دماء على جسر الحلة
علي الشلاه *
* دعوة الى استثناء هيئة علماء السنة من مشاورات تشكيل الحكومة .
لا عزاء للامهات الحليات في هذا النهار الفاقع بالدم ، ولابواكي للشهداء الفقراء في زمن الموت الحريري الفاخر، انهم ينكؤون التاريخ من اوسع جراحاته ، ففي حين يسارع الجميع بمن فيهم من ضحكوا علينا باسم الشهداء والضحايا الى هيئة العلماء الخاطفين التي بررت سفك دمائنا وانتهاك حرماتنا ويتوجونها رقماً رئيساً في المعادلة العراقية حتى بعد ان اثبتت الانتخابات افلاسها وافلاس حلفائها الطائفيين القادمين من حيث لايعلم أحد ، مع ذلك وغيره من النذالات والكوارث صارت هذه الهيئة الموتورة محجة لمن نحترم ولانحترم من الساسة العراقيين النيئين والخبراء معاً .
ماالذي يحصل ؟
ماهذا الصبر القاتل وكأننا نعين على انفسنا به ؟
ياكل من يتحدث باسم العراق الجديد ، كفاكم دبوماسية ومجاملة ولاتذهبوا الى السقائف الجديدة بعد ان خولناكم بملايين ثمانية أن تصبحوا مقاماً يقصد ورأساً شامخاً لهذا البلد ، ماذا فعلتم وقد مر عامان لذوي المقابر الجماعية وماذا فعلتم لذوي شهداء الارهاب وماذا تفعلون للشهداء الأحياء المنتظرين على قائمة الموت الطائفي المطردة ، لقد جاملتم كما لم يجامل مجامل في التاريخ وتصرفتم وكأن دم الاغلبية هو الدم الأرخص بين الدماء العراقية النازلة ، ماهذا الملمس الناعم والكلم المحلى والدفاع عن كل الآخرين وقضاياهم الا قضايا اهلكم وقومكم ؟
جميلون ورائعون وانتم تتحدثون عن ضرورة اشراك الجميع وتمثيل الجميع وكأن الأغلبية هي السور الواطئ والحق المباح لمن هب ودب ،وكأن هذه الاغلبية هي التي غيبت الآخرين واضطهدتهم واعدمت اشرافهم وليس العكس ، اليس المنطق والعقل والانصاف يقتضي بأن تعيدوا الحق الأول الى أهله وتضمنوا النصف والعدل لمن تتحدثون باسمهم قبل ان تتطوعوا لتملق قتلتكم وقتلة اهلكم ، الم تكفكم كل هذه الدماء لتتعلموا ، وماهذا الرد الباهت البارد على هذه الدماء الشريفة المتلاحقة ؟
لم ننتخب اسماءكم ولاأشخاصكم ، فلم تجرؤا حتى على اعلانها انما انتخبنا حقنا المضيع ودماء آبائنا وأبنائنا واخواننا من خلال انتخاب العنوان الذي ضحوا من أجله ،وهاانتم تفاوضون عليها مع القتلة كأن العدد لم يكتمل وشهوتهم الى القتل لم ترتو بعد .
الحلة تلملم لحم بنيها وتبكي فيها كل الأعين ، ولم نسمع كلمة القصاص ولم نر سطوة هذه الدولة التي تقودونها ايها الأشاوس ، ارهابيون في الدوائر الحكومية ، ارهابيون في الشوارع والأزقة ، ارهابيون في الاذاعات والصحف والفضائيات ، ارهابيون في المستشفيات والعيادات ، ارهابيون ارهابيون ، قتلة قتلة ، مجرمون مجرمون يحتلون حتى هواء العراق و يلقاهم بعضنا بالابتسامة والمجاملة وكان صدام التكريتي مازال يرعبنا وينصرهم.
قتيل حريري واحد في لبنان اوقف التاريخ والجغرافيا في المشرق العربي وآلاف الشهداء الفقراء في العراق يفترشون الكربلاءات اليومية المتواصلة دون ان يهتز الضمير العربي وكأن هؤلاء الذين يقتلون قادمون من كوكب آخر او ينتمون الى سلالة اخرى غير سلالة البشر .
اننا لانعتب على القتلة الاجلاف المجرمين فهذا شأنهم وتاريخهم المنحط ولكننا نعتب على الشرفاء الصامتين الذين يتوهمون ان الدم بعيد عن عتبات بيوتهم والمصير الأسود لن يطالهم ولكننا ننصح العقلاء فيهم ان لايراهنوا كثيراً على صبر الصابرين فينا فقد تجاوزوا كل حدود وتجاوز صبربعضنا كل الحدود ايضاً ، ومن هنا فاننا ندعوا الى مقاطعة هيئة علماء السنة واستثنائها من كل مشاورات تشكيل الحكومة حتى تكف عن التحريض على قتل الأبرياء وتقديم المبررات للقتلة وتكف أيضاً عن توزيع الشرعية التي تفتقدها على مانحي الشرعية الحقيقيين القادمين عبر صناديق الاقتراع لا عبر اوقاف صدام ودولارات قندهار .
ايها السادة القادمون الى الحكم باسم الضحايا الذين لم تجف دماؤهم بعد ، ارجو ان تحترموا دماءهم ولا ترنوا بأبصاركم الا اليهم في هذه اللحظات العصيبة الدامية ، وشكلوا فوراً حكومة تحترم خيار الشعب وما افرزته الانتخابات ولاتحترموا من لم يحترم شعبكم ولا تقبلوا بأي فيتو لأي كان.
لشهدائنا في الحلة وسائر مدن العراق وقصباته جنان الرحمن ورضوانه ، وللقتلة المأجورين الارهابيين خزي الدنيا والآخرة ولا حول ولاقوة الا بالله العلي العظيم.
*كاتب واكاديمي عراقي
علي الشلاه *
* دعوة الى استثناء هيئة علماء السنة من مشاورات تشكيل الحكومة .
لا عزاء للامهات الحليات في هذا النهار الفاقع بالدم ، ولابواكي للشهداء الفقراء في زمن الموت الحريري الفاخر، انهم ينكؤون التاريخ من اوسع جراحاته ، ففي حين يسارع الجميع بمن فيهم من ضحكوا علينا باسم الشهداء والضحايا الى هيئة العلماء الخاطفين التي بررت سفك دمائنا وانتهاك حرماتنا ويتوجونها رقماً رئيساً في المعادلة العراقية حتى بعد ان اثبتت الانتخابات افلاسها وافلاس حلفائها الطائفيين القادمين من حيث لايعلم أحد ، مع ذلك وغيره من النذالات والكوارث صارت هذه الهيئة الموتورة محجة لمن نحترم ولانحترم من الساسة العراقيين النيئين والخبراء معاً .
ماالذي يحصل ؟
ماهذا الصبر القاتل وكأننا نعين على انفسنا به ؟
ياكل من يتحدث باسم العراق الجديد ، كفاكم دبوماسية ومجاملة ولاتذهبوا الى السقائف الجديدة بعد ان خولناكم بملايين ثمانية أن تصبحوا مقاماً يقصد ورأساً شامخاً لهذا البلد ، ماذا فعلتم وقد مر عامان لذوي المقابر الجماعية وماذا فعلتم لذوي شهداء الارهاب وماذا تفعلون للشهداء الأحياء المنتظرين على قائمة الموت الطائفي المطردة ، لقد جاملتم كما لم يجامل مجامل في التاريخ وتصرفتم وكأن دم الاغلبية هو الدم الأرخص بين الدماء العراقية النازلة ، ماهذا الملمس الناعم والكلم المحلى والدفاع عن كل الآخرين وقضاياهم الا قضايا اهلكم وقومكم ؟
جميلون ورائعون وانتم تتحدثون عن ضرورة اشراك الجميع وتمثيل الجميع وكأن الأغلبية هي السور الواطئ والحق المباح لمن هب ودب ،وكأن هذه الاغلبية هي التي غيبت الآخرين واضطهدتهم واعدمت اشرافهم وليس العكس ، اليس المنطق والعقل والانصاف يقتضي بأن تعيدوا الحق الأول الى أهله وتضمنوا النصف والعدل لمن تتحدثون باسمهم قبل ان تتطوعوا لتملق قتلتكم وقتلة اهلكم ، الم تكفكم كل هذه الدماء لتتعلموا ، وماهذا الرد الباهت البارد على هذه الدماء الشريفة المتلاحقة ؟
لم ننتخب اسماءكم ولاأشخاصكم ، فلم تجرؤا حتى على اعلانها انما انتخبنا حقنا المضيع ودماء آبائنا وأبنائنا واخواننا من خلال انتخاب العنوان الذي ضحوا من أجله ،وهاانتم تفاوضون عليها مع القتلة كأن العدد لم يكتمل وشهوتهم الى القتل لم ترتو بعد .
الحلة تلملم لحم بنيها وتبكي فيها كل الأعين ، ولم نسمع كلمة القصاص ولم نر سطوة هذه الدولة التي تقودونها ايها الأشاوس ، ارهابيون في الدوائر الحكومية ، ارهابيون في الشوارع والأزقة ، ارهابيون في الاذاعات والصحف والفضائيات ، ارهابيون في المستشفيات والعيادات ، ارهابيون ارهابيون ، قتلة قتلة ، مجرمون مجرمون يحتلون حتى هواء العراق و يلقاهم بعضنا بالابتسامة والمجاملة وكان صدام التكريتي مازال يرعبنا وينصرهم.
قتيل حريري واحد في لبنان اوقف التاريخ والجغرافيا في المشرق العربي وآلاف الشهداء الفقراء في العراق يفترشون الكربلاءات اليومية المتواصلة دون ان يهتز الضمير العربي وكأن هؤلاء الذين يقتلون قادمون من كوكب آخر او ينتمون الى سلالة اخرى غير سلالة البشر .
اننا لانعتب على القتلة الاجلاف المجرمين فهذا شأنهم وتاريخهم المنحط ولكننا نعتب على الشرفاء الصامتين الذين يتوهمون ان الدم بعيد عن عتبات بيوتهم والمصير الأسود لن يطالهم ولكننا ننصح العقلاء فيهم ان لايراهنوا كثيراً على صبر الصابرين فينا فقد تجاوزوا كل حدود وتجاوز صبربعضنا كل الحدود ايضاً ، ومن هنا فاننا ندعوا الى مقاطعة هيئة علماء السنة واستثنائها من كل مشاورات تشكيل الحكومة حتى تكف عن التحريض على قتل الأبرياء وتقديم المبررات للقتلة وتكف أيضاً عن توزيع الشرعية التي تفتقدها على مانحي الشرعية الحقيقيين القادمين عبر صناديق الاقتراع لا عبر اوقاف صدام ودولارات قندهار .
ايها السادة القادمون الى الحكم باسم الضحايا الذين لم تجف دماؤهم بعد ، ارجو ان تحترموا دماءهم ولا ترنوا بأبصاركم الا اليهم في هذه اللحظات العصيبة الدامية ، وشكلوا فوراً حكومة تحترم خيار الشعب وما افرزته الانتخابات ولاتحترموا من لم يحترم شعبكم ولا تقبلوا بأي فيتو لأي كان.
لشهدائنا في الحلة وسائر مدن العراق وقصباته جنان الرحمن ورضوانه ، وللقتلة المأجورين الارهابيين خزي الدنيا والآخرة ولا حول ولاقوة الا بالله العلي العظيم.
*كاتب واكاديمي عراقي
تعليق