بسم الله الرحمن الرحيم...
اللهم صل على محمد و آله الطاهرين...
إن شاء الله نحاول تسليط الضوء على مدى موضوعية أساطين علماء أهل سنة الجماعة في توثيقاتهم:
1-أنس بن مالك يترك الرواية عن حميد بن قيس لأن أخاه تحامل عليه:
لقد روى بن مالك -إمام المذهب المالكي عن حميد بن قيس الأعرج, ووثقه, إلا أنه لما تحامل عمر بن قيس أخو حميد على مالك،وبلغ ذلك مالكاً، قال مالك::"لو علمت أن حميد بن قيس أخوه ما رويت عنه".
مصدر:الكامل في ضعفاء الرجال ج:5 ص:8 في ترجمة عمر بن قيس المكي. تهذيب التهذيب ج:7 ص:432 في ترجمة عمر بن قيس المكي.
وقال ابن المديني:"ذكر مالك حميد الأعرج موثقاً، ثم قال: أخوه! أخوه! وضعفه".
مصدر:تهذيب التهذيب ج:3 ص: 41 في ترجمة عمر بن قيس المكي.
ضعفه مالك لهذا السبب فقط, ولا ندري ما ذنب حميد إذا كان أخوه قد تحامل على مالك.
قال ابن حجر، عن حميد هذا:"وثقه كل من ابن معين، وأبي زرعة، وأحمد بن حنبل، وأبي داود، وابن خراش، والبخاري، ويعقوب ابن سفيان، وابن سعد".
مصدر:تهذيب التهذيب ج:7 ص:432 في ترجمة عمر بن قيس المكي.
2-الترميذي:
طعن فيه الذهبي، حيث ذكر عند الكلام عن يحيى بن يمان حديثاً، وقال:"حسنه الترمذي مع ضعف ثلاثة فيه. فلا يغتر بتحسين الترمذي، فعند المحاققة غالبها ضعاف".
مصدر:ميزان الاعتدال ج:7 ص:231 في ترجمة يحيى بن يمان العجلي.
وقال أيضاً عند الكلام عن كثير بن عبدالله المزني:"لا يعتمد العلماء على تصحيح الترمذي".
مصدر:ميزان الاعتدال ج:5 ص:493 في ترجمة كثير بن عبدالله بن عمرو بن عوف.
وقال المباركفوري:"وأما تحسين الترمذي فلا اعتماد عليه، لما فيه من التساهل".
مصدر:تحفة الأحوذي ج:2 ص:93.
وذكر الذهبي عند الكلام عن إسماعيل بن رافع أن جماعة من علمائهم ضعفوه، وجماعة قالوا: إنه متروك. ثم قال:"ومن تلبيس الترمذي قال: ضعفه بعض أهل العلم".
مصدر: ميزان الاعتدال ج:1 ص:384 في ترجمة إسماعيل بن رافع.
فإن كان هذا تلبيساً من الترمذي فكيف يعتمد عليه؟! وإن لم يكن تلبيساً منه فكيف يعتمد على الذهبي مع طعنه فيه؟!.
3-يحيى بن معين:
وقال الذهبي عن يحيى بن معين: ((وقال أبو عمر ابن عبد البر: رويناه عن محمد بن وضاح قال: سألت يحيى بن معين عن الشافعي، فقال ليس ثقة ... قال ابن عبد البر أيضاً: قد صح من طرق عن ابن معين أنه يتكلم في الشافعي. قلت: قد آذى ابن معين نفسه بذلك، ولم يلتفت الناس إلى كلامه في الشافعي، ولا إلى كلامه في جماعة من الأثبات. كما لم يلتفتوا إلى توثيقه لبعض الناس، فإنا نقبل قوله دائما في الجرح والتعديل، ونقدمه على كثير من الحفاظ ما لم يخالف الجمهور في اجتهاده، فإذا انفرد بتوثيق من لينه الجمهور، أو بتضعيف من وثقه الجمهور وقبلوه، فالحكم لعموم أقوال الأئمة، لا لمن شذّ... وقد ينفرد بالكلام في الرجل بعد الرجل، فيلوح خطؤه في اجتهاده بما قلناه، فإنه بشر من البشر، وليس بمعصوم. بل هو في نفسه يوثق الشيخ تارة. يختلف اجتهاده في الرجل الواحد، فيجيب السائل بحسب ما اجتهد من القول في ذلك الوقت".
وليت الذهبي اكتفى بذلك! ولكنه عقب عليه، فقال: "وكلامه (يعني ابن معين في الشافعي) ليس من هذا اللفظ الذي كان عن اجتهاد، وإنما هذا من فلتات اللسان بالهوى والعصبية، فإن ابن معين كان من الحنفية الغلاة في مذهبه وإن كان محدثاً. وكذا قول الحافظ أبي حامد ابن الشرقي: كان يحيى ابن معين وأبو عبيد سيئا ((كذا في المصدر)) الرأي في الشافعي. فصدق والله ابن الشرقي، أساءا في ذاتهما في عالم زمانه".
مصدر:
الرواة المتكلم فيهم بما لا يوجب ردهم ص:29 ـ 31.
وعن أحمد بن حنبل أن ابن معين لقي شجاعاً، فقال له: يا كذاب. فقال له شجاع: إن كنت كذاباً، وإلا فهتكك الله. ثم قال أحمد: "فأظن دعوة الشيخ أدركته".
المصدر: تهذيب الكمال ج:12ص:386 في ترجمة شجاع بن الوليد بن قيس السكوني. تاريخ بغداد ج:9 ص:249 في ترجمة شجاع بن الوليد بن قيس. تهذيب التهذيب ج:4 ص:275 في ترجمة شجاع بن الوليد بن قيس السكوني. بحر الدم ص:200 في ترجمة شجاع بن الوليد بن قيس. رسالة في الجرح والتعديل ص:25. وقريب منه في سير أعلام النبلاء ج:9 ص:353 في ترجمة شجاع بن الوليد، وميزان الاعتدال ج:3 ص:364 في ترجمة شجاع بن الوليد.
يقول أبو زرعة عن يحيى بن معين:"ولم ينتفع به، لأنه كان يتكلم في الناس".
مصدر:تهذيب التهذيب ج:11 ص:248 في ترجمة يحيى بن معين. سير أعلام النبلاء ج:11 ص:90 في ترجمة يحيىبن معين. تهذيب الكمال ج:31 ص:550 في ترجمة يحيى بن معين.
ولما حدث أبو الأزهر بحديث عبد الرزاق في الفضائل، عن معمر، عن الأزهري، عن عبيد الله عن ابن عباس، قال: "نظر النبي (صلى الله عليه و سلم) إلى علي (رضي الله عنه) فقال: أنت سيد في الدنيا سيد في الآخرة... " أخبر بذلك يحيى بن معين. فبينا هو عنده في جماعة من أهل الحديث إذ قال يحيى: من هذا الكذاب النيسابوري الذي يحدث عن عبد الرزاق بهذا الحديث؟ فقام أبو الأزهر، فقال: هوذا أنا، فتبسم يحيى، فقال: أما إنك لست بكذاب، وتعجب من سلامته. وقال الذنب لغيرك في هذا الحديث.
المصدر:تهذيب التهذيب ج:1 ص:10 في ترجمة أحمد بن إبراهيم التيمي، واللفظ له. المستدرك على الصحيحين ج:3 ص:138 كتاب معرفة الصحابة: ومن مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) مما لم يخرجاه: ذكر إسلام أمير المؤمنين علي (رضي الله عنه) . سير أعلام النبلاء ج:9 ص:575 في ترجمة عبدالرزاق بن همام، ج:12 ص:367 في ترجمة أحمد بن الأزهر. تهذيب الكمال ج:1 ص:260 في ترجمة أحمد بن الأزهر بن منيع. تاريخ بغداد ج:4 ص:41 ـ 42 في ترجمة أحمد بن زاهر بن منيع.
فانظر إلى يحيى كيف تسرع بتكذيب أبي الأزهر، ثم تراجع عنه مصراً على كذب الحديث الذي رواه، متهماً غيره بالكذب فيه، مع أن رواة الحديث من أعلام القوم وثقاتهم. بل لو فرض عدم ثبوت وثاقتهم عنده فلا يبرر ذلك تكذيب الحديث، إذ ليس كل ما يرويه من لم تثبت وثاقته كذباً.
ولا حول ولا قوة إلا بالله....
اللهم صل على محمد و آله الطاهرين...
إن شاء الله نحاول تسليط الضوء على مدى موضوعية أساطين علماء أهل سنة الجماعة في توثيقاتهم:
1-أنس بن مالك يترك الرواية عن حميد بن قيس لأن أخاه تحامل عليه:
لقد روى بن مالك -إمام المذهب المالكي عن حميد بن قيس الأعرج, ووثقه, إلا أنه لما تحامل عمر بن قيس أخو حميد على مالك،وبلغ ذلك مالكاً، قال مالك::"لو علمت أن حميد بن قيس أخوه ما رويت عنه".
مصدر:الكامل في ضعفاء الرجال ج:5 ص:8 في ترجمة عمر بن قيس المكي. تهذيب التهذيب ج:7 ص:432 في ترجمة عمر بن قيس المكي.
وقال ابن المديني:"ذكر مالك حميد الأعرج موثقاً، ثم قال: أخوه! أخوه! وضعفه".
مصدر:تهذيب التهذيب ج:3 ص: 41 في ترجمة عمر بن قيس المكي.
ضعفه مالك لهذا السبب فقط, ولا ندري ما ذنب حميد إذا كان أخوه قد تحامل على مالك.
قال ابن حجر، عن حميد هذا:"وثقه كل من ابن معين، وأبي زرعة، وأحمد بن حنبل، وأبي داود، وابن خراش، والبخاري، ويعقوب ابن سفيان، وابن سعد".
مصدر:تهذيب التهذيب ج:7 ص:432 في ترجمة عمر بن قيس المكي.
2-الترميذي:
طعن فيه الذهبي، حيث ذكر عند الكلام عن يحيى بن يمان حديثاً، وقال:"حسنه الترمذي مع ضعف ثلاثة فيه. فلا يغتر بتحسين الترمذي، فعند المحاققة غالبها ضعاف".
مصدر:ميزان الاعتدال ج:7 ص:231 في ترجمة يحيى بن يمان العجلي.
وقال أيضاً عند الكلام عن كثير بن عبدالله المزني:"لا يعتمد العلماء على تصحيح الترمذي".
مصدر:ميزان الاعتدال ج:5 ص:493 في ترجمة كثير بن عبدالله بن عمرو بن عوف.
وقال المباركفوري:"وأما تحسين الترمذي فلا اعتماد عليه، لما فيه من التساهل".
مصدر:تحفة الأحوذي ج:2 ص:93.
وذكر الذهبي عند الكلام عن إسماعيل بن رافع أن جماعة من علمائهم ضعفوه، وجماعة قالوا: إنه متروك. ثم قال:"ومن تلبيس الترمذي قال: ضعفه بعض أهل العلم".
مصدر: ميزان الاعتدال ج:1 ص:384 في ترجمة إسماعيل بن رافع.
فإن كان هذا تلبيساً من الترمذي فكيف يعتمد عليه؟! وإن لم يكن تلبيساً منه فكيف يعتمد على الذهبي مع طعنه فيه؟!.
3-يحيى بن معين:
وقال الذهبي عن يحيى بن معين: ((وقال أبو عمر ابن عبد البر: رويناه عن محمد بن وضاح قال: سألت يحيى بن معين عن الشافعي، فقال ليس ثقة ... قال ابن عبد البر أيضاً: قد صح من طرق عن ابن معين أنه يتكلم في الشافعي. قلت: قد آذى ابن معين نفسه بذلك، ولم يلتفت الناس إلى كلامه في الشافعي، ولا إلى كلامه في جماعة من الأثبات. كما لم يلتفتوا إلى توثيقه لبعض الناس، فإنا نقبل قوله دائما في الجرح والتعديل، ونقدمه على كثير من الحفاظ ما لم يخالف الجمهور في اجتهاده، فإذا انفرد بتوثيق من لينه الجمهور، أو بتضعيف من وثقه الجمهور وقبلوه، فالحكم لعموم أقوال الأئمة، لا لمن شذّ... وقد ينفرد بالكلام في الرجل بعد الرجل، فيلوح خطؤه في اجتهاده بما قلناه، فإنه بشر من البشر، وليس بمعصوم. بل هو في نفسه يوثق الشيخ تارة. يختلف اجتهاده في الرجل الواحد، فيجيب السائل بحسب ما اجتهد من القول في ذلك الوقت".
وليت الذهبي اكتفى بذلك! ولكنه عقب عليه، فقال: "وكلامه (يعني ابن معين في الشافعي) ليس من هذا اللفظ الذي كان عن اجتهاد، وإنما هذا من فلتات اللسان بالهوى والعصبية، فإن ابن معين كان من الحنفية الغلاة في مذهبه وإن كان محدثاً. وكذا قول الحافظ أبي حامد ابن الشرقي: كان يحيى ابن معين وأبو عبيد سيئا ((كذا في المصدر)) الرأي في الشافعي. فصدق والله ابن الشرقي، أساءا في ذاتهما في عالم زمانه".
مصدر:
الرواة المتكلم فيهم بما لا يوجب ردهم ص:29 ـ 31.
وعن أحمد بن حنبل أن ابن معين لقي شجاعاً، فقال له: يا كذاب. فقال له شجاع: إن كنت كذاباً، وإلا فهتكك الله. ثم قال أحمد: "فأظن دعوة الشيخ أدركته".
المصدر: تهذيب الكمال ج:12ص:386 في ترجمة شجاع بن الوليد بن قيس السكوني. تاريخ بغداد ج:9 ص:249 في ترجمة شجاع بن الوليد بن قيس. تهذيب التهذيب ج:4 ص:275 في ترجمة شجاع بن الوليد بن قيس السكوني. بحر الدم ص:200 في ترجمة شجاع بن الوليد بن قيس. رسالة في الجرح والتعديل ص:25. وقريب منه في سير أعلام النبلاء ج:9 ص:353 في ترجمة شجاع بن الوليد، وميزان الاعتدال ج:3 ص:364 في ترجمة شجاع بن الوليد.
يقول أبو زرعة عن يحيى بن معين:"ولم ينتفع به، لأنه كان يتكلم في الناس".
مصدر:تهذيب التهذيب ج:11 ص:248 في ترجمة يحيى بن معين. سير أعلام النبلاء ج:11 ص:90 في ترجمة يحيىبن معين. تهذيب الكمال ج:31 ص:550 في ترجمة يحيى بن معين.
ولما حدث أبو الأزهر بحديث عبد الرزاق في الفضائل، عن معمر، عن الأزهري، عن عبيد الله عن ابن عباس، قال: "نظر النبي (صلى الله عليه و سلم) إلى علي (رضي الله عنه) فقال: أنت سيد في الدنيا سيد في الآخرة... " أخبر بذلك يحيى بن معين. فبينا هو عنده في جماعة من أهل الحديث إذ قال يحيى: من هذا الكذاب النيسابوري الذي يحدث عن عبد الرزاق بهذا الحديث؟ فقام أبو الأزهر، فقال: هوذا أنا، فتبسم يحيى، فقال: أما إنك لست بكذاب، وتعجب من سلامته. وقال الذنب لغيرك في هذا الحديث.
المصدر:تهذيب التهذيب ج:1 ص:10 في ترجمة أحمد بن إبراهيم التيمي، واللفظ له. المستدرك على الصحيحين ج:3 ص:138 كتاب معرفة الصحابة: ومن مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) مما لم يخرجاه: ذكر إسلام أمير المؤمنين علي (رضي الله عنه) . سير أعلام النبلاء ج:9 ص:575 في ترجمة عبدالرزاق بن همام، ج:12 ص:367 في ترجمة أحمد بن الأزهر. تهذيب الكمال ج:1 ص:260 في ترجمة أحمد بن الأزهر بن منيع. تاريخ بغداد ج:4 ص:41 ـ 42 في ترجمة أحمد بن زاهر بن منيع.
فانظر إلى يحيى كيف تسرع بتكذيب أبي الأزهر، ثم تراجع عنه مصراً على كذب الحديث الذي رواه، متهماً غيره بالكذب فيه، مع أن رواة الحديث من أعلام القوم وثقاتهم. بل لو فرض عدم ثبوت وثاقتهم عنده فلا يبرر ذلك تكذيب الحديث، إذ ليس كل ما يرويه من لم تثبت وثاقته كذباً.
ولا حول ولا قوة إلا بالله....
تعليق