إخواني في الله وفي ولاية محمد وآل محمد صلوات الله عليهم أجمعين وعَجَّل الله تعالى فرجهم الشريف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل تشعرون يا إخوان بـ(حب الله سبحانه وتعالى)؟؟
والله يا إخوان مفتاح السعادة الحقيقية هو حب الله سبحانه وتعالى.
فعلى كل فرد منا أن يجتهد في تنمية هذا الحب الأسمى في قلبه بكل ما يمكنه من وسائل.
روي عن أمير المؤمنين (ع) أن النبي (ص) سأل ربه سبحانه ليلة المعراج فقال: يا رب أي الأعمال أفضل؟ فقال الله تعالى: ليس شيء أفضل عندي من التوكل علي والرضا بما قسمت. يا محمد وجبت محبتي للمتحابين فيَّ ووجبت محبتي للمتعاطفين فيَّ ووجبت محبتي للمتواصلين فيَّ ووجبت محبتي للمتوكلين عليَّ وليس لمحبتي علم ولا غاية ولا نهاية وكلما رفعت لهم علمًا وضعت لهم علمًا. أولئك الذين نظروا إلى المخلوقين بنظري إليهم ولم يرفعوا الحوائج إلى الخلق. بطونهم خفيفة من أكل الحرام نعيمهم في الدنيا ذكري ومحبتي ورضائي عنهم....
يا أحمد هل تدري أي عيش أهنأ وأي حياة أبقى؟ قال (ص): اللهم لا. قال: أما العيش الهنيء فهو الذي لا يفتر صاحبه عن ذكري ولا ينسى نعمتي ولا يجهل حقي يطلب رضاي ليله ونهاره وأما الحياة الباقية فهي التي يعمل لنفسه حتى تهون عليه الدنيا وتصغر في عينيه وتعظم الآخرة عنده ويؤثر هواي على هواه ويبتغي مرضاتي ويعظم حق عظمتي ويذكر علمي به ويراقبني بالليل والنهار عند كل سيئة ومعصية وينفي قلبه عن كل ما أكره ويبغض الشيطان ووساوسه لا يجعل لإبليس على قلبه سلطانا وسبيلا. فإذا فعل ذلك أسكنت في قلبه حبًا حتى أجعل قلبه لي وفراغه واشتغاله وهمه وحديثه من النعمة التي أنعمت بها على أهل محبتي من خلقي وأفتح عين قلبه وسمعه حتى يسمع بقلبه وينظر بقلبه إلى جلالي وعظمتي وأضيق عليه الدنيا وأبغض إليه ما فيها من اللذات وأحذره من الدنيا وما فيها كما يحذر الراعي غنمه من مراتع الهلكة. فإذا كان هكذا يفر من الناس فرارًا وينقل من دار الفناء إلى دار البقاء ومن دار الشيطان إلى دار الرحمن.
يا أحمد لأزيننه بالهيبة والعظمة فهذا هو العيش الهنيء والحياة الباقية وهذا مقام الراضين فمن عمل برضائي ألزمه ثلاث خصال؛ أعرفه شكرًا لا يخالطه الجهل، وذكرًا لا يخالطه النسيان ومحبة لا يؤثر على محبتي محبة المخلوقين، فإذا أحبني أحببته وأفتح عين قلبه إلى جلالي فلا أخفي عليه خاصة خلقي فأناجيه في ظلم الليل ونور النهار حتى ينقطع حديثه من المخلوقين ومجالسته معهم وأسمعه كلامي وكلام ملائكتي وأعرفه السر الذي سترته عن خلقي وألبسه الحياء حتى يستحي منه الخلق كلهم ويمشي على الأرض مغفورًا له و أجعل قلبه واعيًا و بصيرًا ولا أخفي عليه شيء من جنة ولا نار وأعرفه بما يمر على الناس في يوم القيامة من الهول والشدة وما أحاسب به الأغنياء والفقراء والجهال والعلماء وأنور له في قبره وأنزل عليه منكرًا يسأله ولا يرى غم الموت وظلمة القبر واللحد وهول المطلع حتى أنصب له ميزانه وأنشر له ديوانه ثم أضع كتابه في يمينه فيُقْرَأ منشورًا ثم لا أجعل بيني وبينه ترجمانًا فهذه صفات المحبين.
يا أحمد اجعل همك همًا واحدًا؛ فاجعل لسانك واحدًا واجعل بدنك حيًا، لا تغفل أبدًا، من غفل عني لا أبالي بأي واد هلك.(1)
(1) المصدر: بحار الأنوار للمجلسي الثاني قدس الله سره، والجزء الأول من كتاب إرشاد القلوب للديلمي قدس الله سره.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل تشعرون يا إخوان بـ(حب الله سبحانه وتعالى)؟؟
والله يا إخوان مفتاح السعادة الحقيقية هو حب الله سبحانه وتعالى.
فعلى كل فرد منا أن يجتهد في تنمية هذا الحب الأسمى في قلبه بكل ما يمكنه من وسائل.
روي عن أمير المؤمنين (ع) أن النبي (ص) سأل ربه سبحانه ليلة المعراج فقال: يا رب أي الأعمال أفضل؟ فقال الله تعالى: ليس شيء أفضل عندي من التوكل علي والرضا بما قسمت. يا محمد وجبت محبتي للمتحابين فيَّ ووجبت محبتي للمتعاطفين فيَّ ووجبت محبتي للمتواصلين فيَّ ووجبت محبتي للمتوكلين عليَّ وليس لمحبتي علم ولا غاية ولا نهاية وكلما رفعت لهم علمًا وضعت لهم علمًا. أولئك الذين نظروا إلى المخلوقين بنظري إليهم ولم يرفعوا الحوائج إلى الخلق. بطونهم خفيفة من أكل الحرام نعيمهم في الدنيا ذكري ومحبتي ورضائي عنهم....
يا أحمد هل تدري أي عيش أهنأ وأي حياة أبقى؟ قال (ص): اللهم لا. قال: أما العيش الهنيء فهو الذي لا يفتر صاحبه عن ذكري ولا ينسى نعمتي ولا يجهل حقي يطلب رضاي ليله ونهاره وأما الحياة الباقية فهي التي يعمل لنفسه حتى تهون عليه الدنيا وتصغر في عينيه وتعظم الآخرة عنده ويؤثر هواي على هواه ويبتغي مرضاتي ويعظم حق عظمتي ويذكر علمي به ويراقبني بالليل والنهار عند كل سيئة ومعصية وينفي قلبه عن كل ما أكره ويبغض الشيطان ووساوسه لا يجعل لإبليس على قلبه سلطانا وسبيلا. فإذا فعل ذلك أسكنت في قلبه حبًا حتى أجعل قلبه لي وفراغه واشتغاله وهمه وحديثه من النعمة التي أنعمت بها على أهل محبتي من خلقي وأفتح عين قلبه وسمعه حتى يسمع بقلبه وينظر بقلبه إلى جلالي وعظمتي وأضيق عليه الدنيا وأبغض إليه ما فيها من اللذات وأحذره من الدنيا وما فيها كما يحذر الراعي غنمه من مراتع الهلكة. فإذا كان هكذا يفر من الناس فرارًا وينقل من دار الفناء إلى دار البقاء ومن دار الشيطان إلى دار الرحمن.
يا أحمد لأزيننه بالهيبة والعظمة فهذا هو العيش الهنيء والحياة الباقية وهذا مقام الراضين فمن عمل برضائي ألزمه ثلاث خصال؛ أعرفه شكرًا لا يخالطه الجهل، وذكرًا لا يخالطه النسيان ومحبة لا يؤثر على محبتي محبة المخلوقين، فإذا أحبني أحببته وأفتح عين قلبه إلى جلالي فلا أخفي عليه خاصة خلقي فأناجيه في ظلم الليل ونور النهار حتى ينقطع حديثه من المخلوقين ومجالسته معهم وأسمعه كلامي وكلام ملائكتي وأعرفه السر الذي سترته عن خلقي وألبسه الحياء حتى يستحي منه الخلق كلهم ويمشي على الأرض مغفورًا له و أجعل قلبه واعيًا و بصيرًا ولا أخفي عليه شيء من جنة ولا نار وأعرفه بما يمر على الناس في يوم القيامة من الهول والشدة وما أحاسب به الأغنياء والفقراء والجهال والعلماء وأنور له في قبره وأنزل عليه منكرًا يسأله ولا يرى غم الموت وظلمة القبر واللحد وهول المطلع حتى أنصب له ميزانه وأنشر له ديوانه ثم أضع كتابه في يمينه فيُقْرَأ منشورًا ثم لا أجعل بيني وبينه ترجمانًا فهذه صفات المحبين.
يا أحمد اجعل همك همًا واحدًا؛ فاجعل لسانك واحدًا واجعل بدنك حيًا، لا تغفل أبدًا، من غفل عني لا أبالي بأي واد هلك.(1)
(1) المصدر: بحار الأنوار للمجلسي الثاني قدس الله سره، والجزء الأول من كتاب إرشاد القلوب للديلمي قدس الله سره.
تعليق