قم وأذن يا قتيل سيصلي جبرئيل .. كبّر العرش على فقدك كبّر



مذ شممت منك رأساً مسك المسك جناني

أبتي كان جميلاً ضم كفّيك حناني

يا أبا زينب حنّ لابتسام واحتضاني

أبتي ترحل عني تاركاً ثقل الزمان



أن أرى الموت يصفي جسدي بالحمم

أبتي أهون أن ألقاك مخضوب الدم

أما والله سباني الثكل أحلى حُلمي

مذ رأيت الرأس نصفين غريق الألم



أنت من أردى رؤوساً في ثرى خيبر

كيف يرديك المرادي أبتي حيدر



يا ابنتي إن سجودي للسماء وركوعي

ثورةٌ شمّاء تسمو والعدا ضد خشوعي

حاولوا سرق ضيائي سارح بين ضلوعي

حينها أهداب جفني صففت مثل الشموع



فارتمى السيف على الرأس انتقاماً واعتداء

فإذا شلال دم قد غدا درب ضياء

خرجت من مفرق الرأس نجوماً للسماء

خرجت باقة وردٍ وتسمى كربلاء



فوّر الصبح من المفرق ورديّا

وإذا سيف المرادي خرّ مغشيّا



أورقي دمعك الأحمر في كل ضمير فغداً ينمو في المدى منحر

ودّعي جسدي ثم خذي روحي صلاةً واعبري الدنيا بالدم الأحمر



طوّفوا نعشك الميّاس ما بين جفوني ومشوا نعيا فالخُطا مرمى

ابنتي أبتي يل مضوي شمعةً في كل قلبٍ أوقدنها في زمنٍ أحمر



يا ساحة المشموم يا ريحانة المستشهده

إني أرى ابتسامةً على الدما مورّده

وقد مشى التغريد في عروقكِ المغرده

سعادةٌ يا أبتي سعادةٌ مؤبده

فما جزاء القاتل يلقى بنارٍ موقده

وكيف تبقى روحه بعمدٍ ممدده

وقطرةٌ ثوريةٌ تساقطت مزرّده

واغدودقت واخضوضرت واستوسقت زمرده

الما تزل وقّادةً ولما تزل مجنده

لن ينتهي بريقها مشعشعاً في الأفئدة

فلتحملي قضيتي مرحا بها مخلده

ذا سيفكِ يا زينبٌ مناحرٌ وأورده



هذا الزمن الدامي مخترز أحلامي

يا للقلب المتفري بسيوف الأقدار

يا للدرب المتحني بتواشيح النار



ولك من كلمه كوني في الملمه



جبلاً تخشاه الريح وجنون الإعصار

يا زينب لا لا تخشي من أعتى تيار



أبتي وعداً مني أبني مجداً أبني



صرحاً علويًّا يعلو بدماء الأبرار

ومن النجف للطف أحملها بالثار



حملت كفي قطره من جبهتك الحره



سوف تكون في الطف كحميم هدار

وتثور ضد الشمر بالغضب الفوار



أبتي وعداً يبقى الدم أبتي وعداً



قم وأذن يا قتيل سيصلي جبرئيل .. كبّر العرش على فقدك كبّر



وِردُ فجري وَردُ فجري يا طيوبي بالطيوبي

أعذب النغم دموعٌ تجري من قلبٍ عذوبي

إنه صوت الأذان شفّ آذان القلوب

أسمع الآن صداه من لهات العندليب



مسحة العرفان تجلو كلّ أسرار السحر

إنها عين السهارى ساهرٌ فيها القمر

مزجوا ماء الوضوء بالدعاء والذكر

رشحوا الوجه لكي يُجلى غشاوات البصر



غسلوا اليمنى مع اليسرى بأنوار

طهّروا الجسم مع القلب عن العار



وبشوقٍ من حنينٍ وبعطرٍ من نحيب

وقف القلبُ خشوعاً لملاقات الحبيب



رحلوا في السماء في براق الإبتهال واستعاذوا من نزوة الشيطان

كبّروا فرموا دنياهم خلف الظهور إمتثالاً في حضرة الرحمن

رحلةٌ خرقت كل حجابٍ دنيويٍّ زادها مما رقرق العرفان



تكبيرة الإحرام أن تستصغر كل البشر فالله أكبر ولا سواه يعلو في البصر

والركعة أن لا سوى لله ينحني النحر ولو فراه ناحرٌ ولو على الصدر استقر

وسجدة المرء إلى بارئه عند السحر قذيفةٌ تُحرق شيطاناً وذنباً بالذكر



عادوا بالعرفان والسيف القرآني

عادوا بالنصر الدامي في ركب الثوار

وعلى الرأس تيجانٌ تتهادى للثار



وإذا روح الله وإذا نصر الله



شهروا سيف الصلوات ضد الإستكبار

سبحةُ كفٍّ قد ماجت في الجيش الجرار



كشفوا سرّ النصر في ألطاف الذكر



نهلوا كلّ الأسرار من كفّ الكرار

رسموا نهج العرفان بيراع الأنوار



ذابوا حباًّ في الإسلام ذابوا حباًّ



قم وأذن يا قتيل سيصلي جبرئيل .. كبّر العرش على فقدك كبّر



سكر الذبح ارتشافاً من دمانا العربيه

فتلاقينا بجرحٍ أيها القدس النبيّه

لكِ دمٌّ مسجديٌّ لي دماءٌ مسجديّه

أيُّ ما ليلٍ سيفضي للصباحات البهيّه



عاقرُ الناقة قد عاد إلى قتل علي

إنه أهدى إلى عفلق سيفاً دولي

فأنا أرض العراق عشت جوعاً أزلي

بين تجويعي وتقطيعيَ أمرٌ جدلي



لي صغارٌ قتلوا في مهدهم جوعى

بعضهم من بطن أمٍّ ولدوا صرعى



وسمعتُ أنّ سلماً فيكِ يغتال الصغارا

فإذا ماتوا رأيتُ ضحكة السلم جهارا



وقّعت كفُّ السلام أوقعت كفُّ السلام

نبش الموساد صدري واحتسى ماء العظام

فطم الحُلم ولمّا يكتمل عمر الفطام

نبح الشجب ورائي وعوى الحبرُ أمامي

ياالتي ماتت بجوعٍ أنا متُّ بالكلام

سيّج الأرض بعرقٍ وحصارٍ واقتحام

نجف الكرار فتحاً للضحايا الباسل عمة الكرار صارت قبة القدس الحزين

والمرادي اليهودي رماها مرتين مرةً فيكِ وأخرى في فلسطين الحزين



إن باراك الذي قد جاء من خيبر

هو تلميذ المرادي وقد كشّر

كيف هم قد حاربوا أزمنة حيدر

ذاك بالسيف وذا بالمدفع الأحمر



الأماسي في طريقي قد أنارتها الحجاره

ونثارٌ من ضلوعي سقطت في كل حاره



وأنا سفر الدم إلى كل المدائن وعلى ماذا كفن الثوره

وأنا يقظة الإصباح في كل المآذن من ستحييها صرخة الدره



وأنا وطن الجوع وأعشاش المقابر عانقي صبرا من بني صبر

وأنا صرخةٌ أضحى صداها يوم عاشر كيف يرتد لو همى النحر



أفرعتها شتائلاً حمراء كلّ الأدهر

برأس عاشوراء قد روّاه رأسٌ حيدري

والنحر من مُشَجَّرٍ والدم من مُشَجِّر

والصدر من مهشم والضلع من معفر



أفديكِ يا أخت دمي من بارقات المنحر

وبالتوابيت التي تمر فوق القمر

وبالقماط فاكتر لفاظ نار الأشر

وبالبيوت هدمت وبالجسوم تنفري

والكادحين شردوا لمذبحٍ أو مهجر

وأنفسٍ لقد هوت لكنّها لم تكسر

توزعت أشلاؤنا لكنّها لم تقبر

في غزةٍ وكربلا في بيت لحمٍ والغري

توزعت إنّ لها وعداً مع المستكبر

يوماً تهز دمها في نشوة التحرر



سر الحجر الهادر في بسملة الثائر



يغمسه في الشريان ويثير البركانا

يتلو سور القرآن فيخيف العدوانا





يا نجف الكرار وطني بين النار



لكن بردٌ وسلامٌ سيعم الأوطانا

وتزوريني في الأقصى وسندعوا البلدانا



مرحا قدسي مرحا بدماكِ والجرحى



جئت لكِ من أوجاعي أهديكِ الأكفانا

أنا قدمت محرابي للدين قربانا



وبجنات الخلد سأراكِ في وعدي



ونقلد كل الصرعى يا قدس ريحانا

ونبارك كل الجرحى ونبارك قتلانا



وعدٌ منكِ في الجنات وعدٌ آتي



قم وأذن يا قتيل سيصلي جبرئيل .. كبّر العرش على فقدك كبّر