علميني و اصنعيني

كربلاء و امتحني قلبي و ديني



اصببي في شفتي يا كربلاء الماء و الآه .. أنا عطشانك و الله

و احفري من .. دمع شوقي .. فوق خدي و احسيناه



يا مخاب الصمت صوب أنت طوفاني و توضأ كربلا أنهار ريحاني



هبطت من ليل عيني غيمة من بعض قتلاه ..

لم ترى في وجهه فاه

و ر أته .. فوق رمح .. قمريا يذكر الله وا حسيناه



ينحني السيف له في غمد أكفاني جثة يسخر منها قبرها الثاني



*



في غبش الطف رأت عيناي جرحا كاللواء

غمست فيه ريشتي أرسم أحلى نينوى

تحطم في جماجم ما دينها الا الهوا



رأس على رأس القنا كأنه الدر .. كأنه أول حرف ناطق بالنصر فجر



يا ظامئا من فمه ماء الفراتين ارتوى

في صدره التوراة و الانجيل و الذكر انطوى

كأنه ذو مرة كان الخلود فاستوى



عند الوغى كأنه بحر و قد هاج .. و في المساء قلبه طائر معراج



*



هذا ابن خير الناس من أم و أب .. نسب أنصع من عين الذهب ..

غضب لله هب عينه عاصفة و النحر اعصار



هذا قلبه الشمس تجارت في العصب ..كتب العزة فيها للحقب ..

بحروف من لهب أشرب الموت و لا أركن للعار



*



و تبقى الطفوف على الظلم ثورة تسجر قلب المحبين جمرة

و تروي الى الدين بالـدم بذرة تحملنا هم من ضاع عمره

الى الله و الحـق حتى تفرى و كسرت الخيل بالأرض صدره



و هكذا حملنا الحسين أعباه .. نذوب فيه ما تقتضيه الحاء و الباء



علميني و اصنعيني

كربلاء و امتحني قلبي و ديني



ها هنا يا طف جرحا يتفطرن السماوات .. ها هنا تبكي النبوات

ها هنا يخـشع قلب .. و محاريب و آيات و تلاوات



يا هلالا هل فانهلت جراحاتي و دموعي خنقت حبري و أبياتي



و رأيت الناس شخصا و دهورا في سويعات .. فجميع الناس أموات



و بقيات .. الليالي .. هي أصداء لأصوات و حكايات



كربلا يا أمل الحاضر و الآتي أنت أم قفزت فوق المعاناة



*



عباس في ضفته يعزف ألحان الوفاء و زينب بصبرها تحرس دين المصطفى

و السبط بالرضيع يستنهض كل الشرفاء



و كلهم انصهروا في خدمة الدين .. ليصبحون قدوة الى المضحين



هنا علي غضبة ترن في أذن المدى و الحر لما غسلت عيونه شمس الهدى

ماج مع القاسم في بحر الاباء و الفداء



و الأسدي و البجلي صفوة أنصار .. نيف و سبعون هم حزم و ايثار



*



عادت كربلا تبعث في الناس الهمم .. تملأ الهامات مجدا و شمم .. انها أعلى القمم

و عليها علم العزة خفاق



عادت توقظ الموتى و تحيي في الرمم .. العمى أبصر و اصطاخ الصمم .. هي نبراس الأمم

خلفها تشرق آفاق و آفاق



*



حسين تصلي عليك الجروح و ذكراك تغدو بنا و تروح

مدى الدهر تبقى عبيرا يفوح و عاشور رمح و سيف ذبيح

و نحر يغذي و تخفق روح و منها يطل الفضاء الفسيح



عاشور لا لم تنتهي فانها الماء .. لو نفذت لما بقى في الأرض أحياء



علميني و اصنعيني

كربلاء و امتحني قلبي و ديني



اسمك يا مسك روحي عبر الضفة و اجتاز .. حاز في الثورة ما حاز

فهبيني .. منك حرفا .. يملأ الأشعار اعجاز و اكتبيني



زينباه اشتاقت الدنيا لمعناك و الحياة اغرورقت عطرا لرؤياك



فاقبليني لك عبدا ذاك لي أعظم انجاز .. و الذي والاك قد فاز



يا ملاكا .. بشريا .. عينك سر و ألغاز في عيوني



انك الاسلام في أبلغ ايجاز لم تكوني طلسما أو باب أحراز

تتحدين بصبر صطوة الغازي كل كذاب و هماز و لماز



*



على ضفافك رست أشرعتي يا طاهرة فأنت نصف كربلا و أنت كل المفخرة

يا أمة في صبرك يا زينب يا صابرة



عفافك و طهرك قد أبهر الناس .. و عزمك مدينة يا أخت عباس



على لساني زاؤك تذوب مثل السكرة اندمجت في أسطري و هي الصحاري المقفرة

فأصبحت مزهرة و جنة معبرة



أنا على شطآنك أصبحت مغمور .. فقلبك عاصفة للصبر و النور



*



زينب زبر العزم بجنبيك لظا .. يا ابنة الزهرا و روح المرتضى .. انك صبح أضاء

ملأ الطف شموعا و انتصارات



زينب دوحة فاحت ثمارا و فكر .. هي صفو الدهر و الدهر أمر .. و اذا الليل اعتكر

نورت من ذهب الصبر المجرات



*



تخطيت زينب بعزم و جرأة و وجه الظلام توليت فقأه

فصبحك عن ألف صبح منير و مليون ليث و مليار مرأى

أيا زينب الصبر فزت لو أني توضأ قلبي شذاه و ضوأه



الصبر أن نكون للاسلام أنصار .. و لا يفل عزمنا أعنف اعصار



علميني و اصنعيني

كربلاء و امتحني قلبي و ديني