الباب الرابع
الاسئلة المتعلقة بالمهدي عليه السلام
تلخيص الأسئلة قبل تفصيلها
قبل أن نتناول الأسئلة المتعلقة بمسألة المهدي المنتظر عليه الصلاة والسلام , نلفت الانتباه أولاً إلى مسألة نرى أنها في غاية الأهمية وهي : إن الكثير من المسلمين –إنْ لم نقل اغلبهم- ينظرون إلى المهدي المنتظر باعتباره شخص عادي , مجرد إمام –قائد- مدّخر لليوم الموعود الذي يملأ فيه الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً , غافلين تماماً عن مقام خليفة الله الكامل والقائم بأمره الذي تتجلى فيه كل هوية الله الوجودية (أسماء وصفات وأفعال الله).
وطبيعي ان نظرة كهذه -التي تحدد مقامه في زاوية ضيقة أمام ضخامة المهمة التي يؤديها- تفرز جملة من الأسئلة بحاجة إلى جواب واقعي مدعوم بالأدلة المقنعة كي تنحل عقدة التناقض الحاصلة ما بين القائد المحدد المقام وضخامة الدور الذي ينتظره .
ويمكن تلخيص محاور الأسئلة بالصورة التالية:
س1- كيف نستطيع أن نؤمن بوجود المهدي , ونحن لا نرى له كياناً في الواقع, ما هي الأدلة التي تحسم لنا هذا الأمر؟؟
س2 – إذا كان المهدي ابن الإمام الحسن العسكري عليهما السلام قد ولد في عام 255هـ, كيف استطاع أن يتجاوز قوانين الطبيعة ويستمر بالحياة طوال تلك السنين ؟؟ وإذا كان في الأمر معجزة فما المبرر لها وما تفسيرها ؟؟
س3- إذا كان القائد مصمم لتطهير الأرض من الظلم والفساد وإعدادها لمرحلة القيامة , فلماذا كل هذا الانتظار والسكوت إزاء ما يشهده العالم من ظلم وفساد وكوارث اجتماعية وإنسانية؟؟
س4 – إذا كان القائد المنتظر لا يمارس دوره في بسط عدالة السماء على الأرض إلا في اليوم الموعود ( في نهاية الزمان) فلماذا لا يترك الله ذلك اليوم لقائد يولد في ذلك الزمان ليمارس دوره الذي صمم لأجله ؟؟ ما السر في هذا الزمان -العقيم- ما بين ولادته واليوم الموعود ؟؟
س5- ما هي طريقة التغيير التي تمكّن القائد المنتظر من بسط العدالة الشاملة على الأرض؟؟ وكيف يستطيع أن ينتصر على كل كيانات الظلم المدججة بالأسلحة الفتاكة التي تقف من وراءها البنى التحتية المتطورة تقنياً وفنياً ؟؟
س6 – كيف يستطيع الفرد أن يقيم العدالة الشاملة في جميع أقطار الأرض , مع العلم ان هذا الأمر لم يحققه الأنبياء السابقون طوال تاريخ الإنسانية على الأرض؟؟
هذه الأسئلة وغيرها كثير تدور حول مسألة المهدي المنتظر عليه الصلاة والسلام , وهي أسئلة لا تصدر عن المشككين بالمهدي فحسب, بل المؤمنين به أيضاً, وكأن لسان حالهم يقول كما قال إبراهيم عليه السلام (..قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي..)[1] انهم يريدون أجوبة علمية حاسمة تقطع دابر الشك وتزيد الحق وضوحاً توخياً لبلوغ درجة اليقين .
لو تأملنا في الأسئلة المطروحة -والتي يمكن أن تطرح- بشأن المهدي المنتظر نرى أن الخلفية التي تقف من وراءها واحدة , وهي : افتراض المهدي المنتظر مجرد قائد أو إمام من بين الأئمة تجري عليه سنن الحياة والقوانين الطبيعية , وإذا ما ضل هذا الافتراض -الذي يحدد مقام القائد في زاوية ضيقة أمام الدور العظيم الذي ينتظره - قائماً, فإن الأجوبة على تلك الأسئلة مهما كانت متقنة تبقى غير مجدية ما لم تشر إلى حقيقة مقامه الرفيع وتكف عن رسمه داخل تلك المحددات البشرية الضيقة, وستبقى الحيرة والضبابية قائمة ما لم يدرك الناس (لمؤمنون والمشككون) أن مقام القائد المنتظر ليس ذلك المحدد بالسمات البشرية الخاضعة لقوانين الطبيعة .
ونحن في بحثنا الموسع عن حقيقة الخلافة وحمل هوية الله ( الأمانة) قد انتهينا إلى حقيقة مؤكدة نعتبرها من الضرورات الوجودية التي لا يمكن تصوّر عدمها, وهي ان هوية الله المحمولة في كيان الإنسان يجب أن تظهر بتمام كمالها غير منقوص منها شيئاً في آخر الزمان, وخلاف ذلك يعني النقص في هوية الله تعالى عن ذلك علواً كبيراً.
ونرى أن هذه الحقيقة المؤكدة بالبراهين العقلية والنقلية هي السبيل الوحيد الذي يقودنا إلى جميع الأسرار المتصلة بمسألة المهدي المنتظر عليه الصلاة والسلام .
إجابة عامة
لكي نمهّد للإجابة على تلك الأسئلة ونبيّن الحقائق بأكبر قدر ممكن من البساطة والوضوح , نؤكد على مقام خليفة الله الكامل التام والقائم بأمره الذي يتفرد به المهدي المنتظر, وإن كنا نرى أن هذا وحده يتكفل بالإجابة على جميع الأسئلة المطروحة -والتي يمكن أن تطرح- بشأن مسألة المهدي , و لكننا لن نكتفِ به, بل سنزيد الحق وضوحاً بالأجوبة التفصيلية على تلك الأسئلة, وندعم الأجوبة بالأدلة القرآنية والعلمية الحديثة إن شاء الله تعالى (.. وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ ..)[2] .
ولعل غفلة البعض عن مقامه الشريف ( خليفة الله الكامل والقائم بأمره) الذي تتجلى في شخصه هوية الله بتمام كمالها, هو السبب في صعوبة تصوّرهم للكثير من الأمور المتعلقة بشخصه المقدس مثل , غيبته عن عامة الناس, طول عمره الشريف , الكيفية التي يتم بها تغيير العالم, وبسط العدالة الشاملة .. الخ , فهناك الكثير من الأسئلة والشبهات منشأها الجهل بمقام ( خليفة الله الكامل والقائم بأمره) الذي يتفرد به .
ومن خلال البحوث السابقة التي أشرنا فيها إلى مقامه المذكور وانه خليفة الله الكامل الذي تتجلى في شخصه كل سمات هوية الله الوجودية نكون قد أجبنا على الكثير من الأسئلة المطروحة بشأنه والمتوقعة أيضاً , فكما هوية الموجودات ( الإنسان -الحيوان- النبات)لا تظهر بتمام كمالها إلا في آخر مرحلة من مراحل النمو والتكامل , كذلك هوية الله الوجودية لا تظهر بتمام كمالها في خليفته ( الإنسان) إلا في آخر الزمان, وهذا قانون عام شامل يحكم جميع عناصر الكون دونما استثناء, فالسماوات والأرض لم تُخلقا دفعة واحدة , بل خُلقتا بستة أيام, أي على ستة مراحل وما بين مرحلة وأخرى ملايين السنين , وهي بلا شك مراحل نمو وتكامل مرت وتمر بها النشأة حتى تبلغ تمام كمالها في نهاية المطاف في تلك النشأة ذات الديمومة والبقاء.
ولما كان الله ظاهر كما هو باطن [3], والكون مظهر له , فإن سمات هويته تعالى مجده مثل الحياة والعلم والقدرة والعدالة بتمام كمالها يجب أن تتجلى وتظهر للناس, ويكون ذلك بواسطة خليفته التام الكامل( المهدي) المصمم من قبل السماء لأداء أهم وأخطر المهام في الدنيا والآخرة , وبهذه السمات التي تتجلى في شخصه عليه الصلاة والسلام يتمكن من تغيير العالم وبسط العدالة الشاملة في الأرض.
فتجلي اسم الله الحي في شخص المهدي هو الذي يفسر لنا طول عمره الشريف , وتجلى اسم الله العدل هو الذي يفسر لنا بسط العدالة الشاملة في الأرض , وتجلي اسم الله القادر هو الذي يفسر لنا قدرته على تغيير العالم , وتجلى اسم الله العليم الحكيم في شخصه هو الذي يفسر لنا إظهار الإسلام على الدين كله ونشر العلوم العالية.. وهكذا جميع الإشكاليات المطروحة والمتوقعة يفسرها لنا تجلي أسماء وصفات وأفعال الله في شخصه المقدس..
وعلى الرغم من أن الكثير من المعلومات والإشارات المذكورة في القران الكريم التي تشير إلى مقام القائم بأمر الله عليه الصلاة والسلام تكفي لكي نحصل على أجوبة حاسمة لجميع الأسئلة المطروحة والمتوقعة بشأنه عليه الصلاة والسلام , إلا انه تبقى الحاجة لمعرفة المزيد من التفاصيل العلمية لبناء تصوّر واقعي عن سمات ومقام وقدرات المهدي عليه الصلاة والسلام, فقد نسلّم بكل ما جاء عن المهدي المنتظر ونصدق به, ولكن لسان حالنا يقول كما قال إبراهيم الخليل عليه السلام (..قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي..)[4].
ولأجل ذلك سوف نتناول في الأوراق القادمة ( إن شاء الله تعالى)الأجوبة العلمية التفصيلية للأسئلة المهمة المطروحة والمتوقعة بشأن المهدي عليه الصلاة والسلام لعلها تساهم في بناء تصّوّر علمي واقعي عنه و عن سمات الهوية الوجودية التي يحملها.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] - سورة البقرة , الآية 260
[2] - سورة البقرة , الآية 282
[3] - ( هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) سورة الحديد , الآية 3
[4] - سورة البقرة , الآية 260
الاسئلة المتعلقة بالمهدي عليه السلام
تلخيص الأسئلة قبل تفصيلها
قبل أن نتناول الأسئلة المتعلقة بمسألة المهدي المنتظر عليه الصلاة والسلام , نلفت الانتباه أولاً إلى مسألة نرى أنها في غاية الأهمية وهي : إن الكثير من المسلمين –إنْ لم نقل اغلبهم- ينظرون إلى المهدي المنتظر باعتباره شخص عادي , مجرد إمام –قائد- مدّخر لليوم الموعود الذي يملأ فيه الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً , غافلين تماماً عن مقام خليفة الله الكامل والقائم بأمره الذي تتجلى فيه كل هوية الله الوجودية (أسماء وصفات وأفعال الله).
وطبيعي ان نظرة كهذه -التي تحدد مقامه في زاوية ضيقة أمام ضخامة المهمة التي يؤديها- تفرز جملة من الأسئلة بحاجة إلى جواب واقعي مدعوم بالأدلة المقنعة كي تنحل عقدة التناقض الحاصلة ما بين القائد المحدد المقام وضخامة الدور الذي ينتظره .
ويمكن تلخيص محاور الأسئلة بالصورة التالية:
س1- كيف نستطيع أن نؤمن بوجود المهدي , ونحن لا نرى له كياناً في الواقع, ما هي الأدلة التي تحسم لنا هذا الأمر؟؟
س2 – إذا كان المهدي ابن الإمام الحسن العسكري عليهما السلام قد ولد في عام 255هـ, كيف استطاع أن يتجاوز قوانين الطبيعة ويستمر بالحياة طوال تلك السنين ؟؟ وإذا كان في الأمر معجزة فما المبرر لها وما تفسيرها ؟؟
س3- إذا كان القائد مصمم لتطهير الأرض من الظلم والفساد وإعدادها لمرحلة القيامة , فلماذا كل هذا الانتظار والسكوت إزاء ما يشهده العالم من ظلم وفساد وكوارث اجتماعية وإنسانية؟؟
س4 – إذا كان القائد المنتظر لا يمارس دوره في بسط عدالة السماء على الأرض إلا في اليوم الموعود ( في نهاية الزمان) فلماذا لا يترك الله ذلك اليوم لقائد يولد في ذلك الزمان ليمارس دوره الذي صمم لأجله ؟؟ ما السر في هذا الزمان -العقيم- ما بين ولادته واليوم الموعود ؟؟
س5- ما هي طريقة التغيير التي تمكّن القائد المنتظر من بسط العدالة الشاملة على الأرض؟؟ وكيف يستطيع أن ينتصر على كل كيانات الظلم المدججة بالأسلحة الفتاكة التي تقف من وراءها البنى التحتية المتطورة تقنياً وفنياً ؟؟
س6 – كيف يستطيع الفرد أن يقيم العدالة الشاملة في جميع أقطار الأرض , مع العلم ان هذا الأمر لم يحققه الأنبياء السابقون طوال تاريخ الإنسانية على الأرض؟؟
هذه الأسئلة وغيرها كثير تدور حول مسألة المهدي المنتظر عليه الصلاة والسلام , وهي أسئلة لا تصدر عن المشككين بالمهدي فحسب, بل المؤمنين به أيضاً, وكأن لسان حالهم يقول كما قال إبراهيم عليه السلام (..قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي..)[1] انهم يريدون أجوبة علمية حاسمة تقطع دابر الشك وتزيد الحق وضوحاً توخياً لبلوغ درجة اليقين .
لو تأملنا في الأسئلة المطروحة -والتي يمكن أن تطرح- بشأن المهدي المنتظر نرى أن الخلفية التي تقف من وراءها واحدة , وهي : افتراض المهدي المنتظر مجرد قائد أو إمام من بين الأئمة تجري عليه سنن الحياة والقوانين الطبيعية , وإذا ما ضل هذا الافتراض -الذي يحدد مقام القائد في زاوية ضيقة أمام الدور العظيم الذي ينتظره - قائماً, فإن الأجوبة على تلك الأسئلة مهما كانت متقنة تبقى غير مجدية ما لم تشر إلى حقيقة مقامه الرفيع وتكف عن رسمه داخل تلك المحددات البشرية الضيقة, وستبقى الحيرة والضبابية قائمة ما لم يدرك الناس (لمؤمنون والمشككون) أن مقام القائد المنتظر ليس ذلك المحدد بالسمات البشرية الخاضعة لقوانين الطبيعة .
ونحن في بحثنا الموسع عن حقيقة الخلافة وحمل هوية الله ( الأمانة) قد انتهينا إلى حقيقة مؤكدة نعتبرها من الضرورات الوجودية التي لا يمكن تصوّر عدمها, وهي ان هوية الله المحمولة في كيان الإنسان يجب أن تظهر بتمام كمالها غير منقوص منها شيئاً في آخر الزمان, وخلاف ذلك يعني النقص في هوية الله تعالى عن ذلك علواً كبيراً.
ونرى أن هذه الحقيقة المؤكدة بالبراهين العقلية والنقلية هي السبيل الوحيد الذي يقودنا إلى جميع الأسرار المتصلة بمسألة المهدي المنتظر عليه الصلاة والسلام .
إجابة عامة
لكي نمهّد للإجابة على تلك الأسئلة ونبيّن الحقائق بأكبر قدر ممكن من البساطة والوضوح , نؤكد على مقام خليفة الله الكامل التام والقائم بأمره الذي يتفرد به المهدي المنتظر, وإن كنا نرى أن هذا وحده يتكفل بالإجابة على جميع الأسئلة المطروحة -والتي يمكن أن تطرح- بشأن مسألة المهدي , و لكننا لن نكتفِ به, بل سنزيد الحق وضوحاً بالأجوبة التفصيلية على تلك الأسئلة, وندعم الأجوبة بالأدلة القرآنية والعلمية الحديثة إن شاء الله تعالى (.. وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ ..)[2] .
ولعل غفلة البعض عن مقامه الشريف ( خليفة الله الكامل والقائم بأمره) الذي تتجلى في شخصه هوية الله بتمام كمالها, هو السبب في صعوبة تصوّرهم للكثير من الأمور المتعلقة بشخصه المقدس مثل , غيبته عن عامة الناس, طول عمره الشريف , الكيفية التي يتم بها تغيير العالم, وبسط العدالة الشاملة .. الخ , فهناك الكثير من الأسئلة والشبهات منشأها الجهل بمقام ( خليفة الله الكامل والقائم بأمره) الذي يتفرد به .
ومن خلال البحوث السابقة التي أشرنا فيها إلى مقامه المذكور وانه خليفة الله الكامل الذي تتجلى في شخصه كل سمات هوية الله الوجودية نكون قد أجبنا على الكثير من الأسئلة المطروحة بشأنه والمتوقعة أيضاً , فكما هوية الموجودات ( الإنسان -الحيوان- النبات)لا تظهر بتمام كمالها إلا في آخر مرحلة من مراحل النمو والتكامل , كذلك هوية الله الوجودية لا تظهر بتمام كمالها في خليفته ( الإنسان) إلا في آخر الزمان, وهذا قانون عام شامل يحكم جميع عناصر الكون دونما استثناء, فالسماوات والأرض لم تُخلقا دفعة واحدة , بل خُلقتا بستة أيام, أي على ستة مراحل وما بين مرحلة وأخرى ملايين السنين , وهي بلا شك مراحل نمو وتكامل مرت وتمر بها النشأة حتى تبلغ تمام كمالها في نهاية المطاف في تلك النشأة ذات الديمومة والبقاء.
ولما كان الله ظاهر كما هو باطن [3], والكون مظهر له , فإن سمات هويته تعالى مجده مثل الحياة والعلم والقدرة والعدالة بتمام كمالها يجب أن تتجلى وتظهر للناس, ويكون ذلك بواسطة خليفته التام الكامل( المهدي) المصمم من قبل السماء لأداء أهم وأخطر المهام في الدنيا والآخرة , وبهذه السمات التي تتجلى في شخصه عليه الصلاة والسلام يتمكن من تغيير العالم وبسط العدالة الشاملة في الأرض.
فتجلي اسم الله الحي في شخص المهدي هو الذي يفسر لنا طول عمره الشريف , وتجلى اسم الله العدل هو الذي يفسر لنا بسط العدالة الشاملة في الأرض , وتجلي اسم الله القادر هو الذي يفسر لنا قدرته على تغيير العالم , وتجلى اسم الله العليم الحكيم في شخصه هو الذي يفسر لنا إظهار الإسلام على الدين كله ونشر العلوم العالية.. وهكذا جميع الإشكاليات المطروحة والمتوقعة يفسرها لنا تجلي أسماء وصفات وأفعال الله في شخصه المقدس..
وعلى الرغم من أن الكثير من المعلومات والإشارات المذكورة في القران الكريم التي تشير إلى مقام القائم بأمر الله عليه الصلاة والسلام تكفي لكي نحصل على أجوبة حاسمة لجميع الأسئلة المطروحة والمتوقعة بشأنه عليه الصلاة والسلام , إلا انه تبقى الحاجة لمعرفة المزيد من التفاصيل العلمية لبناء تصوّر واقعي عن سمات ومقام وقدرات المهدي عليه الصلاة والسلام, فقد نسلّم بكل ما جاء عن المهدي المنتظر ونصدق به, ولكن لسان حالنا يقول كما قال إبراهيم الخليل عليه السلام (..قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي..)[4].
ولأجل ذلك سوف نتناول في الأوراق القادمة ( إن شاء الله تعالى)الأجوبة العلمية التفصيلية للأسئلة المهمة المطروحة والمتوقعة بشأن المهدي عليه الصلاة والسلام لعلها تساهم في بناء تصّوّر علمي واقعي عنه و عن سمات الهوية الوجودية التي يحملها.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] - سورة البقرة , الآية 260
[2] - سورة البقرة , الآية 282
[3] - ( هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) سورة الحديد , الآية 3
[4] - سورة البقرة , الآية 260
تعليق