاسكندري ) ان لوقا ترجمها عن النسخه الاصليه التي كتبها بولس بالعبرانيه .
اما الكنيسه الغربيه فقد شككت في انها من وضع بولس , وقال طرطوليان انها من وضع القديس برنابا , وذكر ( اوريجينس ) المصري (القرن الثالث ) ان كاتبها هو (ابلس) الذي جاء اسمه في سفر اعمال الرسل (18ــ24) .
وبالرغم من كل هذا بقي الاختلاف في مؤلف هذا السفر الى يومنا هذا , ولكن الكنيسه اعترفه بها ووادرجتها ضمن الاسفار الملهما وكذلك تاريخ كتابتها فهو الاخر مجهول ويعتقد انها كتبت في ايطاليا لانه قد ذكر ذلك في السفر نفسه اذ ورد فيه: ((يسلم عليكم الذين في ايطاليا )) .
( وبعد ان اكمل علي الشيخ كتابته حول رسائل بولس انتقل الى شرح الرسائل العامه والتي تتكون من رساله يعقوب , رسالتا بطرس , رسائل يوحنا الرسول , ورساله يهوذا.
ويشرح علي الشيخ كل منها بصوره مناسبه للذكر , ويبدا البحث حول رساله يعقوب حيث كتب)
رساله يعقوب :
وهي منسوبه للقديس يعقوب الذي لعب دورا كبيرا في كنيسه اورشليم اذ اصبح اول اساقفتها بعد رحيل بطرس الى انطاكيا , ويحتمل انها كتبت بين 50-ـ 60 ميلاديه , وهي تحتوي على حكم ونصائح وتعليمات للسلوك المسيحي , وهي لا تشبه الرسائل في العهد الحديث بل هي اشبه بنسق الانبياء في العهد القديم .
وليس في الرساله اشاره الى الآم يسوع وقيامته ( بعد صلبه ودفنه ) , ولم تبدا بتحيات وتنبيه ببركات رسوليه كبقيه الرسائل , وقد اعترض على هذا السفر لوثر اذ يقول انها تناقض تعليم بولس عن التبرير بالايمان والمحبه للمخلص يسوع (ع) . فان يعقوب يؤكد على الايمان والعمل معا (( مالمنفعه يا اخوتي ان قال احد ان له ايمانا ولكن ليس له اعمال هل يقدر الايمان ان يخلصه , ان الايمان بدون الاعمال ميت )) .
رسالتا بطرس:
ان كاتب هاتين الرسالتين هو بطرس الرسول ويتضح ذلك من مقدمتهما .
وكان هذا الرسول يسما سمعان وابوه يونا , وقد سماه المسيح(ع) بعد متابعته اياه ببطرس أي (صخر) وكما اختاره رئيسا للكنيسه , كانت مهنته صيد السمك وكان مقيما في كفر ناحوم , ويرجح انه كان احد تلاميذ يوحنا المعمدان (النبي يحيى عليه السلام ) , وقد جاء به الى المسيح (ع) اخوه اندراوس الذي كان من المقربين ليوحنا المعمدان .
وصار بطرس بسبب حماسته ونشاطه وغيرته الاول من بين التلاميذ الاثنى عشر منذ البدايه , حيث كان اسمه يذكر دائمه في المقدمه عند ذكر اسماء الرسل , وكما اوصى المسيح (ع) فقد قاد بطرس بعد رفع المسيح (ع) التلاميذ والمؤمنين الى سد الفراغ في عدد الرسل بانتخاب بديل ليهوذا , ولكنه بعد فتره بدا يختفي متخذا له مكانا متواضعا بعد ان ترك اورشليم وراح يواصل رحلاته التبليغيه مع زوجته من مكان الى اخر .
وللاسف فان الكتاب المقدس لا يخبرنا عن اتعاب واقوال هذ الرسول الا قليلا في اعمال الرسل وهذين السفرين المنسوبين اليه , واما بخصوص خاتمه حياته فلا تعرف بالضبط ويقال انه سجن وصلب غير انه لا يستطيع احد تاكيد اين ومتى كان ذلك , ويرجح انه ذهب الى اروميه واستشهد فيها سنه 64 او 67 ميلاديه .
واما الرسالتان فهما :
الرساله الاولى :
وقد كتب على الارجح في روميه بين عامي 63ــ67 تقريبا , وتتضمن هذه الرساله بعض المسائل الاخلاقيه والسلوكيه وتثبيت الايمان .
الرساله الثانيه:
اما الرساله الثانيه فيقول كاتبها عن نفسه انه (( سمعان بطرس عبد يسوع المسيح ورسوله )) .
الا ان العلماء غير متفقين من جهة كاتبها ومن جهة تاريخ كاتبها فيقولون ان اسلوب الرساله ليس بالاسلوب البسيط وهي تخالف الرساله الاولى , وقد بدا النقاد منذ عصر (جيروم) ياخذون اختلاف الاسلوب دليلا على اختلاف الكاتب اضافه الى ان الكنيسه الاولى لم تكن متثبته ومتحققه بشان كاتب هذه الرساله , ولم تدخل الرساله ضمن مجموع اسفار العهد الجديد في الكنيسه السريانيه الا في القرن السادس الميلادي , والرساله تتضمن بعض الارشادات ايضا .
( وينتقل علي الشيخ لشرح رسائل يوحنا الرسول ( وهي ثلاث رسائل ) , ويذكر ان هذه الرسائل مع رساله يعقوب ورسالتي بطرس ورسالت يهوذا تسمى بالرسائل العامه (الجامعه) لانها لم توجه الى جماعه مفرده من المسيحيين , بل الى الكنيسه المسيحيه جمعاء , ويوضح ان رسالتي يوحنا الثانيه والثالثه موجهتان الى افراد ولكنهما اعتبرتا من الرسائل الجامعه ايضا لارتباطهما بالرساله الاولى , وينقل علي الشيخ ملاحضه مهمه وهي ان الكتب لم يذكر اسمه فس هذه الرسائل سوى في الرساله الثانيه والثالثه ويسمي اسمه ( الشيخ ) ,
وقد اعتقد البعض بانه (يوحنا الشيخ) الذي عاش في افسس حوالي نهايه القرن الاول, وعلى هذا الاعتقاد اخذ البعض على انه يوحنا الرسول لان البعض يعتقدون ان يوحنا الشيخ هو نفسه يوحنا الرسول , ولهذا نسبت هذه الرسائل له.
ويشرع علي الشيخ بذكر الرسائل مع شرح عليها او لها, وسانقل لكم هذا )
الرساله الاولى :
وهي اطول الثلاث , وهي خاليه من التحيه والبركه التي تفتتح وتختم بهه الرسائل , وفيها تشابه بينها وبين الانجيل الرابع الا ان فيها تباينا اساسيا عنه , ولذا اختلف في نسبتها الى يوحنا الرسول .
ويعتقد انها كتبت بين سنه 90 ــ100 ميلاديه , والرساله مقاله او عضه اكثر منها رساله , ويبدو انها كتبت دحضا لبعض الاراء الخاطئه التي روجها بعض الكذبه داخل الكنيسه .
الرساله الثانيه :
وهي الرساله التي بعثها الشيخ الى السيده المختاره واولادها , واختلف في تفسير هذه السيده فالبعض ذهب الى ان كاتبها يقصد بها كنيسه من الكنائس واتباعها , والبعض الاخر قال انه كتبها الى سيده تدعى (كيريه) أي السيده المختاره , وهذه الرساله قصيره اذ تحتوي على اقل من ثلاثمائه كلمه باللغه الاصيله اليونانيه ويعتقد انها والرساله الثالثه كتبتا بين سنه 96 و 110 ميلاديه .
الرساله الثالثه :
يعتقد ان كاتب هذه الرساله ارسلها الى (غاليس الكوارنتي) المذكور في الرساله الاولى لبولس الى كورنثوس , والظاهر انه كان عضوا غنيا في كنيسه كورنثوس , ويحتمل ان المراد غيره وتتضمن الرساله مدحا لغايس على تقواه ومعرفته للغرباء ويعده بقرب زيارته له .
( وبعد الانتهاء من رسائل يوحنا يشير علي الشيخ لرساله يهوذا بصوره مختصره جدا , ويوضح اولا من هو يهوذا وينفي كونه انه يهوذا الاسخريوطي الخائن (الذي خان المسيح(ع) حسب اعتقاد المسيحيين) وانما هو يهوذا اخو يعقوب ,فقد ذكر كاتب هذه الرساله انه اخو يعقوب صاحب المقام السامي في كنيسه اورشليم , ولا يعرف عنه الا الشئ اليسير , ولا يدعي الكاتب انه من الرسل ,ويشير علي الشيخ الى زمان كتابتها وسببه فيقول : ويقال انه كتبها بعد استشهاد اخيه يعقوب أي في العقد السابع من القرن الاول , والمقصود منها تحذير المؤمنين من المعلمين المضلّين الذين ظهروا في الكنيسه الاولى .
وينتقل علي الشيخ لشرح السفر الاخير من العهد الجديد وهو ( رؤيه يوحنا ) , واكتب لكم ما دونه )
رؤيه يوحنا:
وهي السفر الاخير من العهد الجديد , وبعد نقاش وجدال طويلين انتهى الامر بالتفكير في الشرق والغرب الى الاعتراف بانه سفر كتب بالهام الروح القدس واعتبر جزء من العهد الجديد .
وقد كتب السفر في جزيره بطمس احدى احدى جزر بحر اليونان في سنه 95م تقريبا , والسفر بعد المقدمه والتحيه ينقسم الى سبعه اقسام رئيسيه تعقبها الخاتمه , وكل قسم من هذه الاقسام يشمل رؤيا مستقله او سلسله رؤى , والرؤيا ملأى بالرموز وهي مكتوبه الى الكنائس السبع التي في اسيا .
هذه هي الاسفار التي يشتمل عليها العهد الجديد , ويظهر انها كتبت خلال نصف قرن تقريبا ما بين 55ــ100 ميلاديه , فهي لم ترى النور دفعه واحده , ومما يلفت النظر فان المسيحيين يعتقدون ان المسيح (ع) لم يكتب شيئا ولم يامر احد من تلاميذه بتدوين اقواله واعماله , ولكن طلب منهم ان يشهدوا ويبشروا بما راوا وسمعوا فكانت نقطه الانطلاق للرسل هي البشاره والشهاده للمسيح (ع) .
ومن هنا بذا التقليد المسيحي وهو التذكير المشترك بهذه الحوادث من جيل الى جيل . (( ولهذا فالتقليد الشفوي يعتبر الينبوع الذي نهل منه الرسل وتلاميذ الرسل ليدونوا اسفارالعهد الجديد , على ان هذا التدوين للتقليد الشفوي لم يتم باراده الرسل ايضا فمرقس مثلا حسب اوزابيوس قد دفعه الى التدوين المستمعون لبطرس الرسول الذي وجد نفسه امام الامر الواقع , فبطرس حسب اكليمنضوس لم يتدخل لا راضيا ولا رافضا )) .
(وينهي علي الشيخ كلامه حول العهد الجديد , ويبدا بفصل اراه مفيد جدا لنا ولكل مسلم وهو بحث يتطرق الى مواضيع مهمه في المسيحيه , مثل الكتب المنحوله في الكنيسه أي الكتب التي لم تقر الكنيسه بكونها موحات بالهام اللهي , وهذه الكتب بالحقيقه هي ربما الملهمه لا غيرها حيث فيها ما يدل على رسولنا الكريم ايضا , وساذكر لكم هذا لاحقه ان شاء الله , ويبحث علي الشيخ بعقائد المسيحيه من قصص لعيسى(ع) وما حصل له وما يوجد من اختلافات بنفس الكتب الاربعه المسيحيه (لوقا,مرقس,يوحنا,متي) . وينقل علي الشيخ قول للدكتور موريس بوكاي (( ان قراءه كامله للاناجيل يمكنها ان تشوش المسيحيين بصوره هائله )) , واقوال اخرى واعتقد ان الايام القامه سيكون موضوع هبه السما مفيده لكل مسلم ان شاء الله تعالى )
نسئل من الله التوفيق .........
( وكل الكلام ليس بكلامي وانما تاليف علي الشيخ وانا احاول ان انقله لكم باختصار لانه كتاب كبير لا يمكنني كتابته كله واسئلكم الدعاء)