بسمه تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الدرس الذي يُفاد من التخطيط الحسيني :
ومن هذا التخطيط يمكننا أن نستفيد درساً عاماً ، وحاصل هذا الدرس : إن عملية التغيير في أخلاقية الأمة لا يجوز أن تقوم بأي مجابهة واضحة للأخلاقية الفاسدة الموجودة في الأمة ، لأن المجابهة الواضحة الصريحة للأخلاقية الفاسدة الموجودة في الأمة يكون معناها الانعزال عن هذه الأمة والانكماش ، وعدم القدرة على القيام بعمل مشروع في نظر هذه الأمة حينما نريد أن ننفذ إلى ضمير الأمة التي ماعت أخلاقياً ، لا بد لنا أيضاً في نفس الوقت الذي نفكر في إنشاء أخلاقيتها من جديد أن نفكر في عدم مجابهة الأخلاقية القائمة بالشكل الذي يعزل هذا الشخص الذي يريد أن يغير أخلاقية الأمة ، فلا بد له أن يفكر في انتهاج طريق في التغيير يستطيع به أن ينفذ إلى ضمير الأمة ، وهو لا يمكنه أن ينفذ إلى ضمير الأمة إلا إذا حافظ باستمرار على معقولية ومشروعية عمله في نظر الأمة ، كما عمل الإمام الحسين (عليه الصلاة والسلام) لم يبق لدى شخص من أبناء الأمة الإسلامية أي شك في أن عمل الإمام الحسين كان عملاً مشروعاً صحيحاً ، وإنّ عمل بني أمية كان عملاً ظالماً عاتياً جباراً .
وهذا الوضوح في الرؤية هو الذي جعل المسلمين يدخلون بالتدريج إلى آفاق جديدة من الأخلاقية تختلف عن أخلاقية الهزيمة ، هذا الوضوح هو الذي هز ضمير الإنسان المسلم ، وهو الذي يهزه إلى يومنا هذا ، فليس دم الإمام الحسين (عليه السلام) رخيصاً بدرجة يكتفي في ثمنه بأن يهتز ضمير الإنسان المسلم في عصر واحد ، أو في جيل واحد ، لا يمكن أن يكون ثمن دم الإمام الحسين (عليه السلام) أن تتزلزل قواعد بني أمية فحسب ، أو أن ينكشف عن حقيقة بني أمية ، أو أن تنتعش ضمائر جيل من أمة الإسلام ، هذا لا يكفي ثمناً لدم الإمام الحسين الطاهر ، بل إن ثمن دم الإمام الحسين الذي هو أغلى دم سفك في سبيل الإسلام أن يبقى محركاً ، منوراً ، دافعاً ، مطهراً ، منقياً على مر التاريخ لكل أجيال الأمة الإسلامية ، لا بد وأن يهز ضميرنا وضمير كل واحد منا حينما نجابه أي موقف من مواقف الإغراء ، أو الترغيب أو الترهيب ، لابد وأن نستشعر تلك التضحية العظيمة حينما نلتفت إلى أننا مدعوون إلى تضحية جزئية بسيطة ، حينما يتطلب منا الإسلام لوناً من التضحية وقدراً بسيطاً وضئيلاً من التضحية ، لا بد وأن نلتفت دائماً إلى ذلك القدر العظيم غير المحدود من التضحية الذي قام به الإمام الحسين (عليه السلام) لكي نستصغر ، ولكي يتضاءل أمامنا أي قدر نواجهه في حياتنا ونكلف أنفسنا بالقيام به في سبيل الإسلام . إن الإسلام اليوم يتطلب منك قدراً قليلاً من التضحية بوقتك ، براحتك ، بمصالحة الشخصية ، برغباتك بشهواتك ، في سبيل تعبئة كل طاقتك وإمكانياتك وأوقاتك لأجل الرسالة ، أين هذه التضحية من تلك التضحية العظيمة التي قام قام بها الإمام الحسين (عليه السلام) ؟ من تضحيته بآخر قطرة من دمه ، بآخر شخص من ذريته ، بآخر كرامة من كراماته بحسب مقاييس الإنسان الدنيوي ؟ هذه التضحية ، ونعيش دائماً مدلول هذا الدم الطاهر لكي يكون ثمن دم الإمام الحسين (عليه السلام) حياً على مر التاريخ .
غفر الله لنا ولكم
* (( من محاضرة للمفكر العملاق والفيلسوف سماحة آية الله العظمى الشهيد السيد محمد باقر الصدر ))
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الدرس الذي يُفاد من التخطيط الحسيني :
ومن هذا التخطيط يمكننا أن نستفيد درساً عاماً ، وحاصل هذا الدرس : إن عملية التغيير في أخلاقية الأمة لا يجوز أن تقوم بأي مجابهة واضحة للأخلاقية الفاسدة الموجودة في الأمة ، لأن المجابهة الواضحة الصريحة للأخلاقية الفاسدة الموجودة في الأمة يكون معناها الانعزال عن هذه الأمة والانكماش ، وعدم القدرة على القيام بعمل مشروع في نظر هذه الأمة حينما نريد أن ننفذ إلى ضمير الأمة التي ماعت أخلاقياً ، لا بد لنا أيضاً في نفس الوقت الذي نفكر في إنشاء أخلاقيتها من جديد أن نفكر في عدم مجابهة الأخلاقية القائمة بالشكل الذي يعزل هذا الشخص الذي يريد أن يغير أخلاقية الأمة ، فلا بد له أن يفكر في انتهاج طريق في التغيير يستطيع به أن ينفذ إلى ضمير الأمة ، وهو لا يمكنه أن ينفذ إلى ضمير الأمة إلا إذا حافظ باستمرار على معقولية ومشروعية عمله في نظر الأمة ، كما عمل الإمام الحسين (عليه الصلاة والسلام) لم يبق لدى شخص من أبناء الأمة الإسلامية أي شك في أن عمل الإمام الحسين كان عملاً مشروعاً صحيحاً ، وإنّ عمل بني أمية كان عملاً ظالماً عاتياً جباراً .
وهذا الوضوح في الرؤية هو الذي جعل المسلمين يدخلون بالتدريج إلى آفاق جديدة من الأخلاقية تختلف عن أخلاقية الهزيمة ، هذا الوضوح هو الذي هز ضمير الإنسان المسلم ، وهو الذي يهزه إلى يومنا هذا ، فليس دم الإمام الحسين (عليه السلام) رخيصاً بدرجة يكتفي في ثمنه بأن يهتز ضمير الإنسان المسلم في عصر واحد ، أو في جيل واحد ، لا يمكن أن يكون ثمن دم الإمام الحسين (عليه السلام) أن تتزلزل قواعد بني أمية فحسب ، أو أن ينكشف عن حقيقة بني أمية ، أو أن تنتعش ضمائر جيل من أمة الإسلام ، هذا لا يكفي ثمناً لدم الإمام الحسين الطاهر ، بل إن ثمن دم الإمام الحسين الذي هو أغلى دم سفك في سبيل الإسلام أن يبقى محركاً ، منوراً ، دافعاً ، مطهراً ، منقياً على مر التاريخ لكل أجيال الأمة الإسلامية ، لا بد وأن يهز ضميرنا وضمير كل واحد منا حينما نجابه أي موقف من مواقف الإغراء ، أو الترغيب أو الترهيب ، لابد وأن نستشعر تلك التضحية العظيمة حينما نلتفت إلى أننا مدعوون إلى تضحية جزئية بسيطة ، حينما يتطلب منا الإسلام لوناً من التضحية وقدراً بسيطاً وضئيلاً من التضحية ، لا بد وأن نلتفت دائماً إلى ذلك القدر العظيم غير المحدود من التضحية الذي قام به الإمام الحسين (عليه السلام) لكي نستصغر ، ولكي يتضاءل أمامنا أي قدر نواجهه في حياتنا ونكلف أنفسنا بالقيام به في سبيل الإسلام . إن الإسلام اليوم يتطلب منك قدراً قليلاً من التضحية بوقتك ، براحتك ، بمصالحة الشخصية ، برغباتك بشهواتك ، في سبيل تعبئة كل طاقتك وإمكانياتك وأوقاتك لأجل الرسالة ، أين هذه التضحية من تلك التضحية العظيمة التي قام قام بها الإمام الحسين (عليه السلام) ؟ من تضحيته بآخر قطرة من دمه ، بآخر شخص من ذريته ، بآخر كرامة من كراماته بحسب مقاييس الإنسان الدنيوي ؟ هذه التضحية ، ونعيش دائماً مدلول هذا الدم الطاهر لكي يكون ثمن دم الإمام الحسين (عليه السلام) حياً على مر التاريخ .
غفر الله لنا ولكم
* (( من محاضرة للمفكر العملاق والفيلسوف سماحة آية الله العظمى الشهيد السيد محمد باقر الصدر ))
تعليق