بسم الله الرحمن الرحيم
حقيقة الشيعة وبدايتها:
كلمة :" الشيعة" بمعنى : الأتباع والأنصار
قال ابن خلدون في مقدمته ـ صفحة 138ـ إعلم ان الشيعة لغة : هم الصحب والأتباع، ويطلق في عرف الفقهاء والمتكلمين من الخلف والسلف : على أتباع علي وبنيه رضي الله عنهم .
وقال ابن الأثير في كتابه " نهاية اللغة " في معنى كلمة " شيع" :... "الشيعة" الفرقة من الناس، وتقع على الواحد والاثنين والجمع، والمذكر والمؤنث بلفظ واحد ومعنى واحد، وقد غلب هذا الاسم على كل من يزعم أنه يتولى عليا رضي الله عنه وأهل بيته، حتى صار لهم اسما خاصا، فإذا قيل : فلان من الشيعة، عرف أنه منهم، وفي مذهب الشيعة كذا، أي عندهم، وتجمع على " شِيَع" وأصلها من المشايعة وهي المتابعة والمطاوعة
قال " الفيروزآبادي" في (القاموس) في كلمة " شاع" :... وشيعة الرجل : أتباعه وأنصاره، والفرقة على حدة، ويقع على الواحد والاثنين والجمع والمذكر والمؤنث، وقد غلب هذا الاسم على كل من يتولى عليا وأهل بيته، حتى صار اسما لهم خاصا، جمعه : أشياع وشيع .
فهذا هو معنى كلمة :" الشيعة"
لقد حقق عن هذا الموضوع الأستاذ محمد كرد علي وهو من محققيهم المعاصرين، وعضو المجمع العلمي العربي بدمشق، والمحول إليه التحقيق عن التشيع من قبل ذلك المجمع العلمي، وقد كتب حصيلة تحقيقه في كتابه :" خطط الشام " ج5ص251 ـ 256 وهي :
" عرف جماعة من كبار الصحابة بموالاة علي عليه السلام في عهد رسول الله (ص) مثل : سلمان الفارسي القائل : بايعنا رسول الله (ص) على النصح للمسلمين والائتمام بعلي بن أبي طالب والموالاة له .
ومثل : أبي سعسد الخدري الذي يقول : أمر الناس بخمس ففعلوا أربعة وتركوا واحدة، ولما سئل عن الأربع قال : الصلاة والزكاة وصوم شهر رمضان والحج .
قيل : فما الواحدة التي تركوها ؟
قال : ولاية علي بن أبي طالب .
قيل له : وانها لمفروضة معهن ؟!
قال : نعم هي مفروضة معهن !
ومثل : أبي ذر الغفاري، وعمار بن ياسر، وحذيفة بن اليمان، وذي الشهادتين خزيمة بن ثابت، وأبي أيوب الأنصاري وخالد بن سعيد بن العاص وقيس بن سعد بن عبادة "
وبعد تحقيق دقيق كتب :" وأما ما ذهب إليه بعض الكتاب من أن مذهب التشيع من بدعة عبدالله بن سبأ، المعروف بـ: ابن السوداء، فهو وهم وقلة معرفة بحقيقة مذهب الشيعة، ومن علم منزلة هذا الرجل عند الشيعة وبراءتهم منه ومن أقواله وأعماله، وكلام علمائهم في الطعن فيه بلا خلاف بينهم، علم مبلغ هذا القول من الصواب، لا ريب في أن أول ظهور الشيعة كان في الحجاز بلد المتشيع له " .
وقال :" وفي دمشق يرجع عهدهم إلى القرن الأول للهجرة ".
لقد صدر هذا التحقيق بقلم أستاذ متتبع غير شيعي، وفيه كفاية لمن يطلب الحق ويبتعد عن الغواية.
روى الحافظ أبو نعيمفي كتابه " حلية الأولياء" بسنده عن ابن عباس، قال : لما نزلت الآية الشريفة :
( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية)(1) خاطب رسول الله (ص) علي بن أبي طالب وقال : يا علي ! هو أنت وشيعتك، تأتي أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين .
ورواه أبو مؤيد، موفق بن أحمد الخوارزمي في الفصل 17 من كتاب المناقب في كتاب تذكرة خواص الأمةوسبط ابن الجوزي بحذف الآية .
وروى الحاكم عبيد الله الحسكاني، وهو من أعاظم مفسريكم، في كتابه (شواهد التنزيل) عن الحاكم أبي عبدالله الحافظ، بسند مرفوع إلى يزيد بن شراحيل الأنصاري، قال : سمعت عليا عليه السلام يقول : حدثني رسول الله (ص) وأنا مسنده إلى صدري، فقال : أي علي. ألم تسمع قول الله تعالى: ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية)؟
هم أنت وشيعتك، وموعدي وموعدكم الحوض، إذا جثت الأمم للحساب، تدعون غرا محجلين
وروى أبو المؤيد الموفق أحمد الخوارزمي في مناقبه في الفصل التاسع عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال : كنا عند النبي (ص) فأقبل علي بن أبي طالب، فقال (ص) : قد أتاكم أخي، ثم التفت إلى الكعبة فضربها بيده ثم قال : والذي نفسي بيده إن هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة، ثم إنه أولكم إيمانا، وأوفاكم بعهد الله، وأقومكم بأمر الله، وأعدلكم في الرعية، وأقسمكم بالسوية، وأعظمكم عند الله مزية .
قال : ونزلت : ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية) إلى آخره .
قال : وكان أصحاب محمد (ص) إذا أقبل علي عليه السلام قالوا : قد جاء خير البرية(2).
وروى جلال الدين السيوطي وهو من أكبر علمائكم وأشهرهم، حتى قالوا فيه : بأنه مجدد طريقة السنة والجماعة في القرن التاسع الهجري، كما في كتاب (فتح المقال) .
روى في تفسيره ( الدر المنثور) عن ابن عساكر الدمشقي، أنه روى عن جابر بن عبدالله الأنصاري أنه قال : كنا عند رسول الله (ص) إذ دخل على علي بن أبي طالب (ع)، فقال النبي (ص) : والذي نفسي بيده، إن هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة، فنزل : ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية ) .
وكذلك، جاء في " الدر المنثور " في تفسير الآية الكريمة، عن ابن عدي، عن ابن عباس، أنه روي : لما نزلت الآية المذكورة قال النبي (ص) لعلي : تأتي أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين .
وروى ابن الصباغ المالكي في كتابه الفصول المهمة صفحة 122 عن ابن عباس، قال: لما نزلت الآية ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية ) قال النبي (ص) لعلي : هو أنت وشيعتك، تأتي يوم القيامة أنت وهم راضين مرضيين، ويأتي أعداؤك غضابا مقمحين .
ورواه ابن حجر في الصواعق باب 11 عن الحافظ جمال الدين، محمد بن يوسف الزرندي المدني، وزاد فيه : فقال علي (ع) : من عدوي ؟ قال (ص) : من تبرأ منك ولعنك .
ورواه العلامة السمهودي في "جواهر العقدين " عن الحافظ جمال الدين الزرندي أيضا .
وروى المير سيد علي الهمداني الشافعي وهو من كبار علمائكم في كتابه " مودة القربى " عن أم سلمة أم المؤمنين وزوجة النبي الكريم (ص) أنها قالت : قال رسول الله (ص) : يا علي، أنت وأصحابك في الجنة، أنت وشيعتك في الجنة .
ورواه عنها ابن حجر في الصواعق أيضا .
وروى الحافظ ابن المغازلي الشافعي الواسطي في كتابه " مناقب علي بن أبي طالب (ص) " بسنده عن جابر بن عبدالله، قال : لما قدم علي بن أبي طالب بفتح خيبر قال له النبي (ص) : يا علي، لولا أن تقول طائفة من أمتي فيك ما قالت النصارى في عيسى بن مريم لقلت فيك مقالا لا تمر بملأ من المسلمين إلا أخذوا التراب من تحت رجليك وفضل طهورك، يستشفون بهما، ولكن حسبك أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي، وأنت تبرئ ذمتي وتستر عورتي، وتقاتل على سنتي، وأنت غدا في الآخرة أقرب الخلق مني، وأنت على الحوض خليفتي، وإن شيعتك على منابر من نور مبيضة وجوههم حولي، أشفع لهم، ويكونون في الجنة جيراني، وإن حربك حربي، وسلمك سلمي.
الشيعة في الحديث :
* تاريخ بغداد ج12، ص 289، قال النبي (ص) لعلي : أنت وشيعتك في الجنة .
* مروج الذهب، ج 2 ص 51، قال (ص) : إذا كان يوم القيامة دعي الناس بأسمائهم، وأسماء أمهاتهم إلا هذا ـ يعني عليا ـ وشيعته، فإنهم يدعون بأسمائهم ،وأسماء آبائهم لصحة ولادتهم .
* الصواعق المحرقة، ص 66 ط. الميمنية بمصر، قال رسول الله (ص) : يا علي أنت وشيعتك تردون علي الحوض رواء مرويين، مبيضة وجوههم، وإن أعداءكم يردون على الحوض ظماء مقمحين .
أقول : ورواه العلامة صالح الترمذي في المناقب المرتضوية، ص 101، ط. بومبي .
* كفاية الطالب، ص 135، قال (ص) لعلي : ... وإن شيعتك على منابر من نور مبيضة وجوههم حولي، أشفع لهم، فيكونون غدا في الجنة جيراني ...
* مناقب ابن المغازلي، ص 238، رواه أيضا والخبر طويل .
* كفاية الطالب، ص 98 بسنده عن عاصم بن ضمرة، عن علي (ع)، قال : قال رسول الله (ص) : شجرة أنا أصلها، وعلي فرعها، والحسن والحسين ثمرتها ـ والحسنان ثمرها / خ ل ـ والشيعة ورقها، فهل يخرج من الطيب إلا الطيب ؟! ...
قال العلامة الكنجي : هكذا رواه الخطيب، في تاريخه وطرقه .
أقول : ورواه الحاكم في المستدرك 2/160، وابن عساكر في تاريخه 4/318، ومحب الدين في الرياض النضرة 2/222، وفي ينابيع المودة، للعلامة القندوزي الحنفي، ص 257، ط. إسلامبول، روي عن النبي (ص) : لا تستخفوا بشيعة علي، فإن الرجل منهم ليشفع مثل ربيعة ومضر .
أقول : رواه العلامة الهندي في " انتهاء الأفهام " ص 19، ط. لكنهو .
تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي، ص 59، ط. الغري بسنده عن أبي سعيد الخدري، قال : نظر النبي (ص) إلى علي بن أبي طالب فقال هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة .
* فردوس الأخبار للدليمي، روى عن أنس بن مالك أنه قال : قال رسول الله (ص) : شيعة علي هم الفائزون.
أقول : رواه العلامة المناوي في " كنوز الحقائق " ص 88، ط. بولاق، ورواه القندوزي في " ينابيع المودة " ص 180، ط. اسلامبول، ورواه العلامة الهندي الهندي في " انتهاء الأفهام " ص 222، ط. نول كشور .
* المناقب المرتضوية، للعلامة الكشفي الترمذي، ص 113 طبع بومبي، وروى عن ابن عباس، قال : قال رسول الله (ص) : علي وشيعته هم الفائزون يوم القيامة .
أقول : رواه القندوزي في " ينابيع المودة " ص 257، ورواه العلامة الهندي في " انتهاء الإفهام " ص 19، كلاهما عن ابن عاس .
* الدر المنوثور ـ للسيوطي ـ 6/379، طبعة مصر، قال رسول الله (ص) لعلي : أنت وشيعتك تردون علي الحوض رواء .
ورواه القندوزي في " ينابيع المودة " ص 182، بعينه .
* تاريخ ابن عساكر 4/318، قال (ص) : يا علي، إن أول أربعة يدخلون الجنة، أنا وأنت والحسن والحسين، وذرارينا خلف ظهورنا، وأزواجنا خلف ذرارينا، وشيعتنا عن أيماننا وعن شمائلنا .
أقول : وأخرجه ابن حجر في الصواعق، ص 96، وتذكرة الخواص ص 31، ومجمع الزوائد 9/131، وكنوز الحقائق ـ في هامش الجامع الصغير ـ 2/16 .
* اسعاف الراغبين، المطبوع بهامش نور الأبصار ص 131 قال : وأخرج الدار قطني مرفوعا قال لعلي : يا أبا الحسن أما أنت وشيعتك في الجنة .
أقول : ورواه أخطب خوارزم في " المناقب " ص 67، ورواه صاحب منتخب كنز العمال ـ المطبوع بهامش المسند ـ 5/439، طبع المطبعة الميمنية بمصر. ورواه العلامة البرزنجي صاحب " الاشاعة في أشراط الساعة " ص 41 .
* مجمع الزوائد 9/173، روى عن أبي هريرة، قال : قال النبي (ص) لعلي : أنت معي وشيعتك في الجنة .
شرف النبي (ص)، للعلامة الخركوشي، روى عن أم المؤمنين أم سلمة، قالت : قال رسول الله (ص)، للعلامة الخركوشي، روي عن أم المؤمنين أم سلمة، قالت : قال رسول الله (ص) : أبشر يا علي، أنت وشيعتك في الجنة .
ورواه عنها أيضا العلامة الآمر تسري الحنفي، في " أرجح المطالب " .
* مجمع الزوائد ـ للهيثمي ـ 9/172، قال (ص) في خطبة له : أيها الناس، من أبغضنا أهل البيت حشره الله يوم القيامة يهوديا، فقال جابر بن عبدالله : يا رسول الله وإن صام وصلى ؟!
قال (ص) : وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم !
أحتجر بذلك سفك دمه وأن يؤدي الجزية عن يد وهم صاغرون .
مُثّل لي أمتي في الطين، فمر بي أصحاب الرايات، فاستغفرت لعلي وشيعته .
* المناقب المرتضوية، ص 116، طبع بومبي، للعلامة الكشفي الترمذي، أن أَنَسا روى عن النبي (ص) أنه قال : حدثني جبرائيل عن الله تعالى (عز وجل)، أن الله تعالى يحب عليا ما لا يحب الملائكة، ولا النبيين ولا المرسلين، وما من تسبيحة يسبح الله إلا و يخلق الله منه ملكا يستغفر لمحبه وشيعته ليوم القيامة .
أقول رواه العلامة القندوزي الحنفي في " ينابيع المودة " ص 256، طبعة اسلامبول، روى الحديث عن أنس بعين ما تقدم، إلا أنه أسقط ( ولا النبيين ولا المرسلين " .
وهذا قليل من كثير ، لكنه كفاية لمن اراد الهداية والحقيقة ، وأرجو من الاخوان أهل السنة عدم الإلتباس في حقيقة الشيعة وبدايتها.
وشكررررررراً
الصــــــــــــادقــــــــــــــــي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهوامـــــــــــــش :
(1) سورة البينة الآية 7 .
(2) رواه العلامة الكنجي الشافعي في كتابه (كفاية الطالب)، الباب 62 بسنده عن جابر بن عبدالله الانصاري، وقال : هكذا رواه محدث الشام في كتابه بطرق شتى .
حقيقة الشيعة وبدايتها:
كلمة :" الشيعة" بمعنى : الأتباع والأنصار
قال ابن خلدون في مقدمته ـ صفحة 138ـ إعلم ان الشيعة لغة : هم الصحب والأتباع، ويطلق في عرف الفقهاء والمتكلمين من الخلف والسلف : على أتباع علي وبنيه رضي الله عنهم .
وقال ابن الأثير في كتابه " نهاية اللغة " في معنى كلمة " شيع" :... "الشيعة" الفرقة من الناس، وتقع على الواحد والاثنين والجمع، والمذكر والمؤنث بلفظ واحد ومعنى واحد، وقد غلب هذا الاسم على كل من يزعم أنه يتولى عليا رضي الله عنه وأهل بيته، حتى صار لهم اسما خاصا، فإذا قيل : فلان من الشيعة، عرف أنه منهم، وفي مذهب الشيعة كذا، أي عندهم، وتجمع على " شِيَع" وأصلها من المشايعة وهي المتابعة والمطاوعة
قال " الفيروزآبادي" في (القاموس) في كلمة " شاع" :... وشيعة الرجل : أتباعه وأنصاره، والفرقة على حدة، ويقع على الواحد والاثنين والجمع والمذكر والمؤنث، وقد غلب هذا الاسم على كل من يتولى عليا وأهل بيته، حتى صار اسما لهم خاصا، جمعه : أشياع وشيع .
فهذا هو معنى كلمة :" الشيعة"
لقد حقق عن هذا الموضوع الأستاذ محمد كرد علي وهو من محققيهم المعاصرين، وعضو المجمع العلمي العربي بدمشق، والمحول إليه التحقيق عن التشيع من قبل ذلك المجمع العلمي، وقد كتب حصيلة تحقيقه في كتابه :" خطط الشام " ج5ص251 ـ 256 وهي :
" عرف جماعة من كبار الصحابة بموالاة علي عليه السلام في عهد رسول الله (ص) مثل : سلمان الفارسي القائل : بايعنا رسول الله (ص) على النصح للمسلمين والائتمام بعلي بن أبي طالب والموالاة له .
ومثل : أبي سعسد الخدري الذي يقول : أمر الناس بخمس ففعلوا أربعة وتركوا واحدة، ولما سئل عن الأربع قال : الصلاة والزكاة وصوم شهر رمضان والحج .
قيل : فما الواحدة التي تركوها ؟
قال : ولاية علي بن أبي طالب .
قيل له : وانها لمفروضة معهن ؟!
قال : نعم هي مفروضة معهن !
ومثل : أبي ذر الغفاري، وعمار بن ياسر، وحذيفة بن اليمان، وذي الشهادتين خزيمة بن ثابت، وأبي أيوب الأنصاري وخالد بن سعيد بن العاص وقيس بن سعد بن عبادة "
وبعد تحقيق دقيق كتب :" وأما ما ذهب إليه بعض الكتاب من أن مذهب التشيع من بدعة عبدالله بن سبأ، المعروف بـ: ابن السوداء، فهو وهم وقلة معرفة بحقيقة مذهب الشيعة، ومن علم منزلة هذا الرجل عند الشيعة وبراءتهم منه ومن أقواله وأعماله، وكلام علمائهم في الطعن فيه بلا خلاف بينهم، علم مبلغ هذا القول من الصواب، لا ريب في أن أول ظهور الشيعة كان في الحجاز بلد المتشيع له " .
وقال :" وفي دمشق يرجع عهدهم إلى القرن الأول للهجرة ".
لقد صدر هذا التحقيق بقلم أستاذ متتبع غير شيعي، وفيه كفاية لمن يطلب الحق ويبتعد عن الغواية.
روى الحافظ أبو نعيمفي كتابه " حلية الأولياء" بسنده عن ابن عباس، قال : لما نزلت الآية الشريفة :
( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية)(1) خاطب رسول الله (ص) علي بن أبي طالب وقال : يا علي ! هو أنت وشيعتك، تأتي أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين .
ورواه أبو مؤيد، موفق بن أحمد الخوارزمي في الفصل 17 من كتاب المناقب في كتاب تذكرة خواص الأمةوسبط ابن الجوزي بحذف الآية .
وروى الحاكم عبيد الله الحسكاني، وهو من أعاظم مفسريكم، في كتابه (شواهد التنزيل) عن الحاكم أبي عبدالله الحافظ، بسند مرفوع إلى يزيد بن شراحيل الأنصاري، قال : سمعت عليا عليه السلام يقول : حدثني رسول الله (ص) وأنا مسنده إلى صدري، فقال : أي علي. ألم تسمع قول الله تعالى: ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية)؟
هم أنت وشيعتك، وموعدي وموعدكم الحوض، إذا جثت الأمم للحساب، تدعون غرا محجلين
وروى أبو المؤيد الموفق أحمد الخوارزمي في مناقبه في الفصل التاسع عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال : كنا عند النبي (ص) فأقبل علي بن أبي طالب، فقال (ص) : قد أتاكم أخي، ثم التفت إلى الكعبة فضربها بيده ثم قال : والذي نفسي بيده إن هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة، ثم إنه أولكم إيمانا، وأوفاكم بعهد الله، وأقومكم بأمر الله، وأعدلكم في الرعية، وأقسمكم بالسوية، وأعظمكم عند الله مزية .
قال : ونزلت : ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية) إلى آخره .
قال : وكان أصحاب محمد (ص) إذا أقبل علي عليه السلام قالوا : قد جاء خير البرية(2).
وروى جلال الدين السيوطي وهو من أكبر علمائكم وأشهرهم، حتى قالوا فيه : بأنه مجدد طريقة السنة والجماعة في القرن التاسع الهجري، كما في كتاب (فتح المقال) .
روى في تفسيره ( الدر المنثور) عن ابن عساكر الدمشقي، أنه روى عن جابر بن عبدالله الأنصاري أنه قال : كنا عند رسول الله (ص) إذ دخل على علي بن أبي طالب (ع)، فقال النبي (ص) : والذي نفسي بيده، إن هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة، فنزل : ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية ) .
وكذلك، جاء في " الدر المنثور " في تفسير الآية الكريمة، عن ابن عدي، عن ابن عباس، أنه روي : لما نزلت الآية المذكورة قال النبي (ص) لعلي : تأتي أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين .
وروى ابن الصباغ المالكي في كتابه الفصول المهمة صفحة 122 عن ابن عباس، قال: لما نزلت الآية ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية ) قال النبي (ص) لعلي : هو أنت وشيعتك، تأتي يوم القيامة أنت وهم راضين مرضيين، ويأتي أعداؤك غضابا مقمحين .
ورواه ابن حجر في الصواعق باب 11 عن الحافظ جمال الدين، محمد بن يوسف الزرندي المدني، وزاد فيه : فقال علي (ع) : من عدوي ؟ قال (ص) : من تبرأ منك ولعنك .
ورواه العلامة السمهودي في "جواهر العقدين " عن الحافظ جمال الدين الزرندي أيضا .
وروى المير سيد علي الهمداني الشافعي وهو من كبار علمائكم في كتابه " مودة القربى " عن أم سلمة أم المؤمنين وزوجة النبي الكريم (ص) أنها قالت : قال رسول الله (ص) : يا علي، أنت وأصحابك في الجنة، أنت وشيعتك في الجنة .
ورواه عنها ابن حجر في الصواعق أيضا .
وروى الحافظ ابن المغازلي الشافعي الواسطي في كتابه " مناقب علي بن أبي طالب (ص) " بسنده عن جابر بن عبدالله، قال : لما قدم علي بن أبي طالب بفتح خيبر قال له النبي (ص) : يا علي، لولا أن تقول طائفة من أمتي فيك ما قالت النصارى في عيسى بن مريم لقلت فيك مقالا لا تمر بملأ من المسلمين إلا أخذوا التراب من تحت رجليك وفضل طهورك، يستشفون بهما، ولكن حسبك أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي، وأنت تبرئ ذمتي وتستر عورتي، وتقاتل على سنتي، وأنت غدا في الآخرة أقرب الخلق مني، وأنت على الحوض خليفتي، وإن شيعتك على منابر من نور مبيضة وجوههم حولي، أشفع لهم، ويكونون في الجنة جيراني، وإن حربك حربي، وسلمك سلمي.
الشيعة في الحديث :
* تاريخ بغداد ج12، ص 289، قال النبي (ص) لعلي : أنت وشيعتك في الجنة .
* مروج الذهب، ج 2 ص 51، قال (ص) : إذا كان يوم القيامة دعي الناس بأسمائهم، وأسماء أمهاتهم إلا هذا ـ يعني عليا ـ وشيعته، فإنهم يدعون بأسمائهم ،وأسماء آبائهم لصحة ولادتهم .
* الصواعق المحرقة، ص 66 ط. الميمنية بمصر، قال رسول الله (ص) : يا علي أنت وشيعتك تردون علي الحوض رواء مرويين، مبيضة وجوههم، وإن أعداءكم يردون على الحوض ظماء مقمحين .
أقول : ورواه العلامة صالح الترمذي في المناقب المرتضوية، ص 101، ط. بومبي .
* كفاية الطالب، ص 135، قال (ص) لعلي : ... وإن شيعتك على منابر من نور مبيضة وجوههم حولي، أشفع لهم، فيكونون غدا في الجنة جيراني ...
* مناقب ابن المغازلي، ص 238، رواه أيضا والخبر طويل .
* كفاية الطالب، ص 98 بسنده عن عاصم بن ضمرة، عن علي (ع)، قال : قال رسول الله (ص) : شجرة أنا أصلها، وعلي فرعها، والحسن والحسين ثمرتها ـ والحسنان ثمرها / خ ل ـ والشيعة ورقها، فهل يخرج من الطيب إلا الطيب ؟! ...
قال العلامة الكنجي : هكذا رواه الخطيب، في تاريخه وطرقه .
أقول : ورواه الحاكم في المستدرك 2/160، وابن عساكر في تاريخه 4/318، ومحب الدين في الرياض النضرة 2/222، وفي ينابيع المودة، للعلامة القندوزي الحنفي، ص 257، ط. إسلامبول، روي عن النبي (ص) : لا تستخفوا بشيعة علي، فإن الرجل منهم ليشفع مثل ربيعة ومضر .
أقول : رواه العلامة الهندي في " انتهاء الأفهام " ص 19، ط. لكنهو .
تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي، ص 59، ط. الغري بسنده عن أبي سعيد الخدري، قال : نظر النبي (ص) إلى علي بن أبي طالب فقال هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة .
* فردوس الأخبار للدليمي، روى عن أنس بن مالك أنه قال : قال رسول الله (ص) : شيعة علي هم الفائزون.
أقول : رواه العلامة المناوي في " كنوز الحقائق " ص 88، ط. بولاق، ورواه القندوزي في " ينابيع المودة " ص 180، ط. اسلامبول، ورواه العلامة الهندي الهندي في " انتهاء الأفهام " ص 222، ط. نول كشور .
* المناقب المرتضوية، للعلامة الكشفي الترمذي، ص 113 طبع بومبي، وروى عن ابن عباس، قال : قال رسول الله (ص) : علي وشيعته هم الفائزون يوم القيامة .
أقول : رواه القندوزي في " ينابيع المودة " ص 257، ورواه العلامة الهندي في " انتهاء الإفهام " ص 19، كلاهما عن ابن عاس .
* الدر المنوثور ـ للسيوطي ـ 6/379، طبعة مصر، قال رسول الله (ص) لعلي : أنت وشيعتك تردون علي الحوض رواء .
ورواه القندوزي في " ينابيع المودة " ص 182، بعينه .
* تاريخ ابن عساكر 4/318، قال (ص) : يا علي، إن أول أربعة يدخلون الجنة، أنا وأنت والحسن والحسين، وذرارينا خلف ظهورنا، وأزواجنا خلف ذرارينا، وشيعتنا عن أيماننا وعن شمائلنا .
أقول : وأخرجه ابن حجر في الصواعق، ص 96، وتذكرة الخواص ص 31، ومجمع الزوائد 9/131، وكنوز الحقائق ـ في هامش الجامع الصغير ـ 2/16 .
* اسعاف الراغبين، المطبوع بهامش نور الأبصار ص 131 قال : وأخرج الدار قطني مرفوعا قال لعلي : يا أبا الحسن أما أنت وشيعتك في الجنة .
أقول : ورواه أخطب خوارزم في " المناقب " ص 67، ورواه صاحب منتخب كنز العمال ـ المطبوع بهامش المسند ـ 5/439، طبع المطبعة الميمنية بمصر. ورواه العلامة البرزنجي صاحب " الاشاعة في أشراط الساعة " ص 41 .
* مجمع الزوائد 9/173، روى عن أبي هريرة، قال : قال النبي (ص) لعلي : أنت معي وشيعتك في الجنة .
شرف النبي (ص)، للعلامة الخركوشي، روى عن أم المؤمنين أم سلمة، قالت : قال رسول الله (ص)، للعلامة الخركوشي، روي عن أم المؤمنين أم سلمة، قالت : قال رسول الله (ص) : أبشر يا علي، أنت وشيعتك في الجنة .
ورواه عنها أيضا العلامة الآمر تسري الحنفي، في " أرجح المطالب " .
* مجمع الزوائد ـ للهيثمي ـ 9/172، قال (ص) في خطبة له : أيها الناس، من أبغضنا أهل البيت حشره الله يوم القيامة يهوديا، فقال جابر بن عبدالله : يا رسول الله وإن صام وصلى ؟!
قال (ص) : وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم !
أحتجر بذلك سفك دمه وأن يؤدي الجزية عن يد وهم صاغرون .
مُثّل لي أمتي في الطين، فمر بي أصحاب الرايات، فاستغفرت لعلي وشيعته .
* المناقب المرتضوية، ص 116، طبع بومبي، للعلامة الكشفي الترمذي، أن أَنَسا روى عن النبي (ص) أنه قال : حدثني جبرائيل عن الله تعالى (عز وجل)، أن الله تعالى يحب عليا ما لا يحب الملائكة، ولا النبيين ولا المرسلين، وما من تسبيحة يسبح الله إلا و يخلق الله منه ملكا يستغفر لمحبه وشيعته ليوم القيامة .
أقول رواه العلامة القندوزي الحنفي في " ينابيع المودة " ص 256، طبعة اسلامبول، روى الحديث عن أنس بعين ما تقدم، إلا أنه أسقط ( ولا النبيين ولا المرسلين " .
وهذا قليل من كثير ، لكنه كفاية لمن اراد الهداية والحقيقة ، وأرجو من الاخوان أهل السنة عدم الإلتباس في حقيقة الشيعة وبدايتها.
وشكررررررراً
الصــــــــــــادقــــــــــــــــي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهوامـــــــــــــش :
(1) سورة البينة الآية 7 .
(2) رواه العلامة الكنجي الشافعي في كتابه (كفاية الطالب)، الباب 62 بسنده عن جابر بن عبدالله الانصاري، وقال : هكذا رواه محدث الشام في كتابه بطرق شتى .
تعليق