[grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]الكلّ مسؤول أمام الله
يقول الله تعالى في كتابه المجيد: {فلنسألن الذين أُرسل إليهم ولنسألن المرسَلين}، ويقول سبحانه: {وقفوهم إنهم مسؤولون}، ويقول تعالى: {فوربك لنسألنّهم أجمعين* عما كانوا يعملون}، ويقول رسول الله(ص): "إني مسؤول وإنكم مسؤولون".
في هذه الكلمات المضيئة من الكتاب والسنّة، لا بد للإنسان أمامها من أن يدرس نفسه ليحدد موقفه في كل حركته، سواء كانت في الجانب الفكري الذي يلتزم فيه خطاً فكرياً معيّناً، أو في جانب الكلمة التي يحركها في خطابه للآخرين، أو في عمله الذي يتصل به في موقفه في ما يريد الله تعالى له أن يعمله أو يتركه، وفي ما يريد له أن يتعامل به مع الآخرين، وفي كل مواقفه، رفضاً أو قبولاً أو تأييداً أو عدم تأييد، وفي علاقاته بالإنسان الآخر بالحياة، سلباً أو إيجاباً.
أن تكون إنساناً تملك عقلك وقلبك وحركتك، هو أن تكون مسؤولاً، بحيث لا تحرِّك رجلاً ـ كما ورد في الحديث ـ ولا تؤخّر أخرى حتى تدرس لماذا تقدّمت وعلى أي أساس، ولماذا تأخرت وعلى أيّ أساس. أن لا تندفع في حركتك في الحياة على أساس ما توحي به غريزتك أو شهوتك، أو أن تتحرك على أساس اللامبالاة، بحيث لا تدرس نتائج عملك أو خلفياته. إن عقلك مسؤوليتك، فلا تحركه إلا في ما يرفع مستوى حياتك وحياة الآخرين، وإن قلبك الذي ينفتح على عاطفتك هو مسؤوليتك بأن لا تحرّك عاطفتك في خط هواك، بل أن تعقلن عاطفتك، ليكون حبك عندما تحب مسؤولاً، وليكون بغضك عندما تبغض مسؤولاً، أن لا يكون حبك منطلقاً من الناس الذين ترتبط بهم؛ كأن تحب شخصاً لأن أباك يحبه أو لأنّ أهلك يحبونه، بل أن تحبّ على أساس أن تدرس العناصر التي يملكها من توجّه الحب له. وهكذا في عملية البغض، أن يكون لك وعي الحب والبغض كما وعي الموقف في حركتك في الحياة، سواء كانت في جانب اجتماعي أو سياسي أو اقتصادي. في كل حياتك فكّر أنك مسؤول أمام الله، وأنك سوف تقف بين يديه سبحانه، ليوجّه إليك سؤالاً ولتجيب عليه: {يوم لا ينفع مال ولا بنون* إلا من أتى الله بقلب سليم}.
والله تعالى لا يُعفي أحداً من المسؤولية، ولا يعفي أحداً من السؤال، حتى الأنبياء، فنحن نقرأ هذه الآية الكريمة: {فلنسألن الذين أُرسل إليهم ولنسألن المرسَلين}، فعندما يبعث الله رسولاً إلى الناس، فإنه سبحانه كما يسأل الناس الذين أُرسل إليهم هذا الرسول، هل استمعتم إليه وآمنتم به؟ هل سرتم على الخط المستقيم الذي أمركم به؟ فإنّه يسأل المرسَلين أيضاً: كيف أديتم الدعوة وبلغتم الرسالة؟ وكيف استجاب لكم قومكم أو تنكّروا لكم في ذلك؟ فالرسل مسؤولون كما هم الناس مسؤولون، وعندما يقول الله تعالى: {فوربك لنسألنّهم أجمعين* عما كانوا يعملون}، فإنه سبحانه لا يعفي أحداً، لأن المسؤولية شاملة للناس كلهم، وكل إنسان مسؤول بحسب حجمه الفكري وقدراته العلمية وظروفه الطبيعية الموضوعية.[/grade]
يقول الله تعالى في كتابه المجيد: {فلنسألن الذين أُرسل إليهم ولنسألن المرسَلين}، ويقول سبحانه: {وقفوهم إنهم مسؤولون}، ويقول تعالى: {فوربك لنسألنّهم أجمعين* عما كانوا يعملون}، ويقول رسول الله(ص): "إني مسؤول وإنكم مسؤولون".
في هذه الكلمات المضيئة من الكتاب والسنّة، لا بد للإنسان أمامها من أن يدرس نفسه ليحدد موقفه في كل حركته، سواء كانت في الجانب الفكري الذي يلتزم فيه خطاً فكرياً معيّناً، أو في جانب الكلمة التي يحركها في خطابه للآخرين، أو في عمله الذي يتصل به في موقفه في ما يريد الله تعالى له أن يعمله أو يتركه، وفي ما يريد له أن يتعامل به مع الآخرين، وفي كل مواقفه، رفضاً أو قبولاً أو تأييداً أو عدم تأييد، وفي علاقاته بالإنسان الآخر بالحياة، سلباً أو إيجاباً.
أن تكون إنساناً تملك عقلك وقلبك وحركتك، هو أن تكون مسؤولاً، بحيث لا تحرِّك رجلاً ـ كما ورد في الحديث ـ ولا تؤخّر أخرى حتى تدرس لماذا تقدّمت وعلى أي أساس، ولماذا تأخرت وعلى أيّ أساس. أن لا تندفع في حركتك في الحياة على أساس ما توحي به غريزتك أو شهوتك، أو أن تتحرك على أساس اللامبالاة، بحيث لا تدرس نتائج عملك أو خلفياته. إن عقلك مسؤوليتك، فلا تحركه إلا في ما يرفع مستوى حياتك وحياة الآخرين، وإن قلبك الذي ينفتح على عاطفتك هو مسؤوليتك بأن لا تحرّك عاطفتك في خط هواك، بل أن تعقلن عاطفتك، ليكون حبك عندما تحب مسؤولاً، وليكون بغضك عندما تبغض مسؤولاً، أن لا يكون حبك منطلقاً من الناس الذين ترتبط بهم؛ كأن تحب شخصاً لأن أباك يحبه أو لأنّ أهلك يحبونه، بل أن تحبّ على أساس أن تدرس العناصر التي يملكها من توجّه الحب له. وهكذا في عملية البغض، أن يكون لك وعي الحب والبغض كما وعي الموقف في حركتك في الحياة، سواء كانت في جانب اجتماعي أو سياسي أو اقتصادي. في كل حياتك فكّر أنك مسؤول أمام الله، وأنك سوف تقف بين يديه سبحانه، ليوجّه إليك سؤالاً ولتجيب عليه: {يوم لا ينفع مال ولا بنون* إلا من أتى الله بقلب سليم}.
والله تعالى لا يُعفي أحداً من المسؤولية، ولا يعفي أحداً من السؤال، حتى الأنبياء، فنحن نقرأ هذه الآية الكريمة: {فلنسألن الذين أُرسل إليهم ولنسألن المرسَلين}، فعندما يبعث الله رسولاً إلى الناس، فإنه سبحانه كما يسأل الناس الذين أُرسل إليهم هذا الرسول، هل استمعتم إليه وآمنتم به؟ هل سرتم على الخط المستقيم الذي أمركم به؟ فإنّه يسأل المرسَلين أيضاً: كيف أديتم الدعوة وبلغتم الرسالة؟ وكيف استجاب لكم قومكم أو تنكّروا لكم في ذلك؟ فالرسل مسؤولون كما هم الناس مسؤولون، وعندما يقول الله تعالى: {فوربك لنسألنّهم أجمعين* عما كانوا يعملون}، فإنه سبحانه لا يعفي أحداً، لأن المسؤولية شاملة للناس كلهم، وكل إنسان مسؤول بحسب حجمه الفكري وقدراته العلمية وظروفه الطبيعية الموضوعية.[/grade]