[poem font="MS Sans Serif,5,red,normal,normal" bkcolor="black" bkimage="" border="double,4,firebrick" type=0 line=1 align=center use=ex num="0,black"]
لمثلِ الطفِّ قد خُلقَ النحيبُ
لمثلِ الطفِّ قد خُلق النحيــــــــبُ = فليس كمثلِه يومٌ كئيـــــــــــــــبُ
به آلُ الرسولِ جرتْ عليهــــــــم = خطوبٌ لا تجاريها خطـــــــــوبُ
فمن ذبحٍ ومن أســـــــــرٍ وسبيٍ = ومن رُزءٍ تذوبُ له القــــــــلوبُ
لقد ذُبحوا عطــــــاشى دون ريّ = عطاشى والفراتُ لهم قريـــــــبُ
وأرضٌ لم تروّيهم بمـــــــــــــاءٍ= رواها منهمُ عرقٌ سكـــــــــــيبُ
فيا لله كم حملوا مُصــــــــــــــابا=ً ولو عافوا الصوابَ لما أُصيبوا
وهيهاتَ الدنيّة من نفــــــــــوسٍ = لغير الحقّ ما كانتْ تثــــــــــوبُ
رضاهم في رضا الرحمـــن حتّى= ولو فيه انبرى الخطبُ العصيبُ
أتَوا طفّــاً وقد ركبوا خـــــــيولاً= و عادوا والقنا لهمُ الرَكـــــــوبُ
وهل عرفَ الطفوفُ وقد جفاكم= بأنّ ترابَه منكـــــــــــــم يطيبُ ؟
سأبكيكم على الأيّام دمــــــــــعاً= بهِ زَفَراتيَ الحـــــــــــرّى تذوبُ
و ألطمُ أضلعي بأليمِ لطـــــــــمٍ = وينبتُ في دمي الجمرُ الّلهيـــبُ
فيا لهفي وجسمُ السبطِ أمسى= عليه خيولُ أعداءٍ تجـــــــــــوبُ
وثغرٌ كان يلثمُه الرســـــــــولُ= عليهِ هوى– أيا لهفي– القضيبُ
تخضّبَ بالخمورِ يزيـــــــدُ هندٍ= وبالدمِ نسلُ فاطمةٍ خضيــــــــبُ
و يرفلُ بالنعيم لئيمُ أصــــــــلٍ = و يُتركُ في الثرى ذاك الحسيبُ
ألا يا دهرُ كم تقسو وتجفــــــو = وما لك أيّها الجافي صحيــــــبُ
أتُسبى زينبٌ وبناتُ طــــــــــهَ= وعيشُك يا زمانُ إذاً يطـــيبُ ؟!
و زينُ العابدينَ أســــــــيرُ قيدٍ = يُساقُ كأنّه العبدُ الغريــــــبُ !!
أتَوا كي ينقذوهم من لهــيــــبٍ = فأُضرم في خيامِهمُ اللهيــــبُ !
إذا صحّ النعيبُ على الــــرزايا = فما غير الطفوف له نعيــــــــبُ
تغيبُ الشمسُ واحـــــــدةً بيوم = و ثمّ إذا أتى صبـــــــــحٌ تؤوبُ
و لكنْ في الطفوف شموسُ طهَ = بيومٍ كلّها أخذتْ تغيــــــــــــــبُ
أيا نهرَ الفراتِ أأنتَ مــــــــــاءٌ= جريتَ هناكَ أم دمــــعٌ صبيبُ ؟
و أعجبُ والعُطاشى آلُ طــــــهَ = ولم يكُ نحوهم منــك الوثوبُ !
بقيتَ بقيد أعداءٍ لئــــــــــــــامٍ= وأحرى لو بدا منك النُّضــــوبُ
تنادي زينبٌ يا صحـــــبَ جَدّي = وصحبَ أبي ويالجمعُ المـهيبُ
تنادي والدجى أخفى صباحـــاً = سيطفئُ ضوْءَه الحَدَثُ الرهيبُ
تنادي : ياحبيبُ جُزيتَ خيراً = ألا ادفعْ عن حسينٍ يا حبيــــبُ
فلبّاها حبيبٌ باسمِ جمــــــــعٍ = أشاوس قد بدا منهم وُثـــــوبُ
سنُبلي لا كما أبلى شجـــــاعٌ = أمام السبطِ أو بطلٌ نجيـــــــبُ
فقِرّي يا ابنةَ الزهــــراء عيناً = ستَفدي قلبَه منّا القلــــــــــوبُ
و جاء الصبحُ يا لهفي ولكنْ = شموسُ الصبحِ أخفاها المغيبُ !
رضيعُك يا حسينُ رماه سهمٌ = توضّعَ حيث قد رُضِع الحليــبُ
سقوْه السهمَ رِيّاً في وريــــدٍ = فلا واللهِ ما لهمُ القلـــــــــــوبُ
أبا فضلٍ عُطاشُكَ في انتظــارٍ = أجبهمْ أنتَ يا نعمَ المُجيـــــــبُ
رميتَ الماءَ فوقَ المــــاءِ ويلي = بنهر العلقميّ ، فهل يطيـــبُ ؟
وحقّكَ ليس جودُك قد أُريقــــتْ = فمنها رُوّي المجدُ الخصيــــبُ
وماجتْ هدأة الدنيا وهاجــــــتْ = ووجهُ الريح هاجمه الهبـــوبُ
لقد ذبحوا الإمامَ لأجــــــل دنيا = لتملأَ جوهراً تلك الجـــــــيوبُ
لأنّ الحقَّ لم يكُ في هواهــــــم = هواهُم خمرةٌ وفَمٌ طَـــــــروبُ
أضلَّ عقولَهم ليلُ الخطــــــــايا = وفوق قلوبِهم رانتْ ذنــــــوبُ
وكم قام الحسينُ بهم خطيبـــــاً = فقالوا: دعْك يا هذا الخطيبُ !
دعاهم للنجاةِ من الجحـــــــــيمِ = وحذّرهم ولكنْ لم يُجيـــــبوا !
لقد شنّوا حروبــــــــــــاً ضدّ آلٍ= حريٌّ أنْ تُشنَّ لهم حــــــروبُ
فقاتلَ ليس مُختاراً و لكـــــــــنْ = قتالٌ قد بدا فيهِ الوجـــــــــوبُ
وضجّ الكونُ واضطربَ الوجودُ = ولوّن وجهَ أنجمِه الشحــــوبُ
وأجهشت السماء عليه نوْحـــاً = وغطّى الأرض في الطفّ النحيبُ
مجازرُ ليس يفعلها يهــــــــودٌ = ومَن بصدورهم لمعَ الصليــبُ
ثلاثاً سبطُ أحمدَ دون دفــــــــنٍ = ومطروحا وسادتُه الكثيــــــبُ
تعفّره الرمــــــــــالُ تجيءُ تترا= ويلفحُ جسمَه الحـــــرّ المذيبُ
وتطلعُ شمس ذاك اليوم خجلى = وتغربُ والحريُّ بها الــغروبُ
وأيقنت الوحوش إذا رأتــــــــه = بأنّ الوحشَ قاتلُه الرهــــــيبُ
أيا ويلي وزينبُ في إســـــــــارٍ = تهشّمُ لحـــــمَ رجليها الدروبُ
فإنْ نظرتْ لأسفـــــلَ فاليتامى = وللأعلى فـذا الرأسُ الخضيبُ
لعمرك إنها أرزى الرزايـــــــا = كزينبَ صار يحــدوها الغريبُ
ونادتْ يــــــا أخي مالي أنيسٌ = بعيدَك أو لآلامي طبيــــــــــبُ
أخي كم كنتُ أرجــو أن تراني = بتُربٍ ثمّ ها أنتَ التريـــــــــبُ
فؤادي نصفُه للرأس يرنــــــو = ونصفٌ شدّه البدَنُ السليــــبُ
ألم تنظرْ إلى السجّاد يخطـــــو = وتخطو تحت أرجلِه الخطوبُ
وفي الأصفادِ قــــــد غلّوه غلاًّ = وغطّت جيدَه منها النــــدوبُ
سأغدو والأسى ربّــــانُ نفسي = وعيني كحلُها الدمعُ السكيبُ
وصوتي لن يكونَ سوى نشيجٍ =و حلقي سوف يسكنُه النحيبُ
حبيبي يا حسينُ و نــور عيني = حبيبٌ ليس يَخلُفُه حبيـــــــبُ
أيا ابن أبي و إنّك في فـــؤادي = وإن فارقتني جسماً قريــــبُ
عــــــزائي فيكَ أنّ الدينَ أبقى = منائرَ مجدِه دمُكَ السكيـــــبُ
شاعر آل البيت وخادم الحسين : مرتضى شرارة العاملي
14 / محرّم / 1426هـ[/poem]
لمثلِ الطفِّ قد خُلقَ النحيبُ
لمثلِ الطفِّ قد خُلق النحيــــــــبُ = فليس كمثلِه يومٌ كئيـــــــــــــــبُ
به آلُ الرسولِ جرتْ عليهــــــــم = خطوبٌ لا تجاريها خطـــــــــوبُ
فمن ذبحٍ ومن أســـــــــرٍ وسبيٍ = ومن رُزءٍ تذوبُ له القــــــــلوبُ
لقد ذُبحوا عطــــــاشى دون ريّ = عطاشى والفراتُ لهم قريـــــــبُ
وأرضٌ لم تروّيهم بمـــــــــــــاءٍ= رواها منهمُ عرقٌ سكـــــــــــيبُ
فيا لله كم حملوا مُصــــــــــــــابا=ً ولو عافوا الصوابَ لما أُصيبوا
وهيهاتَ الدنيّة من نفــــــــــوسٍ = لغير الحقّ ما كانتْ تثــــــــــوبُ
رضاهم في رضا الرحمـــن حتّى= ولو فيه انبرى الخطبُ العصيبُ
أتَوا طفّــاً وقد ركبوا خـــــــيولاً= و عادوا والقنا لهمُ الرَكـــــــوبُ
وهل عرفَ الطفوفُ وقد جفاكم= بأنّ ترابَه منكـــــــــــــم يطيبُ ؟
سأبكيكم على الأيّام دمــــــــــعاً= بهِ زَفَراتيَ الحـــــــــــرّى تذوبُ
و ألطمُ أضلعي بأليمِ لطـــــــــمٍ = وينبتُ في دمي الجمرُ الّلهيـــبُ
فيا لهفي وجسمُ السبطِ أمسى= عليه خيولُ أعداءٍ تجـــــــــــوبُ
وثغرٌ كان يلثمُه الرســـــــــولُ= عليهِ هوى– أيا لهفي– القضيبُ
تخضّبَ بالخمورِ يزيـــــــدُ هندٍ= وبالدمِ نسلُ فاطمةٍ خضيــــــــبُ
و يرفلُ بالنعيم لئيمُ أصــــــــلٍ = و يُتركُ في الثرى ذاك الحسيبُ
ألا يا دهرُ كم تقسو وتجفــــــو = وما لك أيّها الجافي صحيــــــبُ
أتُسبى زينبٌ وبناتُ طــــــــــهَ= وعيشُك يا زمانُ إذاً يطـــيبُ ؟!
و زينُ العابدينَ أســــــــيرُ قيدٍ = يُساقُ كأنّه العبدُ الغريــــــبُ !!
أتَوا كي ينقذوهم من لهــيــــبٍ = فأُضرم في خيامِهمُ اللهيــــبُ !
إذا صحّ النعيبُ على الــــرزايا = فما غير الطفوف له نعيــــــــبُ
تغيبُ الشمسُ واحـــــــدةً بيوم = و ثمّ إذا أتى صبـــــــــحٌ تؤوبُ
و لكنْ في الطفوف شموسُ طهَ = بيومٍ كلّها أخذتْ تغيــــــــــــــبُ
أيا نهرَ الفراتِ أأنتَ مــــــــــاءٌ= جريتَ هناكَ أم دمــــعٌ صبيبُ ؟
و أعجبُ والعُطاشى آلُ طــــــهَ = ولم يكُ نحوهم منــك الوثوبُ !
بقيتَ بقيد أعداءٍ لئــــــــــــــامٍ= وأحرى لو بدا منك النُّضــــوبُ
تنادي زينبٌ يا صحـــــبَ جَدّي = وصحبَ أبي ويالجمعُ المـهيبُ
تنادي والدجى أخفى صباحـــاً = سيطفئُ ضوْءَه الحَدَثُ الرهيبُ
تنادي : ياحبيبُ جُزيتَ خيراً = ألا ادفعْ عن حسينٍ يا حبيــــبُ
فلبّاها حبيبٌ باسمِ جمــــــــعٍ = أشاوس قد بدا منهم وُثـــــوبُ
سنُبلي لا كما أبلى شجـــــاعٌ = أمام السبطِ أو بطلٌ نجيـــــــبُ
فقِرّي يا ابنةَ الزهــــراء عيناً = ستَفدي قلبَه منّا القلــــــــــوبُ
و جاء الصبحُ يا لهفي ولكنْ = شموسُ الصبحِ أخفاها المغيبُ !
رضيعُك يا حسينُ رماه سهمٌ = توضّعَ حيث قد رُضِع الحليــبُ
سقوْه السهمَ رِيّاً في وريــــدٍ = فلا واللهِ ما لهمُ القلـــــــــــوبُ
أبا فضلٍ عُطاشُكَ في انتظــارٍ = أجبهمْ أنتَ يا نعمَ المُجيـــــــبُ
رميتَ الماءَ فوقَ المــــاءِ ويلي = بنهر العلقميّ ، فهل يطيـــبُ ؟
وحقّكَ ليس جودُك قد أُريقــــتْ = فمنها رُوّي المجدُ الخصيــــبُ
وماجتْ هدأة الدنيا وهاجــــــتْ = ووجهُ الريح هاجمه الهبـــوبُ
لقد ذبحوا الإمامَ لأجــــــل دنيا = لتملأَ جوهراً تلك الجـــــــيوبُ
لأنّ الحقَّ لم يكُ في هواهــــــم = هواهُم خمرةٌ وفَمٌ طَـــــــروبُ
أضلَّ عقولَهم ليلُ الخطــــــــايا = وفوق قلوبِهم رانتْ ذنــــــوبُ
وكم قام الحسينُ بهم خطيبـــــاً = فقالوا: دعْك يا هذا الخطيبُ !
دعاهم للنجاةِ من الجحـــــــــيمِ = وحذّرهم ولكنْ لم يُجيـــــبوا !
لقد شنّوا حروبــــــــــــاً ضدّ آلٍ= حريٌّ أنْ تُشنَّ لهم حــــــروبُ
فقاتلَ ليس مُختاراً و لكـــــــــنْ = قتالٌ قد بدا فيهِ الوجـــــــــوبُ
وضجّ الكونُ واضطربَ الوجودُ = ولوّن وجهَ أنجمِه الشحــــوبُ
وأجهشت السماء عليه نوْحـــاً = وغطّى الأرض في الطفّ النحيبُ
مجازرُ ليس يفعلها يهــــــــودٌ = ومَن بصدورهم لمعَ الصليــبُ
ثلاثاً سبطُ أحمدَ دون دفــــــــنٍ = ومطروحا وسادتُه الكثيــــــبُ
تعفّره الرمــــــــــالُ تجيءُ تترا= ويلفحُ جسمَه الحـــــرّ المذيبُ
وتطلعُ شمس ذاك اليوم خجلى = وتغربُ والحريُّ بها الــغروبُ
وأيقنت الوحوش إذا رأتــــــــه = بأنّ الوحشَ قاتلُه الرهــــــيبُ
أيا ويلي وزينبُ في إســـــــــارٍ = تهشّمُ لحـــــمَ رجليها الدروبُ
فإنْ نظرتْ لأسفـــــلَ فاليتامى = وللأعلى فـذا الرأسُ الخضيبُ
لعمرك إنها أرزى الرزايـــــــا = كزينبَ صار يحــدوها الغريبُ
ونادتْ يــــــا أخي مالي أنيسٌ = بعيدَك أو لآلامي طبيــــــــــبُ
أخي كم كنتُ أرجــو أن تراني = بتُربٍ ثمّ ها أنتَ التريـــــــــبُ
فؤادي نصفُه للرأس يرنــــــو = ونصفٌ شدّه البدَنُ السليــــبُ
ألم تنظرْ إلى السجّاد يخطـــــو = وتخطو تحت أرجلِه الخطوبُ
وفي الأصفادِ قــــــد غلّوه غلاًّ = وغطّت جيدَه منها النــــدوبُ
سأغدو والأسى ربّــــانُ نفسي = وعيني كحلُها الدمعُ السكيبُ
وصوتي لن يكونَ سوى نشيجٍ =و حلقي سوف يسكنُه النحيبُ
حبيبي يا حسينُ و نــور عيني = حبيبٌ ليس يَخلُفُه حبيـــــــبُ
أيا ابن أبي و إنّك في فـــؤادي = وإن فارقتني جسماً قريــــبُ
عــــــزائي فيكَ أنّ الدينَ أبقى = منائرَ مجدِه دمُكَ السكيـــــبُ
شاعر آل البيت وخادم الحسين : مرتضى شرارة العاملي
14 / محرّم / 1426هـ[/poem]
تعليق