[SIZE=20px][grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]بسم الله الرحمان الرحيم
القرار1559: التدويل أو الوصاية الدولية
وإذا كان الرئيس الأمريكي يتحدث عن حرية الشعب اللبناني، فإننا نؤمن بأن من حق هذا الشعب أن يكون حراً في إدارة شؤونه وفي تقرير مصيره، وأن يمارس دوره الانتخابي بشفافية وصدق وواقعية، بعيداً عن الضغوط الأمريكية وغيرها، ولكن المسألة هي أن القرار 1559 الذي ضغطت أمريكا ـ ومعها فرنسا ـ على مجلس الأمن لإصداره، لا يكتفي بالانسحاب السوري من لبنان، ولكنه يؤكد نزع سلاح المقاومة الذي هو سلاح الدفاع عن لبنان ضد الأطماع الإسرائيلية والعدوان الإسرائيلي المتكرر في كل يوم، كما يؤكد التوطين للفلسطينيين في مضمونه الأمني والسياسي. ومن الملفت أن بعض اللبنانيين يرون في هذا القرار فرصة للتحرير من خلال التدويل أو الوصاية الدولية في خط الانتداب، أو مباركة الاحتلال الأمريكي للعراق، بزعم أنه المشروع الذي سوف ينشر الديمقراطية في المنطقة العربية والإسلامية.
العالم أقلّ أمناً وسلاماً مع بوش
أما عن المشروع النووي الإيراني الذي يؤكد رئيس جمهورية إيران أنه على استعداد لإعطاء ضمانات دولية بأنها لا تعمل على صنع الأسلحة النووية، فإن "بوش" لا يزال يلاحق هذه الدولة الإسلامية بالضغط والتهديد بالعقوبات، محاولاً جرّ أوروبا إلى جانبه، في الوقت الذي يدعم إسرائيل في سلاحها النووي المتقدّم، وفي تهديدها لإيران بقصف مفاعلها النووي السلمي، بل إن أمريكا تلوّح بذلك في عدوانها على إيران. والسؤال: هل إن أمريكا جادة في مواجهة أسلحة الدمار الشامل، أو أنها تسعى لإبعاد الدول المعارضة لها عن أية خبرة علمية نووية حتى لو كانت للأغراض السلمية؟
لقد كنا نود أن تقدّم أمريكا في إدارتها الحالية أيّ دليل على رغبتها في السلام وفي الديمقراطية والحرية على مستوى مصالح الشعوب، ولكننا نلاحظ أن العالم منذ ولاية الرئيس بوش الأولى والثانية، أصبح أقل أمناً وحرية وسلاماً، وهذا ما نشاهده في الساحة العراقية التي لم يستطع الاحتلال أن يجعلها أكثر أمناً على الرغم من عشرات الألوف من جنوده.
إن الشعوب لم تعد تصدق الأقوال، بل إنها تريد من أمريكا وحلفائها الأفعال، ولم تعد تثق بالشعارات التي تحركها المخابرات المركزية من خلال الأكاذيب التي توزعها هنا وهناك من أجل أن تبرر حرباً استباقية ضد هذا البلد أو ذاك، سواء في ذلك الحرب العسكرية أو الاقتصادية في سيطرتها على قرارات مجلس الأمن.
إننا ندعو شعوبنا إلى أن تعرف كيف تتجاوز هذه الضغوط الاستكبارية، وتتحرك في استعادة حريتها ضد الذين يفرضون عليها الاستعباد في الداخل والخارج، وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني واللبناني والعراقي، لأن المنطقة تتحرك تحت تأثير الحرب المتنوّعة بفعل الإمبراطورية الأمريكية التي تهدد العالم. كما أننا ندعو أوروبا أن تنطلق في حوارٍ جديّ قائم على الثقة والصدق والمصالح المشتركة، وأن لا تخضع للسياسة الأمريكية التي تريد أن تستغلها في مصالحها الاستراتيجية في ساحة الصراع.
أمريكا ليست حريصة على حرية لبنان
أما في لبنان، فإننا نحذّر اللبنانيين من أن أمريكا ليست حريصة على حرية لبنان وسيادته، بل هي حريصة على أمن إسرائيل، وهذا ما عشناه في الحرب الماضية التي قادها هنري كيسنجر لتصفية القضية الفلسطينية على حساب اللبنانيين، وقد نعيشها الآن لمصلحة التوطين، وعلى اللبنانيين الانتباه إلى أن اللعبة الدولية قد تتحرك لتثير الجدال بالطريقة التي يتصاعد فيها إلى المستوى الذي يصبح فيه سلاح المقاومة بوجه أطماع إسرائيل في موقع الاتهام، وليكون سلاح الجريمة الإسرائيلي الذي تستخدمه إسرائيل ضد لبنان في اعتداءاتها وخروقاتها المتواصلة هو السلاح الذي لا يعترض عليه أحد.
إننا نقول للبنانيين: ارصدوا الحركة السياسية من الخارج، ولا تستمعوا إلى كلمات الخارج التي تنطلق للإيقاع بكم، وانطلقوا مع الحوار مهما كانت قساوة الاختلافات، لأننا نخشى من أن تسعى اللعبة الدولية التي تعمل على تكبير حجم هنا وتصغير حجم هناك، إلى إعادتنا إلى الدوّامة التي خرجنا منها عندما توافقنا جميعاً على الخروج من دائرة الحرب إلى دائرة الحوار واللقاء. عودوا إلى قيمكم وارجعوا إلى وطنيتكم. كونوا عرباً لبنانيين ولا تكونوا أمريكيين أو فرنسيين، فإن الأجيال سوف تحاسب الذين يصنعون الاهتزاز في المستقبل، وستسأل ماذا فعلتم بلبنان؟!. [/grade][/size]
القرار1559: التدويل أو الوصاية الدولية
وإذا كان الرئيس الأمريكي يتحدث عن حرية الشعب اللبناني، فإننا نؤمن بأن من حق هذا الشعب أن يكون حراً في إدارة شؤونه وفي تقرير مصيره، وأن يمارس دوره الانتخابي بشفافية وصدق وواقعية، بعيداً عن الضغوط الأمريكية وغيرها، ولكن المسألة هي أن القرار 1559 الذي ضغطت أمريكا ـ ومعها فرنسا ـ على مجلس الأمن لإصداره، لا يكتفي بالانسحاب السوري من لبنان، ولكنه يؤكد نزع سلاح المقاومة الذي هو سلاح الدفاع عن لبنان ضد الأطماع الإسرائيلية والعدوان الإسرائيلي المتكرر في كل يوم، كما يؤكد التوطين للفلسطينيين في مضمونه الأمني والسياسي. ومن الملفت أن بعض اللبنانيين يرون في هذا القرار فرصة للتحرير من خلال التدويل أو الوصاية الدولية في خط الانتداب، أو مباركة الاحتلال الأمريكي للعراق، بزعم أنه المشروع الذي سوف ينشر الديمقراطية في المنطقة العربية والإسلامية.
العالم أقلّ أمناً وسلاماً مع بوش
أما عن المشروع النووي الإيراني الذي يؤكد رئيس جمهورية إيران أنه على استعداد لإعطاء ضمانات دولية بأنها لا تعمل على صنع الأسلحة النووية، فإن "بوش" لا يزال يلاحق هذه الدولة الإسلامية بالضغط والتهديد بالعقوبات، محاولاً جرّ أوروبا إلى جانبه، في الوقت الذي يدعم إسرائيل في سلاحها النووي المتقدّم، وفي تهديدها لإيران بقصف مفاعلها النووي السلمي، بل إن أمريكا تلوّح بذلك في عدوانها على إيران. والسؤال: هل إن أمريكا جادة في مواجهة أسلحة الدمار الشامل، أو أنها تسعى لإبعاد الدول المعارضة لها عن أية خبرة علمية نووية حتى لو كانت للأغراض السلمية؟
لقد كنا نود أن تقدّم أمريكا في إدارتها الحالية أيّ دليل على رغبتها في السلام وفي الديمقراطية والحرية على مستوى مصالح الشعوب، ولكننا نلاحظ أن العالم منذ ولاية الرئيس بوش الأولى والثانية، أصبح أقل أمناً وحرية وسلاماً، وهذا ما نشاهده في الساحة العراقية التي لم يستطع الاحتلال أن يجعلها أكثر أمناً على الرغم من عشرات الألوف من جنوده.
إن الشعوب لم تعد تصدق الأقوال، بل إنها تريد من أمريكا وحلفائها الأفعال، ولم تعد تثق بالشعارات التي تحركها المخابرات المركزية من خلال الأكاذيب التي توزعها هنا وهناك من أجل أن تبرر حرباً استباقية ضد هذا البلد أو ذاك، سواء في ذلك الحرب العسكرية أو الاقتصادية في سيطرتها على قرارات مجلس الأمن.
إننا ندعو شعوبنا إلى أن تعرف كيف تتجاوز هذه الضغوط الاستكبارية، وتتحرك في استعادة حريتها ضد الذين يفرضون عليها الاستعباد في الداخل والخارج، وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني واللبناني والعراقي، لأن المنطقة تتحرك تحت تأثير الحرب المتنوّعة بفعل الإمبراطورية الأمريكية التي تهدد العالم. كما أننا ندعو أوروبا أن تنطلق في حوارٍ جديّ قائم على الثقة والصدق والمصالح المشتركة، وأن لا تخضع للسياسة الأمريكية التي تريد أن تستغلها في مصالحها الاستراتيجية في ساحة الصراع.
أمريكا ليست حريصة على حرية لبنان
أما في لبنان، فإننا نحذّر اللبنانيين من أن أمريكا ليست حريصة على حرية لبنان وسيادته، بل هي حريصة على أمن إسرائيل، وهذا ما عشناه في الحرب الماضية التي قادها هنري كيسنجر لتصفية القضية الفلسطينية على حساب اللبنانيين، وقد نعيشها الآن لمصلحة التوطين، وعلى اللبنانيين الانتباه إلى أن اللعبة الدولية قد تتحرك لتثير الجدال بالطريقة التي يتصاعد فيها إلى المستوى الذي يصبح فيه سلاح المقاومة بوجه أطماع إسرائيل في موقع الاتهام، وليكون سلاح الجريمة الإسرائيلي الذي تستخدمه إسرائيل ضد لبنان في اعتداءاتها وخروقاتها المتواصلة هو السلاح الذي لا يعترض عليه أحد.
إننا نقول للبنانيين: ارصدوا الحركة السياسية من الخارج، ولا تستمعوا إلى كلمات الخارج التي تنطلق للإيقاع بكم، وانطلقوا مع الحوار مهما كانت قساوة الاختلافات، لأننا نخشى من أن تسعى اللعبة الدولية التي تعمل على تكبير حجم هنا وتصغير حجم هناك، إلى إعادتنا إلى الدوّامة التي خرجنا منها عندما توافقنا جميعاً على الخروج من دائرة الحرب إلى دائرة الحوار واللقاء. عودوا إلى قيمكم وارجعوا إلى وطنيتكم. كونوا عرباً لبنانيين ولا تكونوا أمريكيين أو فرنسيين، فإن الأجيال سوف تحاسب الذين يصنعون الاهتزاز في المستقبل، وستسأل ماذا فعلتم بلبنان؟!. [/grade][/size]