تويت
هبه السما
السلام عليكم
( بعد ذكر كل تلك التوضيحات التي ذكرها علي الشيح ووضح ما المهم بدين المسيحيه من شخصيات وكتب وعهود وسفر وغيرها .
ولكن يذكر علي الشيخ شئ مهم وهو ان في المسيحيه يوجد كتب غير هذه الكتب التي ذكرها لكنها لم تعترف الكنيسه بكونها ملهمه , ولذلك لاسباب لم تناسب الكنيسه بما يريدونه , وسميت هذه الكتب بالكتب المنحوله.
فيى ترى هل تشخيص الالهام يتحدد من الله ام من خلقه ؟
وهل تحديدهم للكتب الملهمه واهمال غيرها اكان الهام من الله ايضا ؟
وتسائلات كثيره تطرح لهذه المسائل وان شاء الله نجد جوابها في كتابه علي الشيخ التي سانقلها لكم .
ويبدا علي الشيخ بموضوع الكتب الاخرى )
الكتب الاخرى:
او كما يسميها المسيحيون (الكتب المنحوله) وهي على ما يذكر المؤرخون قد وصلت الى مائه كتاب خلال القرنين الاول والثاني للميلاد , وان مقدمه انجيل لوقا تشير الى ذلك حيث يقول (( اذ كان كثيرون قد اخذوا بتاليف قصه في الامور المتيقنه عندنا )) ولكن للاسف فان معضمها قد ضاع واضلم , وهنا نشير الى بعضها :
1ــ انجيل يعقوب :
(ويعود الى القرن الثاني للميلاد , وهو يتحدث عن سيره العذراء مريم (ع) منذ مولدها الو ولادتها للمسيح (ع) واقامتها في الهيكل , وهي تطابق الى حد ما قصه مريم(ع) في القران الكريم , اذ يذكر كيف والديها قدماها للهيكل للخدمه وكان الملاك ياتيها بالطعام وكفاله يوسف لها.
2ــ انجيل متي:
وهو الاخر يروي قصه العذراء (ع) , ولادتها ونزول الطعام عليها من قبل الملاك , ويروي ميلاد يسوع (ع) وهروبه الى مصر وبعض معجزاته التي رافقته .
3ــ انجيل الطفوليه (العربي) :
يعود الى القرن الخامس, وهو يروي المعجزات عند ولاده يسوع المسيح (ع) وكذلك خلال هروبه الى مصر, ونجد فيه معجزه (تحويل الطير من طين الى طير حي بنفخه منه) .
وهناك اناجيل اخرى كثيره , كانجيل نيقوديموس , انجيل الابيونيين , انجيل المصريين , انجيل العبرانيين , انجيل بطرس , انجيل توما وغيرها من الرسائل الاخرى الكثيره ........
واما الانجيل الاخر الذي اود الاشاره اليه فهو انجيل برنابا , الذي احدث منذ ظهوره ضجه كبيره بين المسلمين والمسيحيين على حد سواء , وبالحقيقه فقد كتب بحوث ودراسات عديده عن هذا الانجيل , فهو يوافق بشكل عام القران في عامه قصصه , وكذلك فهو يذكر النبي الخاتم (ص) صريحا باسمه .
واصل هذا الكتاب قد عثر عليه راهب يدعى فرامرينو, في زمن البابا (سكست كنت الخامس) سنه (1585ــ1595) ميلاديه , فقرا الراهب الكتاب فاعتنق الدين الاسلامي وترك ديانته السابقه , وفي الحقيقه فان النقاش ما زال قائما الى الان حول هذا الانجيل , حيث يعتقد المسيحيون انه ((كان هناك انجيل او رساله لبرنابا الرسول ولكنها كانها كانت تعترف (بان المسيح(ع) هو ابن الله المتجسد , وانه صلب وقام وظهر لتلاميذه وصعد الى السماء ) فهي كانت تحافض على التعليم الرسولي )) ولكن الكنيسه لم تعتبرها من الكتب الملهمه رغم محافضتها على التعليم الرسولي!!
ومن اراد التوسيع في حقيقه هذا الانجيل فليراجع مقدمه الدكتور خليل سعاده مترجم هذا الانجيل من الانجليزيه الى العربيه 1908. وكذلك محمد رشيد رضا ..
وهنا اود ان اشير الى بعض النقاط و التساؤلات المهمه التي تدور حول صحه هذه الاسفار ونسبتها الى الوحي الالهي:
اولا : السوال الاول الذي يمكن طرحه هو ان النسخ الاصليه لهذه الاسفار مفقوده , بل نسخ النسخ مفقوده كذلك, حيث ان اقدم نسخه موجوده تعود الى القرن الرابع الميلادي , فلو سلمنا بان مؤلفي هذه الاسفار قد كتبوها بالوحي الالهي , فهل من المعقول ان ندعي بان النسخ المنقوله عن الاصل هي الاخرى قد نقلت بالوحي الالهي , ولم تتدخل الاراء والبداعات للناسخ فيها من زياده ونقيصه .
ولعدم توفر النسخ الاصليه , فلا يمكن القطع بان النص الاصلي لم يدخل عليه الزياده والنقصان فلا يمكن التثبت بان النسخ الموجوده بين ايدينا هي مطابقه تماما للنسخ الاصليه وخصوصا مع الجهل بالاشخاص الذين قاموا بنسخها وبعقائدهم.
ثانيا : ان الكنيسه الاولى والى القرن الرابع تقريبا ــ كما ذكرنا ــ لم تعترف بان هذه الكتب بان هده الكتب انما كتبت بالهام الوحي الالهي , بل تم ذلك في مجمع نيقيه المسكوني سنه 325 ميلاديه , فقد تم جمع الكثير من الاناجيل والاسفار وتم اختيار هذه الاسفار وعددها (27) ككتاب مقدس وملهم , واما الكتب الاخرى مع انه قد كتب بعضها الرسل انفسهم ( كانجيل او رساله برنابا ) ولم تكن تغاير التعاليم الرسوليه على حد زعمهم , ولكنها رفضت واهملت . وهنا نستطيع التسائل هل اختار هذا المجمع هذه الكتب بوحي سماوي ام لا ؟ فان كان الجواب نفيا (وهو كذلك اذ لو كان الاختيار بوحي سماوي لمَ لم يتم هذا الوحي الى الكنيسه الاولى وحتى القرن الرابع ؟) فانه اذن من اختيار البشر , والبشر معرضون للصواب والخطأ , فعلى ابعد الاحتمالات فان الانسان العاقل يشك في ان هذه الاسفار هي الانجيل الموحى .
ثالثا : النقطه الاخرى هي ان بعض النصوص المعتمده كانت قد ترجمت من لغتها الاصليه الى لغه اخرى والاصل المترجم عنه قد فقد, وما هو المشهور و معرف ان المترجم مهما كان ذكيا وبارعا وذا الامام باللغه يوجد صعوبه في نقل المراد بشكل دقيق , لانه غالبا ما يجد كلمات ليس لها مكافئ باللغه المترجم اليها , فيظطر الى وضع الكلمات التي يعتقد انها اقرب للمعنى , وبالتالي يمكن ان يتغير المعنى المراد اصلا , ولهذا فلا يمكن الاعتماد بشكل قاطع على الترجمه , ومراجعه سريعه لحال السفر تكشف لنا ان بعض النسخ الموجوده هي ترجمه للنسخ الاصليه المفقوده .
رابعا: ان من الامور التي يحكم بها العقل هي ان الكتاب السماوي يجب ان لا يشوبه التناقض والاختلاف لان الله تعالى عالم وحكيم فيستحيل نسبه الاختلاف والتناقض الى وحيه , وحتى بمعنا الوحي والالهام الكتابي الذي يعتقد به المسيحيون اذ يكون المعنى من الله والكلمه والاسلوب من المؤلف , وذلك لان الله سبحانه يستحيل ان يوحي الى شخص معنى يختلف على الذي اوحاه الى اخر في نفس المورد , او معنا واحد لقصه واحده تنقل في اسلوبين .
مثلا (( في قصه صلب عيسى (ع) تنقل بعض الاسفار انه سقي خمرا مرا, وفي البعض الاخر يقول خلا , فهذه قصه واحده لكن تختلف من سفر لاخر , فاذ كانت الاثنان مكتوبتين بالوحي الالهي فيكون واحده منها صحيحا( بحكم العقل) لا كلاهما , والاسفار مليئه بهذه التناقضات ولو لا ان قصدي في هذا البحث الاختصار قدر الامكان لبينت العشرات من هذه الاختلافات في العهد الجديد واكتفي هنا بذكر بعضها ومن اراد المزيد فليطالع العهد الجديد بنفسه .
1ــ الاختلاف في نسب عيسى(ع) فيالاناجيل , ومهما حاول المسيحيون ايجاد تبريرات لهذه الاختلافات لم يتمكنوا من ايجاد جواب مقنع لها , اذ ينقل كتاب (قاموس الكتاب المقدس) ما نصه (( النسب المذكور في انجيلي متي ولوقا)) هناك شئ من الصعوبه في فهم جدوليهما , اذ نجد فروقا جمه فسرت تفاسير شتى , وهذه الفروق تبرهن استقلال كل من البشيرين عن الاخر في ما كتبه واعتماده على مصادر تختلف عن مصادر اخرى .
ويذكر ثلاث اراء لهذه الاختلافات يبطل اثنين منها ويبقى الاخر ولكنه ايضا غير مقنع , فان لوقا يذكر 25 اسما بين داود وزرابب , واما متي فذكر 15 اسما فقط , وجميع الاسماء تقريبا مختلفه الواحد عن الاخر في الجداول .
2ــ في انجيل متي ومرقس ولوقا يذكر ان رجلا اسمه سمعان هو الذي حمل صليب عيسى(ع) واما انجيل يوحنا فيذكر ان عيسى (ع) هو الذي حمل صليبه الى جلجثه.
3ــ ان المسيح (ع) بعد قيامته وحسب انجيل متي امر التلاميذ بالذهاب الى جميع الامم وان يعمدوها ( باسم الاب والابن والروح القدس ) اما في انجيل مرقس فامرهم بالذهاب الى العالم اجمع وان يكرزوا بالانجيل , وفي انجيل لوقا (( وان يكرز باسمه بالتوبه ومغفره الخطايا لجميع الامم )) , وغيرها الكثير مما سنذكره في مساله الصلب والقيامه .
خامسا: واضافه الى ذلك فان عددا كبيرا من علماء الكتاب المقدس يرون ان هذه الاسفار الموجوده في العهد الجديد ليست كلها على الاقل مكتوبه بالوحي الالهي , والاختلافات فيها قائمه الى يومنا هذا , رغم محاولات الخنق التي قامت بها الكنيسه للاراء والعقائد المخالفه لها .
فمثلا ينقل عن الدكتور موريس بوكاي (( ان قرائه كامله للاناجيل يمكنها ان تشوش المسيحيين بصوره هائله )) اذ بعد دراسته للعهد الجديد وجد ان التناقضات وعجم التجانس (( تتجمع على حقيقه ان الاناجيل تحتوي على فصول ومقاطع ما هي الا الانتاج الوحيد للخيال البشري )) وكذلك يقول الدكتور كنيث كراج ))ان الاناجيل جائت من خلال فكر الكنيسه واراء المؤلفين )) وان الاناجيل (( تمثل التجربه والتاريخ)) , واما كارل اندري استاذ الفلسفه والدراسات الدينيه في جامعه بول فيقول ان الاناجيل الاربعه ((قد كتبت من قبل اشخاص متحمسين في الحركه المسيحيه المبكره )) وانها تعطينا ((فقط جانبا واحدا من القصه وهي الى درجه كبيره نتاجات افتراضيه المؤلفين )) .
وكذلك الدكتور جراهام سكروجي الذي يقول (( نعم ان الكتاب المقدس البشري ... هذه الكتب قد دمرت عبر عقول الناس, وهي مكتوبه بلغه الناس وخطت باقلام الناس وايديهم تحمل في اساليبهم خصائص البشر )) وغيره الكثير , فمنذ القرون الاولى لقبول الكنيسه لهذه الكتب كان يدور هناك النقاش والجدال حول صحتها .
وخلاصه البحث نقول ان العهد الجديد الذي تتمسك به الكنيسه على انه كتاب سماوي والهي , وتستمد منه عقائدها, لا يمكن على اقل تقدير نسبه جميعه الى الوحي الالهي , وان لم نقل انه تاريخ يحكي بعض الوقائع عن زمن يسوع المسيح (ع) فهو كتاب من نتاج الخيال البشري ليس الا , اذ انه مجموعه من القصص كما ذكر ذلك لوقا , فلا يد للغيب فيه..
( ويكمل علي الشيخ هذه المقدمه التي تمهد لما سيذكره من امور تخص المسيحيه والمسيح (ع) والعقائد والشبهات وغيرها ارجو ان افيدكم واستفاد منكم)
( بعد ذكر كل تلك التوضيحات التي ذكرها علي الشيح ووضح ما المهم بدين المسيحيه من شخصيات وكتب وعهود وسفر وغيرها .
ولكن يذكر علي الشيخ شئ مهم وهو ان في المسيحيه يوجد كتب غير هذه الكتب التي ذكرها لكنها لم تعترف الكنيسه بكونها ملهمه , ولذلك لاسباب لم تناسب الكنيسه بما يريدونه , وسميت هذه الكتب بالكتب المنحوله.
فيى ترى هل تشخيص الالهام يتحدد من الله ام من خلقه ؟
وهل تحديدهم للكتب الملهمه واهمال غيرها اكان الهام من الله ايضا ؟
وتسائلات كثيره تطرح لهذه المسائل وان شاء الله نجد جوابها في كتابه علي الشيخ التي سانقلها لكم .
ويبدا علي الشيخ بموضوع الكتب الاخرى )
الكتب الاخرى:
او كما يسميها المسيحيون (الكتب المنحوله) وهي على ما يذكر المؤرخون قد وصلت الى مائه كتاب خلال القرنين الاول والثاني للميلاد , وان مقدمه انجيل لوقا تشير الى ذلك حيث يقول (( اذ كان كثيرون قد اخذوا بتاليف قصه في الامور المتيقنه عندنا )) ولكن للاسف فان معضمها قد ضاع واضلم , وهنا نشير الى بعضها :
1ــ انجيل يعقوب :
(ويعود الى القرن الثاني للميلاد , وهو يتحدث عن سيره العذراء مريم (ع) منذ مولدها الو ولادتها للمسيح (ع) واقامتها في الهيكل , وهي تطابق الى حد ما قصه مريم(ع) في القران الكريم , اذ يذكر كيف والديها قدماها للهيكل للخدمه وكان الملاك ياتيها بالطعام وكفاله يوسف لها.
2ــ انجيل متي:
وهو الاخر يروي قصه العذراء (ع) , ولادتها ونزول الطعام عليها من قبل الملاك , ويروي ميلاد يسوع (ع) وهروبه الى مصر وبعض معجزاته التي رافقته .
3ــ انجيل الطفوليه (العربي) :
يعود الى القرن الخامس, وهو يروي المعجزات عند ولاده يسوع المسيح (ع) وكذلك خلال هروبه الى مصر, ونجد فيه معجزه (تحويل الطير من طين الى طير حي بنفخه منه) .
وهناك اناجيل اخرى كثيره , كانجيل نيقوديموس , انجيل الابيونيين , انجيل المصريين , انجيل العبرانيين , انجيل بطرس , انجيل توما وغيرها من الرسائل الاخرى الكثيره ........
واما الانجيل الاخر الذي اود الاشاره اليه فهو انجيل برنابا , الذي احدث منذ ظهوره ضجه كبيره بين المسلمين والمسيحيين على حد سواء , وبالحقيقه فقد كتب بحوث ودراسات عديده عن هذا الانجيل , فهو يوافق بشكل عام القران في عامه قصصه , وكذلك فهو يذكر النبي الخاتم (ص) صريحا باسمه .
واصل هذا الكتاب قد عثر عليه راهب يدعى فرامرينو, في زمن البابا (سكست كنت الخامس) سنه (1585ــ1595) ميلاديه , فقرا الراهب الكتاب فاعتنق الدين الاسلامي وترك ديانته السابقه , وفي الحقيقه فان النقاش ما زال قائما الى الان حول هذا الانجيل , حيث يعتقد المسيحيون انه ((كان هناك انجيل او رساله لبرنابا الرسول ولكنها كانها كانت تعترف (بان المسيح(ع) هو ابن الله المتجسد , وانه صلب وقام وظهر لتلاميذه وصعد الى السماء ) فهي كانت تحافض على التعليم الرسولي )) ولكن الكنيسه لم تعتبرها من الكتب الملهمه رغم محافضتها على التعليم الرسولي!!
ومن اراد التوسيع في حقيقه هذا الانجيل فليراجع مقدمه الدكتور خليل سعاده مترجم هذا الانجيل من الانجليزيه الى العربيه 1908. وكذلك محمد رشيد رضا ..
وهنا اود ان اشير الى بعض النقاط و التساؤلات المهمه التي تدور حول صحه هذه الاسفار ونسبتها الى الوحي الالهي:
اولا : السوال الاول الذي يمكن طرحه هو ان النسخ الاصليه لهذه الاسفار مفقوده , بل نسخ النسخ مفقوده كذلك, حيث ان اقدم نسخه موجوده تعود الى القرن الرابع الميلادي , فلو سلمنا بان مؤلفي هذه الاسفار قد كتبوها بالوحي الالهي , فهل من المعقول ان ندعي بان النسخ المنقوله عن الاصل هي الاخرى قد نقلت بالوحي الالهي , ولم تتدخل الاراء والبداعات للناسخ فيها من زياده ونقيصه .
ولعدم توفر النسخ الاصليه , فلا يمكن القطع بان النص الاصلي لم يدخل عليه الزياده والنقصان فلا يمكن التثبت بان النسخ الموجوده بين ايدينا هي مطابقه تماما للنسخ الاصليه وخصوصا مع الجهل بالاشخاص الذين قاموا بنسخها وبعقائدهم.
ثانيا : ان الكنيسه الاولى والى القرن الرابع تقريبا ــ كما ذكرنا ــ لم تعترف بان هذه الكتب بان هده الكتب انما كتبت بالهام الوحي الالهي , بل تم ذلك في مجمع نيقيه المسكوني سنه 325 ميلاديه , فقد تم جمع الكثير من الاناجيل والاسفار وتم اختيار هذه الاسفار وعددها (27) ككتاب مقدس وملهم , واما الكتب الاخرى مع انه قد كتب بعضها الرسل انفسهم ( كانجيل او رساله برنابا ) ولم تكن تغاير التعاليم الرسوليه على حد زعمهم , ولكنها رفضت واهملت . وهنا نستطيع التسائل هل اختار هذا المجمع هذه الكتب بوحي سماوي ام لا ؟ فان كان الجواب نفيا (وهو كذلك اذ لو كان الاختيار بوحي سماوي لمَ لم يتم هذا الوحي الى الكنيسه الاولى وحتى القرن الرابع ؟) فانه اذن من اختيار البشر , والبشر معرضون للصواب والخطأ , فعلى ابعد الاحتمالات فان الانسان العاقل يشك في ان هذه الاسفار هي الانجيل الموحى .
ثالثا : النقطه الاخرى هي ان بعض النصوص المعتمده كانت قد ترجمت من لغتها الاصليه الى لغه اخرى والاصل المترجم عنه قد فقد, وما هو المشهور و معرف ان المترجم مهما كان ذكيا وبارعا وذا الامام باللغه يوجد صعوبه في نقل المراد بشكل دقيق , لانه غالبا ما يجد كلمات ليس لها مكافئ باللغه المترجم اليها , فيظطر الى وضع الكلمات التي يعتقد انها اقرب للمعنى , وبالتالي يمكن ان يتغير المعنى المراد اصلا , ولهذا فلا يمكن الاعتماد بشكل قاطع على الترجمه , ومراجعه سريعه لحال السفر تكشف لنا ان بعض النسخ الموجوده هي ترجمه للنسخ الاصليه المفقوده .
رابعا: ان من الامور التي يحكم بها العقل هي ان الكتاب السماوي يجب ان لا يشوبه التناقض والاختلاف لان الله تعالى عالم وحكيم فيستحيل نسبه الاختلاف والتناقض الى وحيه , وحتى بمعنا الوحي والالهام الكتابي الذي يعتقد به المسيحيون اذ يكون المعنى من الله والكلمه والاسلوب من المؤلف , وذلك لان الله سبحانه يستحيل ان يوحي الى شخص معنى يختلف على الذي اوحاه الى اخر في نفس المورد , او معنا واحد لقصه واحده تنقل في اسلوبين .
مثلا (( في قصه صلب عيسى (ع) تنقل بعض الاسفار انه سقي خمرا مرا, وفي البعض الاخر يقول خلا , فهذه قصه واحده لكن تختلف من سفر لاخر , فاذ كانت الاثنان مكتوبتين بالوحي الالهي فيكون واحده منها صحيحا( بحكم العقل) لا كلاهما , والاسفار مليئه بهذه التناقضات ولو لا ان قصدي في هذا البحث الاختصار قدر الامكان لبينت العشرات من هذه الاختلافات في العهد الجديد واكتفي هنا بذكر بعضها ومن اراد المزيد فليطالع العهد الجديد بنفسه .
1ــ الاختلاف في نسب عيسى(ع) فيالاناجيل , ومهما حاول المسيحيون ايجاد تبريرات لهذه الاختلافات لم يتمكنوا من ايجاد جواب مقنع لها , اذ ينقل كتاب (قاموس الكتاب المقدس) ما نصه (( النسب المذكور في انجيلي متي ولوقا)) هناك شئ من الصعوبه في فهم جدوليهما , اذ نجد فروقا جمه فسرت تفاسير شتى , وهذه الفروق تبرهن استقلال كل من البشيرين عن الاخر في ما كتبه واعتماده على مصادر تختلف عن مصادر اخرى .
ويذكر ثلاث اراء لهذه الاختلافات يبطل اثنين منها ويبقى الاخر ولكنه ايضا غير مقنع , فان لوقا يذكر 25 اسما بين داود وزرابب , واما متي فذكر 15 اسما فقط , وجميع الاسماء تقريبا مختلفه الواحد عن الاخر في الجداول .
2ــ في انجيل متي ومرقس ولوقا يذكر ان رجلا اسمه سمعان هو الذي حمل صليب عيسى(ع) واما انجيل يوحنا فيذكر ان عيسى (ع) هو الذي حمل صليبه الى جلجثه.
3ــ ان المسيح (ع) بعد قيامته وحسب انجيل متي امر التلاميذ بالذهاب الى جميع الامم وان يعمدوها ( باسم الاب والابن والروح القدس ) اما في انجيل مرقس فامرهم بالذهاب الى العالم اجمع وان يكرزوا بالانجيل , وفي انجيل لوقا (( وان يكرز باسمه بالتوبه ومغفره الخطايا لجميع الامم )) , وغيرها الكثير مما سنذكره في مساله الصلب والقيامه .
خامسا: واضافه الى ذلك فان عددا كبيرا من علماء الكتاب المقدس يرون ان هذه الاسفار الموجوده في العهد الجديد ليست كلها على الاقل مكتوبه بالوحي الالهي , والاختلافات فيها قائمه الى يومنا هذا , رغم محاولات الخنق التي قامت بها الكنيسه للاراء والعقائد المخالفه لها .
فمثلا ينقل عن الدكتور موريس بوكاي (( ان قرائه كامله للاناجيل يمكنها ان تشوش المسيحيين بصوره هائله )) اذ بعد دراسته للعهد الجديد وجد ان التناقضات وعجم التجانس (( تتجمع على حقيقه ان الاناجيل تحتوي على فصول ومقاطع ما هي الا الانتاج الوحيد للخيال البشري )) وكذلك يقول الدكتور كنيث كراج ))ان الاناجيل جائت من خلال فكر الكنيسه واراء المؤلفين )) وان الاناجيل (( تمثل التجربه والتاريخ)) , واما كارل اندري استاذ الفلسفه والدراسات الدينيه في جامعه بول فيقول ان الاناجيل الاربعه ((قد كتبت من قبل اشخاص متحمسين في الحركه المسيحيه المبكره )) وانها تعطينا ((فقط جانبا واحدا من القصه وهي الى درجه كبيره نتاجات افتراضيه المؤلفين )) .
وكذلك الدكتور جراهام سكروجي الذي يقول (( نعم ان الكتاب المقدس البشري ... هذه الكتب قد دمرت عبر عقول الناس, وهي مكتوبه بلغه الناس وخطت باقلام الناس وايديهم تحمل في اساليبهم خصائص البشر )) وغيره الكثير , فمنذ القرون الاولى لقبول الكنيسه لهذه الكتب كان يدور هناك النقاش والجدال حول صحتها .
وخلاصه البحث نقول ان العهد الجديد الذي تتمسك به الكنيسه على انه كتاب سماوي والهي , وتستمد منه عقائدها, لا يمكن على اقل تقدير نسبه جميعه الى الوحي الالهي , وان لم نقل انه تاريخ يحكي بعض الوقائع عن زمن يسوع المسيح (ع) فهو كتاب من نتاج الخيال البشري ليس الا , اذ انه مجموعه من القصص كما ذكر ذلك لوقا , فلا يد للغيب فيه..
( ويكمل علي الشيخ هذه المقدمه التي تمهد لما سيذكره من امور تخص المسيحيه والمسيح (ع) والعقائد والشبهات وغيرها ارجو ان افيدكم واستفاد منكم)